Translate

الثلاثاء، 12 أبريل 2022

كتاب المواعظ رمضان اليحي التركي لعبدالرحمن

 


كتاب المواعظ رمضان   اليحي التركي  لعبدالرحمن

  ...........................

اللهم أعط منفقا خلفا و أعط ممسكا تلفا

الجزء الثاني 

جدول المحتويات

م

الموضوع

رقم الصفحة

1

دروس تربوية في رمضان

4

2

ليلة القدر وعلاماتها

8

3

احكام يجب تعلمها في رمضان

10

4

خمس خصال في رمضان

12

5

سبع وقفات في رمضان

14

6

للصائم فرحتان

26

7

رمضان من اعظم مواسم الاخرة

28

8

ازمة اخلاق في رمضان

32

9

وقفات مع رمضان 1435

36

10

دروس بعد رمضان

38

11

تفسير ايات الصيام

41

12

تذكر ان رمضان شهر القران

57

13

هدي رسول الله في العشر الاواخر

59

14

عبادات شرعت في نهايه رمضان

62

15

 

 

16

 

 

17

 

 

18

 

 

19

 

 

20

 

 

21

 

 

22

 

 

23

 

 

24

 

 

25

 

 

26

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كتاب المواعظ 

................

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى اللهم لك الحمد اكملة واتمه واجمله وباتم ما تحمد عليه النعمة ونسال وان تبارك لي فيها وان يكون الشكر لك كذلك

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم لا تعذب لسانا كل ما يروي عنك،ولا تخيب رجاء منوطا بك ولا قلبا يشتاق إليك ولا عينا تنظر في ملكوتك ولا أذنا تستمع إلى كلامك اللهم  اجعلنا ممن تعلم وعمل ودعا الى ما عمل به وعلمه وثبتنا على الحق في جميع احوالنا.

هذه المواعظ أيها الأخوة هي سلسلة يومية القيتها في صلاة الظهر كل يوم  لعامةالناس  لعام  ألف وأربعمائة واثنين وثلاثين للهجرة وتعتبر الجزء الثاني ونحن لانعلم الناس من جهل فقط بل نذكرهم اذا غفلوا ونذكرهم اذا نسوا فيحصل فائدتان التذكير و زيادة الايمان

تم بحمد الله.

أخي الحبيب المبارك– رعاك الله

لا نقصد من نشر هذه المادة القراءة فقط أو حفظها في جهاز الحاسب. بل نأمل منك تفاعلا أكثر من خلال:- إبلاغنا عن الخطأ الإملائي أو الهجائي كي يتم التعديل.- نشر هذه المادة في مواقع أخرى على الشبكة.- مراجعتها ومن ثم طباعتها وتغليفها بطريقة جذابة كهدية للأحباب والأصحاب. في حال إمكان ذلك لتبني طباعتها ككتاب يكون صدقة جارية لك.أخي الحبيب لا تحرمنا من دعوة صالحة في ظهر الغيب. من خلال اقتراحاتك وتوجيهاتك لأخيك يمكن أن تساهم في هذا العمل الجليل.

اللهم اجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم موجبا لرضوانك العظيم. للتواصل مع اخوكم/     abonemr99@gmail.comكتبه عبدالرحمن التركي

 

دروس تربوية في رمضان

1- اول درس تعلمناه في رمضان الاخلاص ففي الحديث ( يدع طعامة وشرابة وشهوته من اجلي ) وإذا رزق الله العبد الإخلاص فتح في وجهه أبواب الرحمة فما سلك طريق إلا سهله الله له وما أراد بابا من الخير إلا فتحه الله له ومن اطلع الله على قلبه فرأى فيه الإخلاص والصدق إلا أحبه ووضع له القبول في الأرض فاذا قلت قل لله واذا عملت فاعمل لله واحذر ان ينظر الله الى قلبك وهو غشاش او كذاب او منافق يقول الحسن البصري ( والله ما نطقت بلساني ولا نظرت ببصري ولا سمعت بأذني ولا مددت يدي ولا مشيت برجلي حتى انظر هل هي لله أم لغير الله فان كانت لله تقدمت وان كانت لغير الله تأخرت) تصور رجل صام او اعتمر او حج او صلى وقد ظهرت عليه علامات التعب او الجوع او العطش او النصب وكان هذا التعب كله لغير الله او جاهد وزهقت روحة والدماء تتصب منه ولم يخلص لله فيدخل تحت قول الله ( عاملة ناصبه ) ويجر صاحبه على وجهه الى النار وفي المقابل ( ذلك بانهم لايصيبهم ظما ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله الا كتب لهم به عمل صالح ) شتان بين الفريقين ومن هنا كان اكبر الآفات واكبر المصائب التي ينتكس بها الإنسان تأتي من الرياء والغرور والعجب والكبر ولذلك كانت المتابعة ممكنة ولكن الإخلاص صعب يقول بعض السلف ( يا رب جاهدت نفسي على الإخلاص واردتها عليه فأبت فتركتها وتوجهت إليك اللهم ارزقني إخلاصا يارب اذا لم تمنحني الاخلاص فلا حول لي ولا قوة ). فاتهم نفسك دائما وراقب قلبك وكن حارسا عليه حتى لايدخله غير الله فمن قال لله او عمل لله بارك الله له في قولة وعمله ومن علم لله بارك الله في تعليمه

2 ) هذه الطاعة تعلمك الصبر على طاعة الله و مرضاته و لا شك أن أعظم ما يكون الصبر حينما تصبر على ما تهوى النفس ومن هنا رتب الله على دخول الجنة أمرين فذكر منها ترك هوى النفس ، يقول عمر : وجدنا ألذ عيشنا في الصبر ، " والله يحب الصابرين " فعبادة الصيام فيها سر يحبه الله ألا وهو الصبر و إذا استشعر الصائم أن الله يحب منه هذا الصبر و يثيبه عليه استجمت نفسه وارتاحت فيقف في نهاية اليوم و قد ظمأ أو جاع ووجد المشقة و العناء فقال " اللهم لك صمت ، و على رزقك أفطرت ، ذهب الظمأ وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله " فذا لا شك معاملة رابحة .

3 ) أنت تعلمت أثناء الصيام أن تترك الحلال لله ، فحري بك أن تترك الحرام فلا تأكل حراماً ، ولا تشرب حراماً فإذا صمت عن الحلال فيجب عليك أيضاً أن تصوم جوارحك عن الحرام يأتيك الشخص يسأل عن قطرة الماء دخلت جوفه أثناء الوضوء و لكنه تجده ينظر حراماً و يسمع حراماً و يأكل حراماً و يشرب حراماً تقول عائشة رضي الله عنها : من أراد أن يسبق الدائب المجتهد فليقف عند محارم الله و يقول عمر بن عبد العزيز : ليست التقوى أن تقوم الليل وتصوم النهار ثم تخلط بين ذلك و لكن تقوى الله أن تؤدي فرائض الله وتقف عند محارم الله فهذا أبو بكر الصديق ما سبق الناس بكثرة صلاة و لا صيام ولكن بشيء وقر في قلبه و لما قدم له الخادم طعاماً و كان جائعاً فأكل لقيمات ثم سأله : من أين أتيت بهذا الطعام ؟ فذكر له بأنها من كهانة تكهنها في الجاهلية أدخل يده في فمه و قال : والله لأخرجنها حتى لو ما خرجت إلا مع روحي " ومن هنا فقد ذكر رسول الله أن الصيام علاج لجميع الفتن والشهوات .

فالصوم له تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة و القوى الباطنة و السؤال المهم و الأهم : متى يورث الصيام تقوى الله ، والإجابة حينما تتوفر فيه ثلاثة أمور :

1.  الإمساك عن شهوتي البطن والفرج .

2.  ترك المعاصي .

3.  النية أن يصوم بغرض الطاعة لله فلا يصوم مسايرة للمجتمع و لا خوف ملامة و لا تخفيفاً للوزن " من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له " رواه أحمد.

4 ) الصيام مدرسة يعلمك كيف تصون لسانك ( اني صائم ) كلمة يذكر الصائم بها نفسه وغيره فيحفظ صيامة فلا يجهل على احد ولا يعتدي ولا يظلم فإن سابه أحد فليقل إني صائم " فهذه العبادة تعلمك كيف تصون لسانك اثناء الصيام وكيف يعف الصائم عن أعراض المسلمين و صدق رسول الله حينما قال " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " رواه مسلم .

و لنا وقفة قصيرة مع اللسان : إنه عضو خلقه الله وجعله دليلاً على وحدانيته " واختلاف ألسنتكم " فهو عضو صغير خطير يقود صاحبه إلى الروح و الريحان أو يقوده إلى دركات النيران و هذا اللسان لحمة صغيرة سبحان من أنطقها خلقه الله وجعل لكل دابة صوتاً و لغة و عرف سبحانه لغاتها و أصواتها و حوائجها فهذا سليمان يمر على وادي النمل و قد علمه الله منطق الطير فسمع صوت النملة ومناجاتها لربها و قد قص الله علينا كلامها في سورة النمل .

ومع اختلاف الأصوات فلا يشغله صوت عن صوت فقد وسع سمعه جميع الأصوات.

خلق الله اللسان ليعرب عما في الصدور ، انظر إلى الأخرس و قد وقف وعجز أن يعبر عما في صدره و الله أنطقك و إذا عرف هذا فإن للسان زلات و هنات فمن أعظم زلات اللسان ثلاث :

1.  الكفر بالله : نسأل الله العظيم أن يعيذنا من هذا البلاء فقد كفر الإنسان حينما قال : لا إله والحياة مادة ، لقد كفر حينما قال : إن لله ولداً " لقد جئتم شيئاً إدا " لقد كفر يوم نادى غير الله واستغاث بغير الله .

2.  ومن آفات اللسان يوم يستهزئ بالدين و أهل الدين سلم منك أهل الفساد والانحلال و لم يسلم منك الراكعون الساجدون ألم تعلم أن من عادى لله ولياً فقد آذنه الله بالحرب ؟! فكن على حذر ، ضاقت عليك الدنيا فلم تجد من تستهزئ به إلا عباد الله الصالحين ، إن من استخف بالعلماء و الصالحين فله نصيب من قوله " قل أبالله وءاياته و رسوله كنتم تستهزئون " قال العلماء : من استخف بالعلماء فقد استخف بالقرآن لأن العلماء حملة كتاب الله .

3.  و من آفات اللسان السب واللعن و هو من أسباب دخول النار ويحرم الشفاعة و علاج هذا اللسان " قل خيراً أو اصمت " و ذكر الآخرة يقول ابن دقيق العيد : والله ما تكلمت كلمة منذ أربعين سنة إلا و أعددت لها جواباً عند الله .

5 ) الأمر الخامس : عندما يشتد بك الظمأ فلا تمر ساعة إلا و هي أشد من التي قبلها فإذا كانت آخر ساعة من النهار يقف الصائم موقف المتأمل كيف مرت مع ما فيها من التعب ، فإذا أذن فرح " للصائم فرحتان عند فطره و عند لقاء ربه " وعندها يقول " ذهب الظمأ وابتلت العروق و ثبت الأجر إن شاء الله " و هكذا يقف المسلم في آخر أعتاب الدنيا عندما ينتهي العمر فيكون كحال الصائم و قد ذهب العناء والتعب و بقي الأجر و فرح بلقاء الله فمما يوصي به العلماء : أن يتصور العبد كل يوم في رمضان أنه آخر يوم ؟، فماذا تتمنى في؟ فاجتهد يقول بعض العلماء : " أنام أول الليل رجاء أن أقوم آخره فأنام فأحزن على ذلك مع أنني أعلم أن الله يكتب لي أجر القيام ، ولكن حينما أقوم و أفعل القيام حقيقة فليس كمن يكتب له الأجر " . و قد تعلمت في رمضان كيف تكون نهاية الطاعة فرحة عند الفطر و فرحة عند لقاء الرب و كذلك نهاية العمر .

كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 6/9/1432هـ

ليلة القدر وعلاماتها

حديثي معكم عن قيام الليل وتفسير سورة القدر فقد جعل بين القرآن والصيام صلة و علاقة متينة ففي مسند أحمد " القرآن والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام منعته الطعام والشراب و الشهوات بالنهار ، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، فيشفعان )

وجعل الله ثواب القيام يعدل ثواب الصيام فمن صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

وجعل الله الحكم والفوائد التي في الصيام من الوقاية من الامراض ففي الاثر ( صوموا تصحوا ) اثر ضعيف جدا لكن الصيام حصن حصين من الامراض فعلا والصيام ايضا منهاة عن الحرام ويورث تقوى الله ففي الحديث ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء ) وكذلك هذه الحكم والفوائد موجودة في القيام وقد اشار الى هذا نبينا صلى الله عليه وسلم ففي مسند احمد والترمذي والحاكم والبيهقي عن ابي امامة مرفوعا ("عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى,ومنهاة عن الأثم ومطردة للداء عن الجسد"صحيح الجامع 4079 فكما ان الصيام وقاية من الاخلاط الرديئة ووقاية من الاخلاق الرذيلة فكذلك اليقام

واذا كان القيام مسنونا وتطوعا ومرغبا فيه فانه في رمضان آكد وفي العشر الاواخر منه آكد بل كان نبينا صلى الله عليه وسلم يولي القيام وبالاخص في رمضان مزيدا من الاهتمام والجد والاجتهاد ثبت في الحديث عند احمد ومسلم والترمذي والنسائي عن عائشة قالت : كَانَ رسولُ اللهِ r يَجْتَهِدُ في رَمَضَانَ مَا لاَ يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ ، وَفِي العَشْرِ الأوَاخِرِ مِنْهُ مَا لا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ . رواه مسلم .

وثبت عند احمد والكتب الستة ما عدا الترمذي عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأواخر احياء ليلة وأيقظ أهله ورفع المئزر قيل لأبي بكر : ما رفع المئزر قال اعتزال النساء ) وهذا كله كناية عن عن الجد والاجتهاد

وعند الطبراني ( وكان لايدع صغيرا ولا كبيرا الا ايقظة ) وفي قيام الليل للمروزي ( وكان لايدع احدا من اهلة يطيق القيام الا أقامة )

لأمرين

1- إغتنام البركات والرحمات في شهر رمضان الذي اوشك على الرحيل

2- طلبا لليلة القدر فقد ثبت في سنن ابن ماجة بسند صحيح عن انس إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم ) وقد اجمع الصحابة انها في شهر رمضان وفي العشر الاواخر منه وقد انزل الله فيها سورة كاملة تتحدث عن شأنها ( انا انزلناه في ليلة القدر )

اختلف العلماء في معنى القدر على ثلاثة اقوال

1- القدر ياتي بمعنى الليلة العظيمة لكونها نزل فيها القران كما في صدر السورة وتنزل الملائكة فيها وفيها خيرات عظيمة ولا يحص على موافقتها الا من رضي الله عنه وانعم عليه

2- القدر ياتي بمعنى التضييق لامرين ان الارض تضيق من كثرة الملائكة وكذلك التضيق بسبب اخفائها ففي الحديث ان النبي خرج ليخب رالصحابة بليلة القدر فتلاح اثنان فرفع الله ذلك لحكمة يعلمها عن أبي سعيد الخدري قال: ـأعتكفنـآ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان فقال: " إني أُريتُ ليلةَ القدرفأُنسيتُها فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر ) وفي ذلك خير كبير ليجتهد الناس في العشر

3- وقيل القدر بمعنى التقدير والقضاء ( فيها يفرق كل امر حكيم ) يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من رزق أو موت أو حياة أو مطر، حتى يكتب الحاج يحج فلان ويحج فلان) فيقضي الله كل أجل وأمل ورزق إلى مثلها

قولة ليلة القدر خير من الف شهر ورد في سبب نزولها ان رجلا لبس سلاحة في سبيل الله الف شهر فتنمى الصحابة ذلك فبشرهم نبينا بان ليلة القدر تعدل ذلك ) رواه ابن ابي حاتم والطبري عن مجاهد مرسلا

وقيل ان سبب نزولها ان نبينا تقاصر اعمار امته اعطاه الله ليلة القدر يعوضون بها ما فاتهم من طول العمر ) فهذا نوح مكث الف سنة الا خمسين عاما

اما الحوز على فضيلة ليلة القدر اختلف العلماء على ذلك هل يكفي قيامها ام لابد من موافقتها

فذهب طائفة منهم ان ليلة القدر يدرك فضلها بالقيام لحديث ( من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )

وذهبت طائفة انه لايكفي القيام فقط بل لابد مع القيام من الموافقة واستدلوا بثلاثة احاديث

ثبت عند احمد والطبراني بسند صحيح عن عبادة ( من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا ثم وفقت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر )

وثبت عند احمد ومسلم عن ابي هريرة ( من يقيم ليلة القدر ايمانا واحتسابا فيوافقها غفر له ما تقدم من ذنبه )

وعند احمد والسنن الاربعة الا ابو داود عن عائشة ( يا رسول الله ماذا اقوال ان وافقت ليلة القدر فقال قولي ( اللهم انك عفو تحب العفو فاعفوا عني ) اما علاماتها فقد اختلف الائمة منهم من قال يرى ان يسجد في ماء وطين وقيل يرى كل شيء ساجد لله حتى الشجر وقيل يرى نورالارض وقيل يسمع تسليم الملائكة وليس المراد هنا هذه العلامات انما تستبين له بعلامة

قال الامام النووي وهذا ما عليه اكثر الائمة وقال ابن حجر والراجح عندي قوله وفقت له او يوافقها أي استبانت له بعلامة

واخير جمع عمر الصحابة وسالهم عن ليلة القدر فاجمعوا على انها في رمضان وانها في العشر الاواخر منه ثم اختلفوا في أي ليلة فقال لابن عباس مالك لا تتكلم فقال ( انها في سابعة مضت او في سابعة بقيت ) ومعنى سابعت مضت ليلة ست وعشرين وسابعة بقيت ليلة ثلاث وعشرين )

كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 4/9/1432هـ

 

 

 

 

 

 

 

احكام يجب تعلمها في رمضان

على من يجب الصيام وما هي مفسدات الصيام لان كثير من الناس يهتم بذكر فضائل الصيام ويغفل عن تعلم الاحكام والصيام الكامل ان توفيه حقه علما وعملا فاذا وفي الصيام حقه علما فاتقن ا حكامه وعرف اركانه وشروطه وسننه ثم حققها عملا حاز على المغفرة والمغفرة التامة موقوفة على الصيام الصيحيح قام فيه العبد بحقوق الصوم على الوجه الذي يرضي الله وتحرى فيه السنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم واخلص فيه لوجه الله

قال العلماء يجب الصيام على كل مسلم بالغ عاقل قادرمقيم صحيح سالم من الموانع

اما قولة المسلم اخرج الكافر وتارك الصلاة كافر فليراجع نفسه تارك الصلاة

قوله بالغ اخرج الصغير فلا يجب عليه لكن يعود الصغير على الصيام ويربى عليه

قوله عاقل اخرج المجنون جنون دائم والهرم الذي فقد عقله ياخذ حكم المجنون فلا يلزمه صيام ولا يطعم عنه اما الكبير الذي يعجز عن الصيام ويعقل ولا يقوى على الصيام لضعف بدنه فيطعم عن كل يوم نصف صاع كيلوا ونصف اما المغمي عليه اثناء الصيام صيامة صحيح ومن اغمي عليه الشهراو بعضه لزمة القضاء على المذاهب الا ربعة

قولة قادر ارخ بذلك الشيخ والشيخه والحامل او المرضع فانه ينتقلون الى الاطعام او الحامل والمرضع ينتقلون للاطعام والقضاء

اما قولة المقيم اخرج المسافر فلا يجب عليه الصيام واذا كان لايشق عليه الصوم فالافضل الصيام

اماقولة الصحيح اخرج المريض فان كان المريض يرجى براءه فيقضي بعد رمضان و ان كان المريض لا يرجى براءة ومرضة دائم فيطعم كالكبير العاجز والمرض على حالين اذا حصل مشقة وحرج ونصحه طبيب عدل فاذا صام اضرة افطر ومن كان مريض او كبير سن يترخص برخصة الله

 فلو حاضت المراة قبل الغروب ولو بلحظة فسد صيامها بشرط خروج الدم

اما قولة السالم من الموانع كالحيض والنفساء يحرم عليهن الصيام ويقضين في ايام اخر

اما مفسدات الصيام او المفطرات

1- الاكل والشرب وكل ما كان في معنى الاكل كالابر المغذية وكل ما يدخل الجوف عن طريف الفم او الانف  فان كانت الابر بمعنى الاكل حرم وان كانت علاج ولاتقوي الجسم على الصيام جاز مثل ابر الانسلين لامراض السكر وبخاخ الربو يجوز اخذه والافضل الابتعاد عنها قدر الامكان

2- الجماع وهو اشد  المفطرات وهو الايلاج ولو لم يحصل انزال وينبغي الابتعاد عن كل ما يحرك الشهوة كنظر حرام او تقبيل او لمس عن عائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالَتْ: كَانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُقَبِّلُ وهو صائمٌ، ويُبَاشِرُ وهو صائمٌ، ولكنه أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، واللفظُ لمسلِمٍ. وزادَ في روايَةٍ: في رَمضانَ) فاذا كان الانسان يضبط نفسه فلا باس والا فلا ينبغي ان يعرض صيامة للفساد وعلى كل من جامع اهله اثم ولزمته الكفارة

3- انزال المني بدون جماع  باختياره فان كان احتلام وهو نائم فلا شيء عليه وان تعمد ذلك بتكرار نظر او فكر او امنى فسد صيامة وعليه الاثم والقضاء والتوبة وليس عليه كفارة اما خروج المذي اذا تعمد ذلك نقص اجره وصيامة صحيح الا اذا امنى

4- الاستفراغ فيخرج ما في المعدة فاذا خرج بدون قصد فلا شيء عليه وان تعمد فسد صومة

5- استخراج الدم بالحجامة ويكون للاوعية او الفصد ويكون للعروق او سحب الدم الكثير يفسد الصيام في اصح قولي العلماء اما الجرح ونزيف دم السن ولو كثر فلا شيءعليه وصومة صحيح

6- الاكل مع سماع الاذان لايخلو من حالين ان يتحقق ان المؤذن قد اخطا جاز الاكل اما ان اذن المؤذن على الوقت وجب الامساك فاذا اكل بعد الاذن ولو بلحظة افطر ولزمة القضاء

كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 26/8/1432هـ

 

 

 

 

 

خمس خصال

اخرج الامام احمد عن أبي هريرة , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان , لم تعطها أمة قبلهم : خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا , ويزين الله عز وجل كل يوم جنته , ثم يقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك , ويصفد فيه مردة الشياطين , فلا يخلصوا فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره , ويغفر لهم في آخر ليلة قيل : يا رسول الله , أهي ليلة القدر قال لا ولكن العامل انما يوفى اجره اذا قضى عمله ) قال الهيثمي رواه احمد والبزار واشار المنذري الى ضعفه

اما قولة خلوف فم الصائم عند اطيب من ريح المسك ) وفي الحديث الصحيح عند الترمذي وغيره (وأمركم بالصيام، فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرَّةُ فيها مِسْك، فكلهم يعجب أو يعجبه ريحه، وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) شبه الصائم بحامل المسك وان خلوف فمه اطيب عند الله من ريح المسك ) لأن رائحة فم الصائم الناتجة عن الصيام ينبغي ألا تكره؛ لأنها أثر طاعة ومحبوبة لله عز وجل وسيجد العبد ذلك يوم القيامة

ولذلك ان الرجل الطيب يظهر اثر طيب روحه على بدنه وثيابه ففي الاثر ( من عمل عملا البسه الله لباسه ان خيرا فخير وان شرا فشر ) ولما نام نبيا في وقت الظهيرة عند ام سليم كان العرق يتصبب من جبينه فاخذت اناء صغير تجمع فيه عرقه فقال ماذا تصنعين فقالت يارسول الله والله ان عرقك اطيب من ريح المسك ) وكذلك الشهيد تظهر رائحة المسك منه والعبد المؤمن اذا نزل به الموت ينادي الملك ( ياايتها الروح الطيبة اخرجي فتخرج منه اطيب رائحة وجدت على وجه الارض ) والعكس بالعكس اذا كان الرجل خبيث يظهر اثر خبث روحه على بدنه وثيابه

اما قولة وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا : فالملائكة تصلي على الصائم في شهر رمضان حتى يفطر وفي صيام النفل حتى يفرغوا من الطعام ففي الترمذي عن أم عمارة بنت كعب الأنصارية

أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقدمت إليه طعاما فقال كلي فقالت إني صائمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أكل عنده حتى يفرغوا وربما قال حتى يشبعوا ) ويؤيد هذا ما ورد في الصلاة كما في الصحيح عن ابي هريرة ( الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث او يؤذي تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه ) وفي رواية لمسلم : وَالْمَلائِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ ، يَقُولُونَ : اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ ، مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ ) وورد ذلك ايضا لميامن الصفوف ومن بات طاهر

اما قوله , ويزين الله عز وجل كل يوم جنته التزين والتنجيد هو التعطير والتبخير فيرسل الله ريح تحرك اغصان الجنة وتنبعث منها الروائح الجميلة ويخاطبها الله يوشك عبادي ان يلقوا عنهم المؤنة ويصيروا اليك فلا يوصل الى الجنة الا على جسر من التعب لانها حفت بالمكارة

اما قولة وتصفد الشياطين لانه الشهر الذي انزل فيه القران وسبق الكلام عن هذا في فضائل الشهر في الوقفة الثانية

والخامسة يغفر لهم في اخر ليلة فسئل الرسول اهي ليلة القدر فقال لا لان العامل يوفي اجر اذا انتهى من عمله ولذلك ورد في الاثر . فإذا برزوا إلى مصلاهم يوم العيد سأل الله الملائكة سؤال تشريف و تكريم للعامل : " ما جزاء الأجير إذا انتهى من عمله ؟ " قالوا : توفيه أجره فقال : " أشهدكم يا ملائكتي أني جعلت جزائي من صيامهم وقيامهم مغفرتي ورضواني ) فمن ادرك شهر رمضان فلم يغفر له فهو محروم في الحديث الصحيح : " رغم أنف امرئ أدرك رمضان ولم يغفر له )

 

 

 

 

 

 

 

 

سبع وقفات مع رمضان

اول وقفه مع رمضان اشكر الله على بلوغ شهر رمضان واساله التوفيق والاعانة على اغتنام اوقاته بالطاعة رجل سال احد العلماء بانه كان يعتكف العشر الاواخر من رمضان وكان يجد راحة ولذة الا انه في الاونة الاخير لم يجد اثر تلك العبادة فقال الشيخ ان الانسان اذا وفق لطاعة وقصر في شكرها قد يحرمه الله بركة تلك الطاعة واذا شكرت الله تأذن لك بامرين الزياة ( وسنزيد الشاكرين ) والبركة فاذا اكرمك الله ببلوغ شهر رمضان فالهج بالثناء والحمد على الله تذكر المحروم حال بينه وبين الصيام الالم والمرض وحال بينه وبين القيام فاذا نظرت الى بدنك وانت ترفل في العافيه رددت على الدوام لا احصي ثناء عليك اللهم اوزعني شكر نعمك

1- الوقفة الثانية اعرف فضائل الشهر وقيمته

اخرج الامام الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة عن ابي هريرة مرفوعا : ( إذا كان أول ليلة في شهر رمضان صُفِّدت الشياطين ومَرَدَة الجن ، وغلقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادي منادٍ : يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر . ولله عُتقاء من النار وذلك كل ليلة ) . وحسنه الألباني في صحيح الجامع (759)

اما قولة صفدت الشياطين فالتصفيد حقيقي بمعنى يغلول بالاغلال والسؤال اذا كان الشياطين يصفدون فلماذا نشاهد العصاة يعصون في رمضان والجواب اسباب الغواية كثير منها النفس الامارة والهوى وقرناء السوء وحب الدنيا قال الشيخ محمد ابن عبدالوهاب ان العبد قد لايمنعه من قبول الحق عدم معرفته ولكن قد يمنعه حبه للدنيا من قبول الحق ( ذلك بانهم استحبوا الحياة الدنيا على الاخرة ) فاذا صفدت الشياطين يبقى هناك اسباب غواية اخرى ولذلك النفس اذا احبت الشر واستمرأته لم تحتج الى احد يغويها وعليه التصفيد حقيقي لجميع الشياطين

قولة وغلقت ابواب النيران كلها فلم يفتح منها باب

هذا خاص بالموحدين والغلق حقيقة وهذا من خصائص هذا الشهر المبارك فمن مات فيه فهي من علامات حسن الخاتمه

اما قوله وفتحت ابواب الجنةوفي رواية ابواب الرحمة فيه دليل على ان الجنة موجودة وان لها ثمانية ابواب وان ابواب الرحمة مفتوحة طوال الشهر

اما قولة يا باغي الخير نعم اذا كانت ابواب الشر مغلقة وابواب الخير مشرعة فيا باغي الخير اقبل الحسنات مضاعفة والسيئات مكفرة فعندكم الصلاة السجدة الواحدة في رمضان بالف وخمس مائة حسنة والفريضة فيه تعدل سبعين فريضة والنافله تعدل الفريضة في غير رمضان

اما الصدقة اخرج الامام احمد وغيرة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ صَدَقَةُ رَمَضَانَ )

والعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم

قوله يا باغي الشر اقصر لازال هناك بينا اناس لايصلون لافرضا ولا نفلا وهناك اقوام ينامون طوال النهار ويضيعون الصلوات وهناك لصوص الحسنات في رمضان من اصحاب الافلام والمسرحات والمسلسلات والاغاني والفوازير حتى اصبح شهر القران شهر الفتن قال الامام الغزالي اذا ابغض الله عبدا استخدمة في احسن الاوقات باخس الاعمالزيادة في عقوبته

قولة ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز سبب دخول النار الكفر او الكبائر او يعمل ذنبا موجب للنار ولا يوفق لسبب يمحوا الذنب فيلقى الله به من غير توبة او سبب ماح لان الله اذا اراد بعبد خيرا اذا وقع في الذنب وفقه لسبب يعفوا عنه به وانطلقا من هذا المبدا كان لله عند كل فطر عتقاء من النار وذلك كل ليلة والعتق هو مغفرة الذنوب

ومن فضائل هذا الشهر حديث اخرجة الامام احمد عن ابي سلمة قال (" نزل رجلان من أهل اليمن على طلحة بن عبيد الله ، فقتل أحدهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم مكث الآخر بعده سنة ، ثم مات على فراشه ، فرأى طلحة بن عبيد الله أن الذي مات على فراشه دخل الجنة قبل الآخر بحين ، فذكر ذلك طلحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كم مكث بعده ؟ قال حولا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلى ألفا وثمانمائة صلاة وصام رمضان )رقم الحديث ج1 (1388)

فاذا اكرمك الله ببلوغ رمضان فاعرف قدر هذا النعمة فبلوغة سببا في زيادة رفعة الدرجات

3- الوقفة الثالثة الاهتمام بالواجبات ومن اهمها التوحيد فلا قيمة لسائر العبادات بدون توحيد وهو افراد الله بالعبادة لان الشرك معناة صرف حق الله لغير الله ومن اعظم اركان التوحيد الاخلاص فما رفع الى السماء شيء اعظم من الاخلاص ومن نزل من السماء شيء اعظم من التوفيق واذا سالت اسال الله واذا استعنت استعن بالله ولا ينظر الى الى قلبك وهو متعلق بمخلوق فكن مع الله يكن الله معك

وكذلك الاهتمام بالصلاة فشرط النظر في عمل العبد يوم القيامة الصلاة هناك اقوام يصومون ولا يصلون لافرضا ولا نفلا فاذا وقعت الصلاة على الكفية المطلوبة فهنيئا لك صلاح سائر الاعمال واذا فسدت ترتب على فسادها فساد سائر الاعمال ثبت عند الامام احمد واهل السنن الاربعة والحاكم واسناده صحيح عن ابي هريرة مرفوعا ( اول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة فاذا صلحت فقد افلح وانجح واذا فسدت فقد خاب وخسر ) وفي رواية ( فان صلحت صلح عمله كله وان فسدت فسد عمله كله ) فليس المطلوب ان نصلي فقط بل نقيم الصلاة

4- الوقفة الرابعة الزكاة سميت زكاة لانها تزكو بها النفوس ويزكو بها المعطى ويشترط فيها امرين الاخلاص ( وما اتيتم من زكاة تريدون وجه الله فاولئك هم المضعفون )

والامر الثاني طيب النفس واحتسابها عند الله ( مثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم ) لان الله وصف المنافقون ( ولاينفقون نفقة الا وهم كارهون )

هناك اقوام كان زكاة اموالهم بالملايين فامتنعوا عن اخراجها وماتوا على ذلك فالويل لهم ففي الحديث (ما من صاحب مال لا يؤدي زكاته إلا مثل له ماله يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه، ثم يأخذ بلهزمتيه فيقول: أنا مالك، أنا كنزك، وتلا قوله عز وجل: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [آل عمران:180]) عن ابي هريرهرواه مسلم

5- الوقفة الخامسة الصيام والصيام حقيقة الشرعية هي الامساك عن جميع المفطرات وغيرها من المنهيات بنية التقرب الى الله من طلوع الفجر الى غروب الشمس

وهوعلى قسمين نواقض الصيام ونواقصه

اما نواقض الصيام فهي الاكل والشرب والجماع من تعمد شيئا منها بطل صومه ( يدع طعام وشرابه وشهوته من اجلي الصوم لي وانا اجزي به ) رواه البخاري

اما نواقص الصيام فهي المعاصي) قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجه ... اما الجهل ففي الحديث عند ابن خزيمة : إذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ، فإن شاتمه ، أو سابه ، اوقاتله ، فليقل : إني صائم. وقال الألباني : الإسناد صحيح على شرط مسلم) يقابل السيئة بالحسنة

اما الزور فهو ميل عن الحق الى الباطل وهو يشمل قول الزور ونوادي الزور او يعترض له الزور اما قول الزور فمنه المكروه كاللغو او فضول الكلام ( واذا سمعوا اللغواعرضوا عنه وقول الباطل وشهادة الزور

اما نوادي الزور فقد ابتلي بها الناس في افضل الاوقات والازمان واطلق عليهابعض الفضلاء ( كلاب الليل ) من المسلسلات والاغاني الساقطة حتى شغلوا الناس عن الدعاء عند الافطار وعند الصلوات وتثاقلوا عن الخير ويعرض الزور طوال الليل واقل احواله يزهدك في الخير ( والذين لايشهدون الزور واذا مروا بالللغو مروا كراما)

النتيجة شرع الله لنا الصيام لحكم عظيمةوفوائد جليلة اعظمها قول الله ( لعلكم تتقون ) فالصيام وقاية وحاجز ومانع فهو وقاية لنا عن الاخلاط الرديئة والامراض لان مواصلة الطعام والشراب له اضرار على البدن فالمعدة بيت الداء والحمية راس الدواء فحينما يصوم العبد يحصل البدن على الراحة والخفة والنشاط وكما ورد في الاثر الضعيف ( صوموا تصحوا )

الامر الثاني وقاية من الاخلاق الرذيلة لان الانسان اذا صام ضبط شهوته واتقى ربه

الامر الثالث الاتصاف بالتقوى

6- الوقفة السادسة الصلة بالقران تكون لك علاقة مستمرة مع كتاب الله انظر الى السلف الصالح كان لكل واحد مصحف خاص به مصحف عائشة مصحف عثمان مصحف ابن مسعود لايوجد شيء انفع للعبد في معاشة ومعاده وانجى له من عذاب الله من ذكر الله وافضل القران

الذي يحفظ القران ويفهمه يطلق عليه عالم والذي يحفظة ولا يفهمه لايطلق عليه عالم اهم شيء فهم القران واهم شيء قراءة القران بتدبر

7- الوقفة السابعة نشاهد الناس في اول رمضان ينشطون ويكثرون ثم يتناقص العدد حتى ما يبقى الا الذين يصلون قبل رمضان كالسباق يكثرون في بدايتة ويقلون في نهايتة والعبرة بالنهاية لان الاعمال بالخواتيم فمن كان يتعبد لله فانه يزداد نشاطا في اخر رمضان ومن جاء في اول رمضان نتيجة حماس او عاطفة سرعان ما يذهب الحماس فانظر حالك في اخر رمضان تقول عائشة كما في الصحيحين قالت : "كان إذا دخل العشر شد المئزر، وأحيا ليله، وأيقظ أهله"

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

محبطات الاعمال

طوبى لمن افنت حسناته سيئاته وويل لمن افنت سيئاته حسناته بعض المخالفات اذا وقع فيها العبد حبط عمله ثبت عند البزار والطبراني والحاكم بسند لاباس فيه عن حذيفة مرفوعا ( ان قذف المحصنة يهدم عمل مائة سنة ) لذلك قال العلماء ليس الشأن في ان يعمل الانسان بل الشان كيف يحافظ على العمل اذا كانت اعمالنا فيها من النقص والتقصير ما يعلمه الا الله ثم ياتي العبد بعد ذلك بما يبطلها كانت المصيبة الكبرى

مشكلتنا اننا نحسب الذي لنا ولا نحسب الذي علينا

قابلت بين حسنها وفعالها فاذا الملاحة بالقباحة لاتفي

لما قابل بين جمالها وسوء افعالها فغلب قبح افعالها حسن جمالها

1- الشرك والرياء يقول الله تعالى ( ولقد اوحى اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) الشرك هو صرف حق الله لغير الله اذا فسدت النية قلبت الحسنة سيئة وكتب على صاحبة الوزر وبالنية الفاسدة يكتب عليه الوزر ولو لم يعمله بجوارحه ولذلك قال العلماء من لم يتهم نفسه بالرياء فو مرائي ومن لم يتهم نفسه بالنفاق فهو منافق قال ابو عثمان الحيري من سعادة الانسان ان يعمل الصالحات ويخاف ان يكون مردودا ومن علامة شقاوته ان يعمل السيئات ويرجوا ان يكون مقبولا لذلكمن تامل الاعمال الصالحة وجد ان الاجر مترتب على اخلاص النية لله ثبت عند الامام الطبراني بسند حسن واصله عند احمد والترمذي عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ( رجل قرا القران ابتغاء وجه الله وام به قوما وهم به راضون ورجل ينادي للصلاة ابتغاء وجه الله ورجل احسن فيما بينه وبين ربه وفيما بينه وبين مواليه ) وعند الطبراني بسند حسن بشواهده واورده المنذري في “الترغيب “ ( 1 / 111 ) و الهيثمي في “مجمع الزوائد “ ( 2 / 3 ) من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا بلفظ (المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه ,يتمنى على الله ما يشتهي بين الأذان و الإقامة ) تنبيه حول اجرة الامامة والاذان قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاختيارات :

[ وأما ما يؤخذ من بيت المال فليس عوضا و أجرة بل رزق للإعانة على الطاعة ، فمن عمل منهم لله أثيب ، وما يأخذه فهو رزق للمعونة على الطاعة ، وكذلك المال الموقوف على أعمال البر والموصى به كذلك ، والمنذور كذلك ليس كالأجرة

2- البدعة فكل قربة وكل عمل لم ياذن به الله ورسولة فهو مردود على صاحبه اخرج الامام البخاري وابو داود عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى رجلا قائما في الشمس فقال : ما بال هذا ؟ فقالوا : نذر أن لا يتكلم ولا يستظل من الشمس ولا يجلس ويصوم . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " مروه فليتكلم وليستظل وليجلس وليتم صيامه " وكان هذا الرجل يدعى أبا إسرائيل . فأمره بما هو شرعي ونهاه عما ليس له أصل في الشريعة ولذلك لم يجعل رسول الله قيامة وبروزه للشمس قربة يوفي بها اما الصوم فهو عبادة فقال وليتم صومه وفي رواية ( ان الله لغني عن تعذيب هذا لنفسه) وفي الصحيحين عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم راى رجلا يمشي فقيل له انه نذر ان يحج ماشيا فقال ان الله لعني عم مشية فليركب )

3- ومن المحبطات المن على الخالق بالجنان وعلى المخلوقات باللسان فاما المن على الخالق فيظن بعضهم انه لما طاع الله ان متفضل على الله في حين اننا كلنا ملك لله وما نقوم به من طاعات فهو بتوفيق الله فلو كان الخلق كلهم على اتقى قلب رجل ما زاد في ملك الله شيء ولو كانوا على افجر قلب رجل واحد ما نقص من ملكه شيء ان الله لاينتفع بطاعة الطائع بل ا ن اول من يجنى ثمرة الطاعة هو من يقوم بها وان الله لا يتضرر بمعصية العاصي ( يمنون عليك ان اسلموا قل لاتمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للاسلام )

والمن على المخلوقات ( لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى ) وشبه الله ذلك مثل صفوان عليه تراب فنزل عليه مطر شديد فتركه صلدا كذلك عمل المان يضمحل مثل المطر الذي يزيل التراب على الصفا الاملس

4- ومن المحبطات رفع الصوت والجهر بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ( لاترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم ولا تشعرون ) فكيف بمن رد كتاب الله وسنة رسوله ولذلك قال العلماء من تسور على كتاب الله ورسولة براية وعقله فهو ضال منهم من رد الاحاديث الصحيحة والصريحة وانكرها ورفضها ومنهم من اولها تاويلا ادى الى تعطيلها

5- ومن محبطات التالي على الله كقول احد والله لايغفر الله لفلان او الحكم على الناس بجنة او نار بدون نص فينبغى لمن نصح نفسه الابتعاد عن الحكم على الناس فلا تنصب نفسك حكما عليهم اخرج الامام احمد وابو داود وصححه العراقي في الحياء عن ابي هريره عن النبي صلى الله عليه وسلم ( كان رجلان من بين اسائيل متواخيين احدهما مذنب والاخر مجتهد في العبادة فكان اذا مر المجتهد في العبادة على اخية المذنب المقصر يقول له يا هذا اتق الله واقصر ( والنصح واجب ) فيقول المسرف المقصر يا هذا خلني وربي فان الله ما بعثك علي حسيبا رقيبا ( وهذا الكلام خطا قطعالانها نصيحه) فمر عليه في يوم من الايام فرآه في معصية فقال يا هذا اقصر فقال خلني وربي ما بعثك الله علي حسيبا ولا رقيبا فقال له اخوه المجتهد والله لايغفر الله لك او قال لايدخلك الجنة ( وهذا الكلام خطا قطعا لانه ليس الها ينزل الناس الجنة والنار انما دورة النصح والبلاغ فقط وحسابهم على الله ) فيقول النبي صلى الله عليه وسلم فاذا كان يوم القيامة اتى الله بهذين الاخوين المتاخيين فيقول للمقصر المسرف اذهب فادخل الجنة برحمتي ويقول للمجتهد اكنت بي عالما او كنت على ما في يدي خازنا او كنت على ما في يدي قادر اذهب فادخل النار )) قال ابو هريرة والذي نفسي بيده لقد قال كلمة اوبقت دنياه واخرته

وروى مسلم في صحيحه: عن جندب البجلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « حدث أن رجلا قال: والله لا يغفر الله لفلان، وأن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك )

يتألى : أي يحلف . والألية على وزن غنية : اليمين ) .

قال النووي :

هذا الحديث فيه دلالة على ان الله قد يغفر الذنوب بلا توبة فإذا شاء الله غفرها بلا سبب.

وقال الألباني : وفيه دليل صريح أن التألي على الله يحبط العمل

قال الامام ابن دقيق العيد اعراض الناس حفرة من حفر النار لا احب الوقوف على شفيرها

وفي الصحيحين عن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب )

واخرج الامام احمد والترمذي ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار )

واخرج البخاري عن ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه )

6- ومن محبطان الاعمال فساد الطوية وعن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمال أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا حلهم لنا لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) رواه ابن ماجه ورواته ثقات 2346 صححه الألباني في " صحيح ابن ماجه - ( صحيح ) (الترغيب والترهيب ) وفي رواية الحلية: [ولكن كانوا إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا عليه]

ولكن كيف نجمع هذا الحديث مع حديث أَبِو هُرَيْرَةَ قَال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ : يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ ).رواه البخاري ( 5721) ومسلم ( 2990 )

اما حديث ثوبان

فالذي يعصي في السر على مراتب : منهم من يعصي مع وجود الاستخفاف فهم في السر لا يرجون لله وقاراً ، ولا يخافون من الله سبحانه وتعالى ، بخلاف من يفعل المعصية في السر وقلبه منكسر وهو يمقت نفسه وكاره لهذه المعصية لكن غلبته شهوته

فهذا الحديث – أي : حديث ثوبان - ليس على إطلاقه ، وإنما المراد به : من كانت عنده الجرأة - والعياذ بالله - ، والاستخفاف بحدود الله وعدم تعظيم الله

فهذه الرواية اقصد حديث ( وان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من اهل النار ) رواه البخاري ومسلم تدل على أن ظاهر عمل الرجل يكون صالحا وأن باطنه يكون بخلاف ذلك وأن الخاتمة السيئة تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس من شك أو نفاق أو رياء ونحوه من أمراض القلب فتغلب عليه تلك الخصلة السيئة عند موته وتوجب له سوء الخاتمة والعياذ بالله ، وكذلك قد يكون ظاهر عمل الرجل فاسدا من أعمال أهل النار وفي باطنه خصلة خفية صالحة لا يطلع عليها الناس من خوف الله ومحبته وإشفاقه من ذنوبه الكبار وغير ذلك من خصال الخير ثم تغلب عليه تلك الخصلة آخر عمره ويوفق للتوبة فتوجب له حسن الخاتمة

وقال ابن رجب رحمه الله :

" وقوله : ( فيما يبدو للناس ) إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك ، وأن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس ؛ إما من جهة عمل سيء ونحو ذلك ، فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت .

وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار ، وفي باطنه خصلة خفيه من خصال الخير ، فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره ، فتوجب له حسن الخاتمة

واكبر دليل ان ابليس كان عابدا ومجتهدا ولكن كان عنده دسيسة سوء فامتحنهالله بالسجود لادم فامتنع وقال انا خير منه ) فقال الله ( فاهبط منها فما يكون ل كان تتكبر فيها

وخلاصة الامراذا خبثت النية والطوية وعنده اعمال صالحة فسدت والسبب لما في القلب من الخبث والفساد فهو يتحين فعل الرذائل اذا غفل الناس فعنده استخفاف بعظمة الله والجراة على حدوده فالمؤمن من سرته حسنته وساءءته سيئته

7- ومن محبطات الاعمال اكل الحرام ولذلك قال العلماء سبب انصراف كثير من الناس عن الطاعات أكل الحرام وسبب عدم قبول عباداتهم وطاعاتهم أكل الحرام وفي المقابل سبب قبول عبادات وطاعاتهم اكل الحلال وشربه ولبسه والتغذي به ومن أعظم العبادات الدعاء ففي الحديث 0( الدعاء هو العباده ) رواه الأربعة وصححه الترمذي عن النعمان ولذلك اكل الحرام يمنع قبول الدعاء ففي الحديث (ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء : يا رب ! يا رب ! ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له ؟. رواه مسلم

استبعد رسول الله اجابة دعوته بسبب أكل الحرام وشربه ولبسه بقوله أنى يستجاب لذلك

ومع هذا الوعيد الشديد في عدم استجابة الدعاء وعدم قبول العبادات نرى كثير من الناس يأكلون الحرام

8- ومن محبطات الاعمال شرب الخمر ثبت في عند الترمذي والحاكم عن ابن عمر مرفوعا (من شرب الخمرلم تقبل له صلاة اربعين صباحا فان تاب تاب الله عليهفان عاد لم تقبل له صلاة اربعين صباحا حتى قال في المرة الرابعة فان عاد كان حقا على الله ان يسقيه من طينة الخبال قالوا وما طينة الخبال قال عصارة اهل النار )

9- ومن محبطات الاعمال اسبال الازار عن الكعبين في حق الرجال وخلاصة احكام الازار خمسة اولا ان يكون ازرة المسلم الى انصاف ساقيه ثانيا يرخص له الى الكعبين ثالثا اذا نزل الازار بدون قصد فلا اثم عليه ويتعهده رابعا من جر ثوبيه خيلاء لم ينظر الله اليه وخامسا ما اسفل من الكعبين في النار وهنا لايقبل الله صلاة مسبل ازارففي سنن أبي داود والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما رجل يصلي مسبلا إزاره قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب فتوضأ، فذهب فتوضأ ثم جاء، ثم قال اذهب فتوضأ، فذهب فتوضأ ثم جاء، فقال له رجل يا رسول الله ما لك أمرته أن يتوضأ، فقال إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره وإن الله تعالى لا يقبل صلاة رجل مسبل إزاره). وورد عند الامام احمد عن رجل من الصحابة ولم يسمه قال الهيثمي ج5 ورجال احمد رجال الصحيح

صلاة المسبل مجزئة عند جمهور أهل العلم مع الكراهة، وهي كراهة تحريم بسبب الاسبال

وامر رسول الله المسبل ان يتوضأ حتى يكسر نفسه لان الاسبال من الكبر وهو من نفخ الشيطان والشيطان خلق من نار والماء يطفىء النار

10 ومن محبطات الاعمال القذف ثبت عند الطبراني والبزار وحسن بشواهده وهو في المجمع عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن قذف المحصنة يهدم عمل مائة سنة"

خلاصة الكلام:

لا يقبل الله العمل إلا إذا صدر من تقي يقول الله (إنما يتقبل الله من المتقين) نعم قد يحصل من المتقين شيء من المعاصي نتيجه غضب او شهوة او غفلة وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ثوبان وغيره أنه قال: استقيموا ولن تحصوا أخرجه أحمد والحاكم

يعني لن تقدروا على الاستقامة كلها فسدد وقارب واذا حصل منك معصية فسارع للتوبة ( ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا غاذا هم مبصرون ) وإياك ثم إياك أن توطن نفسك على المعصية ففي الحديث ( ويل لاقماع القول الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ) رواه احمد وهو في السلسلة وإياك ثم إياك أن تستحل ماحرم الله عليك.

اللهم تقبل منا احسن ما عملنا وتجاوز عن سيئاتنا في اصحاب الجنة اللهم وفقنا في كل قول وعمل وعصمنا من كل خلل وزلل ونعوذ بعزتك وعظمتك وقدرتك من كل خطيئة محبطة او ذنب لاتغفره ابدا ما ابقيتنا يا اكرم من سئل يا بر يا رحيم

كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 12/7/1432هـ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للصائم فرحتان

حديثي معكم اليوم عن حديث للصائم فرحتان اخرج الشيخان عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( للصائم فرحتان فرحته عند فطرة وفرحته عند لقاء ربه )

أما فرحه عند فطره فيفرح بما أنعم الله عليه بتمام الصيام الذي هو من أفضل الأعمال الصالحة, فيفرح لما من الله عليه من الهداية للصيام والاعانة عليه حتى اكمله وبما اباح الله له من الطيبات من الطعام والشراب والنكاح الذي كان مُحَرَّما عليه حال الصوم. فيفرح انه انهى الصيام ويفرح بتوفيق الله له وتيسيرة واعانته له فيقول عند الانتهاء من الصيام اللهم لك صمت وعلى رزقك افطرت ذهب الضما وابتلت العروق وثبت الاجر انشاء الله وهذا هو الفرح المحمود قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا بخلاف اصحاب النفوس الضعيفه فهي تفرح بالفطر فرح تخلص وكراهية للصوم وسآمة وملل منه

ففرح الصائم عند فطرة فرح ان الله وفقه واتم عليه الصوم ويسره له وهذا هو محل الفرح وهو من اعظم الفرح تفرح ان الله استعملك في طاعته ففي الحديث عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا استعمله " . فقيل : وكيف يستعمله يا رسول الله ؟ قال : " يوفقه لعمل صالح قبل الموت " . رواه الترمذي

ومن ثم قالوا العبد قد يوفق لقيام الليل ويحرم نفسه النوم والراحه ويعالج الوضوء والبرد والتعب حتى اذا اصبح ونسي التعب فرح بالتوفيق للقيام

وايضا نجد الذي يجمع المال ويتعب فيه ويكدح ويجمعه حتى اذا راى فقيرا او مسكينا واعطاه بعض المال الذي جمعه لحاجته فرح بالتوفيق لذلك

فيفرح الصائم كذلك اذا غابت الشمس وهو صائم فيتذكر المحروم الذي لم يوفق ويتذكر المخذول والمعذور ولذلك بعض الصالحين يبلغ به انه اذا استشعر فضل الله عليه عند ختم الطاعه انه يبكي ويخشع ويخضع اكثر من خشوعه اثناء الطاعه نفسها لانه فرح توفيق

بل ان العبد اذا جلس في طاعه او مجلس ذكر عشر دقائق او ربع ساعه فرح بذلك لان الله وفقه لذلك والصائم يفرح لانه اتم العباده وفعل ما امر الله به بخلاف اهل النفوس الضعيفع فانهم اذا جاءهم رمضان كرهوه وملوه واذا قارب رمضان من الانتهاء فرحوا

كان علي رضي الله عنه اذا قارب رمضان من الانتهاء بكى وقال ليتنا نعرف المقبول فنهنية ونعرف المردود فنعزيه لان اصحاب النفوس الطيبه تستشعر انها تتعامل مع الله لان الله اختارها للخير واعانه عليه ووفقها له وتستشعر ان الفضله كله لله

 

وأما فرحه عند لقاء ربه وهذا اتم الفرح واكمله واجمله واكرمه واذا لقي العبد ربه فليس هناك ساعه اكرم ولا اجل من تلك الساعه التي يلقي فيها العبد ربه ( واعلموا انكم ملاقوه وبشر المؤمنين ) ففرح العبد بصوم عند لقاء ربه عظيم

فيفرح بصومه حين يجد جزاءه عند الله -تعالى- مُوَفَّرا كاملا في وقت هو أحوج ما يكون إليه ؟ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ : الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ ، إِلا الصَّوْمَ فَهُوَ لِي ، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، يَتْرُكُ الطَّعَامَ ، وَالشَّهْوَةَ ، وَيَتْرُكُ الشَّرَابَ لِشَهْوَتِهِ مِنْ أَجْلِي ، هُوَ لِي ، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ " .رواه البخاري

قال سفيان بن عيينة : إن ثواب الصيام لا يأخذه الغرماء في المظالم ، بل يدّخره الله عنده للصائم حتى يدخله به الجنة .

ومن ثم يفرح الصائم بصيامة عند لقاء ربه لانه يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب ورمضان هو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنه

ومن ثم اخبرنا نبينا ان الصائم يفرح عند فطره بطاعة الله ان الله وفقه ويسر له طاعته وليس فرح انه انتهى من الطاعه كحال اصحجاب النفوس الضعيفه

ويفرح بصيامه عند لقاء ربه لما يرى من عظم الجزاء عند الله للصائمين

 

 

 

رمضان من اعظم مواسم الاخره

حديثيمعكماليومعنموسم عظيم من مواسمالاخرةصيام رمضان فنحنمقبلونعلىهذا الموسم العظيم سببللمغفرةوسببلمضاعفةالحسناتوسببلرفعةالدرجاتوسببللعتقمنالنارجمعاللهفيهفضيلةالزمانوالامكانلمنكانبالحرموفضيلةالعبادة

ومن ثم اخرج الامام ابنخزيمةوابنحبانفيصحيحهوابييعلىالموصليفيمسندهوالطبرانيفيالمعجمالأوسطوالبيهقيفيالشعب عنأبيهريرةرضياللهعنه،أنالنبيصلىاللهعليهوسلمصعدالمنبر،فقال : " آمينآمينآمين " . قيل : يارسولالله،إنكحينصعدتالمنبرقلت : آمينآمينآمين . ،قال : " إنجبريلأتاني،فقال : منأدركشهررمضانولميغفرلهفدخلالنارفأبعدهالله،قل : آمين،فقلت : آمين . ومنأدركأبويهأوأحدهمافلميبرهما،فماتفدخلالنارفأبعدهالله،قل : آمين،فقلت : آمين . ومنذكرتعندهفلميصلعليكفماتفدخلالنارفأبعدهالله،قل : آمين،فقلت : آمين "حسنصحيحوصححهالالبانيرحمهاللهفيصحيحالترغيبوالترهيب (997)

وقداشارنبينافيهذاالحديثالىثلاثخصال

اولاقولةرغمانفامريادركرمضانفلميغفرله

رمضانموسمللمغفرةالاانالبعضيظنانرمضانيمنعهعنالطعاموالشرابوشهوتهفتجدهيصومهمتثاقلاوكانكانالبعضيسمسشهرشعبانالقصيرحتىقالالشاعرإذاالعشرونمنشعبانولتفواصلشربليلكبالنهار. ولاتشرببأقـداحصغـارفقدضاقالزمانعنالصغار.  ولكناشربباقداحكبار

ولكنالسلفحينماعرفواحقيقةرمضانوانهموسممنمواسمالاخرةتنمواانتكونالسنةكلهارمضان

حقيقةرمضانموسملمغفرةالذنوبفلوقدراللهلكبلوغهفاحمداللهعلىذلكثمتذكرعمرمضى 06 عاماكلهاذنوبتذكركلنظرةنظرتهابعينكوكلكلمةقلتهابلسانكوكماقترفتمنمعاصيوكماجترحتمنخطايايغفرهااللهلكفعنعمربنعبسةقال : جاءرجلإلىالنبيصلىاللهعليهوسلمشيخكبيريدعمعلىعصاةلهفقال : يارسولاللهليغدراتوفجراتفهليٌغفرلي؟فقالصلىاللهعليهوسلم ( ألستتشهدأنلاإلهإلاالله؟ ) قال : بلىوأشهدأنكرسولاللهفقال: صلىاللهعليهوسلم (قدغٌفرلكغدراتكوفجراتك ) تفردبهاحمد

ومنهناقالوامغفرةالصيامتتوقفعلىصيامصحيحراعيفيهصاحبههدينبينامعاخلاصتامومنثمالصيامعبادةوالعباداتلهاغاياتوحكمكبرىفاذالمنبلغغايتهاقلااقلمناننعرفشيئامنهاحتىنبلغها

واذاخلتالعباداتمنالغاياتانقلبتالىطقوسلامعنىلهاوبالتاليلاترفعشانصاحبهاعندالله

ولذلكقالالعلماءالصياملهحكمثلاث

الاولىالاتصافبالتقوىيقولاللهلعلكمتتقونأيتتصفونبالتقوىوالتقوىنوريقذفهاللهفيالقلبمنخلالالعبادهوالتقوىانترىالخيرفتعملهوترىالشرفتتركه

الثانيةلعلكمتتقونالاخلاقالرذيلةلاشكانالانسانحينمايملأبطنهتتحركشهواتهومنثموردعَنْ ‏ ‏أَبِيهُرَيْرَةَرَضِيَاللهعَنْهُ، ‏ عَنِالنَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّىاللَّهُعَلَيْهِوَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ: "‏مَنْلَمْيَدَعْقَوْلَالزُّورِوَالْعَمَلَبِهِوَالْجَهْلَفَلَيْسَلِلَّهِحَاجَةٌأَنْيَدَعَطَعَامَهُوَشَرَابَهُ".أخرجهأحمدوقال: " ربصائمليس - لهمنصيامهإلاالجوع ) رواهالنسائيوابنماجهعنأبيهريرة،ورواهعنهأحمدوالحاكموالبيهقيبلفظ " ربصائمحظهمنصيامهالجوعوالعطش"). بعضهميدفعهالىالصياموالقياممسايرةالمجتمعاوخوفملامهاورياءوسمعهفلايكونحظهمنعملهالاالتعبوعنابيهريرةقالُ : قَالَرَسُولُاللَّهِصَلَّىاللَّهُعَلَيْهِوَسَلَّمَ : " إِذَاكَانَيَوْمُصَوْمِأَحَدِكُمْفَلايَرْفُثْ،وَلايَسْخَبْ،فَإِنْسَابَّهُأَحَدٌأَوْشَاتَمَهُأَوْقَاتَلَهُفَلْيَقُلْ : إِنِّيامْرُؤٌصَائِمٌ " .

الصيام يدفع الانسان الى الاخلاق الطيبة ويقابل السيئة بالحسنة ( انيصائم ) كلمةيذكرالصائمبهانفسهوغيرهفيحفظصيامةفلايجهلعلىاحدولايعتديولايظلمفإنسابهأحدفليقلإنيصائم " فهذهالعبادةتعلمككيفتصونلسانكاثناءالصياموكيفيعفالصائمعنأعراضالمسلمينوصدقرسولاللهحينماقال " المسلممنسلمالمسلمونمنلسانهويده " رواهمسلم .

الثالثة لعلكم تتقون الاخلاط الرديئه فيحصل بالصيام الصحة والجلد والنشاط لان مواصلة الطعام والشراب له اضرار على البدن

ثلاث مهلكات للورى  ومدعاة الصحيح الى السقام

دوام مدامة ودوام وطء          وادخال للطعام على الطعام

فانت اذا صمت تحفظ بدنك

فالصيام فوائد عظيمة فبه يحصن نفسه بالحمية ويحصن نفسه بالتقوى ويحصن نفسه بالصبر

فيملك نفسه ويملك شهوته ويملك  غضبه ويملك رغبته ويملك رهبته

الخصلة الثانية

رغم انمف امري ادرك ابوية

تثور في رمضان الكل يحرص على تلاوة القران وعلى الصيام والقيام  ويغفل عن بر الوالدين  اهم شيء عنده الذهاب الى مكه بدون رضا الوالدين

ان اعظم شيء بعد حق الله حق الوالدين فقد قرنه الله مع التوحيد ورفعه الى درجة ان ساوى بينه وبين جقه فقال وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالواتلدين احسانا

 وقرن عقوق الوالدين بالشرك بالله فعنأبىبكرةقال : قالرسولاللهصلىاللهعليهوسلم:ألاأنبئكمبأكبرالكبائر؟ثلاثا،قالوا: بلىيارسولالله،قال: الإشراكباللهوعقوقالوالدين.وجلسوكانمتكئاًفقال:ألاوقولالزوروفىروايةألاوقولالزوروشهادةالزورفمازاليكررهاحتىقلنا: ليتهسكت.متفقعليه

الخصلة الثالثه

رغم انف امري ذكرت عنده يا محمد فلم يصلي عليك

كثرةالصلاةعلىرسولاللهصلىاللهعليهوسلمفهيمناجلالقرباتوأحسنهاوقدصلىاللهعليهوملائكتهتشريفالهوتكريمافيجبعلينامعرفمنزلتهحتىنوقرهونجلهونتقربإلىاللهبحبه 0

يقولشيخنامحمدالمختار:سلنفسككمتصليعليهفييومكوأسبوعكبلأنالبعضيجلسفيمجلسالعلمويصلىعلىالنبيصلىاللهعليهوسلموهولايسلموممكنيسلمبقلبهواقلمافيهاالمخالفةبقيتنبيهلاتصليعليهمباشرةبلقلاللهمصلوسلموباركعليههذااختصاراوالأفضلالواردكالتشهدالأخير.

 

 

فوائدالصلاةوالسلامعلىالنبيصلىاللهعليهوسلم:

أنمناكثرمنالصلاةعليهأخرجهاللهمنالظلماتإلىالنوروتأتىالصلاةمناللهعلىنبيهبمعنىالثناءعليهفيالملأالأعلىوالصلاةمناللهعلىعبادهبمعنىالرحمةومنالملائكةبمعنىالدعاءثبتفيمسنداحمدوالأربعة ( منصلىعليصلاةواحدةصلىاللهعليهبهاعشرا ) .

الأوقاتالتييندبفيهاالصلاةعلىالنبيصلىاللهعليهوسلمثلاثة

1-    فيالصباحوالمساءثبتعندالامامالطبرانيبسندرجالهثقاتعنأبيالدرداءقالسمعترسولاللهصلىاللهعليهوسلميقول: منصلىعليحينيصبحوحينيمسيعشراأدركتهشفاعتييومالقيامة )

2-    الصلاةعليهفيأيموطنأوفيأيمجلسنجلسفيهثبتفيمسنداحمدوالترمذيعنأبيهريرةعنرسولاللهصلىاللهعليهوسلم  ( وماجلسقومالميذكروااللهولميصلواعلىنبيهمإلاكانعليهمترةوأمرهمإلىاللهأنشاءعذبهموانشاءغفرلهم ).

3- الصلاةعليهيومالجمعةقالشيخناالشنقيطي: أنكثرةالصلاةوالسلامعلىرسولاللهصلىاللهعليهوسلميومالجمعةافضلمنقراءةالقرانلامنحيثالجنس،ولكنمنجهةالمتابعةللنبيصلىاللهعليهوسلمفقدثبتفيمسنداحمدوأبيداودعنأوسبنأوسقال: سمعترسولاللهصلىاللهعليهوسلميقول: ( اكثرواعليمنالصلاةعلييومالجمعةفانصلاتكممعروضةعليفيه) فقالالصحابة: يارسولاللهكيفتعرضعليكوقدأرمتأوأرمتعظامكيعنيبليتفقال ( أناللهحرمعلىالأرضأجسادالأنبياء ) .

ألاتستحيأنتعرضصلاتكعلىالنبيصلىاللهعليهوسلموأنتقليلالبضاعةيومالجمعةأوقليلالعددأنحفظحقالنبيصلىاللهعليهوسلمحفظللدينومعالأسفهذهالسنةمهجورةعندالكثيرمنالناسقالالاماماحمدتعظيمالنبيصلىاللهعليهوسلمتعظيمللهأنموسىعليهالسلامضرببعصاهالبحرفانفلقفكانكلفرقكالطودالعظيم ) واعظممنهمنتفجرالماءمنبينأصابعهمنبيناللحموالدمفصدرعنهألفوخمسمائةقالجابر : لوكنامائةألفلوسعنا.

 

 

12:10 صباحاً

ازمة اخلاق في الصيام

حديثي معكم اليوم عن حديث الصوم جنة وانه يمنع من الاخلاق السيئة اخرج الامام البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم

بداية سبب اختيار هذا الموضوع موقف حصل بالامس بالحرم في يوم 10/9/1433 حيث انه دار بيع وشراء في احدالاسواق فتطاول المشترى على البائع مرتين او ثلاث والبائع يقول يا اخي نريد ان نصوم ثلاث مرات لكن المشتري صيامه لم يامره بالتقوى ولم يتصف بها

ومن هنا اقول للجميع ليست الغاية من الصيام الامتناع عن الطعام والشراب او ليس المراد الامتناع عن شهوتي البطن والفرج بل الامتناع عن الطعام وسيلة الى غاية وغاية الصيام كما قال الله لعلكم تتقون

ومن ثم الصيام عبادة والعبادة لها حكمه واذا خلت العبادات من الغايات التي شرعت من اجلها انقلبت الى طقوس لا معنى لها وبالتالي لاترفع شان صاحبها عند الله

واذا عرفنا ان حكمه الصيام لا تقف عند الامتناع عن الطعام والشراب بل ان الصيام يورث تقوى الله والتقوى نور يقذفه الله في القلب من اثار العباده والتقوى ان ترى الخير فتعمله وترى الشر فتتركه

وفي الحديث الصوم جنة

أي جنة من النار وايضا جنة ووقاية من المعاصي والذنوب ووقاية من الاخلاق السيئة

" والصوم جُنَّة ما لم يخرقها "رواه أحمد في المسند اسناده حسن

وفي رواية: " الصيام جُّنَّة لأحدكم، ما لم يخرقها ". قالوا: وبم يخرقها، يا رسول الله؟ قال: "بكذب أو غيبة " رواه الطبراني في الأوسط (5/13) وهو ضعيف وقال الالباني :ضعيف جداً

ولكن يرقعه بكثرة الاستغفار قال بعض السلف الغيبه تخرق الصيام والاستغفار يرقعه

ومن ثم الصائم مامور ان يضبط جوارحه لان الامساك عن الطعام والشراب وسيلة الى غاية وهي حصول التقوى والاتصاف بها يقول الله كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أي تتصفون بالتقوى ولعلكم تتقون الاخلاق السيئة ولعلكم تتقون الاخلاط الرديئة وهي الامراض ففي الحديث الصحيح وهو الشاهد ( من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به فليس لله حاجة ان يدع طعامه وشرابه )

 

وحديثنا هنا اشار نبينا الى ان الصوم جنة فاذا كان صوم احدكم فلا يرفث وهو ترك الرفث القولي والفعلي ولا يصخب كناية عن ترك الصياح والجدال والمخاصمات

 

فالصائم مامور ان لايبدا الناس بالسباب والمخاصمات ولذا قال لايرفث ولا يصخب ولا يجادل

 

ثم لو قدر ان احدا بدأه فسابه او شاتمه او قاتله فليقل اني صائم يعني ان الصيام يمنعني من ذلك فيذكر نفسه ويذكر غيره

اما غير الصائم فالقصاص ممن شاتمه اوسابه او من قاتله فلها ثلاث حالات

العدل والفضل والظلم

1- اما العدل (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ) وقال تعالى ) (ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) وقال تعالى (وجزاء سيئة سيئة مثلها )

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالاَ فَعَلَى الْبَادِئِ مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ

2- الفضل وهو العفو عمن ظلمه ( فمن عفا واصلح فاجره على الله ) وقولة تعالى ( ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) ( والعافين عن الناس بشرط ان يكون العفو في محله ويصلح صاحبه

3- الظلم وهو ان ياخذ اكثر من حقه فينقلب من مظلوم الى ظالم وياخذ اكثر من مظلمته ( انه لايحب الظالمين )

 

هذه درجات القصاص الا الصيام فان الصائم مامور بان يعفو فان سابه اشاتمه او قاتله احد فانه مامور بان يقول اني صائم أي الصيام يمنعني من المجاراة فلا يرد بالمثل

 

خلاصة الكلام الصائم مامور بضبط جوارحه ومن لم يضبط جوارحه فليس لله حاجه ان يترك الطعام والشراب من لم يدع قول الزور والخاصمات والجدال فليس لله حاجه ان يدع طعامه وشرابه وباختصار

ترى من الصوام ضعف تقوى وازمة اخلاق وحصومات لاتنتهي وما اكثرها بالحرم في بيت الله يتخاصمون على المكان قبل الصلاة وهم ايضا صيام وعلى الطعام وفي الاسواق وفي السيارات ازمة اخلاق بالليل وبالنهار وادنى موقف خاطيء ترى الناس قد اختلفوا وافترقوا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وقفات مع رمضان 1435

الوقفة الاولى في بلوغه والثناء على المنعم عام كامل وانت تموت وتحيا ايامة ولياليه  تقول عند النوم بسمك اللهم اموت واحيا وعند الاستيقاظ من النوم الحمد لله الذي احياني بعدما اماتني

ويقول الله وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقض ى اجل مسمى

فيتذكر المسلم نعمة الله عليه ببلوغه وغيرك مات وصلي عليه وانقطع عمله ولم يبلغوا رمضان وانت مد الله في اجلك 

فيالها من نعمة تستحق الشكر  ومن شكر الله تاذن له بالزيادة والبركة ومن قصر في الشكر حرمة الله بركة تلك العبادة

الوقفة الثانية تذكر حينما بلغك الله رمضان عام كامل مضى  كم اقترفت فيه من ذنوب وكم وقعت فيه من معاصي  نسيت تلك المعاصي واحصاها الله ونسيناها

فيدخل علينا رمضان وفي الحديث من صام رمضان غفر له ما تقدم من ذنبة )  فنخرج يوم العيد كيوم ولدتك امك

ولذلك نوع الله لها اسباب المغفرة وعددها لانه يريد ان يرحم عبادة ويغفر لهم

ومن ثم تمسى ليلة العيد تسمى ليلة الجائزة حينما يخرج الناس الى مصلى العيد وقد صاموا لله ثلاثين ليلة وقاموها وما تبع ذلك من قراءة قران وتسبيح وصدقة وعمرة  وتعرض لنفحات ربه فيخرج يوم العيد ووجه منور وقلبة مسرور  فيقول الله اشهدكم يا ملائكتي اني جعلت جزائي من صيامهم وقيامهم مغفرتي ورضواني

وهناك من خرج يوم العيد فرحا مسرورا قد لبس الجديد ولكنه استقبل رمضان وهو معرض عن طاعه الله في رمضان وغيرة بل تاتية مواسم الخيرات وكأنه لايعرفها

فكان في رمضان معرضا يمضي ليلة في الهو واللعب ونهارة في النوم  وذكر احد الاخوة اردنا ان تصل على قريب له فقال لن يستيقظ من النوم الا عند الغروب فقلت ةالصلاة فقال علمها عند ربي

ومثل هؤلاء يخرجون يوم العيد  ليقول للناس تقبل الله فاي عمل يرجوا قبولة واي فوز يحضى به وليس لهم يوم عيد بل هو في حقهم يوم وعيد  ولكن يبقى هناك رحمة الله تشمل الجميع فاما من طاع الله وتقرب اليه  بانواع الطاعات  فرحمة الله قريب من المحسنين

واما من اعرض وعصى الله فعنده فرصة اذا تاب فالله غني عن عبادة لاينتفع بطاعه احد ولا يتضرر بمعصة احد

الله يقول للكفار ( ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف )

وقال ( لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة ) وفي اخر الايات قال

افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه )

الوقفة الثالثة تذكر ببلوغك رمضان ان العمر قصير والايام قليلة ولكن الله اكرم هذه الامة بليلة واحدة تضيف الى العمر عمر ثاني الا وهي ليلة القدر  خير من الف شهر انا لست عالم

الوقفة الرابعه  تذكر ان رمضان شهر القران

والقران روح ونور يهدي به الله من يشاء والقان هدى ورحمة وموعظة وشفاء وبشرى ومعجزة خالده لكل نبي معجزة يؤمن عليها الناس فموسى معه الغصا امن عليها السحرة وعيسى معه عدة معجزات فمعجزة رسول الله القران فاذا اتاه رجل من الكفار لم يشنع الهتهم ويجادلهم فيتعصبون لباطلهم بل كان يقول اسمع مني فيقرا عليه القران كلام الله فاذا اراد الله به هداية شرح صدره للاسلام

هذا القران يتاثر به المؤمن والكافر فكيف اذا قرانا القران في رمضان وقد صفدت الشياطين وكبحت النفوس الامارة بالسوء بالصيام وذهب عنها الاشر والبطر واستكانت بسبب الجوع والضمأ فالشياطين مصفده والنفوس مستكينه والقران هدى والصيام يروث التقوى

يقول الله عن القران ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا

عش مع القران ليلا ونهارا وكل وقت اجعل القران جليسك تلاوة وتدبرا وعملا

القران ينتظر من يحبه

القران ينتظر من يكرمه

القران ينتظر من يجله

من الناس من احب القران فقل ان يمر عليه يوم الا وقد قرا ثلثة او ربعه

وقف العلماء في اخر اعتاب الدنيا وهم يبكون حرقة على كل لحظة مرت لم تمضى في كتاب الله

وما احسن ان تتفقد نيتك وانت تتلوا كتاب الله

1- اقرا القران حتى يكون شفيعا لك :"إقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه" رواه مسلم

2- اقرا القران لزيادة حسناتك ففي الحديث "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف." رواه الترمذي.

3- اقرا القران يحجبك من النار قال رسول الله:"لو جمع القرآن في أهاب لم يحرقه الله بالنار" صححه الألباني

4- نحتسب قراءته عمارة للقلوب:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرجل الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب" رواه الترمذي

5- نحتسب قراءته بنية العمل بكل آية نقرأها لننال أرفع الدرجات في الجنة.

الوقفة الخامسة تذكر ان رمضان اياما معدودة يربح فيها من يربح ويخسر فيها من يخسر

وقد فصلت هذا في تفسير ايات الصيام

 

 

 

 

موعظة ماذا بعد شهر رمضان لعام 1435هـ

كنا في في شهر رمضان نصوم نهاره فريضة ونقوم ليله تطوعا ونتقرب الى الله بانواع الطاعات طمعا في ثواب الله وخوفا من عقابه فاذا جاءت ليله العيد قسمت الجوائز على الفائزين

نسال الله ان يتم علينا الفرحة بالقبول فاذا لم يقبل الله منا فلا حول لنا وقوة الا بالله كان على بن ابي طالب يقول ليلة العيد الا ليت شعري من المقبول فنهنية ومن المردود فنعزيه

فاذا كان ليلة العيد لية الجوائز من الناس من يخرج الى مصلاة وقد اعتقه الله من النار فيخرج وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبة

فهل نحن ممن اعتقه الله من النار وغفر له ام لم نحظى بتلك الجوائز

يا ترى هل فزنا بجوائز الصيام ام بجوائز القيام ام قيام ليلة القدر ام العتق من النار

يقول العلماء للقبول علامات يخرج يوم العيد وهو محب للخير مبغض للشر في وجهه نور وفي قلبه سرور يقول الله وكفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم

اما من خرج يوم العيد وقلبه ضيق ووجهه مظلم فهذا يدل على عدم القبول

ومن هنا من اتق اله في صيامة الله بفعل الاوامر وترك النواهي فالله يقول انما يتقبل الله من المتقين فمن خرج من صيام باظم شيء في الصيام وهي مراقبه الله فليبشر بالخير من الله

فيامن رزقه الله القبول في رمضان واعتق من النار وغفر ذنبه واصل المسير على الخير وعليك بهذه الامور

1- يا من تعودت الصيام في رمضان لازال الصيام مشروع طوال العام هناك نوافل منها صيام ست شوال وثلاثة ايام من كل شهر وعشر ذي الحجة ووعاشوراء والاثنين والخميس وفي الحديث وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم

" صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر"

 

(رواه البزار / حققه الألباني / صحيح الترغيب والترهيب /كتاب الصوم /

الترغيب في صوم ثلاثة أيام من كل شهر سيما الأيام ال/ حديث رقم 1032 / حسن صحيح)

 

( وَحَرَ الصَّدْرِ ) قَالَ فِي النِّهَايَةِ : غِشُّهُ وَوَسَاوِسُهُ , وَقِيلَ : الْحِقْدُ وَالْغَيْظُ ,

وَقِيلَ : الْعَدَاوَةُ , وَقِيلَ : أَشَدُّ الْغَضَبِ

فاختر لنفسك من انواع الصيام ما شئت من هذه الايام

2- يا من تعودت القيام في رمضان لاتقطع صلتك بالله بترك القيام فقد اثنى الله على المتقين فقال ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك ) ( والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما )

3- يا من عشت مع القران في نهار رمضان وليلة وختمت عدة ختمات وتلذذت بتلاوته لاتقطع صلتك بالقران بعد رمضان اجعل لك حزبب لتحي به حياة سعيدة

4- يا من تعودت الدعاء في رمضان وهو من اجل العبادات واعظم القربات يقول الله ( ادعوني استجب لكم ) ارف يديك في السراء والضراء وفي الرخاء وفي الشدة وادعه خوفا وطمعا وتضرعا وخيفة

اسال الله الثبات على الحق والايمان واستعذ به من النار اتصل بربك كل وقت

5- يا من تعودت الصدقه في رمضان لاتبخل على نفسك بشيء من الصدقه فانها تطفي الخطيئة

6- يا من تعودت في رمضان مقابلة السيئة بالحسنة فتدفع باللتي هي احسن فان سابة ا شاتة اة قاتله احد فليقل اني صائم

رمضان مدرسة عظيمة يخرج المسلمون منه وقد الفوا الخير وابغضوا الشر لقد تعلمنا في رمضان طاعات كثيرة تعلمنها لتبقي معنا بعد رمضان

وا من عصيت اله وفرطت في رمضان تذكر رغم انف امري ادرك رمضان فلم يغفر له ولكن لازال امامك فرصة تب الى الله فان الله يحي التائبين ويبدل سيئاتك حسنات ان الله يحب ان يرحم عبادة ويغفر لهم الا من شرد على شراد البعير على اهله

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حديث معكم اليوم عن تفسير ايات الصيام في سورة البقرة

بداية يقول الله حينما رغب في الصيام قبل ذكر الاحكام فقال ( يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام

فرغب في الصيام وحث المؤمنين عليه قبل ان يذكر الاحكام

قولة كتب اي فرض عليكم والفرض هو ما يثاب الفاعله و

يعاقب تاركه ومن ترك صيام رمضان عامدا ومتعمدا فافطر يوما واحدا من رمضان متعمدا لم يقضة صيام الدهر وان صامه ومعناه ان الله لايعطية ثواب ذلك اليوم الذي افطره ولو صام الدهر كله لكن يجب عليه قضاء ذلك اليوم

لان التهديد خرج مخرج الوعيد ومثل هذا الامر الحج عرفة وليس معنى ذلك ان الحج يقتصر على يوم عرفه

ومعنى الوعيد في حق من افطر يوما من رمضان انه لايدرك فضيلة ذلك اليوم ولو صام الدهر كله لانه افطر بغير عذر في حين انه لو افطر بعذر اردك فضيلة ذلك اليوم كانه صامة في رمضان

قولة كما كتب على الذين من قبلكم فيه تسلية للمؤمنين بان هذه الفريضة مكتوبة على من قبلنا وايضا من باب التنافس في طاعة الله

قولة لعلكم تتقون

الصيام فيه حكم عظيمة وغايات جليله منها

1- ان الصيام يربي في الصائم الاخلاص ويعوده عليه لان الصيام من اخفى العبادات فيستطيع الصائم ان يظهر للناس انه صائم وهو مفطر من هنا قال لعلكم تتقون و اعظم التقوى الاخلاص يقول الله والزمهم كلمة التقوى ) اي التوحيد وهو اعظم انواع التقوى

2- الصيام يربي في الصائم القدرة على قهر الهوى ومخافة هوى النفس

ومن ثم من سرة ان يرى الانسان القوى فهو من تغلب على هوى نفسه لذلك ورد ولكن الشديد من ملك نفسه عند الغضب

فمن فهر نفسه فاصبحت تحت امره فاز ومن اصبح تجت امر نفسه هلك ولذلك قالوا من قهر نفسه فقد ملك كثيرا من الخير

فالصائم يقهر نفسه حينما صبر على ما تهوى نفسه من شهوتي البطن والفرج

وهذا الامر يقع في الصلاة يشتهي النوم والراحه فيقوم ويقهر نفسه ثم تاتية شهوة المال فيقهر نفسه البخيله فيخرج الزكاة مع حبة للمال وتاتية شهوة الوطن والولد فيخرج حاجا لله ويتحمل الغربة

3- والصيام يربي في الصائم كيف يتذكر الفقراء حينما يقاسي الم الجوع والضمأ مع قدرته وعلمة انه في نهاية الصيام يجد الطعام والشراب فيذكر من لايجد الطعام والشراب فيتذكر الضعفاء

4- الصيام يذكر العبد بيوم القيامه فيتذكر جوع يوم القيامة وعطشة واشتداد حره

5- الصيام سبيل الى اعظم شيء واحبة الى الله تقوى الله وذلك بامتثال امرة واجتناب نواهيه ومحارمه فيتقي الله بفعل اوامرة ونواهيه ويتقي الاخلاق السيئة ويتقي الاخلاط الرديئة

قولة اياما معدودات ولم يحدد عددها تركها مبهمة امرنا الله بصيام ساعات محدودة واياما معدوده فالمؤمن امتثل امر ربة فصام الساعات المعدودة والايام المحدودة فكان جزاءه كما قال الله ( كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية ) ومن نعيم الجنة في الجنة ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى ) فنفى الله عن اهل الجنة الجوع لانه الم والجوع لباس فيظهر اثار الجوع على الوجه لانه يرى فالجنة ليس فيها جوع وليس فيها عري وكلاهما لباس وفى عنه الضما لانه نتيجة حرارة الخارج

اما الكافر فعصى ربة وخالفة امره فلم يصوم لا ايام معدودة ولا ساعات محدوده فكان عاقبته الجوع والضما ما دامت السموات والارض

وفي النار طعام لايسمن ولا يغني من جوع وسيقف في ارض المحشر خمسين الف سنة لايشرب شربة ولا ياكل اهله ويحاسبه الله كل كل لقمة اكلها وكل شربة شربها وكل فراش ولحاف التحف به ويعذبه بذلك لانهم استحبوا الحياة الدنيا على الاخرة

وسوف يحشر الكافر الى جهنم على اشد عطشا يوم نحشر المجرمين الى جهنم وردا اي عطاشا و العطش لشدة المة حتى ان اهل النار يطلبون من اهل الجنة ان افيضوا علينا من الماء

ثم يدخل النار حياة ابديه ومن ضمن العذاب الجوع والضما

ومن قارن بين ثواب من اطاع الله في الدنيا والاخرة وبين عقاب من عصى الله في الدنيا والاخرة ظهر له الفارق يقول الله عن الجنة اكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار ولا خير في لذة بعدها سقر اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستحبوا الحياة الدنيا على الاخرة

قولة فمن كان منكم مريضا مع كونها ايام قليلة ومعدودة الا ان رخص للمريض والمسافر

فاما المريض فله ثلاثة حالات والمرض الذي يرخص مع الفطر ان يكون فيه مشقه او يلحقة ضرر او يتاخر البرء

الحالة الاولى ان يكون مريضا فلا يلحقة مشقة ولا ضرر فهنا لا رخصة له

الحالة الثانية ان يلحقة مشقة ولا يضرة فيكرة له الصوم

الحالة الثالثة ان يضرة الصوم معه فيحرم عليه الصيام

وللمسافر ثلاثلا حالات ويرخص للمسافر قصر الصلاة وجمعها والفطر

الحالة الاولى الا يشق عليه الصيام فالافضل له الصوم ففي الحديث أبي الدرداء، -رضي الله عنه- ، قال خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره في يوم حار، حتى يضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا ما كان من النبي -صلى الله عليه وسلم- وابن رواحة.

الحالة الثانية ان يشق عليه مشقة نوعا ما فيكرة الصيام ففي الحديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- ، قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فرأى زحاما ورجلا قد ظُلِّلَ عليه، فقال: ما هذا؟ فقالوا: صائم فقال: ليس من البر الصوم في السفر.

الحالة الثالثة ان يشق عليه الصوم مشقة عظيمة فيحرم فعند مسلم: لما خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- في فتح مكة، قيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإنما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام، فقال: أولئك العصاة.

قولة وعلى الذين يطيقونة فدية طعام مسكين

وهما الشيخ والشيخة الكبيرين في السن ينتقلون الى الاطعام

قولة طعام مسكين نصف صاع تقريبا كيلوا ونصف

كان في صدر الاسلام يخير المرء بين الصيام وبين الاطعام ومن هنا قال الله وان تصوموا خير لكم لان الصوم افضل ولذلك سوف ينسخ في الاية التي بعدها

قولة شهر رمضان

بعد ابهم الله الايام المعدودات في الاية السابقة هنا بين الأيام المعدودات التي أبهمها الله عز وجل في الآيات السابقة؛ بأنها شهر رمضان.

والذي فرض الله صيامه ثلاثون يوماً ، وقد تكون تسعةً وعشرين إذا كان الشهر ناقصاً وسواءً كان كاملاً أو ناقصاً فهو في الاجر كاملا

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنَّا أمَّة أمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين ". رواه البخاري ومسلم

قولة رمضان

رمضان : اختلف العلماء فيه : قيل سمي رمضان مأخوذ من الرمضاء والمراد بذلك شدة الحر والسبب لانه لما فرض الله صيام رمضان وافقت السنة الثانية سنة حرٍ وشدة من الحر ، فسموه رمضاناً من هذا . وقيل رمضان لانه يرمض الذنوب بمعنى يحرقها ويذهبها والقول الثالث سمي رمضان قيل : إن اسم رمضان اسم من أسماء الله-U- وفيه - أيضاً - حديث ضعيف ، وأصح هذه الأقوال القول الأول ، أنه سمي رمضان من الرمضاء وهي شدة الحر ؛ لأنه وافق هذا الشهر التاسع زماناً شديد الحر حينما فرض الله على عباده .

بقي هل يجوز ان نقول رمضان قولان

قيل لايجوز أن تقول : دخل رمضان ، وخرج رمضان ، وانتصف رمضان .

واستدلوا بالحديث الذي تقدمت الإشارة إليه : (( لاتقولوا : جاء رمضان ؛ فإنه اسم من أسماء الله )) وهذا حديث ضعيف .

والصحيح أنه يجوز أن يقول : جاء رمضان ، ومضى رمضان ، وانتصف رمضان ؛ لأن السُّنة دلت على جواز ذلك وترجم له الإمام البخاري-رحمه الله- في صحيحه . ففي الحديث من صام رمضان ) وحديث من قام رمضان فدلت السنة على جواز ذلك

قولة شهر رمضان الذي انزل فيه القران

لماذا اختص الله شهر رمضان من بين الاشهر لان القران نزل فيه ابتداء

قولة هدى للناس

أي كل الناس يهتدون به - المؤمن، والكافر والهداية على قسمين

هداية علمية وهي معرفة الحق من الباطل

وهداية عمليه وهي ايثار الحق على الباطل وهي معنى قول الله هدى للمتقين

وبينات من الهدى اي اشتمل القران على براهين داله على صدق وداله على الفرقان بين الحق والباطل والخير والشر

ومن هنا رمضان شهر القران عرضة جبريل على نبينا مرتين في رمضان

والقران روح ونور يهدي به الله من يشاء والقان هدى ورحمة وموعظة وشفاء وبشرى ومعجزة خالده لكل نبي معجزة يؤمن عليها الناس فموسى معه الغصا امن عليها السحرة وعيسى معه عدة معجزات فمعجزة رسول الله القران فاذا اتاه رجل من الكفار لم يشنع الهتهم ويجادلهم فيتعصبون لباطلهم بل كان يقول اسمع مني فيقرا عليه القران كلام الله فاذا اراد الله به هداية شرح صدره للاسلام

هذا القران يتاثر به المؤمن والكافر فكيف اذا قرانا القران في رمضان وقد صفدت الشياطين وكبحت النفوس الامارة بالسوء بالصيام وذهب عنها الاشر والبطر واستكانت بسبب الجوع والضمأ فالشياطين مصفده والنفوس مستكينه والقران هدى والصيام يروث التقوى

يقول الله عن القران ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا

عش مع القران ليلا ونهارا وكل وقت اجعل القران جليسك تلاوة وتدبرا وعملا

القران ينتظر من يحبه

القران ينتظر من يكرمه

القران ينتظر من يجله

من الناس من احب القران فقل ان يمر عليه يوم الا وقد قرا ثلثة او ربعه

وقف العلماء في اخر اعتاب الدنيا وهم يبكون حرقة على كل لحظة مرت لم تمضى في كتاب الله

وما احسن ان تتفقد نيتك وانت تتلوا كتاب الله

1- اقرا القران حتى يكون شفيعا لك :"إقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه" رواه مسلم

2- اقرا القران لزيادة حسناتك ففي الحديث "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف." رواه الترمذي.

3- اقرا القران يحجبك من النار قال رسول الله:"لو جمع القرآن في أهاب لم يحرقه الله بالنار" صححه الألباني

4- نحتسب قراءته عمارة للقلوب:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرجل الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب" رواه الترمذي

5- نحتسب قراءته بنية العمل بكل آية نقرأها لننال أرفع الدرجات في الجنة.

ففي الصحيحين من حديث عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال : (( كان النبي -r- أجود بالخير من الريح المرسلة ، وكان أجود ما يكون إذا كان في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن )) .

فكان يقول ابن عباس : وكان أكثر ما يكون أجود ما يكون إذا كان في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن ، فهذا الشهر شهر مدارسة للقرآن، وأعظم الناس خيرا وبرا في شهر رمضان أكثرهم خيرا وبركة من كتاب الله -U- ؛ لأن الله وصف القرآن بأنه كتاب مبارك ؛ فقال سبحانه : { كتاب أنزلناه إليك مبارك } فمن تدبر القرآن أو تأمل القرآن وأقبل على كتاب الله في شهر الصيام والقيام يبكي لوعده ووعيده ويخاف من تخويفه وتهديده ويطمع في رحمة ربه، بما ذكر فيه من الآيات والعظات البالغات فهو أسعد الناس في شهر رمضان .

فمن شهد منكم الشهر فليصمه

هذه الاية نسخت الاية السابقة حينما خيرنا بين الصيام والا طعام لكن هنا اوجب علينا صيام الشهر بقولة فليصمة

قولة فمن كان مريضا او على سفر

لما كانت هذه الاية ناسخة للاية السابقة هنا اكد على رخص المريض والمسافر فيسير الله - تبارك وتعالى - على عباده، حيث رخص للمريض الذي يشق عليه الصوم، وللمسافر مطلقاً أن يفطرا، ويقضيا أياماً أخر.

يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر

شرائع الاسلام كلها يسر وسهولة يقول الله يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وقال تعالى لايكلف الله نفسا الا وسعها وقال فاتقوا الله ما استطعتم

وفي الحديث ( اذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم ) وفي الحديث ( بعثت بالحنفيه السمحه )

ولذلك راعى الله احوال عبادة رحمة به وتخفيفا عليهم فشرع دينا قويما فليس فيه حرج يقول الله ما جعل عليكم في الدين من حرج )

فلو نظرنا للصلوات الخمس اكثرها اربع ركعات تيسير على عبادة

ولو نظرنا للزكاة اخذنا منا ربع العشر في المئة ريال اريالين ونصف

ولو نظرنا للصيام شهر واحد في العام

ولو نظرنا للحج على المستطيع ومرة واحدة في العمر وكلها من يسر الدين وسماحته

فالله جعل تشريعاته كلها يسر ولم يجعل فيها عسر حتى جعل المشقة تجلب التيسر

ويسر الدين الانتقال بالعبد من العبادة الشاقة الى العبادة السهله فالمسافر رخص له قصر الصلاة الرباعيه واباح له الجمع بين الصلاتين في وقت واحد وشرع للخائف ان يصلي على حسب حالةماشيا او راكبا وشرع للمريض ان يصلي على حسب استطاعته وشرع لفاقد الماء او عند خوف الضرر الطهارة بالتراب

ومن هنا الناس في يسر الدين وسماحة الاسلام ما بين افراط وتفريط

فهناك من يريد استغلال سماحة الاسلام ويسر ه فيترك الواجبات ويرتكب المحرمات ويقول الدين يسر وسماحة الاسلام ليس معناهم التفلت من الواجبات واستباحة المحرمة انما سماحة الاسلام الانتقال بالعبد من العبادة الشاقة الى العبادة السهله

ولذلك حرم الله الغلو في الدين وهو الافراط فيشق على نفسه في العبادة لانه يتنافى مع سماحة الاسلام ويسره وفي الحديث عند احمد هلك المتنطعون ) اي المتشددون روى البخارى ان ثلاثة رهط جاءوا الى ابيات النبي صلى الله عليه وسلم يسالون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما اخبروا بها كانهم تقالوها فقال احدهم انا اصوم ولا افطر وقال الاخر اما انا اصلي الليل ابدا وقال الاخر وانا اعتزل النساء فلا اتزوج فقال نبينا اما والله اني لاخشاكم لله واتقاكم له لكني اصوم وافطر واقوم وارقد واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ) فسنة رسول الله بين الافراط والتفريط فلا غلوا ولا تساهل بل مداومة على الخير من غير تحامل على النفس بما يشق عليها

ويؤكده هذا حديث (خُذُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ...) وحديث (..لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ...)

وللامام النووي في رياض الصاالحين باب تحت عنوان باب الاقتصاد في العبادات

فكلما توفر في العمل الاخلاص والمتابعه لهدي رسول الله حصل العون من الله والتوفيق والتسديد وسهلت عليه الطاعات واداها بسهولة ويسر

ومن فقد الاخلاص او المتابعه للنبي صلى الله عليه وسلم لم يحصل له العون وشقت عليه ولم تتيسر له وحصلت المشقه والحرج

ومن ثم من شدد على نفسه سئمت وملت من العبادة وضجرت وكان نذيرٌ بانقطاعها، أو بذلها بِكَلَفَةٍ دون خشوع وانشراح قلبٍ، فيفوت خير عظيم

ولذلك من ادى العبادة بنشاط ورغبه فنعما هي ومن اداها بضجر وملل وتكلف كان دليلا على عدم المشروعيه

موسى لما تجاوز مكان الخضر وجد المشقه والتعب وقبل ذلك لم يحصل له نصب ولا تعب فكل من تجاوز الحد المشروع حصلت له المشقة والتعب وغلاة اهل التصوف والمبتدعه والرهبان يجدون مشقه وتعبا ونصبا لانهم على ضلالة

فكل من اتقي الله وراعى الاخلاص وهدي رسول الله لم تحصل له مشقة ولا تعب ولا ضجر وينصرف منها وله رغبه فيها ومن خالف الهدي النبوي حصلت له المشقة والتعب والضجر وخرج منها بملل وسامة

ولتكمول العدة

امرنا بالقضاء الأمر وبإكمال العدة؛ من اجل االإتيان بعدة أيام الصيام كاملاً.

قولة ولتكبروا الله

اذا اتم العبد صيام رمضان وقيامة وغربت شمس اخر يوم منه شرع لنا امرين قولا وفعلا

الاول شكر الله بالتكبير وهو القول

والثاني شكر الله بالفعل وهي زكاة الفطر فهي طهرة للصائم من الغو والرفث وطمعه للمساكين

قولة ولعلكم تشكرون

فيه دليل على ان شرائع الاسلام شرعت لحكمة ومنها شكر الله والشكر انواع بالقلب بالخضوع وباللسان بالشكر وبالاركان بالعمل اعملوا ال دادود شكر وقولة تعالى واتقوا الله لعلكم تشكرون

قولة واذا سالك عبادي عني

هذه الاية جوابا على سؤال هل الله قريب فنناجية ام بعيد فننادية فجاء الجواب

قال العلماء هذه الاية جاءت في اخر ايات الصيام لان الصيام مظنة اجابة الدعاء وذكرت في اخر ايات الصيام قبل الختام باية دليل ايضا على ان الدعاء في اخر الصيام عند الافطار افضل ويؤكد هذا المعنى قول نبينا للصائم عند فطرة دعوة لاترد

قولة فاني قريب القرب نوعان خاص وعام

القرب هنا قرب خاص بمن يدعوه وبمن يعبده اما القرب العام وهو قرب بعلمه كما في سورة ق ونحن اقرب الية من حبل الوريد

ويؤكد هذا المعنى بان القرب هنا خاص وفيه اثبات قرب الله ولايصح نفسير بان القرب هنا بالرحمة او قرب الملائكة انما قرب من داعيه وعابديه بالاجابه

ويؤكد هذا امعنى ثلاثت احاديث

الاول : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء } . رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي

والثاني : عن عمرو بن عنبسة ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد في جوف الليل، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن. رواه أبو داود والترمذي واللفظ له، وقال: حديث حسن صحيح، والحاكم على شرط مسلم.

والثالث : عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا ، إنكم تدعون سميعا قريبا ، والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم "

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم إنه سميع قريب تبارك اسمه وتعالى جده

واذا تصورنا الان

من صلى في جوف الله وهو ساجد وهو يعبده ويصلي مع وقت السحر كانت من افضل ما يكون

قولة اجيب دعوة الداع اذا دعان الدعاء نوعان مساءلة ودعاء عبادة

فيه ان الله يجيب دعوة الداعي اذا دعاه فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن تعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها . قالوا إذن تكثر . قال الله أكثر } ومعنى الله اكثر اي يكثر من اجابة الدعاء

فالدعاء من اجل العبادات وافضل القربات وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) فمن رفع يديه الى الله في السراء والضراء ودعاه تضرعا وخفيه وخوفا وطمعا

فرحمة الله قريب من المحسنين

فليستجيبوا لي وليؤمنوا به

فمن اتى باسباب اجابة الدعاء من الانقياد لله قولا وفعلا مع الايمان بالله الموجب للاجابة

فيه دليل على انه اذا كان العبد طائعا مؤمنا كان اجدر بالاجابة فمن استجاب لله استجاب الله له

قولة احل لكم ليلة الصيام الرفث

هذه الاية فيها امتن الله على هذه الامة بحل الطعام والشراب والاستمتاع بالنساء من غروب الشمس الى طلوع الفجر بعد ان كان في صدر الاسلام يحرم على الصائم اذا افطر ان ياكل او يشرب او يستمتع بالنساء اذا نام او صلى العشاء فاذا ناموا او صلو العاشء حرم عليها الطعام والشراب بعد ذلك

البراءِ قال: كان أَصحابُ النبي صَلَّى الله عليه وسلم إِذا كان الرجل صائمًا فنام قبل أَن يفطر بالليل، لم يأْكل إِلى مثلها، وإِن قيس بن صِرْمة الأَنصاري كان صائمًا، وكان يومه ذلك يعمل في أَرضه حتى أمسى فجاء إلى أهله فصلى العشاء ثم نام فلم يأكل ولم يشرب حتى أصبح ... وكان عمر قد أصاب من النساء من جارية أو حرة بعدما نام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فأنزل الله ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ ) إلى قوله ( ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ ) ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وقال الذهبي : صحيح (1) .

ففرح بها المسلمون فقد اباح الله لهم الطعام والشراب والرفث بجميع الليل الى الفجر رحمة منه ورخصة ورفقا وعفا عما وقع منهم من تجاوزات

قولة تختانون انفسكم ان تخونونها بارتكاب ما حرم الله عليكم

قولة وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم اي الفجر الصادق

فاذا ظهر الفجر وجب عليكم الصيام الى الليل

ويؤخذ منه اداب الصيام الواجبة والمستحب ويجب على الصائم مراعاتها

العموا اولا ان هناك مفطرات حسية وتحريمها مؤقت وهي الاكل والشرب والجماع ابيحت ليلا وحرمت نهارا اثناء الصيام

هناك مفطرات معنوية وتحريمها مؤبد ومدى الحياة كالكذب والغيبة والمعاصي فهي تحرم على الصائم وغير الصائم لكنها في الصيام اكد وهذه المفطرات العنوية لاتفسد الصيام ولكنها تذهب اجرة وثوابه فهي لاتفسد الصوم ولكن لاتتحقق الغاية من الصيام تقوى الله فسر الصيام العظيم مراقبة الله مافرض الله علينا الصيام من اجل تجوع الاحشاء وتضمأ الامعاء ولكن فرضة لتقواه ومراقبته

فمن اداب الصيام الواجبه

الامساك عن المعاصي فمن صامت جوارحة عن عن الاثام وبطنه عن الطعام والشراب وفرجة عن الرفث وقلبه عن الحسد فاذا قال قولا لم يقل ما يجرحه صومة واذا عمل عملا لم يعمل ما يفسده فيكون كما اشار نبينا صلى الله عليه وسلك وامركم بالصيام فان مثل ذلك مثل رجل في عصابة معه صرة مسك كا يريد ان يجد ريحها ) وكذلك الصائم مثل كامل المسك اما يطيبك او تجد منه رائحة طيبة والصائم من جالسة انتفع بمجالسته او امنه من جرة لمعصية من قيل وقال وغيبة وقول زور

اما الاداب المستحبة

1- يستحب للصائم السحور ويستحب تاخيره وان يقلل من الطعام

اما السحور ففي الحديث ( تسحروا فان في السحور بركة ) متفق عليه اما كون السحور مبارك لعدة اسباب انه معين على الطاعه وفيه امتثال لامر الله ورسوله وفيه انه يغني عن عدة وجبات وفيه مخالفة لاهل الكتاب وفي صحيح مسلم عن عمرو بن العاصِ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «فَصْلُ ما بَيْنَ صيامِنَا وصيامِ أهلِ الكتاِب أكْلةُ السَّحَر " ومن هنا يستحب تاخير السحور

ويستحب تقليل الطعام

يقول الله كلوا واشربوا ولا تسرفوا والاسراف مجاوزة الحد المشروع والحد المشروع حده رسول الله ففي الحديث ( (مَا ملأ آدَمِيّ وِعَاءً شَرّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدّ فَاعلاً فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ)، رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وصححه الألباني

ومن هنا الجسم يحتاج القليل من الطعام والشراب والزائد يحوله الى بول او عرق

ولما خالف الناس الهدي النبوي حصلت لهم الامراض وقست قلوبهم

ولذلك كان عابد بني اسرائيل يقول حينما يفطر الصائمون لا تأكلوا كثيرًا، فتشربوا كثيرا، فتناموا كثيرا، فتخسروا كثير

والنتيجة يكفيك لقيمات فان ابيت فثلث لطعام فان ابيت فاستعد للامراض قلبية وبدنيه

2- تعجيل الفطور اذا تحقق غروب الشمس بمشاهدة او سماع وعلى ماذا يفطر يستحب الفطر على رطب ثم تمر ثم ماء ثم طعام فان لم يجد فيفطر بالنية اما تعجيل الفطور ففي الحديث عن سَهْلِ بنِ سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «لا يَزالُ الناسُ بخيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ»، متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلّم فيما يرْويهِ عن ربِّه عزَّ وجلَّ: «إن أحبَ عبادي إليَّ أعجلُهم فطراً»، رواه أحمد والترمذي

وسبب الخيرية في تعجيل الفطور لان فيه امتثال امر الله فاستقم كما امرت ولان الصيام ينتهى بالليل ففي الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم .

3- يستحب له أن يدعُوَ عندفِطرِه بما أحَبَّ، ففي سنن ابن ماجة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلّم أنَّه قال: «إنَّ للصائِمِ عند فطْرِه دعوةً ما تُرَدُّ».

وفي صحيح ابن خزيمة وابن حبَّان أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «ثلاثة لا ترد دعوتُهم: الصائمُ حتى يُفْطِر، والإِمامُ العادلُ، ودعوةُ المظلومِ

4- يستحب للصائم ان يستشعر نعمة الله عليه بصيام وقيام رمضان مرت عليك عدة ايام او عشرة ايام وما عندك مرض او عارض يحول بينك وبين الصيام والقيام فقد فَّقَه الله ويَسَّره عليه حتى أتمَّ يومَه وأكْملَ شَهْره، فإنَّ كثيراً من الناسِ حُرمُوا الصيامَ إمَّا بموتِهِم قبل بلوغِهِ أو بعجْزهم عنه أو بضلالهم وإعْرَاضِهِم

فكل يوم تذكر نعمة الله عليك وتذكر فرحك عند فطرك وتذكر الفرحة الكبرى عند نهاية الشهر والفرحة العظمى عند لقاء الله واعلموا انكم ملاقوة وبشر المؤمنين

قولة حتى يتبين لكم الخيط

فيه ان اباحة الاكل والشرب والرفث حتى يظهر الفجر الصادق خلافا لمن قال تمسك قبل الفجر بنصف او ربع والصحيح ان الاباحة حتى يؤذن الفجر

ويؤخذ منه ان الصيام الشرعي من طلوف الفجر الصادق حتى غروب الشمس

وايضا ان الصيام الشرعي ينتهي بغروب الشمس

قولة ولاتباشروهن وانتم عاكفون في المساجد

هذه الايه دليل على مشروعية الصيام فقد دلت نصوص الكتاب والسنة على مشروعية الاعتكاف ومنها هذه الاية وانتم عاكفون في المساجد فوصف الله المسجد انه معتكف المؤمن واما السنة ففي الحديث ( لا اعتكاف الا في المساجد الثلاثة ) والنفي هنا نفي كمال لا نفي صحة فهو محمول على انه لا اعتكاف كامل لان الاعتكاف في هذه المساجد الثلاثة لايوازيه غير ولو بلغ في الخير مابلغ من كثرة الطاعات لان المعتكف فيها يحصل على فضائل خصت بها هذه المساجد

وايضا ثبت من حديث ابي سعيد ان نبينا اراد ان يعتكف في العشر الوسطى فقال له جبريل ان الذي تطلبه امامك ) ولذلك قالوا ان الغرض من الاعتكاف في العشر الاواخر اصابة ليلة القدر ويؤيدة ان الذي تطلبه امامك

وقد بين نبينا سنة الاعتكاف بالقول والفعل فالقول سبق والفعل دخل نبينا المعتكف قبيل غروب شمس يوم عشرين من رمضان وضربت لرسول الله بالمسجد قبة واعكف فيها واعتكف الصحابة معه بالمسجد

امنا تعريف الاعتكاف فهو لزوم المسجد لطاعه او حبس النفس على مرضاة الله ولزوم المسجد

والاعتكاف يشمل ثلاثة امور

1- اعمال قلبيه من اخلاص وتوحيد كما قال الله ( ان كنتم خرجتم جهادي في سبيلي وابغاء مرضاتي فينوى بهذا العمل ابتغاء مرضاة الله ويقصد به التقرب بهذه الطاعه

وايضا يطهر قلبه من الشحناء والبغضاء

2- الاعمال الظاهرة من صلاة وصيام وقيام وتلاوة قران وذكر ودعاء

3- اعمال اللسان فيترك الداء ويعمل بالدواء فالداء ذكر الناس والدواء ذكر الله

اما الحكمة والفائدة من الاعتكاف هو دورة ايمانية تقوي ايمانه من صيام وقيام وتلاوة قران وتعلق بالله فيحبس نفسه على طاعه الله

وهذه الاعمال المباركة تقوي ايمانه واستقامته وتقوى الله فيخرج من الاعتكاف باعظم زاد وهي تقوى الله وعلامتها حب الخير وبغض الشر فاذا انقضى الاعتكاف ولم تحص تقوى فعليه ان يراجع نفسه

وايضا نحن نعتكف طلبا لليلة القدر وادراك فضلها

شروط الاعتكاف خمسه

الاسلام والعقل والنية طلب مرضاة الله والطهارة من الحدث الاكبر لان الجنب والحائض ممنوعان من دخول المسجد

فالمعتكف ممنوع من مباشرة النساء والجماع يبطل الاعتكاف

قولة تلك حدود الله

اوامر الله ونواهية تسمى حدود

قولة فلا تقربوها

ينبغي تعاطي الاسباب التي تبعد عن المحرمات

قولة كذلك يبين الله اياته للناس

يبين الله للناس الآيات الكونية، والشرعية؛ لقوله تعالى: { كذلك يبين الله آياته للناس }؛ والآيات الكونية هي المخلوقات الشرعيه الاحكام

قولة لعلهم يتقون د

دليل على ان العلم سبب للتقوى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ذكران رمضان شهر القران

والقران روح ونور يهدي به الله من يشاء والقان هدى ورحمة وموعظة وشفاء وبشرى ومعجزة خالده لكل نبي معجزة يؤمن عليها الناس فموسى معه الغصا امن عليها السحرة وعيسى معه عدة معجزات فمعجزة رسول الله القران فاذا اتاه رجل من الكفار لم يشنع الهتهم ويجادلهم فيتعصبون لباطلهم بل كان يقول اسمع مني فيقرا عليه القران كلام الله فاذا اراد الله به هداية شرح صدره للاسلام

هذا القران يتاثر به المؤمن والكافر فكيف اذا قرانا القران في رمضان وقد صفدت الشياطين وكبحت النفوس الامارة بالسوء بالصيام وذهب عنها الاشر والبطر واستكانت بسبب الجوع والضمأ فالشياطين مصفده والنفوس مستكينه والقران هدى والصيام يروث التقوى

يقول الله عن القران ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا

عش مع القران ليلا ونهارا وكل وقت اجعل القران جليسك تلاوة وتدبرا وعملا

القران ينتظر من يحبه

القران ينتظر من يكرمه

القران ينتظر من يجله

من الناس من احب القران فقل ان يمر عليه يوم الا وقد قرا ثلثة او ربعه

وقف العلماء في اخر اعتاب الدنيا وهم يبكون حرقة على كل لحظة مرت لم تمضى في كتاب الله

وما احسن ان تتفقد نيتك وانت تتلوا كتاب الله

1- اقرا القران حتى يكون شفيعا لك :"إقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه" رواه مسلم

2- اقرا القران لزيادة حسناتك ففي الحديث "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف." رواه الترمذي.

3- اقرا القران يحجبك من النار قال رسول الله:"لو جمع القرآن في أهاب لم يحرقه الله بالنار" صححه الألباني

4- نحتسب قراءته عمارة للقلوب:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرجل الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب" رواه الترمذي

5- نحتسب قراءته بنية العمل بكل آية نقرأها لننال أرفع الدرجات في الجنة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هدية في العشر الاواخر

حديثي معكم عن هدية صلى الله عليه وسلم في العشر الاواخر هاهي العشر الاواخر من رمضان قد اقتربت لتتحفنا باحلى ليالي رمضان

رمضان موسم من مواسم الاخرة تضاعف فيه الحسنات وتكفر فيه السيئات وترفع فيه الدرجات فمن صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له لكن الهشر الاواخر من رمضان فيها ليله واحده فضلها عظيم وثواب العمل فيها  كثير فيها ليله القدر فمن صام رمضان او قامه غفر له بشرط قيامه كاملا وصيامه لكن ليله واحده في العشر الاواخر منه  يعطي ثواب من صام وقام الشهر كله  ليله ولحده قيامها يكفر ما تقدم من العمل في هذه الليله فهي خير من الف شهر في الصلاة واي خير تعمله

ومن هنا كان نبينا يجتهد في العشر الاواخر اجتهادا عظيما رجاء موافقه هذه الليله واغتنام ما بقي من ليالي رمضان والاعمال بالخواتيم

العشر الاواخر ما تتميز عن العشرين الاول  من اجل ليله واحده والا باقي الليالي سواء فلا يغفل الانسان عن هذه الفضائل ورمضان كله مغفره وعتق  ورفعه للدرجات

وكان هدية في العشر انه يجتهد فيها مالا يجتهد في غيره وعند الامام احمد كان يخلط  العشرين بصلاة ونوم فاذا كان العشر الاواخر شمر وشد المئزر واحيا ليلة وايقظ اهله 

لم يقم رسول الله ليلة كاملة في رمضان ولا غيرة غير ليلة سبع وعشرين وينبغي الاجتهاد في العشر الاواخر رجاء موافقه ليلة القدر  فمن قامها  غفر له والعمل فيها يعدل الف شهر

انها اجور عظيمة  الذنوب قد غفرت  والحسنات تضاعف وكأن الدعاء فيها مستجاب  قالت عائشة اذا ادركت ليلة القدر ماذا اقول فقال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني

فليحرص  كل واحد منا على احياء هذه الليالي بانواع العبادات ولا سيما القيام وتلاوة القران

انزل في فضل هذه الليله سورة كامله

وانزل الله هذا القران في افضل الليالي واختص نزوله في افضل الاماكن مكة واختار افضل رسله

ثم بين عظم ليله القدر فقال وما ادراك ما ليله القدر  تنزل فيها الملائكة  بالخير والرحمه والبركة فكانت ليله مباركة 

وهي سلام  من كل شر واثام من الغروب الى الفجر

ينبغي تحرض الناس وحثهم على الاجتهاد في العشر الاواخر  فقد قال الله في كتاب لنبيه ( وحرض المؤمنين على القتال )  الان امام موت لكن حفزهم واشحث عزائمهم ( والذي نفسي بيده لايقاتلهم اليوم مسلم صابر محتسب مقبل غير مدبر فيقتل الا ادخله الله الجنه

ومن ثم كان نبينا يخص العشر الاواخر بزياده عباده واجتهاد رجاء موافقه ليله القدر  واغتنام ما بقي من رمضان والاعمال بالخواتيم

وكان يحرص على القبول والمغفره كلا من سيعمل ولكن بقي القبول والمغفرة  يقول الله فنقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخرلان الاول اتقى الله في عمله والاخر لم يتقي  ومن الناس من يصوم ولا يصون صيامه عن اللغوا والرفث  ومن الناي من يصلي ولكن لم يتق الله في صلاته ومنهم من تصدق رياء وسمعه

اجبروا نقص التقوى والتقصير في العمل  بالااستغفار والدعاء

 

   

 

 

 

 

 

 

 

عبادات شرعها الله غي نهاية رمضان

حديثي معكم اليوم عن عبادات شرعها الله في نهاية رمضان  زكاة الفطر والتكبير وصلاة العيد فاما زكاة الفطر فقد شرعها الله في نهاية رمضان  وسنتكلم عنها من حيث حكمها وحكمتها ومقدارها ووقت وجوبها

اما حكمها وحكمتها

فقد فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم  كما في الصحيحين من حديث عن عبد الله بن عمر ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعا من تمر ، أو صاعا من شعير ، على كل حر أو عبد ، ذكر أو أنثى من المسلمين .

وعن ابي سعيد الخدري قال : كنا نخرج زكاة الفطر صاعا من طعام ، أو صاعا من شعير ، أو صاعا من تمر ، أو صاعا من أقط أو صاعا من زبيب . وذلك بصاع النبي صلى الله عليه وسلم .

وهناك من المسلمين من يتهاون فيها ولايوليها اهتمام

اما حكمتها

فهي طهرة للصائم من اللغو وشكرا لله على اتمام نعمة الصيام  فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدها بعد الصلاة في صدقة من الصدقات" أخرجه أبو داود وابن ماجه بسند حسن.

قد يتساءل متسائل طهرة للصائم فما بال الصغير قلنا لانها طعمة للمساكين حتى يشارك الفقير الاغنياء الفرحة يوم العيد ولايظل جائعا محتاجا

مقدارها وجنسها

صاعا من طعام  فاضلا عن قوته وقوت اهله وحوائجة الاصلية يوم العيد وليلته  فهي تجب على من يجد

جنسها

من الطعام حتى ان من يخرجها من النقود لايصح ولاتجزي وهو مذهب جماهير السلف الخلف ما عدا الاحناف لكن لم يثبت ان احدا من الصحابة اخرجها نقودا لان على اخراجها طعاما  على خفية فالنقود  يطلبها الفقير وغيره اما الطعام لاياخذه الا الفقير

والافضل اخراجها في المكان الذي  يعيد فيها ويدركه فيه العيد

متى تجب زكاة الفطر 

تجب بغروب شمس اخر يوم من رمضان  بمعنى لومات قبل الغروب فلا تجب عليه ومن اسلم قبل الغروب وجبت عليه وبعد الاغروب لاتجب

واستحب عثمان اخراجها عن الحمل

العبادة الثانية  التكبير

ويبدا من غروب شمس اخر يوم من رمضان ويمتد الى صلاة العيد  وهو عيبادة عظيمة  يغفل عنها الكثير من الناس

وقرنها الله  بتمام العدة و يكبر الرجال في الاسواق والمساجد والطرقات والنساء في البيوت

وهنا سر عجيب في التكبير

ما احل وما اجمل ان يكبر الرب ويعظم بعد تمام هذه العبادة  وكذلك الاستغفار والدعاء  بالقبول فغالبا ما تختم العبادات بالاستغفار والتكبير

العبادة الثالثة

صلاة العيد  حكمها سنة مؤكدة  وقد اوجبها بعض العلماء  لانها تسقط  الجمعه

ووقتها من طلوع الشمس قيد رمح الى الزوال

فعلى المسلم ان يفرح في ذلك اليوم وياكل تمرات قبل الذهاب الى المصلى وكأن فيها امتثال لاوامر الله بالامس  بعد صلاة الفجر يحرم عليه الطعام  فامتثل  وامتنع  ويوم العيد  يحرم عليه الصيام  فامتنع وامتثل واكل التمرات

ويسن الاغتسال قبل الخروج ولبس احسن الثياب  ويتطيب ويفرح ويظهر الاستبشار  ويهنيء اخوانه  ويعانقهم ويسال لهم القبول

يم ياتي من طريق  ويعود من طريق اخر 

ويحرص على صلاة العيد  واما الخطبة فهو مخير بين السماع والذهاب 
_______________________________________

" للتواصل مع اخوكم/ abonemr99@gmail.comكتبه عبدالرحمن التركي

========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

[مجلد 9][ مستدرك الحاكم ] المستدرك على الصحيحين محمد بن عبدالله أبو عبدالله الحاكم النيسابوري

  [مجلد 9][ مستدرك الحاكم ] المستدرك على الصحيحين محمد بن عبدالله أبو عبدالله الحاكم النيسابوري 8327 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد ا...