Translate

الثلاثاء، 12 أبريل 2022

مكانة الصلاة وفضلها المؤلف ماجد إسلام البنكاني

 

 

 

 

 

مكانة الصلاة وفضلها في الإسلام

 

 

 

          

 

بـقلـــم



 

أبي أنس

ماجد إسلام البنكاني

 

 

 

 

 

m

ijk

إنَّ الحمدَ لله نحمَدُه، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له . وأشهد أنّ لا إله إلاّ اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسولُه. أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدى هدي محمد e ، وإن شر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .

 

نظراً لأهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام ، والتي هي عمود الدين ، كتبت هذا البحث ليكون عوناً ودافعاً  لإخوتي الكرام وللحفاظ على هذه الشعيرة العظيمة والتي في إقامتها إقامة الدين ، وفي هدمها هدم الدين ، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام .

وقد تناولت في بحثي هذا  الحديثَ عن أهمِّية الصلاة وعظمتها في الإسلام وخطورة تضييعها والتفريط فيها .

وتكلَّمت كذلك على صفة الوضوء وثوابه وذلك لتعلّقه بهذا الفرض العظيم وتوقفه عليه .. ولأهمية ذلك ، إذ لاصلاة بلا طهور  ، ولحاجة المسلمين له في كل وقت ولكل صلاة .

واتبعت هذا البحث بثواب بناء المساجد والمشي إليها ، ترغيباً لإخواني المسلمين لما في ذلك من الأجر العظيم ، والثواب الجزيل .

وتكلمت كذلك على ثواب الأذان ، وشروط المؤذن . 

وهذا ما ستجده بإذن الله تعالى في هذا البحث ، كتبته لك من باب الدال على الخير كفاعله ، ومن باب التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا الله تعالى به .

وهو من باب النصح الذي أمرنا به رسول الله e ، حيث قال e :

"إن الدين النصيحة لله و لكتابه و لرسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم"  .([3]) ‌

ومن باب التعاون على البر والتقوى ، حيث قال الله تعالى : ]وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى[ .([4])

فهذه الرسالة بين يديك ، ولم آلُ جهداً من تحري الحق ، فإن وُفقت إليه فإنه من فضل الله عليَّ ، وله المنة وحده .

وإن كانت الأخرى فحسبي  أنّي قد بذلت قصارى جهدي  في جمع الأدلة الصحيحة  ، مع الحرص على معرفة الحق والصواب .

وأستغفر الله من خطئي ، وما زل به قلمي ، والله خيرُ مأمول ألا يضيع سعينا ، ولا يخيب رجاءنا  ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .    

أشكر كل من قدم لي المساعدة لأخراج هذا الكتاب وتقديمه للمسلمين لكي ينتفعوا به .

و "لا يشكر الله من لا يشكر الناس"([5]) ، كما قال رسول الله r .

فجزاهم الله عنا خير الجزاء وجعل عملهم هذا في ميزان حسناتهم يوم القيامة .

والله أسأل أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، ولا يجعل لأحد فيه نصيباً،

وأن يجعل له القبول في الأرض ، وأن ينفعني به في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، إنه ولي ذلك والقادر عليه. 

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

 

 

+ @ +

 

تعريف الصلاة ومكانتها  في الإسلام

        الصلاة في اللغة : الدعاء .([6])

       قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : الصلاة في اللغة هي الدعاء ، وشاهد ذلك قوله تعالى : ] Èe@|¹ur öNÎgøn=tæ ( ¨bÎ) y7s?4qn=|¹ Ö`s3y öNçl°; 3 ª!$#ur ììÏJy íOŠÎ=tæ ÇÊÉÌÈ [ ([7]): أي ادع لهم ، وقال تعالى : ] Ÿwur Èe@|Áè? #n?tã 7tnr& Nåk÷]ÏiB |N$¨B #Yt/r&  [ ([8]) .

قد يقال : أن المراد بها الصلاة الشرعية ، أو الصلاة اللغوية ، أي : الدعاء .

أما في الشرع : فهي التعبد لله تعالى بأقوال وأفعال معلولة ، مفتتحة بالتكبير ، مختتمة بالتسليم .

وإن شئت فقل : هي عبادة ذات أقوال وأفعال ، مفتتحة بالتكبير ، مختتمة بالتسليم .

أما قول بعض العلماء : إن الصلاة هي : أقوال وأفعال ، معلومو مفتتحة بالتكبير ، مختتمة بالتسليم . فهذا فيه قصور ، بل يشترط أن نقول : عبادة ذات أقوال ، أو نقول : التعبد لله تعالى بأقوال وأفعال معلومة حتى يتبين أنها من العبادات . اهـ ([9])

حكم الصلاة

     اعلم أخي الحبيب إن من أوجب ما أوجب الله عليك بعد الشهادتين الصلاة ، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام . وتركها : كفر ، ويستحق تاركها العقاب يوم القيامة . قال تعالى : ) $tB óOä3x6n=y Îû ts)y ÇÍËÈ (#qä9$s% óOs9 à7tR šÆÏB tû,Íj#|ÁßJø9$# ÇÍÌÈ (. سورة المدثر .

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله r : "بُني الإسلام على خمسٍ :شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان" .([10])

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وكذلك قوله تعالى: ] $tB óOä3x6n=y Îû ts)y ÇÍËÈ (#qä9$s% óOs9 à7tR šÆÏB tû,Íj#|ÁßJø9$# ÇÍÌÈ óOs9ur à7tR ãNÏèôÜçR tûüÅ3ó¡ÏJø9$# ÇÍÍÈ $¨Zà2ur ÞÚqèƒwU yìtB tûüÅÒͬ!$sƒø:$# ÇÍÎÈ $¨Zä.ur Ü>Éjs3çR ÏQöquÎ/ ÈûïÏd9$# ÇÍÏÈ #Ó¨Lym $oY9s?r& ßûüÉ)uø9$# ÇÍÐÈ [ فوصفه بترك الصلاة كما وصفه بترك التصديق ووصفه بالتكذيب والتولي و المتولي هو العاصي الممتنع من الطاعة كما قال تعالى: ) tböqtãôçGy 4n<Î) BQöqs% Í<'ré& <¨ù't/ 7ƒÏx© öNåktXqè=ÏG»s)è? ÷rr& tbqßJÎ=ó¡ç ( bÎ*sù (#qãèÏÜè? ãNä3Ï?÷sムª!$# #·ô_r& $YZ|¡ym ( bÎ)ur (#öq©9uqtGs? $yJx. LäêøŠ©9uqs? `ÏiB ã@ö6s% ö/ä3ö/Éjyèム$¹/#xtã $VJŠÏ9r& ÇÊÏÈ ( .([11]) وكذلك وصف أهل سقر بأنهم لم يكونوا من المصلين .([12])

وعن بريدة قال : قال النبي r: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر".([13])

 قال المناوي : "العهد الذي بيننا وبينهم" يعني المنافقين هو "الصلاة" بمعنى أنها موجبة لحقن دمائهم كالعهد في حق المعاهد .

"فمن تركها فقد كفر" : أي فإذا تركوها برئت منهم الذمة ودخلوا في حكم الكفار فنقاتلهم كما نقاتل من لا عهد له  . 

قال في الكشاف : والعهدالوصية وعهد إليه إذا وصاه .

وقال القاضي : الضمير الغائب للمنافقين شبه الموجب لإبقائهم ، وحقن دمائهم بالعهد المقتضي لإبقاء المعاهد والكف عنه ، والمعنى : أن العمدة في إجراء الأحكام الإسلام عليهم تشبههم بالمسلمين في حضور صلواتهم ولزوم جماعتهم وانقيادهم للأحكام الظاهرة ، فإذا تركوها كانوا وسائر الكفار سواء .

قال التوربشتي  :  ويؤيد هذا المعنى قوله عليه السلام لما استؤذن في قتل المنافقين: إني نهيت عن قتل المصلين قال الطيبي  :  ويمكن أن يكون الضمير عاماً فيمن تابع النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام سواء كان منافقاً أم لا  .اهـ.([14]

  وقال r: "بين العبد وبين الشرك ترك الصلاة".([15])

وفي رواية : "بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة".([16])

وقال r: "من ترك الصلاة متعمداً فقد برئت منه ذمه الله".([17])

وقال r: "من فاتته صلاة العصر حبط عمله".([18])

      وفي رواية عن نوفل بن معاوية ، وابن عمر ، عن رسول الله e أنه قال : "من الصلاة صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله و ماله - يعني العصر – " .([19])

انظر أخي إذا كان ترك صلاة واحدة يحبط العمل فما بالك بمن ترك الصلاة بالكلية .

ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كلام نفيس في هذه المسألة أحببت أن أنقله هنا لأهميته ولكي تتم الفائدة لأحبتنا القراء حيث قال :

ومن أحب الأعمال إلى الله وأعظم الفرائض عنده الصلوات الخمس في مواقيتها ، وهى أول ما يحاسب عليها العبد من عمله يوم القيامة ، وهى التي فرضها الله تعالى بنفسه ليلة الإسراء والمعراج لم يجعل فيها بينه وبين محمد e واسطة وهي عمود الإسلام الذي لا يقوم إلا به ، وهى أهم أمر الدين كما كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يكتب إلى عماله إن أهم أمركم عندي الصلاة فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه ومن ضيعها كان لما سواها من عمله أشد إضاعة  ، وقد ثبت في الصحيح عن النبي e  أنه قال : "بين العبد وبين الشرك ترك الصلاة" .

وقال : " العهد  الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " ، فمن لم يعتقد وجوبها على كل عاقل بالغ غير حائض ونفساء  فهو كافر مرتد بإتفاق أئمة المسلمين ، وإن إعتقد أنها عمل صالح وأن الله يحبها ويثيب عليها وصلى مع ذلك وقام الليل وصام النهار وهو مع ذلك لا يعتقد وجوبها على كل بالغ فهو أيضا كافر مرتد حتى يعتقد أنها فرض واجب على كل بالغ عاقل " . ([20])

ثم قال رحمه الله تعالى: "ومن اعتقد أنها تسقط عن بعض الشيوخ العارفين والمكاشفين والواصلين أو أن لله خواصا لا تجب عليهم الصلاة بل قد سقطت عنهم لوصولهم إلى حضرة القدس أو لإستغنائهم عنها بما هو أهم منها أو أولى أو أن المقصود حضور القلب مع الرب أو أن الصلاة فيها تفرقة فإذا كان العبد في جمعيته مع الله فلا يحتاج إلى الصلاة بل المقصود من الصلاة هي المعرفة ، فإذا حصلت لم يحتج إلى الصلاة فإن المقصود أن يحصل لك خرق عادة كالطيران في الهواء والمشي على الماء أو ملء الأوعية ماء من الهواء أو تغوير المياه واستخراج ما تحتها من الكنوز وقتل من يبغضه بالأحوال الشيطانية فمتى حصل له ذلك استغنى عن الصلاة ونحو ذلك  ، أو أن لله رجالا خواصا لا يحتاجون إلى متابعة محمد بل استغنوا عنه كما استغنى الخضر عن موسى ، أو أن كل من كاشف وطار في الهواء أو مشى على الماء فهو ولى سواء صلى أو لم يصل ، أو اعتقد أن الصلاة تقبل من غير طهارة أو أن المولهين والمتولهين والمجانين الذين يكونون في المقابر والمزابل والطهارات والخانات والقمامين وغير ذلك من البقاع وهم لا يتوضئون ولا يصلون الصلوات المفروضات، فمن اعتقد أن هؤلاء أولياء الله فهو كافر مرتد عن الإسلام باتفاق أئمة الإسلام ولو كان في نفسه زاهدا عابدا فالرهبان أزهد وأعبد وقد آمنوا بكثير مما جاء به الرسول وجمهورهم يعظمون الرسول ويعظمون أتباعه ولكنهم لم يؤمنوا بجميع ما جاء به بل آمنوا ببعض وكفروا ببعض فصاروا بذلك كافرين كما قال تعالى: ] ¨bÎ) šúïÏ%©!$# tbrãàÿõ3tƒ «!$$Î/ ¾Ï&Î#ßâur šcr߃̍ãƒur br& (#qè%Ìhxÿムtû÷üt/ «!$# ¾Ï&Î#ßâur šcqä9qà)tƒur ß`ÏB÷sçR <Ù÷èt7Î/ ãàÿò6tRur <Ù÷èt7Î/ tbr߃̍ãƒur br& (#räÏ­Gtƒ tû÷üt/ y7Ï9ºsŒ ¸xÎ6y ÇÊÎÉÈ y7Í´¯»s9'ré& ãNèd tbrãÏÿ»s3ø9$# $y)ym 4 $tRôtFôãr&ur tûï̍Ïÿ»s3ù=Ï9 $\/#xtã $YYŠÎgB ÇÊÎÊÈ tûïÏ%©!$#ur (#qãYtB#uä «!$$Î/ ¾Ï&Î#ßâur óOs9ur (#qè%Ìhxÿムtû÷üt/ 7tnr& öNåk÷]ÏiB y7Í´¯»s9'ré& t$ôqy öNÎgÏ?÷sムöNèduqã_é& 3 tb%x.ur ª!$# #Yqàÿxî $VJŠÏm§ ÇÊÎËÈ [ .([21]) ، إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى .([22])

وفي فتوى اللجنة الدائمة عن حكم ترك الصلاة أجابت :

الصلاة ركن من أركان الإسلام فمن تركها جاحداً لوجوبها فهو كافر بالإجماع، ومن تركها تهاوناً وكسلاً فهو كافر على الصحيح من قولي العلماء في ذلك، والأصل في ذلك عموم الأدلة التي دلت على الحكم بكفره ولم تفرق بين من يتركها تهاوناً ومن تركها جاحداً لوجوبها. أ.هـ.([23])

وصح عن النبي r قال: "من ترك الصلاة فقد كفر".

قال محمد بن نصر المروزي : سمعت إسحاق يقول : صح عن النبي r أن تارك الصلاة كافر ، وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي r أن تارك الصلاة عمداً من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر".ا.هـ.     

      وعن أبي الدرداء t قال : أوصاني خليلي r أن : "لا تُشرك بالله شيئا وإن قُطعت أو حرقت ، ولا تترك صلاةً مكتوبةً متعمداً ، فمن تركها متعمداً فقد برئت منه الذِّمة ، ولا تشرب الخمر ، فإنها مفتاح كل شرّ " .([24])

       وعن معاذ بن جبل t قال : أتى رسولَ الله r رجلٌ فقال : يا رسول الله! علمني عملاً إذا أنا عملته دخلت الجنة .

فقال: "لا تشرك بالله شيئاً وإن قُتلت وحُرِّقت ، ولا تعُقَّن والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك ، ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمداً؛ فإنَّ من ترك صلاة مكتوبة متعمداً؛ فقد برئت منه ذمة الله، ولا تشربنَّ خمرا، فإنه رأس كل فاحشة، وإياك والمعصية، فإن بالمعصية حلَّ سخط الله، وإياك والفرار من الزحف، وإن هلك الناس، وإن أصاب الناس موت فاثبُت، وأنفق على أهلك من طولك، ولا ترفع عنهم عصاك أدباً، وأخفهم في الله".([25])

وعن مصعب بن سعد قال : قلت لأبي : يا أبتاه أرأيت قوله : ]الذين هم عن صلاتهم ساهون[ أيّنا لا يسهو؟ أينا لا يحدث نفسه ؟ قال : ليس ذلك، إنما هو إضاعة الوقت، يلهو حتى يضيع الوقت.([26])

    وعن أبي الدرداء t قال: لا إيمان لمن لا صلاة له، ولا صلاة لمن لا وضوء له .([27])

وقال r: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله".([28])

    وعن أبي سعيد الخدري : أن رجلاً قال : يا رسول الله!اتق الله فقال : "ويلك ألست أحق أهل الأرض أن أتقي الله ؟! فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه : ألا أضرب عنقه يا رسول الله ؟ فقال : " لا لعله أن يكون يصلي".([29])

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي r أنه قال: "من لم يحافظ على الصلاة لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي جهل وأبي بن خلف".([30])

وعن عبد الله بن شقيق العقيلي tقال: "كان أصحاب محمد r لا يَرونَ شيئاً من الأعمال تركُه كُفر، غيرَ الصلاة".([31])

وعن سمرة بن جندب y قال : كان رسول الله r مما يُكثرُ أن يقول لأصحابه : "هل رأى أحدٌ منكم من رؤيا" فيقصُ عليه ما شاءَ الله أن يُقصّ ، وإنه قال لنا ذات غداة : "إنه أتاني الليلة" اثنان ، وإنهما ابتعثاني ، وإنهما قالا لي : انطلق، وإني انطلقت معهما ، وإنا أتينا على رجل مضطجع ، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه ، فَيَتدهده الحجر، فيأخذه ، فلا يرجع إليه حتى يصحَّ رأسه، قال: قلت: سبحان الله! ما هذان؟ قالا لي: انطلق، انطلق..."الحديث.

"أما الرجل الأولَ الذي أتيتَ عليه يثلغُ رأسه بالحجر،فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه،وينام عن الصلاة المكتوبة" .([32])

قوله : "يثلغُ رأسه" أي : يشدخ .

وقوله : "فيتدهده" أي : فيتدحرج .

قال أبو محمد بن حزم: وقد جاء عن عُمر، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاذ بن جبل، وأبي هريرة،وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أن من ترك صلاة فرض واحدة متعمداً حتى يخرج وقتها، فهو كافر مرتد، ولا نعلم لهؤلاء من الصحابة مخالفا. أ.هـ.([33])

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن الصلاة: تجب على كلِّ مكلَّف لا حائضاً ونُفٍساء  ، ويقضي من زال عقله بنوم أو إغماء أو سكر أو نحوه ، ولا تصح من مجنون ولا كافر ، فإن صلى فمسلم حكماً ، ويؤمر بها صغير لسبع يضرب عليها لعشرٍ ، فإن بلغَ في أثنائها ، أو بعدها في وقتها أعادَ . _ يعني أعاد تلك الصلاة فقط _ . ويحرم تأخيرها عن وقتها إلا لناوي الجمع ، ولمشغل بشرطها الذي يحصله قريباً . ومن جحد وجوبها كفرَ ، وكذا تاركها تهاوناً ودعاه إمام أو نائبه فأصر وضاق وقت الثانية عنها ، ولا يقتل حتى يستتاب ثلاثاً فيهما .([34])

وقال رحمه الله تعالى : وقول الإمام أحمد : بتكفير تارك الصلاة كسلاً ، هو القول الراجح ،( مسائل الإمام أحمد برواية ابنه عبد الله (1/190و191) ، وانظر (الإنصاف) (1/401و 402).) والأدلة تدل عليه من كتاب الله، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلَّم، وأقوال السلف، والنظر الصحيح. أ.هـ.([35])

وهي أول ما يحاسب عليه العبد .

فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله r: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح و أنجح و إن فسدت فقد خاب و خسر و إن انتقص من فريضة قال الرب : انظروا هل لعبدي من

تطوع ؟  فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك" .([36])

التحذير من فوات صلاة العصر بغير عذر

عن بريدة t قال: قال النبي r: "من ترك صلاة العصر، فقد حَبط عمله".([37])

"حبط عمله" أي : بطل عمله .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي r قال: "الذي تفوته صلاةُ العصر، وُتِر أهله وماله".([38])

وزاد ابن خزيمة في آخره : "قال مالك : تفسيره ذهاب الوقت".

وعن نوفل بن معاوية t، أنه سمع رسول الله r يقول: "من فاتته (صلاة العصر) صلاةٌ فكأنما وُتِرَ أهلَهُ ومالَهُ".

وفي رواية: قال نوفل: "صلاة من فاتته فكأنما وُتِر أهلَهُ ومالَهُ".

قال ابن عمر: قال r: "هي العصر".([39])

ورواه البخاري ومسلم بلفظ: "من الصلاة صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله".

فعليك يارعاك الله بالمداومة بالصلاة وبالعبادة والطاعة ، ولا تدع مجالاً للشيطان وجنوده ، ولا تقل  شيطاني قوي بل هو ضعيف .

فاستعن بالله وتوكل عليه ولا تكسل ، لأن وراءك جنة أو نار .

واغتنم صحتك قبل مرضك ، وفراغك قبل شغلك ، قبل أن تندم.

        فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي e : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" .([40])

قال بن بطال : معنى الحديث إن المرء لا يكون فارغا حتى يكون مكفيا صحيح البدن ، فمن حصل له ذلك فليحرص على أن لا يغبن بأن يترك شكر الله على ما انعم به عليه ومن شكره امتثال أوامره واجتناب نواهيه،فمن فرط في ذلك فهو المغبون،اهـ .([41])

وقال بن الجوزي : قد يكون الإنسان صحيحا ولا يكون متفرغا لشغله بالمعاش ، وقد يكون مستغنيا ولا يكون صحيحا ، فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون ، وتمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة وفيها التجارة التي يظهر ربحها في الآخرة فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله

فهو المغبوط ومن استعملهما في معصية الله فهو المغبون لأن الفراغ يعقبه الشغل والصحة يعقبها السقم ولو لم يكن إلا الهرم كما قيل :

 يسر الفتى طول السلامة والبقا    

                  فكيف ترى طول السلامة يفعل 

 يرد الفتى بعد اعتدال وصحة                   

                            ينوء إذا رام القيام ويحمل .

       وقال الطيبي: فالصحة والفراغ رأس المال، وينبغي له أن يعامل الله بالإيمان ومجاهدة النفس ليربح خيري الدنيا والآخرة ، وقريب منه قول الله تعالى : ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [.([42])

وعليه أن يجتنب مطاوعة النفس ومعاملة الشيطان لئلا يضيع رأس ماله مع الربح.اهـ. ([43])

فاجتهد أخي في الطاعة، ومجاهدة النفس والشيطان، ولا تكن كمن قال الله تعالى عنه: ]حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ [.([44])

يقول ربي أرجعني كي أعبدك ، أرجعني كي أتوب، كي أصلي، ولو ركعتين ، ولو تسبيحة، ولو تكبيرة هيهات هيهات، فان الوقت قد فات ولم ينفع الندم، ويأتي الجواب:]كَلاّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [ .([45])

فعليك بالتوبة ، والاستمرار على فعل الطاعات ، فإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، بل قد تخرج من بيتك ولن تعود له ، بل قد يخرج نفسك ولن يعود إليك  مرة ثانية ،فبادر أخي بالتوبة النصوح لله تعالى واستمر على الأعمال الصالحة ، و تذكر كلماتي هذه ، فإني ناصح لك، حريص عليك ، ]لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً [ .([46])

التحذير من ترك حضور الجماعة لغير عذر 

     عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي r قال: "من سَمِعَ النداءَ فلم يُجبْ ، فلا صلاة له إلا من عُذر".([47])

والعذر هو الخوف أو المرض ، والمطر والسفر .

     وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "لقد هممت أن آمر فتيتي فيجمعوا لي حُزَماً من حطب، ثم آتي قوماً يصلون في بيوتهم، ليست بهم علة، فأحرِّقَها عليهم".

فقيل ليزيد - هو ابن الأصم- الجمعة عنى أو غيرها؟ قال : صُمَّت أذناي إن لم أكن سمعت أبا هريرة يأثره عن رسول الله r، ما ذكر جمعة ولا غيرها.([48])

      وعن أبي هريرة t قال : أتى النبي r رجلٌُُ أعمى ، فقال : يا رسول الله ! ليس لي قائدٌ يقودني إلى المسجد ، فسأل رسول الله r أن

يرخِّص له فيصلي في بيته ، فرخَّص له، فلما ولَّى دعاه ، فقال : "هل تسمعُ النداء بالصلاة ؟" فقال : نعم . قال : "فأجب".([49])

وعن ابن عباس رضي الله عنهما  قال : من سمع "حي على الفلاح" فلم يُجب ، فقد ترك سنة محمد رسول الله r.([50])

وعنه ، أنه سئل عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل ولا يصلي في جماعة ولا يُجمع فقال : إن مات هذا فهو في النار". رواه الترمذي .

لا يجمع : أي لا يصلي الجمع .

وعن أبي الأحوص ،عن عبد الله بن مسعود y قال : "من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن ، فإن الله شرع لنبيكم  e  سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف-أي الذي سأله- في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم   لضللتم  ، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتي به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف". ([51])

وعن أبي الدرداء t قال: سمعت رسول الله r يقول: "ما من ثلاثة في قريةٍ ولا بدوٍ، لا تقام فيهم الصلاةُ، إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنما يأكلُ الذئبُ من الغنم القاصية".([52])

وعن أبي موسى الأشعري t قال : قال رسول الله r : "من سمع النداء فارغاً صحيحاً فلم يُجب ، فلا صلاةَ له".([53])

       وعن أسامة بن زيد t قال : قال رسول الله r :  "لينتهين رجالٌ عن ترك الجماعة أولأحرّقن بيوتهم".صحيح الترغيب برقم (433)، وصحيح الجامع برقم (5482).

 

 

 

 

ثواب الصلاة وفضلها في الإسلام

فضل الصلاة

عن واثلة بن الأسقع ، قال : جاء رجل إلى رسول الله e فقال : يا رسول الله ! إني أصبتُ حداً فأقمه عليَّ ، فأعرض عنه ، ثم قال : يا رسول الله ! إني أصبتُ حداً فأقمه عليَّ ، وأقيمت الصلاة ، فلما سلّم e قال له الرَّجل : يا رسول الله ! إني أصبتُ حداً فأقمه عليّ ، فقال له رسول الله e : "هل توضأت حين أقبلت ؟ " .قال : نعم ، قال : "وصليت معنا؟ " قال : نعم ، قال :"فاذهب فإنَّ الله قد غفر لك" .([54]) 

وعن عقبة بن عامر ، قال : سمعت رسول الله e يقول : "يعجب ربّنا من راعي غنمٍ ، في رأس الشَّظيَّة للجبل ، يؤذِّن بالصلاة ويصلي ، فيقول الله جلّ وعلا : انظروا إلى عبدي هذا ، يؤذن ويقيم الصلاة ؛ يخاف منّي ، غفرت لعبدي ، وأدخلته الجنّة" .([55])

الشَّظيَّة : قطعة مرتفعة في رأس الجبل .([56])

ثواب الصلوات الخمس المفروضات

والمحافظة عليها

قال الله سبحانه وتعالى: ) tûüÏJŠÉ)çRùQ$#ur no4qn=¢Á9$# 4 šcqè?÷sßJø9$#ur no4qŸ2¨9$# tbqãZÏB÷sçRùQ$#ur «!$$Î/ ÏQöquø9$#ur ̍ÅzFy$# y7Í´¯»s9'ré& öNÍkŽÏ?÷sãYy #·ô_r& $·KÏàtã ÇÊÏËÈ (.([57])

وقال سبحانه وتعالى: ) tA$s%ur ª!$# ÎoTÎ) öNà6yètB ( ÷ûÈõs9 ãNçFôJs%r& no4qn=¢Á9$# ãNçF÷s?#uäur no4qŸ2¨9$# NçGYtB#uäur Í?ßãÎ/ öNèdqßJè?ö¨tãur ãNçGôÊtø%r&ur ©!$# $·Êös% $YZ|¡ym ¨btÏeÿŸ2c{ öNä3Ytã öNä3Ï?$t«Íhy öNà6¨Zn=Åz÷Š_{ur ;M»¨Yy_ ̍øgrB `ÏB $ygÏFøtrB ㍻yg÷RF{$# (. المائدة (12).

وقال تعالى: ) tûïÏ%©!$#ur ö/ãf 4n?tã öNÍkÌEºuqn=|¹ tbqÝàÏù$ptä ÇÒÈ y7Í´¯»s9'ré& ãNèd tbqèOͺuqø9$# ÇÊÉÈ šúïÏ%©!$# tbqèO̍tƒ }¨÷ryŠöÏÿø9$# öNèd $pkŽÏù tbrà$Î#»yz ÇÊÊÈ (.سورة المؤمنون .

     قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : أخبر سبحانه وتعالى أن هؤلاء هم الذين يرثون فردوس الجنة وذلك يقتضى أنه لا يرثها غيرهم ، وقد دل هذا على وجوب هذه الخصال إذ لو كان فيها ما هو مستحب لكانت جنة الفردوس تورث بدونها لأن الجنة تنال بفعل الواجبات دون المستحبات ، ولهذا لم يذكر فى هذه الخصال إلا ما هو واجب ، وإذا كان الخشوع فى الصلاة واجبا فالخشوع يتضمن السكينة والتواضع جميعا .اهـ.  مجموع الفتاوى (22/554) .

          وقال تعالى: ) tûïÏ%©!$#ur öLèe 4n?tã öNÍkÍEŸx|¹ tbqÝàÏù$ptä ÇÌÍÈ y7Í´¯»s9'ré& Îû ;M»¨Zy_ tbqãBtõ3B ÇÌÎÈ (. سورة المعارج . والآيات في هذا الباب كثيرة.

       وعن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي t قال: سمعت رسول الله r يخطب في حجة الوداع فقال : "اتقوا الله وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا أمراءكم تدخلوا جنة ربكم".([58])

وعن عبادة بن الصامت t قال : سمعت رسول الله r يقول : "خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهداً أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة".([59])

وفي رواية لأبي داود: سمعت رسول الله r يقول: "خمس صلوات افترضهن الله من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن كان له على الله عهداً أن يغفر له ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه".([60])

   عن طلحة بن عبيد الله tقال: جاء رجل إلى رسول الله r من أهل نجد ثائر الرأس نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول حتى دنا من رسول الله r فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله r: "خمس صلوات في اليوم والليلة" قال: هل عليَّ غيرهن؟ قال: "لا، إلا أن تطوع" فقال رسول الله r: "وصيام شهر رمضان" قال: هل عليَّ غيره؟ قال: "لا، إلا أن تطوع". قال الحديث...

فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال رسول r: "أفلح إن صدق".([61])

وعند مسلم رواية" "أفلح وأبيه إن صدق" أو "دخل الجنة وأبيه إن صدق".

ثائر الرأس : منتثر شعر الرأس، أو قائم شعره منتفشة.

     نسمع دوي صوته: صوت مرتفع متكرر لا يفهم وذلك لأنه نادى من بعد.

عن أبي أيوب e: أن أعرابياً عرض لرسول الله r وهو في سفر فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها ثم قال: يا رسول الله! أو يا محمد! أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: فكف النبي r ثم نظر في أصحابه ثم قال: "لقد وفق أو لقد هدي" قال: "كيف قلت"؟ قال: فأعاد فقال النبي r "تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم. دع الناقة".([62])

وفي رواية ابن أبي شيبة : "إن تمسك به" .

       أن أعرابياً : بفتح الهمزة وهو البدوي أي الذي يسكن البادية.

وتصل الرحم: أي تحسن إلى أقاربك ذوي رحمك بما يتيسر أو زيادة أو طاعتهم أو غير ذلك

      وعن عثمان أن رسول الله r قال: "من علم أن الصلاة حقٌ مكتوبٌ واجبٌ دخل الجنة".([63])

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله r يقول: "أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مراتٍ هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا : لا يبقى من درنه شيء، قال: "فذلك مثل الصلوات الخمس يمحوا الله بهن الخطايا".([64])

الدرن : الوسخ .

وعن سهل t قال: قال رسول الله r: "ساعتان لا يرد على داعٍ دعوته حين تقام الصلاة وفي الصف في سبيل الله".([65])

وعن ثوبان t قال: قال رسول الله r: "إن الصلوات الخمس يذهبن بالذنوب كما يذهب الماء الدرن".([66])

      وعنه t قال : قال رسول الله r: "استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن".([67])

وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله r: "ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها سيئة ورفع له بها درجة فاستكثروا من السجود".([68])

 وعن عبد الله بن مسعود tقال : قال رسول الله r : "تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الصيح غَسَلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غَسَلَتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم المغرب غستلها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يُكتب عليكم حتى تستيقظوا".([69])

"تحترقون" أي : تقعون في الهلاك بسبب الذنوب الكثيرة.

      وعن أنس بن مالك t قال : قال رسول الله r: "إن لله ملكاً ينادي عند كل صلاة: يا بني آدم! قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها فأطفِئوها".([70])

وعن عثمان t قال: حدثنا رسول الله r عند انصرافنا من صلاتنا  أراه قال - العصر فقال:"ما أدري أحدثكم أو أسكت؟" قال : فقلنا : يا رسول الله! إن كان خيراً فحدثنا وإن كان غير ذلك فالله ورسوله أعلم، قال: "ما من مسلم يتطهر فيتم الطهارة التي كَتَبَ الله عليه، فيصلي هذه الصلوات الخمس إلا كانت كفارات لما بينها".([71])

       وفي رواية : أن عثمان قال: والله لأحدثنكم حديثاً لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه، سمعت رسول الله r يقول: "لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه، ثم يصلي الصلاةَ إلا غُفِرَ له ما بينهما وبين الصلاة التي تليها".([72])                         

وعنه قال: سمعت رسول الله r يقول: "من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوءَ ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غُفِرَ له ذنوبه".([73])

وعنه قال: سمعت رسول الله r يقول: "ما من امرئٍ مسلم تحضُرُه صلاة مكتوبة فَيُحسنُ وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارةً لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله".([74])

وعن أبي أيوب t أن النبي r كان يقول: "إن كل صلاةٍ تَحُطُّ ما بين يديها من خطيئة".([75])

     وعن جندب بن عبد الله t قال:قال رسول الله r:"من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يُدْرِكه،ثم يكبُه على وجهه في نار جهنم".([76])

قوله: "في ذمة الله" قيل: الذمة هنا: الضمان، وقيل: الأمان.

وقوله: "يكبه": أي يصرعه ويلقيه على وجهه.

وعن أبي هريرة t، أن رسول الله r قال: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون".([77])

عن أبي مالك الأشعري t قال: قال رسول الله r: "الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن  ، أو تملأ ما بينَ السماءِ والأرض، والصلاةُ نورٌ، والصدقة برهان، والصبر ضياءٌ، والقرآن حُجَّةٌ لكَ أو عليك".([78])

       وعن أبي هريرة t ، أن رسول الله r قال: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارةٌ لما بينهن، ما لم تغش الكبائر".([79])

"ما لم تغش الكبائر" أي : ما لم تؤت الكبائر، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في "شرح مسلم" : معناه أن كلها تغفر إلا الكبائر فإنها لا تغفر وليس المراد أن الذنوب تغفر ما لم تكن كبيرة، فإن كانت لا يغفر شيء من الصغائر فإن هذا وإن كان محتملاً فسياق الحديث يأباه . قال القاضي عياض رحمه الله: هذا المذكور من الحديث من غفران الذنوب ما لم تؤت كبيرة هو مذهب أهل السنة، وأن الكبائر إنما تكفرها التوبة أو رحمة الله تعالى وفضله. والله أعلم.

وقال الألباني رحمه الله تعالى : قلت : هذا الحصر ينافي الاستفهام التقريري في الحديث الذي قبله : "هل يبقى من درنه شيء؟" كما هو ظاهر ، فإنه لا يمكن تفسيره على أن المراد به الدرن الصغير، فلا يبقى منه شيء ، وأما الدرن الكبير فيبقى كله كما هو! فإن تفسير الحديث بهذا ضرب له في الصدر كما لا يخفى ، وفي الباب أحاديث أخرى لا يمكن تفسيرها بالحصر المذكور كقوله r: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه"، فالذي يبدو لي والله أعلم أن الله تعالى زاد في تفضله على عباده فوعد المصلين منهم بأن يغفر لهم الذنوب جميعاً ، وفيها   الكبائر بعد أن كانت المغفرة خاصة بالصغائر ، ولعله مما يؤيد هذا قوله تعالى: ) bÎ) (#qç6Ï^tFøgrB tÍ¬!$t6Ÿ2 $tB tböqpk÷]è? çm÷Ytã öÏeÿs3çR öNä3Ytã öNä3Ï?$t«Íhy Nà6ù=ÅzôçRur WxyzôB $VJƒÌx. ÇÌÊÈ ( . النساء .

فإذا كانت الصغائر تكفر بمجرد اجتناب الكبائر فالفضل الإلهي يقتضي أن تكون للصلاة وغيرها من العبادات فضيلة أخرى تتميز بها

على فضيلة اجتناب الكبائر، ولا يبدو أن ذلك يكون إلا بأن تكفر الكبائر والله أعلم.

ولكن ينبغي على المصلين أن لا يغتروا، فإن الفضيلة لا شك أنه لا يستحقها إلا من أقام الصلاة وأتمها وأحسن أداءها كما أمر وهذا صريح في حديث عقبة:"من توضأ كما أُمِر وصلى كما أُمِر غفر له ما تقدم من عمل"وأنى لجماهير المصلين أن يحققوا الأمرين المذكورين ليستحقوا مغفرة الله وفضله العظيم فليس لنا إلا أن ندعو الله أن يعاملنا برحمته وليس بما نستحقه بأعمالنا!. أ.هـ.([80])

وعن أبي هريرة t ، أن أعرابياً أتى النبي r فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال:"تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان،قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا فلما ولى قال النبي r:"من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا".([81])

وقال رسول الله r: "إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه كلها فوضعت على رأسه وعاتقه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه".([82])

وعن عثمان tقال: سمعت رسول الله r يقول: "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤتِ كبيرة وكذلك الدهر كله".([83])

وقال رسول الله r: "أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة".([84])

وعن أنس t قال: جاء رجل إلى النبي r فقال: يا رسول الله أصبت حداً فأقمه عليَّ وحضرت الصلاة فصلى مع رسول الله r فلما قضى الصلاة قال: يا رسول الله إني أصبت حداً فأقم فيَّ كتاب الله قال: "هل حضرت الصلاة معنا؟" قال نعم، قال: "قد غُفِر لكَ".([85])

أصبت حداً : معناه ارتكتب معصية توجب التعزير.

   وعن ابن مسعود t : أن رجلاً أصاب من امرأةٍ قبلة فأتى النبي r فأخبره فأنزل الله تعالى )أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات( فقال الرجل: ألي هذا يا رسول الله؟ قال: "لجميع أمتي كلهم".([86])

وعن أبي الدرداء t قال: قال رسول الله r: "خمس من جاء بهن مع إيمانٍ دخل الجنة من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وصام رمضان وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا وأعطى الزكاة طيبة النفس وأدى الأمانة" قيل يا نبي الله وما أداء الأمانة؟ قال: "الغسل من الجنابة إن الله لم يأمن ابن آدم على شيء من دينه غيرها".([87])

      وعن جابر t قال: قال رسول الله r: "مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جارٍ غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات".([88])

الغمر : الكثير . والدرن : الوسخ .

قال الحسن : وما يبقى ذلك من الدرن .

الصلاة تكفر الذنوب كما يذهب الماء الدنس عن الأبدان.

وعن أبي بصرة الغفاري tقال صلى بنا رسول الله r بالمخمص فقال: "إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد والشاهد النجم".يعني العصر. ([89])

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي r: أنه ذكر الصلاة يوماً فقال: "من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم  تكن له نوراً ولا برهانا  ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبي بن خلف".([90])

الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات

وثواب الصلاة في أول وقتها

      قال الله تعالى: )حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى(.([91])

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله r: أي الأعمال أفضل؟ قال (الصلاة على وقتها) قلت: ثم أي؟؟ قال: "بر الوالدين" قلت ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله".([92])

وعن ابن مسعود tقال: سألت رسول الله r أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: "الصلاة على وقتها".([93])

وعن حنظلة الكاتب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله r يقول: "من حافظ على الصلوات الخمس ركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وعلم أنهن حق من عند الله دخل الجنة أو قال: وجبت له الجنة أو قال:"حرم على النار".([94])

وعن أبي هريرة tقال: قال رسول الله r: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتقص من فريضةٍ شيئاً قال الرب عز وجل انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل منها ما انتقص من الفريضة؟ ثم يكون سائر أعماله على هذا".([95])

أفلح ونجح : فاز وظفر بما يريد .

 وعن أبي عثمان قال : "كنت مع سلمان رضي الله عنه تحت شجرة، فأخذ غُصناً منها يابساً فهزَّه، حتى تحات ورَقُه ثم قال: يا أبا عثمان! ألا

تسألني لم أفعلُ  هذا؟ قلت: ولم تفعله؟ قال: هكذا فَعَلَ بي رسول الله r، وأنا معه تحتَ الشجرة، فأخذ منها غصناً يابساً فهزَّه، حتى تحاتَّ ورقه، فقال : "يا سلمان ألا تسألني لم أفعل هذا؟" قلت: ولم تفعله؟ قال: "إن المسلمَ إذا توضأ فأحسن الوضوءَ ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كما تحاتَّ هذا الورق وقال: "أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين".([96])

"زلفاً" : أي طائفة .

وعن سعد بن أبي وقاص tقال : "كان رجلان  أخوان، فهلك أحدهما قبل صاحبه بأربعين ليلة، فذكرت فضيلةُ الأول منهما عند رسول الله r فقال رسول الله r: "ألم يكن الآخر مسلماً؟" قالوا: بلى، وكان لا بأس به فقال رسول الله r: "وما يدريكم ما بلغت به صلاته؟ إنما مثل الصلاة كمثل نهر عذْبٍ غمرٍ بباب أحدكم يستحم فيه كل يوم خمس مرات، فما ترون في ذلك يبقى من درنه؟ فإنكم لا تدرون ما بلغت به صلاته".([97])

         وعن أبي هريرة tقال: "كان رجلان من (بَلِيّ) من (قُضاعة) أسلما مع رسول الله r فاستُشهد أحدُها وأُخِّر الأخر سنةً، فقال طلحة بن عبيد الله: فرأيت المؤّخر منهما أُدخل الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت  فذكرت ذلك للنبي r أو ذُكِر لرسول الله r، فقال رسول الله r:"أليس قد صام بعده رمضان، وصلى ستة آلاف ركعةٍ وكذا وكذا ركعتةً صلاة سنةٍ".([98])

"بلى" : قبيلة من قضاعة .

وعن عائشة أن رسول الله r قال: "ثلاثٌ أحلف عليهن: لا يجعل الله من له سهمٌ في الإسلام كمن لا سَهمَ له، وأسهم الإسلام ثلاثة: الصلاة والصوم والزكاة، ولا يتولى الله عبداً في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة، ولا يحب رجلٌ قوماً إلا جعله الله معهم، والرابعة لو حلفتُ عليها رجوتُ أن لا آثم، لا يستر الله عبداً في الدنيا إلا ستره يوم القيامة".([99])

وعن عبادة بن الصامت tقال: أشهد أني سمعت رسول الله r يقول: "خمس صلوات افترضهن الله عز وجل من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر له وإن عذبه".([100])

وعن كعب بن عجرة tقال: خرج علينا رسول الله r ونحن سبعة نفر أربعة من موالينا وثلاثة من عربنا مسندي ظهورنا إلى مسجده فقال: "ما أجلسكم" قلنا: جلسنا ننتظر الصلاة قال: فأرم قليلاً ثم أقبل علينا فقال: "هل تدرون ما يقول ربكم؟" قلنا: لا. قال: "فإن ربكم يقول: من صلى الصلاة لوقتها وحافظ عليها ولم يضيعها استخفافاً بحقها فله علي عهد أن أدخله الجنة ومن لم يصلها لوقتها ولم يحافظ عليها وضيعها استخفافاً بحقها فلا عهد له علي إن شئت عذبته وإن شئت غفرت له".([101])

وعن معدان بن أبي طلحة قال : لقيتُ ثوبان مولى رسول الله r فقلت : أخبرني بعملٍ أعمله يُدخلني الله به الجنة ، أو قال : قلت : ما أحبِّ الأعمال إلى الله، فسكتَ ، ثم سألته فسكتَ ، ثم سألته الثالثة، فقال : سألتُ عن ذلك رسول الله r فقال: "عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدةً إلا رفعك الله بها درجة، وحطَّ بها عنك خطيئة".([102])

وعن ربيعة بن كعبٍ tقال: "كنت أبيت مع رسول الله r فآتِيهِ بوضوئه وحاجته فقال لي : "سلني" فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة . قال : "أو غيرَ ذلك"؟ قلت: هو ذاك ، قال: "فأعني على نفسك بكثرةِ السجود".([103])

  "أو":بإسكان الواو ونصب "غير" أي سل غير ذلك، يعني غير مرافقته في الجنة.

قال شيخ الإسلام رحمه الله : أخبر سبحانه وتعالى أن هؤلاء هم الذين يرثون فردوس الجنة وذلك يقتضى أنه لا يرثها غيرهم وقد دل هذا على وجوب هذه الخصال إذ لو كان فيها ما هو مستحب لكانت جنة الفردوس تورث بدونها لأن الجنة تنال بفعل الواجبات دون المستحبات ولهذا لم يذكر فى هذه الخصال إلا ما هو واجب وإذا كان الخشوع فى الصلاة واجبا فالخشوع يتضمن السكينة والتواضع جميعا .اهـ .([104])

 

ثواب الركوع والسجود في الصلاة

قال الله تعالى: ) bÎ) (#qç6Ï^tFøgrB tÍ¬!$t6Ÿ2 $tB tböqpk÷]è? çm÷Ytã öÏeÿs3çR öNä3Ytã öNä3Ï?$t«Íhy Nà6ù=ÅzôçRur WxyzôB $VJƒÌx. ÇÌÊÈ (.([105]) وقال تعالى: ) Ó£JptC ãAqߧ «!$# 4 tûïÏ%©!$#ur ÿ¼çmyètB âä!#£Ï©r& n?tã Í$¤ÿä3ø9$# âä!$uHxqâ öNæhuZ÷t/ ( öNßg1ts? $Yè©.â #Y£Úß tbqäótGö6tƒ WxôÒsù z`ÏiB «!$# $ZRºuqôÊÍur ( öNèd$yJÅ Îû OÎgÏdqã_ãr ô`ÏiB ̍rOr& ÏŠqàf¡9$# ( سورة الفتح (29).

وقال تعالى: ) $yJ¯RÎ) ß`ÏB÷sム$uZÏG»tƒ$t«Î/ tûïÏ%©!$# #sŒÎ) (#rãÅe2èŒ $pkÍ5 (#ryz #Y£Úß (#qßs¬7yur ÏôJpt¿2 öNÎgÎn/u öNèdur Ÿw šcrçŽÉ9õ3tFó¡o ) ÇÊÎÈ (.([106])

       وعن عقبة بن عامر t: أنه سمع رسول الله r يقول: "ما منكم من مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم فيصلي ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة"([107]). وفي رواية: فقلت بخٍ بخٍ ! ما أجود هذه!

وعن أبي هريرة t: أن رسول الله r مر بقبر فقال: "من صاحب هذا القبر" فقالوا: فلان فقال: "ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم".([108])

      وعن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: "أتيت أبا الدرداء t في مرضه الذي قبض فيه فقال: يا ابن أخي ما أعملك إلى هذه البلدة أو ما جاء بك؟ قال قلت: لا إلا صلة ما كان بينك وبين والدي عبد الله بن سلام فقال: بئس ساعة بكذب هذه، سمعت رسول الله r يقول: "من توضا فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين أو أربعاً- يشك سهل- يحسن فيهن الركوع والسجود والخشوع ثم استغفر الله غفر له".([109])

وعن أبي فراس ربيعة بن كعبٍ الأسلمي خادم رسول الله r وهو  من أهل الصفة tقال: كنت أبيت مع رسول الله r فآتِيهِ بوضوئه وحاجته فقال لي: "سلني" فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. فقال: "أو غير ذلك؟" قلت: هو ذاك قال: "فأعني على نفسك بكثرةِ السجود".([110])

"مرافقتك" : قربك بحيث أراك وأتمتع برؤيتك.

"أو" : بإسكان الواو ونصب .

"غير" أي سل غير ذلك، يعني غير مرافقته في الجنة.

    وخرّج أحمد من طرق عن أبي ذر t قال: سمعت رسول الله r يقول: "من سجد لله سجدة كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة".([111])

وعن ثوبان مولى رسول الله r قال: سمعت رسول الله r يقول: "عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة"([112]).

حط : كفَّر ومحا .

النوافل والطاعات تذهب السيئات وترفع الدرجات.

       وعن أبي هريرة tقال: قال رسول الله r: "أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد فأكثروا الدعاء".([113])

"وكان r إذا جاءه أمر يسر به خر ساجداً شكراً لله تعالى. ([114])

ثواب وفضل صلاة الجماعة

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله r قال: "صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة".([115])

"الفذ" : الواحد.

وعن أنس بن مالك t قال : قال رسول الله r: "من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق".([116])

وعن أبي هريرة tقال:قال رسول الله r: "صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً .

- وفي رواية درجة - وذلك إنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخطو خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطت عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه ما لم يحدث تقول : اللهم صل عليه اللهم ارحمه ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة".

وفي رواية : "اللهم اغفر له اللهم تب عليه ما لم يؤذ ما لم يحدث فيه".([117])

"تضعف" : أي تزاد .

وفي الحديث: من الفضل والثواب أن الله تعالى يرفعه بهذه الخطوة درجة ويحط عنه بها خطيئة وهذا من فضل الله علينا سبحانه وتعالى.

قال الإمام الدمياطي رحمه الله تعالى:"قوله، لا يخرجه إلا الصلاة"  أن هذا الثواب العظيم لا يحصل إلا بشرط أن يكون خروجه من بيته بقصد الصلاة لا غير فلو خرج يريد الصلاة ويريد حاجة أخرى لا يحصل له ثواب الخطا على التمام والذي يظهر أنه يحصل له تضعيف الصلاة لأنه قد حصل إيقاعها في الهيئة الاجتماعية والله أعلم. أ.هـ.([118])

       قوله: "فإنه في صلاة ما انتظر الصلاة" وهذه من نعم الله العظيمة علينا وفضله فبمجرد بقاءك في المسجد تنتظر الصلاة وأنت جالس لا تصلي فإنه يحسب لك أجر الصلاة.

        وكذلك من النعم العظيمة فيه أن الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاّه  تقول: "اللهم صل عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم تب عليه" وهذا ثواب وفضل عظيم لمن حضر الصلاة بهذه النية.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: والشاهد من الحديث قوله: "ثم خرج من بيته إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة" فإنه يدل على اعتبار النية في حصول هذا الأجر العظيم، أما لو خرج من بيته لا يريد الصلاة فإنه لا يكتب له هذا الأجر مثل أن يخرج من بيته إلى دكانه و لما أذن ذهب يصلي فإنه لا يحصل على هذا الأجر لأن الأجر إنما يحصل لمن خرج من البيت لا يخرجه إلا الصلاة. أ. هـ.([119])  

وعن ابن مسعود tقال: "من سره أن يلقي الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم r سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى المسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف".

وفي رواية: "لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد عُلِم نفاقه، أو مريض إن كان الرجل ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة، وقال: إن رسول الله r علمنا سنن الهدى وإنّ من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذَّن فيه".([120])

"يهادى بين الرجلين" يعني: يُرْفد من جانبيه ويؤخذ بعضده يمشي به إلى المسجد.

       "سنن الهدى" : روي بضم السين وفتحها، وهما بمعنى متقارب أي طرائق الهدى والصواب.

قال النووي : وفي هذا كله تأكيد أمر الجماعة وتحمل المشقة في حضورها، وأنه إذا أمكن المريض ونحوه التوصل إليها استحب له حضورها. أ.هـ.([121])

      وعن عثمان t قال: سمعت رسول الله r يقول: "من توضأ فأسبغ الوُضوءَ، ثم مشى إلى صلاةٍ مكتوبةٍ، فصلاها مع الإمام غُفِرَ له ذنبهُ".([122])

     وعن أبي هريرة tقال: قال رسول الله r: "من توضأ فأحسن وُضوءَه، ثم راح فوجد الناس قد صلوا أعطاه اللهُ مثل أجر من صلاها وحضرها لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا".([123])

وعن أبي بن كعب t قال: صلى بنا رسول الله r يوماً الصبح فقال: "أشاهد فلان؟" قالوا: لا، قال: "أشاهد فلان؟" قالوا: لا قال: "إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبواً على الركب، وإن الصف الأول على مِثل صفِّ الملائكة ولو علتمتم ما في فضيلتهِ لابتدرتموه وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاتِهِ وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وكلما كَثُرَ فهو أحب إلى الله عز وجل".([124])

وقال النبي r: "من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غفر الله له ذنوبه".([125])

الحث على حضور الجماعة في الصبح والعشاء

      قال الله تعالى: )وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا(.([126])

المراد: صلاة الصبح تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار.

وعن عثمان بن عفان t قال: سمعت رسول الله r يقول: "من صلى العشاء في جماعةٍ فكأنما

 

قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعةٍ فكأنما صلى الليل كله".([127])

وفي رواية الترمذي عن عثمان بن عفان tقال:قال رسول الله r:"من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلةٍ ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان له كقيام ليلة".([128])

       وعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: "ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً". متفق عليه.

وعنه قال:قال رسول الله r: "ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعِشاء ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبواً".([129])

"لأتوهما ولو حبواً" الحبو: حبو الصبي الصغير على يديه ورجليه، معناه لو يعلمون ما فيهما من الفضل والخير ثم لم يستطيعوا الإتيان إليهما إلا حبواً لحبوا إليهما ولم يفوتوا جماعتهما في المسجد .

وعن سمرة بن جندب t عن النبي r قال: "من صلى الصبح في جماعةٍ فهو في ذمة الله".([130])

وعن أبي الدرداء، عن النبي r قال: "من مشى في ظلمةِ الليلِ إلى المساجد لقيَ الله عز وجل بنور يوم القيامة".([131])

      وعن جندب بن عبد الله t قال: قال رسول الله r: "من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم".([132])

"من صلى الصبح" : أي في جماعة في وقتها. ذمة الله : أمانة وعهد. يكبه : يلقيه.

وعن أبي هريرة tقال: قال رسول الله  r: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون".([133])

وعن جرير بن عبد الله البجلي tقال : كنا جلوساً عند النبي r فنظر إلى القمر ليلة البدر ، فقال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا"، يعني العصر والفجر، ثم قرأ جرير : )وسَبِّح بحمد ربكَ قَبلَ طُلُوع الشَّمْسِ وقَبلَ غُرُوبِهَا([134])(.([135])

وعن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح وأن عمر غدا إلى السوق, ومسكن سليمان بين المسجد والسوق فمر على الشفاء أم سليمان فقال لها: لم أرَ سليمان في صلاة الصبح؟ فقالت: إنه بات يصلي فغلبته عيناه فقال عمر: لأن أشهد صلاة الصبح في جماعةٍ أحب إلي من أقوم ليلة".([136])

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظنَّ".([137])

ثواب  الصلاة في الفلاة([138])

عن أبي سعيد الخدري tقال: قال رسول الله r: "الصلاة في الجماعةِ تَعدِلُ خمساً وعشرين صلاةً فإذا صلاها في فلاةٍ فأتم ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاةً". 

وفي رواية :"صلاة الرجل في الفلاة تضاعف على صلاته في الجماعة".([139])

وعنه قال: قال رسول الله r: "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاتِهِ، وحدَه بخمسٍ وعشرين درجةً، فإن صلاها بأرض قِيٍّ فأتم ركوعها وسجودها تُكتب صلاته بخمسين درجةً".([140])

"القِيّ" بكسر القاف وتشديد الياء هو الفلاة كما هو مفسر في رواية أبي داود.

وعن سلمان الفارسي t قال: قال رسول الله r: "إذا كان الرجل بأرضِ قِيٍّ فحانت الصلاة، فليتوضأ، فإن لم يجد ماءً فليتمم فإن أقام صلى

معه ملكاه وإن أذن وأقام صلى خلفه من جنود الله ما لا يرى طرفاه".([141])

وعن عقبة بن عامر tعن النبي r قال: "يَعجب ربك من راعي غنم، في رأس شظيةٍ يؤذِّن بالصلاةِ ويصلي، فيقول الله عزوجل: انظروا إلى عبدي هذا يؤذِّن ويقيم الصلاةَ، يخاف مني، قد غفرت لعبدي، وأدخلته الجنة".([142])

الترغيب في صلاة النافلة في البيوت

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي r قال: "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً".([143])

"اجعلوا من صلاتكم" أي بعض صلاتكم وهي صلاة النافلة أي اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، صلوا فيها ولا تجعلوها كالقبور مهجورة من الصلاة،قاله الشيخ الألباني رحمه الله الترغيب(1/249)

وقال ابن حجر: استنبط من قوله في الحديث "ولا تتخذوها قبورا" أن القبور ليست بمحل عبادة فتكون الصلاة فيها مكروهة. أ.هـ.([144])

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: "إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيراً"([145]).

       قال النووي: وإنما حث على النافلة في البيت لكونه أخفى وأبعد من الرياء، وأصون من المحبطات، وليتبرك البيت بذلك وتنزل فيه الرحمة والملائكة، وينفر منه الشيطان.أ.هـ.

وعن أبي موسى الأشعريt  عن النبي r قال: "مثل البيت الذي يُذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت".([146])

وعن عبد الله بن سعد t قال: سألت رسول الله r: أيما أفضل؟ الصلاةُ في بيتي أو الصلاة في المسجدِ؟ قال: "ألا ترى إلى بيتي ما أقربه من المسجد! فلأن أصلي في بيتي أحبُّ إليَّ من أن أصلي في المسجد، إلا أن تكون صلاةً مكتوبةً".([147])

وعن زيد بن ثابت t أن النبي r قال: "صلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاةِ المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة".([148])

وعن رجل من أصحاب رسول الله r أراه رفعه قال: "فضل صلاةِ الرجلِ في بيته على صلاتهِ حيث يراه الناس كفضل الفريضة على التطوع".([149])

ثواب انتظار الصلاة

قال الله تعالى: ) $ygƒr'¯»tƒ šúïÏ%©!$# (#qãYtB#uä (#rçŽÉ9ô¹$# (#rãÎ/$|¹ur (#qäÜÎ/#uur (#qà)¨?$#ur ©!$# öNä3ª=yès9 šcqßsÎ=øÿè? ÇËÉÉÈ (.([150])

عن أبي هريرةt أن رسول الله r قال : "لا يوطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله به من حين يخرج كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم" .([151])

تبشبش : فرح الصديق بمجيء صديقه .

وقال الزمخشري : هو المسرة بالإنسان والإقبال عليه .

وعنه t ، أن رسول الله e قال : "لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة".([152])

          وعنه t قال: قال رسول الله r: "إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يحدث أحدكم في صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه".([153])

وعنه أن رسول الله r قال: "الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه".([154])

تصلي على أحدكم : تدعوا له ، وقد فسر في الحديث بالدعاء بالرحمة والمغفرة.

وعنه t أن رسول الله r قال: "لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة ، تقول الملائكة : اللهم اغفر له اللهم ارحمه حتى ينصرف أو يحدث"، قلت: ما يحدث؟ قال: يفسوا أو يضرط". ([155])

وعن أنس t أن رسول الله r أخر ليلة صلاة العشاء إلى شطر الليل ثم أقبل علينا بوجهه ما صلى فقال: "صلى الناس ورقدوا ولم تزالوا في صلاة منذ انتظرتموها".([156])

شطر الليل: نصف الليل.

وعن أبي هريرة t أن رسول الله rقال:"أحدكم ما قعد ينتظر الصلاة ما لم يحدث تدعواله الملائكة اللهم اغفرله اللهم ارحمه".([157])

وعن أبي أيوب المراغي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: صلينا مع رسول الله r المغرب فرجع من رجع وعقب من عقب فجاء رسول الله r مسرعاً قد حفزه النفس وقد حسر عن ركبتيه قال : "ابشروا هذا ربكم قد فتحَ باباً من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة يقول: انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى".([158])

حَفَزَه: بفتح الحاء والفاء معناه: دفعه.

حَسَرَ: بالتحريك أي كشف عن ركبتيه لشدة ما هو فيه من العجلة.

وقال رسول الله e : "من جلس في مسجد ينتظر الصلاة فهو في الصلاة".([159])

وعن أنس t:"أن هذه الآية )تتجافى جنوبهم عن المضاجع( نزلت في : انتظار الصلاة التي تُدْعى العَتَمَة".([160])

وعن جابر t قال: قال رسول الله r : "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويُكَفِّر به الذنوب؟" قالوا: بلى يا رسول الله! قال: "إسباغ الوضوء على المكروهات وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط".([161]) 

وعن علي بن ابي طالب t أن رسول الله r قال: "إسباغ في المكاره وإعمال الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة يغسل الخطايا غسلاً".([162])

وعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: "منتظر الصلاة بعد الصلاة كفارس اشتد به فرسه في سبيل الله على كَشْحِهِ وهو في الرباط الأكبر".([163])

"كَشْحِهِ" الكاشح: العدو الذي يضمر عداوته ويطوي عليها كشحه أي : باطنه.

وعن عقبة بن عامر t عن رسول الله r أنه قال: "القاعدُ على الصلاةِ كالقانِتِ ويُكتبُ من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه".([164])

     ورواه أحمد وغيره أطول منه إلا أنه قال: "والقاعدُ يرعى الصلاة كالقانت".

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:قال رسول الله r:"أتاني الليلة آتٍ من ربي في أحسن صورة فقال لي: يا محمد قلت لبيك رب وسعديك قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت لا أعلم فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي أو قال في نحري فعلمت ما في السموات وما في الأرض أو قال: ما بين المشرق والمغرب قال: يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم في الدرجات والكفارات ونقل الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في السبرات  وانتظار الصلاة بعد الصلاة ومن عاش عليهن عاش بخير ومات بخير وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه".([165])

"السبرات" : بفتح السين المهملة وإسكان الباء جمع سبرة وهي شدة البرد.

وقوله : "فيم يختصم الملأ الأعلى"  أي : يزدحم ويستبق في رفعه إلى الله عز وجل لأن الملائكة تتقرب إلى الله عز وجل برفع الأعمال الصالحات.

وعن أبي سعيد الخدري *t قال: قال رسول الله r: "ألا أدلكم عل  ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به الحسنات؟" قالوا: بلى يا رسول الله قال: "إسباغ الوضوء أو الطهور في المكاره وكثرة الخطا إلى هذا المسجد والصلاة بعد الصلاة وما من أحد يخرج من بيته متطهراً حتى يأتي المسجد فيصلي فيه مع المسلمين أو مع الإمام ثم ينتظر الصلاة إلى بعدها إلا قالت الملائكة: اللهم اغفر له اللهم ارحمه".([166])

وعن امرأة من المبايعات رضي الله عنها أنها قالت: جاءنا رسول الله r ومعه أصحابه من بني سلمة فقر بنا إليه طعاماً فأكل، ثم قربنا إليه وضوءاً فتوضأ ثم أقبل على أصحابه فقال:"ألا أخبركم بمكفرات الخطايا؟"قالوا:بلى قال: "إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة".([167])

فضل صلاة الصبح والعصر

عن أبي موسى y ، أن رسول الله r قال: "من صلى البردين دخل الجنة".([168])

البردان : الصبح والعصر .

      وعن أبي زهير عمار بن رويبة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله r يقول: "لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها".([169]) يعني الفجر والعصر.

الولوج : الدخول .

وعن ابن عمارة بن رويبة عن أبيه قال: قال رسول الله r: "لا يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها" وعنده رجل من أهل البصرة فقال: أنت  سمعت هذا من النبي r؟ قال: أشهد به عليه قال: وأنا أشهد لقد سمعت النبي r يقوله بالمكان الذي سمعته منه. ([170])

وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه t قال: قال رسول الله r: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله وحسابه على الله".([171])

وعن أبي بَصْرَةَ الغفاري t قال: "صلى بنا رسول الله r العصر بـ - المخمص - وقال: "إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين..". ([172])

"المخمص": بضم الميم وفتح الخاء المعجمة والميم جميعاً، وقيل: بفتح الميم وسكون الخاء وكسر الميم بعدها وفي آخره صاد مهملة أسم طريق أي في جبل (عير) إلى مكة.

وعن أبي بكر t قال : قال رسول الله r : "من صلى الصبحَ في جماعة فهو في ذمة الله، فمن أخفر ذمة الله كبه الله في النار لوجهه".([173])

"أخفر" : يقال أخفرت الرجل : نقضت عهده وذمامه، والهمزة فيه للإزالة أي أزلت خفارته أي عهده وذمامه والله أعلم.

وعن أبي هريرة tقال: قال رسول الله r: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج     الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون".([174])

وعن سالم بن عبد الله قال: حدثني أبي أنه سمع رسول الله r يقول: "من صلى الصبح كان في جوار الله يَومه".([175])

فضل الصف الأول

     عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كان رسول الله r يتخلل الصف من ناحية يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول: "لا تختلفوا فتختلف قُلُوبُكُم" وكان يقول: "إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول".([176])

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله r يقول: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأول".([177])

وعن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال: "أقيموا الصفوف وحاذوا  بين المناكب وسُدُّوا الخلل ولينوا بأيدي إخوانكم ولا تذروا فرجات للشيطان ومن وصل صفاً وصله الله ومن قطع صفاً قطعه الله".([178]) الخلل: الفُرَج التي بين الصفوف.

وعن عائشة رضي عنها قالت: قال رسول الله r: "إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف".([179])

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله  r: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا " لاستهموا : يعني لاقترعوا لو علموا ذلك ولكنهم لا يعلمون ما فيه من الثواب .

وفي رواية لمسلم: "لو تَعلَمُونَ ما في الصَّفِّ المقَدَّم لكانتْ قُرْعَة".

      وعن أبي هريرةt قال: قال رسول الله r: "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها".([180])

قال النووي رحمه الله: أما صفوف الرجال فهي على عمومها فخيرها أولها أبداً، وشرها آخرها أبداً، أما صفوف النساء فالمراد بالحديث صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال، وأما إذا صليت متميزات لا مع الرجال فهن كالرجال خير صفوفهن أولها وشرها آخرها، والمراد بشر الصفوف في الرجال والنساء أقلها ثواباً وفضلاً، وأبعدها من مطلوب الشرع، وخيرها بعكسه،وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك.

وعن ابي أمامة t قال: قال رسول الله r: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول"قالوا:يا رسول الله! وعلى الثاني؟ قال: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول" قالوا:يا رسول الله! وعلى الثاني؟قال:"وعلى الثاني".([181])

وعن أنس t قال: قال رسول الله r: "سووا صفوفكم، فإن تسوية الصف من تمام الصلاة".([182])

وفي رواية للبخاري : "فإن تسوية الصفوف من إقامةِ الصلاة".

وعن جابر بن سمرةt قال: خرج علينا رسول الله r فقال: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟" فقلنا: يا رسول الله! وكيف تصُفُ الملائكة عند ربها؟ قال: "يُتُّمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف".([183])

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: "خياركم ألينكم مناكب في الصلاة".([184])

وعن أنس t قال: أُقيمت الصلاةُ فأقبلَ علينا رسول الله r بوجهه فقال: "أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري".([185])

وفي رواية للبخاري: "فكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبِهِ وقَدَمَهُ بقدَمِهِ".

      وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كُنا إذا صلينا خَلْفَ رسولِ الله r أحببنا أن نكون عن يمينه، يُقْبلُ علينا بوَجْهِه، فسَمِعتُه يقول: "رب قني عذابَكَ يومَ تَبعثُ عبادَك".([186])

ما يقول عند إرادته القيام إلى الصلاة

عن أبي هريرة t قال : كان رسول الله e  إذا كبر في الصلاة سكت هنية قبل أن يقرأ ، فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول ، قال : أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد" ([187]).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : بينما نحن نصلي مع رسول الله r إذ قال رجل من القوم الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً فقال رسول الله r : "من القائل كلمة كذا كذا" ، قال رجل من القوم : أنا يا رسول الله! قال: "عجبت لها فتحت لها أبواب السماء" قال ابن عمر : فما تركتهن منذ سمعت رسول الله r يقول ذلك.([188])

ثواب التأمين ومن وافق تأمينه تأمين الملائكة

عن أبي هريرة t: أن رسول الله r قال: "إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".قال ابن شهاب:كان رسول الله r يقول: "آمين".([189])

وعنه t أن رسول الله r قال: "إذا قال أحدكم في الصلاة آمين والملائكة في السماء: آمين، فوافق إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه".([190])

وعنه t قال:قال رسول الله rقال:"إذا قال القارئ غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقال من خلفه آمين فوافق قوله قول أهل السماء غفر له ما تقدم من ذنبه".([191])

ومعنى آمين : اللهم استجب .

وفي صحيح مسلم : "إذا قال الإمام ولا الضالين فقولوا آمين يجبكم الله".

وقال عليه الصلاة والسلام : "إن اليهود ليحسدونكم على السلام والتأمين".([192])

وفي رواية : "وإذا قال : )غير المغضوب عليهم ولا الضالين( فقولوا : آمين، فإنه من وافق كلامه كلام الملائكة غفر لمن في المسجد".([193])

"آمين" تمد وتقصر، قيل : هو اسم من أسماء الله تعالى، وقيل: معناها اللهم استجب، أو كذلك فافعل أو كذلك فليكن.

وعن سمرة بن جندب t قال: قال النبي r: "إذا قال الإمام : )غير المغضوب عليهم ولا الضالين( فقولوا: آمين يجبكم الله".([194])

    "يجبكم الله" قال الألباني رحمه الله: هو بالجيم أي يستجيب دعاءكم، وهذا حث عظيم على التأمين فيتأكد الاهتمام به.

وعن رفاعة بن رافع الزرقي قال: كنا نصلي وراء النبي r فلما رفع رأسه من الركعة، قال: "سمع الله لمن حمده"، قال رجل من ورائه "ربنا ولك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، فلما انصرف قال : "من المتكلم؟" ، قال : أنا، قال : "رأيت بضعةً وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول".([195])

وعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: "إذا قال الإمام: "سمع الله لمن حمده" فقولوا: "اللهم ربنا لك الحمد" فإنه من وافق قولُه قول الملائكة غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه".([196])

وفي رواية "فقولوا: ربنا ولك الحمد" بالواو.

      وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله r إذ قال رجل من القوم: "الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلا" فقال رسول بالله r: "من القائل كلمة كذا وكذا؟" فقال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، فقال: "عجبت لها فتحت لها أبواب السماء".

       قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعتُ رسول الله r يقول ذلك".([197])

      وعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: "إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".([198])

ثواب من وصل صفاً أو سد فرجة

عن البراء بن عازب t قال: كان رسول الله r يأتي الصف من ناحية إلى ناحية فيمسح مناكبنا أو صدورنا ويقول: "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم" قال: وكان يقول: "إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف".([199])

       وقال: "ومن سد فرجة رفعه الله بها درجة وما خطوة أحب إلى الله من خطوة يمشيها العبد يصل بها صفاً".([200])

وعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله r قال: "إن الله وملائكته يُصَلُّون

 

 

على الذين يَصِلُون الصفوفَ".([201])

      وزاد ابن ماجه: "ومن سد فرجةً رفعه الله بها درجة".

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله r قال: "من وصل صفاً وصله الله ومن قطع صفاً قطعه الله".([202])

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r: "من سد فرجة رفعه الله بها درجة وبنى له بيتاً في الجنة".([203])

وعن أبي جحيفة t: أن رسول الله r قال: "من سد فرجة من الصف غفر له".([204])

ثواب من حافظ على اثنتي عشر ركعة في اليوم والليلة

عن أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما قالت: سمعت رسول الله r يقول: "ما من عبدٍ مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم ثنتي عشرة

ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة" قالت أم حبيبة: فما برحت أصليهن بعد. ([205])

وقال عمرو: ما برحت أصليهن بعد، وقال النعمان مثل ذلك.

وزاد الترمذي "أربعاً قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الغداة".

      وعنها رضي الله عنها سمعت رسول الله r يقول: "من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بيتاً في الجنة".

            قالت أم حبيبة: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله r.([206])

وقال عنبسة: فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة.

وقال عمرو بن أوس: ما تركتهن منذ سمعتهن عن عنبسة.

وقال النعمان: ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس.

    وعنها قالت: قال رسول الله r: "ما من عبد مسلم توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى في كل ليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة".([207])

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r: "من ثابر على ثنتي عشرة ركعةً في اليوم والليلة دخل الجنة، أربعاً قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر".([208])

"ثابر" : بالثاء المثلثة وبعد الألف باء موحدة ثم راء أي: لازم وواظب.

ثواب سنة الفجر

عن عائشة رضي الله عنها عن النبي r قال: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها".([209])

وفي رواية: "لهما أحب إلي من الدنيا جميعاً".([210])

      وعنها رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله r في شيء من النوافل أسرع منه إلى الركعتين قبل الفجر".([211])

وزاد ابن خزيمة: "ولا إلى غنيمة".

وعنها قالت: "لم يكن النبي r على شيء من النوافل أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر".([212])

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: "قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن و "قل يا أيها الكافرون" تعدل ربع القرآن، وكان يقرؤهما في ركعتي الفجر".([213])

ثواب صلاة الوتر

عن جابر بن عبد الله t قال: قال رسول الله r: "من خاف على أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة محضورة وذلك أفضل".([214])

وعن خارجة بن حذافة tقال: خرج علينا رسول الله r فقال: "قد أمدكم الله بصلاة هي خير لكم من حمر النعم وهي الوتر فجعلها لكم فيها بين العشاء الآخر إلى طلوع الفجر".([215])

وعن علي tقال: الوتر ليس بِحتمٍ كالصلاةِ المكتوبة،ولكن سَنَّ رسول الله r قال:"إن الله وتر يحب الوتر، فأوتروا يا أهل القرآن".([216])

وقال رسول الله r: "إن الله عز وجل زادكم صلاة، فصلوها فيما بين العشاء إلى الصبح: الوتر الوتر".([217])

ثواب سنة الظهر

عن عبد الله بن السائب tأن رسول الله r كان يصلي اربعاً بعد أن تزول الشمس قبل الظهر وقال: "إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح".([218])

ثواب أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها

عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله r يقول: "من يحافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار".([219])

وفي رواية للنسائي (فتمس وجهه النار أبداً).

      وعن أبي أيوب t،عن النبي r قال: "أربع قبل الظهر ليس فيهن تسليم تفتح لهن ابواب السماء".([220])

وأخرجه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط".

إلا أنه قال: قال أبو أيوب: لما نزل رسول الله r عليَّ رأيته يديم أربعاً قبل الظهر وقال: "إنه إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء فلا يغلق منها باب حتى يصلي الظهر فأنا أحب أن يُرفع لي في تلك الساعة خيرٌ".([221])

ثواب أربع ركعات قبل صلاة العصر

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي r قال: "رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً".([222])

عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي r قال: "من صلى أربع ركعات قبل العصر حرم الله بدنه على النار".([223])

ثواب الصلاة بين المغرب والعشاء

    عن أنس t ، في قوله تعالى : )تتجافى جنوبهم عن المضاجع(([224]

نزلت في انتظار الصلاة التي تُدعى العَتَمَة. ([225])

     ورواه أبو داود إلا أنه قال:كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون. ([226])

وكان الحسن البصري يقول : قيام الليل.     

وعن حذيفة t قال:أتيت النبي r فصليت معه المغرب فصلى إلى العشاء. ([227])

ثواب صلاة المرأة في بيتها

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: "لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن".([228])

وعن أم سلمة رضي الله عنها عن رسول الله r قال: "خير مساجد النساء قعر بيوتهن".([229])

وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي r قال: "إن أحب صلاة المرأة إلى الله في أشد مكان في بيتها ظلمة".([230])

وقال رسول الله r: "صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها".([231])

وعن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما: أنها جاءت إلى النبي r فقالت: يا رسول الله! إني أحب الصلاة معك قال: "قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي".

      قال: "فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها أو أظلمه وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل".([232])

ثواب صلاة الحاجة

عن عثمان بن حنيف t: أن أعمى أتى إلى رسول الله r فقال: يا رسول الله! ادع الله أن يكشف لي عن بصري قال: أو أدَعُكَ قال: يا رسول الله! إنه قد شق علي ذهاب بصري قال: "فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد نبي الرحمة يا محمد! إني أتوجه إلى ربي بك أن يكشف لي عن بصري، اللهم شفِّعه فيَّ وشفعني في نفسي".

     فرجع وقد كشف الله عن بصره. ([233])

 وفي رواية عن الترمذي: "فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يدعو بهذا الدعاء".

قوله : "اللهم شَفِّعه فيَّ" قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : بالتشديد أي : أقبل شفاعته ، أي : دعاءه في حقي .

وقوله : "وشفعني" أي : اقبل دعائي : "في نفسي" أي : في أن تعافيني ، وفي رواية لأحمد وغيره : "وشفعني فيه" أي : في النبي r يعني : أقبل دعائي في أن تقبل دعاء النبي r فيّ .

هذا هو المعنى الذي يدل عليه السياق والسياق وخلاصته أن الأعمى توسل بدعائه r وليس بذاته أو جاهه وتفصيل هذا راجعه في كتابي،"التوسل أنواعه وأحكامه".أهـ .([234])

    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : "أن يتوسل بدعائه أي بأن يطلب من الرسول r أن يدعو له ، فهذا جائز في حياته لا بعد مماته ، لأنه بعد مماته متعذر . أ.هـ.([235])

صلاة الاستسقاء

قال تعالى:)وقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يُرسل السماء عليكم مدراراً(.([236])

عن جابر بن عبد الله قال: أتت النبي r بواكٍ فقال: "اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً مريعاً نافعاً غير ضار عاجلاً غير آجل" فأطبقت عليهم السماء. ([237])

مريعاً : أي هنيئاً خصباً.

     وعن عائشة رضي الله عنها قالت: شكا الناس إلى الرسول r قحوط المطر فأمر بمنبر فيوضع له في المصلى ووعد الناس يوماً يخرجون فيه فخرج رسول الله r حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله عز وجل ثم قال: "إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله سبحانه وتعالى أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم".

ثم قال: "الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت علينا قوة وبلاغاً إلى حين".ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه ثم أقبل على الناس فنزل فصلى ركعتين فأنشأ الله عز وجل سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله تعالى فلم يأت مسجده حتى سالت السيول فلما رأى سرعتهم إلى الكَنِّ ضحك النبي r حتى بدت نواجذه وقال: "أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله".([238])

الكَنِّ: ما يردُ الحر والبرد من المساكن والأبنية.

وعن أنس قال: دخل رجل المسجد يوم جمعة ورسول الله r قائم يخطب الناس فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يُغيثُها فرفع رسول الله r ثم قال: "اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا". قال أنس: والله ما نرى في السماء من سحابٍ ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت فلا والله ما رأينا الشمس سبتاً. ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله r قائم يخطب فاستقبله قائماً فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا فرفع رسول الله r يديه ثم قال: "اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر". قال : فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس".([239])

الظراب : جمع ظرب وهي الروابي الصغار .

اللهم أغثنا : أي أنزل المطر .

قزعة : هي بفتح القاف والزاي وهي: القطعة من السحاب

سلع : بفتح السين المهملة وسكون اللام وهو جبل بقرب المدينة.

"ما رأينا الشمس سبتاً" : بسين مهملة ثم باء موحدة ثم مثناة فوق أي : قطعة من الزمان وأصل السبت : القطع .

أصابت الناس سنة : أي قحط.

      قحط المطر : أي أمسك.

ثواب صلاة النوافل

صلاة التطوع

عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r في الحديث القدسي: "إن الله تعالى قال: من عاد لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده الذي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينّه وإن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته".([240])

الولي: المؤمن المخلص في عبادته لله.

آذنته: أعلمته بأني محارب له. يتقرب: يطلب القرب.

النوافل: الطاعات الزائدة على الفرائض.

    يبطش بها : يضرب بها.

    وعن أنسtعن النبي r فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: "إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة".([241])

وعن صهيب قال: قال رسول الله r: "صلاة الرجل تطوعاً حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمساً وعشرين".([242])

وعن أبي هريرة t أن رسول الله r مر بقبر فقال: "من صاحب هذا القبر؟ فقالوا: فلان فقال: "ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم".

وفي رواية "ركعتان خفيفتان بما تحقرون وتنفلون يزيدهما هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم".([243])

عن زيد بن ثابت t: أن النبي r قال: "صلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة".([244])

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: "إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته فإن الله جاعل في بيته

من صلاته خيراً".([245])

      وعن أبي موسى tعن النبي r قال: "مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت".([246])

وعن عبد الله بن مسعود t قال: سألت رسول الله r: أيما أفضل: الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد؟ قال: "ألا ترى إلى بيتي ما أقربه من المسجد ولأن أصلي في بيتي أحب إليّ من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة".([247])

وعن أبي ذر t : أن النبي r خرج في الشتاء والورق يتهافت، فأخذ بِغُصْنٍ من شجرةٍ، ، قال : فجعل ذلك الورق يتهافتُ، فقال: "يا ابا ذر!". قلت لبيك يا رسول الله! قال: "إن العبد المسلم ليصلي الصلاة يريد بها وجه الله، فتهافت عنه ذنوبُه كما يتهافت هذا الورق عن هذه الشجرة".([248])

ثواب قيام الليل وفضله

قال الله تعالى: ) (#qÝ¡øŠs9 [ä!#uqy 3 ô`ÏiB È@÷dr& É=»tGÅ3ø9$# ×p¨Bé& ×pyJͬ!$s% tbqè=÷Gtƒ ÏM»tƒ#uä «!$# uä!$tR#uä È@ø©9$# öNèdur tbrßàfó¡o ÇÊÊÌÈ šcqãYÏB÷sム«!$$Î/ ÏQöquø9$#ur ̍ÅzFy$# šcrããBù'tƒur Å$rã÷èyJø9$$Î/ tböqyg÷Ytƒur Ç`tã ̍s3YßJø9$# šcqãã̍»|¡çur Îû ÏNºuŽöyø9$# šÍ´¯»s9'ré&ur z`ÏB tûüÅsÎ=»¢Á9$# ÇÊÊÍÈ $tBur (#qè=yèøÿtƒ ô`ÏB 9Žöyz `n=sù çnrãxÿò6ム3 ª!$#ur 7OŠÎ=tæ šúüÉ)­FßJø9$$Î/ ÇÊÊÎÈ (. آل عمران (115).

وقال تعالى ) ߊ$t7Ïãur Ç`»uH÷q§9$# šúïÏ%©!$# tbqà±ôJtƒ n?tã ÇÚöF{$# $ZRöqyd #sŒÎ)ur ãNßgt6sÛ%s{ šcqè=Îg»yfø9$# (#qä9$s% $VJ»n=y ÇÏÌÈ ( إلى قوله تعالى: ) šÍ´¯»s9'ré& šc÷rtøgä spsùöäóø9$# $yJÎ/ (#rçŽy9|¹ šcöq¤)n=ãƒur $ygŠÏù Zp¨ŠÏtrB $¸J»n=yur ÇÐÎÈ šúïÏ$Î#»yz $ygŠÏù 4 ôMoYÝ¡ym #vs)tGó¡ãB $YB$s)ãBur ÇÐÏÈ (.([249])

   وقال تعالى: )تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون(.([250])

وقال تعالى: )إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون(.([251])

والآيات في الباب كثيرة.

وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله r كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقلت لم تصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً".([252])

وعن فضالة بن عبيد وتميم الداري رضي الله عنهما عن النبي r أنه قال: "من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار من الأجر ، والقنطار خير من الدنيا وما فيها ، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عز وجل : إقرأ وارق بكل آية درجة، حتى ينتهي إلى آخر آية معه، يقول الله عز وجل للعبد اقبض فيقول العبد بيده : يا رب أنت أعلم يقول بهذه الخلد وبهذه النعيم".

أي ا قبض يمينك عن الخلد وشمالك عن النعيم . ([253])كما في رواية ابن عساكر.

       وتقدم حديث ابن عباس: "والدرجات : إفشاء  السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام".

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان الرجل في عهد النبي r إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله r فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله r وكنت غلاماً شاباً وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله r فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر إذا لها قرنان وإذا فيها أناس قد عرفتهم فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار قال: فلقينا ملك آخر فقال لي: لم ترع: فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله r فقال رسول الله r: "نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل". قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام إلا قليلا. ([254])

وفيه:أنّ قيام الليل يدفع العذاب عن العبد ، وفيه الفضل العظيم، وهو دأب الصالحين .

وعن أبي هريرة tقال: قال رسول الله r: "من صلى في ليلةٍ بمائة آية لم يكتب من الغافلين ومن صلى في ليلةٍ بمائتي آية كتب من القانتين المخلصين".([255])

وفي رواية للحاكم على شرط مسلم: "من قرأ عشر آياتٍ في ليلةٍ لم يكتب من الغافلين"([256]) .

 وعن أبي هريرة t قال: قال النبي r: "إن الله يتنـزل إلى السماء الدنيا حتى يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له".([257])

       وعن جابر t قال : سمعت رسول الله r يقول : "إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة".([258])

    وعن أبي سعيد وابي هريرة قالا : قال رسول الله r : "إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر هل من تائب هل من سائل هل من داعٍ حتى ينفجر الفجر".([259])

وقال رسول الله r: "أفضل الساعات جوف الليل الآخر".([260])

  وعن أبي هريرة t قال : قال رسول الله r : "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل".([261])

قال النووي رحمه الله تعالى: قوله r : "وافضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" فيه دليل اتفق العلماء عليه أن تطوع الليل أفضل من تطوع النهار وفيه حجة لأبي إسحاق المروزي من أصحابنا ومن وافقه أن صلاة الليل أفضل من السنن الراتبة وقال أكثر أصحابنا الراتب أفضل لأنها تشبه الفرائض والأول أقوى وأوفق للحديث والله أعلم" .

وعن معاذ بن جبل tقال:قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال : "لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه تعبد الله لا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا" ثم قال :"ألا أدلك على أبواب الخير؟الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل"ثم تلا:)تتجافىجنوبهم عن المضاجع(حتى بلغ)يعلمون(.([262])

وعن عبد لله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله r قال: "أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام إلى الله صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوماً ويفطر يوماً".([263])

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء".([264])

       وعن أبي مالك الأشعري t عن النبي r أنه قال: "إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام".([265])

وعن سهل بن سعد t قال: جاء جبريل إلى النبي r فقال: "يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس".([266])

وعن أبي أمامة الباهلي، عن رسول الله r قال: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم".([267])

وعن ابن مسعود t، عن النبي r قال: "عجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أهله وحبه إلى صلاته فيقول الله جل وعلا: انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي، ورجل غزا في سبيل الله وانهزم أصحابه فعلم ما عليه في الإنهزام وماله في الرجوع فرجع حتى يهريق دمه فيقول الله:انظروا إلى عبدي رجع رجاءفيماعندي وشفقة مما عندي حتى يهريق دمه".([268])

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي r قال: "في الجنة غرفةٌ يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها" فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟قال:"لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وباتَ قائماً والناس نيام".([269])

      وعن أبي الدرداء t عن النبي r قال: "ثلاثة يحبهم الله، ويضحك إليهم ويستبشر بهم: الذي إذا انكشفتْ فئةٌ قاتلَ وراءها بنفسه لله عزوجل، فإما أن يُقَتَلَ، وإما أن ينصرَه الله ويكفيه، فيقول: انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه؟ والذي له امرأَة حَسنةٌ وفراشٌ لين حسن فيقوم من الليل فيقول: يَذَرُ شهوتَه ويذكرني ولو شاء رَقَدَ، والذي إذا كان في سفر، وكان معه ركب، فسهروا، ثم هَجَعُوا فقام من السحر في ضراءَ وسراءَ".([270])

وقال رسول الله r: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء من الجسد".([271])

وقال رسول الله r: "شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه استغناءه عما في أيدي الناس".([272])

وعن أبي هريرة وابي سعيد رضي الله عنهما قالا:قال رسول الله r: "إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعاً كتبا في الذاكرين الله كثيراً والذاكرات".([273])

وعن عمرو بن عبسة t أنه سمع النبي r يقول: "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن".([274])

وعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدهُ كلها فأصبح نشيطاً طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".([275])

"قافية الرأس" : آخره، ومنه سمي آخر بيت الشعر القافية.

"فأصبح نشيطاً طيب النفس" معناه : لسروره بما وفقه الله الكريم له من الطاعة ووعده به من ثوابه مع ما يبارك له في نفسه وتصرفه في كل أموره مع ما زال عنه من عقد الشيطان وتثبيطه.

       وعن عبد الله بن سلام t قال: أول ما قدم رسول الله r المدينة أنجفل الناس إليه فكنت فيمن جاءه فلما تأملت وجهه واستثبته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، قال: وكان أول ما سمعت من كلامه أنه قال: "أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام".([276])

"انجفل الناس" : بالجيم أي ذهبوا إليه بأجمعهم مسرعين.

"استثبته"  أي : تحققته وتبينته.

وعن ابن مسعود t عن النبي r قال: "إن الله ليضحك إلى رجلين: رجل قام في ليلةٍ باردةٍ من فِراشه لِحافِه ودِثاره فتوضأ، ثم قام إلى الصلاة، فيقول الله عز وجل لملائكته: ما حَمَلَ عبدي هذا على ما صَنع؟ فيقولون: ربنا رجاءَ ما عندك، وشفقة مما عندك فيقول: فإني قد أعطيتُه ما رجا، وأمَّنتُه مما يخاف..." ([277])وذكر بقيته.

وعن طارق بن شهاب: أنه باتَ عند سلمان رضي الله عنه لينظر اجتهاده، قال: فقام يصلي من آخر الليل، فكأنه لم يَرَ الذي كان يظن فذكر ذلك له فقال: "حافظوا على هذه الصلوات الخمس، فإنهن كفارات لهذه الجراحات ما لم تُصَبِ المَقْتَلةُ، فإذا صلى الناس العشاء صدروا عن ثلاث منازلَ، منهم من عليه ولا له، ومنهم من له ولا عليه، ومنهم من لا له ولا عليه، فرجل اغتنم ظلمةَ الليل وغفلة  الناس فركب فرسَه في المعاصي، فذلك عليه ولا له، ومن له ولا عليه: فرجل اغتنم ظلمة الليل وغفلة الناس فقام يصلي، فذلك له ولا عليه، ومن لا له ولا عليه، فرجل صلى ثم نام فذلك لا له ولا عليه، إياك والحقحقة، وعليك بالقصد وداوم".([278])

"الحقحقة":بحاءين مهملتين مفتوحتين وقافين الأولى ساكنة والثانية مفتوحة، هو : أشد السير ، وقيل : هو أن يجتهد في السير ويلح فيه حتى تعطب راحلته أو تقف ، وقيل : غير ذلك.

وعن سمرة بن جندب t قال : كان رسول الله r يقول لنا : "ليس في الدنيا حسدُ إلا في اثنتين : الرجل يغبط الرجلَ أن يعطيه الله المال الكثير فينفق منه، فيكثِرُ النفقة ، يقول الآخر : لو كان لي مال لأنفقت مثلَ ما ينفق هذا وأحسن، فهو يحسده ، ورجل يقرآ القرآن فيقوم الليلَ وعنده رجل إلى جنبه لا يعلم القرآن فهو يحسده على قيامه، أو على ما علَّمه الله عز وجل القرآن ، فيقول : لو علَّمني الله مثل هذا لقمت مثل ما يقوم".([279])

"الحسد" يطلق ويراد به تمني زوال النعمة عن المحمود وهذا حرام بالإتفاق، ويطلق ويراد به الغبطة وهو تمني حالة كحالة المغبط من غير تمني زوالها عنه وهو المراد في الحديث وفي نظائره فإن كانت الحالة التي عليها

المغبط محمودة فهو تمنِ محمود، وإن كانت مذمومة فهو تمن مذموم يأثم عليه المتمني.

       وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار".([280])

وعن عبادة بن الصامت t، عن النبي r: "من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا- استجيب له، فإنْ توضأ ثم صلى قبلت صلاتُه".([281])

ثواب من نام عن ورده فقضاه

عن عمر بن الخطاب t قال: قال رسول الله r: "من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كُتبَ له كأنما قرأه من الليل".([282])

"حزبه" : هو ما يجعله الإنسان على نفسه من صلاة أو قراءة أو غيرها.

ثواب من نوى أن يصلي بالليل فغلبته عيناه

  عن أبي ذر أو أبي الدرداء -شك شعبة- قال: قال رسول الله r: "ما من عبد يحدث نفسه بقيام ساعة من الليل فينام عنها إلا كان نومه صدقة تصدق الله بها عليه وكتب له أجر ما نوى".([283])

ورواه ابن خزيمة (عن أبي الدرداء) من غير شك ولفظه :

 قال: "من أتى فراشه وهو ينوي أن يصلي من الليل فغلبته عينه حتى أصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه".([284])

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله r قال: "ما من امرئ تكون له صلاة بليل فيغلبه عليها نوم إلا كتب له أجر صلاته وكان نومه عليه صدقة".([285])

ثواب صلاة الضحى والدوام عليها

عن بريدة t قال: سمعت رسول الله r يقول: "في الإنسان ستون وثلثمائة مفصل، فعليه أن يتصدق عن كل مفصل صدقة" قالوا: فمن يطيق ذلك يا رسول الله؟ قال: "النخاعة في المسجد تدفِنُها والشيء تنحيهِ عن الطريق، فإن لم تقدر فركعتا الضحى تُجزئُ عنك".([286])

وعن أبي ذر t عن النبي r قال: "يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وتجزئ عن ذلك كله ركعتان يركعهما من الضحى".([287])

"السلامى" : بضم السين المهملة وتخفيف اللام واحد السلاميات وهي مفاصل الأعضاء والأصابع.

       وعن زيد بن أرقم tأنه رأى قوماً يصلون من الضحى فقال: أما لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل إن رسول الله r قال: "صلاة الأوابين حين ترمض الفصال".([288])

ترمض الفصال: بفتح التاء والميم وبالضاد المعجمة يعني: شدة الحر والفصال: جمع فصيل وهو الصغير من الإبل.

وعن أبي هريرة tعن النبي r قال : "إن في الجنة باباً يقال له الضحى فإذا كان يوم القيامة نادى منادٍ : أين الذين كانوا يديمون صلاة الضحى؟ هذا بابكم فادخلوه".([289])

وعن نعيم بن همار t قال: قال رسول الله r: "قال الله عز وجل: يا ابن آدم لا تعجز من أربع ركعات في أول نهارك أكفك آخره".([290])

وعن أبي أمامة t أن رسول الله r قال: "من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج إلى تسبيح الضحى

لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين".([291])

      وعن أبي هريرة t قال: "أوصاني خليلي r بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أرقد".([292])

وعنه قال: "بعث رسول الله r بعثاً فأعظموا الغنيمة وأسرعوا الكرة فقال رجل: يا رسول الله ما رأينا بعثاً قط أسرع كرة ولا أعظم غنيمة من هذا البعث فقال: "ألا أخبركم بأسرع كرة منهم وأعظم غنيمة؟ رجل توضأ فأحسن الوضوء، ثم عمد إلى المسجد فصلى فيه الغداة، ثم عقب بصلاة الضحوة، فقد أسرع الكرة وأعظم الغنيمة".([293])

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: "بعث رسول الله r سرية فغنموا وأسرعوا الرجعة فتحدث الناس بقرب مغزاهم، وكثرةِ غنيمتهم وسُرعةِ رجعتهم فقال رسول الله r: "ألا أدلكم على أقرب منهم مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعةً؟ من توضأ ثم غدا إلى المسجد لسُبحةِ الضحى فهو أقرب منهم مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة".([294])

وعن عقبة بن عامر الجهني tأن رسول الله r قال: "إن الله عزوجل يقول: يا ابن آدم! أكفني أول النهار بأربع ركعاتٍ، أكفِكَ بهن آخر يومك".([295])

وعن أبي الدرداء وأبي ذر رضي الله عنهما عن رسول الله r عن الله تبارك وتعالى أنه قال: "ياابن آدم! لا تعجزني من أربع ركعاتٍ من أول النار أكفك آخره".([296])

وعن أبي الدرداء tقال، قال رسول الله r: "من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين ومن صلى أربعاً كُتب من العابدين ومن صلى ستاً كُفيَ ذلك اليوم، ومن صلى ثمانية كتبه الله من القانتين، ومن صلى ثنتي عشرة ركعة بني له بيتاً في الجنة، وما من يوم ولا ليلة إلا له من يمن به على عباده صدقة وما مَنَّ الله على أحد من عباده أفضل من أن يلهمه ذكره".([297])

وعن أبي هريرة tقال: قال رسول الله r: "لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب، قال: وهي صلاة الأوابين".([298])

"الأوابين" جمع أواب وهو كثير الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى بالتوبة.

قال الألباني رحمه الله تعالى : قلت : وفي الحديث رد على الذين يسمون الست ركعات التي يصلونها بعد المغرب بـ (صلاة الأوابين) فإن هذه التسمية لا أصل لها وصلاتها بالذات غير ثابتة كما تقدم. أ.هـ.([299])

ثواب الترغيب في قضاء الإنسان ورده إذا فاته من الليل

  عن عمر بن الخطاب tوأرضاه قال: قال رسول الله r: "من نام عن حزبه أو عن شئ منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاةِ الظهر، كُتِبَ له كأنما قرأه من الليل".([300])

ثواب صلاة التوبة

عن أبي بكر t قال : سمعت رسول الله r يقول :"ما من رجل يُذنب ذنباً ، ثم يقوم فيتطهرُ ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له" ثم قرآ هذه الآية : )والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله(([301]) إلى آخر الآية.

ثواب صلاة الاستخارة

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كان رسول الله r يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول : "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني استخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر- ويسمّي حاجته- خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال : عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به . قال : ويسمي حاجته".([302])

وثمرة الاستخارة هي أما أن ييسر الله تعالى هذا الأمر المقدم عليه ، أو يصرفه عنك ويبدلك خير منه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : أمر النبي e بقوله : "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين"  الحديث ، فهذه  الاستخارة   لله العليم

القدير خالق  الأسباب والمسببات خير من أن يأخذ الطالع فيما يريد فعله فان الاختيار غايته تحصيل سبب واحد من أسباب النجاح إن صح والاستخارة أخذ للنجاح من جميع طرقه فإن الله يعلم الخيرة ، فأما أن يشرح صدر الإنسان وييسر الأسباب أو يعسرها ويصرفه عن ذلك . اهـ .([303])

وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : والمقصود أن  الاستخارة  توكل على الله وتفويض إليه واستقسام بقدرته وعلمه وحسن اختياره لعبده وهي من لوازم الرضى به ربا الذي لا يذوق طعم الإيمان من لم يكن كذلك وإن رضي بالمقدور بعدها فذلك علامة سعادته .اهـ . زاد المعاد (2/445) .

باب

ثواب الصلاة في مسجد قباء

كان رسول الله r يخرج كل سبت إلى مسجد قباء للصلاة فيه لأنه ثبت عنه r أن صلاة في مسجد قباء تعدل أجر عمرة .

فعن سهل بن حنيف قال: قال رسول الله  r: "من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه كان له كأجر عمرة".([304])

وعن أسيد بن ظهير الأنصاري t ،عن النبي  r قال: "صلاة في مسجد قباء كعمرة".([305])

وعن عامر بن سعد وعائشة بنت سعد: أنهما سمعا أباهما سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول: "لأن أصلي في مسجد قباء أحب إلي من أصلي في مسجد بيت المقدس".([306])

باب

مضاعفة أجر الصلاة في المسجد الحرام ومسجد المدينة الشريفة

عن أبي هريرة t ، أن رسول الله  r قال: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام".([307])

وعن جابر بن عبد الله t، أن رسول الله  r قال: "صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألفَ صلاة".([308])

قال النووي : وأعلم أن مذهبنا أنه لا يختص هذا التفضيل بالصلاة في هذين المسجدين بالفريضة بل يعم الفرض والنفل جميعا وبه قال مطرف من أصحاب مالك وقال الطحاوي يختص بالفرض وهذا مخالف إطلاق هذه الأحاديث الصحيحة والله أعلم . ([309])

ثم قال : وأعلم أن هذه الفضيلة مختصة بنفس مسجده  صلى الله عليه وسلم  الذي كان في زمانه دون ما يزيد فيه بعده فينبغي أن يحرص المصلي على ذلك ويتفطن لما ذكرته.([310])  

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله  r: "أنا خاتم الأنبياء، ومسجدي خاتم مساجد الأنبياء، أحق المساجد أن يزار وتشد إليه الرواحل: المسجد الحرام ومسجدي وصلاة في مسجدي أفضل من آلف صلاةٍ فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام".([311])

وعن أبي سعيد الخدري t قال: دخلت على رسول الله  r في بيت بعض نسائه، فقلت: يا رسول الله! أي المسجدين الذي أسس على التقوى، قال: فأخذ كفاً من حصباء، فضرب به الأرض، ثم قال: "هو مسجدكم هذا" لمسجد المدينة. ([312])

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان النبي  r يزور قباء – أو يأتي قباء

راكباً وماشياً. زاد في رواية: فيصلي فيه ركعتين. ([313])

وفي رواية للبخاري: أن رسول الله  r كان يأتي مسجد قباء كل سبت راكباً وماشياً، وكان عبد الله يَفعَلُه. ([314])

باب

ثواب الصلاة في مسجد بيت المقدس

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله  r قال: "لما فرغ سليمان بن داود عليهما السلام من بناء بيت المقدس سأل الله عز وجل حُكماً يصادف حكمه وملكاً لا ينبغي لأحد من بعده وأنه لا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" فقال رسول الله  r: "أما إثنتان فقد أعطيهما وأرجو أن يكون قد أُعطي الثالثة".([315])

وعن أبي ذر t: أنه سأل رسول الله  r عن الصلاة في بيت المقدس افضل أو في مسجد رسول الله  r؟ فقال: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من اربع صلوات فيه، ولنعم المصلى، هو أرض المحشر والمنشر، وليأتين زمانٌ ولقيد سوط أو قال: قوس الرجل حيث يرى منه بيت المقدس خير له أو أحب إليه من الدنيا جميعاً".([316])

(المنشر) أي: يوم القيامة.

 

حكم السفر وشد الرحال إلى المساجد لزيارتها

 أو التعبد بها

لا يشرع السفر وشد الرحال لأي مسجد إلا للمساجد الثلاثة ، كما ثبت ذلك عن رسول الله e .

فعن أبي هريرة y عن النبي e أنه قال : "لا تشَدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى" .([317])

وفي لفظ لمسلم : "إنما يُسافَرُ إلى ثلاثة مساجد" . الحديث .

‏ قال المناوي : "لا تشد" : بصيغة المجهول نفي بمعنى النهي لكنه أبلغ منه لأنه كالواقع بالامتثال لا محالة . 

"الرحال" : جمع رحل بفتح الراء وحاء مهملة وهو للبعير بقدر سنامه أصغر من القتب كنى بشدها عن السفر إذ لا فرق بين كونه براحلة أو فرس أو بغل أو حمار أو ماشياً كما ل عليه قوله في بعض طرقه في الصحيح إنما يسافر فذكره شدها غالبي .

"إلا إلى ثلاثة مساجد" : الاستثناء مفرغ والمراد لا تسافر لمسجد للصلاة فيه إلا لهذه الثلاثة لا أنه لا يسافر أصلاً إلا لها .

وذهب القاضي عياض والجويني والقاضي حسين للتحريم ، فيحرم شد الرحل لغيرها كقبور الصالحين والمواضع الفاضلة  . 

قال الطيبي : وهو أبلغ مما لو قيل لا تسافر لأنه صورة حالة المسافر وتهيئة أسبابها وأخرج النهي مخرج الإخبار أي لا ينبغي ولا يستقيم أن تقصد الزيارة بالراحلة إلا إلى هذه الثلاثة:"المسجد الحرام" .

"ومسجدي هذا" : في رواية مسجد الرسول e ، وقيل لعله من تصرف الرواة.

"والمسجد الأقصى" : وهو بيت المقدس سمي به لبعده عن مسجد مكة مسافة أو زمناً أو لكونه لا مسجد وراءه أو لأنه أقصى موضع من الأرض ارتفاعاً وقرباً إلى السماء خص الثلاثة لأن الأول إليه الحج والقبلة  ،  والثاني أسس على التقوى، والثالث قبلة الأمم الماضية، ومن ثم لو نذر إتيانها لزمه عند مالك وأحمد وكذا عن بعض الشافعية لكن الصحيح عندهم قصره على الأول لتعلق النسك به .اهـ .([318])

وعلى هذا لا يجوز السفر وشد الرحال لأي مكان أو أي مسجد كان بقصد التعبد غير هذه المساجد الثلاثة ، وهذا مذهب كثير من المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن قيم الجوزية ، وغيرهما .

وروى الطبراني  وغيره ، عن قزعة قال : "أردت الخروج إلى الطور ، فسألت ابن عمر فقال :" أما علمت أن النبي e قال : "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجد النبي e ، والمسجد الأقصى" ، ودع عنك الطور ، فلا تأته" .([319])

هذا ونجد ممن يذهب للحج أو للعمرة يقصد المسجد النبوي لزيارته ، فنقول هذا لا بأس به علماً أن المسجد ليس له علاقة بمناسك الحج والعمرة ، ولكن الناس تقطع المسافات الكبيرة لأداء فريضة الحج أو العمرة فيغتنمون الفرصة لزيارة المسجد النبوي وهذا لا بأس به ، ولكن نجد ممن يقصد زيارة قبر النبي e وهذا محرم في الشرع ، حيث لا يشرع زيارة قبر النبي e ولا لأي قبر كان  للنهي المتقدم عن شد الرحال لأي مكان غير المساجد الثلاثة  .

وكذلك ثبت النهي عن زيارة قبر النبي e .

فعن أبي هريرة y قال : قال رسول الله e : "لا تجعلوا بيوتكم قبورا و لا تجعلوا قبري عيدا و صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم"  .([320]) ‌

أما لو سافر المسلم إلى المسجد النبوي وصلى فيه للأجر العظيم ، ثم زار بعض الأماكن كقبر النبي e ، أو مسجد قباء ، أو شهداء أحد،أو البقيع أو غير ذلك فهذا لا بأس به

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "لو سافر إلى المسجد النبوي ، ثم ذهب منه إلى قباء ، فهذا يستحب ، كما يستحب زيارة قبور البقيع ، وشهداء أحد" .اهـ .([321])

وتروى أحاديث غير ثابتة ولا تصح عن رسول الله e كما بينه علماؤنا الأجلاء، منها:

1- "من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي" .([322]) ‌

قال المناوي : "قال البيهقي  :  تفرد به حفص بن سليمان وهو ضعيف وقال ابن عدي  :  حفص هذا هو القارئ ضعفوه جداً مع إمامته في القراءة ورمي

بالكذب والوضع ورواه الدارقطني باللفظ المزبور عن ابن عمر وأعله بأن فيه حفص بن أبي داود ضعفوه  ،  ومن ثم أورده ابن الجوزي في الموضوع" .اهـ([323])

وقال عنه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : "موضوع" .([324])

وعلى هذا الحديث الذي لا يصح والمكذوب على رسول الله e ذهب جمع من الصوفية إلى أن الهجرة إليه ميتاً كمن هاجر إليه حياً  . 

وأخذ منه السبكي أنه تسن زيارته حتى للنساء ، وإن كانت زيارة القبور لهنّ مكروهة

وأطال في الرد على شيخ الإسلام  ابن تيمية من حرمة السفر لزيارته حتى على الرجال. 

2- وحديث : "من زار قبري وجبت له شفاعتي" .([325]) ‌

‏  قال ابن القطان: وفيه عبد اللّه بن عمر العمري قال أبو حاتم:  مجهول وموسى بن هلال البصري قال العقيلي: لا يصح حديثه ولا يتابع عليه،  وقال ابن القطان: فيه ضعيفان. وقال النووي في المجموع: ضعيف جداً. 

وقال الغرياني : فيه موسى بن هلال العبدي ، قال العقيلي: لا يتابع على حديثه.  وقال أبو حاتم  :  مجهول . وقال السبكي: بل حسن أو صحيح  . 

قال ابن حجر: حديث غريب خرجه ابن خزيمة في صحيحه. وقال في القلب في سنده شيء وأنا أبرأ إلى اللّه من عهدته قال أعني ابن حجر: وغفل من زعم أن ابن خزيمة صححه .اهـ ([326])  

3-  "من صلى علي عند قبري سمعته و من صلى علي نائيا أبلغته" .([327])

 قال العقيلي: حديث لا أصل له . وقال ابن دحية: موضوع تفرد به محمد بن مروان السدي قال : وكان كذاباً . وأورده ابن الجوزي في الموضوعات  . 

وفي الميزان : ابن مروان السدي تركوه واتهم بالكذب ثم أورد له هذا الخبر .

أبواب الجمعة

     الجمعة : هي اجتماع الناس للصلاة  .

      قال الحافظ ابن كثير :

"إنما سميت الجمعة جمعة لأنها   مشتقة  من الجمع فإن أهل الإسلام يجتمعون فيه في كل إسبوع مرة بالمعابد الكبار ، وفيه كمل جميع الخلائق ، فإنه اليوم السادس من الستة التي خلق الله فيها السماوات والأرض ، وفيه خلق آدم ، وفيه أدخل الجنة ، وفيه أخرج منها ، وفيه تقوم الساعة ، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه ، كما ثبتت بذلك الأحاديث الصحاح .([328])

    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : الجمعة : أي الصلاة التي تجمع الخلق ، وذلك أن المسلمين لهم اجتماعات متعددة ، اجتماعات حي في الصلوات الخمس في مسجد الحي ، واجتماعات بلد في الجمعة والعيدين ، واجتماعات أقطار في الحج بمكة ، هذه اجتماعات المسلمين صغرى وكبرى ومتوسطة ، كل هذا شرعه الله من أجل توطيد أواصر الألفة والمحبة بين المسلمين .اهـ ([329])

حكمها

وهي واجبة على كل مسلم ، وتلزم كل ذكر حر مكلف مسلم مقيم ، ولا تَجب على المسافر ، ولا على المرأة ، ولا العبد .

  قال ابن كثير رحمه الله تعالى : وقد أمر الله المؤمنين بالاجتماع لعبادته يوم الجمعة فقال تعالى : ] $pkšr'¯»tƒ tûïÏ%©!$# (#þqãZtB#uä #sŒÎ) šÏŠqçR Ío4qn=¢Á=Ï9 `ÏB ÏQöqtƒ ÏpyèßJàfø9$# (#öqyèó$$sù 4n<Î) ̍ø.ÏŒ «!$# (#râsŒur yìøt7ø9$# 4 öNä3Ï9ºsŒ ׎öyz öNä3©9 bÎ) óOçGYä. tbqßJn=÷ès? ÇÒÈ [ .([330]) أي اقصدوا واعمدوا واهتموا في سيركم إليها ، وليس المراد بالسعي ههنا المشي السريع وإنما هو الاهتمام بها كقوله تعالى : ] ô`tBur yŠ#ur& notÅzFy$# 4Ótëyur $olm; $yguŠ÷èy uqèdur Ö`ÏB÷sãB y7Í´¯»s9'ré'sù tb%Ÿ2 Oßgã÷èy #Yqä3ô±¨B ÇÊÒÈ  [ ([331]) ا.هـ .([332])

وقال شيخ الإسلام : إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة  فاسعوا إلى ذكر الله ، فدل على أن النداء يوجب السعي إلى الجمعة وحينئذ يتضيق وقته فلا يجوز أن يشتغل عنه ببيع ولا غيره ، فإذا سعى إليها قبل النداء فقد سابق إلى الخيرات وسعى قبل      تضيق الوقت ، فهل يقول عاقل إن عليه أن يرجع إلى بيته ليسعى عند النداء .([333])

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : "فشروط صحة الجمعة ما يتوقف عليها صحة الجمعة ، أي : إذا فقد واحد من الشروط لم تصح الجمعة" اهـ .([334])

وصلاة الجمعة ركعتان ، يُسن أن يقرأ في الأولى بـ : )الجُمُعَةِ( ، وفي الثانية بـ : )المُنَافقين( . وأقل السُّنَّة بعد الجمعة ركعتان ، وأكثرها ستٌّ .

تعظيم يوم الجمعة

اختص الله سبحانه وتعالى يوم الجمعة بخصائص كثيرة، وفضائل جليلة.

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى:وكان من هديه e تعظيمُ هذا اليوم وتشريفُه، وتخصيصُه بعبادات يختص بها عن غيره، وقد اختلف العلماء : هل هو أفضل، أم يومُ عرفة؟ على قولين هما وجهان لأصحاب الشافعي.وكان e يقرأ في فجره بسورتي ]ألم تنـزيل[ و ]هل أتى على الإنسان[. ويظن كثير ممن لا علم عنده أن المراد تخصيص هذه الصلاة بسجدة زائدة، ويسمونها سجدة الجمعة.([335])

الفوائــد:

قال ابن القيم رحمه الله : وسمعت شيخَ الإسلام ابن تيمية يقول: إنما كان النبيُّ e يقرأ هاتين السورتين في فجر الجمعة لأنهما تضمنتا ما كان

ويكون في يَومِها، فانهما اشتملتا على خلق آدم، وعلى ذِكر المعاد وحشر العباد، وذلك يكون يومَ الجمعة .

وكان في قراءتهما في هذا اليوم تذكيرٌ للأمة بما كان فيه ويكون، والسجدة جاءت تبعاً ليست مقصودة حتى يقصد المصلي قراءتها حيثُ اتفقت0 فهذه خاصة من خواص يوم الجمعة0

الخاصية الثانية: استحبابُ كثرة الصلاة على النبي e فيه وفي ليلته لقوله e: "أكثِروا مِنَ الصلاة عليّ يوم الجُمُعة وليلة الجمعة" .([336])

ورسول الله e سيدُ الأنام، ويوم الجمعة سيدُ الأيام، فللصلاةِ عليه في هذا اليوم مزيةٌ ليست لغيره .

الخاصة الثالثة: صلاةُ الجمعة التي هي من آكد فروض الإسلام، ومن أعظم مجامع المسلمين، وهي أعظمُ من كل مجمع يجتمعون فيه وأفرضه سوى مجمع عرفة، ومن تركها تهاوناً بها، طبع اللهُ على قلبه، وقربُ أهل الجنة يومَ القيامة، وسبقهم إلى الزيادة يومَ المزيد بحسب قربهم من الإمام يومَ الجمعة وتبكيرهم.

الخاصة الرابعة: الأمر بالاغتسال في يومها، وهو أمرٌ مؤكد جداً ، ووجوبه أقوى من وجوب الوتر . _ على قَولِ مَن أوجبَ الوتر _ .

لحديث ابن عمر كما في "الصحيحين": "إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل".

الخاصة الخامسة: التطيب فيه، وهو أفضل من التطيب في غيره من أيام الأسبوع.

الخاصة السادسة: السواك فيه، وله مزية على السواك في غيره.

الخاصة السابعة: التبكير للصلاة.

الخاصة الثامنة: أن يشتغل بالصلاة، والذكر، والقراءة حتى يخرج الإمام.

الخاصة التاسعة: الإنصات للخطبة إذا سمعها وجوباً في اصح القولين، فإن تركه كان لاغياً، ومن لغا، فلا جمعة له، وفي "المسند" مرفوعا: "والذي يقول لصاحبه: أنصت، فلا جمعة له".([337])

الخاصة العاشرة : قراءة سورة الكهف في يومها، فقد وَرَدَ عن النبي e: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، سطَعَ له نور من تحت قدمه إلى عنان السَّماء يضيء به يوم القيامة، وغُفر له ما بين الجمعتين".([338])

وذكر سعيد بن منصور أنّه من قول أبي سعيد الخدري وهو أشبه.

   الحادية عشرة: أنه لا يكره فعل الصلاة فيه وقت الزوال عند الشافعي رحمه الله ومن وافقه، وهو اختيارُ شيخنا أبي العباس بن تيمية ولم يكن اعتمادُه على حديث ليث، عن مجاهد عن أبي الخليل عن أبي قتادة، عن النبي e أنه كره الصلاة نِصف النهار إلا يومَ الجمعة. وقال: "إنَّ جَهَنَّمَ تُسَجَّرُ إلا يَوْمَ الُجُمَعة" .([339])

الثانية عشرة: قراءة سورة "الجمعة" و "المنافقين"، أو "سبح" و "الغاشية" في صلاة الجمعة،فقد كان رسول الله e يقرأ بهن في الجمعة،ذكره مسلم في "صحيحه"([340])

     وفيه أيضا: أنه e، كان يقرأ فيها بـ "الجُمُعة" و ]هل آتاك حديث الغاشية[ ثبت عنه ذلك كله .([341])

      ولا يستحب أن يقرأ من كل سورة بعضها، أو يقرأ إحداهما في الركعتين، فإنه خلاف السنة، وجهّال الأئمة يداومون على ذلك.

     الثالثة عشرة : أنه يوم عيد متكرر في الأسبوع، وقد روى أبو عبد الله بن ماجة في "سننه" .([342])

من حديث أبي لبابة بن عبد المنذر قال:قال رسول الله e: "إن يوم الجمعة سيد الأيام، وأعظمها عند الله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى، ويوم الفطر، فيه خمس خلال: خلق الله فيه آدم، وأهبط فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله العبدُ فيها شيئا إلا أعطاه، ما لم يسأل حراما، وفيه تقوم الساعة، ما من ملك مقرّب، ولا سماء، ولا ارض، ولا رياح، ولا جبال، ولا شجر إلا وهنَّ يشفقن من يوم الجمعة".([343])

            الرابعة عشرة : أنه يستحب أن يلبس فيه أحسن الثياب التي يقدر عليها، فقد روى الإمام أحمد في "مسنده" .([344])

 من حديث أبي أيوب قال: سمعت رسول الله e يقول: "ومن اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب إن كان له، ولبس من أحسن ثيابه، ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتي المسجد، ثم يركع إن بدا له، ولم يؤذ أحداً، ثم أنصت إذا خرج أمامه حتى يصلي، كانت كفارة لما بينهما".

وفي سنن أبي داود ، ([345])

   عن عبد الله بن سلامy ، أنه سمع رسول الله e يقول على المِنبر في يوم الجُمعة : "ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته".

وفي سنن ابن ماجة، عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي e خطب الناس يوم الجمعة، فرأى عليهم ثياب النمار، فقال: "ما على أحدكم إن

وجد سعة  أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته".([346])

الخامسة عشرة: أنه يستحب فيه تجمير المسجد، فقد ذكر سعيد بن منصور، عن نعيم بن عبد الله المجمر، أن عمر بن الخطاب t أمر أن يُجمر مسجد المدينة كل جمعة حين ينتصف النهار.

قلت : ولذلك سمي نعيم المُجمر ، إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى .([347])

باب

ثواب صلاة الجمعة ويومها

عن أبي هريرة tقال : قال رسول الله r: "من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غُفرَ له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصى فقد لغا"([348]).

        استمع : الإستماع : الإصغاء ، والإنصات : السكوت .

"لغا"  قيل : معناه خاب من الأجر وقيل أخطأ ، وقيل : صارت جمعته ظهراً وقيل غير ذلك .

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله r: "يحضر الجمعة ثلاثة نفر: فرجل حضرها يلغو فذلك حظه منها ، ورجل حضرها بدعاءٍ فهو رجل دعا الله إن شاء أعطاه وإن شاء منعه ، ورجل حضرها بإنصاتٍ وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحداً فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام وذلك أن الله تعالى يقول: "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها".([349])

وعن أبي هريرة t قال: "من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثةِ أيام".([350])

    وعن أبي عبد الله سلمان الفارسي t قال : قال رسول الله r : "لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كُتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى".([351])

قوله: "ويتطهر ما استطاع من الطهور": المراد به المبالغة في التنظيف.

      وعن أبي لبابة بن عبد المنذر t قال : قال رسول الله r : "إن يوم الجمعة سيد الأيام ، وأعظمها عند الله ، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر ، وفيه خمس خلال خلق الله فيه آدم وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض ، وفيه توفي الله آدم ، وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئاً إلا أعطاه ما لم يسأل حراماً ، وفيه تقوم الساعة ، ما من ملك مقرب، ولا سماء ، ولا أرض ، ولا رياح ، ولا جبال ، ولا بحر إلا وهو  يشفقن من يوم الجمعة".([352])

وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله r: "الجمعة كفارة لما بينها وبين الجمعة التي تليها، وزيادة لثلاثةِ أيام، وذلك بأن الله عز وجل قال: "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها".([353])

وعن أبي سعيد أنه سمع رسول الله r يقول:"خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة، من عاد مريضاً، وشهد جنازة، وصام يوماً، وراح إلى الجمعة، وأعتق رقبة".([354])

وعن يزيد بن أبي مريم قال: لحقني عبايةُ بن رفاعة بن رافع وأنا أمشي إلى الجمعة فقال أبشر فإن خطاك هذه في سبيل الله، سمعت أبا عبس يقول: قال رسول الله r: "من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار".([355])

وفي رواية عند البخاري : قال عباية : أدركني أبو عبسٍ وأنا ذاهب إلى الجمعة ، فقال : سمعت رسول الله r يقول: "من اغبرت قدماه في سبيل الله حرَّمهُ الله على النار".

وفي رواية: "ما اغبرت قدما عبدٍ في سبيل الله فتمسه النار"، وليس عنده قول عباية ليزيد.

قال ابن حجر:في ذلك إشارة إلى عظيم قدر التصرف في سبيل الله،فإذا كان مجرد مس الغبار للقدم يحرم عليها النار، فكيف بمن سعى وبذل جهده واستنفذ وسعه.أ.هـ.([356])

وعن أبي أيوب الأنصاري tقال : سمعت رسول الله r يقول : "من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيبٍ إن كان عنده ولبس من أحسن ثيابه، ثم خرج حتى يأتي المسجد فيركع ما بدا له ولم يؤذِ أحداً ثم أنصت حتى يصلي كان كفارةً لما بينها وبين الجمعة الأخرى".([357])

      وقال رسول الله r: "ما من رجل يتطهر يوم الجمعة كما أُمر ثم يخرج من بتيه حتى يأتي الجمعة، ويُنصت حتى يقضي صلاته إلا كان كفارة لما قبله من الجمعة".([358])

وفي رواية: "إلا كانت كفارة لما بينه وبين الجمعة الأخرى ما اجتنبت المقتلة".([359])   

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة".([360])

وعن أبي هريرة tقال: قال رسول الله r: "إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه وقال: بيده يُقللها يزهدها"([361]).

زاد قتيبة في رواية: "وأشار بيده يقللها".

قوله: "وأشار بيده يقللها": الإشارة لتقليلها هو الترغيب فيها والحض عليها ليسارة وقتها وغزارة فضلها.

وعن أبي بردة ابن أبي موسى الأشعري قال: قال لي عبد الله بن عمر: أسمعت أباك يحدث عن رسول الله r في شأن ساعة الجمعة؟ قال قلت: نعم سمعته يقول: سمعت رسول الله r يقول:"هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضي الصلاة".([362])

  وعن جابر عن النبي r قال: "يوم الجمعة اثنا عشر ساعة فيها ساعة لا يوجد مسلم يسأل الله فيها شيئاً إلا أعطاه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر".([363])

قال الترمذي: "ورأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي r وغيرهم أن الساعة التي ترجى فيها إجابة الدعوة بعد العصر إلى أن تغرب الشمس"، وبه يقول أحمد وإسحاق.

وعن أبي هريرة tقال: قال رسول الله r: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه تيب عليه وفيه مات وفيه تقوم الساعة وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من تصبح حتى تطلع الشمس شفقاً من الساعة إلا الجن والإنس وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله عز وجل حاجة إلا أعطاه إياها".

قال كعب: ذلك في كل سنة يوم؟ فقلت: بل في كل جمعة قال: فقرأ كعب التوراة فقال: صدق رسول الله r قال أبو هريرة: ثم لقيت عبد الله بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب فقال عبد الله بن سلام وقد علمت أية ساعة من

يوم الجمعة فقلت: كيف هي آخر ساعة من يوم الجمعة وقد قال رسول الله r:"لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي وتلك الساعة لا يصلي فيها؟ فقال عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله r: "من جلس مجلساً ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي". قال فقلت: بلى فقال: هو ذاك. ([364])

وعن أبي بردة بن أبي موسى أن عبد الله بن عمر قال له: أسمعت أباك يحدث عن رسول الله r في شأن الجمعة شيئاً؟ قال: نعم سمعته يقول: سمعت رسول الله r يقول: "هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة".([365])

وعن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة عن ربعي بن حِراش عن حذيفة قالا: قال رسول الله r: "أضل الله  عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الأحد فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة فجعل الجمعة والسبت والأحد وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة نحن الآخِرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق".([366])

وعن أوس بن أوس tقال: قال رسول الله r: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي".قالوا: وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ أي: بليت: فقال: "إن الله جل وعلا حرم على الأرض أن تأكل أجسامنا".([367])

وفي رواية : "أجساد الأنبياء" .([368])

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "نحن الآخرون ونحن السابقون يوم القيامة بيد أن كل أمة أوتيت الكتابُ من قبلنا وأوتيناه من بعدهم ثم هذا اليوم الذي كتبه الله هدانا الله له فالناس لنا فيه تبع اليهود غداً والنصارى بعد غد".([369])

قوله r:"نحن الآخرون ونحن السابقون يوم القيامة"قال العلماء معناه الآخرون في الزمان والوجود،السابقون بالفضل ودخول الجنة فتدخل هذه الأمة الجنة قبل سائر الأمم.

وعن أبي هريرة tقال: "لا تطلع الشمس ولا تغرب على أفضل من يوم الجمعة وما من دابة إلا وهي تفزع يوم الجمعة إلا هذين الثقلين الإنس والجن".([370])

وعن أبي هريرة t قال: "وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس، شفقاً من الساعة إلا الإنس والجن".([371])

وعنه عن النبي r قال: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".([372])

الصلوات الخمس المفروضات والجمعة وصيام رمضان كفارات للذنوب والمعاصي.

ثواب السعي إلى الجمعة والطيب والغسل

قال الله تعالى : ] $pkšr'¯»tƒ tûïÏ%©!$# (#þqãZtB#uä #sŒÎ) šÏŠqçR Ío4qn=¢Á=Ï9 `ÏB ÏQöqtƒ ÏpyèßJàfø9$# (#öqyèó$$sù 4n<Î) ̍ø.ÏŒ «!$# (#râsŒur yìøt7ø9$# 4 öNä3Ï9ºsŒ ׎öyz öNä3©9 bÎ) óOçGYä. tbqßJn=÷ès? ÇÒÈ [ .([373])

قال شيخ الإسلام: "فجعل السعي إلى الجمعة خيرا من البيع، والسعي واجب والبيع حرام" .([374])

وعن سلمان t قال: قال رسول r: "لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى".رواه البخاري.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي r قال: "من غسَّل واغتسل ودنا وابتكر واقترب واستمع كان له بكل خطوةٍ يخطوها قيام سنة وصيامها".([375])

وعن أوس بن أوس t قال : سمعت رسول الله r يقول : "من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوةٍ عمل سنة أجر صيامها وقيامها".([376])

"غسَّل" أي أوجب على أهله الغسل بسبب جماعة لها وقال آخرون: إنما هو غسل بالتخفيف ومعناه غسل رأسه ثم اغتسل جميعه وهذا من باب التأكيد من غسل الرأس.

زاد أبو داود في رواية له: "من غسَّل رأسه".

وعن عبد الله بن أبي قتادة قال: دخل علي أبي وأنا أغتسل يوم الجمعة فقال: غُسلُك هذا من جنابة أو للجمعة؟ قلت: من جنابة. قال: أعِدْ غسلاً آخر، إني سمعت رسول الله r يقول: "من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى".([377])

ورواه ابن حبان في "صحيحه" ولفظه:"من اغتسل يوم الجمعة لم يزل طاهراً إلى الجمعة الأخرى".

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "إذا كان يوم الجمعة فاغتسل الرجل وغسل رأسه ثم تطيب من أطيب طيبه ولبس من صالح ثيابهِ ثم خرج إلى الصلاة ولم يفرق بين اثنين ثم استمع للإمام غفر له من الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام".([378])

       قال الحافظ: "وفي هذا دليل على ما ذهب إليه مكحول ومن تابعه في تفسير قوله: "غَسَلَ واغتسل" والله أعلم.

وأما ما ذهب إليه مكحول هو قوله "غسل" معناه غسل الرأس خاصة، وذلك لأن العرب لهم لِمَمٌ وشعور وفي غسلها مؤنة فأفْرَدَ غسل الرأس من أجل ذلك. أ.هـ.([379])

وعن أبي سعيد الخدري t ، عن رسول الله r قال: "غُسلُ يوم الجُمعَةِ واجِبٌ على كُلِّ مُحتَلِم وسِواكٌ، ويَمسُّ من الطيب ما قَدَرَ عليه".([380])

باب

ثواب التبكير إلى الجمعة

تقدم حديث عبد الله بن عمرو عن النبي r: "من غسّل واغتسل ودنا وابتكر واقترب واستمع كان له بكل خطوةٍ يخطوها قيام سنةٍ وصيامها".

وعن أبي هريرة t : أن رسول الله r قال: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنه ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر".

وفي رواية: "إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول ومثل المهجر كمثل الذي يهدي بدنه ثم كالذي يهدي بقرة ثم كالذي يهدي كبشاً ثم دجاجة ثم بيضة فإذا خرج الإمام طووا صحفهم يستمعون الذكر".([381])

     والتهجير : التبكير، والمُهجّر: هو المبكر الآتي في أول ساعة.

       وعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: "على كل باب من أبواب المسجد ملك يكتب الأول فالأول مثل الجزور ثم نزلهم حتى صغر إلى مثل البيضة فإذا جلس الإمام طويت الصحف وحضروا الذكر". ([382])

قوله r: "فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه"  أمّا ساعة الجمعة فقد ذهب بعض العلماء إلى أنها:

ما بين العصر إلى أن تغرب الشمس واستدلوا بما رواه ابن ماجه بإسناد صحيح عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: قلت ورسول الله r جالس: إنا لنجد في كتاب الله تعالى: في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي يسأل الله فيها شيئاً إلا قضى له حاجته قال عبد الله: فأشار إلي رسول الله r: "أو بعض ساعة" فقلت: صدقت أو بعض ساعة. قلت أي ساعة هي قال: "آخر ساعات النهار" قلت: إنها ليست ساعة صلاةٍ قال: "بلى إن العبد إذا صلى ثم جلس لا يجلسه إلا الصلاة فهو في صلاة".([383]).

وثبت في صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري tقال: سمعت رسول الله r يقول: "هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة".

وعنه قال : قال رسول الله r : "من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة ومن مس الحصا فقد لغا".([384])

      أتى الجمعة : أتى المسجد ليصلى صلاة الجمعة.

لغا : هو الكلام الذي لا فائدة فيه.

     وعنه عن رسول الله r قال : "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".([385])

مكفرات : ماحيات .

     وعن أبي موسى الأشعري t قال : قال رسول الله r : "تحشر الأيام على هيئتها وتحشر الجمعة زهراء منيرة أهلها يحفون بها كالعروس تهدي إلى خدرها تضئ لهم يمشون في ضوئها ألوانهم كالثلج بياضاً وريحهم كالمسك يخوضون في جبال الكافور ينظر إليهم الثقلان لا يطرفون تعجباً حتى يدخلوا الجنة لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون".([386])

وعن أبي أمامة t قال: سمعت رسول الله r يقول: "تقعد الملائكة على أبواب المساجد فيكتبون الأول والثاني والثالث حتى إذا خرج الإمام رفعت الصحف".([387])

   وعنه قال: قال رسول الله r: "تقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المساجد معهم الصحف يكتبون الناس، فإذا خرج الإمام طويت الصحف".قلت: يا أبا أمامة! أليس لمن جاء بعد خروج الإمام جمعة؟ قال: بلى، ولكن ليس ممن يكتب في الصحف. ([388])

وقال رسول الله r: "المستعجل إلى الجمعة كالمهدي بدنه والذي يليه كالمهدي بقرة والذي يليه كالمهدي شاةً والذي يليه كالمهدي طيراً".([389])

وفي رواية: "على كل باب من أبواب المساجد يوم الجمعة ملَكان يكتبان الأول فالأول كرجل قدم بدنه، وكرجل قدم بقرة، وكرجل قدم شاة وكرجل قدم طيراً، وكرجل قدم بيضة، فإذا قعد الإمام طويت الصحف".([390])

وعن أبي سعيد الخدري t عن النبي r أنه قال: "إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المساجد فيكتبون من جاء من الناس على منازلهم، فرجل قدم جزوراً، ورجل قدم بقرة، ورجل قدم شاة، ورجل قدم  دجاجة، ورجل قدم بيضة، قال: فإذا أذن المؤذن وجلس الإمام على المنبر طويت الصحف، ودخلوا المسجد يستمعون الذكر".([391])

       وعن سمرة tقال: قال رسول الله r: "احضروا الجمعة، وادنُوا من الإمام، فإنَّ الرجلَ ليكون من أهل الجنة، فيتأخر، فيؤخَّر عن الجنة وإنه لمن أهلها".([392])

وعلى الخطيب أن يقصر الخطبة ويطيل الصلاة ، فعن عمار بن ياسر y قال : سمعت رسول الله e يقول : "إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنّة من فقهه ، فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة ، وإن من البيان سحراً " . رواه مسلم .

مئنة من فقهه : أي علامة .

        والضابط في ذلك هو حاجة الناس لذلك ومراعاة أحوالهم ، فعن جابر بن سمرة y قال : "كنت أصلي مع رسول الله e ، فكانت صلاته قصداً ، وخطبته قصداً" .([393])

قصداً : أي وسطاً بين الطول والقصر .

قراءة سورة الكهف وفضلها

عن أبي سعيد الخدري t أن النبي r قال: "من قرأ سورة (الكهف) في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين".([394])

وفي رواية: "من قرأ سورة (الكهف) ليلة الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق".([395])

وعن أبي سعيد الخدري t  أيضاً ، عن النبي r قال: "من قرأ الكهف كما أنزلت كانت له نوراً يوم القيامة من مقامه إلى مكة ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يسلط عليه ومن يتوضأ ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة"([396]).

ورواه النسائي وقال في آخره: "ختم عليها بخاتم فوضعت تحت العرش فلم تكسر إلى يوم القيامة".

وعن البراء قال: كان رجل يقرأ بسورة الكهف وعنده فرس مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدور وتدنوا وجعل فرسه ينفر منها فلما أصبح أتى النبي r فذكر ذلك له فقال" "تلك السكينة تنـزلت للقرآن"([397])

"شطن" : هو الحبل الطويل المضطرب وشطن تثنية شطنين.

       وقال النووي رحمه الله تعالى : وفي هذا الحديث :

جواز رؤية آحاد الملائكة .

وفيه : فضيلة القراءة وأنها سبب نزل الرحمة وحضور الملائكة .

وفيه : فضيلة استماع القرآن.

نص الشافعي على استحباب قراءة سورة الكهف ليلة الجمعة ويوم الجمعة.

وعن ابي الدرداء t: أن النبي r قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال".([398])

وفي رواية لمسلم: "من آخرِ سُورةِ الكَهف".([399])

قال همام : "من أول الكهف" كما قال هشام ([400]) .

وفي حديث النواس بن سمعان ، قال رسول الله e : "فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف"([401]) .

قال الإمام النووي : "وقيل سبب ذلك ما في أولها من   العجائب  والآيات فمن تدبرها لم يفتتن بالدجال وكذا في آخرها قوله تعالى )أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي(. ([402]).

قيل : لأن في أولها من العجائب والآيات التي تثبت قلب من قرأها بحيث لا يفتن بالدجال، ولا يستغرب ما جاء به الدجال، ولم يلهه ذلك،ولم يؤثر فيه.

وهذا من فضائل وخصوصيات سورة الكهف ، فقد حثنا نبينا e على قراءتها وخاصة في يوم الجمعة .

فعلى المسلم أن يحرص على حفظ هذه السورة وعليه أن يتعاهد قراءتها بين الحين والأخر ، وخاصة في يوم الجمعة .

+ @ +

أذكار الصلاة

دعاء الاستفتاح

 على العبد أن يستفتح الصلاة بالدعاء المأثور عن رسول الله r .

عن أبي هريرة t قال : "كان رسول الله r يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة ، قال : أحسبه قال هنية ، فقلت بأبي وأمي يا رسول الله إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول ، قال أقول : "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد" .([403])

 قال الخطابي: ذكر الثلج والبرد تأكيداً ، أو لأنهما ماءان لم تمسهما الأيدي ولم يمتهنهما الاستعمال ، وقال ابن دقيق العيد : عبر بذلك عن غاية المحو ، فإن الثوب الذي يتكرر عليه ثلاثة أشياء  منقية يكون في غاية النقاء .اهـ.([404])   

أو يقول:"سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك أسمك،وتعالى جدك،ولا إله غيرك".

أو يقول : عن علي بن أبي طالب t عن رسول الله r  ، "أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا

أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت ، لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك..."([405])

قال النووي : قوله : وجهت وجهي ، أي قصدت بعبادتي للذي فطر السموات والأرض أي ابتدأ خلقها .

وقوله : حنيفا : قال الأكثرون معناه مائلا إلى الدين الحق وهو الإسلام ، وأصل الحنف الميل ويكون في الخير والشر ويتصرف إلى ما تقتضيه القرينة، وقيل المراد بالحنيف هنا المستقيم قاله الأزهري وآخرون .

وقوله:وما أنا من المشركين بيان للحنيف وإيضاح لمعناه ، والمشرك يطلق على كل كافر من عابد وثن وصنم ويهودي ونصراني ومجوسي ومرتد وزنديق وغيرهم .

قوله:إن صلاتي ونسكي: قال أهل اللغة : النسك العبادة وأصله من النسيكة وهي الفضة المذابة المصفاة من كل خلط والنسيكة أيضا كل ما يتقرب به إلى الله تعالى.

قوله : ومماتي أي حياتي وموتي ويجوز فتح الياء فيهما واسكانها والأكثرون على فتح ياء محياي واسكان مماتي .

قوله اللهم أنت الملك أي القادر على كل شيء المالك الحقيقي لجميع المخلوقات قوله وأنا عبدك أي معترف بأنك مالكي ومدبري وحكمك نافذ في قوله ظلمت نفسي أي اعترفت بالتقصير قدمه على سؤالي المغفرة أدبا كما قال آدم وحواء ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين قوه اهدني لأحسن الأخلاق أي ارشدني لصوابها ووفقني للتخلق به قوله واصرف عن سيئها أي قبيحها .

قوله : لبيك ، قال العلماء : معناه أنا مقيم على طاعتك .اهـ ([406])

الذكر عند الركوع

عن علي بن أبي طالب t عن رسول الله r  : "إذا ركع قال : اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وإذا رفع قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد وإذا سجد قال اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت" .([407])

الدعاء عند الرفع من الركوع

وفي الاعتدال وثوابه

قال رفاعةُ بن رافعٍ : كنا يوماً نصلي وراء النبي r فلما رفع رأسه من الركعة قال: "سمع الله لمن حمده" فقال رجل وراءه "ربنا ولك الحمد حمداً كثيرا طيباً مباركاً فيه" فلما انصرف قال: "من المتكلم؟" قال: أنا قال: "رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول".([408])

يبتدرونها أي : يسارعون إلى كتابة هذه الكلمات لعظم قدرها .

وعن أنس t ، أن رجلاً جاء فدخل الصف وقد حفزه النفس فقال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما قضى رسول الله r صلاته قال: أيكم المتكلم بالكلمات؟" فأرم القوم، فقال: "أيكم المتكلم بها؟ فإنه لم يقل بأساً" فقال رجل: جئت وقد حفزني النفس فقلتها: فقال: "لقد رأيت اثني عشر ملكاً يبتدرونها أيهم يرفعها".([409])

"حفزه النفس" هو بفتح حروفه وتخفيفها أي ضغطه لسرعته.

"فأرم القوم"هو بفتح الراء وتشديد الميم أي سكنوا، قال القاضي عياض:ورواه بعضهم في غير صحيح مسلم فأزم بالزاي المفتوحة وتخفيف الميم من الأزم  وهو الإمساك وهو صحيح المعنى. فيه دليل على أن بعض الطاعات قد يكتبها غير الحفظة أيضاً.

وعن أبي هريرة t ، أن رسول الله r قال: "إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد فإن من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".([410])

وفي رواية: "ربنا ولك الحمد" بالواو.

  في ما يقول من حصلت له وسوسة في الصلاة وغيرها

عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خَلق كذا؟ من خلقَ كذا؟ حتى يقول من خلق رَبَّك؟ فإذا بَلَغَهُ فليستعِذْ بالله ولينتَهِ".([411])

وفي رواية لمسلم: "فليقل آمنت بالله ورسوله".([412])

      وعن عثمان بن أبي العاص t ، أنه أتى النبي r فقال: يا رسول الله! إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله r: "ذاك شيطان يقال له خنـزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثا".قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني. ([413])

"يلبسها": أي يخلطها ويشككني فيها، وهو بفتح أوله وكسر ثالثه.

ومعنى حال بيني وبينها : أي نكدني فيها ومنعني لذتها والفراغ للخشوع فيها .([414])

ثواب الأذكار بعد الصلاة وفضلها

عن أبي هريرة t ، أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله r فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العُلا والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون فقال: "ألا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟" قالوا: بلى يا رسول الله قال: "تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين".([415])

الدثور : هو المال الكثير .

وعن كعب بن عجرة t ، عن رسول الله r قال: "معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة ثلاثاً وثلاثين تسبيحة وثلاثاً وثلاثين تحميدة وأربعاً وثلاثين تكبيرة".([416])

قوله: "معقبات" معناه : تسبيحات تفعل أعقاب الصلاة، سُميَّت

     معقبات لأنها تفعل مرة بعد مرة أخرى .([417])

     وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله r: "من قرأ آية الكرسي عقب كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت".([418])

يعني لم يكن بينه وبين دخول الجنة إلا أن يموت.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:قال رسول الله r:"خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليها عبد مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل: يسبح الله تعالى دبر كل صلاة عشراً ويحمد عشراً ويكبر عشراً فذلك خمسون ومئة باللسان وألف وخمس مئة في الميزان ويكبر أربعاً وثلاثين إذا أخذ مضجعه ويحمد ثلاثاً وثلاثين ويسبح ثلاثاً وثلاثين فذلك مئة باللسان وألف بالميزان" قال: فلقد رأيت رسول الله r يعقدها بيده، قالوا: يا رسول الله! كيف هما يسير ومن يعمل بها قليل؟ قال: "يأتي أحدكم يعني الشيطان في منامه فينومه قبل أن يقوله ويأتيه في صلاته فيذكره حاجةً قبل أن يقولها".([419])

الحث على ذكر الله تعالى بعد صلاة الصبح والمغرب

وثوابه

عن أنس t قال: قال رسول الله r: "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت كأجر حجة وعمرة تامة تامةٍ تامةٍ".([420])

وعن أبي ذر t ، أن رسول الله r قال: "من قال في دبر صلاةِ الصبح وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات كُتِبَ له عشر حسنات ومحي عنه عشر سيّئات ورُفعَ له عشر درجات وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه وحُرِسَ من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه اليوم إلا الشرك بالله تعالى".([421])

وعن جابر بن سمرة t قال: "كان النبي r إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حَسَناً".([422])

    "حَسَناً" بفتح السين وبالتنوين أي طلوعاً حسناً أي: مرتفعة.

وعن عمارة بن شبيب قال : قال رسول الله r: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير (عشر مرات) على أثر المغرب بعث الله له مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح، وكتب الله له بها عشر حسنات موجبات ومحا عنه عشر سيئات موبقات، وكانت له بعدل عشر رقباتٍ مؤمناتٍ".([423])

وعن أبي أيوب t ، أن رسول الله r قال: "من قال إذا أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (عشر مرات) كتب الله له بهن عشر حسنات ومحا بهن عشر سيئات

ورفع له بهن عشر درجات وكن له عدل عِتاقةِ أربع رقابٍ وكن له حَرَساً حتى يمسي، ومن قالهن إذا صلى المغرب دُبر صلاته فمثل ذلك حتى يصبح".([424])

وزاد ابن حبان في رواية له: "وكن له عدل عشر رقاب".

"إذا أصبح" : أي إذا صلى الصبح.

وعن أبي أمامة رضي عنه الله قال: قال رسول الله r: "من قال دبر صلاةِ الغداةِ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، مائة مرة قبل أن يثني رجليه كان يومئذ من أفضل أهل الأرض عملاً إلا من قال مثل ما قال، أو زاد على ما قال".([425])

وعن عبد الرحمن بن غنم ، عن النبي r أنه قال: "من قال قبل أن ينصرف ويثني رجليه من صلاة المغرب والصبح: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير" عشر مرات كتب الله له بكل واحدةٍ عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشرَ درجات وكانت حِرزاً من كل مكروه وحِرزاً من الشيطان  الرجيم، ولم يَجلّ الذنبِ أن يُدركه إلا الشرك وكان من أفضل الناس عَمَلاً، إلا رجلاً يفضُلُهُ، يقول أفضل مما قال".([426])

ذكر الله تعالى بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس وثوابه

عن أس بن مالك t قال: قال رسول الله r: "من صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة".

قال: قال رسول الله r: "تامة تامة تامة".([427])

وعنه t قال: قال رسول الله r: "لأن أقعد مع قوم يذكرون الله، من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن اقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة".([428])

وعن جابر بن سمرة t قال: وكان النبي r إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناً" أي طلوعاً حسناً أي مرتفعة". سبق تخريجه

    وعن أبي أمامة tقال: أن رسول الله r قال: "لأن أقعد أذكر الله سبحانه وتعالى، وأكبره، وأحمده ، وأسبحه، وأهلله، حتى تطلع الشمس، أحب إلي من أن أعتق رقبتين أو أكثر من ولد إسماعيل، ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب من ولد إسماعيل".([429])

وعنه قال: قال رسول الله r: "من صلى صلاة الغداة في جماعة، ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم قام فصلى ركعتين انقلب بأجر حجةٍ وعمرةٍ".([430])

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: "من صلى الصبح، ثم جلس في مجلسهِ حتى تُمكنَه الصلاةُ، كان بمنزلة عمرةٍ وحجةٍ متقبلتين".([431])

وعن عبد الله بن غابر، أن أبا أمامة وعُتبة بن عبدٍ حدثاه عن رسول الله r قال: "من صلى صلاة الصبح في جماعة ثم ثبت حتى يسبح لله سبحة الضحى، كان له كأجر حاجٍ ومعتمر، تاماً له حجهُ وعمرته".([432])

      عن أبي وائل قال : غدونا على عبد الله بن مسعود يوماً بعدما صلينا الغداةَ، فسلمنا بالباب فأُذِنَ لنا ،قال : فمكثنا بالباب هُنية قال : فخرجت الجارية ، فقالت : ألا تدخُلُونَ ؟ فدخلنا فإذا هو جالس يُسبِّحُ ، فقال : ما منعكم أن تدخلوا وقد أُذِنَ لكم؟ فقلنا: لا، إلا أنا ظننا أن بعض أهل البيت نائم، قالَ : ظننتم بآل ابن أم عبد غَفْلَةً؟ قال: ثم أقبل يسبح حتى ظن أن الشمس قد طلعت فقال : يا جارية! انظري هل طلعت؟ قال : فنظرت فإذا هي لم تطلُع ، فأقبل يسبح حتى إذا ظن أن الشمس قد طلعت ، قال : يا جارية! انظري هل طلعت؟ فنظرت فإذا هي قد طلعت . فقال : الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا ، - فقال مهدي وأحسبُهُ قالَ - ولم يُهلكنا بذنوبنا ، قال : فقال رجل من القوم : قرأت المفصل البارحة كُلَّهُ قال ، فقال عبد الله : هذّاُ كهذا الشعر؟ إنا لقد سمعنا القرائن وإني لأحفظ القرائن التي كان يقرؤُهنَّ رسول الله r ثمانية عشر من المفصلِ وسورتين من آل حم.([433])

ذكر الأبي في شرحه على مسلم في شرح هذا الحديث:

      فائدة الحديث قبول خبر الواحد والعمل بالظن مع القدرة على اليقين لأنه اكتفى بخبرها مع قدرته على رؤية طلوعها.

وفيه أن الأوقات المخصوصة بالذكر: ثواب الذكر فيها أكثر من ثواب التلاوة، وفيه، إن الكلام بمثل هذا لا يقطع ورد التسبيح والذكر.أهـ.([434])

الأذكار بعد صلاة الصبح وثوابها

عن أبي ذر t ، أن رسول الله r قال : "من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه، وحُرِس من الشيطان، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم، إلا الشرك بالله".([435])

       ورواه النسائي وزاد فيه: "بيده الخير" وزاد فيه أيضا: "وكان له بكل واحدةٍ قالها عتقُ رقبة مؤمنةٍ".

قوله: في حرز ، أي حفظ من كل مكروه ، أي من الآفات .

وحرس:بفتح المهملة وسكون الراء هو بمعنى كم والحفظ من الشيطان تخصيص بعد تعميم لكمال الاعتناء ولم ينبغ أي لم يجز ، وفي رواية أحمد لم يحل أن يدركه أي يهلكه ويبطل عمله إلا الشرك بالله أي إن وقع منه.    

 قال الطيبي: فيه استعارة ما أحسن موقعها فإن الداعي إذا دعا بكلمة التوحيد فقد أدخل نفسه حرما آمنا فلا يستقيم للذنب أن يحل ويهتك حرمة الله فإذا خرج عن حرم التوحيد أدركه الشرك لا محالة والمعنى لا ينبغي لذنب أي ذنب أن يدرك القائل ويحيط به ويستأصله سوى الشرك .

وظاهر هذه الأحاديث أن هذه الفضائل لكل ذاكر ، وذكر القاضي عن بعض العلماء : أن الفضل الوارد في مثل هذه الأعمال الصالحة والأذكار إنما هو لأهل الفضل في الدين والطهارة من الجرائم العظام وليس من أصر على شهواته وانتهك دين الله وحرماته بلا حق بالأفاضل المطهرين من ذلك ويشهد له قوله تعالى أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية .([436]) 

+ @ +

فائدة : نرى بعض المصلين يرفع يديه بعد كل صلاة فريضة ويدعو وهذا خلاف السنة فيما نعلم والصحيح الدعاء يكون قبل الصلاة . والله أعلم .

ونلاحظ البعض يمسح وجهه بعد الدعاء وهذا خلاف السنة أيضاً .

يروى حديث: " لا تستروا الجدر من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه ، فإنما ينظر في النار ، سلوا الله ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها ، فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم" . قال الشيخ الألباني ضعيف . الإرواء (2/181) .  

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : "تنبيه : أورد المصنف هذا الحديث والذي قبله مستدلاً بهما على أن المصلي يمسح وجهه بيديه هنا في دعاء القنوت وخارج الصلاة وإذا عرفت ضعف الحديث فلا يصح الاستدلال بهما لا سيما ومذهب أحمد على خلاف ذلك كما رأيت .

وقال البيهقي : فأما من مسح اليدين بالوجه عند الفراغ من الدعاء فلست أحفظه عن أحد من السلف في دعاء القنوت وإن كان يروى عن بعضهم في الدعاء خارج الصلاة وقد روى فيه عن النبي e حديث فيه ضعف ، وهو مستعمل عند بعضهم خارج الصلاة ، وأما في الصلاة فهو عمل لم يثبت بخبر صحيح ولا أثر ثابت ولا قياس فالأولى أن لا يفعله ، ويقتصر على ما فعله السلف t من رفع اليدين دون مسحها بالوجه في الصلاة ، ورفع اليدين في قنوت النازلة ثبت عن رسول الله e في دعائه على المشركين الذين قتلوا السبعين قارئاً ، أخرجه الإمام أحمد ( 3/ 137) والطبراني في الصغير ( ص111) من حديث أنس بسند صحيح . وثبت مثله عن عمر وغيره في قنوت الوتر . وأما مسحهما بالوجه في القنوت فلم يرد مطلقاً لا عنه e ولا عن أحد من أصحابه فهو بدعة بلا شك وأما مسحهما خارج الصلاة فليس فيه إلا هذا الحديث والذي قبله ولا يصح القول بأن أحدهما الآخر بمجموع طرقهما ـ كما فعل المناوي ـ لشدة الضعف الذي في الطرق ولذلك قال النووي في" المجموع" لا يندب تبعاً لإبن عبد السلام وقال : لا يفعله إلا جاهل . ومما يؤيد عدم مشروعيته أن رفع اليدين في الدعاء قد جاء في أحاديث كثيرة صحيحة وليس في شيء منها مسحها بالوجه فذلك يدل ـ إن شاء الله على نكارته وعدم مشروعيته" .اهـ. إرواء الغليل (2/181-182) .

 

 

 

 

ثواب ا لمحافظة على الوضوء

وصفته

عدم استقبال القبلة عند قضاء الحاجة

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط كُتب له حسنة ومُحي عنه سيئة"([437])

أما الغائط:اسم للمطمئن الواسع من الأرض، ثم أطلق على الخارج المستقذر من الإنسان.

اليد اليسرى للخلاء وللإستجاء

     من المعلوم أن اليد اليسرى للخلاء وإزالة ماكان من الأذى، كما أن اليسرى للطعام والشراب والوضوء وما شابه ذلك، وقد ثبت ذلك من سنة المصطفى e.

فعن عائشة "كانت يد رسول الله e اليسرى لخلائه وما كان من أذى، وكانت اليمنى لوضوئه ولمطعمه"([438]) .

فائدة : قال الشيخ تقي الدين ( يعني ابن دقيق العيد ) :  "هذا الحديث عام مخصوص لأن دخول الخلاء والخروج من المسجد ونحوهما يبدأ فيهما باليسار"  . نقله الحافظ في الفتح ( 1/ 216) وأقره .

فائدة : يستحب أن يقول عقب الوضوء أيضاً : " سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت، استغفرك وأتوب إليك " لحديث أبي سعيد .اهـ.([439])

 

ثواب الوضوء وإسباغه

قال الله تعالى: ) $pkšr'¯»tƒ šúïÏ%©!$# (#þqãYtB#uä #sŒÎ) óOçFôJè% n<Î) Ío4qn=¢Á9$# (#qè=Å¡øî$$sù öNä3ydqã_ãr (، إلى قوله تعالى: ) $tB ߃̍ムª!$# Ÿ@yèôfuŠÏ9 Nà6øn=tæ ô`ÏiB 8ltym `Å3»s9ur ߃̍ムöNä.tÎdgsÜãŠÏ9 §NÏGãŠÏ9ur ¼çmtGyJ÷èÏR öNä3øn=tæ öNà6¯=yès9 šcrãä3ô±n@ ÇÏÈ (.([440])

عن أبي هريرة t قال:سمعت رسول الله r يقول:"إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل".([441])

"غراً" الغُرة : هي بياض في جبهة الفرس، والتحجيل بياض يديها ورجليها.

قال العلماء : سمي النور الذي يكون في مواضع الوضوء يوم القيامة غرَّةً وتحجيلاً، تشبيهاً بغرة الفرس.

وتطويل الغرة، هو غسل شيء من مقدم الرأس وما يجاوز الوجه زائد على الجزء الذي يجب غسله لاستيقان كمال الوجه، وأما تطويل التحجيل فهو غسل ما فوق المرفقين والكعبين، وهذا مستحب بلا خلاف .([442])

وقال النبي r: "من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غفر الله له ذنوبه".([443])

 

وعن علي بن أبي طالب t:أن رسول الله r قال:"إسباغ الوضوء في المكارة وإعمال الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة يغسل الخطايا غسلاً".([444])

      وعنه قال سمعت خليلي r يقول: "تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء".([445])

"الحلية" : ما يحلى به أهل الجنة من الأساور ونحوها.

وعن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: "من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره".([446])

     وفيما تقدم : بيان فضل الوضوء وثوابه وأنه يكفر الذنوب، وفيه فضل إسباغ الوضوء وخروج الخطايا من الجسد على قدر حسن الوضوء حتى تخرج من تحت أظفاره.

  وعن عثمان t قال: قال رسول الله r: "لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه ثم يصلي الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة التي تليها".([447])

وعن أبي نجيح عمرو بن عبسة- بفتح العين والباء- السَّلمّي رضي الله عنه قال: كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالةٍ وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان ، فسمعت برجل بمكة يخبر أخباراً ، فقعدت على راحلتي فقدمت عليه فإذا رسول الله r مستخفياً جُراء عليه قومه فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة ،

فقلت له : ما أنت ؟ قال : "أنا نبي" قلت : وما نبي ؟

قال : "أرسلني الله" ، قلت : وبأي شيء أرسلك؟

قال : "أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوحد الله لا يشرك به شيء" ، قلت : فمن معك على هذا؟ قال : "حر وعبد" ومعه يومئذ أبو بكر وبلال رضي الله عنهما ، قلت : إني متبعك ،قال : "إنك لن تستطيع ذلك يومك هذا ألا ترى حالي وحال الناس؟ ولكن أرجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني" ،قال : فذهبت إلى أهلي وقدم رسول الله r المدينة وكنت في أهلي فجعلت أتخبر الأخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة؟ فدخلت عليه ، فقلت: يا رسول الله أتعرفني ؟ ،قال : "نعم أنت الذي لقيتني بمكة" ، قال: فقلت يا رسول الله أخبرني عما علمك الله وأجهله أخبرني عن الصلاة؟

قال : "صل صلاة الصبح ، ثم اقصر عن الصلاة حتى ترتفع الشمس قيد رمح فإنها تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار ، ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح ، ثم اقصر عن الصلاة فإنه حينئذ تسجر جهنم فإذا أقبل الفيء فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر ، ثم اقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار" ، قال : فقلت يا نبي الله فالوضوء حدثني عنه؟ قال : "ما منكم رجل يقرب وضوءَهُ فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه ، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطرف لحيته مع الماء ، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء ، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء فإن هو قام فصلى فحمد الله تعالى وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرَّغَ قلبه لله تعالى إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه".

فحدث عمر بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله r ، فقال له أبو أمامه : يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول! في مقام واحد يعطي هذا الرجل؟

     فقال عمرو : يا أبا أمامة لقد كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي وما بي حاجة أن أكذب على الله تعالى ولا على رسوله r إن لم  أسمعه من رسول الله r إلا مرة أو مرتين أو ثلاثة حتى عد سبع مرات ما حدثت أبداً به ولكني سمعته أكثر من ذلك".([448])

قوله : "جراء عليه قومه" أي : جاسرون مستطيلون غير هائبين.

وقوله : "بين قرني شيطان" أي : ناحيتي رأسه والمراد التمثيل معناه أنه حينئذ يتحرك الشيطان وشيعته ويسلطون.

"والخياشيم" : جمع خيشوم وهو أقصى الأنف، وقيل: الخياشيم: عظام رقاق في أصل الأنف بينه وبين الدماغ وقيل غير ذلك.

وقوله r: "فإن الصلاة مشهودة محضورة" أي: تحضرها الملائكة فهي أقرب إلى القبول وحصول الرحمة.

عن ابن عمر عن أبيه رضي الله عنهما ، عن النبي r في سؤال جبرائيل إياه عن الإسلام ، فقال : "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأن تقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتحج وتعتمر ، وتغتسل من الجنابة وأن تتم الوضوء وتصوم رمضان"، قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: "نعم" قال: "صدقت".([449])

وعن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه رضي الله عنهما قال : أصبح رسول الله r يوماً فدعا بلالاً ، فقال: "يا بلال بم سبقتني إلى الجنة؟ إنني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي؟" ، فقال بلال : يا رسول الله! ما أذنت قط إلا صليت ركعتين، ولا أصابني حدث قط إلا توضأت عنده، فقال رسول الله r: "بهذا".([450])

"خشخشتك": الخشخشة حركة لها صوت كصوت السلاح، أي صوت مشيتك.

وفي رواية عن بريدة ، قال : قال رسول الله e : "ما دخلت الجنة إلا سمعتُ خشخشة ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : بلال ، ثم مررت بقصر مَشِيدٍ مربع ، فقلت : لمن هذا ؟ قالوا لرجل من أمة محمد e . فقلت : أنا محمد ! لمن هذا القصر ؟ قالوا لرجل من العرب . فقلت : أنا عربي ! لمن هذا القصر ؟ قالوا لعمر بن الخطاب y ، فقال لبلال : " بمَ سبقتني الجنة ؟" ، قال : ما أحدثت إلا توضأتُ ، وما توضأتُ إلا صليت – وفي رواية : إلا رأيت أن عليَّ ركعتين أُصليهما ، قال e : "بها" .

وقال لعمر بن الخطاب y : "لولا غيرتك لدخلت القصر" .

فقال : يا رسول الله ! لم أكن لأغار عليك .([451])

وعن عمر بن الخطاب t، عن النبي r قال: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو يسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله: إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء".([452])

وعن عبد الله الصنابحي t: أن رسول الله r قال: "إذا توضأ العبد فمضمض خرجت الخطايا مِن  فيه ، فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه ، و.....غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى يخرج من تحت أشفار عينيه ، فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظفار يديه ، فإذا مسح رأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه ، فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة".([453])

وعن أبي هريرة t، أن رسول الله r أتى المقبرة ، فقال : "السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا" قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال : "أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد" قالوا : كيف تعرفُ من لم يأتِ بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال: "أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهُم بهم إلا يعرف خيله؟" قالوا : بلى يا رسول الله قال : "فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض".([454])

"الدهم" : السود .

      "البهم" : لا يخالطه لونهم لوناً آخر غير السواد.

قوله : "وأنا فرطهم على الحوض" أي : أنا أتقدمهم على الحوض، يقال: فرط القوم إذا تقدمهم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلاء والرشاء.

وعن أبي حازم قال : كنت خَلْفَ أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة فكان يمُدُّ يَدَه حتى يبلغ إبطَه، فقلت له : يا أبا هريرة ما هذا الوضوء؟ فقال: يا بني فروَّخ أنتم هاهنا؟! لو علمت أنكم هنا ما توضأت هذا الوضوء سمعت خليلي رسول الله r يقول: "تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء".([455])

"الحلية" : ما يحلى به أهل الجنة من الأساور ونحوها.

"فروخ" : قال القاضي : إنما أراد أبو هريرة بكلامه هنا الموالي وكان خطابه لأبي حازم، وقال رحمه الله تعالى: وإنما أراد أبو هريرة بكلامه هذا أنه لا ينبغي لمن يقتدي به إذا ترخص في أمر لضرورة أو تشدد فيه لوسوسة أو لاعتقاده في ذلك مذهباً شذ به عن الناس أن يفعله بحضرة العامة الجهلة لئلا يترخصوا برخصة لغير ضرورة، أو يعتقدون أن ما تشدد فيه هو الفرض اللازم،والله أعلم.

       وعن زر عن عبد الله رضي الله عنه أنهم قالوا: يا رسول الله كيف تعرف من لم تَرَ من أمتك؟ قال: "غر محجلون بُلْق من آثار الوضوء".([456])

"بُلق" : جمع أبلق ، والبَلق : سواد وبياض.

       وعن عثمان t، أنه أوتي بطهور وهو جالس على (المقاعد) فتوضأ فأحسن الوضوء ثم قال: رأيت النبي r يتوضأ وهو في هذا المجلس، فأحسن الوضوء ثم قال: "من توضأ مثل وضوئي هذا، ثم أتى المسجد فركع ركعتين ثم جلس غفر له ما تقدم من ذنبه" قال: وقال رسول الله r: "لا تغتروا".([457])

وعنه:أنه دعا بماء فتوضأ ثم ضحك فقال لأصحابه: ألا تسألوني ما أضحكني؟ فقالوا: ما أضحكك يا أمير المؤمنين؟ قال: "رأيت رسول الله r توضأ كما توضأت، ثم ضحك فقال: "ألا تسألوني ما أضحكك"؟ فقالوا: ما أضحكك يا رسول الله؟ فقال: "إن العبد إذا دعا بوضوء فغسل وجهه حَطَّ الله عنه كل خطيئة أصابها بوجهه، فإذا غسل ذراعيه كان كذلك وإذا طهر قدميه كان كذلك".([458])

"المقاعد": موضع قرب المسجد النبوي كان يجلس فيه النبيr عند باب الجنائز.

وعن أبي مالك الأشعري t قال: قال رسول الله r: "الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن، أو تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه، فمعتقها أو مُوبقُها".([459])

 وعن عقبة بن عامر، عن النبي r قال: "ما من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء، ثم يقوم في صلاته، فيَعلمُ ما يقول، إلا انفَتَلَ وهو كيوم ولدته أمه.." ([460])، الحديث.

وعن عثمان بن عفان t، عن النبي r قال: "من أتم الوضوء كما أمره الله، فالصلوات المكتوبات كفاراتٌ لما بينهن".([461])

وعن أبي أيوب قال: سمعت رسول الله r يقول: "من توضأ كما أُمرَ وصلى كما أُمرَ غُفِرَ له ما قدَّم من عمل".([462])

وعن أبي أمامة t، أن رسول الله r قال: "أيما رجل قام إلى وضوئه يريد الصلاة، ثم غسل كفيه، نزلت كل خطيئة من كفيه مع أول قطرةٍ، فإذا مضمض واستنشق واستنثر نزلت خطيئتُه من لسانه وشفتيه مع أول قطرةٍ، فإذا غسل وجهه نزلت كل خطيئةٍ من سمعه وبصره مع أول قطرةٍ، فإذا غسل يديه إلى المرفقين، ورجليه إلى الكعبين، سَلِمَ من كل ذنب كهيئته يوم ولدته أمه. قال: فإذا قامَ إلى الصلاةِ رفعَ الله درجته، وإن قَعَد قَعَدَ سالماً".([463])

وقال رسول الله r : "الوضوءُ يُكَفِّر ما قبله، ثم تَصيرُ الصلاة نافلةً".([464])

       وقال رسول الله r: "إذا توضأ الرجُلُ المسلمُ خَرجتْ ذنوبه من  سمعه وبصره ويديه ورجليه فإن قَعَدَ قَعَدَ مغفوراً له". المصدر السابق نفسه.

وقال r: "إذا توضأ المسلم فغسل يديه كُفِّر عنه ما عملت يداه، فإذا غَسَلَ وجهه كُفِّر عنه ما نَظَرت إليه عيناه، وإذا مسح برأسه كُفِّر به ما سمعت أذناه فإذا غسل رجليه كُفِّرَ عنه ما مشت قدماه، ثم يقومُ إلى الصلاة فهي فضيلة".([465])

وقال أبو أمامة: لو لم أسمعه من رسول الله r إلا سبع مراتٍ ما حدثتُ به، قال: "إذا توضأ الرجل كما أُمِرَ، ذهب الإثم من سمعه وبصره ويديه ورجليه". المصدر السابق نفسه.

وعن ثعلبة بن عباد عن أبيه t قال: ما أدري كم حدَّثنيه رسول الله  r أزواجاً أو أفراداً قال: "ما من عبد يتوضأ فيحسن الوضوء فيغسل وجهه حتى يسيل الماء على ذَقنِهِ ثم يغسل ذراعيه حتى يسيل الماء على مرفقيه ثم غسل رجليه حتى يسيل الماء من كعبيه ثم يقوم فيصلي إلا غفر له ما سَلَفَ من ذنبه".([466])

"الذقن" : بفتح الذال المعجمة والقاف أيضاً : هو مجتمع اللحيين  من أسفلها.

وعن أبي الدرداء y قال : قال رسول الله r : "أنا أول من يُؤذَنُ له بالسجود يوم القيامة، وأنا أول من يرفع رأسه، فأنظر بين يَدَيَّ فأعرف أمتي من بين  الأمم ومن خلفي مثل ذلك وعن يميني مثل ذلك وعن شمالي مثل ذلك" فقال رجل: كيف تعرف أمتك يا رسول الله من بين الأمم فيما بين نوحٍ إلى أمتك؟ قال : "هم  غُرٌّ محجلون من أثرِ الوضوء ليس لأحد كذلك غيرهم وأعرفهم أنهم يؤتَون كُتُبَهم بأيْمانهم، وأعرفهم تسعى بين أيديهم ذُرِّيَتهمُ".([467])

وعن عثمان y أنه توضأ ثم قال : رأيت رسول الله  r توضأ مثل وضوئي هذا ، ثم قال: "من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة".([468])

وفي لفظ للنسائي: "من أتم الوضوء كما أمره الله عز وجل فالصلوات كفارات لما بينهن".

فالوضوء يكون سبباً  لغفران الذنوب، وسعة رحمة الله سبحانه وتعالى وكرمه بحيث  جعل الخروج والمشي إلى المسجد نافلة وزيادة في الأجر وهذا من فضل الله تعالى علينا ورحمته بنا.

وفي لفظ له مختصراً قال : سمعت رسول الله r يقول: "ما من امرئٍ يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يصلي الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصليها".([469])

وعن أبي هريرة: أن رسول الله r قال: "إذا توضأ العبد المسلم- أو المؤمن- فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع  آخر قطر الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب".([470])

المواظبة على الوضوء وسيلة لمغفرة الذنوب وتكفير الخطايا التي ترتكبها الأعضاء التي يجري عليها الوضوء.

ثواب من أسبغ الوضوء في البرد الشديد

وهو يشق عليه

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: "أتاني الليلة آتٍ من ربي قال: يا محمد‍ أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم، في الكفارات والدرجات، ونقل الأقدام للجماعات، وإسباغ الوضوء في السبرات، وانتظار  الصلاة بعد الصلاة، ومن حافظ عليهن عاش بخير، وما كان من ذنوبه كيوم ولدته أمه".([471])

       "السبرات" : جمع سبرة وهي شدة البرد.

وعن أبي هريرة y قال : قال رسول الله  r : "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟" قالوا : بلى يا رسول الله قال : "إسباغ  الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط".([472])

"يمحو" : يغفر .

"الدرجات" : المنازل العالية في الجنة.

"إسباغ الوضوء" : الإتيان به كاملاً وتاماً .

"المكاره" : جمع مكره وهو ما يكرهه الإنسان ويشق عليه  كالبرد الشديد والمرض ونحوه.

"الرباط" : ملازمة ثغور العدو وحراستها لحفظ حوزة المسلمين .

وعن أبي سيعد الخدري t، قال: قال رسول الله r: "ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به في الحسنات ويكفر به الذنوب؟" قالوا: بلى يا رسول الله! قال: "إسباغ الوضوء على المكروهات وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط".([473])

ثواب تجديد الوضوء وفضله

        عن ثوبان t، قال: قال رسول الله r: "استقيموا ولن تُحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن".([474])

        قوله : "لن تحصوا" أي : لن تحصوا مالكم عند الله من الأجر والثواب إن استقمتم.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله r: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء ومع كل وضوء سواك".([475])

واجبات الوضوء

وهي خمسة :

1- النية .

2- الغسل مرة واحدة .

3- مسح الرأس كله .

4- ترتيب الوضوء على ماذكر في الأحاديث  آنفاً .

5- الموالاة بأن لا يؤخر غسل عضو حتى ينشف ما قبله .

مسنونات الوضوء

هي : 1- التسمية .

      2- غسل الكفين .

     3- المبالغة في المضمضة والاستنشاق ، إلا أن يكون صائماً .

     4- تخليل اللحية والأصابع .

    5- مسح الأذنين .

    6- غسل اليمين قبل الشمال .

    7- الغسل ثلاثاً .

    وتكره الزيادة على الثلاث ، ويكره الإسراف في الماء . 

فائدة: يسن السواك عند تغير رائحة الفم ، والقيام من النوم ، وعند الصلاة ، وفي و سائر الأوقات .

نواقض الو ضوء

وهي ثلاث نواقض :

 1- الخارج من مخرج البول والغائط ، سواء كان طاهراً كالريح والمني ، أو نجساً كالبول والمذي .

2- زوال العقل بنوم أو إغماء .

3- أكل لحم الإبل .

وهناك نواقض مختلف فيها بين العلماء مثل : الخارج من غير السبيلين : كالرعاف ، والقيء ، والدم إذا فحش ، ولمس الذكر باليد ، ولمس المرأة

بشهوة ، والردة عن الإسلام ، وتغسيل الميت وغيرها ، والوضوء منها

أفضل خروجاً من الخلاف .([476])

السواك مطهرة للفم

مرضاة للرب

إن من سنن الفطرة الحميدة والتي حض عليها النبي r ((السواك)) فقد بين لنا أنه من خصال الفطرة .

فعن عائشة قالت : قال رسول الله r : "عشر من الفطرة : قص الشارب ، وإعفاء اللحية : والسواك ، واستنشاق الماء ، وقص الأظفار ، وغسل البراجم ، ونتف الإبط ، وحلق العانة ، وانتقاص الماء" .

قال زكريا : قال مصعب : ونسيت العاشرة ، إلا أن تكون المضمضة ، زاد قتيبة قال وكيع : انتقاص الماء يعني الاستنجاء .([477])

وأن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ، وهو من الطهارة الظاهرة .

فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله r: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب".([478])

وفي رواية عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله r: "عليكم بالسواك فإنه مطيبة للفم مرضاة للرب تبارك وتعالى".([479])

فالسواك يكون سبباً  لرضى الرب سبحانه وتعالى ، كما يكون سبباً في نظافة الفم وطهارته، لذا شرعه المولى تبارك وتعالى كما هو في هذه الأحاديث النبوية.

السواك لغة : يطلق على الفعل، وهو الاستياك، وعلى الآلة التي يُسْتاكُ بها .

والسِّواك : بالكسر ، والمِسْواك ما تُدْلَكُ به الأسْناَن من العِيدانِ ، يقال سَاك فَاهُ يَسُوكه إذا دَلَكه بالسِّوك ، فإذا لم تَذْكُر الفمَ قلت اسْتَاك .([480])

واصطلاحاً : عرفه الشافعية والحنابلة : أنه استعمال عود أو نحوه في الأسنان لإذهاب التغير ونحوه .([481])

وهذا التعريف الاصطلاحي لا يخرج عن المعنى اللغوي .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي r قال: "لقد أُمرت بالسواك حتى خشيت أن يوحي إلي فيه شيء". ([482])

حدثنا أبو النعمان قال حدثنا حماد بن زيد عن غيلان بن جرير عن أبي بردة عن أبيه قال ثم أتيت النبي  صلى الله عليه وسلم  فوجدته يستن بسواك بيده يقول أع أع   والسواك  في فيه كأنه يتهوع  . البخاري برقم(241) باب السواك .

وقال رسول الله r : " طيبوا أفواهكم بالسواك ، فإنها طرق القرآن".([483])

وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي r قال : "لقد أُمرت بالسواك حتى خفت على أسناني".([484])

وعن أبي هريرة t : أن رسول الله r قال : "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة".([485])

وفي رواية: "لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء".([486])

"وكان r لا ينام إلا والسواك عند رأسه فإذا استيقظ بدأ بالسواك".([487])

وعن حذيفة t ، قال : "كان النبي r إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك" .([488])

يشوص : أي يدلك أسنانه وينقيها .

قال بن دقيق العيد : فيه استحباب السواك عند القيام من النوم ، لأن النوم مقتض لتغير الفم لما يتصاعد إليه من ابخرة المعدة والسواك آلة تنظيفه فيستحب عند مقتضاه ، قال : وظاهر قوله من الليل عام في كل حالة ويحتمل أن يخص بما إذا قام إلى الصلاة .اهـ .([489])

وعن علي t، أنه أمر بالسواك ، وقال : قال رسول الله r: "إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه كلما قرأ آية أو كلمة نحوها حتى يضع فاه على فيه فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم للقرآن".([490])

وعن شريح بن هاني قال: "قلت لعائشة رضي الله عنها: بأي شيء كان يبدأ النبي r إذا دخل بيته؟ قالت: "بالسواك".([491])

 

وعن زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله  r يقول: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة كما يتوضؤون".([492])

وعن العباس بن عبد المطلب عن النبي r قال: "لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك عند كل صلاة كما فرضت عليهم الوضوء".([493])

      وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: "ما كان رسول الله r يخرج من بيته لشيء من الصلاة حتى يستاك".([494])

قال النووي : يستحب السواك في خمس حالات :

أحدها : عند الصلاة سواء كان متطهرا بماء أو بتراب متطهر كمن لم يجد ماء ولا ترابا .

الثاني : عند الوضوء .

الثالث : عند قراءة القرآن .

الرابع : عند الاستيقاظ من النوم .

الخامس : عند تغير الفم ، وتغيره يكون بأشياء ، منها ترك الأكل والشرب ، ومنها أكل ما له رائحة كريهة ، ومنها طول السكوت ، ومنها كثرة الكلام .

وقال: ويستحب أن يستاك بعود من أراك وبأى شئ استاك مما يزيل التغير حصل السواك كالخرقة الخشنة والسعد والاشنان ، وأما الاصبع فان كانت لينة لم يحصل بها السواك ، وان كانت خشنة ففيها ثلاثة أوجه لأصحابنا المشهور لا تجزي ، والثاني تجزي ، والثالث تجزي إن لم يجد غيرها ولا تجزي إن وجد ، والمستحب أن يستاك بعود متوسط لا شديد اليبس يجرح ولا رطب لا يزيل ، والمستحب أن يستاك عرضا ولا يستاك طولا لئلا يدمي لحم أسنانه فان خالف واستاك طولا حصل السواك مع الكراهة ، ويستحب أن يمر السواك أيضاً على طرف أسنانه وكراسى أضراسه وسقف حلقه أمرارا لطيفا ، ويتسحب أن يبدأ في سواكه بالجانب الأيمن من فيه ولا بأس باستعمال سواك غيره باذنه ، ويستحب أن يعود الصبي السواك ليعتاده .([495])

قال عامر بن ربيعة:"رأيتُ رسولَ الله e مَا لا أُحْصي يَتَسوَّكُ وَهُو صَائِمٌ ".([496])

قال الألباني رحمه الله : "فائدة" قال الترمذي عقب الحديث : إن الشافعي لم ير في السواك بأساً للصائم أول النهار وآخره ، وكرهه أحمد وإسحاق آخر النهار.

وفي رواية عن أحمد مثل قول الشافعي ، واختارها ابن تيمية في "الاختيارات" وقال (ص10) : إنه الأصح . قال الحافظ في "التلخيص" (ص22) : "وهذا اختيار أبي شامة وابن عبد السلام والنووي وقال : إنه قول أكثر العلماء وتبعهم المزني" .

وهو الحق لعموم الأدلة كالحديث الآتي في الحض على السواك عند كل صلاة وعند كل وضوء . وبه قال البخاري في "صحيحه" (4/127) وأشار إلى تضعيف حديث عامر هذا .اهـ.([497])

فضل الذكر  بعد الوضوء وثوابه

عن عمر بن الخطاب t، قال : قال رسول الله  r: "من توضأ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء".([498])

وفي رواية : "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو يسبغ الوضوء ثم يقول: "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل في أيها شاء".([499])

وزاد الترمذي بعد التشهد: "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين".([500]) وزاد أحمد : "ثم رفع نظره إلى السماء".([501])

وزاد ابن ماجة مع أحمد قول ذلك ثلاث مرات. ([502])

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : وأما الأذكار التي يقولها العامة عند كل وضوء فلا أصل لها عن رسول الله r ، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين ، ولا الأئمة الأربعة ، وفيها حديث كذب على رسول الله r. أ.هـ .([503])

وعن أبي سيعد الخدري y : عن النبي r قال: "من توضأ ففرغ من وضوئه ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك كُتِبَ في رَقٍّ وطبع عليها بطابع ثم رُفِعت تحت العرش فلم يكسر إلى يوم القيامة".([504])

ثواب من بات طاهراً

عن معاذ بن جبل t، عن النبي r قال: "ما من مسلم يبيت طاهراً فيتعارّ من الليل فيسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه".([505])

"فيتعار" : بمهملة وراء مشددة والتعار السهر والتمطي والتقلب على الفراش ليلاً مع كلام ، وقال الأكثر : التعار : اليقظة مع الصوت.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله r قال: "طهروا أجسادكم طهركم الله فإنه ليس من عبدٍ يبيت طاهراً إلا بات معه في شعاره ملك لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال: اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً".([506])

   وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: "من بات طاهراً بات في شعاره مَلَكٌ، فلا يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان ؛ فإنه بات طاهراً".([507])

فضل الوضوء بعد الاستيقاظ من النوم وثوابه

عن أبي عُشَّانة ، أنه سمع عقبة بن عامر يقول : لا أقول اليوم على رسول الله e ما لم يقل ، سمعت رسول الله e يقول : "من كذَبَ عليَّ متعمداً فليتبوأ بيتاً من جهنَّم" .

       وسمعت النبيَّ e يقول : "يقوم الرجل من أمتي من الليل يعالج نفسه إلى الطهور وعليه عُقَد ، فإذا وضأ يديه انحلت عقدة ، فإذا وضأ وجهه انحلت عقدة ، وإذا مسح رأسه انحلت عقدة ، وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة ، فيقول الله عزَّ وجل للذين وراء الحجاب : انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه ! ما سألني عبدي هذا فهو له ، ما سألني عبدي هذا فهو له" .([508])

استحباب ركعتين بعد الوضوء

عن أبي هريرة t، أن رسول الله r قال لبلال : "يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة" قال : ما عملت عملاً أرجى عندي من أني لم أتطهر طهوراً في ساعة من الليل أو النهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي".([509])

      "الدف" : بالفاء صوت النعل وحركته على الأرض والله أعلم.

      "بأرجى عمل" : العمل الذي هو أكثر رجاء في حصول ثوابه.

وعن عقبة بن عامر t،قال:قال رسول الله r:"ما من أحدٍ يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة".([510])

وعن زيد بن خالد الجهني t ، أن رسول الله r قال: "من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه".([511])

وعن حمران مولى عثمان بن عفان t، أنه رأى عثمان بن عفان رضي الله عنه دعا بوضوءٍ فأفرغ على يديه من إنائه، فغسلهما ثلاث مرات، ثم أدخل يمينه في الوضوء، ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ، ثم قال : رأيت رسول الله r يتوضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يُحَدِّث فيهما نفسه غُفرَ له ما تقدم من ذنبه".([512])

      استنثر : استخرج ما في أنفه فينثره، أي يمتخطه .([513])

وعن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله r يقول: "من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين أو أربعاً – يشك سهل- يحسن فيهن الذكر والخشوع ثم استغفر الله، غفر له".([514])

الوَضُوء، بالفتح: الماء الذي يُتوضَّأُ به، والوُضوء، بالضم: التوضُّوء والفعل نفسه .([515])

كراهية الاعتداء في الطهور

عن عبد الله بن مُغَفَّل : سمع ابناً له في دعائه يقول : اللهمَّ ! إني أسألُك القصر الأبيض عن يمين الجنّة إذا دخلتها ، قال : أي بني ! سل الله الجنة وتعوذ به من النار ، فإني سمعت رسول الله e يقول :"سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور" .([516])

+ @ +

صفة الصلاة

شروط صحة الصلاة

الشرط : هو مايتوقّف عليه صحّة الشيء وهو خارجٌ عنه  .      

وشروط الصلاة هي :

الإسلام .

البلوغ .

العقل .

             4- الطهارة من الحدث .

             5- دخول الوقت .

            6- ستر العورة .

           7- الطهارة من النجاسة ، في البدن ، والثوب ، وموضع الصلاة.

           8- استقبال القبلة ، إلا في النافلة على الراحلة للمسافر ، فإنه يصلي حيث كان وجهه .

         9- النية للصلاة ، وتكون في القلب ، ولايشرع النطق بها .([517])

أركان الصلاة

الركن : هو مايتوقّف عليه صحّة الشيء وهو داخلٌ فيه....

وأركان الصلاة : أربعة عشر ركناً وهي :

القيام مع القدرة في الفريضة .

تكبيرة الإحرام .

قراءة الفاتحة .

الركوع في كل ركعة .

الرفع منه .

الاعتدال بعد الركوع واقفاً .

السجود على الأعضاء السبعة .

الجلوس بين السجدتين .

الطمأنينة في هذه الأركان .

التشهد الأخير .

الجلوس له .

الصلاة على النبي e في التشهد الأخير .

التسليمة الأولى .

ترتيب هذه الأركان .

وهذه الأركان لا تتم الصلاة إلا بها ، وتبطل الركعة بترك أحدها سواء كان عمداً أو سهواً .

واجبات الصلاة

وهي ثمانية :

كل التكبيرات غير تكبيرة الإحرام .

قول : سمع الله لمن حمده للإمام والمنفرد .

قول : ربنا ولك الحمد في الرفع من الركوع .

قول : سبحان ربي العظيم في الركوع مرة واحدة .

قول : سبحان ربي الأعلى في السجود مرة .

قول : ربي اغفر لي بين السجدتين .

التشهد الأول  .

الجلوس له .

فهذه الواجبات إن تركها عمداً بطلت صلاته،وإن تركها سهواً سجد لها .([518])

ومن واجبات الصلاة كذلك : (السترة) .

قال رسول الله e : "لا تصل إلا إلى سترة ، ولا تدع أحداً يمر بين

يديك ، فإن أبى فلتقاتله ، فإن معه القرين" .([519])

  وقال رسول الله e : "إذا صلى أحدكم إلى سترة ؛ فليدن منها ، ولا يقطع

 

الشيطان عليه صلاته" .([520])

       وكان إذا صلى في فضاء ليس فيه شيء يستتر به ؛ غرز بين يديه حربة فصلى إليها ، والناس وراءه([521]) ، وأحياناً كان يعرِّض([522]) راحلته فيصلي إليها .([523])

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : والحكمة من السترة ما يلي : أولاً : تحجب نقصان صلاة المرء ، أو بطلانها إذا مر أحد من ورائها .

ثانياً : أنها تحجب نظر المصلي ، لاسيما إذا كانت شاخصة أي : لها جرم فإنها تعين المصلي على حضور قلبه وحجب بصره .

ثالثاً : أن فيها امتثالاً لأمر النبي e واتباعاً لهديه ، وكل ماكان امتثالاً لله ورسوله ، أو اتباعاً لهدي الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه خير .([524])

ملخص صفة الصلاة

عن محمد بن عمرو بن عطاء : "أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب النبي  r فذكرنا صلاة النبي  r ، فقال أبو حميد الساعدي : أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله  r رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه .

وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم   هصر  ظهره .

فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه .

فإذا سجد وضع مفترش ولا قابضهما .

واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة .

فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى .

وإذا جلس في الركعة الآخرة قَدَّمَ رجله اليسرى ونصب اليمنى .

وإذا جلس في الركعة الأخرة قَدَّمَ رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته".([525])

قوله : "كان إِذا رَكَعَ  هَصَرَ  ظَهْرَه" : أَي ثناه إِلـى الأَرض .

   وأَصل الهَصْر : أَن تأْخذ برأْس عود فتثنـيَه إِلـيك وتَعْطِفَه. وفـي الـحديث : لـما بنى مسجدَ قُباءٍ رفع حَجَراً ثقـيلاً فهَصَرَه إِلـى بطنه أَي أَضافه وأَماله.([526])

قوله: "حتى يعود كل فقار مكانه": فَقَار  الظهر، وهو ما انتضد من عِظام الصلب من لَدُن الكاهِل إِلـى العَجْب، والـجمع فِقَر و  فَقَارٌ، وقـيل فـي الـجمع: فِقْرات و فِقَرات و فِقِرات. قال ابن الأَعرابـي: أَقَلُّ فِقَر البَعِير ثمانـي عشرة وأَكثرها إِحدى وعشرون إِلـى ثلاث وعشرين، وفَقَار الإِنسان سبع . ([527])

وعن عاصم بن كليب قال أخبرني أبي أن وائل بن حجر رضي الله عنه قال ثم قلت   لأنظرن  إلى رسول الله  r كيف يصلي فنظرت إليه قام فكبر ورفع يديه حتى حاذتا بأذنيه ثم وضع كفه اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد ثم ركع فرفع يديه مثلها ثم سجد فجعل كفيه بحذاء اليسرى ثم جلس فافترش رجله اليسرى ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى ووضع حد مرفقه اليمنى على فخذه اليمنى ثم قبض ثنتين من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو ثم جئت بعد ذلك في زمن فيه برد فرأيت الناس وعليهم جل الثياب تحرك أيديهم من تحت الثياب .([528])

وقد لخص الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى([529]) فقال :إذا أراد المسلم الصلاة فإنه يستقبل القبلة ثم ينوي الصلاة التي يريد أن يصليها بقلبه دون نطق بالنية .

يكبر تكبيرة الإحرام فيقول : "الله أكبر" ، ويرفع يديه إلى حذو منكبيه أو حذو أذنيه وينظر إلى محل سجوده .([530])

ثم يضع كفّ يده اليمنى على ظهر يده اليسرى فوق الصدر .

 ثم يستفتح فيقول : "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد " .

أو"سبحانك اللهم وبحمدك،وتبارك أسمك،وتعالى جدك،ولا إله غيرك".([531])

ثم يقول:"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"([532])،"بسم الله الرحمن الرحيم" .

ثم يقرأ فاتحة الكتاب ، ولا تصح الصلاة بدونها" ، ثم يقول آمين .

ثم يقرأ ما تيسر من القرآن .

ثم يركع قائلاً : "الله أكبر" ويرفع يديه إلى حذو منكبيه أوأذنيه جاعلاً رأسه حيال ظهره لا يرفعه ولا يخفضه ، واضعاً يديه على ركبتيه مفرقاً أصابعه .([533])

يقول في ركوعه : "سبحان ربي العظيم" ثلاث مرات . ([534]) 

ثم يرفع رأسه من الركوع قائلاً : "سمع الله لمن حمده" (للإمام والمنفرد) ، ويرفع يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه ثم يضعهما على صدره .

ثم يقول بعد رفعه : "ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد" . ([535])

ثم يسجد قائلاً : "الله أكبر" ، ويسجد على أعضائه السبعة : الجبهة مع الأنف واليدين والركبتين وأطراف القدمين ، ويجافي عضديه عن جنبيه ، ولا يبسط ذراعيه على الأرض ، ويستقبل القبلة ، ضاماً أصابع يديه وتكون حذو منكبيه أو أذنيه، ويجعل قدميه منصوبتين متراصتين.

ويقول في سجوده : "سبحان ربي الأعلى " ثلاث مرات .

فائدة :يسنّ الدعاء في السجود ويستحبّ لقوله e : "أقرب ما يكون العبد من ربه

وهو ساجد فأكثروا من الدعاء" .([536])

ثم يرفع رأسه من السجود قائلاً : "الله أكبر" .

ثم يجلس بين السجدتين على قدمه اليسرى وينصب قدمه اليمنى ، ويضع يديه على فخذيه وأطراف أصابعه عند ركبتيه .

ويقول في جلوسه بين السجدتين : "رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني وعافني" .

ثم يسجد السجدة الثانية كالأولى فيما يقال ويُفعل .

ثم يقوم من السجدة الثانية قائلاً : "الله أكبر" معتمداً على ركبتيه .

ويصلي الركعة الثانية كالأولى عدا الاستفتاح والاستعاذة فإنهما في الركعة الأولى.

ثم يجلس للتشهد الأول كما جلس بين السجدتين ويضع يده اليمنى على فخذه الأيمن قابضاً الخنصر والبنصر ومحلقاً بالإبهام مع الوسطى ويحرك السبابة عند الدعاء ، وينظر إليها ، ويضع يده  اليسرى على طرف الفخذ الأيسر .([537])

ويقرأ التشهد الأول وهو : "التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين،أشهد أن لا إله إلا الله،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله" .([538])

ثم ينهض قائماً قائلاً : "الله أكبر" ، ويرفع يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه ويضع يديه على صدره فيصلي الثالثة والرابعة ويخففها عن الأوابين ويقرأ فيهما بفاتحة الكتاب فقط .

ثم يجلس للتشهد الأخير متوركاً : فينصب قدمه اليمنى ويخرج قدمه اليسرى من تحت ساقه اليمنى ، ويمكّن مقعدته من الأرض ، وتكون هيئة اليد اليمنى كالتالي : يقبض الخنصر والبنصر ويحلق بالإبهام مع طرف الفخذ الأيسر مبسوطة الأصابع أو يكون قابضاً بها على ركبته .

ثم يقرأ التشهد الأول([539]) ويزيد عليه : "اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد" .

          ثم يقول "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال"([540])ثم يدعو ربه بما أحب من خيري الدنيا

والآخرة.([541])

ثم يسلم عن يمينه قائلاً : "السلام عليكم ورحمة الله" ، وعن يساره كذلك .

سنن الصلاة([542])

الاستفتاح .([543])

 

جعل كف اليد اليمنى على اليسرى فوق الصدر حين القيام قبل الركوع وبعده

رفع اليدين مضمومتي الأصابع ممدودة حذو المنكبين أو الأذنين عند التكبير الأول ، وعند الركوع ، والرفع منه ، وعند القيام من التشهد الأول إلى الثانية .

ما زاد عن واحدة في تسبيح الركوع والسجود .

ما زاد على قول : "ربنا ولك الحمد " بعد القيام من الركوع ، وما زاد عن واحدة في الدعاء بالمغفرة بين السجدتين .

جعل الرأس حيال الظهر في الركوع .

مجافاة العضدين عن الجنبين ، والبطن عن الفخذين ، والفخذين عن الساقين في السجود .

رفع الذراعين عن الأرض حين السجود .

جلوس المصلي على رجله اليسرى مفروشة ، ونصب اليمنى في التشهد الأول وبين السجدتين .

التورك في التشهد الأخير في الرباعية والثلاثية ، وهو الجلوس على مقعدته وجعل رجله اليسرى تحت اليمنى ونصب اليمنى .

الإشارة بالسبابة في التشهد الأول والثاني من حين يجلس إلى نهاية التشهد ، وتحريكها عند الدعاء .

الصلاة والتبريك على محمد وآل محمد وعلى إبراهيم وآل إبراهيم في التشهد الأول .([544])

الدعاء في التشهد الأخير .

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : وكان e يدعو في صلاته([545]) بأدعية متنوعة ؛ تارة بهذا وتارة بهذا ، وأقر أدعيم مختارة ، و "أمر المصلي أن يتخير منها ما شاء" .رواه البخاري ومسلم .

قال الأثرم : قلت لأحمد : بماذا أدعو بعد التشهد ؟ قال : كما جاء في الخبر ، قلت له : أوليس قال رسول الله e : "ثم ليتخير من الدعاء ما شاء" ؟ قال : يتخير مما جاء في الخبر . فعاودته ، فقال : ما في الخبر" . نقله ابن تيمية ، ومن خطه نقلت "مجموع" (69/218/1) واستحسنه ؛ قال : "فإن اللام في الدعاء" للدعاء الذي يحبه الله ليس لجنس الدعاء" إلى آخر كلامه . ثم قال : "فالأجود أن يقال : إلا بالدعاء  المشروع المسنون ، وهو ما وردت به الأخبار ، وما كان نافعاً " .

قلت : وهو كما قال ؛ لكن معرفة ما كان نافعاً من الدعاء يتوقف على العلم الصحيح ، وهذا قل من يقومك به ؛ فالأولى الوقوف عند الدعاء الوارد ؛ لا سيما إذا كان فيه ما

 

يريده الداعي من المطالب . والله أعلم . اهـ .([546]) 

وعلَّم e أبا بكر الصديق y أن يقول : "اللهم ! إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم" .([547])

وقال لرجل : "ما تقول في الصلاة ؟" قال : أتشهد ثم أسأل الله الجنة ، وأعوذ به من النار ، أما والله ما أحسن دندنتك([548]) ولا دندنة معاذ . فقال e : "حولها ندندن" .([549])

الجهر بالقراءة في صلاة الفجر وفي الركعتين الأوليين من صلاة المغرب والعشاء . وصلاة الجمعة وصلاة العيدين والاستسقاء

الإسرار بالقراءة في الظهر والعصر ، وفي الثالثة من المغرب ، والأخيرتين من العشاء .

قراءة ما زاد عن الفاتحة من القرآن ، مع مراعاة بقية ما ورد من السنن في الصلاة سوى ما ذكرنا .

           ومن ذلك ما زاد على قول المصلي : (ربنا ولك الحمد) بعد الرفع من الركوع في حق الإمام والمأموم والمنفرد ، فإنه سنة ،

ومن ذلك أيضاً : وضع اليدين على الركبتين مفرجتي الأصابع حين الركوع.

+ @ +

  من أخطاء بعض المصلين

صلاة مسبل([550]) الإزار

       قال الله تعالى: )ولا تمش في الأرض مرحاً( .لقمان (18 ).

عن أبي هريرة t قال: قال النبي r: "ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار"([551]).

قال الخطابي:يريد أن الموضع الذي يناله الإزار من أسفل الكعبين في النار، فكني بالثوب عـن بدن لابسـه، ومعنـاه: أن الـذي دون الكعبيـن من القـدم يعذب عقوبة .([552])

وعنه قال r : "لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطراً"([553]).

وقال r : "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب"([554]).

            وعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: "بينما رجل يمشي في حُلةٍ تعجبه نفسه مرجل رأسه يختال في مشيته إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة"([555]).

وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي r قال: "الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جر شيئاً خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة"([556]).

وعن جابر بن سليم: قال لي رسول الله  r: "إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة"([557]).

       وعن ابن مسعود t قال : سمعت رسول الله e يقول :

"من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام".([558])

       "فليس من الله في حل ولا حرام" : قيل معناه : لا يؤمن بحلال الله وحرامه .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله e قال : "من جر ثوبه خيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة ، فقال أبو بكر t : يا رسول الله إن إزاري يسترخي إلا أني أتعاهده فقال : إنك لست ممن يفعله خيلاء" .([559])

ومع هذا نجد في هذا الزمان ممن يحتج بهذا الحديث على الإسبال ويقولون : نحن لا نفعل ذلك خيلاء ! فنقول لهم أنتم على حق إذا توفرت فيكم ثلاثة أمور : الأول : أن يكون ثوبك قصيراً أصلاً ، لأن أبا بكر كان إزاره قصيراً ويسترخي وأن أحد شقي إزارك يسترخي وليس من جميع جوانبه .

الثاني  : أن تتعاهد ثوبك برفعه كلما سقط كما كان أبو بكر t  يفعل فيكون ذلك بغير اختيار منك . قال ابن حجر : عند أحمد - أي في رواية عند أحمد - "إن إزاري يسترخي أحياناً " قال : فكأن شده كان ينحل إذا تحرك بمشي أو غيره بغير اختياره ، فإذا كان محافظاً عليه لا يسترخي كما كان يسترخي شده . اهـ .([560])

الثالث : أن يشهد لك النبي e أنك ممن لا يفعله خيلاء ! . وهذا الأمر الأخير منتف الآن ، ولا سبيل إليه فتنبه رحمك الله .

فإذا كان إسبال الثوب للخيلاء فهذا لا ينظر الله إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم .

وإذا كان بشكل دائم وليس خيلاء وإنما يتبع للعادة فهذا ينطبق عليه قول النبي e : " ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار " .

وهذا يتعذب  عقوبة كما قال الخطابي رحمه الله .

وهذا عبد الله بن عمر  رضي الله عنهما يقول : "مررت على رسول الله r وفي إزاري استرخاء فقال: يا عبدالله! ارفع إزارك فرفعته ثم قال: زد فزدت فما زلت أتحراها بعد"([561]).

        وإذا كان لعارض طارئ ولا يكون فيه خيلاء فهذا لا بأس به. لوقوعه من النبي r عندما خسفت الشمس: "فقام يجر ثوبه مستعجلاً حتى أتى المسجد"([562]).

قال ابن حجر([563]) فيه أن الجر إذا كان بسبب الإسراع لا يدخل في النهي. أ.هـ. وكذلك لوقوعه من أبي بكر رضي الله عنه كما مر معنا.

واعلم أخي المسلم أن الإسبال محرم داخل الصلاة وخارجها.

فعن أبي سعيد y ، قال رسول الله r : "إزرة المسلم إلى نصف الساق ولا حرج أو ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار من جر إزاره بطراً لم ينظر الله إليه"([564]).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله r قال: "لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خُيلاءَ"([565]).

وعن أبي ذر الغفاري t، عن النبي r قال: "ثلاثةٌ لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم". قال فقرأها رسول الله r ثلاث مرات. قال أبو ذر: خابوا وخسِرُوا، من هم يا رسول الله؟ قال: "المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب".

وفي رواية "المسبل إزاره"([566]).

المسبل: هو الذي يطيل ثوبه ويرسله إلى الأرض كأنه يفعل ذلك تجبراً واختيالاً.

كف الشعر والثوب في الصلاة  ((تشميره))

ومن الأخطاء التي تقع من بعض المصلين : أنهم يكفون ثيابهم أو شعرهم قبل دخولهم في الصلاة - والكف هو التشمير وهذا منهي عنه.

عن ابن عباس t قال : قال رسول الله e :

"أمرت أن أسجد على سبعة ولا أكف شعراً ولا ثوباً " .([567])

ترجم ابن خزيمة رحمه الله على هذا الحديث بـ"باب الزجر عن كف الثياب في الصلاة".([568])

وعلى هذا يكون كف الثياب - أي تشميرها سواء قبل الصلاة ويدخل بها مشمراً أو أثناء الصلاة ، فهذا لا يجوز وهو منهي عنه .

وعن عمرو بن الحارث أن بكيراً حدثه: أن كريباً مولى بن عباس حدثه عن عبد الله بن عباس : أنه رأى عبد الله بن الحارث يصلي ورأسه معقوص من ورائه، فقام فجعل يحله فلما انصرف أقبل إلى بن عباس، فقال:مالك ورأسي؟ فقال: إني سمعت رسول الله  r يقول:"إنما مثل هذا مثل الذي يصلي وهو مكتوف" .([569])

      قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : هذه الأحاديث فيها فوائد: منها: أن أعضاء السجود سبعة وأنه ، ينبغي للساجد أن يسجد عليها كلها، وأن يسجد على الجبهة والأنف .

ثم قال: اتفق العلماء على النهي عن الصلاة وثوبه مشمر أو كمه أو نحوه أو رأسه معقوص أو مردود شعره تحت عمامته أو نحو ذلك، فكل هذا منهي عنه باتفاق العلماء، وهو كراهة تنـزيه فلو صلى كذلك فقد أساء وصحت صلات .([570])

 وسئل رحمه الله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عما يروى عن النبـي e أنه قال: «أمرت أن أسجد على سبعة أعظم، وأن لا أكف لي ثواباً، ولا شعراً» ـ وفي رواية ـ «وإن لا أكفت لي ثوباً، ولا شعراً» فما هو الكف؟ وما هو الكفت؟ وهل ضفر الشعر من الكفت؟.

فأجاب: الكفت: الجمع والضم، والكف: قريب منه، وهو منع الشعر والثوب من السجود، وينهى الرجل أن يصلي وشعره مغروز في رأسه، أو معقوص.

وفيه عن النبـي e : «مثل الذي يصلي وهو معقوص كمثل الذي يصلي وهو مكتوف» لأن المكتوف لا يسجد ثوبه، والمعقوص لا يسجد شعره، وأما الضفر مع إرساله فليس من الكفت، والله أعلم . ([571])  

والعمل على هذا عند أهل العلم كرهوا أن يصلي الرجل وهو معقوص  شعره، قال العراقي: وهو مختص بالرجال دون النساء لأن شعرهن عورة يجب ستره في الصلاة فإذا نقضته ربما استرسل وتعذر ستره فتبطل صلاتها وأيضا فيه مشقة عليها في نقضه للصلاة، وقد رخص لهن r في أن لا ينقضن ضفائرهن في الغسل مع الحاجة إلى بل جميع الشعر .([572])

فنجد ممن يشمر الكم ، أو البنطال قبل الصلاة ويدخل فيها مشمراً . ومنهم من يقول إذا أرخيت البنطال ولم أكفه يكون فيه إسبال ! فنقول لهذا الأخ الحبيب : عليك أن تقص البنطال إلى فوق الكعبين وبذلك تكون قد تجنبت الكف والإسبال ، ولاتقل هذا صعب ! لا ، لا تقل هذا ، لأن الذي أمرك به هو نبيك الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، ويكون فيه منفعة لك في دنياك وآخرتك. 

فعلى أحبائنا المصلين الكرام أن يحرصوا على عدم الكف ، وعدم التشمير ، لأن ذلك يكون فيه مخالفة صريحة لرسول الله e ، ويكون قد أساء في الصلاة .       

        وكذلك على المرأة أن تحرص على عدم كشف قدميها في الصلاة ، لأن كشف قدم المرأة في الصلاة يؤدي إلى بطلانها كما أفتى بعض العلماء بذلك .

أخطاء المصلين في السترة([573])

عن ابن عمرt   قال :   قال رسول الله e : "لا تصل إلا إلى سترة ، ولا تدع أحداً يمر بين يديك ، فإن أبى فلتقاتله ، فإن معه القرين" .([574])

وعن أبي سعيد الخدري t قال : قال رسول الله e : "إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها ، ولا يدع أحداً يمر بينه وبينها،فإذا جاء أحد يمر فليقاتله فإنه شيطان"

وفي رواية " فإن الشيطان يمر بينه وبينها " .([575])

قال الشوكاني معلقاً على الحديث : "فيه أن اتخاذ السترة واجب" .

ثم قال : وأكثر الأحاديث مشتملة على الأمر بها ، وظاهر الأمر الوجوب ،فإن وجد ما يصرف هذه الأوامر عن الوجوب إلى الندب فذاك ، ولا يصلح للصرف قوله e  : "فإنه لا يضره ما مر بين يديه" ، لأن تجنب المصلي لما يضره في صلاته،ويذهب بعض أجرها،واجب عليه".اهـ.([576])

وعن قرة بن إياس قال:رآني عمر،وأنا أصلي بين اسطوانتين،فأخذ بقفائي فأدناني إلى سترة،فقال : صل إليها .([577])

قال الحافظ ابن حجر : أراد عمر بذلك أن تكون صلاته إلى سترة.

وعن ابن عمر قال : إذا صلى أحدكم ، فليصل إلى سترة ، وليدن منها ،  كي لا يمر الشيطان أمامه .([578])

وكان سلمة ابن الأكوع ينصب أحجاراً في البرية ، فإذا أراد أن يصلي ، صلى إليها .([579])

فعلى المسلم أن لا يصلي حتى يجعل بين يديه سترة ، تستره عن المارة ، حتى ولو كان في المسجد ، أو في الصحراء ، وأن تكون المسافة بينه وبين السترة مقدار ذراعين ، وأن يكون ارتفاعها كمؤخرة الرحل .

فعن طلحة قال : قال رسول الله e : "إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل ، فليصل ، ولا يبالي من مرّ وراء ذلك" .([580])

والرحل مقداره ذراع ،كما قال عطاء وقتادة والثوري ونافع ، والذراع بين طرف المرفق إلى طرف الأصبع الوسطى ، ويقدر بـ (46,2) سم .([581])

      ولا يجوز لك أخي المسلم أن تمر أمام المصلي لأن هذا لا يجوز،وتأثم عليه . حتى لو في المسجد الحرام لأن النصوص عامة ، وإن كان هناك خلاف في هذه المسألة ولكن هذا الراجح والله أعلم .

   فعن أبي الجهيم عبد بن الحارث الأنصاري،قال رسول اللهe :"لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه؟لكان أن يقف أربعين،خيراً له من أن يمر بين يديه".

قال أبو النضر : لا أدري قال:"أربعين يوماً، أو شهراً،أو سنة" .([582])

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : "وإن من أهمية السترة في الصلاة ، أنها تحول بين المصلي ، وبين إفساد صلاته بالمرور بين يديه ، بخلاف الذي لم يتخذها ، فإنه يقطع صلاته إذا مرت بين يديه المرأة البالغة ، وكذلك الحمار ، والكلب الأسود" .اهـ . صفة الصلاة .

الصلاة بين السواري

عن قتادة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال : "كنا ننهى عن الصلاة بين  السواري  ونطرد عنها طردا" .([583])

وعن عبد الحميد بن محمود قال : كنت مع أنس بن مالك أصلي قال فألقونا بين  السواري  قال فتأخر أنس ، فلما صلينا قال : "إنا كنا نتقي

هذا على عهد رسول اللهe " .([584])                  

وهذه الأحاديث محمولة على الجماعة ، أي يجب أن يكون الصف خلف الإمام متصلاً وأن لا يكون مقطوعاً . 

قال الحافظ في الفتح : قوله باب الصلاة بين السواري جماعه إنما قيدها بغير الجماعة لأن ذلك يقطع الصفوف ، وتسوية الصفوف في الجماعة مطلوب ، وقال الرافعي في شرح المسند : احتج البخاري بهذا الحديث - أي حديث بن عمر - عن بلال على أنه لا بأس بالصلاة بين الساريتين إذا لم يكن في جماعة .([585])

قال عبد الله بن مسعود t : "لا تصفوا بين السواري" .

قال البيهقي معقباً على هذا الأثر : "وهذا والله أعلم لأن الإسطوانة تحول بينهم وبين وصل الصف . اهـ .([586])

وقد كره قوم من أهل العلم أن يصف بين السواري ، وبه يقول أحمد وإسحاق ، وبه قال النخعي ، وروى سعيد بن منصور في سننه النهي عن ذلك عن ابن مسعود ، وابن عباس ، وحذيفة .

قال ابن سيد الناس ولا يعرف لهم مخالف في الصحابة .([587])

ونجد بعض المنابر في بعض المساجد وللأسف يكون كبيراً وله درجات كثيرة  بحيث يقطع الصف الأول وقد يقطع الصف الثاني ، وهذا خطأ كبير وهو خلاف منبر النبي e فإنه كان له ثلاث درجات فلا يقطع الصف بمثله ، فلو اتبعوا السنة لم يقعوا في هذا النهي ، وهو قوله e : "… من قطع صفاً قطعه الله" .([588])

وكذلك وضع المدافئ في بعض المساجد بشكل يسبب قطع الصف دون أن ينتبهوا لهذا المحذور .

فيجب علينا أن نوصل الصف في صلاة الجماعة ، وأن نبعد أي شيء يقطعه، إلا إذا كان الصف صغيراً ويكون بين الساريتين فلا بأس به.

هذا ولاخلاف بين العلماء فيما نعلم على جواز الصلاة بين السواري في

حال الضيق .

عدم تسوية الصفوف في الصلاة([589])

عن أنس t قال : قال رسول الله e " سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة " متفق عليه .

وفي رواية البخاري : " فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة " .([590]) 

وعنه قال : أقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول الله e بوجهه فقال : " أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري " رواه البخاري بلفظه ومسلم بمعناه .

وفي رواية للبخاري:"وكان أحدنا يلزق منكبة بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه" .([591])

فانظر أخي المسلم إلى فعل الصحابة في الصلاة كيف يلزقون المناكب والأقدام بعضهم ببعض ، ونجد في هذا الزمان من يبعد نفسه عن صاحبه في الصلاة

ويبعد قدمه عن قدم صاحبه ، وما علم أن هذا مخالف لأمر النبي e ، ومخالف لما كان عليه الصحابة لكرام . 

وعن النعمان بن البشيرt  قال سمعت رسول الله e يقول "لتسوُّن صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين وجوهكم".متفق عليه 

وعن أنس t أن رسول الله e قال : " رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق فوا الذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحَذَفُ " .([592])

"خلل الصف" قال المنذري : الخلل : بفتح الخاء المعجمة واللام أيضاً،هما يكون بين الاثنين من اتساع عند عدم التراص . الترغيب .

" الحذف " بحاء مهملة وذال معجمه مفتوحتين ثم فاء وهي : غنم سود صغار تكون باليمن .

قوله:"رصوا" قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:من الرص،يقال:رص البناء يرصه رصاً إذا ألصق بعضه ببعض،ومنه قوله تعالى:]كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ[ .([593]) ومعناه تضاموا وتلاصقوا حتى يتصل ما بينكم ولا ينقطع . وقال الشيخ: وذلك بأن يلصق الرجل منكبه بمنكب صاحبه ، وكعبه بكعب صاحبه ، كما ثبت ذلك عن الصحابة وراء النبي e فراجع له "سلسلة الأحاديث الصحيحة" . اهـ .([594])

      وعن جابر بن سمرة t قال: خرج علينا رسول الله e فقال: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ فقلنا : يا رسول الله ! وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال : يُتمُّون الصفوف الأُول ، ويتراصون في الصف" .([595])

فاحرص أخي هداني الله وإياك إلى الحق ، احرص على رص الصفوف في الصلاة ، واعلم أن مجرد وقوفك بجانب أخيك في الصلاة وبدون ترك خلل ولا فُرج القدم بالقدم والكتف بالكتف ، فهذا فيه الثواب العظيم كما ثبت ذلك عن رسول الله e

فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قا ل رسول الله r: "من سد فرجة رفعه الله بها درجة وبنى له بيتاً في الجنة" .([596])

والفرجة التي تكون بينك وبين صاحبك الذي بجانبك في الصلاة،فمجرد أن تضع قدمك بجانب قدمه في الاصطفاف للصلاة تنال هذا الأجر ، ونرى وللأسف من يبعد قدمه عن قدم صاحبه ، فاحرص أخي على هذا الأجر والثواب العظيم ، ورص قدمك مع قدم صاحبك .  

وهناك بعض المخالفات والتي تقع من بعض المصلين كذلك نذكرها على وجه الاختصار للفائدة ولتنبيه الأخوة عليها .([597]) :

الجهر بالنية .

مسابقة المأموم الإمام في الجهر بالتأمين .

مسابقة المأموم الإمام أو مساواته في أعمال الصلاة .

الصلاة في الثياب الرقيقة الشفافة التي تصف لون البشرة .

الصلاة في الثياب التي عليها الصور .([598])

عدم رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع والرفع منه

إسدال اليدين وعدم وضعهما على الصدر .

 كثرة الحركة والعبث في الصلاة .

العجلة وعدم الطمأنينة في الصلاة .

رفع البصر إلى السماء ، أوالالتفات بالنظر ، وليكن النظر إلى مكان السجود .

تغميض العينين في الصلاة .

الاستمرار في النافلة عند إقامة الصلاة .

تشبيك الأصابع .

قول : "أقامها الله وأدامها" عند قول المؤذن : "قد قامت الصلاة".

زيادة لفظ سيدنا في التشهد .

 

الإشارة باليد اليمنى جهة اليمين وباليد اليسرى جهة الشمال عن التسلمتين .

القعود قبل صلاة تحية المسجد .

الخروج من المسجد عند الأذان .

عدم الخشوع في الصلاة .

قول : "سبحان من لا يسهو" في سجود السهو .

الصلاة في الثياب القذرة .

قول المأموم : "استعنا بك يارب" عند قراءة الإمام : ]إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[ .([599])

  أخي الحبيب بعد أن عرفنا هذه المنهيات والمخالفات في الصلاة ، فعلينا أن نتجنبها ولا نفعلها امتثالاً لأمر الله تعالى ، حيث قال جل في علاه : ]وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[ .([600])، وفيها امتثال لأمر المصطفى e القائل : "صلوا كما رأيتموني أصلي" .

     والامتثال لهذا الأوامر يكون فيها الفوز والنجاح في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى ، قال الله تعالى : ]قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[ .([601])

فاحرص أخي الحبيب كل الحرص على الإتيان بالصلاة على الشكل الصحيح ،ولا تصلِّها بشكل سريع كنقر الديك كما يفعل البعض ،بل اطمئن فيها ، وتجنب الخلل فيها لأن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام ، وهي أول ما يعرض من أعمالك يوم القيامة ، فاحرص على إصلاحها .  

+ @ +

تذكير الأصحاب بما لهم في إعمار المساجد من الثواب

        اعلم رعاك الله أنَّ  للمساجد مكانة عظيمة في الإسلام، وأن الله سبحانه وتعالى أضافها لنفسه، حيث قال تعالى : ] ¨br&ur yÉf»|¡yJø9$# ¬! Ÿxsù (#qããôs? yìtB «!$# #Ytnr& ÇÊÑÈ [ .([602]) فهي بيوت الله عزّ وجلّ. بُنيت للصلاة والعبادة، ولذكر الله تعالى وتوحيده.

وهي تصنع الرجال، قال الله تعالى ] Îû BNqãç/ tbÏŒr& ª!$# br& yìsùöè? tŸ2õãƒur $pkŽÏù ¼çmßJó$# ßxÎm7|¡ç ¼çms9 $pkŽÏù Íirßäóø9$$Î/ ÉA$|¹Fy$#ur ÇÌÏÈ ×A%y`Í žw öNÍkŽÎgù=è? ×ot»pgÏB Ÿwur ììøt/ `tã ̍ø.ÏŒ «!$# ÏQ$s%Î)ur Ío4qn=¢Á9$# Ïä!$tGƒÎ)ur Ío4qx.¨9$#   tbqèù$sƒs $YBöqtƒ Ü=¯=s)tGs? ÏmŠÏù ÛUqè=à)ø9$# ㍻|Áö/F{$#ur ÇÌÐÈ [.([603])

وهي دور العلم والعبادة .

فعن عقبة بن عامر قال: خرج رسول الله r ونحن في الصُّفةِ فقال: "أيكم يحب أن يغدوا كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم؟" فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك قال: "أفلا يغدوا أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن إعدادهن من الإبل؟"([604])

       "بطحان" : بضم الباء وإسكان الطاء: موضع بقرب المدينة.

       والكوماء من الإبل بفتح الكاف: العظيمة السنام.

      وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "....وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده".([605])

وفي هذا الحديث : الحث على طلب العلم والاجتماع له ومذاكرته، وأشرف العلوم التي تُذاكر وتُدارس هي القرآن كتاب الله تعالى.

ومجالس العلم لها منـزلة خاصة عند الله تبارك وتعالى ...... بأن تنـزل عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة وتحفهم الملائكة، ويتوج ذلك كله بذكر الله لهم فيمن عنده، ولله ملائكة سيّاحون في الأرض يلتمسون حلق الذكر وهي مجالس العلم.

قال النووي رحمه الله تعالى: وفي هذا دليل لفضل الاجتماع على تلاوة القرآن في المسجد وهو مذهبنا ومذهب الجمهور .

وعن أبي واقد الليثي y ،"أن رسول الله e بينما هو جالس في المسجد والناس معه ، إذ أقبل ثلاثة نفر ، فأقبل اثنان إلى رسول الله e ، وذهب واحد .قال : فوقفا على رسول الله e ، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها ، وأما الآخر فجلس خلفهم ، وأما الثالث فأدبر ذاهباً ، فلما فرغ  رسول الله e،قال:ألا أخبركم عن النفر الثلاثة :أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيى فاستحيى الله منه،وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه" .([606])

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : "وفي الحديث فضل ملازمة حِلَقِ العلمِ والذكر ، وجلوس العالم والمذكِّر في المسجد" .

ورغب الشارع ببناء هذه المساجد وإنشاءها لما فيها من الأجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة .

المساجد خير البقاع

عن ابن عمر : أنَّ رجلاً سأل النبي e : أي البقاع شر ؟قال : "لا أدري حتى أسأل جبريل عليه السلام" .فسأل جبريل ؟ فقال : "خير  البقاع المساجد ، وشرها الأسواق" .([607])

ثواب بناء المساجد في الأمكنة المحـتاجة إليها

عن عثمان بن عفان t ، أنه قال عند قول الناس فيه حين بني مسجد رسول الله r: إنكم أكثرتم عليَّ وإني سمعت رسول الله r يقول: "من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله، بنى الله له بيتاً في الجنة".

وفي رواية: "بنى الله له مثله في الجنة".([608])

"مثله" : أي في الشرف والفضل والتوقير لأنه جزاء المسجد فيكون مثلاً له في صفات الشرف.

وعن أبي ذر t قال: قال رسول الله r: "من بنى لله مسجداً قدر مفحص قطاةٍ بنى الله له بيتاً في الجنة".([609])

     قوله : "مفحص" أي :محل فحصها للتبيض والفحص الكشف والبحث.

    وقوله : " قطاةٍ" : قطا بلفظ القطا من الطير الواحدة   قطاة ، ومشيها القطو، وأما قطت تقطو فبعض يقول من مشيها ، وبعض يقول من صوتها، وبعض يقول سميت قطا بصوتها وذو القطا موضع .([610])

 قوله e : من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة" : قال القرطبي حمله على المبالغة  فإن أحد ما قيل فيه إنه أراد المبالغة في ذلك وإلا فمن المعلوم أن مفحص  القطاة وهو قدر ما تحضن فيه بيضها لا يتصور أن يكون مسجدا .([611])

 وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله r يقول: "من بنى لله مسجداً يُذكرُ فيه، بنى الله له بيتاً في الجنة".([612])

       وعن جابر بن عبد الله t أن رسول الله r قال: "من حَفَرَ بئر ماءٍ لم يشرب منه كبدٌ حَرّى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة، ومن بنى مسجداً كمفحص قطاةٍ أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة".([613])

      "حَرّى" : أي عطش وهي فعل من الحر تأنيث حران وهما للمبالغة يريد أنها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش كما في "اللسان".

وعن أنس t، أن رسول الله r قال: "من بنى لله مسجداً صغيراً كان أو كبيراً بنى الله له بيتاً في الجنة".([614])

      وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: "من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة أوسع منه".([615])

وعن بشر بن حيان قال: جاء واثلة بن الأسقع ونحن نبني مسجداً، قال: فوقف علينا فسلم ثم قال: سمعت رسول الله r يقول: "من بنى مسجداً يصلى فيه بنى الله عز وجل له في الجنة أفضل منه".([616])

فعلى المسلم أن يخلص النية لله تعالى في عبادته ، وفي شئونه كلها ، وأن لا يجعل عمله يخالطه الرياء لأن الرياء يحبط العمل ، كما إن بناء المساجد يشترط لمن أراد الأجر عند الله تعالى أن يخلص عمله لله سبحانه وتعالى ، وأن لا يجعل فيه نصيباً لغير الله تعالى ، كمن يكتب على المسجد الذي يبنيه : على نفقة المحسن الفلاني ، أو بناه فلان ، وما شابه ذلك ، فهذا كله لا يشرع ، وهو من الرياء ومناقض للإخلاص والعياذ بالله .

فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي r قال: "من بنى مسجداً لا يريد  به رياءً ولا سمعةً بنى الله له بيتاً في الجنة".([617])

      فائدة : قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : "قال ابن الجوزي : ومن كتب اسمه على المسجد الذي يبنيه كان بعيداً من الإخلاص . انتهى .

ونجد بعض الناس ممن يبني مسجداً يكتب عليه على نفقة المحسن فلان ، وهذا ينافي الاخلاص .

ومن بناه بالأجرة لا يحصل له هذا الوعد المخصوص لعدم الإخلاص ، وإن كان يؤجر بالجملة" اهـ .([618])

     فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، علماً عَلَّمه ونَشَرَه، أو ولداً صالحاً تركه أو مصحفاً وَرَّثه أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقةً أخرجها من مالهِ في صحته وحياته، تلحَقُهُ من بعد موته".([619])

فاحرص أخي المسلم على بناء مسجد ، واخلص فيه النية لله تعالى لتنال هذا الأجر .

"فمن بنى لله تعالى" ، أي لأجله ابتغاء لوجهه " بيتاً" مكاناً يصلى فيه وتقييد البعض بالجماعة غير معتبر  

     "بنى الله له بيتاً في الجنة" : سعته كسعة المسجد عشر مرات فأكثر ، كما يفيده التنكير الدال على التعظيم: ] `tB uä!%y` ÏpuZ|¡ptø:$$Î/ ¼ã&s#sù çŽô³tã $ygÏ9$sWøBr& ( `tBur uä!%y` Ïpy¥ÍhŠ¡¡9$$Î/ Ÿxsù #tøgä žwÎ) $ygn=÷WÏB öNèdur Ÿw tbqßJn=ôàムÇÊÏÉÈ [ .([620]).

      قال الحافظ العراقي  :  ولا بد لحصول هذا الثواب من اسم البناء فلا يكفي جعل الأرض مسجداً بدونه ، ولا نحو تحويطه بطين أو تراب ، ولا يتوقف حصوله على بنائه بنفسه بل أمره كاف ، والأوجه عدم دخول الباني لغيره بأجرة ، وقضية إناطة الحكم بالبناء

عدم حصوله لمن اشترى بناء ووقفه مسجداً والظاهر خلافه اعتباراً بالمعنى  . انتهى  . وتبعه تلميذه ابن حجر  . 

قال الراغب  :  والبناء اسم لما يبنى  . 

وقال الزمخشري  :  مصدر سمى به المبني بيتاً أو قبة أو خباء ومنه بنى على امرأته لأنهم كانوا إذا تزوجوا ضربوا عليها خباء جديداً والبيت مأوى الإنسان بالليل ، ثم قيل : من غير اعتبار الليل فيه وجمعه أبيات وبيوت لكن البيوت بالمسكن أخص والأبيات بالشعر أخص ويقع على المتخذ من حجر ومدر وصوف ووبر وبه شبه بيت الشعر ويعبر عن مكان الشيء بأنه بيته . 

ولما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ذلك قالوا  :  يا رسول الله وهذه المساجد التي تبنى في الطريق؟ قال  :  " نعم "

وفي الحديث : ندب بناء المساجد  . 

قال النووي  :  ويدخل فيه من عمره إذا استهدم فيتأكد بناءه وعمارته وإصلاح ما تشعب منه ويسن بناؤه في الدور والمراد بها كما قال ابن دقيق العيد القبائل  .

 

ثواب

 تنظيف المساجد وتطهيرها وتجميرها

عن أبي هريرة t: "أن امرأة سوداءَ كانت تَقُم المسجد ففقدها رسول الله r فسأل عنها بعد أيام فقيل له: إنها ماتت. قال: "فهلا آذنتموني؟" فأتى قبرها فصلى عليها".([621])

"تقم المسجد" : تجمع القمامة، وهي الكناسة.

"امرأة سوداء" واسمها أم محجن كما رواه البيهقي من حديث بريدة ورواه أبو الشيخ في حديث آخر .

وفي الحديث:ندب كنس المسجد،وتنظيفه،وتحريم تقذيره حتى بطاهر لأنه استهانة به .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : "في الحديث فضل تنظيف المسجد ، والسؤال عن الخادم والصديق إذا غاب ، وفيه المكافأة بالدعاء والترغيب في شهود جنائز أهل الخير " . ا.هـ .([622])

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "أمرنا رسول الله r ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب".([623])

      وعن سمرة بن جندب tقال: "أمرنا رسول الله r أن نتخذ المساجد في ديارنا وأمرنا أن ننظفها".([624])

 

ثواب المشي إلى المساجد

      كما إن لبناء المساجد الأجر العظيم عند الله تعالى ، كذلك للماشي لها لأداء فريضة من فرائض الصلاة الأجر والمثوبة عند الله يوم القيامة .      

قال الله تعالى: ) (#öqyèó$$sù 4n<Î) ̍ø.ÏŒ «!$# (#râsŒur yìøt7ø9$# 4 öNä3Ï9ºsŒ ׎öyz öNä3©9 bÎ) óOçGYä. tbqßJn=÷ès? ÇÒÈ (.([625])

وعن أبي هريرة t أن النبي r قال: "من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح".([626])

        قوله : "من غدا إلى المسجد أو راح " : المراد بالغدو الذهاب وبالرواح الرجوع والأصل في الغدو المضي من بكرة النهار  وفي الرواح بعد الزوال ثم قد يستعملان في كل ذهاب ورجوع توسعا . قاله ابن حجر .

       النـزل : هو ما تهيأ للضيف من كرامة عند قدومه .

قال ابن حجر في الفتح : قوله : "كلما غدا أو راح" :  أي بكل غدوة وروحة ، و ظاهر الحديث: حصول الفضل لمن أتى المسجد مطلقا لكن المقصود منه اختصاصه بمن يأتيه للعبادة والصلاة رأسها. والله أعلم . فتح الباري .

وعنه أن النبي r قال: "من تطهر في بيته ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة".([627])

وعن أبي بن كعب t قال: كان رجل من الأنصار لا أعلم أحداً أبعد من المسجد منه وكانت لا تخطئه صلاة فقيل له: لو اشتريت حماراً تركبه في الظلماء وفي الرمضاء قال: ما يسرني أن منـزلي إلى جنب المسجد إني أُريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي فقال رسول الله r: "قد جمع الله لك ذلك كله".([628])

وفي رواية: "لك ما احتسبت".

"لا تخطئه صلاة" : لا تفوته صلاة جماعة في المسجد.

      "الرمضاء" : شدة الحر . والظلماء : أي الليلة الشديدة الظلمة.

وفي الحديث : الثواب في الخطى في الرجوع من الصلاة كما يثبت في الذهاب ، كما قال النووي رحمه الله تعالى.

     وعن جابر t قال: خلتِ البقاع حولَ المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد فبلغ ذلك النبي r فقال لهم: "بلغني أنكم تريدون أن تنقلوا قرب المسجد‍؟‍" قالوا: نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك فقال: بني سلمة دياركم تكتب آثاركم دياركم تكتب آثاركم"، فقالوا: ما يسرنا أنا كنا تحولنا".([629])

وفي رواية لمسلم ايضاً في آخره : "إن لكم بكل خطوةٍ دَرَجَة".

بنو سلمة : بطن كبير من الأنصار ثم من الخزرج.

دياركم تكتب آثاركم: خطاكم وممشاكم ، معناه : الزموا دياركم فإنكم إذا لزمتموها كتبت   آثاركم  وخطاكم الكثيرة إلى المسجد .([630])

     وعن أبي موسى الأشعري t قال: قال رسول الله r: "إن أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجراً من الذي يصلي ثم ينام". ([631])

وفي رواية عن أبي كريب: "حتى يصليها مع الإمام في جماعة".

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "من توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج عامداً إلى الصلاة فإنه في صلاة ما كان يعمد إلى الصلاة وإنه يكتب له بإحدى خطوتيه حسنة وتمحى عنه بالأخرى سيئة فإذا سمع أحدكم الإقامة فلا يسع فإن أعظمكم أجراً أبعدكم داراً" قالوا: لم يا أبا هريرة؟ قال: "من أجل كثرةِ الخطا".([632])

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: "من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة وخطوة تكتب له حسنة ذاهباً وراجعاً".([633])

     وعن أبي هريرة t، أن رسول الله r قال: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟" قالوا: بلى يا رسول الله قال: "إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط". سبق تخريجه.

قال القاضي عياض : محو الخطايا كناية عن غفرانها قال ويحتمل محوها من كتاب الحفظة ، ويكون دليلا على غفرانها ، ورفع الدرجات:إعلاء المنازل في الجنة .

وإسباغ الوضوء: تمامه .والمكاره : تكون بشدة البرد وألم الجسم ونحو ذلك وكثرة الخطا تكون ببعد الدار وكثرة التكرار وانتظار الصلاة بعد الصلاة.اهـ .([634])

وعن أبي هريرة tقال:قال رسول الله r:"الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجراً".([635])

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "كانت الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد فأرادوا أن يقتربوا فنـزلت :  ) ونكتب ما قدموا وآثارهم(([636]) فثبتوا". ([637])

وعن أبي أمامة t: أن رسول الله r قال:"من خرج من بيته إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج إلى تسبيحة الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين".([638])

"تسبيحة الضحى"يريد سنة الضحى وكل صلاة يتنفل بها تسمى تسبيحاً وسبحة.

"لا ينصبه" أي : لا يتعبه ولا يزعجه إلا ذلك، والنَصَب: بفتح النون والصاد المهملة جميعاً هو التعب.

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r : "صلاةُ الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين درجة، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخطو خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه، ما دام في مصلاهُ: الله صل عليه، اللهم أرحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة".

وفي رواية:"اللهم اغفر له، اللهم تب عليه، ما لم يؤذِ فيه، ما لم يُحدثُ فيه". ([639])

 "تضعف" أي: تزاد، والتضعيف أن يزاد على أصل الشيء فيجعل بمثلين أو أكثر.

 "خُطوة": قال الجوهري: الخطوة بالضم ما بين القدمين، وبالفتح المرة الواحدة.

"ما لم يحدث" أي : ما لم ينقض وضوءه.

وقال النبي r : "من حيث يخرج أحدكم من منـزله إلى مسجدي فرجل تَكتُبُ له حسنة ، ورجل تحط عنه سيئة حتى يرجع".([640])

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي r أنه قال: "إذا تطهر الرجل ثم أتى المسجد يَرعى الصلاة كتب له كاتباه أو كاتبه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات، والقاعد يَرعى الصلاة كالقانت، ويكتب من المصلين من حيث يخرج من بيته حتى يرجع إليه".([641])

وعن عثمان t، أنه قال: "سمعت رسول الله r يقول: "من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى صلاةٍ مكتوبةٍ، فصلاها مع الإمام غُفِرَ له ذنبُه".([642])

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه فيسبغه، ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه، إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته".([643])

وعن علي بن أبي طالب t، أن رسول الله r قال: "إسباغ الوضوء في المكاره وإعمال الأقدام إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة تَغسِلُ الخطايا غسلاً".([644])

    وعن سلمان t، أن النبي r قال: "من توضأ في بيته فأحسنَ الوضوءَ، ثم أتى المسجد فهو زائرُ الله، وحقٌّ على المزور أن يكرم الزائر".([645])

وعنه أن رسول الله r قال: "ثلاثة كلهم ضامنٌ على الله إن عاش رُزِق وكُفِيَ، وإن مات أدخله الله الجنة، من دخل بيته فَسلَّمَ فهو ضامن على الله، ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله، ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله.

وعن أبي هريرة t، قال: قال رسول الله r: "كل سلامي من الناس عليه صدقة كلَّ يوم تطلع فيه الشمس، تعدلُ بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتُميطُ الأذى عن الطريق صدقة".([646])

   "السلامي" : واحد السلاميات، وهي مفاصل الأصابع، فكان المعنى على كل عظم من عظام ابن آدم صدقة.

   "تعدل بين الاثنين" : أي تصلح بينهما بالعدل .

  "تميط الأذى عن الطريق" : أي تنحيه وتبعده عنها.

والمعنى ألا تعدون خطاكم ثم مشيكم إلى المسجد فإن لكل خطوة  ثوابا أه والاحتساب وأن كان أصله العد لكنه يستعمل غالبا في معنى طلب تحصيل الثواب بنية خالصة .([647])

فضل المشي إلى المساجد في الظُلَمِ

عن بريدة t، عن النبي r قال: "بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة".([648])

قوله : "الظُلَم:   بضم الظاء وفتح اللام جمع ظلمة.     

وقوله : "بشر المشائين" : جمع المشاء ، وهو كثير المشي في الظلم ، جمع ظلمة ، والنور متعلق ببشر التام يوم القيامة ، قال الطيبي : وفي وصف النور بالتام وتقييده بيوم القيامة تلميح إلى وجه المؤمنين يوم القيامة في قوله تعالى : ] نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا[ .([649]) ، وإلى وجه المنافقين في قوله تعالى : ]انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ [ .([650]). انتهى([651])

     وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : "المشائين" : من صيغ المبالغة فالمراد كثرة مشيتهم  ويعتادون ذلك ، لا من اتفق له المشي مرة أو مرتين والحديث يعني العشاء والصبح لأنها تقام بغلس .([652])

وعن أبي هريرة t، أن رسول الله r قال: "إن الله ليُضيء للذين يتخللون إلى المساجد في الظلم بنورٍ ساطعٍ يومَ القيامة".([653])

وعن أبي الدرداء tعن النبي r قال: "من مشى في ظلمةِ الليلِ إلى المسجد لقي الله عز وجل بنور يوم القيامة".([654])

وقال r: "من مشى في ظلمةِ الليل إلى المساجد آتاه الله نوراً يوم القيامة".([655])

وروى البخاري في صحيحه: "أن رجلين من أصحاب النبي تأخرا في المسجد في ليلة من الليالي المظلمة مع رسول الله e ينتظرون صلاة العشاء ، فأكرمهما الله تعالى بنور مشى معهما حتى رجعوا إلى أهليهم " مع ادَّخَار الله سبحانه وتعالى لهما الأجر العظيم يوم القيامة .

عن أنس بن مالك y ، "أن رجلين من أصحاب النبي e خرجا من عند النبي e في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين يضيئان بين أيديهما ، فلما افترقا ، صار مع كل واحد منهما واحد ، حتى أتى أهله" .([656])

+ @ +

من آداب المسجد

زخرفة المساجد من أسباب الدمار

زخرفة المساجد من الأمور المنهي عنها لما فيها من ذهاب الخشوع وتبذير الأموال ، ولم تعرف زخرفة المساجد في زمن الصحابة y ، ولا في زمن التابعين ، وهي من أسباب هلاك هذه الأمة والعياذ بالله .

فعن أبي الدرداء t : "إذا زخرفتم مساجدكم و حليتم مصاحفكم فالدمار عليكم"  .([657]) ‌

‏  قوله : "إذا زخرفتم مساجدكم" أي حسنتموها بالنقش والتزويق قال الراغب  :  الزخرف الزينة المزوقة ومنه قيل للذهب زخرف ، وفي الصحاح الزخرف الذهب ثم شبه به كل مموه مزوق .

وقوله : "وحليتم"  زينتم . 

"مصاحفكم"  بالذهب والفضة ، جمع مصحف مثلث الميم ، وأصله الضم كما في الصحا لأنه مأخوذ من أصحف أي جمعت فيه الصحف أي الكتب .

 "فالدمار"  بفتح الدال المهملة مخففاً الهلاك  . 

 وقوله : "عليكم"  دعاء أو خبر ، فزخرفة المساجد وتحلية المصاحف منهي عنها لأن ذلك يشغل القلب ويلهي عن الخشوع والتدبر والحضور مع الله تعالى ، والذي عليه الشافعية أن تزويق المسجد ولو الكعبة بذهب أو فضة حرام مطلقاً وبغيرهما مكروه ويحرم مما وقف عليه ، وأن تحلية المصحف بذهب يجوز للمرأة لا للرجل وبالفضة يجوز مطلقاً  .([658]

الدعاء عند دخول المسجد والخروج منه

من الأعمال التي يحبها الله

عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي r أنه كان إذا دخل المسجد يقول: "أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم" قال: أقط؟ قلت نعم، قال: "فإذا قال ذلك قال الشيطان: حُفِظَ مني سائر اليوم".([659])

نأخذ من الحديث فائدة عقدية وهي أنه من صفاته سبحانه وتعالى (القديم).

    قال الطيبي : لعل السر في تخصيص الرحمة بالدخول والفضل بالخروج أن من دخل اشتغل بما يزلفه إلى ثوابه وجنته فيناسب ذكر الرحمة وإذا خرج اشتغل بابتغاء الرزق الحلال فناسب ذكر الفضل كما قال تعالى فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله. انتهى .([660])

الخروج من المسجد بعد الأذان لغير عذر

من صفات المنافقين

عن سعيد بن المسيب t، أن النبي r قال: "لا يخرج من المسجد أحدٌ بعد النداء إلا منافقُ، إلا أحد أخرجته حاجةٌ، وهو يريد الرجوع".([661])

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "لا يسمع النداء في مسجدي هذا ثم يخرج منه إلا لحاجة، ثم لا يرجع إليه إلا منافق".([662])

وعن عثمان بن عفان t قال: قال رسول الله r: "من أدركه الأذانُ  ثم خرج لم يخرج لحاجةٍ، وهو لا يريد الرجعة، فهو منافق".([663])

 قوله (فهو منافق) يعني : يفعل فعل المنافق، إذ المؤمن حقاً ليس من شأنه ذلك، فالنفاق هنا عملي، وليس قلبياً، فتنبه فإنه هام، قاله الألباني رحمه الله.

وعن أبي هريرة  t : "إذا أذن المؤذن فلا يخرج أحد حتى يصلي"  .([664]) ‌

وعن أبي الشعثاء المحاربي قال: كنا قعوداً في المسجد، فأذن المؤذنُ، فقام رجل من المسجد يمشي، فأتبعه أبو هريرة بَصَره حتى خرج من المسجد، فقال أبو هريرة: أما هذا فقد عصى أبا القاسم r.([665])

ورواه أحمد وزاد :ثم قال : أمرنا رسول الله r قال: "إذا كنتم في المسجد

 

فنُودي بالصلاةِ، فلا يخرج أحدُكم حتى يصلي".([666])

البصاق في المسجد و إلى القبلة، وإنشاد الضالة فيه

من الأعمال التي يكرهها الله تعالى

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: بينما رسول الله r يخطب يوماً، إذ رأى نخامة في قِبلة المسجد، فتغَّيظَ على الناس، ثم حكَّها -قال: وأحسِبُهُ قال-: فدعا بِزعفران فَلَطخهُ به وقال: "إن الله عز وجل قِبَلَ وجه أحدكم إذا صلّى، فلا يَبصق بين يديه".([667])

وعن حذيفة t قال: قال رسول الله r: "من تفل تُجاه القبلة، جاء يوم القيامة وتفله بين عينيه".([668])

(تفل) بالتاء المثناة فوق، أي: بصق، بوزنه ومعناه.

وعن أنس t، عن النبي r قال: "البصاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها".([669])

وعن جابر بن عبد الله t قال: أتانا رسول الله r في مسجدنا، وفي يده عُرجون فرأى في قِبلة المسجد نُخامة، فأقبل عليها، فحتّها بالعرجون، ثم قال: "أيكم يحبُّ أن يُعرض الله عنه؟ إن أحدكم إذا قام يصلّي، فإنّ الله قبل وجهه، فلا يبصقنّ قِبَلَ وجهه، ولا عن يمينه، وليبصقنَّ عن يساره تحت رجله اليسرى، فإن عجِلت به بإدرة فليتفل ثوبه هكذا، ووضعه على فيه، ثم دلكه..."الحديث. ([670])

(عرجون) هو العود الأصفر الذي فيه شماريخ العذق.

(بادرة) أي: شيء سبق من الإنسان من مخاط أو بزاق.

قال الألباني رحمه الله: "فائدة هامة: اعلم أن قوله في هذا الحديث: "فإن الله قبل وجهه" لا ينافي كونه تعالى على عرشه فوق مخلوقاته كلها كما تواترت فيه نصوص الكتاب والسنة، وآثار الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم، ورزقنا الاقتداء بهم، فإنه تعالى مع ذلك واسع محيط بالعالم كله، وقد أخبر أنه حيثما توجه العبد فإنه مستقبل وجه الله عز وجل، بل هذا شأن مخلوقه المحيط بما دونه، فإن كل خط يخرج من المركز إلى المحيط ويواجهه، وإذا كان عالي المخلوقات يستقبله سافلها المحاط بها بوجهه من جميع الجهات والجوانب، فكيف بشأن من هو بكل شيء محيط، وهو محيط ولا يحاط به؟

وراجع بسط هذا في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، (الحموية) و (الواسطية) و (شرحها) للشيخ زيد بن عبد العزيز بن فياض (ص 203 - 213) رحمه الله. أ.هـ.([671])

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: "يبعث صاحب النُّخامة في القبلة يوم القيامة، وهي في وجهه".([672])

وعن أبي سهلة: السائب بن خّلاد من أصحاب النبي r: أن رجلاً أمَّ قوماً، فبصق في القبلة، ورسول الله r ينظُر، فقال رسول الله  حين فرغ: "لا يصلي لكم هذا"، فأراد بعد ذلك أن يصلي لهم، فمنعوه، وأخبروه بقول رسول الله r، فَذُكر ذلك لرسول الله r فقال: "نعم، وحسِبت أنه قال: إنك آذيت الله ورسوله".([673])

وعن أبي هريرة t، أنه سمع رسول الله r يقول: "من سَمع رجلاً ينشد ضالةً في المسجد فليقل: لا ردها عليك -فإن المساجد لم تُبن لهذا".([674])

ينشد ضالة: يطلبها ويعرفها، وهو من النشيد، رفع الصوت، والضالة: الضائعة من كل ما يقتنى من الحيوان وغيره.([675])

وعنه، أن رسول الله r قال: "إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربَحَ الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشُد ضالةً فقولوا: لا ردها الله عليك".([676])

وعن بريدة t: أن رجلاً نشد في المسجد، فقال: من دعا إلى الجمل الأحمر؟ فقال رسول الله r: "لا وجدت، إنما بُنيت المساجد لما بُنيت له".([677])

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "إذا توضأ أحدكم في بيته، ثم أتى المسجد، كان في الصلاة حتى يرجع، فلا يقل هكذا، شبك بين أصابعه".([678])

وعن كعب بن عجرة t قال: سمعت رسول الله r يقول: "إذا توضأ أحدكم ثم خرج عامداً إلى الصلاة، فلا يشبكن بين يديه، فإنه في صلاة".

وفي رواية قال: "دخل عليَّ رسول الله r في المسجد، وقد شبكت بين أصابعي، فقال: "يا كعب إذا كنت في المسجد فلا تشبكّن بين أصابعك فأنت في صلاة ما انتظرت الصلاة".([679])

وعن ابن عمر، أن النبي r قال: "... ولا تتخذوا المساجد طُرُقا إلا لِذِكرٍ أو صلاة".([680])

وعن عبد الله بن مسعود t قال: قال رسول الله r: "سيكون في آخر الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدهم، ليس لله فيهم حاجةٌ".([681])

إتيان المسجد لمن أكل ثوماً أو بصلاً أو كراثاً أو فجلاً ونحو ذلك مما له رائحة كريهة من الأعمال التي يكرهها الله تعالى

عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي r قال: "من أكل من هذه الشجرة (يعني الثوم) فلا يقربنَّ مسجدنا".([682])

وفي رواية لمسلم: "فلا يقربن مساجدنا".

وفي رواية لهما: "فلا يأتينَّ المساجد".

قال ابن حجر : وقوله فلا يقربن بفتح الراء والموحدة وتشديد النون وليس في هذا تقييد النهى بالمسجد فيستدل بعمومه على إلحاق المجامع بالمساجد كمصلى العيد والجنازة ومكان الوليمة ، وقد ألحقها بعضهم بالقياس والتمسك بهذا العموم أولى ، ونظيره قوله وليقعد في بيته كما تقدم لكن قد علل المنع في الحديث بترك أذى الملائكة وترك أذى المسلمين فإن كان كل منهما جزء علة اختص النهى بالمساجد وما في معناها وهذا هو الأظهر وإلا لعم النهى كل مجمع كالأسواق ويؤيد هذا البحث قوله في حديث أبي سعيد عند مسلم "من أكل من هذه الشجرة شيئا فلا يقربنا  في المسجد".اهـ .([683])

وقال القاضي : ويلحق به من أكل فجلا وكان يتجشى ، قال : وقال ابن المرابط ويلحق به من به بخر في فيه أو به جرح له رائحة ، قال القاضي : وقاس العلماء على هذا مجامع المسجد كمصلى العيد والجنائز ونحوها من مجامع العبادات ، وكذا مجامع العلم والذكر والولائم ونحوها ولا يلتحق بها الأسواق ونحوها .([684])

وعن أنس t قال: قال النبي r: "من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنّا، ولا يصلينّ معنا".([685])

وعن جابرt قال: قال النبي r: "من أكل بصلا أو ثوماً فليعتزلنا، أو فليعتزل مساجدنا، وليقعُد في بيته".([686])

وفي رواية لمسلم: :من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربنَّ مسجدنا، فإنَّ الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم".

وفي رواية له: نهى رسول الله r عن أكل البصل والكراث، فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها، فقال: "من أكل مِنْ هذه الشجرة المنتنة فلا يقربنّ مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس".

وعن عمر بن الخطاب r: أنه خطب الناس يوم الجمعة فقال في خُطبته: ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين، لا أراهما إلاّ خبيثتين هذا البصل والثوم، لقد رأيت رسول الله r إذا وجَدَ ريحهما من الرجل في المسجد، أمر به فاُخرج إلى البقيع، فمن أكلهما فليُمتهما طبخا".([687])

قال النووي : معناه :من أراد أكلها فليمت رائحتهما بالطبخ، وإماتة كل شيء كسر قوته وحدته.([688])

يقاس على الثوم والبصل والكراث كل رائحة خبيثة تؤذي المصلين وتؤذي الملائكة، سواء الروائح المنبعثة من الجسد أو الملابس المنتنة أو الدخان، فعلى المصلي أن ينظف نفسه وأن يتجنب كل شيء يؤذي المصلين عند حضوره إلى المسجد لكي لا يأثم بذلك.

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "من أكلَ من هذه الشجرة: الثوم، فلا يؤذينا بها في مسجدنا هذا".([689])

وعن أبي ثعلبة t، أنه غزا مع رسول الله r  خيبر، فوجدوا في جنانها بصلاً وثوماً، فأكلوا منه وهم جياع، فلما راح الناس إلى المسجد إذا ريحُ المسجد بصل وثوم، فقال النبي r: "من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربنا" فذكر الحديث بطوله. ([690])

قال العلماء وفي هذا الحديث دليل على منع آكل الثوم ونحوه من دخول المسجد وإن كان خاليا لأنه محل الملائكة ولعموم الأحاديث .([691])  

وعن أبي سعيد t أن رسول الله e قال : "كلوه و من أكل منكم فلا يقرب هذا المسجد حتى يذهب ريحه منه - يعني الثوم –"  .([692]) ‌

وعن أبي سعيد الخدري t : "أن رسول الله e نهى عن أكل البصل و الكراث و الثوم"  .([693]) ‌

قوله : "نهى عن أكل البصل والكراث"  بضم الكاف وشد الراء آخره مثلثة ، والثوم  أي النيء سواء كان أكله من الجوع أو غيره كما في البخاري كالأكل للتشهي والتأدّم بالخبز  .

وعن عبيد الله عن نافع وسالم عن بن عمر رضي الله عنهما ، "أن رسول الله e نهى يوم خيبر عن أكل   الثوم  وعن لحوم الحمر الأهلية نهى عن أكل   الثوم  هو عن نافع وحده ولحوم الحمر الأهلية" .([694])

ونقل بن بطال عن بعض أهل العلم فإنه يبغي للإمام منع العائن إذا عرف بذلك من مداخلة الناس وأن يلزم بيته فإن كان فقيرا رزقه ما يقوم به فإن ضرره أشد من ضرر المجذوم الذي أمر عمر رضي الله عنه بمنعه من مخالطة الناس كما تقدم واضحا في بابه وأشد من ضرر   الثوم  الذي منع الشارع آكله من حضور الجماعة قال النووي وهذا القول صحيح متعين لا يعرف عن غيره لبعض بخلافه . اهـ .([695])

هذا إذا كان الثوم وهو في الأصل مباح وكذلك البصل ، وفيهما الفوائد الكثيرة لجسم الإنسان ومع ذلك نهانا رسول الله e عن إتيان المسجد لمن أكلهما ، فكيف إذا كانت رائحة دخان ، وهو في الأصل حرام ، وما أكثر في هذا الزمان من يأتي المسجد وفي فمه رائحة الدخان ، بل منهم من يأتي بعلبة الدخان إلى المسجد ويضعها في جيبه وعندما يسجد تسقط منه وتكون أمامه وهو يصلي!!!   

إعلامُ  الإخوانِ

بثوابِ الأذانِ

تعريف الأذان وحكمه

   قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: الأذان في اللغة: الإعلام ومنه قوله تعالى: ]فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ[ .([696]) وقوله: ]وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ[ .([697]) .

   وفي الشرع: إعلام خاص ، وهذا الغالب في التعريفات الشرعية أنها تكون أخص من المعاني اللغوية، وقد يكون بالعكس ـ فالإيمان في اللغة : التصديق ، وفي الشرع أعم منه ، ولكن الغالب الأول .

أما تعريف الأذان : فهو التعبد لله بالإعلإم بدخول وقت الصلاة بذكر مخصوص ، وهذا أولى من قولنا : الإعلام بدخول وقت الصلاة ؛ لأن الأذان يتبع الصلاة ، ولهذا إذا شرع الإبراد في صلاة الظهر شرع تأخير الأذان كما في الصحيح .

والأذان عبادة واجبة ؛ لأن النبي e أمر بها ، ولأن الله أشار إليه بالقرآن في قوله : ]وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً[ .([698]) وهذا عام ،

    وقوله: ] $pkšr'¯»tƒ tûïÏ%©!$# (#þqãZtB#uä #sŒÎ) šÏŠqçR Ío4qn=¢Á=Ï9 `ÏB ÏQöqtƒ ÏpyèßJàfø9$# (#öqyèó$$sù 4n<Î) ̍ø.ÏŒ «!$# [ .([699])

أما الإقامة : فإنها في اللغة مصدر أقام ، من أقام الشيء إذا جعله مستقيماً .

أما في الشرع : فهي التعبد لله بالقيام للصلاة بذكر مخصوص .

والفرق بينهما  أنَّ  الأذان : إعلام للصلاة للتهيؤ لها ، والإقامة: للدخول والإحرام بها ، وكذلك في الصفة يختلفان . اهـ ([700])

حكم الأذان والإقامة

هما فرضا كفاية على الرجال المقيمين للصلوات الخمس المكتوبة المؤداة ، يقاتل أهل بلدٍ تركوهما ، وتحرم أُجرتهما ، لا رزق من بيتِ المال لعدم متطوع .

ويكون المؤذن صيِّتاً أميناً عالماً بالوقتِ .

فإن تشاح فيه اثنان قُدِّمَ أفضلهما فيه ، ثم أفضلهما في دينه وعقلهِ ، ثم من يختاره الجيران ، ثم قُرعةٌ .([701])

ثم قال الشيخ رحمه الله تعالى : والأذان له شروط تتعلق بالأذان  نفسه ، وتتعلق بوقته وبالمؤذن : أما التي تتعلق به(الأذان) فيشترط فيه :

أن يكون مرتباً .

أن يكون متوالياً .

أن يكون بعد الوقت .

ألا يكون فيه لحن يحيل المعنى سواء عاد اللحن إلى علم النحو أو إلى علم التصريف .

أن يكون على العدد الذي جاءت به السنة .

أما في المؤذن : فلا بد أن يكون :

مسلماً .

عاقلاً .

ذكراً .

واحداً .

عدلاً .

مميزاً . ([702])

+ @ +

ثواب الأذان

ثواب الأذان وفضله

قال الله تعالى:)  ô`tBur ß`|¡ômr& Zwöqs% `£JÏiB !%tæyŠ n<Î) «!$# Ÿ@ÏJtãur $[sÎ=»|¹ tA$s%ur ÓÍ_¯RÎ) z`ÏB tûüÏJÎ=ó¡ßJø9$# ÇÌÌÈ (.([703])

 قالت عائشة رضي الله عنها: أرى هذه الآية نزلت في المؤذنين ، فهو المؤذن إذا قال: حي على الصلاة فقد دعا إلى الله ، وكذا قال ابن عمر رضي الله عنهما وعكرمة : إنها نزلت في المؤذنين ، وقد ذكر البغوي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه قال في قوله عز وجل وعمل صالحا يعني صلاة ركعتين بين الأذان والإقامة .([704])

 وعن أبي أمامة t قال : قال رسول الله r: "المؤذن يغفر له مد صوته وأجره مثل أجر من صلى معه".([705])

وعن أبي هريرة t، أن رسول الله r قال:"لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه ولو يعملون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً".([706])

       الاستهام : الاقتراع .

التهجير : التبكير إلى الصلاة .

النداء : الأذان .

الصف الأول : الذي يلي الإمام .

العتمة : العشاء .

الحبو : المشي على اليدين والركبتين .

قال ابن حجر في الفتح : قيل له الاستهام  لأنهم كانوا يكتبون أسماءهم على سهام إذا اختلفوا في الشيء فمن خرج سهمه غلب .

وقوله : ثم لم يجدوا في رواية المستملى ، والحموي : ثم لا يجدون .

قوله : إلا أن يستهموا ، أي : لم يجدوا شيئا من وجوه الأولوية أما في الأذان فبأن يستووا في معرفة الوقت وحسن الصوت ونحو ذلك من شرائط المؤذن وتكملاته وأما في الصف الأول فبأن يصلوا دفعة واحدة ويستووا في الفضل فيقرع بينهم إذا لم يتراضوا فيما بينهم في الحالين واستدل به بعضهم لمن قال بالاقتصار على مؤذن واحد وليس بظاهر لصحة استهام أكثر من واحد في مقابلة أكثر من واحد ولأن الاستهام على الأذان يتوجه من جهة التولية من الإمام لما فيه من المزية.

       التهجير : مشتق من الهجير و الهاجرة ، وهي شدة الحر نصف النهار وهو أول وقت الظهر وإلى ذلك مال . ([707])

وقال النووي رحمه الله تعالى : قوله e  : "ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا" : فيه الحث العظيم على حضور جماعة هذين  الوقتين والفضل الكثير في ذلك لما فيهما من المشقة على النفس من تنغيص أول نومها وآخره ، ولهذا كانت أثقل الصلاة على المنافقين ، وفي هذا الحديث تسمية العشاء عتمة ، وقد ثبت النهي عنه وجوابه من وجهين : أحدهما أن هذه التسمية بيان للجواز ، وأن ذلك النهي ليس للتحريم ، والثاني : وهو الأظهر أن استعمال العتمة هنا لمصلحة ونفي مفسدة لأن العرب كانت تستعمل لفظة العشاء في المغرب . ا.هـ .([708])

وعن جابر t، قال: سمعت رسول الله r يقول: "إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكانه  الروحاء".([709])

قال الراوي : والروحاء من المدينة على ستة وثلاثين ميلاً.

وعن البراء بن عازب t: أن نبي الله r  قال: "إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم والمؤذن يغفر له مدى صوته وصدقه من سمعه من رطب ويابس وله مثل أجر من صلى معه".([710])

"مدى صوته" يعني : غايته والمعنى يستكمل مغفرة الله تعالى إذا استوفى رفع الصوت فيبلغ من المغفرة بقدر ما يبلغ الغاية من الصوت.

و عن معاوية t قال: سمعت رسول الله r يقول: "المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة".([711])

 قال القاضي عياض وغيره : ورواه بعضهم إعناقاً بكسر بالهمزة أي: إسراعاً إلى الجنة وهو من سير العنق.

     وحدثني عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن أبي صعصعة الأنصاري ثم المازني عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري قال له: إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شَهِدَ له يوم القيامة".

      قال أبو سعيد سمعته من رسول الله r.([712])

قوله : "إلا شهد  له يومَ القيامة" : المراد من هذه الشهادة اشتهار المشهود له يوم القيامة بالفضل وعلو الدرجة، وكما أن الله يفضح بالشهادة قوماً، فكذلك يكرم بالشهادة آخرين .([713])

"البادية" : خلاف الحاضرة .

ومدى صوت المؤذن : غاية صوته .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: "يُغفر للمؤذن منتهى أذانِهِ ويستغفر له كل رطب ويابس سَمِعه".([714])

وعن أبي هريرة y قال : قال r : "المؤذن يغفر له مَدَّ صوته ، ويشهد له كلُّ رطبٍ ويابسٍ ، وشاهدُ الصلاة يكتب له خمس وعشرون حسنة ويكَّفِّرُ عنه ما بينهما".([715])

"وشاهدُ الصلاة" : أي شاهد الجماعة بأذانه يكتب له ما في تفضيل صلاة الجماعة على المنفرد.

       قال الخطابي رحمه الله تعالى: "مدى الشيء غايته، والمعنى أنه يستكمل مغفرة الله تعالى إذا استوفى وسعه في رفع الصوت، فيبلغ الغاية من المغفرة إذا

بلغ الغاية من الصوت"، وقال رحمه الله: وفيه وجه آخر هو أنه كلام تمثيل وتشبيه يريد أن المكان الذي ينتهي إليه الصوت لو يقدر أن يكون ما بين أقصاه وبين مقامه الذي هو فيه ذنوب تملأ تلك المسافة غفرها الله. أ.هـ.([716])

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين".([717])

"الإمام ضامن" أي : متكفل لصلاة المأمومين، .

"والمؤذن مؤتمن" أي : أمين على مواقيت الصلاة.

وعن أبي هريرة أيضا قال: قال رسول الله r: "إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي التأذين أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول له: أذكر كذا وأذكر كذا لما لم يكن يذكر من قبل حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى".([718])

      قال الخطابي رحمه الله: التثويب هنا الإقامة، والعامة لا تعرف التثويب إلا قول المؤذن في صلاة الفجر "الصلاة خير من النوم" ومعنى التثويب الإعلام بالشيء والإنذار  بوقوعه وإنما سميت الإقامة تثويباً لأنه إعلام بإقامة الصلاة،والأذان إعلام بوقت الصلاة.أ.هـ.([719])

وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في قول المؤذن في صلاة الفجر "الصلاة خير من النوم" قال : "قلت: والسنة الصحيحة في هذا التثويب تدل على أنه خاص بالأذان الأول في الفجر ، وهو مما هجره أكثر المؤذنين اليوم مع الأسف الشديد ، حتى في الحرمين الشريفين ، ولقد ابتلي بسبب إحياء أمثالها طائفة من إخواننا السلفيين في بعض البلاد الإسلامية ، والى الله المشتكى من أحوال هذا الزمان وقلة أنصار السنة فيه .أ.هـ .([720])

وعن أبي ذر t : أن النبي r خرج في الشتاء والوَرَقْ يتهافت فأخذ بغصن من شجرةٍ قال: فجعل ذلك الورق يتهافت فقال: "يا أبا ذر" قلت لبيك يا رسول الله قال: "إن العبد المسلم ليصلي الصلاة يريد بها وجه الله فتهافت عنه ذنوبه كما تهافت هذا الورق عن هذه الشجرة".([721])

وعن أنس بن مالك t قال: سمع رسول الله r رجلاً وهو في ميسر له يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال نبي الله r "على الفطرة" فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: "خرج من النار" فاستبق القوم إلى الرجل فإذا راعي غنمٍ حضرته الصلاة فقام يؤذن".([722])

       وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي r قال: "من أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة وكتب له بتأذينة في كل يوم ستون حسنة، وبكل إقامة ثلاثون حسنة".([723])

     وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله r يقول: "يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظية الجبل يؤذن بالصلاة ويصلي

فيقول الله عز وجل انظر إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف

مني قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة".([724])

     "الشظية" : بفتح الشين وكسر الظاء المعجمتين بعدهما ياء مثناة مشددة هي القطعة من الجبل تنقطع منه ولم تنفصل.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: "من أذن محتسباً سبع سنين كتب له براءة من النار".([725])

قال الإمام الدمياطي رحمه الله تعالى: قوله: "محتسباً" أي طالباً بأذانه وجه الله وما عنده مؤملاً من فضل الله عز وجل وسعة جوده أن يجعله مما يحاسبه بثوابه يوم القيامة قد أعده ذخراً له يوم فاقته وعند حاجته إلى الجزاء لم يأخذ عليه أجراً ولم يشتر به ثمناً ولم يطلب عليه ثناءً ولا شكراً قد أخلص فيه نيته وصحح عزيمته وثوقاً بالله ورسوله فيما وعد به من حسن الجزاء وعظيم الثواب.أ.هـ.المتجر الرابح.

      وعن سلمان الفارسي t قال: قال رسول الله r: "إذا كان الرجل بأرض رِقيٍّ فحانت الصلاةُ، فليتوضأ، فإن لم يجد ماءً فليتيمم، فإن أقام، صلى معه مَلَكاه، وإن أذنَ وأقام صلى خلفه من جنودِ اللهِ ما لا يُرى طرفاه".([726])

     "الِقيّ" بكسر القاف وتشديد الياء : هي الأرض القفر .

 

ثواب الدعاء عند سماع المؤذن

عن سعد بن أبي وقاص t، عن رسول الله r قال: "من قال حين يسمعُ المؤذن : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبدُهُ ورسولهُ ، رضيت بالله رباً ، وبمحمدٍ r رسولاً ، وبالإسلام ديناً ، غُفِرَ لَهُ ذَنبُهُ"([727]).

وفي رواية لمسلم : "غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه".([728])

      وفي رواية: "من قال حين يسمع المؤذن: وأنا أشهد".([729])

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان رسول الله e إذا سمع المؤذن قال : وأنا وأنا" .([730])

وعن جابر بن عبد الله t، أن رسول الله r قال: "من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آتِ محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة".([731])

ثواب الترديد مع المؤذن

عن أبي هريرة t، قال: كنا مع رسول الله r بـ (تلعات المحل) ، فقام بلال يُنادي ، فلما سكت قال رسول الله r: "من قال مثل ما قال هذا يقيناً دخل الجنة".([732])

وعن عمر بن الخطاب t أن النبي r قال: "إذا قال المؤذن: الله اكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال: أشهد أن محمداً رسول الله قال: أشهد أن محمداً رسول الله ثم قال: حي على الصلاة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: حي على الفلاح قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: الله أكبر الله أكبر قال: الله أكبر الله أكبر ثم قال : لا إله إلا الله قال : لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة".([733])

     قال النووي رحمه الله تعالى : قال أصحابنا : إنما استحب للمتابع أن يقول مثل المؤذن في غير الحيعلتين فيدل على رضاه به وموافقته على ذلك أما الحيعلة فدعاء إلى الصلاة وهذا لا يليق بغير المؤذن فاستحب للمتابع ذكر آخر فكان لا حول ولا قوة إلا بالله لأنه تفويض محض إلى الله تعالى.

والنكتة في التفويض المحض هاهنا:أنّك تتبرّأُ من حولك وقوتك وتستمد القوّة من الله جلّ وعلا لكي يوفقك لأداء هذه الصلاة المنادى بها وأداء جميع الطاعات..فتأمّل .

قال القاضي عياض رحمه الله : قوله r : "إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر ، فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر" إلى آخره ، ثم قال في آخره من قلبه "دخل الجنة" إنما كان كذلك لأن ذلك توحيد وثناء على الله تعالى وانقياد لطاعته وتفويض إليه لقوله : "لا حول ولا قوة إلا بالله" فمن فعل هذا فقد حاز حقيقة الإيمان وكمال الإسلام واستحق فضل الله تعالى .

وعن عبد الله بن عمرو أنه سمع رسول الله r يقول : "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منـزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجوا أن أكون أنا هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي".([734])

       وعن أنس بن مالك t : "أن رسول الله r عَرَّسَ ذات ليلة، فأذَّن بلال فقال رسول الله r: "من قال مثل مقالته وشهد مثل شهادته فله الجنة".([735])

"عرَّس المسافر" : بتشديد الراء إذا نزل آخر الليل يستريح.

       وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: "سلوا الله لي الوسيلة، فإنه لم يسألها لي عبدٌ في الدنيا إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة".([736])

ثواب الدعاء بعد الأذان

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أن رجلاً قال : يا رسول الله! إن المؤذنين يفضلوننا فقال رسول الله r : "قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تُعطه".([737])

       "يفضلوننا" بفتح الياء وضم الضاد المعجمة أي يحصل لهم فضل ومزية علينا في الثواب بسبب الأذان.

ويصلي على النبي r بعد فراغه من إجابة المؤذن . ([738])

 

 

 

وقال عليه الصلاة والسلام: "من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة".([739])

وعن أنس t:أن رسول الله r قال: "الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد".([740])

      وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: "ساعتان لا يرد على داع دعوته حين تقام الصلاة وفي الصف في سبيل الله".([741])

وعن جابر رضي الله عنه أن النبي r قال: "إذا ثوب بالصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء".([742])

      المراد بـ (التثويب) : الإقامة .

+ @ +

الخاتمة نسأل الله حسنها

    وبعد: فلقد علمتَ أخي المسلم - حفِظَكَ الله بهذا الدين - عَظَمَةَ هذا الركن عند الله تعالى..وأنّ الله سبحانه وتعالى لا يقبل من العبد صرفاً ولاعدلاً إلاّ بقدومه معه يوم الجزاء الأكبر يوم تعرض الأعمال على الخلاّق العليم الذي لا تخفى عليه خافية...تُعرضُ الأعمال وتأتي الصلاةُ في مقدّمتها نوراً يتلألأ وبرهاناً ساطعاً ,نوراً يُضيء الطريقَ لصاحبها حتّى يجتازَ الصراط المنصوب على متن جهنّم ] tPöqtƒ ts? tûüÏZÏB÷sßJø9$# ÏM»oYÏB÷sßJø9$#ur 4Ótëó¡o NèdâqçR tû÷üt/ öNÍkÉ÷ƒr& /ÏSÏZ»yJ÷ƒr'Î/ur ... [.([743])وبرهاناً يشهد لِمَن أقامها ولم يشغله عنها شاغل مهما كبر وعظم ] ×A%y`Í žw öNÍkŽÎgù=è? ×ot»pgÏB Ÿwur ììøt/ `tã ̍ø.ÏŒ «!$# ÏQ$s%Î)ur Ío4qn=¢Á9$# ... [،([744]) تشهد له عند عدم استطاعة الكلام    ] ÏŒÎ) Ü>qè=à)ø9$# t$s! ̍Å_$uZptø:$# tûüÏJÏà»x. ...[ ([745]) في ذلك الموقف العصيب والمشهد المخيف تتغيّر الأعضاءُ عن أماكِنها ...    ]  tbqèù$sƒs $YBöqtƒ Ü=¯=s)tGs? ÏmŠÏù ÛUqè=à)ø9$# ㍻|Áö/F{$#ur ÇÌÐÈ [،([746])فلا حيلة ولا مكر ولا خلاص إلاّ بالإتيان بها خالصةً صحيحةً ,فلْيكن دأبنا هو المحافظة عليها من الضياع ,ولْيكن دعاؤنا دوماً (اللهم يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينِك).

واعلم أنّ الله سبحانه وتعالى قد حكم على تارك الصلاة بالإجرام ,وكفى بالله حَكَماً, وكفى بالإجرامِ حُكْماً..] tbqä9uä!$|¡tFtƒ ÇÍÉÈ Ç`tã tûüÏB̍ôfßJø9$# ÇÍÊÈ $tB óOä3x6n=y Îû ts)y ÇÍËÈ (#qä9$s% óOs9 à7tR šÆÏB tû,Íj#|ÁßJø9$# ÇÍÌÈ ...[ ([747]) يالَهُ مِن حُكْم عادلٍ...أجرم بحقِّ خالقه والمنعمِ عَلَيْهِ فكان الجزاءُ من جنس العمل,هذهِ واحدة..والثانيةُ وهي الأدهى والأمرّ:عندما يأتي ربُّنا لِفَصلِ القَضاءِ,وبالتحديد:عندما يَكْشِفُ الجبّارُ عَنْ ساقِهِ-كَشْفاً يليقُ بجَلالهِ-فَيَخِرّ المؤمنون المصلّون ساجدين خاشعين,وتتخَشَّب ظهور المنافقين والذين لم يُصلّوا في الدنيا-والجزاءُ من جنس العمل-] tPöqtƒ ß#t±õ3ム`tã 5-$y tböqtãôãƒur n<Î) ÏŠqàf¡9$# Ÿxsù tbqãèÏÜtGó¡tƒ ÇÍËÈ [ ([748]) نَعم لا يستطيعون لأنّ التكليفَ قَد انتهى واليوم جزاءٌ ولا عمل..فينقسم الناسُ في ذلك الموقف إلى قسمين ]فَرِيْقٌ في الْجَنَّةِ وفَرِيْقٌ في السَّعيْرِ[ فريقُ المتقين وفريقُ المجرمين حينها يتميَّز الصادق مِن الكاذب والمؤمن من المنافق والناصح من المخادع ..]لِيَمِيْزَ اللّهُ الْخَبِيْثَ مِنَ الطَّيِّبِ[ في تلك الساعة يأتي الوعد الإلهي..] ä-qÝ¡nSur tûüÏB̍ôfßJø9$# 4n<Î) tL©èygy_ #YŠöÍr ÇÑÏÈ ..[. ([749])

فينبغي أن نحرص على أدائها بالشكل الصحيح ، ونحرص كذلك على السنن لما فيها من الأجور العظيمة ، وهي المكملة لصلاة الفريضة يوم القيامة إذا كان فيها نقص، فاحرص أخي الحبيب على هذا الأجر العظيم ، وخصوصاً الصلاة وبناء المساجد ، وإذا لم تستطع بناء مسجد فعليك بحديث النبي e : عن أبي كبشة الأنماري t أنه سمع رسول الله r يقول: "ثلاث أقسم عليهم وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال: ما نقص مال عبدٍ من صدقةٍ ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزاً ولا فتح عبدٌ باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقرأو كلمة نحوها وأحدثكم حديثاً فاحفظوه:

إنما الدنيا لأربعة نفر عبدٌ رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقاً، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان فهو بنيته، فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً يخبط في ماله بغير علم ولا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقاً، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول: لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته فوزرهما سواء".([750])

وقال رسول الله r: "من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه، وإن عملها كُتِبَت".([751]

فبمجرد النية الصالحة لعمل الخير تؤجر على ذلك بإذن الله تعالى .

وعليك أخي المسلم بالتمسك بآداب المسجد ، وكذلك الأذان والترديد معه .

 فالحرص الحرص أخي الكريم على هذا الأجر العظيم .

       وبهذا تم الكتاب والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وأرجو  الله أن تكونوا قد انتفعتم به،وأن تعملوا به ، وأن يعم به النفع .

    وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد إن لا إله ألا أنت أستغفرك وأتوب إليك .



وكتب / ماجد بن خنجر البنكاني
أبو أنس العراقي
2/محرم/1425هـ .
23/2/2004م
+ @ +
الصفحة
المادة
5
المقدمة .......…………….………………
9
تعريف الصلاة ومكانتها في الإسلام ..............
11
تعريف الصلاة ............................................
12
حكم الصلاة .............................................
21
التحذير من فوات صلاة العصر بغير عذر ..................
24
التحذير من ترك حضور الجماعة لغير عذر ..................
27
ثواب الصلاة وفضلها في الإسلام ...................
29
فضل الصلاة ..............................................
30
ثواب الصلوات المفروضات والمحافظة عليها ..................
41
الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات وثواب الصلاة في أول وقتها ...................................................
45
ثواب الركوع والسجود في الصلاة .........................
48
ثواب وفضل صلاة الجماعة ...............................
52
الحث على حضور الجماعة في الصبح والعشاء ..............
55
ثواب الصلاة في الفلاة .....................................
56
الترغيب في صلاة النافلة في البيوت………………....
58
ثواب انتظار الصلاة .............…………...…....
62
فضل صلاة الصبح والعصر ................................
64
فضل الصف الأول ...............………………...
67
ما يقول عند إرادته القيام إلى الصلاة .......................
68
ثواب التأمين ومن وافق تأمينه تامين الملائكة .................
71
ثواب من وصل صفا أو سد فرجة ....……………...
72
ثواب من حافظ على اثنتي عشر ركعة في اليوم والليلة .....
73
ثةاب صلاة الفجر ...........................
74
ثواب صلاة الوتر .............................
75
ثواب سنة الظهر ...........................
75
ثواب أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها .................
76
ثواب أربع ركعات قبل صلاة العصر .......................
76
ثواب الصلاة بين المغرب والعشاء ..........................
77
ثواب صلاة المرأة في بيتها ....................
78
ثواب صلاة الحاجة ......................
79
صلاة الاستسقاء ..........................
82
(ثواب صلاة النوافل) صلاة التطوع ........................
84
ثواب قيام الليل وفضله ....................................
94
ثواب من نام عن ورده فقضاه .............................
95
ثواب من نوى أن يصلي بالليل فغلبته عيناه ..................
95
ثواب صلاة الضحى والدوام عليها .........................
99
ثواب الترغيب في قضاء الإنسان ورده إذا فاته من الليل ......
99
ثواب صلاة التوبة .........................................
99
ثواب صلاة الاستخارة ....................................
101
باب ثواب الصلاة في مسجد قباء ..........................
102
باب مضاعفة أجر الصلاة في المسجد الحرام ومسجد المدينة الشريفة ..................................................
104
باب ثواب الصلاة في مسجد بيت المقدس ...................
105
حكم السفر وشد الرحال إلى الساجد لزيارتها أو التعبد بها ....
111
أبواب الجمعة
113
حكمها ..................................................
114
تعظيم يوم الجمعة .........................................
115
الفوائد ...................................................
120
باب ثواب صلاة الجمعة ويومها .....................
126
ثواب السعي إلى الجمعة والطيب والغسل .............
129
باب ثواب التبكير إلى الجمعة .................
133
قراءة سورة (الكهف) وفضلها .....................
137
أذكار الصلاة
139
دعاء الاستفتاح ..........................................
141
الذكر عند الركوع .......................................
141
الدعاء عند الرفع من الركوع وفي الاعتدال وثوابه ...........
142
فيما يقول من حصلت له وسوسة في الصلاة وغيرها .........
143
ثواب الأذكار بعد الصلاة وفضلها .........................
145
الحث على ذكر الله تعالى بعد صلاة الصبح والمغرب وثوابه....
147
ذكر الله تعالى بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس وثوابه .....
149
الأذكار بعد صلاة الصبح وثوابها ...........................
153
ثواب المحافظة على الوضوء وصفته
155
عدم استقبال القبلة عند قضاء الحاجة .......................
155
اليد اليسرى للخلاء وللإستنجاء .................
156
ثواب الوضوء واسباغه ...........................
168
ثواب من أسبغ الوضوء في البرد الشديد وهو يشق عليه
169
ثواب تجديد الوضوء وفضله ...............................
170
واجبات الوضوء .........................................
170
مسنونات الوضوء .......................................
171
نواقض الوضوء ..........................................
171
السواك مطهرة للفم مرضاة للرب .........................
177
فضل الذكر بعد الوضوء وثوابه ............
178
ثواب من بات طاهراً .....................................
179
فضل الوضوء بعد الاستيقاظ من النوم وثوابه
179
استحباب ركعتين الوضوء .................................
181
كراهية الاعتداء في الطهور ................................
183
صفة الصلاة
185
شروط صحة الصلاة ......................................
186
أركان الصلاة ............................................
187
واجبات الصلاة ................................
189
ملخص صفة الصلاة ......................................
198
سنن الصلاة ..............................................
203
من أخطاء بعض المصلين .............................
205
صلاة مسبل الإزار ........................................
209
كف الشعر والثوب في الصلاة (تشميره).....................
211
أخطاء المصلين في السترة .......................
214
الصلاة بين السواري ......................................
215
عدم تسوية الصفوف في الصلاة ................
223
تذكير الأصحاب بما لهم في إعمار المساجد من الثواب
227
المساجد خير البقاع ...........................
227
ثواب بناء المساجد في الأمكنة المحتاجة إليها .................
232
ثواب تنظيف المساجد وتطهيرها وتجميرها ......................
233
ثواب المشي إلى المساجد ......................................
239
فضل المشي إلى المساجد في الظلم ..............................
243
من آداب المسجد
245
إخلاص النية لله تعالى .....................................
246
دعاء الذهاب إلى المسجد .................................
246
أدب دخول المسجد .......................................
247
ثواب الدعاء عند دخول المسجد والخروج منه...............
248
تحية المسجد ...............................................
248
التحذير من الخروج من المسجد بعد الأذان لغير عذر .........
249
التحذير من البصاق في المسجد و إلى القبلة ..................
251
النهي عن إنشاد الضالة في المسجد ......................
253
تشبيك الأصابع في المسجد .............................
253
النهي عن البيع والشراء في المسجد ......................
254
النهي عن اتخاذ المساجد طرقاً ...........................
255
التحذير من إتيان المسجد لمن أكل ثوماً أو بصلاً أو كراثاً أو فجلاً ونحو ذلك مما له رائحة كريهة .....................
259
النهي عن إنشاد الشعر في المسجد .......................
259
النهي عن رفع الصوت في المسجد ......................
261
حكم حجز مكان في المسجد ..........................
262
إدخال الكافر المسجد لحاجة ...........................
264
حكم السفر وشد الرحال إلى المساجد لزيارتها أو التعبد بها ...
271
إعلام الأخوان بثواب الأذان
273
تعرف الأذان وحكمه .........................................
274
حكم الأذان والإقامة .........................................
177
ثواب الأذان
279
ثواب الأذان وفضله .............…...………...…..
286
ثواب الدعاء عند سماع المؤذن ..............................
287
ثواب الترديد مع المؤذن ..................……
289
ثواب الدعاء بعد الأذان ...................................
291
الخاتمة ................................................
297
الفهارس
299
مصادر الكتاب ......................................................
303
فهرس الموضوعات ................................
مصادر الكتاب
القرآن الكريم .
موطأ الإمام مالك .
مسند الإمام أحمد .
صحيح البخاري .
صحيح مسلم .
فتح الباري .
شرح صحيح مسلم للنووي .
شرح رياض الصالحين لابن عثيمين .
تفسير القرآن العظيم لابن كثير .
أضواء البيان للشنقيطي .
مصنف ابن أبي شيبة .
تلخيص الحبير .
مجمع الزوائد للهيثمي .
مستدرك الحاكم .
فيض القدير .
سنن النسائي .
المحلى لابن حزم .
روضة الطالبين .
مجموع الفتاوى .
الفتاوى الكبرى .
فتاوى اللجنة الدائمة .
جامع الأصول .
السلسلة الصحيحة .
صحيح الجامع للألباني .
صحيح الترغيب .
صحيح الترمذي .
صحيح ابن ماجة .
صحيح ابن خزيمة .
مشكاة المصابيح .
إرواء الغليل .
صحيح موارد الظمآن .
صحيح الكلم الطيب .
صفة الصلاة الألباني .
أحكام الجنائز .
شرح السنة .
تحفة الأحوذي .
الشرح الممتع .
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان .
هداية الحيارى .
إغاثة اللهفان .
زاد المعاد .
معالم السنن .
المتجر الرابح .
سنن الصلاة للعلامة ابن باز .
سبل السلام .
الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع .
القول المبين في أخطاء المصلين .
تفسير العُشر الأخير .
أحكام السواك .
معجم البلدان .
لسان العرب .
القاموس المحيط .
معجم مقاييس اللغة .
مختار الصحاح .
الفائق .
النهاية في غريب الحديث .
الكتب التي صدرت للمؤلف بفضل الله وحده
إتحاف ذوي الألباب بما في الأقوال والأفعال من الثواب . طبع دار النفائس عمان .
قرأه وقدم له فضيلة الشيخ محمد إبراهيم شقرة .
تحذير الأنام بما في الأقوال والأفعال من الآثام . طبع دار النفائس عمان .
قرأه وقدم له فضيلة الشيخ محمد إبراهيم شقرة .
3- آداب اللسان فيما يخص اللسان من خير أو شر في ضوء الكتاب والسنة وأقوال السلف.دار النفائس.
4- الرواة الذين ترجم لهم العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى من إرواء الغليل ومقارنتها بأحكام الحافظ ابن حجر رحمه الله، ويليه الفوائد الفقهية والحديثية. طبع مكتبة الصحابة الإمارات الشارقة .
5- رحلة العلماء في طلب العلم . طبع دار النفائس عمان .
6- صحيح الطب النبوي في ضوء الكتاب والسنة وأقوال السلف . طبع دار النفائس عمان .
8- أشراط الساعة الكبرى. طبع مكتبة عباد الرحمن ، ومكتبة العلوم والحكم القاهرة .
9- قصص وعبر وعظات من سيرة الصحابيات.طبع مكتبة عباد الرحمن ، ومكتبة العلوم والحكم القاهرة.
10- تحذير الخلان من فتنة آخر الزمان المسيح الدجال . طبع دار النفائس عمان .
11- تنـزيه كلام خير الأنام عما لا يصح من أحاديث الصيام . طبع مكتبة الصحابة ، ومكتبة أهل الحديث الإمارات الشارقة ، ومكتبة التابعين القاهرة .
12- نزْهَة العِبَاد بِفَوَائِد زَاد المعَادْ. طبع مكتبة المعارف بيروت ومكتبة الصحابة الإمارات الشارقة، مكتبة التابعين القاهرة .
13- ابن لك بيتاً في الجنة . طبع الأردن .
14- خمسة أخطاء في الصلاة . طبع الأردن .
15- فضل الصيام والاستقامة على الأعمال . طبع الأردن .
16- رد السهام الطائشة في الذب عن أمنا السيدة عائشة .
18- تذكير الأحبة بما لهم من الأجر في الصدقة. طبع مكتبة أهل الحديث الإمارات الشارقة.
19- تحفة الأقران بفضل القرآن . طبع مكتبة أهل الحديث الإمارات الشارقة .
20 - أحكام المرأة المسلمة .
21 – القول المبين في قصص الظالمين . طبع مكتبة عباد الرحمن ، مصر .
22- شرف المؤمن .
23- أشراط الساعة الكبرى .
24- الذهب المسبوك بما يجب على المرأة من السلوك .
25- تفسير الأحلام المنسوب لابن سيرين. تحقيق وتعليق.
26- إعلام الأصحاب بما في الإسلام من الآداب .
وهناك كتب تحت الطبع في مكتبة المعارف في الرياض :
الياقوت والمرجان في وصف الجنة والحور الحسان .
إتحاف الصالحين بسيرة أمهات المؤمنين .
جواب السؤول عن سيرة بنات وعمات الرسول e .
معاني الأذكار وثوابها .
يبتدعون ولا يعلمون .
إعلام شباب الإسلام بحرمة التفجيرات والخروج على الحكام .
إعلام الجماعة عن الفتن والأحداث .
حفظ اللسان والتحذير من الغيبة والبهتان ، ويليه تحذير المسلم بما في الحسد من الإثم، ويليه تحصين البيت والأولاد من كيد الشيطان .
سباق أهل الإيمان إلى قصور الجنان . طبع مكتبة الصحابة الشارقة .
الثواب في بناء المساجد والمشي إليها .
تذكير الأحبة بما لهم من الأجر في الصدقة .
أحلى الكلام عن صلة الأرحام .
تحفة الأقران بفضل القرآن .
وإني لأرجو من كل أخٍ كريم يطلع على أي مؤلف من هذه المؤلفات إذا وجد خطأ أن يعلمني به وأن يراسلني على عنوان مكتبة المعارف بالرياض، أو مكتبة الصحابة في الشارقة ، أو الفرقان في دبي، أو دار النفائس عمان ، أو مكتبة عباد الرحمن في القاهرة ، عملاً بحديث المصطفى e : "الدين النصيحة" ، و "رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي" حتى نحق الحق ، ولم آلُ جهداً من تحري الحق ، فإن وُفقت إليه فإنه من فضل الله عليَّ ، وله المنّة وحده . وإن كانت الأخرى فحسبي أنّي قد بذلت قصارى جهدي في جمع الأدلة الصحيحة والأخذ من علماء الإسلام، مع الحرص على معرفة الحق والصواب .
وإني متراجع عما يصدر مني من خطأ في أي موضع مما كتبت وأستغفر الله منه، تأسياً بقول بعض سلفنا الصالح: "أذا صح الحديث فهو مذهبي"، وأستغفر الله ذا الكمال من خطئي ، وما زل به قلمي، ودينُ الله بريء منه ، وأنا تائب عنه ، والله خيرُ مأمول ألا يضيع سعينا ، ولا يخيب رجاءنا ، وهو حسبنا ونعم الوكيل. والله الموفق، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وجزاكم الله خيراً .
دعوة ومناشدة لأخواني المسلمين:
إخواني وأحبائي المسلمين:
قـد قال صلى الله عليه وسلم: [من كانت لأخيه عنده مظلمة من عرض أو مال، فليتحلله اليوم، قبل أن يؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم، فإن كان له عمل صالح، أخذ بقدر مظلمته وإن لم يكن له عمل أخذ من سيئات صاحبه فجعلت عليه] (رواه البخاري)
وقد نظرت في صحائفي نظرة سريعة إلى الوراء فوجدت من الحقوق والديون لإخواني من المسلمين ما لا أستطيع الوفاء به، إنها سلسلة طويلة من المظالم!! وأنا راجع عنها في الدنيا قبل الآخـرة، وداع كل من له مظلمة عندي أن يسامحني في هذه الدنيا، وجزاه الله خيراً أو يطالبني الآن، وجـزاه الله خيراً إذا عجل مطالبته هنا في هذه الدنيا، وهو بذلك نعم الأخ والصديق!! وأرجو من كل أخ مشفق صديق، وأناشده الله ألا يؤخر مطالبته يوم القيامة.
اللهـم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا، ورحمتك التي وسعت كل شيء، أسألك بأنك أنت الله رب العالمين، البر الرحيم الغفور الودود، ذو العرش الكريم، أن تتجاوز عن خطيئاتي، وأن تغفر لي ذنبي، وأن تجزي كل مؤمن صنع إحساناً بإحسان من عندك، وأن تغفر لكل من أساء إلي أو ظلمني أي مظلمة كانت.
المؤلف .


(1) سورة آل عمران .

(2) سورة الأحزاب .

[3]) ) أخرجه مسلم .

[4]) ) المائدة الآية (2) .

([5])صحيح الترمذي رقم (1592)، السلسلة الصحيحة برقم (417)، المشكاة رقم (3025)، التعليق الرغيب (2/56) .

[6]) ) معجم مقاييس اللغة (3/300) ، القاموس المحيط (1/355) .

[7]) ) سورة التوبة .

[8]) ) التوبة الآية (84) .

[9]) ) الشرح الممتع (1/315) .

[10]) ) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان برقم (8)،ومسلم في كتاب الإيمان برقم (16).

[11]) ) سورة الفتح  . 

[12]) ) مجموع الفتاوى (7/613) .

(1) أخرجه أحمد(5/346)، والترمذي(2623)والنسائي المجتبى (1/231) والحاكم  (1/6-7) ، وابن أبي شيبة في الإيمان(46) ، صحيح الجامع  حديث رقم (4143).‌

[14]) ) فيض القدير .

(3) رواه مسلم في صحيحه برقم (82) ، وأبو داود في السنة برقم (4678)، والترمذي برقم(2622).

(4) رواه مسلم في كتاب الإيمان والنسائي والترمذي وأبو داود.

(1) أخرجه ابن أبي الدنيا في الفتن (4034) والبخاري في الأدب المفرد برقم (18) ، وتلخيص الحبير               (2/148)، الإرواء (7/89-91).

(2) رواه البخاري في كتاب مواقيت الصلاة برقم (553).

[19]) ) صحيح الجامع حديث رقم (5904).‌

 

(1) مجموع الفتاوى (10/ 433) .

 

(1) سورة النساء .

(2) مجموع الفتاوى (10/435) ، والفتاوى الكبرى (2/263) .

(3) فتاوى اللجنة الدائمة (1/37) .

(1) .صححه الألباني في "إرواء الغليل"(2026)وصحيح الترغيب (567).

(2) صحيح الترغيب (570)، إرواء الغليل (7/89-91).

(3) حسنه الألباني في الترغيب برقم (576).

(4) قال الألباني: "صحيح موقوف" الترغيب (575).

(1) رواه البخاري برقم (25)، ورواه مسلم برقم (21).

(2) رواه البخاري(4351)،ورواه مسلم (1064).

(3) أخرجه أحمد (2/169) ، والدارمي (2/301) ، وابن حبان (254) ، ونسبه الهيثمي (1/292) إلى الطبراني في"الكبير"و"الأوسط"قال:"رجال أحمد ثقات" ، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (1/386) إسناده جيد.

(4) رواه الترمذي ، والحاكم (1/1) وقال الشيخ الألباني : "صحيح" الترغيب(565)

(1) أخرجه البخاري برقم (7047) .

(2) المحلى (2/242).

([34] ) الشرع الممتع (1/315) .

(4) الشرح الممتع (2/26) .

(1) أخرجه أحمد في المسند (2/290 و 425) و (4/60 و 103) و (5/72 و 377)، وأبو داود  (864) و (413) والنسائي (1/232)وابن ماجة (1425) و   (1426)، والترمذي (411)، وابن أبي عاصم في الأوائل رقم (35)، صحيح الجامع حديث رقم (2020)  .‌

(2) رواه البخاري برقم (594).

(3) رواه البخاري في كتاب مواقيت الصلاة برقم (552) ، ومسلم في كتاب المساجد برقم (626).

(4) صحيح الترغيب (481).

(1) رواه البخاري برقم (6049) .

(2) فتح الباري (11/230) .

(1) سورة الصف (10) .

(2) فتح الباري (11/230) .

(3) سورة المؤمنون الآية (99) .

(4) سورة المؤمنون الآية (100) .

(5) الإنسان آية (9) .

(1) رواه ابن ماجة،وابن حبان في"صحيحه"، والحاكم وقال : "صحيح على شرطهما"،وصححه الألباني في الترغيب برقم(426)،صحيح الجامع برقم(6300)

(2) رواه مسلم برقم (651)، وابو داود في سننه برقم (549) واللفظ له، وابن ماجة والترمذي مختصراً . وبنحوه أخرجه البخاري .

(3) رواه مسلم في كتاب المساجد برقم (653)، والنسائي وغيرهما.

(4) صحيح الترغيب (432).

(1) رواه مسلم برقم (654) ، وأبو داود وغيرهما.

(2) قال الألباني : "حسن صحيح" الترغيب (427) ، وصحيح الجامع برقم (5701) .

(3)رواه الحاكم وقال : "صحيح الإسناد" ، وصححه الألباني في الترغيب برقم (434).

[54]) ) صحيح موارد الظمآن برقم (217) .

[55]) ) السلسة الصحيحة برقم (41) ، وصحيح موارد الظمآن برقم (218) ، وصحيح أبي داود برقم (1086) ، الإرواء (1/230/214) .

[56]) ) النهاية (2/476) .

([57]) سورة النساء .

(1) أخرجه الترمذي (616) في كتاب الصلاة وأحمد في المسند (5/251) والحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط مسلم، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وصححه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم (867).

(1) رواه أبو داود،والنسائي،وابن حبان في "صحيحه" ، ورواه الإمام مالك،وصححه الألباني في الترغيب(63).

(2)صححه الألباني في الترغيب برقم(363)،والسنة(967)،والصحيحة(1/131)والمشكاة(570)

(3) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان برقم (46) وفي كتاب الشهادات برقم(2678) وفي كتاب الصوم برقم (1891) وفي كتاب الحيل برقم (6956)، ومسلم في كتاب الإيمان برقم  (100).

(1) أخرجه البخاري في كتاب الزكاة برقم (1396) وفي كتاب الأدب برقم (5982) وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان برقم (104).

(2) رواه أبو يعلى وعبد الله ابن الإمام أحمد في زياداته على "المسند"، وحسنه الألباني في الترغيب برقم (375).

(3) أخرجه البخاري في كتاب مواقيت الصلاة برقم(528)،ومسلم في المساجد برقم (1520).

(4) رواه ابو داود وابن خزيمة وابن حبان.

([66]) رواه محمد بن نصر، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (1664).

([67]) سبق تخريجه.

([68]) رواه ابن ماجة والضياء عن عبادة بن الصامت، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5618)، والترغيب (379).

([69]) رواه الطبراني في "الصغير"و"الأوسط"،و"الكبير" موقوفاً عليه ، وحسنه الألباني في الترغيب    برقم (351).

([70]) رواه الطبراني في "الأوسط" و"الصغير" ، وقال : "تفرد به يحيى بن زهير القرشي" ، وحسنه الألباني الترغيب (352)

([71]) رواه مسلم في صحيحه.

([72]) رواه البخاري في  الوضوء برقم (160)، ومسلم في الطهارة برقم (231). (قوله:لولا أية....الخ:يعني: إنّ الذين يكتمون ماأنزلنا من البيِّنات....الآية)

([73]) رواه مسلم في صحيحه في الطهارة برقم (232).

([74]) رواه مسلم في صحيحه في الطهارة برقم (228).

([75]) رواه أحمد بإسناد حسن، وحسنه الألباني في الترغيب برقم (358).

([76]) رواه مسلم في كتاب المساجد برقم (657).

([77]) رواه البخاري في مواقيت الصلاة برقم(555)،ومسلم في المساجدبرقم (632).

([78]) سبق تخريجه.

([79]) رواه مسلم في كتاب الطهارة برقم (233) والترمذي وغيرهما.

[80]) ) صحيح الترغيب (1/212-213) .

([81]) أخرجه البخاري في كتاب الزكاة برقم (1397)ومسلم في الإيمان برقم (107).

([82]) أخرجه محمد بن نصر، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (1398)

([83]) رواه مسلم في كتاب الصلاة برقم (542).

([84]) رواه أبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان، وصححه الألباني في صحيح الجامع(113).

([85]) أخرجه البخاري في كتاب الحدود برقم (6823) ومسلم في كتاب التوبة برقم(6937).

([86]) أخرجه البخاري في كتاب مواقيت الصلاة برقم (526) وفي كتاب التفسير برقم (4687)، وأخرجه مسلم في كتاب التوبة برقم (6932) و (6935).

([87]) رواه الطبراني في الكبير وإسناده جيد، وصححه الألباني الترغيب (361).

([88]) أخرجه مسلم في المساجد (1512).

([89]) أخرجه مسلم في صلاة المسافرين برقم (1924).

([90]) رواه أحمد بإسناد صحيح والطبراني وابن ماجة، قال في المجمع (1/292) : "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد ثقات" .  المشكاة (578).

([91]) سورة البقرة (238).

([92]) اخرجه البخاري في كتاب مواقيت الصلاة برقم (504) ، وفي الجهاد برقم(2630)، وفي الأدب برقم (5625)،وفي التوحيد برقم (7096)، وأخرجه مسلم في الإيمان برقم(248و249).

([93]) أنظر تخريج الحديث الذي قبله.

([94]) رواه أحمد ، وقال الألباني: "حسن" الترغيب (374).

([95]) أخرجه أبو داود برقم (864) والترمذي برقم (413) وابن ماجة برقم (1425) ، وصححه  الألباني في الصحيحة (539) والمشكاة (1330 1331)

([96]) رواه أحمد والنسائي والطبراني وحسنه العلامة الألباني في الترغيب برقم(356)

([97]) رواه مالك واللفظ له وأحمد بإسناد حسن والنسائي وابن خزيمة في "صحيحه"، وصححه العلامة الألباني في الترغيب برقم (364).

([98]) رواه أحمد بإسناد حسن، وقال الألباني: "صحيح"، الترغيب (365).

([99]) رواه الإمام أحمد بإسناد جيد، وحسنه الألباني في الترغيب (367).

([100]) سبق تخريجه.

([101])رواه الطبراني في الكبير والأوسط،وحسنه الألباني في الإرواء (397)والترغيب (394)

([102]) رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة.

([103]) رواه مسلم.

[104]) ) مجموع الفتاوى (22/554) .

([105]) سورة الحج .

([106]) سورة السجدة .

([107]) رواه مسلم في الطهارة برقم (234).

([108])صححه الألباني في الترغيب برقم (384).

([109]) رواه أحمد بإسناد حسن، قال في المجمع (2/278) : "رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه قال: ثم قام فصلى ركعتين واربعاً مكتوبة أو غير مكتوبة يحسن فيها الركوع والسجود" ، وإسناده حسن وصححه الألباني في الترغيب برقم (386).

([110]) رواه مسلم في كتاب الصلاة برقم (1094).

([111]) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/248): "رواه كله أحمد والبزار بنحوه بأسانيد وبعضه رجاله رجال الصحيح ورواه الطبراني في الأوسط"، وصححه الألباني في الترغيب برقم (385).

([112]) رواه مسلم في كتاب الصلاة برقم (1093).

([113]) رواه مسلم في كتاب الصلاة برقم (1083).

([114]) رواه أبو داود وابن ماجة وهو في الإرواء برقم (207).

([115]) أخرجه البخاري في كتاب الأذان برقم (645) ، ومسلم في كتاب المساجد برقم              (1475،1476).

([116]) رواه الترمذي، وصححه الألباني في الترغيب (404) والصحيحة (1979) والمشكاة (1144) وصحيح الجامع (6241).

([117]) أخرجه البخاري في كتاب الأذان برقم (647)ومسلم في المساجد (649).

[118]) ) المتجر الرابح (ص58) .

[119]) ) شرح رياض الصالحين (1/13) .

([120]) رواه مسلم في كتاب المساجد برقم (654) وأبو داود والنسائي وابن ماجة.

[121]) ) شرح النووي (5/157،156) .

([122]) رواه ابن خزمية في "صحيحه"، وصححه الألباني في الترغيب برقم (401).

([123]) رواه ابو داود والنسائي والحاكم وقال: "صحيح على شرط مسلم" وحسنه الألباني في الترغيب (405).

([124]) رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما" والحاكم، وحسنه الشيخ الألباني في الترغيب برقم (406).

([125]) سبق تخريجه.

([126]) سورة الإسراء (78).

([127]) رواه مسلم في كتاب المساجد برقم (1489)، ورواه الإمام مالك.

([128]) أخرجه مسلم برقم (656)، والترمذي برقم (221).

([129]) أخرجه البخاري (2/141 فتح) ومسلم في كتاب المساجد برقم (1480).

([130]) رواه ابن ماجة بإسناد صحيح، الترغيب (415) وقال الألباني: "صحيح".

([131]) رواه الطبراني في "الكبير" بإسناد حسن، وصححه الألباني في الترغيب(419).

([132]) أخرجه مسلم في كتاب المساجد برقم (1491) و (1492).

([133]) أخرجه البخاري في كتاب مواقيت الصلاة برقم (555) وفي كتاب التوحيد برقم (7429)و (7486) وأخرجه مسلم في كتاب المساجد برقم (11430).

([134]) سورة طه (130).

([135]) أخرجه البخاري في كتاب مواقيت الصلاة برقم (554) و (573) وفي كتاب التفسير برقم   (4851) وفي كتاب التوحيد برقم (7434) وأخرجه مسلم في كتاب المساجد برقم (1432).

([136]) رواه مالك في الموطأ، الترغيب (418) وقال الألباني: "صحيح".

([137]) رواه البزار والطبراني وابن خزيمة في "صحيحه"وأخرجه الحاكم وقال: "صحيح على شرط الشيخين"،وصححه الألباني في الترغيب برقم (411).

[138]) ) فلاة : أي صحراء واسعة ليس فيها أحد ففي القاموس الفلاة القفر أو المفازة لا ماء فيها أو الصحراء الواسعة انتهى والمراد هنا الأخير . فيض القدير . 

([139])رواه أبو داود والحاكم بلفظه وقال"صحيح على شرطهما"،وصححه الترغيب(407)

([140]) رواه ابن حبان في "صحيحه"، وصححه الألباني في الترغيب برقم (407).

([141]) رواه عبد الرزاق عن ابن التيمي عن أبيه عن أبي عثمان النهدي عن سلمان، وقال الألباني: "صحيح" الترغيب (408).

([142]) سبق تخريجه.

([143]) رواه البخاري في كتاب الصلاة برقم(32)،وفي كتاب التهجد برقم(1187)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (777).

[144]) ) فتح الباري (1/529) .

([145]) رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (778)،ورواه ابن خزيمة في"صحيحه"من حديث أبي سعيد.

([146]) رواه البخاري في كتاب الدعوات برقم (6407) ، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم   (779).

([147])رواه أحمد وابن ماجة وابن خزيمة في "صحيحه"وصحيح الترغيب برقم(436).

([148]) رواه البخاري وبنحوه مسلم.

([149]) رواه البيهقي وإسناده جيد، وقال الشيخ الألباني: "حسن"، الترغيب (438).

([150]) سورة آل عمران (200).

[151]) ) صحيح الجامع برقم (5604) ، والثمر المستطاب(2/640).

([152]) أخرجه البخاري في كتاب الأذان برقم (659)ومسلم في كتاب المساجد برقم (1508).

([153]) أخرجه مسلم في كتاب المساجد برقم (1506).

([154]) أخرجه البخاري (2/142 فتح).

([155]) أخرجه مسلم في كتاب المساجد برقم (1507) ، وأبو داود في كتاب الصلاة برقم (471) .

([156]) أخرجه البخاري (2/51 فتح).

([157]) أخرجه مسلم في كتاب المساجد برقم (1509).

([158])صحيح ابن ماجة برقم (653)والصحيحة برقم(661)،صحيح الترغيب برقم(442)

[159]) ) حسنه الشيخ الألباني رحمه الله في الثمر المستطاب (2/633) ، وقال : أخرجه النسائي        (1/120) ،وأحمد (5/331)

([160]) رواه الترمذي وقال : (حديث حسن صحيح غريب) ، صحيح الترغيب برقم (441).

([161]) سبق تخريجه.

([162]) صحيح الترغيب برقم (446).

([163]) رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" ، وقال الألباني: "حسن" الترغيب برقم (447).

([164]) رواه ابن حبان في "صحيحه"، وصححه الألباني في الترغيب برقم (451).

([165]) صحيح الجامع (59) وتخريج الترغيب (1/98 و 126).

([166]) صحيح ابن ماجة (630)وقال: "حسن صحيح"،التعليق الرغيب (1/97) والترغيب (186).

([167]) رواه أحمد، وصححه العلامة الألباني في الترغيب برقم (452).

([168]) أخرجه البخاري في كتاب مواقيت الصلاة برقم(574)،ومسلم في المساجد برقم (1436).

([169]) أخرجه مسلم في كتاب المساجد برقم (1434).

([170]) أخرجه مسلم في كتاب المساجد برقم (1435).

([171]) رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ،وقال الألباني:"حسن" الترغيب.برقم (455).

([172]) رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (830).

([173]) رواه ابن ماجة والطبراني في "الكبير"وقال الألباني: حسن ، الترغيب (458).

([174]) سبق تخريجه.

([175]) رواه الطبراني  في "الكبير" و "الأوسط"، وحسنه الألباني في الترغيب برقم   (459).

([176]) أخرجه أبو داود برقم (664) والنسائي (2/89 90) وابن ماجة برقم (997) وابن خزيمة، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح ابن خزيمة (1551، 1552، 1556، 1557) وصحيح ابن ماجة برقم (816) والترغيب (490).

([177]) رواه ابن ماجة بإسناد صحيح  ، صحيح ابن ماجة برقم (813) ، والمشكاة (1101)، والترغيب (489) وتمام المئة (ص 288).

([178]) أخرجه أبو داود برقم (666)، المشكاة (1102) والترغيب (492) وقال الألباني: "صحيح".

([179]) أخرجه أبو داود برقم (676)، وابن ماجة (1005) وابن حبان (2160)، وغيرهم المشكاة (1096) تمام المنة (ص 288).

([180]) رواه مسلم في كتاب الصلاة برقم (984)، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة.

([181]) صحيح الترغيب (487).

([182]) رواه البخاري في كتاب الأذان برقم (723) ، ومسلم في كتاب الصلاة برقم (433).

([183]) رواه مسلم في كتاب الصلاة برقم (430)، وابو داود والنسائي وابن ماجة.

([184]) رواه أبو داود، وصححه الألباني في الترغيب برقم (493).

([185]) رواه البخاري في كتاب الأذان برقم (719)، ومسلم في الصلاة برقم(435).

([186]) رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (709).

[187]) ) رواه مسلم في كتاب المساجد برقم (1354) .

([188]) أخرجه مسلم في كتاب المساجد برقم (1357) والترمذي في كتاب الدعوات برقم (3592) والنسائي في كتاب الافتتاح برقم (884).

([189]) أخرجه البخاري في كتاب الأذان برقم (780)، ومسلم في الصلاة برقم(914).

([190]) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة برقم (916) و (917).

([191]) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة برقم (918).

([192]) السلسلة الصحيحة برقم (692)، وصحيح الترغيب (512).

([193]) رواه النسائي، صحيح الترغيب للشيخ الألباني برقم (511).

([194]) رواه في "الكبير" وصححه الألباني في الترغيب (513).

([195]) رواه البخاري في كتاب الأذان برقم (799).

([196]) رواه البخاري في كتاب الأذان برقم (796) ، ومسلم في كتاب الصلاة برقم (409).

([197]) رواه مسلم في كتاب المساجد برقم (601).

([198]) أخرجه البخاري في كتاب الأذان برقم (796) وأخرجه أيضاً في كتاب بدء الخلق برقم        (3228) وأخرجه مسلم في كتاب الصلاة برقم (912).

([199]) رواه أحمد وابن ماجة، صحيح الجامع (7256) والترغيب (499)وقال الألباني: "صحيح".

([200])صححه العلامة الألباني في صحيح الجامع برقم(1839) الترغيب برقم(498).

([201]) رواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وقال: "صحيح على شرط مسلم"، وحسنه الألباني رحمه الله في صحيح ابن خزيمة برقم (1550)وعزاه للفتح الرباني(5/316).

([202]) رواه النسائي وابن خزيمة والحاكم وقال: "صحيح على شرط مسلم" وصححه الألباني في تعليقه على ابن خزيمة (1549).

([203]) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (1892).

([204]) رواه الطبراني بإسناد حسن.

([205]) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (1693) وأبو داود في كتاب الصلاة برقم (1250) والنسائي.

([206]) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين.

([207]) أخرجه مسلم.

([208]) رواه النسائي وهذا لفظه، والترمذي وابن ماجة، وصححه الألباني في الترغيب برقم (577).

([209]) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (1685).

([210]) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (1686).

([211]) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (1684).

([212]) متفق عليه، رواه البخاري في كتاب التهجد برقم(1169)،ومسلم في صلاة المسافرين(724).

([213]) رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير واللفظ له، صحيح الترغيب برقم(580).

([214]) رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (755)، والترمذي وابن ماجة وغيرهم.

([215]) إرواء الغليل (2/156) رقم (423) الترغيب (592) وحسنه الألباني رحمه الله

([216]) رواه أبو داود والترمذي، واللفظ له والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة في "صحيحه" وقال الترمذي: "حديث حسن" وصححه الألباني رحمه الله في الترغيب برقم (588).

([217]) رواه أحمد والطبراني ، وصححه العلامة الألباني في الترغيب برقم (593).

([218])أخرجه الترمذي (487)وأحمد(3/411)وصححه الألباني في الترغيب(583)والشمائل(251)

([219]) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه النسائي وابن خزيمة وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب، والقاسم بن عبد الرحمن شامي ثقة" انتهى،وصححه الألباني في الترغيب(581).

([220]) أخرجه أبو داود وابن ماجة، وحسنه العلامة الألباني في الترغيب (582).

([221]) صحيح الجامع (4843) وقال صحيح وانظر ضعيف ابن ماجة (240)، وحسنه الألباني في الترغيب برقم (582).

([222]) أخرجه أبو داود (1271) ، والترمذي (430) ، وأحمد (2/117)، وحسنه الألباني في الترغيب برقم  (588)، وصحيح الجامع رقم (3487) "

([223]) أخرجه الطبراني بإسناده.

([224]) السجدة (16)

([225]) رواه الترمذي وقال:"حديث حسن صحيح غريب"وصححه الألباني في الترغيب برقم(589).

([226]) صححه الألباني في الترغيب برقم (589).

([227]) رواه النسائي في "السنن الكبرى" (5/80/8298) ، وأخرجه الترمذي وابن حبان وغيرهما، وأخرجه أحمد (5/404) مختصراً بلفظ: "فلم يزل يصلي حتى صلى العشاء ثم خرج"، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (2/425) والترغيب برقم (590).

([228]) رواه أبو داود، وصححه الألباني في صحيح ابي داود رقم (576) وصحيح الجامع برقم        (7336) والإرواء (8-5).

([229]) رواه أحمد وابن خزيمة والحاكم وقال: صحيح الإسناد، وحسنه الألباني في صحيح ابن خزيمة برقم (1683) بشواهده.

([230]) رواه ابن خزيمة وحسنه الألباني في صحيح ابن خزيمة برقم (1691).

([231]) رواه أبو داود وابن خزيمة ، وصححه الألباني في صحيح ابن خزيمة (1688و 1690).

([232]) رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان، وحسنه الألباني في صحيح ابن خزيمة يرقم (1689).

([233]) رواه الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح غريب" والنسائي واللفظ له، وابن ماجة وابن خزيمة في "صحيحه" والحاكم وقال: "صحيح على شرط البخاري ومسلم" وليس عند الترمذي: "ثم صلي ركعتين" صححه العلامة الألباني في الترغيب برقم (681).

[234]) ) صحيح الترغيب (1/428) .

[235]) ) مجموع فتاوى ورسائل (2/345) .

([236]) سورة نوح (10-11).

([237]) أخرجه أبو داود برقم (1169) والحاكم (1/327)، صحيح أبي داود، تمام المنة (ص265) الكلم (151) المشكاة (507).

([238]) أخرجه أبو داود برقم (1173) والحاكم (1/328)، المشكاة (1508) والإرواء (668) الكلم (152) التوسل (ص 58).

([239]) أخرجه البخاري في كتاب الاستسقاء برقم (1013، 1014، 1017، 1019) وأخرجه مسلم في كتاب صلاة الاستسقاء برقم (2075).

([240]) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق برقم (6502).

([241]) أخرجه البخاري (13/511 512 فتح).

([242]) رواه أبو يعلى في مسنده عن صهيب، صحيح الجامع (3815).

([243]) الصحيحة (1388).

([244]) رواه البخاري ومسلم.

([245]) رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (1819).

([246]) رواه البخاري.

([247]) سبق تخريجه.

([248]) رواه أحمد بإسناد حسن، وحسنه الألباني في الترغيب برقم (384).

([249]) الفرقان (63-75).

([250]) السجدة (16، 17).

([251]) الذاريات (15-18).

([252]) رواه البخاري في كتاب التهجد(1130)وفي التفسير(4836)وفي الرقاق (6471) ،وأخرجه مسلم في صفات المنافقين برقم (7055، 7056، 7057).

([253]) رواه الطبراني في "الكبير"، الترغيب (632) وقال الألباني: "حسن".

([254]) أخرجه البخاري (3/6 فتح)، ومسلم (2479).

([255])صحيح ابن خزيمة(1143)،صفة الصلاة (ص120)، الصحيحة (2/246)، الترغيب(634) .

[256]) ) صحيح الترغيب برقم (634) .

([257])أخرجه البخاري في كتاب التهجد برقم (1345) ، وفي كتاب التوحيد برقم (7494) وفي كتاب الدعوات برقم (6321) ، وأخرجه مسلم في  صلاة المسافرين برقم (1769).

([258]) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (1767، 1768).

([259]) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (1774).

([260]) أخرجه أحمد، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (551).

([261]) رواه مسلم في الصيام (2747) وأبو داود في  الصوم (2429) والترمذي في الصلاة (438) والنسائي في قيام الليل وتطوع النهار (1612) وابن ماجة في الصيام (1742).

([262]) رواه أحمد والنسائي وابن ماجة والترمذي وقال: "حديث حسن صحيح".

([263]) أخرجه البخاري في التهجد برقم(1131)،ومسلم في الصيام برقم(189)،(1159).

([264]) أخرجه أبو داود (1308، 1450) ، والنسائي(3/205) ، وابن ماجة (1339) ، وأحمد في المسند(2/250و436)،وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم(3488)، و الترغيب برقم(619).

([265]) صححه الألبان، المشكاة (1232، 1233) صحيح ابن خزيمة (2137) والترغيب (612).

([266]) رواه الطبراني ، وصححه الألباني، الصحيحة (831)، تمام المنة (ص 245).

([267]) رواه الترمذي وابن خزيمة والحاكم وقال: "صحيح على شرط البخاري"، الإرواء (452)، المشكاة (1227) وحسنه الألباني رحمه الله في الترغيب(618).

([268]) رواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان، صحيح الجامع (3876).

([269]) رواه الطبراني في "الكبير" والحاكم وقال: "صحيح على شرطهما" وحسنه الألباني في الترغيب برقم (624).

([270]) رواه الطبراني في "الكبير" بإسناد حسن، وحسنه الألباني في الترغيب برقم (623).

([271]) رواه أحمد والترمذي والحاكم، صحيح الجامع (3967).

([272]) أخرجه العقيلي في الضعفاء، السلسلة الصحيحة (1903).

([273]) رواه أبو داود وقال:ورواه النسائي وابن ماجة وابن حبان في"صحيحه"والحاكم بألفاظ متقاربة وقال:(صحيح على شرط الشيخين)وصححه الألباني في الترغيب (620).

([274]) رواه الترمذي واللفظ له وقال: (حديث حسن صحيح غريب) وابن خزيمة في "صحيحه" وصححه الألباني الترغيب (622).

([275]) أخرجه البخاري في بدء الخلق برقم(3269)ومسلم في صلاة المسافرين برقم (1816)

([276]) رواه ابن ماجة والترمذي وقال: "حديث حسن صحيح" والحاكم فقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم، وصححه الألباني في الترغيب برقم (610).

([277]) رواه الطبراني موقوفاً بإسناد حسن، وقال الألباني: قلت: "وهو في حكم المرفوع كما لا يخفى" الترغيب (624) وقال: "حسن".

([278]) صححه الألباني رحمه الله الترغيب (627).

([279]) رواه الطبراني في "الكبير" وفي سنده لين، وحسنه الألباني في الترغيب (628).

([280]) رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (815)، وغيره.

([281]) رواه البخاري في كتاب التهجد برقم (1154).

([282]) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (1742).

([283]) رواه بان حبان والنسائي وابن ماجة، صحيح ابن ماجة (1105)، وقال الألباني صحيح وأحال على الإرواء (454) وغيره، صحيح الترغيب (599).

([284]) رواه ابن خزيمة ورواه النسائي وابن ماجة،وصححه الألباني في الترغيب برقم (598).

([285]) رواه أبو داود والنسائي، ورواه الإمام مالك، وحسنه الألباني في الترغيب(597) والإرواء (454).

([286]) أخرجه أحمد في مسنده، الترغيب (661) ، ورواه أبو داود وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحهما"، وقال الألباني: "صحيح".

([287]) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين (1668).

([288]) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (1743، 1744).

([289]) صحيح الجامع برقم (7504) والسلسلة الصحيحة (703).

([290]) أخرجه أبو داود وعند أحمد من حديث أبي مرة الطائفي،وعند الترمذي من حديث أبي الدرداء،وقال الألباني صحيح،صحيح الجامع(4215)،والإرواء(2/216)،وصحيح الترغيب(669)

([291]) سبق تخريجه.

([292]) متفق عليه.

([293]) رواه أبو يعلى، وصححه الألباني، صحيح الجامع (667)، الترغيب (664).

([294]) رواه أحمد من رواية ابن لهيعة ،وصححه الألباني في الترغيب برقم (663).

([295]) رواه أحمد وأبو يعلى ، وصححه الألباني في الترغيب برقم (666).

([296])رواه الترمذي وقال:"حديث حسن غريب"وصححه الألباني في الترغيب برقم (667) .

([297]) رواه الطبراني في "الكبير"،وقال الألباني رحمه الله حسن الترغيب برقم (671).

([298]) رواه الطبراني وابن خزيمة في "صحيحه" وحسنه الألباني في الترغيب (673).

[299]) ) صحيح الترغيب 1/352) .

([300]) رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة في "صحيحه".

([301]) رواه الترمذي وقال: "حديث حسن"، وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان في "صحيحه" والبيهقي وقالا: "ثم يصلي ركعتين"، وذكره ابن خزيمة في "صحيحه"، وصححه العلامة الألباني في الترغيب برقم (680).

([302]) رواه البخاري في كتاب الدعوات برقم (6382).

[303]) ) مجموع الفتاوى (25/200) .

([304]) رواه ابن ماجة عن أبي أمامة ابن سهل بن حنيف، ورواه أحمد والنسائي والحاكم وقال: صحيح الإسناد،صححه الألباني صحيح ابن ماجة(1160)وصحيح الجامع(6030)،الترغيب(1181).

([305]) رواه ابن ماجة (1411) والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة برقم (1159)، والترغيب برقم (1180).

([306]) رواه الحاكم وقال: "صحيح على البخا ري ومسلم وهو موقوف"، المستدرك (3/12) ووافقه الذهبي، وقال الألباني: "صحيح موقوف"، الترغيب برقم (1183).

([307]) رواه البخاري واللفظ له، ومسلم.

([308]) رواه أحمد وابن ماجة بإسناد صحيح، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة برقم (1155)، الإرواء (4/146) و (1129).

[309]) ) شرح النووي على صحيح مسلم (9/164) .

[310]) ) شرح النووي على صحيح مسلم (9/166) .

([311]) رواه البزار، وصححه الألباني، الترغيب (1175)0

([312]) رواه مسلم في كتاب الحج برقم (1398).

([313]) رواه البخاري في كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة برقم (1194) ومسلم في كتاب الحج  برقم (1399).

([314]) رواه البخاري في كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة برقم (1193).

([315]) رواه أحمد والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وقال: "صحيح على شرط البخاري ومسلم" صحيح ابن ماجة (1156) والترغيب (1178) وقال الألباني: "صحيح".

([316]) رواه الحاكم في المستدرك (4/509) وصححه، وصححه الألباني في الترغيب برقم (1179).

[317]) ) رواه البخاري برقم (1189) ، ومسلم برقم (1397) .

[318]) ) فيض القدير للمناوي .

[319]) ) أحكام الجنائز للشيخ الألباني رحمه الله تعالى (ص226) .

[320]) ) صحيح الجامع حديث رقم (7226).‌

[321]) ) مجموع الفتاوى (27/22) .

[322]) )  انظر ضعيف الجامع حديث رقم : (5553) .‌

[323]) ) فيض القدير .

[324]) ) انظر ضعيف الجامع حديث رقم : (5553) .‌

[325]) ) وقال الشيخ الألباني : "موضوع" انظر ضعيف الجامع حديث رقم  (5607).‌

[326]) ) فيض القدير للمناوي .

[327]) ) قال عنه الألباني رحمه الله : "موضوع"، انظر ضعيف الجامع حديث رقم  (5670) .‌

 

[328]) ) تفسير ابن كثير ( 4/366) .

[329]) ) الشرح الممتع (2/281) .

[330]) ) سورة الجمعة  .

[331]) ) سورة الاسراء  .

[332]) ) تفسير ابن كثير ( 4/366) .

[333]) ) مجموع الفتاوى (21/375) .

[334]) ) الشرح الممتع (2/295) .

(1) أخرج مسلم وغيره في الجمعة برقم (879) باب (17) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي e كان يقرأ في صلاة الفجر، يوم الجمعة ]ألم تنـزيل السجدة[و]هل أتى على الإنسان حين من الدهر[ وأن النبي e كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين" .

(1) عن أنس t قال: قال رسول الله e: "أكثروا الصلاة عليَّ يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمن صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه عشراً". السلسلة الصحيحة رقم(1407) وصحيح الجامع رقم (1209).

 

(1) أخرجه أحمد في المسند (719/1)، وأخرجه أبو داود في الصلاة برقم (1051(.

وأخرج البخاري في كتاب الجمعة برقم (394)،ومسلم في كتاب الجمعة برقم(851) عن أبي هريرة t، أن النبي e قال:"إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة:أنصت والإمام يخطب فقد لغوت".

قوله: (لغوت) قيل: معناه خبت من الأجر، وقيل: تكلمت. وقيل: صارت جمعتك طهراً.

     وهذا الأخير هو الراجح، لأنه ثبت عن النبي e أنه قال في حديث: "من لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهرا" وهو الذي جزم به الإمام ابن خزيمة في صحيحه(3/55).

و قوله : (فلا جمعة له) أي : ليس له الفضل الزائد للجمعة، لا أنه لا تصح صلاته، ولا يسقط عنه التكليف والله أعلم. قاله السندي.

(2) عن أبي سعيد الخدري قال: "من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق" صحيح الجامع رقم (6346)، الإرواء (619)..

(3) أخرجه أبو داود في الصلاة برقم (1083). وضعفه العلامة الألباني في سنن أبي داود برقم (1083) .

(1) في الجمعة (877) باب (16) ما يقرأ في صلاة الجمعة، من طريق عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان ]هو ابن بلال[ عن جعفر، عن أبن أبي نافع؛ قال: استخلف مروان أبا هريرة على المدينة. وخرج إلى مكة، فصلى لنا أبو هريرة الجمعة. فقرأ بعد سورة الجمعة في الركعة الآخرة : إذا جاءك المنافقون. قال فأدركت أبا هريرة حين انصرف. فقلت له : إنك قرأت بسورتين  كان علي بن أبي طالب يقرأ بهما بالكوفة. فقال أبو هريرة: إني سمعت رسول الله e يقرأ بهما يوم الجمعة.

وأخرجه أبو داود في الصلاة (1124) والترمذي في الصلاة (519) وابن ماجة في الإقامة(1118) وابن حبان في "صحيحه" (2806).

(2) والحديث أخرجه مسلم في الجمعة (878) في المصدر السابق من يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق، جميعا عن جرير. قال يحيى: أخبرنا جرير بن إبراهيم بن المنتشر، عن أبيه،عن حبيب بن سالم مولى النعمان بن بشير، عن النعمان بن  بشير؛قال:كان رسول الله e يقرأ، في العيدين وفي الجمعة بـ ]سبح اسم ربك الأعلى[، و ]هل أتاك حديث الغاشية[.وفي الباب عن ابن عباس t عند مسلم(879).

(3) في إقامة الصلاة والسنة فيها (1084) باب (79) في فضل الجمعة وحسن إسناده الإمام البوصيري في "الزوائد" وأخرجه أحمد في مسنده (15548/5) بلفظ: "سيد الأيام يوم الجمعة ..." الحديث.

(1) أخرجه الإمام أحمد والبيهقي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (2279).

(2) برقم (23630/9[ وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" برقم (1775). وإسناده حسن.

(3) في الصلاة (1078) باب (219) اللبس للجمعة، وأخرجه ابن ماجة في إقامة الصلاة(1095) باب    (83) ما جاء في الزينة يوم الجمعة. وصححه الألباني في سنن أبي داود برقم (1078).

(4) في إقامة الصلاة (1096) باب (83) ما جاء في الزينة يوم الجمعة. من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن زهير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها. ومن طريقه أخرجه ابن حبان (2777) وابن خزيمة (1765).

[347]) ) انظر زاد المعاد المجلد الأول باب الصلاة .

(2) أخرجه مسلم في كتاب الجمعة برقم(1985)، وأبو داود في كتاب الصلاة برقم (1050) والترمذي في كتاب الصلاة برقم (498) ، وابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها برقم (1090).

(3) صحيح ابن خزيمة (1813)، وصحيح أبي داود (1019)، المشكاة (1396)

(1) أخرجه مسلم في كتاب الجمعة برقم (1984).

(2) أخرجه البخاري في كتاب الجمعة برقم (883).

(3)رواه أحمد في المسند(15548/5)صحيح ابن ماجة (888)والمشكاة(1363).

(4) رواه الطبراني في "الكبير" وقال الألباني في الترغيب: صحيح لغيره (685).

(1) رواه ابن حبان في "صحيحه" وصححه الألباني في الترغيب برقم (686).

(2) رواه الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح"، وصححه الألباني في الترغيب برقم (687).

[356]) ) فتح الباري (2/390) .

(4) رواه أحمد والطبراني وابن خزيمة في "صحيحه" الترغيب"صحيح لغيره" (688).

(5) رواه النسائي في السنن الكبرى (1664و1724)، والحاكم (1/277) وقال: صحيح الإسناد، وصححه الألباني في الترغيب  برقم (689).

(1) رواه الطبراني في "الكبير"  نحو رواية النسائي،صحيح الترغيب (689).

(2) رواه مسلم في كتاب الجمعة، برقم (1973، 1974) وأبو داود والترمذي والنسائي.

([361]) أخرجه البخاري في كتاب الجمعة برقم (935، 6400) وأخرجه مسلم في كتاب الجمعة برقم        (1966، 1967) .

([362]) أخرجه مسلم في كتاب الجمعة برقم (1972)وأبو داود في الصلاة (1049).

([363]) أخرجه أبو داود في الصلاة (1048) والنسائي في المجتبى في الجمعة (1388) وفي الكبرى (1697/1) والحاكم (1032/1)وصححه الألباني في الترغيب(703)

([364]) إسناده صحيح على شرط الشيخين، أخرجه مالك في موطئه (243)وأحمد فس مسنده (10307/3) وأبو داود (1046) والترمذي (491) والنسائي  في الكبرى(1754/1)،والشافعي (1/72) وابن حيان(2772/7) وغيرهم من أئمة الحديث، وصححه العلامة الألباني رحمه الله تعالى في الصحيحه برقم(1502) والمشكاة(13059). –فائدة:في هذا الحديث:كلمة:صدفة..وتعني :الموافقة؛؛وهي جائزة في الكلام بهذا المعنى.

([365]) سبق تخرجيه.

([366]) أخرجه مسلم في كتاب الجمعة برقم (1979).

([367]) أخرجه أبو داود (1047و1531) ، والنسائي (3/91) ، وابن ماجة برقم(1085و1606) وأحمد    (4/8)والحاكم (1/278)،صحيح الترغيب برقم (696) والمشكاة(1361)

[368]) ) صحيح الجامع برقم (2212) .

([369]) أخرجه مسلم في كتاب الجمعة برقم (1975) و (1976).

([370]) صحيح ابن خزيمة (1727) والترغيب (699) وقال الألباني رحمه الله: "حسن" وقد رواه ابن خزيمة ابن حبان في "صحيحهما" ورواه أبو داود.

([371]) رواه أبو داود، الترغيب (697) وقال الألباني: "حسن".

([372]) أخرجه مسلم في كتاب الطهارة برقم (550).

[373]) ) سورة الجمعة  .

[374]) ) مجموع الفتاوى (23/232) .

(5) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح،وصححه الألباني في الترغيب برقم(693).

(1) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال:"حديث حسن"والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان في"صحيحهما"والحاكم وصححه الألباني في الترغيب(690)

(2) رواه الطبراني في "الأوسط" ، وابن خزيمة في "صحيحه" وقال: "هذا حديث غريب لم يروه غير هارون يعني ابن مسلم صاحب الحِنّاء"، وحسنه الألباني في الترغيب (704).

(3) رواه ابن خزيمة في "صحيحه"، وصححه الألباني في الترغيب برقم (705).

[379]) ) صحيح الترغيب (1/433) .

(2) رواه مسلم في كتاب الجمعة برقم (846).

(3) رواه البخاري في كتاب الجمعة برقم (929) وفي كتاب بدء الخلق (3211) ورواه مسلم في كتاب الجمعة برقم (1981).

(1) أخرجه مسلم في كتاب الجمعة برقم (1983) وكذلك البخاري.

(2) صحيح ابن ماجة (934) وقال الألباني: "صحيح".

(3) أخرجه مسلم برقم (857).

(1) أخرجه مسلم برقم (273).

(2) رواه الطبراني وابن خزيمة في "صحيحه" وحسنه الألباني في الترغيب برقم (698) والسلسلة الصحيحة برقم (706).

(3) رواه أحمد بإسناد جيد والطبراني، وصححه الألباني في الترغيب برقم (710).

(4) رواه أحمد في مسنده ، والطبراني في الكبير ، وحسنه الألباني رحمه الله في الترغيب (710).

(5) رواه ابن خزيمة في صحيحه ، وصححه الألباني في الترغيب (708).

(1) رواه ابن خزيمة في صحيحه، وصححه الألباني في الترغيب (708).

(2) رواه أحمد بإسناد حسن، وقال الألباني: حسن الترغيب رقم (711).

(3) رواه الطبراني والأصبهاني، وأحمد (5/10) وأبو داود، وقال الألباني رحمه الله: (حسن لغيره) الترغيب (713) والصحيحة (365).

[393]) ) رواه مسلم .

(1)رواه النسائي في اليوم الليلة، والبيهقي ، وصححه الألباني في الترغيب برقم (736)

(2) رواه الدارمي في "السنن" موقوفاً على أبي سعيد، وقال الألباني: "صحيح" الترغيب (736).

(3) أخرجه الحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (582)، وصحيح الترغيب (218).

(4) أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن برقم(5011)ومسلم في كتاب صلاة المسافرين (1853).

(1) رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (1880) ، وأبو داود في كتاب الملاحم برقم(4323) ، والترمذي في كتاب فضائل القرآن برقم(2886)،وأحمد في مسنده(6/446و 449)والنسائي في (عمل اليوم والليلة)ص 527

(2) صحيح مسلم (1/556).

(3) رواه مسلم في كتاب "صلاة المسافرين" برقم (1342).

(4) أخرجه مسلم  في "صحيحه" برقم (2937) . 

(5) شرح النووي (6/93) .

[403])) رواه البخاري برقم (711) ، ومسلم برقم (598) باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة .

[404])) عون المعبود (2/344) .

[405]) ) رواه مسلم برقم (771) .

[406]) ) شرح مسلم (6/57-58) .

[407]) ) رواه مسلم برقم (771) .

([408]) أخرجه البخاري (2/284 فتح).

([409]) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة.

(2) أخرجه البخاري في كتاب الأذان ومسلم في الصلاة برقم (912).

(3) رواه البخاري في كتاب بدء الخلق برقم (3276) ومسلم في كتاب الإيمان برقم (134).

(1) صحيح مسلم (1/120).

([413]) رواه مسلم في كتاب السلام برقم (2203).

[414]) ) شرح النووي (14/190) .

([415]) رواه البخاري في كتاب الأذان برقم (843)، ومسلم في كتاب المساجد برقم (595).

([416]) رواه مسلم في كتاب المساجد برقم (596).

[417]) ) شرح النووي (5/95) .

([418]) أخرجه النسائي في (عمل اليوم والليلة) برقم (100) وابن السني في (عمل اليوم والليلة) برقم (123) والطبراني (7532) من طرق عن محمد بن حمير: حدثني محمد بن زياد الألهاني قال: سمعت أبا أمامة وذكره، المشكاة (974) الصحيحة (972) تمام المنة (ص 227).

([419]) رواه أبو داود والترمذي والنسائي، المشكاة (2406) الكلم (111) الترغيب

([420]) صحيح الجامع للشيخ الألباني برقم (6222)، وصحيح الترغيب برقم (461).

([421]) تمام المنة (ص 922).

([422]) رواه مسلم في كتاب المساجد برقم (670).

([423]) رواه النسائي والترمذي وقال: "حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد، لا نعرف لعمارة سماعاً من النبي r"، وحسنه العلامة الألباني في الترغيب برقم (469).

([424]) رواه أحمد ، والنسائي ، وابن حبان في "صحيحه" وهذا لفظه ، وصححه الألباني في الترغيب برقم (470).

([425]) رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد جيد، وحسنه الألباني في الترغيب برقم (471).

([426]) رواه أحمد، وحسنه الألباني في الترغيب برقم (472) .

([427]) رواه الترمذي وقال: "حديث حسن غريب"، وحسنه الألباني في الترغيب برقم (464).

([428]) رواه أبو داود، الصحيحة (2916) وصحيح الترغيب (465).

([429]) رواه أحمد بإسناد حسن، وحسنه الألباني في الترغيب برقم (466).

([430]) رواه الطبراني بإسناد جيد ، وكذا قال الهيثمي ، الصحيحة رقم(3403)،صحيح الترغيب برقم(467).

([431]) رواه الطبراني في "الأوسط"، وقال الألباني: صحيح لغيره، الترغيب (468).

([432]) رواه الطبراني، وبعض رواته مختلف فيه، وللحديث شواهد كثيرة، وحسنه الألباني في الترغيب(469).

([433]) رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (278).

[434]) ) (3/174) .

([435]) رواه الترمذي واللفظ له، وقال: "حديث حسن غريب صحيح"، وحسنه الألباني في الترغيب (472).

[436]) ) تحفة الأحوذي (9/311) .

([437]) رواه الطبراني، وصححه الألباني رحمه الله تعالى في الترغيب برقم (145).

([438]) صحيح أبي داود رقم (25) .

[439])) إرواء الغليل (1/131-135) ، باب الوضوء .

([440]) المائدة (6).

([441]) أخرجه البخاري (1/235، فتح)، ومسلم في كتاب الطهارة برقم (579) .(تنبيه:قوله:فمن استطاع ...الخ:مدرج من كلام أبي هريرة رضي الله عنه)

[442]) ) شرح النووي (3/135،134) .

([443])  رواه مسلم برقم (232).

([444]) رواه أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.، وصححه الألباني في الترغيب برقم (184).

([445]) رواه مسلم في كتاب الطهارة برقم (585).

([446]) رواه مسلم في كتاب الطهارة برقم (577).

([447]) متفق عليه.

([448]) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (1927) وقد سبق.

([449]) رواه ابن خزيمة في صحيحه هكذا، وهو في الصحيحين وغيرهما بنحوه بغير هذا السياق، صحيح الترغيب (168).

([450]) أخرجه الترمذي في "المناقب" وأحمد في "المسند" (5-360) بسنده على شرط مسلم وصححه الحاكم والذهبي على شرطهما وصححه الألباني في الترغيب برقم (194).

[451]) ) صحيح موارد الظمآن(143)، والإرواء (2/221)،والتعليق الرغيب(1/99)،والمشكاة (1326) .

([452]) رواه مسلم برقم (234) وزاد الترمذي: "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من التطهرين".

([453]) رواه النسائي وابن ماجة والحاكم وقال: (صحيح على شرط البخاري ومسلم و لا علة له"، وصححه شيخنا الألباني في الترغيب برقم (178).

      ([454]) رواه مسلم في كتاب الطهارة برقم (584).

        ([455]) رواه مسلم عن أبي حازم في كتاب الطهارة برقم (250) ورواه ابن خزيمة في صحيحه بنحو هذا إلا أنه قال: سمعت رسول الله r يقول: "إن الحلية تبلغ مواضع الطَّهور".

([456]) رواه ابن ماجة وابن حبان في "صحيحه" وقال الألباني: "حسن"، الترغيب (171).

([457]) رواه البخاري في كتاب الرقاق برقم (6433).

([458]) رواه أحمد بإسناد جيد وأبو يعلى ورواه البزار بإسناد صحيح وزاد فيه: "فإذا مسح رأسه كان كذلك"، صحيح الترغيب (177).

([459]) رواه مسلم في كتاب الطهارة(223)، والترمذي، وابن ماجة إلا أنه قال: "إسباغ الوضوء شطر الإيمان".

([460]) رواه مسلم في كتاب الطهارة برقم (234)، وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة والحاكم واللفظ له وقال: (صحيح الإسناد).

([461]) رواه النسائي وابن ماجة بإسناد صحيح، صحيح الترغيب برقم (188).

([462]) رواه النسائي وابن ماجة وابن حبان في "صحيحه" إلا أنه قال: "غفر له ما تقدم من ذنبه"، صحيح الترغيب (189).

([463]) صحيح الترغيب برقم (180).

([464]) المصدر السابق نفسه.

([465]) المصدر السابق نفسه.

([466]) رواه الطبراني في الكبير، وحسنه العلامة الألباني في الترغيب (181).

([467]) رواه أحمد، وصححه الألباني في الترغيب برقم (173).

([468]) رواه مسلم في كتاب الطهارة

([469]) رواه مسلم في كتاب الطهارة برقم (538) و (543) و (547).

([470]) رواه مسلم في كتاب الطهارة برقم (576).

([471]) رواه الترمذي وقال: (حديث حسن)، وصححه الألباني في الترغيب برقم (187).

([472]) رواه مسلم في كتاب الطهارة برقم (586)، والترمذي والنسائي وابن ماجة.

([473])رواه ابن حبان في صحيحه عن شرحبيل بن سعد عنه،صحيح الترغيب (186).

([474])صححه الألباني في تمام المنة (ص234) والترغيب (192، 375، 376) والمشكاة (292) والمساجلة (217) والإرواء (413).

([475]) رواه أحمد بإسناد حسن، وصححه الألباني في الترغيب برقم (193).

[476]) ) تفسير العُشر الأخير من القرآن الكريم من كتاب زبدة التفسير .

[477]) ) أخرجه مسلم برقم (261) باب خصال الفطرة.

(3) رواه البخاري معلقاً مجزوماً في كتاب الصيام (1/165) والنسائي (1/10) وابن حبان، وأخرجه أحمد في مسنده، الإرواء (66) صحيح الترغيب (202).

(4) رواه أحمد من رواية ابن لهيعة، صحيح الترغيب (203) .

1) ) النهاية في غريب الحديث (2/425) .

2) ) انظر المجموع (1/270) ، ومغني المحتاج (1/55) .

(3) رواه أحمد بإسناد جيد، وحسنه الألباني في الترغيب: (207) .

(4) رواه البيهقي في شعب الإيمان وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم  (3834).

(5) رواه الطبراني في الأوسط، صحيح الجامع (4995).

(1) رواه البخاري في كتاب الجمعة برقم (887)، ومسلم في كتاب الطهارة برقم (588).

(2) رواه الإمام أحمد وابن خزيمة.

(3) أخرجه أحمد في مسنده (2/117)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (4748) ، والسلسلة الصحيحة برقم (2111) .

[488]) ) أخرجه البخاري برقم (242)، ومسلم برقم (255) .

[489]) ) فتح الباري (1/356) .

(6) رواه البزار بإسناد جيد، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/99): "رواه البزار ورجاله ثقات" وروى بعضه ابن ماجة إلا أنه موقوف وهذا مرفوع، وحسنه الألباني في الترغيب(210) والصحيحة(3/215).

(1) أخرجه مسلم في كتاب الطهارة برقم (589) وغيره .

(2) رواه أحمد بإسناد جيد وحسنه الألباني رحمه الله في الترغيب برقم (200).

(3) رواه البزار والطبراني في الكبير وحسنه الألباني في الترغيب برقم (201).

(4) رواه الطبراني بإسناد لا بأس به، وحسنه الألباني في الترغيب برقم (205).

[495]) ) شرح مسلم (3/142- 144) .

[496])) قال الألباني : ضعيف . الإرواء (1/107) .

[497])) الإرواء (1/107) .

(1) رواه مسلم في كتاب الطهارة برقم (234) وأحمد في مسنده (17316/1).

(2) رواه مسلم في كتاب الطهارة برقم (234)، وابو داود وابن ماجة وقالا :  فيسحن الوضوء .

(3) أخرجه الترمذي في الطهارة برقم (55).

(4) في مسنده (17316/6).

(5) في كتاب الطهارة (470).

[503]) ) الوابل الصيب .

(7)رواه النسائي في الكبير(9909/6)، ورواه الطبراني في الأوسط،وصححه الألباني في الترغيب(218).

(8)رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة،صحيح الجامع(5630)،المشكاة(1215)صحيح الترغيب(595)

(1) صحيح الجامع رقم (3831) وتخريج الترغيب (596) وقال الألباني حسن.

(2) رواه ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني في الترغيب (594) ، وصحيح موارد الظمآن برقم    (145) ، والصحيحة برقم (2539) .

[508]) ) صحيح موارد الظمآن برقم (146) ، والتعليق الرغيب (1/220) .

(1) أخرجه البخاري في التهجد برقم (1149) وهذا لفظه،وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة برقم     (2458).

(2) رواه مسلم في الطهارة برقم (234) وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة في "صحيحه".

(3) رواه أبو داود، وصححه الألباني في الترغيب برقم (221).

(4) رواه البخاري في كتاب الوضوء برقم (164)، ومسلم في كتاب الطهارة برقم (229).

[513]) ) النهاية في غريب الحديث (5/15) .

(6) رواه أحمد بإسناد حسن، وحسنه الألباني رحمه الله في الترغيب برقم (223).

[515]) ) النهاية في غريب الحديث (5/195) .

[516]) ) صحيح أبي داود برقم (86) ، والإرواء (1/171) ،وصحيح موارد الظمآن برقم (148) .

[517]) ) قال النووي في (روضة الطالبين) (1/224) : "والنية : هي القصد فيحضر المصلي في ذهنه ذات الصلاة ، وما يجب التعرض له من صفاتها ؛ كالظهرية والفريضة وغيرها  ، ثم يقصد هذه العلوم قصداً مقارناً لأول التكبير" . اهـ . صفة الصلاة (85) .

[518]) ) تفسير العُشر الأخير  ، محمد سليمان الأشقر .

[519]) ) قال الشيخ الألباني:"أخرجه ابن خزيمة في صحيحه(1/93/1)بسند جيد.اهـ.صفة صلاة النبي e (82) .

[520]) ) قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : رواه أبو داود والبزار (ص54- زوائده) والحاكم وصححه ووافقه الذهبي والنووي . صفة الصلاة (ص82) .

[521]) ) رواه البخاري ومسلم .

[522]) ) يعرض : قال الشيخ الألباني رحمه الله : بتشديد الراء ، أي : يجعلها عرضاً .

[523]) ) رواه البخاري قال الشيخ الألباني : "قلت : والسترة لا بد منها للإمام والمنفرد ولو في المسجد الكبير . قال ابن هانئ في مسائله عن الإمام أحمد (1/66) : "رآني أبو عبد الله (يعني الإمام أحمد ) يوماً وأنا أصلي وليس بين يدي سترة - وكنت معه في المسجد الجامع – فقال لي : استتر بشيء فاستترت برجل" . قلت " ففيه إشارة من الإمام إلى أنه لا فرق في اتخاذ السترة بين المسجد الصغير والكبير ، وهو الحق . وهذا مما أخل به جماهير المصلين من أئمة المساجد وغيرهم  في كل البلاد التي طفتها ، ومنها السعودية التي أتيحت لي فرصة التطواف فيها لأول مرة في رجب هذه السنة (1410هـ) ، فعلى العلماء أن ينبهوا الناس إليها ويحثوهم عليها ، ويبينوا لهم أحكامها ، وإنها تشمل الحرمين الشريفين أيضاً . اهـ . صفة الصلاة (82-83) .

[524]) ) الشرح الممتع (1/675) .

[525]) ) رواه البخاري برقم (794) ، باب سنة الجلوس في التشهد .

[526]) ) لسان العرب (5/264) .

[527]) ) لسان العرب (5/61) .

[528]) ) أخرج أحمد في المسند (4/318) ، صحيح ابن خزيمة رقم (480) باب وضع بطن الكف اليمنى على كف اليسرى والرسغ والساعد جميعا  ، والمنتقى لابن الجارود (1/62) رقم (208) . وموارد الظمآن برقم (485) .

[529]) ) المرجع صفة الصلاة للعلامة ابن باز والعلامة ابن عثيمين رحمهما الله تعالى .

[530]) ) لابد للمصلي أن يتخذ ستره في الصلاة ، وهي واجبة لقول رسول الله e : "لا تصل إلا إلى سترة ، ولا تدع أحداً يمر بين يديك ، فإن أبى فلتقاتله فإن معه القرين" يعني الشيطان .ويجب أن يدنو منها ، لأمر النبي e بذلك .وكان بين موضع سجوده e والجدار الذي يصلي إليه نحو ممر شاة ، فمن فعل ذلك فقد أتى بالدنوِّ الواجب قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : "قلت : ومنه نعلم أن ما يفعله الناس في كل المساجد التي رأيتها في سورية وغيرها من الصلاة وسط المسجد بعيداً عن الجدار أو السارية ، ما هو إلا غفلة عن أمره e  وفعله . اهـ . تلخيص صفة الصلاة (ص9) . وقال كذلك : ويجوز أن يتقدم خطوة أو أكثر ليمنع غير مكلف من المرور بين يديه كدابة أو طفل ، حتى يمر من ورائه .

[531]) ) . رواه البخاري برقم (711)، باب ما يقول بعد التكبير، ومسلم برقم (598)، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة . أو يقول : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين ، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له ، و بذلك أمرت وأنا أول المسلمين ، اللهم أنت الملك ، لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، أنت ربي وأنا عبدك ... رواه مسلم برقم (771). وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال : سألت عائشة أم المؤمنين بأي شيء كان نبي الله  r  يفتتح صلاته إذا قام من الليل قالت كان إذا قام من الليل افتتح صلاته اللهم رب جبرائيل   وميكائيل  وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون  اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم . رواه مسلم برقم (770)، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه . وتقال عند دعاء الاستفتاح .

وعن طاوس سمع بن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي  r إذا قام من الليل يتهجد قال اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ولك الحمد أنت الحق   ووعدك الحق  ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد  r حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت أو لا إله غيرك قال سفيان وزاد عبد الكريم أبو أمية ولا حول ولا قوة إلا بالله قال سفيان قال سليمان بن أبي مسلم سمعه من طاوس عن بن عباس رضي الله عنهما عن النبي  r . رواه البخاري برقم (1069)،  باب التهجد بالليل وقوله عز وجل ومن الليل فتهجد به نافلة لك ، ومسلم برقم (769)، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه .    

[532]) ) قال الشيخ الألباني في صيغة الاستعاذة : " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ، وكان أحياناً يزيد فيقول : "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان " ثم يقرأ : "بسم الله الرحمن الرحيم" ولا يجهر بها . اهـ . صفة الصلاة (ص96) .

[533]) ) قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : "ويضع يديه على ركبتيه ، ويمكنهما من ركبتيه ، ويفرج بين أصابعه ، كأنه قابض على ركبتيه ، وهذا واجب كله ويمد ظهره ويبسطه ، حتى لو صب عليه الماء لاستقر ، وهو واجب ولا يخفض رأسه،ولا يرفعه،ولكن يجعله مساوياً لظهره . ويباعد مرفقيه عن جنبه .

ويباعد مرفقيه عن جنبه .

[534]) ) صحيح الجامع رقم (4734) .

[535]) ) رواه مسلم برقم (601) .

[536]) ) رواه مسلم .

[537])) قال الألباني رحمه الله : قوله e للمسيء :" ثم ارفع حتى تطمئن جالساً"([537]) .

قول عائشة : "كان النبي e يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى وينهى عن عقبة الشيطان" رواه مسلم (2/54) .استدل المؤلف رحمه الله تعالى بالحديث على أن السنة في الجلوس بين السجدتين الإفتراش ، وحديث أبي حميد أصرح في الدلالة على ذلك،ولفظه بعد أن ذكر السجدة الأولى:"ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها ثم اعتدل حتى يرجع كل عظم في موضعه معتدلاً":الحديث تقدم تخريجه برقم( 305 ).

ومما ينبغي أن يعلم أن هناك سنة أخرى في هذه المواطن وهي سنة الإقعاء وهو أن ينتصب على عقبيه وصدور قدميه فقد صح عن طاوس أنه قال:"قلنا لإبن عباس في الإقعاء على القدمين في السجود فقال: هي السنة فقلنا له : إنا لنراه جفاء بالرجل فقال ابن عباس : بل هي سنة نبيك e " أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والحاكم والبيهقي .

وبالجملة فالإقعاء بين السجدتين سنة ، كالإفتراش فينبغي الإتيان بهما تارة بهذه وتارة بهذه كما كان رسول الله e يفعل .

وأما أحاديث النهي عن الإقعاء فلا يجوز التمسك بها لمعارضة هذه السنة  لأمور :

الأول : إنها كلها ضعيفة معلولة .

الثاني : أنها إن صحت أو صح ما اجتمعت عليه فإنها تنص على النهي عن إقعاء كإقعاء الكلب ، وهو شيء آخر غير الإقعاء المسنون . كما بيناه في "تخريج صفة الصلاة" .

الثالث : أنها تحمل على الإقعاء في المكان الذي لم يشرع فيه هذا الإقعاء المسنون ، كالتشهد الأول والثاني ، وهذا مما يفعله بعض الجهال فهذا منهي عنه قطعاً لأنه خلاف سنة الافتراش في الأول ، والتورك في الثاني على ما فصله حديث أبي حميد المتقدم والله أعلم .(2/21ـ23) .

 تنبيه : قول الصحابي "من السنة كذا" هو في حكم المرفوع بخلاف قول التابعي ذلك كما تقرر في" المصطلح".اهـ. الإرواء ( 2/ 21ـ 22).

[538]) ) ـ عن ابن مسعود y : "علمني رسول الله e التشهد كفي بين كفيه كما علمني السورة من القرآن : التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته … الحديث . متفق عليه .

جاءت زيادة : "وهو بين ظهرانينا ، فلما قبض قلنا : السلام على النبي".

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : فائدة  :  قال الحافظ في "الفتح" ( 11/ 48) : هذه الزيادة ظاهرها أنهم كانوا يقولون :"السلام عليك أيها النبي " بكاف الخطاب في حياة النبي e فلما مات النبي e  تركوا الخطاب وذكروه بلفظ الغيبة  فصاروا يقولون " السلام على النبي "([538]) . (2/ 26 ) قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : "ويصلي على النبي e في التشهد الأول ، ويقول : اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد

 مجيد ، اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد كما ، كما باركت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد" . صفة الصلاة .

 تنبيه:دل حديث عائشة عند أبي عوانة على مشروعية الصلاة على النبي e في التشهد الأول.(2/ 35 )

 وهذه فائدة عزيزة لا تكاد تراها في كتاب فعضّ عليها بالنواجذ . اهـ. إرواء الغليل (2/35،26) .

[539])) قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى : "ثم يقعد للتشهد الأخير ، وكلاهما واجب .

ويصنع فيه ما صنع في التشهد الأول .

 إلا أنه يجلس فيه متوركاً ، يفضي بوركه اليسرى إلى الأرض ، ويخرج قدميه من ناحية واحدة ، ويجعل اليسرى تحت ساقه اليمنى وينصب قدمه اليمنى .ويجوز  فرشها أحياناً ويلقم كفه اليسرى ركبته ـ يعتمد عليها .

ثم قال رحمه الله تعالى : ويجب عليه في هذا التشهد الصلاة  على النبي e ، وأن يستعيذ بالله من أربع يقول : " اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن شر فتنة المسيح الدجال" . ثم قال : "ثم يسلم عن يمينه ، وهو ركن ، حتى يرى بياض خده الأيمن" .

وعن يساره حتى يرى بياض خده الأيسر ، ولو في صلاة الجنازة .

 فتنة المحيا : هي : ما يعرض للإنسان في حياته من الافتتان بالدنيا وشهواتها .

وفتنة الممات : هي : فتنة القبر وسؤاله الملكين .وفتنة المسيح الدجال : ما يظهر على يديه من الخوارق التي يضل بها كثير من الناس ويتبعونه على دعواه الالوهية . اهـ . صفة الصلاة .  

[540]) ) قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : - فيه - استحباب التعوذ بين التشهد والتسليم من هذه الأمور ، وفيه اثبات عذاب القبر وفتنته وهو مذهب أهل الحق خلافا للمعتزلة ، ومعنى فتنة  المحيا  والممات الحياة والموت ، واختلفوا في المراد بفتنة الموت فقيل فتنة القبر وقيل يحتمل أن يراد بها الفتنة ثم الاحتضار ،  وأما الجمع بين فتنة   المحيا  والممات وفتنة المسيح الدجال وعذاب القبر فهو من باب ذكر الخاص بعد العام ونظائره كثيرة . اهـ . شرح النووي على صحيح مسلم ( 5/ 85) .

[541]) ) وعلَّم e أبا بكر الصديق y أن يقول : "اللهم ! إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني ، إنك أنت الغفور الرحيم". البخاري ومسلم .

قال ابن حجر رحمه الله تعالى : وفي تعليم النبي  r لأبي بكر هذا الدعاء إشارة الى إيثار أمر الآخرة على أمر الدنيا ولعله فهم ذلك من حال أبي بكر وايثاره أمر الآخرة قال وفي قوله ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا أنت أي ليس لي حيلة في دفعه فهي حالة افتقار فأشبه حال المضطر الموعود بالإجابة وفيه هضم النفس والاعتراف بالتقصير .اهـ . فتح الباري (11/132) .

[542])  ) لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى . جمعها دار الوطن للنشر .

[543]) ) وهو أحد الأدعية التالية : : "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد " . أو "سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك أسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك" .

قال ابن قيم الجوزية : ثبت في الصحيح عن النبي أنه قال اللهم اغسلني من  خطاياي   بالماء والثلج والبرد   وفي هذا الحديث من الفقه أن الداء يداوي بضده فإن في الخطايا من الحرارة والحريق ما يضاده الثلج والبرد والماء البارد ولا يقال إن الماء الحار أبلغ في إزالة الوسخ لأن في الماء البارد من تصليب الجسم وتقويته ما ليس في الحار... والخطايا توجب أثرين: التدنيس والإرخاء, فالمطلوب مداواتها بما ينظف القلب ويصلبه فذكر الماء البارد والثلج والبرد إشارة إلى هذين الأمرين وبعد فالثلج بارد على الأصح وغلط من قال حار وشبهته تولد الحيوان فيه وهذا لا يدل على حرارته فإنه يتولد في الفواكه الباردة وفي الخل وأما  تعطيشه فلتهييجه الحرارة لا لحرارته في نفسه ويضر المعدة والعصب وإذا كان وجع الإسنان من حرارة مفرطة سكنها   ثوم هو قريب من البصل وفي الحديث من أكلهما فليمتهما طبخا وأهدى إليه طعام فيه ثوم فأرسل به إلى أبي أيوب الأنصاري فقال يا رسول الله تكرهه وترسل به إلي فقال إني أناجي من لا تناجي   وبعد ، فهو حار يابس  في الرابعة يسخن تسخينا قويا ويجفف تجفيفيا بالغا نافع للمبردين ولمن مزاجه بلغمي ولمن أشرف على الوقوع في الفالج وهو مجفف للمني مفتح للسدد ومحلل للرياح الغليظة هاضم للطعام قاطع للعطش مطلق للبطن مدرا للبول يقوم في لسع الهوام وجميع الأورام الباردة مقام الترياق وإذا دق وعمل ).زاد المعاد .

 

[544]) ) قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى بوجوب الصلاة على النبي e في التشهد .صفة الصلاة(ص181)

[545]) ) قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : وإنما لم نقل في تشهده ؛ لأن النص هكذا : "في صلاته" وغير مقيد بالتشهد أو غيره ، وهو يشمل كل موضع صالح للدعاء ؛ كالسجود والتشهد ، وقد ورد الأمر بالدعاء فيهما كما سبق . صفة الصلاة (ص183) . 

[546]) ) صفة الصلاة (ص183) .

[547]) ) رواه البخاري ومسلم .

[548]) ) قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : "أي : مسألتك الخفية أو كلا مك الخفي ، و (الدندنة) : أن يتكلم الرجل بكلام تسمع نغمته ولا يفهم ، وضمير الهاء في قوله : "حولها" يعود للمقالة ؛ أي : كلامنا قريب من كلامك" . اهـ . صفة الصلاة (ص185) .

[549]) ) قال الألباني : "رواه أبو داود ، وابن ماجة ، وابن خزيمة (1/87/1) بسند صحيح " . صفة الصلاة (ص186) .

((1) المسبل : هو الذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض ، ويكون تحت الكعبين – أي تحت العظمين البارزين من القدم – والإسبال يكون في السراويل والقميص والإزار والبنطال .     

(2) رواه البخاري في كتاب "اللباس" برقم (5787) "باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار".

[552]) ) فتح الباري (10/257) .

(4) رواه البخاري في كتاب "اللباس" برقم (1/382) "باب من جر ثوبه من الخيلاء".

(5) رواه مسلم في كتاب "الإيمان" برقم (106) وأبو داود في "اللباس" (4087) والترمذي في "أبواب البيوع" (1211) والنسائي في "البيوع" (7/245) والطيالسي في "المسند" (467).

(6) رواه البخاري في كتاب "اللباس" رقم (5789) ومسلم في "اللباس"  (2088).

(1) أخرجه أبو داود في اللباس (4094) والنسائي كتاب الزينة (8/208) وفي السنن الكبرى كما في تحفة الإشراف (5/385) وابن ماجه في اللباس (3576) والبغوي في شرح السنة (12/9) وهناد في "الزهد" (2/432) . وقال الحافظ في الفتح (10/262) : أخرجه أصحاب السنن إلا الترمذي واستغربه ابن أبي شيبة وفيه عبدالعزيز بن أبي رواد فيه مقال .

(2) أخرجه أبو داود في "اللباس" (4/344) وأحمد في "المسند" (5/64و94) وعبدالرزاق في "المصنف" (11/82) والبخاري في "التاريخ الصغير" (1/118) والدولابي في "الكنى والأسماء"(1/20و66) والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص18) وابن حبان (350ـ مواد) والمروزي في "زوائد الزهد"(360) وأبو عبيد في "الخطب والمواعظ" (15).

[558]) ) أخرجه : ابن خزيمة(1/382) . وبوب عليه:" باب التغليظ في إسبال الإزار في الصلاة".صحيح الجامع برقم(6012).

[559]) ) رواه البخاري في اللباس برقم (5791) .

[560]) ) فتح الباري (10/266) .

(2) رواه مسلم في كتاب "اللباس" رقم (2086).

(4) رواه البخاري برقم (5785).

(5) فتح الباري (10/267).

(1) رواه أبو داود في "اللباس" (4093) وأخرجه الطيالسي "المسند" (2228) وابن حبان (7/399-400 - مع الإحسان) ومالك في "اللباس" (12) والبغوي في "شرح السنة" (3080) وابن ماجة في "اللباس" (3573)، صحيح الجامع برقم (921).

(2) رواه البخاري في كتاب "اللباس" برقم (5783) ومسلم في كتاب "اللباس والزينة" برقم (2085).

(3) سبق تخريجه.

[567])) رواه مسلم برقم (490) ، باب أعضاء السجود والنهي عن كف الشعر والثوب وعقص الرأس في الصلاة .

[568]) ) صحيح ابن خزيمة:(1/ 383) .

[569])) رواه مسلم برقم (492) ، باب أعضاء السجود والنهي عن كف الشعر والثوب وعقص الرأس في الصلاة .

[570]) ) شرح مسلم (4/208) .

[571])) مجموع الفتاوى (22/449) .

[572])) تحفة الأحوذي (2/326) .

(1) السترة : هو شيء تجعله أمامك وأنت تصلي سواء كان عموداً ، أو طاولة ، أو كرسياً،أو أي شيء مرتفع .

[574]) ) أخره مسلم برقم(260).

[575]) ) أخرجه أبو داود في"السنن"رقم ( 697) ، وابن ماجة في" السنن "رقم (954) ، وابن حبان في " الصحيح" (4/48و49) ، والبيهقي في " السنن الكبرى" (2/267) .صحيح الترغيب رقم (557).

[576]) ) السيل الجرار (1/176) .

[577]) ) أخرجه البخاري (1/577-مع الفتح) .

[578]) ) أخرجه ابن أبي شيبة (1/279) .

[579]) ) أخرجه ابن أبي شيبة (1/278).

[580]) ) أخرجه مسلم برقم (499) .

[581] )) انظر القول المبين (ص83-84).

[582]) ) رواه البخاري ومسلم.

[583]) ) أخرجه ابن خزيمة (3/29) ، وابن ماجة (1/320) .

[584]) )  أخرجه الحاكم في المستدرك (1/339) ، والطبراني في المعجم الكبير(19/21) وابن حبان  (5/596).أبو داود(1/180).السلسلة الصحيحة(335)

[585]) ) فتح الباري(1/578)

[586]) ) السنن الكبرى (3/104).

[587]) ) تحفة الأحوذي (2/19) .

[588]) ) السلسة الصحيحة (1/592) .

)1) تسوية الصفوف : هو أن تلصق منكبك بمنكب صاحبك في الصلاة ، وكعبك بجانب كعب صاحبك . أي تلصق القدم بقدم صاحبك ، وإذا فعلت هذا في الصلاة يبني الله لك بيتاً في الجنة بإذنه تعالى .

[590]) ) البخاري ( 2/174) مسلم ( 433) .

[591]) ) البخاري 2/174 و167 مسلم 434 .

[592]) ) حديث صحيح رواه أبو داود بإسناده على شرط مسلم . صحيح الترغيب رقم (491) .

[593]) ) الصف الآية (4) .

[594]) ) صحيح الترغيب (1/270).

[595]) ) رواه مسلم .

[596]) ) السلسلة الصحيحة برقم (1892) .

[597]) ) أعدها القسم العلمي بدار الوطن للنشر .

[598]) ) انتشر بين الناس وخصوصاً الشباب منهم إلا من رحم الله ارتداء الملابس التي عليها صور أو صليب، ونرى بعض الشباب يدخلون المسجد وهم يرتدون ملابس عليها تصاوير أو صلبان. وقد ورد النهي عن ذلك .

فعن عائشة رضي الله عنها: أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فقام النبي r بالباب فلم يدخل، فقلت أتوب إلى الله مما آذيت. قال: "ما هذه النمرقة؟" قالت: لتجلس عليها وتوسدها. قال: "إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم أحيوا ما خلقتم، وإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه الصورة" . رواه البخاري في كتاب اللباس برقم (5954) وفي كتاب الأدب برقم (6109) ومسلم في كتاب اللباس والزينة برقم (2106).

وفي سؤال للّجنة الدائمة حول الصلاة في الملابس التي عليها صور :

السؤال : هل تصح صلاة من صلى بلباس فيه تصاوير أو صلبان؟

أجابت اللجنة الدائمة: لا يجوز له أن يصلي في ملابس فيها صور ذوات الأرواح من إنسان أو طيور أو أنعام أو غيرها من ذوات الأرواح، ولا يجوز للمسلم لبسها في غير الصلاة، وتصـح صلاة من صلى في ثوب فيه صور مع الإثم في حق من علم الحكم الشرعي. وفي جواب آخر لها عن لبس الساعة أو صليب قالت اللجنة: لا يجوز لبس الساعة أو صليب لا في الصلاة ولا في غيرها حتى يزال الصليب بحك أو بوية تستره، لكن لو صلى وهي عليه فصلاته صحيحة. والواجب عليـه البدار بإزالة الصليب، لأنه من شعار النصارى، ولا يجوز للمسلم أن يتشبه بهم .

أما الصور التي تكون على النقود أو الأوراق الرسمية كالبطاقة الشخصية ونحوها، فلها حكم الضرورة، ولا تدخل في النهي والله أعلم .

([598]) فتاوى اللجنة الدائمة رقم (3932) (6/178) .

 

 

[599]) ) سورة الفاتحة الآية (5) .

[600]) ) سورة الحشر الآية (7)  .

[601]) ) آل عمران (31).

[602]) ) سورة الجن .

[603]) ) سورة النور .

(2)رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (1870) ، وابو داود في كتاب الصلاة برقم (1456).

(3) رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء برقم (6793) وأبو داود في كتاب الأدب(4946) وابن ماجة برقم (225).

[606]) ) رواه البخاري برقم (66) ، ومسلم برقم (2176) .

[607]) ) صحيح موارد الظمآن برقم (258) ، والتعليق الرغيب (1/131) .

(1) رواه البخاري في كتاب الصلاة برقم (450) ومسلم في كتاب المساجد برقم (533).

(2) رواه البزار واللفظ له والطبراني في "الصغير" وابن حبان في "صحيحه" وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب برقم (263).

(3) معجم البلدان (4/370) .

(4) فتح الباري (12/83) .

(1) رواه ابن ماجة وابن حبان في "صحيحه"، وصححه الشيخ الألباني في الترغيب برقم (264).

(2) رواه ابن خزيمة في "صحيحه" وروى ابن ماجة منه ذكر المسجد فقط بإسناد صحيح قاله الألباني في الترغيب (265).

(3) رواه الترمذي وحسنه الألباني في الترغيب (267).

(4) رواه أحمد وحسنه الألباني في الترغيب (268).

(5) رواه أحمد والطبراني، وحسنه العلامة الألباني في الترغيب (269).

(1) رواه الطبراني في "الأوسط"، وحسنه الألباني في الترغيب (270).

[618]) ) الثمر المستطاب (1/457-458) .

(3) رواه ابن ماجة واللفظ له وابن خزيمة في "صحيحه" والبيهقي وإسناد ابن ماجة حسن، وقال الألباني رحمه الله: "حسن" الترغيب (271).

[620]) ) سورة الأنعام الآية (160) .

(1) رواه البخاري في كتاب الصلاة برقم (458)،ومسلم في الجنائز برقم (956).

(2) فتح الباري .

(3) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة وابن خزيمة في "صحيحه" ورواه الترمذي، وصححه الألباني في الترغيب (275)

(1) رواه أحمد، وقال الألباني رحمه الله تعالى: "صحيح" الترغيب (274).

(1) سورة الجمعة الآية (9).

(2) أخرجه البخاري في كتاب الأذان برقم (662) ، ومسلم في كتاب المساجد برقم (1522).

(3) أخرجه مسلم في كتاب المساجد برقم (1519).

(1) أخرجه مسلم في كتاب المساجد برقم (1512) ، وابو داود في كتاب الصلاة برقم (557) وابن ماجة في كتاب المساجد والجماعات برقم (783).

(2) أخرجه مسلم في كتاب المساجد برقم (1517 و 1518) وحديث أنس عند البخاري.

(3) شرح النووي على صحيح مسلم (5/169) .

(1) أخرجه البخاري في الأذان برقم (651) ، ومسلم في المساجد برقم  (1511).

(2) أخرجه البخاري ومسلم في كتاب المساجد.

(3)أخرجه أحمد، والطبراني وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني في الترغيب برقم (295).

(4) شرح النووي على صحيح مسلم ( 3/141) .

(1) أخرجه أحمد في مسنده وأبو داود وغيرهما، وصححه العلامة الألباني في الترغيب برقم(301).

(2) سورة يس الآية (12) .

(3) صحيح ابن ماجة للشيخ الألباني برقم (637)، وصحيح الترغيب (300).

(4) صححه العلامة الألباني في صحيح أبي داود(597)وصحيح الجامع(6104)وصحيح الترغيب(315).

(5) أخرجه البخاري في كتاب الأذان برقم (647)، ومسلم في كتاب المساجد برقم (649 ).

(1) رواه النسائي في الكبرى ، والحاكم بنحو ابن حبان وليس عندهما حتى يرجع ، وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ، قال الألباني: قلت : "ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا" . الترغيب ( 1/193).

(2) رواه أحمد ، وأبو يعلى ، والطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، وابن خزيمة في "صحيحه" ، وابن حبان في "صحيحه"، وقال الألباني : "صحيح" الترغيب برقم (294) ، وصحيح الجامع برقم  (434) .‌

(3) رواه مسلم في "صحيحه" في "فضل الوضوء والصلاة عقبه" ، ورواه ابن خزيمة ، والنسائي.

(4) رواه ابن خزيمة في "صحيحه" وصححه العلامة الألباني في الترغيب برقم(298).

(5)رواه أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح،وصححه الألباني في الترغيب برقم (308).

(6) رواه الطبراني في "الكبير"، وقال العلامة الألباني : حسن ، صحيح الترغيب برقم  (317).

(1) رواه البخاري في كتاب الصلح برقم (2707)، وفي كتاب الجهاد برقم  (2989و2891)، ومسلم في كتاب الزكاة برقم (1009).

(2) فتح الباري (2/140) .

(3) أخرجه أبو داود برقم (561) ، والترمذي (223)  وصححه شيخنا الألباني في الترغيب(10) والمشكاة (721، 722)، وصحيح الجامع (2820) .

[649]) ) سورة التحريم الآية (8) .

[650]) ) سورة الحديد الآية (13) . 

(3) عون المعبود (2/188) .

(4) صحيح الترغيب .

(5) رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن، وحسنه الألباني الترغيب برقم (312).

(6) رواه الطبراني في "الكبير" بإسناد حسن، وصححه الألباني في الترغيب برقم (313).

(7) رواه ابن حبان في "صحيحه" ، وصححه الألباني في الترغيب برقم   (313).

[656]) ) أخرجه البخاري  في صحيحه برقم (465) .

(2) صحيح الجامع حديث رقم (585) .‌

 

(1) فيض القدير .

([659]) رواه أبو داود بإسناد جيد، وصححه الألباني في الكلم الطيب (ص 47).

(3) عون المعبود (2/93) .

([661]) رواه أبو داود في مراسيله، وقال الألباني: "صحيح لغيره" الترغيب (264).

([662]) رواه الطبراني في "الأوسط"، وقال الألباني: "حسن صحيح" الترغيب (262).

([663]) رواه ابن ماجة، وصححه الألباني في الترغيب (263).

(4) صحيح الجامع حديث رقم (297) .‌

([665]) رواه مسلم في كتاب المساجد برقم (655)، وأحمد في المسند برقم    (2/537).

([666]) المسند (2/537).

([667]) رواه البخاري في كتاب الصلاة برقم (408 و 409) ، ومسلم في كتاب المساجد برقم (547).

([668]) رواه أبو داود وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحهما"، وصححه الألباني في الترغيب (284).

([669]) رواه البخاري في كتاب الصلاة برقم (415)، ومسلم في كتاب المساجد برقم (552).

([670]) رواه مسلم في صحيحه (8/232)، وأبو داود.

(2) صحيح الترغيب (1/234) .

(3) رواه البزار، وابن خزيمة في "صحيحه" -وهذا لفظه- وابن حبان في "صحيحه" وصححه الألباني في الترغيب برقم (285).

([673]) رواه أبو داود وابن حبان في "صحيحه"، وقال الألباني: "صحيح لغيره"، الترغيب (288).

([674]) رواه مسلم في كتاب المساجد برقم (568)، وأبو داود وابن ماجة وغيرهم.

[675]) ) نهاية (3/98)

([676]) رواه الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح"، والنسائي وابن خزيمة، والحاكم وقال: "صحيح على شرط مسلم"، رواه ابن حبان في "صحيحه" بنحوه بالشطر الأول، وصححه الألباني في الترغيب برقم  (291).

([677]) رواه مسلم في كتاب المساجد برقم (569)، والنسائي وابن ماجة.

([678]) رواه ابن خزيمة في "صحيحه"، والحاكم وقال: "صحيح على شرطهما"، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1294) و "الترغيب (293).

([679]) رواه أحمد في "المسند" (4/243-244) وابن خزيمة في "صحيحه"     (1/277/441) وابن حبان في "صحيحه" بنحوه هذا،وأبو داود،والترمذي،وقال الألباني:"صحيح لغيره"الترغيب(294).

([680]) رواه الطبراني في "الكبير" وصححه الألباني في الترغيب برقم (295).

([681]) رواه ابن حبان في "صحيحه" ، وحسنه شيخنا الألباني في الترغيب برقم (296).

([682]) رواه البخاري في كتاب الأذان برقم (853)، ومسلم في كتاب المساجد برقم (561).

(1) فتح الباري (2/343) .

(2) شرح الننوي (5/47) .

([685]) رواه البخاري في كتاب الأذان برقم (856)، ومسلم في كتاب المساجد برقم (562).

([686]) رواه البخاري في كتاب الأطعمة برقم (5452)، ومسلم في كتاب المساجد برقم (564).

([687]) رواه مسلم في كتاب المساجد برقم (567) والنسائي وابن ماجة.

(2) شرح النووي (5/54) .

([689])رواه مسلم في كتاب المساجد برقم (563) والنسائي،وابن ماجة في إقامة الصلاة برقم(1015)واللفظ له.

([690]) رواه مسلم  من حديث أبي سعيد الخدري t بنحوه في المساجد برقم (565)، ورواه الطبراني في "الكبير" (22و 215) رقم (574).

(2) شرح النووي (5/49) .

(3) صحيح الجامع حديث رقم (4507) .‌

(4) صحيح الجامع حديث رقم (6853) .‌

(5) أخرجه البخاري برقم (3978) .

(1) فتح الباري (10/205) .

[696]) ) البقرة الآية (279).

[697]) ) التوبة الآية (3) .

[698]) ) المائدة الآية (58) .

[699]) ) سورة الجمعة  .

[700]) ) الشرع الممتع (1/333) .

[701]) ) الشرح الممتع (1/332) .

[702]) ) الشرح الممتع (1/352) .

([703]) سورة فصلت  الآية (33).

(2) تفسير ابن كثير (4/102) .

([705]) أخرجه الطبراني في الكبير عن أبي أمامة، صحيح الجامع (6519)، وصحيح الترغيب (229).

([706]) أخرجه البخاري في كتاب الأذان برقم (615) ، ومسلم في كتاب الصلاة برقم (980).

(1) فتح الباري (2/97) ، (نقلاً عن الخليل) .

(1) شرح النووي على صحيح مسلم (4/ 158) .

([709]) رواه مسلم في كتاب الصلاة برقم (852).

([710]) رواه أحمد والنسائي بإسناد جيد، قال في المجمع (1/326): (رواه أحمد والطبراني في الكبير والبزار إلا أنه قال: "يجيبه كل رطب ويابس" ورجاله رجال الصحيح)، وصححه الشيخ الألباني في الترغيب (228).

([711]) رواه مسلم في كتاب الصلاة برقم (850) ، وابن ماجة في كتاب الأذان والسنة فيها برقم (725).

([712]) رواه البخاري في كتاب الأذان برقم (609).

[713]) ) فتح الباري (2/89) .

([714]) رواه أحمد بإسناد صحيح وقال في مجمع الزوائد (1/326): (رواه أحمد والطبراني في الكبير والبزار إلا أنه قال: "ويجيبه كل رطب ويابس" ورجاله رجال الصحيح)، وصححه العلامة الألباني رحمه الله تعالى في الترغيب برقم (228).

([715]) رواه ابن حبان في "صحيحه" وقال الشيخ الألباني : "صحيح" صحيح ابن حبان برقم (251) ، والترغيب برقم (227).

(1) معالم السنن (1/281) .

(2) رواه أبو داود وابن خزيمة وابن حبان ، وصححه العلامة الألباني رحمه الله تعالى في الترغيب برقم       (230و232)، المشكاة (663)، والإراوء  (217) ،والصحيحة (1767)

(3) أخرجه البخاري في كتاب السهو(1231)،ومسلم في الصلاة برقم(857).

[719]) ) معالم السنن (1/281-282) .

[720]) ) صحيح الترغيب (1/173) .

([721]) رواه أحمد بإسناد حسن، قال في المجمع (2/248): "رواه أحمد ورجاله ثقات"، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في الترغيب برقم  (380).

([722]) رواه مسلم في كتاب الصلاة برقم(382)،وابن خزيمة في الصلاة برقم (399)

([723])رواه ابن ماجة والحاكم وقالا : "صحيح على شرط البخاري" ، وصححه  العلامة الألباني في الصحيحة برقم (42) ، والمشكاة برقم  (678) ، والترغيب (240) ، وصحيح الجامع (5878).

([724]) رواه أبو داود والنسائي،وصححه العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة (41) والإرواء(214) والمشكاة (665)، الترغيب (239).

([725]) أخرجه ابن ماجة والترمذي بإسنادهما عن ابن عباس، المشكاة (664).

([726]) صححه الألباني في الترغيب برقم (241).

([727]) رواه مسلم في الصلاة برقم (849).

([728]) رواه مسلم في الصلاة برقم (849).

([729]) المصدر السابق.

4) ) صحيح أبي داود برقم (538) .

(4) رواه البخاري في كتاب الأذان برقم (614).

([732])صحيح الترغيب(249)، المشكاة (676) ، وصحيح موارد الظمآن برقم(243) .

([733]) رواه مسلم في كتاب الصلاة برقم (848)وأبو داود في الصلاة برقم (527).

([734]) رواه مسلم في كتاب الصلاة برقم (847).

([735]) رواه أبو يعلى عن أنس، وحسنه الشيخ الألباني في الترغيب برقم (248).

([736]) رواه الطبراني في "الأوسط"، وقال الألباني: "حسن" الترغيب (250).

([737]) صحيح الكلم الطيب (ص 50)، الترغيب (249) وقال الألباني حسن.

([738]) رواه مسلم برقم (384) .

([739]) رواه البخاري في كتاب الأذان (614) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

([740]) رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان، الإرواء برقم (244)، تخريج الكلم الطيب برقم (74) .

([741]) رواه أبو داود ، وابن خزيمة ، وابن حبان وهذا أحد ألفاظه ، صحيح الترغيب برقم (254)،(262).

([742]) رواه أحمد من رواية ابن لهيعة، وحسنه  الألباني في صحيح الترغيب برقم (253).

(1) سورة الحديد آية (13).

(2) سورة النور آية (37).

(3) سورة غافر آية (19).

(4) سورة النور آية (37).

(5) سورة المدثر .

(6) سورة القلم.

(1) سورة مريم .

(2) رواه أحمد والترمذي واللفظ له وقال: (حديث حسن صحيح) ورواه ابن ماجة، وصححه العلامة الألباني في الترغيب برقم (14).

(3) رواه مسلم.

==============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

[مجلد 9][ مستدرك الحاكم ] المستدرك على الصحيحين محمد بن عبدالله أبو عبدالله الحاكم النيسابوري

  [مجلد 9][ مستدرك الحاكم ] المستدرك على الصحيحين محمد بن عبدالله أبو عبدالله الحاكم النيسابوري 8327 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد ا...