Translate

الثلاثاء، 12 أبريل 2022

كتاب المواعظ 5 المؤلف عبدالرحمن اليحيا التركي {{ 1 }{ 3. و 4 و5 }}}



موعظة  واحد   
  جدول المحتويات 
الحب الالهي 
اغنى فقير 
شرح حديث حنظلة ساعة وساعة 
الادلة والبراهين على ان الكسوف ياتيه بعد عذاب 
هذا نذير يا جده 
كارثة جده 1430هـ 
نهاية موسم الحج 1431 
شرح حديث انما هذه الدنيا لاربعة نفر ( لمن الدنيا ) 
الصلاة كما ارادها الله 
بشارة لاهل سوريا 
نساء مترجلات 
عقوبات في ارض المحشر لعصاة الموحدين 
شرح حديث السبعة 
شرح حديث معاذ اللهم اعني على ذكرك 
الحساب يوم الحساب 
حديث الميزان 
حديث المؤمن القوي 
زلزال اليابان 2011 
الجزاء من جنس العمل 
الامن لايتحقق الا بضابطه 
شرح حديث الزلزلة 
لماذ نقرا سورة الكهف يوم الجمعة 
الجبهات الخمس 
شرح حديث حذيفة 
شرح حديث اللهم اقسم لنا من خشيتك 
محبطات الاعمال 
بين شكر النعم وكفرها 
كيف ترتقي عند الله 
مفاصل الانسان  
 
كتاب المواعظ {1}
............................................................
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى اللهم لك الحمد اكملة واتمه واجمله وباتم ما تحمد عليه النعمة ونسال وان تبارك لي فيها وان يكون الشكر لك كذلك
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم لا تعذب لسانا كل ما يروي عنك،ولا تخيب رجاء منوطا بك ولا قلبا يشتاق إليك ولا عينا تنظر في ملكوتك ولا أذنا تستمع إلى كلامك اللهم اجعلنا ممن تعلم وعمل ودعا الى ما عمل به وعلمه وثبتنا على الحق في جميع احوالنا.
هذه المواعظ أيها الأخوة هي سلسلة يومية القيتها في صلاة الظهر كل يوم لعامةالناس لعامي ألف وأربعمائة وثلاثين وحتى عام الف واربعمائة واثنين وثلاثين للهجرة ونحن لانعلم الناس من جهل فقط بل نذكرهم اذا غفلوا ونذكرهم اذا نسوا فيحصل فائدتان التذكير و زيادة الايمان
تم بحمد الله.
أخي الحبيب المبارك– رعاك الله
لا نقصد من نشر هذه المادة القراءة فقط أو حفظها في جهاز الحاسب. بل نأمل منك تفاعلا أكثر من خلال:- إبلاغنا عن الخطأ الإملائي أو الهجائي كي يتم التعديل.- نشر هذه المادة في مواقع أخرى على الشبكة.- مراجعتها ومن ثم طباعتها وتغليفها بطريقة جذابة كهدية للأحباب والأصحاب. في حال إمكان ذلك بنا لتبني طباعتها ككتاب يكون صدقة جارية لك.أخي الحبيب لا تحرمنا من دعوة صالحة في ظهر الغيب. من خلال اقتراحاتك وتوجيهاتك لأخيك يمكن أن تساهم في هذا العمل الجليل.
اللهم اجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم موجبا لرضوانك العظيم. للتواصل مع اخوكم/ abonemr99@gmail.comكتبه عبدالرحمن
الحب الالهي
الحمد لله احق من حمد واحق من شكر واحق من عبد والصلاة والسلام على نبينا محمد خيرة الله من خلقة اما بعد
حديثي معكم عن اعظم المطالب واعظم الرغبات بل ان جميع العبادات والاعمال والحسنات كلها وسائل اليه انه حب الله فهو اعظم الفرائض واوجب الواجبات
محبته ليست ضرب من الاحلام ولا تاتي بالتمنى ولا التشهي بل تحتاج الى صبر وجلاد محبة الله تحتاج الى صلاح الظاهر والباطن
ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (اللهم ( إني أسألك حبك وحب من يحبك ، وحب العمل الذي يبلغني حبك ) أخرجه البخاري (6502) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
فسال حب الله وسال الشيء الذي يوصله الى حبه وسال حب من يحب الله
وحب الله يبنى على التغذية بنعمه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي بحبي ) اخرجه الترمذي وحسنه فحب الله يبنى على التغذية بنعمة وحب الرسول تابع لمحبة الله وحب اهل البيت مبني على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكما ان عدوا الحبيب عدو فحبيب الحبيب حبيب فمن علامة إيمانك ، أنك تحب الله عز وجل أكثر من كل شيء ( كما قال ابن عمر ( اسالك حبك حتى تكون احب الي من كل شييء واسالك خشيتك حتى تكون اخشىء عندي من كل شيء) ( اللهم املأ قلوبنا من محبتك واجلالك وتعظيمك والحياء منك )
فنحب الله العظيم لما يغذونا من نعمه فهو المحسن والمنعم على العباد .. فإن القلوب جُبِلَت على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها، ولا أحد أعظم إحسانًا من الله سبحانه، فإن إحسانه على عبده في كل نفس ولحظة، والعبد يتقلَّبُ في إحسانه في جميع أحواله. فمحبته مقصودة لذاتها اما حب غيره فمقصود لغيره ولذلك يقول الله ( والذين امنوا اشد حبا لله ) قال ابو الدرداء ( لئن شئتم لأقسمن لكم ، إن أحب عباد الله إلى الله ، الذين يحبون الله ويحببون الله إلى خلقه والذي نفسي بيده ، لئن شئتم لأقسمن لكم بالله ، أن أحب عباد الله الذين يحببون الله إلى عباده ، ويسعون في الأرض بالنصيحة ) كتاب الاولياء لابن ابي الدنيا
الانسان بطبعه يحب الجمال ويحب الكمال ويحب العطاء يحب من احسن اليه حتى ان الانسان اذا راى من احسن اليه تبسم
فكيف والكمال كله لله ، فهو الكامل ، وهو الجميل ، وبيده الخير كله واليه يرجع الامر كله وهو المعطي وهو المحسن الينا فما بنا من نعمة فمن الله ، مع هذا كله الإنسان تَرك ربه وأحبَّ غيره ، وهذا من غبائه ، وحمقه وضعف إيمان
من اعظم البواعث على حب الله تذكر الآئه ونعمائه ( فاذكروا آلاء الله لعكم تفلحون ) ( وما بكم من نعمة فمن الله ) ( واسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة ) ) وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها )
ولذلك اذا تذكر العبد نعم الله عليه احبه وهي كثيرة لاتعد ولاتحصى ومن ظن ان نعمة الله عليه في الطعام والشراب فقد ازدرى نعمة الله عليه بل لاعقل له ولذلك ماهي الاشياء التي تحرك قلوبنا الى محبة الله ذكر نعمه وهي كثيرة منها
من دلائل حبه لنا انه لا يعاجلنا بالعقوبة بل يصبرويحلم علينا ويعطي كل واحد منا الفرصة ويمهله حتى قد يصل الواحد منا عمره تسعين عاما ثم يتوب فيقبل الله التوبة حتى وإن تأخرت والفرصة تمتد مع العبد مالم يغرغر
ومن دلائل حبه لنا انه يقبل توبتنا ويفرح بذلك ( قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ) عن عمرو بن عبسة أن شيخا كبيرا أتى النبي وهو يدعُم على عصا فقال يا رسول الله أن لي غدارات وفجرات فهل يغفرها الله لي فقال النبي " ألست تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؟ قال بلى فقال له إن الله قد غفر لك غدراتك وفجراتك فانطلق الرجل وهو يكبر ) رواه احمد
ومن دلائل حبه لنا ان الحسنة من الله بعشر امثالها والسيئة بواحده
( إني والإنس والجن في نبأٍ عظيم ، أخلق ويحمد غيري ، وأرزق ويشكر سواي ، خيري إلى العباد نازل ، وشرهم إليّ صاعد ، أتحبب إليهم بنعمي ، وأنا الغني عنهم ، ويتبغضون إليّ بالمعاصي وهم أفقر شيء إليّ ، من أقبل عليّ منهم تلقيته من بعيد ، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب ، أهل ذكري أهل مودتي ، أهل شكري أهل زيادتي ، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا فأنا حبيبهم ، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب ، الحسنة بعشر أمثالها وأزيد ، والسيئة بمثلها وأعفو ، وأنا أرأف بالعبد من الأم بولدها ) هذا الاثر ذكر ابن القيم رحمه الله واصله صحيح
ومن دلائل حبه لنا انه يعطينا على العمل القليل الاجر العظيم فصوم يوم عرفة يكفر سنتين وتقول الحمد لله تملأ الميزان سبحان الله والله اكبر تملأ ما بين السموات والارض عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل، قال: ((إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة)) رواه البخاري. وهذا الحديث الصحيح يدل على عظيم فضل الله عز وجل، وأنه بالخير إلى عباده أجود، فهو أسرع إليهم بالخير والكرم والجود منهم في أعمالهم، ومسارعتهم إلى الخير والعمل الصالح.
مطالعة اسمائة وصفاته يقول ابن القيم "واللَّهُ سبحانَهُ تَعَرَّفَ إلى عبادِهِ منْ أسمائِهِ وصفاتِهِ وأفعالِهِ بما يُوجِبُ مَحَبَّتَهُم لهُ؛ فإنَّ القلوبَ مَفْطُورَةٌ على مَحَبَّةِ الكمالِ وَمَنْ قامَ بهِ، واللَّهُ سبحانَهُ وتَعَالَى لهُ الكمالُ المُطْلَقُ منْ كلِّ وَجْهٍ، الذي لا نَقْصَ فيهِ بِوَجْهٍ ما ) روضة المحبين
يقول عتبة الغلام: من عرف الله أحبه، ومن أحب الله أطاعه ومن أطاع الله أكرمه، ومن أكرمه أسكنه في جواره) اذا أردت أن يكون لك حظ عظيم من اسم الله تعالى "الودود"، فتودد إليه بالأعمال الصالحة .. وإن وصلت إلى تلك المنزلة، ستنال محبة الله عزَّ وجلَّ وملائكته واذكر موقفين لأناس احبهم الله واكرمهم
روى الإمام أحمد و البخاري و مسلم من حديث أبي حبة البدري الأنصاري رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لـأبي بن كعب : يا أبي ! إن الله تعالى أمرني أن أقرأ عليك سورة البينة، فقال أبي رضي الله عنه: وقد سماني لك يا رسول الله؟! قال: نعم، فبكى أبي رضي الله عنه، قال له بعض الصحابة: أفرحت يا أبا المنذر ! قال: ومالي لا أفرح والله عز وجل قد قال: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون ) قال ابن كثير رحمه الله: والسبب -والله أعلم- هو ما رواه النسائي وغيره عن أبي بن كعب رضي الله عنه سمع من ابن مسعود قراءة أنكرها، فقال له: ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقال له ابن مسعود : ولكن أقرأنيها هكذا، فذهب أبي مع ابن مسعود يتحاكمان إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا أبي ! فقرأ وقال: اقرأ يا ابن مسعود ! فقرأ، فقال: كلاكما أصاب يقول أبي رضي الله عنه: فدخلني من الشك ولا إذ كنت في الجاهلية، قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدري ففضت عرقاً كأني أنظر إلى الله فرقاً
ولذلك قال ابن كثير فقراءة النبي صلى الله عليه وسلم على أبي كانت قراءة إبلاغ وتثبيت وإنذار لا قراءة تعلم واستذكار. فالله عز وجل يتولى الصالحين، ولما كان أبي رجلاً صالحاً عبداً لله قانتاً حنيفاً؛ فالله عز وجل لم يتركه للشكوك والأوهام والشبهات، بل قيض له من ضربة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن قراءته عليه الصلاة والسلام ما زاده إيماناً ويقيناً ) الشاهد من هذا كله وقد سماني هنالك يعني وقد ذكره الله
والذي اعجب من هذا قصة عبدالله بن حرام الانصاري وكان له تسع بنات وابن واحد وهو جابر فلما كانت غزوة احد اقترع الاب والابن على من يخرج فخرجت قرعة الاب فبكى جابر فقال يابني والله لو كانت غير الجنة لاثرتك بها (وإني لا أراي إلا مقتولا في هذه الغزوة.. بل لعلي سأكون أول شهدائها من المسلمين.. وإني والله، لا أدع أحدا بعدي أحبّ اليّ منك بعد رسول الله ..وإن عليّ دبنا، فإقض عني ديني، واستوصٍ بإخوتك خيراً) ووقف جابر وبعض أهله يبكون شهيدهم عبد الله بن عمرو بن حرام، ومرّ بهم الرسول وهم يبكونه، فقال: " ابكه او لا تبكه ما زالت الملائكة تظلله بأجنحتها حتى رفعتموه) ( يا جابر الا اخبرك بان الله كلم اباك كفاحا فقال له: يا عبدي، سلني أعطك فقال: يا رب، أسألك أن تردّني إلى الدنيا، لأقتل في سبيلك ثانية. قال له الله: إنه قد سبق القول مني: أنهم إليها لا يرجعون. قال: يا رب فأبلغ من ورائي بما أعطيتنا من نعمة. فأنزل الله تعالى: (ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما أتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم. ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون
من دلائل حبه لنا امرنا الله بدعاءه حتى يستجيب لنا حينما يتجلى الله على الكون كل ليلة فينزل نزولا يليق بجلاله ويعرض كنوز فضله على الناس ففي لحديث ( : إِذَا كَانَ شَطْرُ اللَّيْلِ نَزَلَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَقُولُ : " هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ ) الدار قطني اسناده حسن
انظروا الى عظمة الخالق (ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ) انظر السلسلة الصحيحة الرقم: 109 قلت انا كاتب هذه الاسطر يعني لو القى احدنا خاتمه على الارض كم حجم الارض بالنسبة للاخاتم ولا شيء فما السموات السبع والارضين السبع امام الكرسي الا كحلقة ملقاه بارض فلاة والكرسي امام العرش كحلقه ملقاه بارض فلاه والعرش لا يقدر بقدر والله اعظم عظيم والله اكبر كبيرا وما قدروا الله حق قدره
وقد استحسن ابن القيم هذا الحديث واستشهد به كما في الصواعق 2/431، قال:
وقد أخبر النبي إن السموات السبع في الكرسي كحلقة ملقاة بأرض فلاة والكرسي في العرش كحلقة ملقاة في أرض فلاة والعرش لا يقدر قدره إلا الله وهو سبحانه فوق عرشه يرى ما عباده عليه فهذا هو الذي قام بقلوب المؤمنين المصدقين العارفين به سبحانه ومع هذا كله انظرو الى عظمة الخالق وعظم مخلوقاته ويستعرض حوائج عباده ليرحمهم وهم عنه معرضون الا قليل من الصالحين
ولسائل ان يسأل اذا كان الله يحبنا فلماذا يعذبنا والجواب
قد مر علينا في دلائل محبة الله لعباده انه يضاعف لناالحسنات ويكفير عناالسيئات كما ورد في الاثر ( فان اعرضوا عني فانا طبيبهم ابتليهم بالمصائب لأ طهرهم من الذنوب والمعائب ) احيانا يسلط عليهم المصائب ليخرج الكبر او العجب او يزهدهم في الدنيا او يرفع درجاتهم او يكفر خطيئاتهم
ماهــو شعورك لو قيل لك ان الله يحبك وماذا لو أحبكِ الله كيف يكون حالك تعالوا لنرى ونسمع ونقرأ
علامات حب الله لعبده
1- ان الله يعطيه التدين فاذا احبك الله اعطاك الدين والناس فيه درجات منهم الظالم لنفسه المقصر ومنهم مقتصد مقتصر على الفرائض ومنهم سابق بالخيرات باذن الله عن عبد الله بن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم : إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب.) رواه الحاكم قال الذهبي في التلخيص: صحيح الإسناد. ورواه الإمام أحمد في مسنده بزيادة، وهذا لفظه: إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله -عز وجل- يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن يحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه،)
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه بلفظ: إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من أحب ) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة، وعلى هذا فالحديث صحيح.
2- ومن دلائل حب الله لعبده ان ييسر له الخير اينما اتجه ( فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى ) فاذا احبك الله يسر لك الخير اينما اتجهت ولذلك يظهر لنا دعاء ( رب اشرح لي صدري ويسر لي امري ) وهذا الدعاء لايقتصر على امر معين بل يشمل امري الدين والدنيا فاذا شرح الله صدرك لامر ولم ييسره لك فقد يصعب عليك فاطلب من الله في أي امره تريده وتتوجه اليه ان يشرح لك صدرك وييسر لك امرك
3- ومن دلائل حب الله للعبد ان يصرف عنه المعاصي ويعسرها عليه فان طاعة اعانه وان عصاه صرفها عنه فما يسلك طريق معصية الا ويعسرها عليه لان الله يحبه وفي المقابل من الناس من يغلق عليه بابه والمعاصي تلاحقة
4- ومن دلائل حبه لعبده ان يحبب له اهل الخير يقول ابوا الدرداء ( لاتزالوا بخير ما احببتم اهل الخير ) وفي موطأ مالك بإسناد صحيح وصححه بن حبان والحاكم ووافقه الذهبي عن أبي إدريس الخولاني قال دخلت مسجد دمشق فإذا فتى براق الثنايا ( أي أبيض الثغر كثير التبسم ) وإذا الناس معه فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه فسألت عنه فقيل هذا معاذ بن جبل رضي الله عنه ، فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت والله إني لأحبك في الله فقال آالله ؟ فقلت الله ، فقال آلله ؟ فقلت الله ، فأخذني بحبوة ردائي فجبذني إليه ، فقال أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « قال الله تعالى : وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتباذلين في والمتزاورين في )
الخلاصة
عن سهيل بن أبي صالح قال كنا بعرفة فمر عمر بن عبد العزيز وهو على الموسم فقام الناس ينظرون إليه فقلت لأبي يا أبت إني أرى الله يحب عمر بن عبد العزيز قال وما ذاك قلت لما له من الحب في قلوب الناس فقال بأبيك اني سمعت
ابا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء قال ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه قال فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض ) رواه مسلم
لاشك ان محبة الله للعبد هي الامنية الغالية ووالله لن يرتج اسمك في السماء وارجاءها حتى تصلح الظاهر والباطن والقلب والقالب لله
انها والله قلوب ما امست ولا اصبحت الا والله راض عنها اما الاعمال والاقوال والاخلاق التي يحبها الله ويبغضها فراجع كتابنا النفحة القدسية شرح الاربعين النووية حديث الثامن والثلاثون
وما بقي الا ان ندعوه ونرجوه ونحسن الظن به ان يفتح على قلوبنا بما فتح على قلوب اولياءه من معرفة وتوحيده والجهاد في سبيله ما نبلغ به على الدرجات اللهم املأ قلوبنا من محبتك واجلالك وتعظيمك ما نبلغ به اعلى الدرجات فانك اكرم من سئل يارب يارب انت اكرم من سئل احعلنا ممن احبك فاحبته واجعلنا ممن تناديه في السماء بانك تحبه فانت الكريم الذي لاينتهي كرمه وانت الكريم الذي لا ينقطع بره واحسانه وفضله كتبه عبدالرحمن اليحي التركي في 10/2/1432هـ
أغنى فقير
عن‏ ‏أنس بن مالك ‏ أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لو أن لابن ‏ ‏آدم ‏ ‏واديا من ذهب أحب أن يكون له واديان ولن يملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب ) رواه البخاري
هذا الحديث فيه ثلاثة امور
اولا : يدل على أنه كلما كثر مال الانسان زاد حرص وزادت محبة للمال ولايصل في طلبه الى حد وحصل به الشقاء والعناء فكلما حصل على مال قال هل من مزيد ففي الحديث لو كان معه واد من ذهب والوادي من ذهب ليس بالامر الهين لتمنى ثانا ولو كان معه واديان لتنى ثالثا بل لو ملك الدنيا كلها وكانت معه لتمنى ان معه مثلها فمهما اعطي من المال لايشبع أنظر الى روايات الحديث (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً )
( لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما آخر ) لان طالب الدنيا مثل شارب البحر كلما شرب ازاد عطشا فكلما زاد ماله زادت رغبته ولذلك وردعند الحاكم عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن بلفظ: ((منهومان لا يشبعان: منهومٌ في علم لا يشبع, ومنهومٌ في دنيا لا يشبع))
روى الأئمة أحمد والنسائي والترمذي وابن حبان، عن كعب بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما ذئبان جائعان ـ أو ضاريان ـ أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف.
والناس يعرفون ما يمكن أن يفعله الذئبان الضاريان الجائعان، إذا سلطا على قطيع غنم، من تقتيل وتمزيق وافتراس وإفساد.
والحرص الشديد على تحصيل المال يفسد دين المرء يقول احد المشائخ لقيت رجلا راس ماله اربعة مليار في المطار مسافرا الى الصين فقلت له هون على نفسك فقال اريد تصل الى خمسه
واليوم يعيش كثير من الناس حياة عذاب يعذب نفسه والله يرحمه ويضيق على نفسه والله يوسع عليه بل شغله ماله وجمعه وكسبه وتحصيله عن ذكر الله وطاعة رزقه الله خير كثير وهو يشعر انه فقير بعضهم يملك مئات الملايين وهو يحس انه فقير ولذلك قال رسول الله مبينا منزل العبد الذي وهبه الله الغنى وهو فقير فعنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَرَى كَثْرَةَ المَالِ هُوَ الْغِنَى ؟ » قُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : « أَفَتَرَى قِلَّةَ المَالِ هُوَ الْفَقْرُ ؟ » قُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : « إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى الْقَلْبِ ، وَالْفَقْرُ فَقْرُ الْقَلْبِ ، وَمَنْ كَانَ الْغِنَى في قَلْبِهِ فَلا يَضُرُّهُ مَا لَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا ، وَمَنْ كَانَ الْفَقْرُ في قَلْبِهِ فَلا يُغْنِيهِ مَا أَكْثَرَ مِنَ الدُّنْيَا وَإِنَّمَا يَضُرُّ نَفْسَهُ شُحُّهَا )أخرجه ابن حبان في صحيحه
الامر الثاني :
بين هنا متى يقنع من يجري وراء المال بانه اذا مات كما في قوله ( ولايملأ جوف ابن ادم الا التراب ) بل اذا نزل به الموت ( قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت ) والشيء الذي تركه ماله ولذلك قال الله ( رب لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق واكن من الصالحين ) ولكن ورد عند مسلم عن أبي هريرة قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله أي الصدقة أعظم فقال أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا ألا وقد كان لفلان )
الامر الثالث
دعوة للتوبة من اكل الحرام (لَيَأْتِيَن عَلَى النَّاس زَمَانٌ " وَلِلنَّسَائِيِّ مِنْ وَجْهٍ آخَر " يَأْتِي عَلَى النَّاس زَمَان مَا يُبَالِي الرَّجُلُ مِنْ أَيْنَ أَصَابَ الْمَال مِنْ حِلٍّ أَوْ حَرَامٍ ) رواه احمد وحديث (يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه أمن الحلال أم من الحرام ) رواه البخاري في البيوع
وهذا ظهر باستحلال الربا وغيره من التعامل المحرم، سواء بالبيع والشراء أو بالتعامل مع البنوك الربوية، أو الأسهم الربوية أو غير ذلك.
يريد تنمية ماله ولو بالربا او الغش او بالنصب او الاحتيال او السرقة فاخبر نبينا بانه سيأتي على الناس زمان لا يبالي الرجل ما تلف من دينه إذا سلمت له دنياه ‏
ولذلك ورد في هذا الحديث ( ويتوب الله على من تاب ) أي بانه يتوب الله على من تاب وهي دعوة للتوبه من اكل الحرام
وسأل رجل سفيان الثوري عن فضل الصف الأول فقال :"انظر كسرتك التي تأكلها من أين تأكلها؟ وصلي في الصف الأخير) هذا كلام في منتهي الاحكام البعض يهتم بعبادته ويغفل عن اكل الحرام الشافعي لما بات عند الامام احمد وقدم له العشاء اكل منه حتى شبع فسئل عن سبب ذلك فقال لانني اعلم ان الامام احمد يتحرى اكل الحلال
والمخرج من فتنة المال العظيمة الذي قال عنه كما جاء في البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي ذر قال: انتهيت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول في ظل الكعبة: (هم الأخسرون ورب الكعبة، هم الأخسرون ورب الكعبة) قلت: ما شأني أيرى في شيء، ما شأني1؟ فجلست إليه وهو يقول، فما استطعت أن أسكت وتغشاني ما شاء الله، فقلت: من هم بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: (الأكثرون أموالاً، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا)2 وزاد الترمذي: (إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا) فحثا بين يديه وعن يمينه وعن شماله،)
فهم الاخسرون الاكثرون الاقلون يوم القيامة الا من تصدق
ومن تامل سيرته صلى الله عليه وسلم حينما عرضت عليه الدنيا بمفاتيحها وخزائنها وبدون ان ينقص من درجته وكرامته عند الله فرفضها لانه لايحب شيئا يبغضه الله فكان مسكنه متواضع وطعامه واثاثة لايقوم الا على الضروري وما كان يتوسع وغالبا ايامه جوع وعندما يشبع يشكر ففي المسند والترمذي ( عرض لي ربي ان يجعل لي بطحاء مكه ذهبا فقلت لا يارب ولكن اشبع يوما واجوع يوما فاذا شبعت صبرت واذا شبعت شكرت )
والمخرج من فتنة المال وفتنة فتنة عظيمة
امران يجعلاني العبد يقدم الطاعة على المعصية ويختارالعجز على الفجور
1- القناعة وهي قلة تمنيك ورضاك بما يكفيك
فارضى بالموجود ولا تحرص على المفقود
النفس تجزع أن تكون فقيرة ، والفقر خير من غنى يطغيها
وغنى النفوس هو الكفاف ، فإن أبت فجميع ما في الأرض لا يكفيها
هي القناعة فالزمها تعش ملكا ===== لو لم يكن منها إلا راحة البدن
وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعا ===== هل راح منها بغير القطن والكفن
‏كانت الاعطيات تعرض على الامام احمد فيرفضها ثم يذكرها لأولاده بعد حين فيقول لهم لو اخذناها لنفدت قليل يكفيك خير من كثير يلهيك او يطغيك
وللجميع اقول مهما اشتدت الكروب لن يموت العبد جوعا فكيف بمن ياتي الحرام الخالص ويؤثره على طاعة الله
اقنع برزق يسير أنت نائله واحذر ولا تتعرض للإزيادات
فما صفا البحر إلا وهو منتقص ولا تكدر إلا بالزيادات
لان البحر اذا كان قليل وما تصب فيه مياه السيول من كل جهة تراه صافيا رائقا وما تكدر الا بالزيادات والفيضانات
اخرج الامام احمد والترمذي وابن ماجة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه } .
امَتُّ مَطَامِعي فأرحْتُ نَفْسي
فإنَّ النَّفسَ ما طمعت تهونُ
عنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا وَقَنَعَ) السلسلة الصحيحة - مختصرة - (ج 4 / ص 639)رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم .
دع الحرص على الدنيا وفي العيش فلا تطمع
ولاتجمع من المال فلا تدري لمن تجمع
فان الرزق مقسوم وسؤ الظن لاينفع
فقيركل ذي حرص غني كل من يقنع
فلو الارزاق تأتي بقوة ** ما وجد العصفور شيئاً مع الصقر
2- الموت الذي غاب عن بالنا والموت هو خروج الروح من الجسد وليس هو فناء المحض بل هو انتقال من الدنيا الى الاخرة انتقال من حال الى حال ومن دار الى دار فينتقل الانسان من دار العمل الى دار الحساب والجزاء والعقاب فمن مات فقد قامت قيامة والقيامة تطلق على ثلاث مواطن موت الانسان والقبر والحشر فاعظم وصية لكل ملتزم بدين الله ان يتذكر الاخرة لان من اكثر من ذكر الموت تكون اشجانه في الاخرة ويقصر امله فيخاف من الاخرة ويعمل لما بعد الموت فيقوى التزامه وتكمل هدايتة
فاذا اراد الله ان يبارك لعبد في هدايته جعل الموت نصب عينيه
مشكله الموت انه اذا نزل بالعبد يرى ملك الموت عيانا ويخاطبه هنالك يعلم العبد وهو في اخر اعتاب الدنيا ويتهيا للرحيل قيمة الليالي والايام ويعلم ان الله لم يخلقه عبثا انها الساعة التي يؤمن فيها الكافر ويوقن فيها الفاجر والساعة التي تضمحل فيها الطموحات ويزول الغرور هنالك يبكي العبد بكاء الندم حينما يرى تحدر الملائكة فان كانت روحة طيبة بشرته الملائكة بجنة الله ورضوانه وان كانت روحة خبيثه بشرته الملائكة بسخط الله وعذابه فالموت مصيبة والادهى ما بعده
وعلاج هذه الفتنة العظيمة فتن المال والحرص على جمعه يتلخص في القناعة وغنى النفس والنظر في الدنيا لمن هو دونه مر سليمان على فلاح عاقل فقال كيف حالك فقال يا نبي الله اكل كما تاكل واشرب كما تشرب وانام وتنام ولكن انت تسال عن فضل الدنيا وانا لا اسئل فبكى سليمان واليوم تجد الواحد عنده الخير الكثير واذا هو على غير القناعة فضاقت عليهم الدنيا وازدروا نعم الله عليهم وقل شكرهم لها ولوانهم استغنوا بالله ورضوا بما اتاهم الله من فضله لكان خيرا لهم واذا تصورنا هذا كله
فتعالوا لنرى كيف كان مسكنه صلى الله عليه وسلم وطعامه واثاثة وخلقه مع اهله وقد استفتدها من شيخنا الطحان حفظه الله ورعاه وجعل اعالي الفروس ماواه
اما مسكنة صلى الله عليه وسلم
فقد اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم مسكننا يدل على انه جعل الدنيا دار ممر لامقر وجعل الدنيا مسكن مسافر استظل تحت شجرة ثم راح وتركها تعالوا نسمع كلام الحسن البصري في وصف مسكنه صلى الله عليه وسلم
ورد عن الحسن قال ( دخلت بيوت رسول الله فضربت بيدي الى السقف واما الجدار فكانت من جريد النخل المطلي بالطين واما حجم كل حجرة فاذا رفعت يدي تنال السقف واذا مددت رجلي تنال الجدار ) يعنى من جميع الجهات وتدل على انها صغيره بحجم الضرورة وثبت في الصحيحين عن عائشة ( كنت انام بين يدي رسول الله ورجلاي في قبلته فاذا سجد غمزني فضممت رجلي فاذا قام بسطتها ) هذه حجراته ومسكنه اما نحن في هذه الازمنه فقد اتخنا بيوتا تدل على اننا اتخذنا الدنيا دار مقر لا ممر فقد اتخذنا بيوتا فيها مجالس فمجلس للضيوف اذا كانوا قليل يسمى المختصر ومجلس للضيوف اذا كانوا كثير ومكان نشرب فيه الشاي واخر ناكل فيه الطعام وبيوت شعر في فناء البيوت وغرفة ينام فيها الاطفال واخرى ينام فيها الرجل مع زوجته وقل ما شئت من التوسع والتكلف غير ما يحصل من تزويق البيوت والزخارف واضاعة الاموال في امور لاداعي لذكرها
ولا تظنن رسول الله فعل ذلك لانه لم يتيسر له او لفقر او بخلا انما اختاره رسول الله لان الدنيا دار من لادار له ولها يجمع من لاعقل له فهي دار سفر ومكان معبر فلا يصح ان نستقر فيها الانسان ويركن اليها ويزخرفها ومن وقع في شيء من ذلك فهو نقص
اما ما يستدل به بان الله يحب ان يرى اثر نعمة على عبده وقوله
( قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده ) يقول الحسن والله ما زخرفوها الا وقد احبوها ولا زينوها الا وقد رفعوها ورضوا بها ( ان الذين رضوا بالحياة الدنيا واطأنوا بها ) يونس ( وحديث ( لاتتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا ) فما يحب ان ينتقل منها بل من اقوى اسلحة الشيطان حب التزين من الاثاث والثياب والدور والمراكب فيكون حالة مسكن يسعى وراءه واثاث وملابس وطعام واما القلب فلا احد يفكر فيه يريد يكسوا بدنه ولا يريد ينور قلبه
اما اثاثة صلى الله عليه وسلم
اخرج الامام البيهقي في الدلائل والطبراني وابن سعدعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: (دخَلت عليَّ امرأة من الأنصار فرأت فراش رسول الله-صلى الله عليه وسلم- مثنية فانطلقت فبعثت إليّ بفراش فيه صوف، فدخل علي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: ما هذا؟ فقلت: إنّ فلانة الأنصارية دخلت فرأت فراشك، فبعثت إليّ بهذا فقال: رُدّيه، قالت: فلم أرده، وأعجبني أن يكون في بيتي، قالت: حتى قال لي ذلك ثلاث مرات. فقال: رُديه يا عائشة، فو الله لو شئت لأجْرى الله عليَّ جبال الذهب والفضة. قالت: فرددتها) وعن عائشة-رضي الله عنها- قالت: (كان ضجاع النبي-صلى الله عليه وسلم-الذي ينام عليه بالليل من أدم محشواً لِيفاً) رواه مسلم.
سئلت حفصة - رضي الله عنها - ما كان فراش رسول الله-صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: مِسْح ( أي كساء خشن او عباءه ) نثنيه ثنتين، فينامُ عليه، فلما كان ذات ليلة قلت: لو نثنيه بأربع ثنيات، فلما أصبح قال: (ما فرشتموني الليلة؟ قالت: قلنا: هو فراشك، إلا أنّا ثنيناه بأربع ثنيات، قلنا: هو أوطأ لك. قال: رُدوه لحاله الأولى، فإنه منعني وطأته صلاتي الليلة ) رواه الطبراني والترمذي في الشمائل فليس الامر بخلا ولا فقرا ولا عجزا
فكان اثاثة كأثاث المسافر بمقدار الضرورة
اما نحن فينام الكثير من الناس على السليب هاي فيغط احدهم وينام حتى عن الصلاة المكتوبة انظر الى هذا الحديث (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة مكانها: عليك ليل طويل فارقد. فإن استيقظ وذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطاً طيب النفس، و إلا أصبح خبيث النفس كسلان) متفق عليه لكن لو نام العبد على فراش غير وثير تراه يقوم عدة مرات في الليل واذا نبه انتبه
اما طعامه صلى الله عليه وسلم
اخرج احمد وهو في الصحيحين عن ابي هريرة ( اللهم اجعل قوت ال محمد قوتا ) وفي رواية ( اللهم اجعل رزق ال محمد كفافا)
فطلب الكفاية وهو ما يقوم بحاجة الانسان من الطعام فلا له ولا عليه
والناس نحو المال على ثلاثة اقسام
1- غني وهوما يملك ما زاد عن حاجة
2- فقير وهو مالا يقدر على الكفاية
3- صاحب كفاية وهوما يملك الكفاية
والاسلم للانسان في غالب احواله حالة الكفاف فيجدون ما يحتاجون اليه وليس هناك مال زائد عن الحاجة فيحملهم على الطغيان والبغي و الاشر والبطر وهذا ما كان عليه رسول الله واهله ومن تامل احوال الناس قبل خمسين سنة كان غالبهم اصحاب كفاية فلما فتح الله عليهم الدنيا ووسع عليهم اصبحوا يفكرون في السفر الى النزهة ودخل الكثير منهم في المعاصي ولو كان عنده الكفاف ما استطاع السفر ولذلك لما عرضت على رسول الله بطحاء مكة ذهبا فقال لا ولكن اشبع يوما واجوع يوما فاذا شبعت شكر الله وحمدته واذا جعت تضرعت وذكرت الله )
لكن سؤال يتبادر الى الاذهان لماذا اختار رسول الله الدون من الطعام في المقدار والكمية
لامرين
1- ان هذا الدنيا من اولها الى اخرها مهينة والسلامة منها حزم وكرامة والركون اليها عجز وندامة
ان الانسان اذا اخذ من الطعام ما يزيد على حاجته سيترتب على ذلك افات كثيرة
1- ان الشبع يقوي الشهوات والشهوات اسلحة الشيطان على الانسان راى يحي ابن زكريا الشيطان في المنام ومعه مفاتيح فسالها عنها فقال هذه مفاتيح قلوب بني ادم فقال فما اقوى مفتاح فيها فقال الغضب فاذا غضب ابنوا ادم نلعب به كما يلعب الصبيان بالكره فقال فهل لي فيها شيء فقال ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة والذكر ) رواه ابو نعيم
2- قال الغزالي للشبع ست افات
1- يذهب الخوف من الله اذا شبع فيقسوا قلبه وابعد القلوب من الله القلب القاسي
2-ذهاب رحمة الخلق من القلب كان سليمان يجوع يوما ويشبع يوما فسئل فقال اني اذا شبعت على الدوام نسيت المسكين
3-انه يثقل عن الطاعات فلا يتفاعل معها ولايجد رقه
4- ان كثرة الاكل تهيج الامراض في البدن
اما خلقه صلى الله عليه وسلم مع اهله
فكما قال نبينا صلى الله عليه وسلم (اكْمَلُ الْمؤْمِنِينَ إِيماناً أحْسَنُهُمْ خُلُقَاً، وَخِيارُهُمْ خِيارُهُمْ لأَهْلِهِ ) رواه البخاري
وحسن العشرة مع الاهل يكتسب بذلك الانسان الخيرية والافضلية على الامة اولى الناس بالمعروف اهلك وزوجتك الصق الناس بك وجه طليق وكلام لين والحياة الزوجية لايستقيم فيها العدل بل الفضل لان الزوجان اذا اصبح كل واحد منهما يحاسب الاخر على كل شيء تصبح الحياة صعبه وحياة سوء ولا يستريح احد الزوجين الحياة الزوجية مبنية على التسامح والتعاون وقد اشار الله الى هذا ( وجعل بينهما رحمة وموده ) فاذا وجدت هاتان الصفتان استقرت الحياة الزوجية
فحسن العشرة مع المراة تنال به الخيرية وحسن الخلق مع المراة ان تتحمل الاذى منها وحسن الخلق معها كف الاذى واحتمال الاذى وبذل الندى تقول عائشة كان رسول الله يكون في مهنة اهله فاذا حضرت الصلاة خرج الى الصلاة ) وفسر في روايات اخرى كيف يكون في مهنة اهله ( كان يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه )
ومما يخرج الانسان عن حسن الخلق ويخرجه عن صفة الخيرية استعمال الضرب ونحن في زمان فشاء فيه سوء الخلق ووصل الحال بنا الى ازمة اخلاق
فقد يضرب الرجل زوجته او يطلقها لأتفه الاسباب
ثبت في السنن الاربعة الا الترمذي والحاكم عن اياس بن عبدالله قال سمعت رسول الله يقول ( لاتضربوا ايماء الله وفي رواية لاتضربوا النساء فجاء عمر فقال يا رسول الله سئرن أي ترفعن وتعالين )النساء على الرجال فرخص رسول الله في ضربهن فجاء سبعون امراة الى رسول الله يشتكين) فقال ( لاتجدون اولئك من خياركم )
ثبت في مسند البزار وهو في المجمع ج4 عن عائشة ان رجالا شكوا الى رسول الله النساء فاذن لهم بضربهن فاطاف بحجر رسول الله نساء كثير فقال عائشة ( ما لقي نساء المسلمين الليلة فقال رسول الله ( اضربوهن ولن يضرب خياركم )
فكان النهي عن الضرب قبل نزول الاية ثم رخص رسول الله ثم رخصت الاية فاستقر الحكم على ذلك لكن اولا تعظها ثم تهجرها ثم اخر الحل الضرب ) فيكون الضرب ضرب تـاديب لاضرب تعذيب غير مبرح ولا يترك اثرا ولايضرب الوجه
رجل عامي اعرفة جيدا واذكر كلامه قبل اربعين عاما وانا لازلت صغيرا قال لي حينما مرت زوجته هذه زوجتى ولي معها اكثر من عشرين عاما ما ضربتها ولا سببتها ولا لعنتها وانا متاكد انه لايعرف هذه الاحاديث وفي المقابل رجل اخر ذكره شيخنا الطحان جاء اليه شاب يشتكي من زوج اخته انه يضربها حتى يغمى عليها فساله الشيخ صحيح الكلام هذا فقال نعم وانا طبعي هكذا ويردونني على وضعي هذا والا اطلقها فقال الشيخ يعني ضرب حتى يغمى عليها او طلاق هذه ليست رجولة انما هي نذاله واذا كنت كذلك فكيف ستكون اخلاقك نحو الاخرين
‏ ‏حسن العشرة بين الزوجين يثاب العبد عليها ونفقة كل واحد منهما على الاخر يؤجر عليها ومعاملة احدهما للاخر بالتي هي احسن دليل على الخيرية بل ان نفقة احدهما على الاخر يعدل النفقة في الجهاد
ومن تأمل حياة خديجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف رجاحة عقلها وسلامة فطرتها وحبها للخير وحسن تبعلها مع رسول الله ثبت في مسند احمد والحاكم وهو في الصحيحين عن عائشة وعن ابن ابي اوفى وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى جبريل عليه الصلاة والسلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هذه خديجة معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني السلام ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. متفق عليه.
سبحان ربي يسلم عليها ربها ويسلم عليها جبريل ثم يكرمها ربنا بصحبة نبيه ثم تبشر ببيت من قصب والعجيب رد هذه المراة الصالحة على السلام ثبت عند الطبراني والنسائي وعمل اليوم والليلة لابن السني عن انس ( لما بلغها السلام قالت ( ان الله هو السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام وعليك السلام يارسول الله ورحمته وبركاته وعلى من سمع السلام السلام الا الشيطان ) لم تقل خديجة وعلى الله السلام لانه لايجوز لان السلام اسم من اسماء الله فلا يجوز الرد به لانه يدعوا له بالسلامة وهي تطلب منه فهو الذي يسلم علينا ومنه السلام ونثني عليه به وكان الصحابة يسلمون على الله في صدر الاسلام كما ثبت في مسند والكتب السته عن ابن مسعود ( كنا نقول السلام على الله السلام على جبريل السلام على مكائيل فقال رسول الله لاتقولوا السلام على الله فان الله هو السلام ولكن قولوا التحيات لله أي التعظيمات كلها لله فوائد الحديث
قوله هذه خديجة معها اناء فيه ادام هذا دليل على انها ربة بيت فهي التي تقوم بخدمة زوجها وتصنع الطعام
قوله بشرها ببيت دليل على انها ربة بيت قال السهيلي ينبغي للنساء الصالحات ان يقتدون بها لانها ربة بيت فهي لاتفارقه ولاتخرج منه لان المراءة اذا اكثرت من الخروج كانت من الصفات المذمومة حفصة بنت سيرين لم تخرج من بيتها الا ثلاث مرات حين تزوجت وحين حجت وحين مات
قوله من قصب القصب هو لؤلؤ منظوم بدر والياقوت وليس المراد به قصب السكر او قصب من خشب واختير اللفظ لأمرين الاول انها احرزت قصب السبق بالايمان برسول الله دون الناس وايضا انها احرزت قصب السبق لان حياتها مع رسول الله كانت مستوية فلم يحصل منها ان عكرت او كدرت على رسول الله فهي فريدة في حياتها معه فلم تعكر ولم تكدر عليه
قوله لا صخب ولانصب لان الجزاء من جنس العمل لانها عاشت مع رسول الله في بيت لاصياح فيه ولا منازعة ولا مخاصمة فلم ترفع صوتها ولا تتعب رسول الله في يوم من الايام
فاسعد الناس في الدنيا من رزقه الله القناعة وهدي الى الاسلام ورزق كفافا وقنع بما اتاه الله ولا تمدن عينيك إلى مامتعنابه أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيالان الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب فاغنى الناس من كان بما فى يد الله أوثق بما فى يده ومن جعل همه هو الله كفاه الله هم كل شىء.
كتبه عبدالرحمن اليحي التركي في 5/2/1432هـ
شرح حديث حنظلة ساعة وساعة
اخرج مسلم (2750)، الترمذي (2514)، ابن ماجه (4239)، أحمد (4/178، 347) من حديث حنظلة الأسيدي وكان من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر بأبي بكر وهو يبكي فقال مالك يا حنظلة قال نافق حنظلة يا أبا بكر نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة كأنه رأي عين فإذا رجعنا إلى الأزواج والضيعة نسينا كثيرا قال فوالله إنا لكذلك انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقنا فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما لك يا حنظلة قال نافق حنظلة يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنه رأي عين فإذا رجعنا عافسنا الأزواج والضيعة ونسينا كثيرا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تدومون على الحال الذي تقومون بها من عندي لصافحتكم الملائكة في مجالسكم وفي طرقكم وعلى فرشكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات (
اشتمل هذا الحديث على ست فوائد
1- ينبغي للعبد ان يجاهد نفسه على طاعة الله لان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية مثل الترمومتر يرتفع وينخفض والنفوس يرتفع الايمان فيها وينخفض لان الدين يقوم على ثلاث مراتب (اسلام وايمان واحسان اعلاه الاحسان وادناه الاسلام
يقول الله ( قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلامنا ) ثم بين بعده حقيقة الايمان ( انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ) ولايكفي هذا بل لابد من الجهاد لان المنافقون امروا بالصلاة فصلوا وامروا بالزكاة فزكوا وامروا بالصيام فصاموا فلما امروا بالجهاد قالوا ان بيوتنا عورة وما هي بعورة ) وورد في الحديث (( المؤمنون ثلاثة الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم ومن امنه الناس على اموالهم وانفسهم ثم الذي اذا اشرف على طمع تركه لله ) رواه احمد وسئل رسول الله أي الايمان افضل فقال ( ان تهجر السوء )رواه احمد عن عمرو بن عبسة
اما الاحسان فهو كما قال صلى الله عليه وسلم مالك ياحنظلة فقال يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنه رأي عين ) وحديث حارثة (كيف أصبحت ياحارثة قال أصبحت يا رسول الله مؤمنا حقا قال يا حارثةانظر ما تقول فإن لكل قول حقيقة قال يارسول عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا وكأني أنظر إلى أهل الجنةفي الجنة يتزاورون فيها وأهل النار في النار يتعاوون فيها قال ابصرت فألزم ثم قال عبد قد نور الله الإيمان في قلبه )رواه الطبراني
فالاحسان ان تعبد الله كانك تراه فالم تكن تراه فانه يراك وهذه هي اعلى درجات الايمان
2- فضائل مجالس الذكر لاشك ان اجتماع المسلمين راغبين ذاكرين يجلب لهم الرحمة والسكينة وتحفهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده وينصرفوا مغفورا لهم احد المشائخ الفضلاء يذكر ان رجلا ذهب يبحث في احدى المحاضرات عن اخيه فلم يجده فجلس ينتظره فلما انتهت المحاضره وخرج جاءه حادث فمات فرؤي في المنام فقال غفر الله لي بذلك المجلس وفي هذا يقول رسول ( اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ) رواه احمد
ولذلك ذكر حنظلة انه اذا اشتغلوا بالذكر والطاعة زاد ايمانهم وانهم اذا اشتغلوا بالدنيا والغفلة نقص ايمانهم
3- حرص الصحابة على الخير واهتمامهم بدينهم لا بدنياهم فحينما قال ابو بكر مالك يا حنظلة قال نافق حنظلة لانه علم انه يساله عن دينه وحديث كيف اصبحت يا حارثة قال اصبحت مؤمنا حقا ولذلك لما سجد السحرة قالوا امنا برب العالمين رب موسى وهارون ) لان الربوبية نوعين عامة وخاصة
فالعامة ( من الخالق من الرازق من المحي من المميت الجواب الله ) بل قال الله عن الكفار ( ولئن سالتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله )
اما الخاصة فهي التربية بالاسلام والايمان فقد ربى الله موسى وهارون بالاسلام والايمان
ولذلك يقال للرجل رب الاسرة لانه يمارس الربوبيتين العامة من اطعامهم وكسوتهم وسكناهم وخاصة بتربيتهم بالاسلام والايمان ومع الاسف نشاهد كثير من الناس من يهتم بتربية ابناءه من ناحية اطعامهم وكسوتهم ويهمل التربية الخاصة بالاسلام والايمان ) نبينا صلى الله عليه وسلم ( مروا ابناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) رواه احمد من حديث ابن عمرو
فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يهتمون بدينهم دون دنياهم
4- خوف الصحابة من النفاق مع عمق ايمانهم وكمال علمهم وكان الحسن البصري رحمه الله يقول : ( ما خافه – النفاق – إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق ) أخرجه البخاري تعليقًا و في هذا الحديث مالك يا حنظلة فقال نافق حنظلة
عمربن الخطاب رضي الله عنه مع كونه من المبشرين بالجنة كما صحيح البخاري في باب فضائل الصحابةعن أبو موسى الأشعري أنه توضأ في بيته ثم خرج فقلت لألزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأكونن معه يومي هذا قال فجاء المسجد فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا خرج ووجه ها هنا فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس فجلست عند الباب وبابها من جريد حتى قضى رسول [ ص: 1344 ] الله صلى الله عليه وسلم حاجته فتوضأ فقمت إليه فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسط قفها وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم فجاء أبو بكر فدفع الباب فقلت من هذا فقال أبو بكر فقلت على رسلك ثم ذهبت فقلت يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فأقبلت حتى قلت لأبي بكر ادخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القف ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم وكشف عن ساقيه ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني فقلت إن يرد الله بفلان خيرا يريد أخاه يأت به فإذا إنسان يحرك الباب فقلت من هذا فقال عمر بن الخطاب فقلت على رسلك ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فقلت هذا عمر بن الخطاب يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فجئت فقلت ادخل وبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في القف عن يساره ودلى رجليه في البئر ثم رجعت فجلست فقلت إن يرد الله بفلان خيرا يأت به فجاء إنسان يحرك الباب فقلت من هذا فقال عثمان بن عفان فقلت على رسلك فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فجئته فقلت له ادخل وبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة على بلوى تصيبك فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس وجاهه من الشق الآخر قال شريك بن عبد الله قال سعيد بن المسيب فأولتها قبورهم ) وبئر اريس هي غربي مسجد قباء ودخلت بالتوسعة وفيها سقط خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من يد عثمان رضي الله عنه في السنة السادسة من خلافته
الشاهد من هذا كله مع كون عمر رضي الله عنه من المبشرين بالجنة الا انه يسال حذيفة : ناشدتك الله , هل سماني رسول الله مع القوم؟ فيقول : لا , ولا أزكي بعدك أحدًا
كان سلفنا الصالح رحمهم الله – مع عمق إيمانهم وكمال علمهم – يخافون النفاق أيما خوف فقد أخرج البخاري : تعليقًا – أن ابن أبي مليكة رحمه الله
يقول بن القيم : ( وبحسب إيمان العبد ومعرفته يكون خوفه أن يكون من أهل هذه الطبقة , ولهذا اشتد خوف سادة الأمة وسابقيها على أنفسهم أن يكونوا منهم.
ولسائل ان يسال عما هو النفاق ففي الحديث عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسمل قال:" آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان" متفقٌ عليه
عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر»
فالنفاق هو مخالفة الظاهر للباطن والنفاق من الأمراض الاجتماعية الخطيرة وهو قسمان: نفاق العقيدة ونفاق العمل.
5 – اذا ارتقى الايمان عند العبد ويلغ درجة اليقين اكرمه الله بكرمات كما في هذا الحديث (لو أنكم تظلون على الحالة التي تكونون بها عندي لصافحتكم الملائكة على في طرقاتكم ومجالسكم وعلى فرشكم ) ويضرب عمران بن حصين أروع مثل في الصبر وقوة الإيمان، وذلك حين أصابه مرض شديد ظل يعاني منه ثلاثين عامًا، فقد أصاب بطنه داء الاستسقاء، وشق بطنه، وأخذ منه شحم، وثقب له سرير فبقي عليه ثلاثين سنة، فلم يقنط ولم ييأس من رحمة الله، وما ضجر من مرضه ساعة، ولا قال: أفٍ قط، بل ظل صابرًا مثابراً على عبادة الله، قائمًا وقاعدًا وراقدًا، وإذا هوّن عليه عواده أمر علته بكلمات مشجعة ابتسم لهم، وكان هو يهون عليهم، فقد دخل عليه رجل فقال‏:‏ يا أبا نجيد، والله إنه ليمنعني من عيادتك ما أرى بك، فقال‏:‏ يا ابن أخي، فلا تجلس، فوالله إن أحب ذلك إليَّ أحبه إلى الله عز وجل،وكان يُعرض عليه الكي فيأبى أن يكتوي، حتى كان قبل وفاته بسنتين فاكتوى، فكان يعجُّ ويقول:( لقد اكتويتُ كيّةً بنار ما أبرأتْ من ألمٍ، ولا شفتْ من سَقَمٍ).
وفي صحيح مسلم حديث يرويه مطرف بن عبد الله بن الشخير، وفيه أن عمران بن حصين قال: إنه كان يسلم علىَّ يعني الملائكة حتى اكتويتُ، فتُركت، ثم تَرَكتُ الكيَّ فعاد)، وفي الطبقات أخرج ابن سعد عن مطرف أن عمران بن حصين كان يسلم عليه فقال: إني فقدت السلام حتى ذهب عني أثر النار، قال: فقلت له من أين تسمع السلام؟، قال: من نواحي البيت، قال: فقلت أما إنه لو قد سلم عليك من عند رأسك كان عندحضور أجلك، فسمع تسليما عند رأسه، قال: فوافق ذلك حضور أجله
6- ساعة وساعة لما كان بلوغ درجة القين ليس في مقدور كل احد دلهم على الاصلاح لهم وهي القيام بالحقوق وليس معنى ساعة وساعة يعني ساعة طاعة وساعة معصية او ساعة جد وساعة لعب بل افضل تفسير فيها ساعة لربك وساعة لنفسك وساعة لأهلك وساعة لضيفيك وعن أبي جحبفة وهب بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال : آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء ، فزار سلمان أبا الدرداء ، فرأى أم الدرداء متبذلة فقال : ما شأنك : قالت أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا . فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً، فقال له : كل فإني صائم ، قال : ما أنا بآكل حتى تأكل . فأكل فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، فقال له : نم ،فنام . ثم ذهب يقوم فقال له : نم فلما كان من آخر الليل قال سلمان : قم الآن . فصلينا جميعاً ، فقال له سلمان :إن لربك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً ، وإن لأهلك عليك حقاً ، فأعط كل ذي حق حقه , فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ( صدق سلمان ) . رواه البخاري (187). ومعنى هذا كله ان الانسان يراعي الحقوق فيعطي ربه حقه ويعطي نفسه حقها ففي الحديث ( ليصلي احدكم نشاطه فاذا فتر فليرقد ) رواه البخاري ومسلم ويعطي اهله حقهم امراة تتصل على احد المشائخ الفضلاء تقول زوجي يقوم الليل ويصوم النهار ولا يكثر الجلوس في المسجد واذا دخل البيت واردت ان اتحدث معه قال اقرائي كتابا ولا شك ان في هذا خلل لانها قد يحملها على الحرام ويعطي ضيفه حقه من الاكرام والاهتمام
وخلاصة الامر يعطي كل ذي حق حقه فهذا هو العبد المطلق الذي لم تملكه رسوم ولم تقيده قيود يدور مع امر الله حيث دار يدين الله بدين الامر كالغيث حيث وقع نفع وكالنخلة لايسقد ورقها وكلها منفعه حتى شوكها بخلاف صاحب التعبد المقيد يعبد الله على وجه واحد اما صاحب التعبد المطلق فليس له غرض في تعبد بعينه يؤثؤه على غيره فاذا رايت العلماء رايته معهم واذا رايت الذاكرين رايتهم معهم واذا رايت المجاهدين رايته معهم واذا رايت المتصدقين رايته معهم يدور مع الامر حيث دار فيعطي كل ذي حق حقه
كتبه عبدالرحمن اليحي التركي في 13/3/1432هـ
الادلة والبراهين على ان كسوف الشمس سبب لنزول العذاب
بداية لقد احببت ان اكتب هذا البيان حول ظاهرة كسوف الشمس والقمر لانني اثناء مشاهدة نشرة الاخبار سمعت اثناء التقرير مقابلات مع بعض المهتمين بهذه الظاهرة وبعض المشاهدين لهذه الظاهرة الخطيرة حينما قال بعضهم هذا منظر طبيعي جميل فاحببت ان اكتب هذا المقال حول هذا الحدث في ضوء القرآن الكريم، في ضوء سنة رسول الله صلى الله فاذا قدم للناس تحليلاً إيمانياً توحيدياً قرآنياً نبويا ًوتكامل مع التحليل العلمي تجده لا يتناقضان ولا يتعارضان ولذلك انقسم الناس في تفسير هذه الظاهرة الى ثلاثة اقسام
1- منهم من يرى ذلك حدثا طبيعيا
2- منهم من يرى ذلك انه اطلاع على علم الغيب
3- ومنهم من عرف ذلك على حقيقتة في ضوء الكتاب والسنة وانه يمكن معرفة ذلك عن طريق الحساب كما عرف غروب الشمس وشروقها واوقات الصلوات وقد عرفه المسلمون قبل ظهور التقنية الحديثه وقد ذكر ابن تيمية في القرن السابع بانه يمكن معرفة وقت الكسوف والخسوف عن طريق الحساب
وللجميع اقول للكسوف والخسوف اسباب طبيعية وشرعية
فاما الاسباب الطبيعية فالكسوف: هو ذهاب ضوء الشمس أو بعضه في النهار لحيلولة ظلمة القمر بين الشمس والارض وهو توسط القمر بين الشمس والارض فيحجب الشمس عن الارض فيحصل كسوف كلي او جزئي ولايكون كسوف الشمس الا في اخر الشهر. والخسوف: هو ذهاب ضوء القمر أو بعضه ليلاً لحيلولة ظل الأرض بين الشمس والقمر وهو توسط الارض بين الشمس والقمر فيجري القمر في ظل الارض ولا يحصل خسوف القمر الا في وسط الشهر هذا من الناحية الطبيعية
اما من الناحية الشرعية
عن المغيرة بن شعبة قال : كُسِفَت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم مات إبراهيم فقال الناس : كسفت الشمس لموت إبراهيم ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنَّ الشمس و القمر لا ينكسفان لموت أحد و لا لحياته فإذا رأيتم فصَلُّوا و ادعوا الله " . و في رواية عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : " إن الشمس و القمر لا يُخسفان لموت أحد و لا لحياته ، و لكنهما آيتان من آيات الله ، فإذا رأيتموهما فصلوا " . صحيح البخاري في الكسوف
قوله : " لموت أحد " في رواية : سبب هذا القول و لفظه و ذلك أن ابناً للنبي صلى الله عليه و سلم يقال له إبراهيم مات فقال الناس في ذلك .
و لأحمد و النسائي و ابن ماجة عن النعمان بن بشير قال : انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرج فزعاً يجر ثوبه حتى أتى المسجد ، فلم يزل يصلي حتى انجلت ، فلما انجلت قال : " إن الناس يزعمون أن الشمس و القمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم من العظماء و ليس كذلك )
الخسوف والكسوف ايتان يخوف الله بها عبادة فالله يرسل الايات تخويفا لعباده لانه بعد حدوث هذه الظاهرة ينزل عذاب في الارض اما فيضانات او حروب او امراض او زلازل او مصائب ولهذا خرج رسول الله فزعا الى صلاة الكسوف وقال اذا رايتم ذلك ففزعوا الى الصلاة والاستغفار والصدقة (فاذا رايتم ذلك فصلوا وادعوا وتصدقوا وكبروا ) يقول الله (ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا ) (وما نرسل بالايات الا تخويفا )لقد اتخذ الناس هذا الظاهرة الخطيرة للفرجة وخرجوا الى الطرقات ينظرون ويضحكون ولا يبكون ولا يصلون وكأنهم في مأمن عن غضب الله ولذلك يرسل الله هذه الايات حتى يحدث الناس توبه فهل تبنا وهل تاب من ترك الصلاة او تاب من اكل الربا واصبح ينمي ماله بالحرام والغش وبالنصب وبالاحتيال وهل تاب من قطع ارحامه وهل تاب من يزني او يسرق ( فلما نسوا ما ذكروا به ) خسوف كسوف حروب زلالزل امراض غلا اسعار ( اخذناهم بغتة وهم لايشعرون )
وما نرسل بالايات الا تخويفا ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا
فهما آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده"
وهذا بيان منه صلى الله عليه وسلم أنهما سبب لنزول عذاب بالناس، فإن الله إنما يخوف عباده بما يخافونه إذا عصوه وعصوا رسله ، وإنما يخاف الناس مما يضرهم ، فلولا إمكان حصول الضرر بالناس عند الخسوف ما كان ذلك تخويفا قال تعالى:-
(وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً) قال سماحة شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله: وما يقع من خسوف أو كسوف في الشمس والقمر ونحو ذلك مما يبتلي الله به عباده هو تخويفٌ منه سبحانه وتعالى وتحذيرٌ لعباده من التمادي في الطغيان , وحثٌ لهم على الرجوع والإنابة إليه
ولعل من أهم الآثار التي يخلفها كسوف الشمس الاضطراب لدى بعض الحيوانات والطيور، الطيور تتوقف عن التغريد، بعض الحيوانات تظن بأن الليل قد خيّم فتأوي إلى أوكارها، الزهور التي عادة ما تنفتح في النهار وتنغلق في الليل فإنها بمجرد أن يحدث الكسوف فإنها تنغلق على نفسها لأنها تظن أن الليل قد خيم. وهنالك نتائج المدّ والجزر في البحر ونتائج كثيرة. واحب ان اذكر الجميع بما حصل في زلزال اندونيسيا
يقول محمد النابلسي (مد بحري هذا المد البحري انطلق من المحيط الهادي اسم على غير مسمى، المحيط الهادي، انطلق هذا المد البحري من المحيط الهادي باتجاه المحيط الهندي بسرعة ألف كيلو متر بالساعة أسرع من الطائرة وقطع المسافة ألف و ستمئة كيلو متر في ساعة ونيف وصل إلى شواطئ المحيط الهندي، شواطئ الهند شواطئ سيريلانكا، شواطئ ماليزيا، شواطئ تايلاند، شواطئ بقية الدول حتى وصل إلى عمان وإلى إفريقيا، هذه الأمواج ليست كأمواج العواصف، هذه أمواج الزلازل وصلت هذه الأمواج إلى سواحل الهند بسرعة سبعين كيلو متر وهي تستطيع أن تقتلع صخرة وزنها عشرين طن لتلقيها بمسافة بعيدة، حطمت الموانئ نقلت السفن إلى البر نقلت بعض السفن إلى الأسطحة حطمت سكك الحديد هدمت الجسور هدمت كل البيوت إلا المساجد، وهذه رسالة من الله عز وجل
والذي حصل أن هذه الشواطئ من أجمل شواطئ العالم على الإطلاق وأن هذه الشواطئ يرتادها صفوة أغنياء العالم وفيها منشآت من مستوى العشر نجوم وأن رواد هذه المنشآت رأوا هذه النجوم العشر ظهراً، والرقم يقترب من خمسة وعشرين ألف من صفوة العالم الغربي
هذا الحدث مجير إلى الله وحده، على كل صفوة أغنياء العالم كانوا في هذه السواحل الوقت في حكمة بالغة عطلة عيد الميلاد وكل من كان من أطراف الدنيا وزير خارجية أمريكا صرح بخمسة آلاف مفقود، ألمانيا خمسة آلاف، السويد ألفين الرقم جمعته إلى خمسة وعشرين ألف
إذاعة البي بي سي أن ذكرت وسمعت الخبر بأذني وهي إذاعة ليست مبتذلة كما أنها ليست مخلصة لكنها قالت لم يعثر على جثة حيوان واحد، وهذه من آيات الله الدالة على عظمته لأنه زود هذه الحيوانات بحاسة سادسة تكشف له الخطر قبل وقوعه يؤكد أن هذا الذي حدث وقع في أغادير تماماً وفي كل زلزال في العالم الحيوانات البرية تغادر موقع الزلزال قبل وقوعه، هذا التفسير العلمي أنها تملك حاسة سادسة، أما التفسير الإيماني أنها ليست مكلفة ولا علاقة لها في الفساد في الأرض.
هذا الإنسان الذي صنع كل هذا صنع القنوات الفضائية وحرك الأقمار الصناعية لا يستطيع أن يتنبأ بوقوع الزلزال ولا قبل ثانية ولكن الحمار وحده يتنبأ قبل عشرين دقيقة، قال تعالى:
﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾.
من الخطأ الكبير أن يتوهم الإنسان أن كل من أهلكه الله في هذا الزلزال مذنب يستحق الهلاك، هذا تعميم، والتعميم من العمى، فكل يموت على نيته، وعلى ما عاش عليه، يقول عليه الصلاة والسلام، فيما أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن عائشة:
إن الله تعالى إذا أنزل سطواته ( قهره وبطشه )على أهل نقمته، فوافت آجال قوم صالحين، فأهلكوا بهلاكهم، ثم يبعثون على نياتهم وأعمالهم
فهذا الزلزال يعد ترقية للذين ماتوا فيه وعقاباً للمذنبين وإنذاراً لمن نجا منهم، هذه رؤية إيمانية لأن الله عز وجل يفعل ما يريد وحينما يؤدب بعض الأقوام ليرتدع الباقون، قال تعالى:
﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) ﴾
[ سورة الروم: الآية 41]
الله عز وجل لا يؤدب كل الفاسدين يؤدب بعضهم ردعاً للباقين ولا يكافئ كل المحسنين يكافئ بعضهم تشجيعاً للباقين، قال تعالى:
﴿وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾
هذا الزلزال ينادي المتحررين الذين توهموا أن الحرية تعني التفلت من كل قيد ديني أو أخلاقي أو اجتماعي لذلك الله عز وجل يقول:
﴿أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ﴾ وهناك نداءات كثيرة ينادي بها الزلزال وهذه الكوارث وكثرة الكسوف والخسوف والقحط وغلا الاسعار والحروب والعواصف كلها مناذير للبشر فان تابوا وانابوا فالله حبيبهم وان ابوا فالله طبيبهم يسلط عليهم المصائب ليطهرهم من المعائب وكل الذي نخشاه ان يسلط علينا عقوبات اعظم مما حصل لان الناس اذا اصروا على المعاصي مع كثرة المناذير يكونوا عرضة لعقوبات اشد ونسال الله مغفرته ومعافاته
كتبه عبدالرحمن اليحي التركي في 4/2/1432هـ
هذا نذير ...... يا جده
سنة الله في هذه الحياة ان النعم اذا شكرت زادت واذا كفرت بادت وان بقيت فهي استدراج ونحن في نعم لا تعد ولا تحصى ظاهرة وباطنة لم تحصل عليها امة من الامم قبلنا والنعمة بدون ايمان يطلق عليها نعمة بفتح النون واسكان العين لانه استدراج ( ايحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بلا يشعرون ) والنعمة مع الايمان يطلق عليها نعمة بكسر العين وقد ضرب الله لنا ثلاثة أمثلة حسية في كتابه
القرية الامنة المطمئنة التي ياتيها رزقها رغدا من كل مكان ) الناس يصنعون ونحن نركب الناس ينسجون ونحن نلبس الناس يزرعون ونحن ناكل ) ياتيها رزقها رغدا فماذ حصل كفرت بانعم الله فاذا قها الله لباسين لباس الجوع ولباس الخوف ) ومن المؤسف حقا اننا نرى بوادر النقم ظهرت ونتوهم بانه ليس عندنا شيء بلينا بفتنة الدين من زيغ القلوب والتثاقل عن الصلوات وقطيعة الارحام وعقوق الوالدين واكل الحرام والسرقات وشرب الخمور وضرب المعازف ويتوهم البعض بانه على خير العمل واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم بل اذا ذكر بالله قال الناس فيهم خير قال الحسن لايامن النفاق الا منافق ولا يخافه الا مؤمن
والمثال الثاني قرية سبأ اعطاهم الله نعم في مقر اقامتهم واسفارهم اما مقر اقامتهم فجنتان واما اسفارهم فلا يجدون مشقة
اعطاهم الله ثلاث نعم الاولى كانوا مجتمعين والثانية كانوا في اسفارهم لايحملون الطعام والثالثة كانوا في امن ( سيروا فيها ليالي واياما امنين )
وصف الله حالهم فقال ( جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم وشكروا له ) المطلوب شكر النعم ولكنهم كما قال الله ( فاعرضوا ) فبدل الله الجنتين المثمرتين بجنتين غير مثمره
وبدل رغد العيش جوعا
وبدل اجتماعهم الى افتراق فمزقهم كل ممزق )
وبدل الامن الى خوف ولكنهم لم يشكروا فارسل عليهم سيل العرم وكثير من الناس ينسب هذه الامور الى الطبيعة وينسى الله
ونحن نعيش في هذه الازمنة افضل مما كان عليه اهل سبأ فجمع الله لنا رغد العيش والامن والاجتماع بل نسافر فلا نحمل طعام ولا فراش ولا ثياب ولا نجد مشقة السفرولا نحمل هم السكن بل نجد كل ما نطلبه بارخص الاثمان ولكن كثير منا من يحصل على هذا النعم ويتمتع بها فلا يشكرها
والمثال الثالث قبيلة هود
كانوا يبنون بكل ريع ايه يعبثون
ويتخذون مصانع لعلهم يخلدون
واذا بطشوا بطشوا جبارين
لم يخلق الله مثلها في البلاد امة تفوقت عمرانيا و صناعيا وعسكريا وعلميا وكانوا مستبصرين
والنتيجة لما نصحهم هود عليه السلام وذكرهم بنعم الله عليهم فكان جوابهم
سواء علينا اوعظت ام لم تكن من الواعظين فاهلكهم الله بريح صرصرعاتية
ولذلك المعاصي لها عقوبات عاجلة واجله واثارا سيئة على العباد والبلاد
فكم اهلكت الذنوب من امه وكم دمرت من بلاد فكل بلاء وشر وفتنةكله بسبب الذنوب ( وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم )
وقد اخبرنا الله في كتابه ما حل بالامم السابقة التي عصت ( فكلا اخذنا بذنبه ) فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحه ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا ) ثم بعد ذلك بين الله عدله فقال ( وما كان الله ليظلمهم )سورة العنكبوت39
اما حال الناس حين نزول العذاب فكما اخبر ربنا في سورة الانبياء وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وانشانا بعدها قوما اخرين
فلما احسوا باسنا ) أي ايقنوا بالعذاب وظهرت علاماته اذا هم يركضون
فقال الله ( لاتركضوا ) أي لاتفروا من النعم التي شغلتكم عن طاعة الله وشغلوا بها عن الله فنسوا الله
ومعنى ايضا لاتركضوا أي استهزاء بهم لانهم فروا وتركوا منازلهم ومتاجرهم كما يلاحظ ذلك اثناء الزلازل او الفيضانات او عندما يرى تجمع السحب
اما قوله قالوا يا ويلنا انا كنا ظالمين ) اخذوا يلومون انفسهم فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين ) لانه ما ينفع الاعتذار بعد نزول العذاب
واذا تاملنا احوالنا في هذه الايام والازمنة المعاصرة وما حل بنا من عقوبات شيء نسمعه وشيء نحسه وشيء نشاهده نذكر منها على سبيل الاجمال
1- الحروب الطاحنة فكم من بلاد امنه سلط الله عليها الحروب فمزقتهم كل ممزق فخرجوا جماعات وفرادى الى الجبال والصحاري هروبا من الموت وتركوا القصور واصبحوا لاجئين ينتظرون مد يد العون ممن حولهم بعد العز ورغد العيش
2- فساد الهواء بالاتربه والدخان حتى تدنت الرؤية وحتى فسدت البيوت والاثاث والطرقات وتسببت بالامراض ووجد الناس طعم الغبار في حلوقهم
3- فساد الابدان بالامراض والاوجاع التي لم تكن في اسلافهم حتى حبس الرجل في بدنه وحبس عن طاعة الله ووجد الم المرض وحسرة الطاعة
4- فساد الزروع والثمار حتى اضطروا الى علاجها بالادوية من كثرة الافات والامراض والجوائح
5- فساد القلوب بالبغضاء والحسد فتراهم كما اخبر نبينا صلى الله عليه وسلم ( اخوان العلانية اعداء السريرة ) حتى قطع الاخ اخيه والقريب قريبه والجار جاره وتلاعنت القلوب كلما دخلت امة لعنت اختها وشحنت الصدور فاصبح الناس متباغضين لايثق احد باحد ولا يتنازل احد لاحد حتى تحول المجتمع الى ميدان حرب والحرب ليست حرب مدافع بل حرب كراهيه
6- عقوبة فساد الماء بتلوثه ومعالجتة بالاوزون والكلور وغورانه بالارض او القحط واذا نظرت الى هذه المياه خفت من عدم صلاحيتها للشرب واذا نظرت الى الابار فمالحة لاتصلح للشرب
7- حوادث السيارات فاصبحت تحصد في الناس اشد من احصائيات الحرب منهم القتيل والجريح والمشوه
جاءتنا النذر وظهرات بوادر النقم فكسفت الشمس فقالوا امر طبيعي وقحطت الارض وقالوا امر طبيعي وحصلت الفيضانات وتهدمت الجسور وهلكت المزارع والمواشيء ولا زالوا مصرين على انها امور طبيعية ومن رحمة الله بنا انه لايعاجل الناس بالعذاب والعقوبة الكبرى الا بعد ارسال الرسل والنذر قبل نزول العذاب الاكبر
وقد سئل بعض من يتابع كسوف الشمس عن انطباعاته تجاة رؤية هذا الحدث فقال هذا منظر طبيعي جميل ولا شك ان هذا جهل عظيم اذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم حينما راى هذا الحدث خرج فزعا وصلى صلاة طويلة وقال اذا رايتم ذلك ففزعوا الى الصلاة والاستغفار والصدقة (فاذا رايتم ذلك فصلوا وادعوا وتصدقوا وكبروا )
الخسوف والكسوف ايتان يخوف الله بها عبادة فالله يرسل الايات تخويفا لعباده
والسؤال لماذا امرنا بالصلاة اذا كسفت الشمس
لانه بعد حدوث هذه الظاهرة ينزل عذاب في الارض اما فيضانات او حروب او امراض او زلازل او مصائب ولهذا خرج رسول الله فزعا الى صلاة الكسوف وصلى صلاة طويلة
يقول الله (ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا ) (وما نرسل بالايات الا تخويفا )لقد اتخذ الناس هذا الظاهرة الخطيرة للفرجة وخرجوا الى الطرقات ينظرون ويضحكون ولا يبكون ولا يصلون وكأنهم في مأمن عن غضب الله وظنوا انه حينما اعلن عنها في الصحف انه امر طبيعي مع انه يمكن معرفة ذلك بالحساب مثل مواقيت الصلوات ومعرفة الغروب والشروق ولذلك يرسل الله هذه الايات حتى يحدث الناس توبه فهل تبنا وهل تاب من ترك الصلاة او تاب من اكل الربا واصبح ينمي ماله بالحرام والغش وبالنصب وبالاحتيال وهل تاب من قطع ارحامه وهل تاب من يزني او يسرق ( فلما نسوا ما ذكروا به ) خسوف كسوف حروب زلالزل امراض غلا اسعار ( اخذناهم بغتة مبلسون )
وسبحان الله كانت جدة على موعد مع يوم الاربعاء قبل انتهاء شهر صفر وحصل لها ما حصل وكسفت الشمس في اخر شهر محرم وحصل عدة كوارث في شهر سفر سقي اقوام وسعد اخرون وقتل من قتل وحصل بعد الكسوف احداث وفيضانات ومصائب ونعم ونقم والعجيب ان كاتبة تكتب في كارثة جدة في عام 1430 وتقول ان بعض من يصف نفسه بالتدين لايتورع عن تبرير ما حصل بجدة بانه عقوبة للمعاصي فهم يخرجون في كل كارثة تحل بنا ويحذروننا من المعاصي سواء حينما حل بنا الزلزال او تلونت سماء الرياض بالحمرة نتيجة عاصفة رملية زاعمين انه عذاب الهي واهل جدة اناس طيبين اهل صلاح وتقوى وقد ابتلاهم الله لانه يحبهم ولسنا نذكر هذا اننا فرحين بما صابهم او نشمت بهم فلا يجوز لمسلم ان يفرح بمصاب اخيه بل نتمنى لكل مسلم ان الله يعافيه ويتوب عليه وان يفتح الله له ابواب رحمته
بالنسبةلأمطار جده فنقول للجميع
نبينا حينما طلب من ربه الغيث قال ( اللهم صيبا نافعا ) فهل المطر الذي نزل على جدة مرتين صيبا نافعا ام ضار
هل هلكت فيه انفس واموال وممتلكات ام لا
لقد كان رسولنا اذا راى السحاب خاف فسالته عائشة عن سبب خوفه من رؤية السحاب فقال ( وما يؤمنني ان يكون عذاب ) لقد قال قوم عاد هذا عارض ممطرنا
قوم سبا لما اعرضوا وكفروا نعمة الله ارسل عليهم سيل العرم ولو لم يخبرنا ربنا بانه عذاب لما قلناه ولما عرفناه ولا نجزم بان ما حصل لاهل جده عذاب لكن المؤمن يخاف ويخشى على نفسه لعله سخط المطر ينزل تارة رحمة وتارة عذاب والله بين لنا في كتابه ( انزلناه بقدر ) أي بقدر الحاجة فاذا زاد فهو عذاب
ان المطر الرحمة حينما ينزل له صفات
اولا: ان الله الذي ينشء السحاب ويجعله متراكبا
ثانيا هو الذي ينزل الودق من خلاله فالله وحده هو الذي ينزله من السحب ( ءاانتم انزلتموه من المنزن ام نحن المنزلون )
ثالثا جعله الله قطر حتى لايهلك الزروع وغيرها لان مطر الرحمة ينزل قطر بخلاف مطر العذاب ينزل منهمر كما نزل على قوم نوح ( ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر )
رابعا الله لم يجعله فوق الارض حتى لاينتن بل تمتصه الارض وجعله في الطبقات القريبه من الارض ليسهل استخراجه كالخزانات
خامسا لم يجعله اجاجا أي مالح بل انزل عذبا زلاللا ( لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والاعناب ومن كل الثمرات )
فالمطر الرحمة يجعله الله صيبا نافعا والعذاب يجعله ضار ا مهلكا
وعليه فكل شر وبلاء وفتنة سببه الذنوب والمعاصي والمصائب اذا نزلت بالمؤمن فتكون كفارة لخطاياه وتذكيرا له زتزهيدا له في الدنيا ورفعة له في الدرجات واما الكافر والمنافق فالمصائب والعقوبات اذا نزلت به فيكون حاله كالبعير او العير عقله اهله فلم يدري لما عقل واطلق من عقاله فلم يدري لما اطلق
من الخطأ الكبير أن يتوهم الإنسان أن كل من أهلكه الله في هذا الكوارث انه مذنب يستحق الهلاك، هذا تعميم، والتعميم من العمى، فكل يموت على نيته، وعلى ما عاش وتقول عليه، يقول عليه الصلاة والسلام، فيما أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن عائشة:
إن الله تعالى إذا أنزل سطواته ( قهره وبطشه )على أهل نقمته، فوافت آجال قوم صالحين، فأهلكوا بهلاكهم، ثم يبعثون على نياتهم وأعمالهم
هذه الكوارث رساله للمتحررين الذين توهموا أن الحرية تعني التفلت من كل قيد ديني أو أخلاقي أو اجتماعي لذلك الله عز وجل يقول:
﴿أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ﴾ وهناك نداءات كثيرة فهذه الكوارث من الكسوف والخسوف والقحط وغلا الاسعار والحروب والعواصف كلها مناذير للبشر فان تابوا وانابوا فالله حبيبهم وان ابوا فالله طبيبهم يسلط عليهم المصائب ليطهرهم من الذنوب والمعائب وكل الذي نخشاه ان يسلط علينا عقوبات اعظم مما حصل لان الناس اذا اصروا على المعاصي مع كثرة المناذير يكونون عرضة للعقوبة الكبرى لان الله يبلوهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون فان تابوا وانابوا كان خيرا لهم وان اصروا على ذنوبهم كانوا على خطر عظيم فيخشى عليهم الزيغ وفتنة الدين لانه ما دامت العقوبة في الاموال والابدان والاولاد فالامر هين لكن مصيبة الدين بلاءها عظيم لانها خسارة الدنيا والاخرة لقد عاب الله على اقوام في اخر سورة التوبة بانه بفتنهم كل عام مرة او مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون
والله اننا بحاجة ماسة الى التوبة والاعتبار قبل ان تحل بنا عقوبة الله وقد تكون اشد مما نحن فيه والسؤال الذي يوجه للجميع هل احدثنا توبة نسال الله ان يرزقنا التوبة والانابة والاعتبار فالعبر كثيرة والمعتبرين قليل
عياذا بالله من اسباب سخطه وعقابه وشر عباده والله نسال ان يحفظ اهل هذه البلاد وجميع بلاد المسلمين من المصائب والكوارث والفتن والمحن والزلازل
كتبه عبد الرحمن اليحيا التركي في 28/2/1432هـ
كارثة جدة في يوم التروية
في العام الماضي قمت بالرد على مقال الكاتبة حليمة مظفر في جريد الوطن تحت عنوان الشامتون بجده في يوم الثلاثاء الموافق 14/12/1430هـ ولكن ملخص المقال يدور على أمرين :
أن بعض من يصف نفسخه بالتدين لا يتورع عن تبرير ما حصل بجدة بأنه عقوبة للمعاصي فهم يخرجون في كل كارثة تحل بنا ويحذروننا من المعاصي سواء حينما حل بنا الزلزال او تلونت سماء الرياض بالحمرة نتيجة عاصفة رملية زاعمين انه عذاب الهي
وكانت الكاتبة تستغرب هذا المنطق وتصف ما حل بأهل جده إنما هو امتحان لمن يحبه الله يؤجرون عليه!
وللرد عليها :
بداية لا يجوز للمسلم أن يفرح بمصيبة اخية المسلم ولا يشمت به فلا نفرح بأذية مسلم ولا نفرح بمصيبته ولا نفرح بالمعاصي ولا بالتوافه ولا نفرح بالمصائب وفي المقابل نفرح بالخير أو إدخال الفرح على الغير بشرط أن نعينه على معصية أما أثار المعاصي
فلاشك أن للمعاصي عقوبات عاجلة وآجلة ولها آثار سيئة على العباد والبلاد فكم أهلكت من امة وكم دمرت من بلاد فما في الدنيا ولا في الآخرة من شرور وداء وبلاء إلا بسبب الذنوب وخاطب الله صحابة نبيه في غزوة احد حينما وقعت الهزيمة قالوا أنى هذا فقال الله لهم ( قل هو من عندي أنفسكم )
( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا ) ( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك )
( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم )
فتبين لنا جميعا أن ما يجري في الكون كله بسبب الذنوب يقول الله ( فكلا أخذنا بذنبه )
اخرج الإمام ابن أبي الدنيا عن انس انه دخل مع رجل على ام المؤمنين عائشة فقال لها حدثينا عن الزلزلة فقال ( إذا استباح الناس الزنا وشربوا الخمور وضربوا بالمعازف غار الله في سماواته فقال للأرض تزلزلي فان تابوا وإلا فاهدميها عليهم فقال الرجل عذاب لهم فقالت بل موعظة ورحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين )
فهذه العقوبات اذا نزلت تكون موعظة للصالحين والسعيد من وعظ بغيره وتكون عقوبة للكافرين والفاجرين .
نأخذ من هذا دروس عظيمة :
1- أن الكون كله محكم لا خلل فيه فالخلق خلقه والأمر أمره فلا يتحرك شيء إلا بأمره
2- الله يريد من عباده أن يذكروه ويشكروه فإذا لم يذكروا بنعمه فيذكرهم بنقمه فهذه الأرض التي أرساها بالجبال وجعل لها قرار فنحن نسكن فوق الأرض ونمشي عليها ونزرع عليها إذا لم نشكره بترك المعاصي فقد يزلزلها.
واضرب لكم عدة أمثلة:
الريح وفي الحديث ( الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب)
الهواء نعمة قد يحوله الله إلى عذاب فقد أرسله الله على قوم هود فكان في حق عاد عذاب وفي حق هود ومن معه رحمة.
الماء نعمة من نعم الله علينا ( ومن الماء جعلنا كل شيء حيا) فلا نستغني عنه عذب الله به أقوام فنقص عليهم حتى جفت الأنهار وجفت الآبار وماتت الأشجار وهلكت أنعاما وأناسي كثيرا وزاد هذا الماء على قوم نوح حينما فتحت السماء بماء منهمر وفجرت الأرض عيوننا فالتقاء الماء على أمر قد قدر.
فالمطر ينزل فيكون سقيا رحمة وقد ينزل فيكون سقيا عذاب : قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى غيم يقبل ويدبر ويتغير وجهه فقالت إن الناس إذا رأوا الغيم استبشروا فقال 0 ( وما يؤمنني انه عذاب)
هذا المال وهذا الولد إذا لم تشكر فتسخر في طاعة الله وتكون عن طرق الحلال انقلبت إلى نقم ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يرد الله أن يعذبهم بها) فكم من ابن قتل أبيه وكم من زوج عذبه الله بزوجته تدعوه إلى المعاصي وكم من ابن ضرب أمه.
فمن أحب شيئا وقدمه على طاعة الله عذبه الله به.
3ـ المصائب في حق أقوام منحة وفي حق آخرون محنة فمن كان على طاعة كان منحة ومن كان على معاصي فهم محنة حينما جاءت أمواج جدة وأهلكت الحرث والنسل وهي تجري بموج كالجبال لاشك انه عذاب لان الله حرم على نفسه الظلم فلا يعذب نفسا حتى تكتسب ولا يعذب بدون ذنب فقد يقول أقوام فيهم الصالحون نعم الله يقول ( اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) بل تصيب الصالح والطالح ففي الحديث ( يغزو جيشا الكعبة فيخسف الله بهم فقالت يا رسول الله فيهم سوقتهم فقال يبعثون على نياتهم ) فمن كان صالحا فهي شهادة ومن كان طالحا فهي عقوبة له.
أما من يدافع ويجادل عن الذين يختانون أنفسهم سرق السارق فجادلوا عنه وزنى الزاني فجادلوا عنه حتى لا تقام عليهم الحدود فيدخل في الذين يجادلون عن الخونة ومما لاشك فيه أن الناس في هذه الأزمنة تجرؤا على حدود الله واعرضوا عن شرع الله ولهذا كثرة العقوبات من غلاء الأسعار والأوبئة والزنا والزلازل والفتن والمحن وكان السلف يتعوذون بالله من هذه المصائب أو إدراكها فكيف وقد وقعنا فيها مع قلة الخوف من الله وقلة العلم النافع وكلما ظهر بيننا من يحذرنا من هذه النقم يظهر بيننا من يصرخ الناس بخير تصلي وتصوم ولكن ضاعت الأمانة وصدق الكاذب وكذب الصادق وخون الأمين وائتمن الخائن ونطق الرجل التافه الخسيس ونصح الأمة مع أن بلاء الأمة منه.
الخلاصة ان الله سخر الكون للانسان ( وسخر لكم ما في السموات وماالارض جميعا منه ) فمن شكر انقلبت النعم في حقه نعم ومن كفر انقلبت النعم في حقه نقم فهذه الماكولات والمشروبات اصبحت في حق كثير من الناس نقم وداء فهذا يمنع من العسل وذاك يمنع من الفواكه وذاك يمنع من اللحوم لانها تكون امراض في ابدانهم وكذلك الامطار والرياح والقران فالقران نعمة على من امن به واما الذين في قلوبهم مرض فزادهم مراضا ورجسا الى رجسهم الكوارث تكون كفارة للمؤمنين وشهادة لهم فقد يموت من هو صائم طائع ويبعثه الله على نيته ومن الناس من ياخذه الله اخذ عزيز مقتدر فيكون في حقه عذاب واقول للجميع بوادر النقم قد ظهرت فان تبنا وانبنا الى الله كان خيرا لنا وان اصرينا على ذنوبنا كنا على خطر عظيم وكنا معرضين لعقوبات اعظم مما حصل لقد عاب الله على قوم بانهم يفتنون في كل عام مرة او مرتين ثم لايتوبون ولا هم يذكرون يا عباد الله نحن بحاجة الى التوبة قبل ان تحل بنا عقوبات اشد مما نحن فيه
كتبه عبدالرحمن اليحيا امام جامع النور في25/1/1432هـ
نهاية موسم الحج لعام 1431هـ
هكذا ودع الحجيج موسم الحج يارب يارب تقبل منا انك انت السميع العليم فودعوا موسما عظيما من مواسم الاخرة وهو عشر ذي الحجة ويوم عرفة ويوم النحر ويوم الحج الاكبر يوم العيد وايام التشريق فقد شرع الله لنا في تلك الايام انواعا من العبادات يشترك فيها الحاج وغيره من صيام وتكبير وتلبية ومناسك حج وعمرة وذبح قرابين فتقربوا الى الله بانواع الطاعات طمعا في ثوابه وخوفا من عقابه فلما انتهى هذا الموسم قسمت فيه الجوائز فمنا من فاز بمغفرة الذنوب ومنا من فاز برفعة الدرجات ومنا من حاز على عظيم الاجر فلم يرضى الله له جزاء دون الجنة
فياترى هل نحن حظينا بتلك الجوائز ام لا
وياترى لوعرضت علينا قائمة الفائزين فلم نجد اسمائنا كيف يكون حسرتنا وكيف يكون حالنا
سئل الشيخ ابن باز عن علامة القبول فقال علامة ذلك ان يرجع الحاج بقلب منشرح ووجهه منور والسبب لان مغفرة الذنوب بعد اداء الحج يحس الحاج بنشاط وانشراح غريب لانه اطلق عن النفس رهانها واطلق عنانها واصابت رحمة ربها يقول الله ( وكفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم )
فاذا غفرت الذنوب وتحاتت عنه السيئات وجد العبد خفة في نفسه وراحة وطمانينة والف الخير واحبه وابغض الشر وكرهه
اما من رجع من حجه وقلبه ضيق ووجه مظلم وسأت اخلاقه مع الحجيج او سأت اخلاقه مع رفقته بالسباب واللعان والجدال فهذه علامة على عدم القبول وهذا غالبا ما يحصل للحجيج بعد الانتهاء من أعمال الحج ويصلون الى طواف الوداع فلا تسأل عن السباب واللعان والجدال والمخاصمات حتى يتدخل الناس في الفصل بينهم وهذا قد رايته مرات عديدة في الحج
فياترى ماذا استفدنا من حج هذا العام لاشك ان الفوائد والدروس كثيرة
اولا ان من اعظم اسباب قبول الحج التواضع فقد امر الحجيج ان يتجردوا من ملابس الدنيا ويكونون حاسرين عن رؤوسهم متواضعين لله والتواضع يكون في المراكب وفي المنزل وفي التعامل الطيب مع الناس فقد حج نبينا على رحل رث وقطيفة خلقة لاتساوي اربعة دراهم ) رواه الترمذي وابن ماجة وروى ابن خزيمة عن قدامة رضي الله عنه قال رايت رسول الله على ناقة صهباء لاضرب ولا طرد ولا اليك اليك ) فيكون قلب الحاج اسلم ما يكون من الكبر والغل والحسد والبغضاء والكراهية واحتقار المسلمين لان القلوب التقية النقية اقرب ما تكون من رحمة ربها اذا سلمت قلوبها وهل فرض الحج الا لهذه المعاني العظيمة
ومن اعظم اسباب قبول الحج ان يحرص الحاج على اداءه على الوجه المشروع فلا نقص فيه ولا زيادة ولا بدع ولا مخالفات فبعض الحجيج يتلاعب بحجه ولا يصبر على ادائه على الوجه المشروع فلا يتاكد من حدود المشاعر المكانية او الزمانية فلكل مشعر حدود سواء في الزمان او المكان فلعرفات حدود مكانية ولها حدود زمانية فبعضهم يتساهل في الوقت فيخرج قبل الغروب او يكون خارج عرفات وقس عليها بقية المشاعر ومنهم من يرمي الجمرات في غير الوقت المشروع ولا يستقر في منى ايام التشريق وينفر من منى قبل وقت النفر ومنهم من يؤكل عنه في بقية اعمال الحج ومن الحجاج من لايطوف الوداع ومنهم من وقع في مخالفات كثيرة قد تكون مبطلة لحجه ومنهم من هو وكيلا عن الغير وفرط في تتبع الرخص لانه غرضه جمع المالا لابراءة ذمته وهذا نتيجة عدم المبالاة باحكام الحج وعدم التقيد بقوله صلى الله عليه وسلم ( خذوا عني مناسككم ) ومثل هؤلاء لاهو حج فاستفاد ولا هو ترك الحج فاستراح ولكن لله يوم يحاسب المجتهد والمفرط
هذه الجموع والحشود الكثيرة التي جاءة من كل فج عميق فلم يقل الله ( ياتين من فجاج عميقه بل قال( يأتين من كل فج عميق ) جاؤا من كل مكان ومن جميع الاجناس من مشارق الارض ومغاربها فجمع الله الاحمر والابيض والاسود كلهم في صعيد واحد وفي حال واحد ولباس واحد وشعار واحد لبيك اللهم لبيك نعم قد تحصل هناك احتفالات واجتماعات تصل الى الملايين ولكن لايكونون من كل جنس ولا من كل بلد ولا يكون شعارهم واحد مثل التلبية بل تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى وهذا يعطينا ان هذه الامة امة حقيقة واننا امة ضخمة تتحد تحت شعار واحد ولباس واحد وتتوجه الى رب واحد مهما اختلفت اجناسها ولغاتها وبلدانها والغرض والهدف لكي يوحدوا الله وحده ثم تتوحد قلوبهم فتسلم من الامراض فالاسلام دين عظيم الف بين قلوبنا وارواحنا قبل اجسادنا والتقدم اصلا لايكون تقدما عمرانيا او تقنيا انما التقدم فيماذا تحمل من مبادي وقيم اخلاقية فالحياة الحقيقية هي حياة القلب وليست حياة البدن فمن مات قلبه بالكفر والمعاصي فهو ميت وان كان حيا ومن حي قلبه بالاسلام والعمل الصالح فحياته ممتدة وان مات فهذه الحياة ليست بحياة فهذا الكافر سياتي عليه حين ( يقول ياليتني قدمت لحياتي ) حياة يعقبها الموت ليست بحياة فاذا مات كأنه ما عاش نعم الغرب سبقنا في التقدم العمراني والتقني ولكنه جمع بين الالحاد والانحلال فسقطت البشرية الى اسفل سافلين وعاشوا على الظلم في ظله شابوا والعالم الثالث ابتزوه وسرقوه وسفكوا الدماء فيه وقتلوا الاطفال والمدنيين العزل وساموا الشعوب الفقيره سوء العذاب وصدق قول الله فيهم ( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة غافلون ) سورة الروم
ان من اراد ان يقبل حجه فلا بد ان يحقق الاركان الاربعة للاسلام الركن الاول التوحيد وهي ركن العقيدة وهو الاساس الذي يلازم الانسان في كل لحظة من حياته واما الركن الثاني الصلوات الخمس تتكرركل يوم خمس مرات يقول احد الناس الى متى اصلي قالوا الى الموت لتحقق عبودية الله والركن الثالث الزكاة لتزكوا بها النفوس والركن الرابع الصيام ويتكرر كل عام فمن حافظ على هذه الاركان الاربعة وحققها فهو المسلم الذي يصح حجه وعمرته ومن ضيعها او ضيع بعضها فلا حج له ولا عمره له وبعض الناس يحج وعقيدته فاسدة وبعضهم يحج ولا يصلي اصلا وبعضهم حج وهو لايزكي ومثل هؤلاء الذين يهتمون بالحج ويضيعون بقية اركان الاسلام كمثل من يعالج عضوا في جسم مقطوع الراس فاتقوا الله واقيموا الدين كله
ومن الناس من حج ولم يتجنب المعاصي وسوء الاخلاق ( فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ) هناك امتحانات في النزول والارتحال في المشاعر وتبتلى بمن معك من الرفقه فمنا من يوفق ومن من لايوفق ولاتسال عن السباب واللعان وسوء الاخلاق احياننا ينفد صبر الحاج مع كثرة النفقه وبذل المال والاخر ينفد صبره من كثرة المشي والزحام وشدة الحر ومنهم من يتعدى ذلك فيسرق امتعة الحجيج واموالهم ومنهم من يقع في الزنا ومنهم من لايسلم الناس من لسانه ويده فخسر حجة كله وافضل الاعمال سلامة الصدر وسخاوة النفس والنصح للامة
ومن الدروس في الحج هذه الجموع والحشود جاءت من كل مكان وهذا يذكرنا بيوم القيامة فللناس في الدنيا ثلاثة اجتماعات رتب عليها ثواب وعقاب ثم يكون الاجتماع الرابع بعد الموت ورتب عليه ثواب وعقاب فاما الاجتماع الاول فهو في الحي حينما ينادي المؤذن بحي على الصلاة حي على الفلاح فمن اجابه سلم من النار ومن النفاق ( من صلى لله اربعين يوما في جماعة لاتفوته تكبيرة الاحرام كتب الله براءتان من النار ومن النفاق ) ومن لم يجب داعي الله كان منافقا وهو من اهل النار وما الاجتماع الثاني فهو لاهل المدينة حينما تجتمع عدة مساجد صغيرة في الجامع الكبير كل جمعة ورتب عليه ثواب وعقاب فمن شهد الجمعة كان له بكل خطوة يخطوها اجر سنة يقام ليلها ويصام نهارها ومن ترك صلاة الجمعة ففي الحديث ( لينتهين اقوام عن ودعهم الجمعة والجماعات او ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين ) اما الاجتماع الثالث يوم عرفة كل عام ورتب عليه ثواب وعقاب فاما من شهد الحج فلم يرضى الله لمن قصد بيته الحرام جزاء دون الجنة او يرجع من ذنوبه كيوم ولدته امه ومن ترك الحج وقد قدر ان يحج ( ومن كفر فان الله غني عن العالمين ) اما الاجتماع الربع فذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود يوم ياتي لاتكلم نفس الا باذنه فمنهم شقي وسعيد )سورة هود وقال تعالى ( وتنذر يوم الجمع فريق في الجنة وفريق في السعير ) سورة الشورى( قل ان الاولين والاخرين لمجموعون الى ميقات يوم معلوم )
المعول في الحج على القبول والتقوى فمن اتق الله يسر الله امر ومن لم يتق الله عسر الله عليه امره ومتى علم الله من العبد حرصه على حجة واقامته على الوجه الصحيح اعانه ووفقه
ومن اعظم اسباب قبول الحج الابتعاد عن اذية الحجاج والاحسان اليهم فهنيئا لمن اطعم حاجا او سقاه او عالجة من مرض او دل ضالا منهم وقد تاه عن موقعه او قضى مصلحة من مصالح الحجاج لان هذه الاعمال من اجل القربات سئل رسول الله عن بر الحج فقال ( اطعام الطعام وافشاء السلام وطيب الكلام ) وهدي رسول الله هو نفع الحجاج في دينهم ودنياهم اما دينهم فقال ( خذوا عني مناسككم ) واما دنياهم فما ترك باب خير الا دلهم عليه بل وقال في سقاية الحجيج ( لولا ان يغلبكم الناس لنزعت معكم ) فاعظم مراتب الاحسان هو تعليم الدين وهو اعظم اجرا عند الله فمن قضى نسكه وسلم المسلمون من لسانه ويده وملك جوارحه غفر له وقد يكتب الله له سعادة لايشقى بعدها ابدا
ياليتنا نعلم المقبول فنهنيه والمردود فنعزيه
نسالله الله العظيم ان يجعل حجنا مبرورا وسعينا مشكورا وذنبنا مغفورا وعملنا صالحا مقبولا واجرنا موفرا
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي امام جامع النور في 14/12/1431هـ
شرح حديث انما الدنيا لاربعة نفر ( لمن الدنيا )
عن ابي كَبْشَةَ الأَنْمَارِيُّ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :ثَلاَثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ ، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ ، قَالَ : مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ ، وَلاَ ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمَةً ، فَصَبَرَ عَلَيْهَا ، إِلاَّ زَادَهُ اللهُ عِزًّا ، وَلاَ فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ ، إِلاَّ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا ، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ ، قَالَ : إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ : عَبْدٍ رَزَقَهُ اللهُ مَالاً وَعِلْمًا ، فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ ، وَيَعْلَمُ ِللهِ فِيهِ حَقًّا ، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالاً ، فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ ، يَقُولُ : لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ ، فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللهُ مَالاً وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا ، فَه ُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، لاَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ ، وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ ، وَلاَ يَعْلَمُ ِللهِ فِيهِ حَقًّا ، فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ ، وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللهُ مَالاً وَلاَ عِلْمًا ، فَهُوَ يَقُولُ : لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلاَنٍ ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ ، فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ. أخرجه أحمد 4/231 (18194) و\"التِّرمِذي\" 2325 قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 3024 في صحيح الجامع.
هذا حديث رائع وجميل ما احوجنا الى دراسته وفقهه اذ لايوجد في الدنيا احد الا وهو احد هؤلاء الاربعة الاصناف
عالم غني وعالم فقير وجاهل غني وجاهل فقير والسعيد العاقل الذي يختار لنفسه افضل المنازل او التي تليها
اما قوله ثلاثة اقسم عليهن
اقسم النبي صلى الله عليه وسلم عليهن لانهن حق واكثر الناس لايصدق بهذا
قولة ما نقصت صدقة من مال
لاشك ان الله تكفل لمن تصدق بعدة خصال
1- تكفل الله لمن تصدق بالبركةففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً. وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" رواه مسلم.
2- وتكفل الله لمن تصدق بالخلف ( وما انفقتم من شيء فهو يخلفه ) وفي الحديث ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً )عن ابي هريرة رواه البخاري ومسلم
3- الصدقه جنة من النار ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ) رواه البخاري عن عدي بن حاتم
4- الصدقة تدفع البلاء ومن يتصدق يحصن نفسه من البلاء ولوالصدقة كانت من كافر او فاجر او ظالم ففي الحديث( باكروا بالصدقة فان البلاء لايتخطاها ) رواه الطبراني والبيهقي عن علي وانس
5- تحصن النفس من الامراض ففي الحديث عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ: «حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء».رواه البيهقي في الشعب وحسنه الالباني جاء رجل الى ابن المبارك فقال اصابتني في ركبتي قرحه سبه سنوات فما ترشدني فقال ابحث عن مكان يحتاج الناس فيه الى ماء واحفر فيه بئر تبرأ باذنه الله ففعل الرجل وحفر بئرا فلما خرج الماء واستقى الناس برء من قرحته ) رواه البيهق في الشعب وكذلك الامام الحاكم شيخ المحدثين لما خرجت في وجهه قرحة رات امراة له رؤيا فقال لها النبي قولي لابي عبدالله ان يوسع على المسلمين في الماء ففعل فشفى الله قرحته قال أبوطاهر السِّلَفي في معجم السفر (827): سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر أحمد بن علي الكاتب المِينزي بدمشق يقول: سمعت أبا بكر الخبّازي بنيسابور يقول: مرضتُ مرضاً خطراً، فرآني جارٌ لي صالح، فقال: استعمل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة»، وكان الوقت ضيقاً [كذا في المطبوع، ولعله: صيفاً]، فاشتريتُ بطيخاَ كثيراَ، واجتمع جماعة من الفقراء والصبيان، فأكلوا، ورفعوا أيديهم إلى الله عز وجل، ودعوا لي بالشفاء، فوالله ما أصبحتُ إلا وأنا في كل عافية من الله تبارك وتعال
6- الصدقة تطفىء الخطيئة رجل عبد الله سبعين سنة ثم زنى بامرة سبعة ايام فمحى الله السبعين بالسبعة ثم انه في يوم من الايام تصدق برغيفين فغفر الله له وفي الحديث ( والصدقة تطفىء الخطيئة )
7- الصدقة يستظل بها صاحبها يوم القيامة ( المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة حتى يقضى بين الناس )اخرجه احمد وابن حبان والحاكم عن عقبة بن عامر وصححه الالباني
8- اطعام الطعام فقد اخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن عظيم الاجر لمن يطعم العباد ويسقيهم فعن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله , صلى الله عليه وسلم إن في الجنة غرفا,يرى ظاهرها من باطنها,وباطنها من ظاهرها , أعدها الله لمن ألان الكلام , وأطعم الطعام , وتابع الصيام , وصلى بالليل والناس نيام )أخرجه الإمام أحمد
روى الامام احمد بسند حسن وابو يعلى والضياء عن عمر لصهيب أي رجل أنت لولا خصال ثلاث فيك قال وما هن قال اكتنيت وليس لك ولد وانتميت إلى العرب وأنت من الروم وفيك سرف في الطعام قال فإن رسول الله كناني أبا يحيى وأنا من النمر بن قاسط سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام قد عرفت نسبي وأما قولك في سرف الطعام فإني سمعت رسول الله يقول خيركم من أطعم الطعام )
9- اخفاء الصدقة ما امكن عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر ) رواه الطبراني و حسن إسناده المنذري في الترغيب (2،15)، والهيثمي في المجمع (3/115)،
و عن انس بن مالك - رضى الله عنه عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: لما خلق الله الارض جعلت تميد، فخلق الجبال ،فعاد بها عليها فاستقرت، فعجبت الملائكة من شدة الجبال ،قالوا يارب هل من خلقك شئ أشد من الجبال ؟ قال : نعم الحديد، قالوا يارب فهل من خلقك شئ أشد من الحديد؟ قال : نعم النار ، فقالوا يارب فهل من خلقك شئ أشد من النار؟ قال : نعم ، الماء، قالوا يارب فهل من خلقك شئ أشد من الماء ؟ قال: نعم ، الريح ، قالوا يارب فهل من خلقك شئ أشد من الريح؟ قال : نعم ، ابن أدم،تصدق بصدقة يمينه ، يخفيها من شماله )أخرجه الترمذي
ومع كون الصدقة فيها فوائد عظيمة يجتمع عند صدقة ابن ادم سبعين شيطانا كل شيطان يوسوس له ويثبطه عنها عن بريدة مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم (لا يخرج أحد شيئاً من الصدقة حتى يفك عنها لحي سبعين شيطانا) رواه أحمد وصحّحه الألباني .
قولة وما زاد الله عبدا بعفوا الا عز وفي رواية وما ظلم عبد مظلمة فصبر عليها الا زاده الله بها عزا :
لاشك ان رد السيئة بسيئة مثلها سهل ولكن كظم الغيظ والحلم على من اساء عليه صعب وهو من صفات عباد الرحمن ( ويدرؤن بالسيئة الحسنة ) لان المؤمن كالعود كلما زاد احتراقه زاد طيبه ولذلك لاتعرف قيمة الرجال الا عند الغضب فالمؤمن لايخرجه غضبه عن الحق ولو كان قليلا ولذلك وصف نبينا صلى الله عليه وسلم في التوراة (انه يسبق حلمه جهله ، و لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما )
وهنا في هذا الحديث اقسم نبينا انه ما من عبد ظلم مظلمة فصبر عليها الا زاده الله بها عزا
قوله ومن فتح على نفسه باب مسالة
لاشك ان من فتح على نفسه باب المسالة فتح الله عليه باب فقر وباب ذل وينبغي للانسان اذا كان عنده ما يغني هان يتعفف ما استطاع لانه باب ذل يقول الامام الشافعي
لقلع ضرس وضرب حبـس
ونـزع نفـس ورد أمـس
وبيـع دارٍ بربـع فـلـس
أهون مـن وقـفـة الحـر
يرجو نوالاً ببـاب نحـس
قولة عبد رزقه الله مالا وعلما فهو في افضل المنازل
هذا في افضل المنازل وهو خيرهم لانه محسن لنفسه وللناس بالمال والعلم ولذلك سوى رسول الله بين الصدقة والوحي ففي الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً، فسلطه على هلكته في الحق. ورجل آتاه الله الحكمة، فهو يقضي بها، ويعلمها ) متفق عليه.
وسبب بلوغه اعلى المنازل لكونه يتق الله في ماله وعلمه ويصل فيه رحمه ويعلم ان لله فيه حقا
قوله ورجل رزقه الله علما ولم يرزقه ماله وهذا هو العالم الفقير
لكنه صادق النيه فاجرهما سواء بسبب النية فبالنية الطيب يلحق صاحبها بالطيبين وان لم يعمل اذا نوى ففي الصحيحين عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : لَمَّا رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا ، مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلا كَانُوا مَعَكُمْ "وفي رواية الا شركوكم الاجر . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ مُقِيمُونَ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، قَدْ حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ ) فدل في هذا الحديث ان لهم اجر هذه الاعمال لكنه لم يتعرض للمضاعفة ولذلك ورد في الحديث من هم بحسنة والهم هو العزم الجازم مع الحرص على العمل فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن ربه – عز وجل – قال : " ان الله – عز وجل كتب الحسنات والسيئات ؛ ثم بيَّن ذلك : فمن همَّ بحسنةٍ فلم يعملها كتبها الله عنده حسنةً كاملة ، فإن همَّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة ) رواه البخاري ومسلم فله اجر العمل دون المضاعفه واخبر نبينا ان من فعل الصدقة والعتق مع العمل بانه افضل من فقراء المهاجرين مع حرصهم على العمل حينما قالوا ذهب اهل الدثور بالاجور فدلهم على التسبيح فقالوا ان الاغنياء صنعوا مثلنا فقال ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
ومن حكمة الله وعدله انه لايساوي بين القائم بالعمل وبين من هم بالعمل ولم يعمل
لان العامل يتميز بالمضاعفة لذلك قال ابن عباس في قولة ( فضل الله المجاهدين على القاعدين درجة ) وهم اهل الاعذار وفضل المجاهدين على القاعدين غير اهل الاعذار اجرا عظيما ) ومن هنا قال رسول الله لابن رواحه كما عند الامام احمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن رواحة في سرية فوافق ذلك يوم الجمعة: فقال فقدم أصحابه وقال أتخلف فأصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم ألحقهم، قال فلما رآه صلى الله عليه وسلم قال ما منعك أن تغدو مع أصحابك؟ قال أردت أن أصلي معك الجمعة، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أنفقت ما في الأرض ما أدركت غدوتهم )
في الموطأ عن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:( من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله. ) وهناك فرق بين من يحصل على اجر العمل وبين يباشر العمل فيحصل على اجر المضاعفة
خلاصة الكلام هناك فرق بين الحصول على اجر العمل وبين مباشر العمل لان العامل يتميز بالمضاعفة
قولة وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما ويسمى غني جاهل
هذا من اسوا الناس منزلة عند الله وهو الغني الجاهل لان ماله سبب في هلاكه ولو لم يعطه الله المال لكان خيرا له لان الله اعطاه المال ليتزود به الى الجنة فكان زاده الى النار فلم يتقي فيه ربه ولم يصل فيه رحمه ولم يعلم ان لله فيه حقا وكان يخبط في ماله بغير علم ولذلك لما اعطي هذا الصنف لم يشكروا الله فيما اتاهم من المال بل فجروا به وطغوا وبغوا وبدلوا نعمة الله كفرا لذلك يستحق هذا الصنف ان يكون في اخبث المنازل وفي قصة قارون حينما وعظه قومه فقالوا (وابتغ فيما أتاك الله الدارالاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا واحسن كم احسن الله اليك ولاتبغ الفساد في الارض ) كان جوابه
(انما اوتيته على علم عندي ) هذا الصنف وهو الغني الجاهل عصى الله بماله فكانت النتيجه خسف الله به وبداره
قولة وعبد لم يرزقه الله علما ولا مالا فهو بنيته وهذا يسمى فقير جاهل
ومن نيته انه لو رزقه الله مالا كالغني الجاهل لعمل فيه بمعصية الله فهو يلي الغني الجاهل في المرتبة ويساويه في الوزر بنيته فهو يقول لو ان له مثل مال الغني لعمل فيه بعمل الغني الجاهل وفي هذا قال الله في اخر سورة القصص ( فخرج على قومة في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا ياليت لنا مثل ما اوتي قارون )فهو بنيته فكان وزرهما سوأ
خلاصة الامر في هذا الحديث لمن الدنيا
قلنا اخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم ان الدنيا لاربعة نفر اذ ليس في الدنيا احد الا وهو واحد من هؤلاء الاربعة عالم غني وعالم فقير وغني جاهل وفقير جاهل فافضل المنازل الطائع الغني واخبث المنازل العاصي الغني وبعبارة اوضح قسم السعداء الى قسمين طائع غني وطائع فقير والعلم هنا ياتي بمعنى الطاعة لانه ثمرة العلم فجعل العلم وما يترتب عليه من العمل سبب لسعادتهما لكونهم يريدون الاخرة ( تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الارض ولا فسادا) ولذلك قال قبلها ( وقال الذين اتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن امن وعمل صالحا )
وقسم الاشقياء الى قسمين عاص غني وعاص فقير والجهل هنا بمعنى المعصية ولذلك قال يوسف عليه السلام ( والاتصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين ) وعليه فتفسير قولة تعالى (واكن من الجاهلين ) اي العاصين و قولة تعالى ( اعوذ بك ان اكون من الجاهلين ) ولذلك قال العلماء في تفسير قولة تعالى ( يعملون السوء بجهالة ) قالوا كل من عصى الله جاهل ولو كان من اعلم الناس قال قتادة : أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن كل ما عصي به الله فهو جهالة عمدا كان أو لم يكن وعن مجاهد قال : كل عامل بمعصية الله فهو جاهل حين عملها
فجعل الاشقياء قسمين وجعل سبب شقاوتهما الجهل وما يترت عليه وكونهم يريدون الحياة الدنيا ( فاعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد الا الحياة الدنيا ذالك مبلغهم من العلم ) ولذلك كان اخر سورة القصص يعالج هذا الامر وذكر ان من الناس من يريد الحياة الدنيا ومنهم من يريد الدار الاخرة ( منكم من يريد الدنيا ومنكم
يريد الاخرة )
كتبه/عبدالرحمن اليحيا التركي في 1/7/1432هـ
الصلاة كماِ ارادها الله
حديث معكم عن اربع ايات عظيمة في سورة النور يقول ابن عباس تكفل الله لمن قرا القران وعمل بما فيه الا يضل في الدنيا ولايشقى في الاخرة
اما الاية الاولى فهي قولة تعالى ( الله نور السموات والارض )
تفسير الاية ذهب العلما عند قولة تعالى الله نور السموات والارض الى قولين
القول الاول : نور السموات والارض أي منور السموات والارض أي هادي رهل السماء والارض ومن فيهن فبنوره اهتدى اهل السماء والارض ومن فيهن
القول الثاني الله نور السموات والارض ان نور في ذاته وصفاته وافعاله
والحق ان الله نور السموات والارض بهذه الاعتبارات كلها
قولة مثل نوره
أي مثل نوره الذي اودعه الله في قلب عبده المؤمن من معرفته ومحبته والايمان به وذكره
قولة كمشاة
وهي فتحة توضع في الجدار قبل ظهور الكهرباء يوضع فيها السراج على شكل مثلت فشبه صدر المؤمن بانه كالمشكاة والمراد صدر المؤمن
قولة فيها مصباح : المراد بالمصباح هنا هو الايمان بالله
قولة في زجاجة المراد بالزجاة هي القلب وفي الاثر القلوب أنية الله في الارض احب اليه ارقه واصلبها واصفاها ) فارقها أي قلب المؤمن رحيم واصفاها قلب المؤمن نقي سليم واصلبها الصلابة أي يشتد في امر الله فشبة قلب المؤمن بالزجاجة لرقتها وصفائها وصلابتها
قولة كانها كوكب دري أي اذا متلأ القلب نور فاض على بدنة وثوبه ومن حولة ويظهر هذا النور يوم القيامة بحسب ايمانه
قولة يوقد من شجرة مباركة
المراد بالشجرة هنا شجرة الوحي القران والسنة لان الايمان يوقد من هذه الشجرة ووصفها بانها مباركة لان الوحي اعظم الاشيئا بركة وابعدها عن الانحراف فمن قران القران والسنة وعمل بهما اوقد نور الايمان في قلبه
قولة زيتونة لاشرقية ولا غربية
شبه الوحى بالزيتونة لان اعظم الاشجار بركة ووصفها بانها لاشرقية ولا غربية فلو كانت شرقية لم تصبها الشمس عن الشروق والعكي كذلك ولكنها وسط والمراد بهذا التشبيه لاشرقية ولا غربية المراد ب هان هذه الامة المباركو وسط ( وكذلك جعلناكم امة وسطا أي وسط بين امة الضلال التي عرفت الحق وتركته وبين امة الجهل التي جهلت الحق فلم تعمل به ولذلك الوسط معناه التمسك بالحق والعمل به وكما في الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم ان دلنا طريق من عرف الحق وعمل به وعرف الباطل وتركه غير الغضوب عليهم اليهود الذي عرفوا الحق وتركوه والضالين امة الجهل وهم النصارى وقياس الجهل بمعرفة القراءة والكتابة فلي مقياس صحيح ودقيق نعم قد تصل نسبة الامية في الغرب الى خمسة في المئة وقد تصل نسبة الامية في العالم الاسلامي الى سبعين في المئة لكن تسال الغربي لماذا خلقك الله لايدري تاتي الى الامي عندنا بل يرعى الغنم فتساله لماذ خلقك الله يقول لعبادة ولذلك الحياة الغربية حياة بهائم يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون )
فوحي هذه الامة المباركة اوسط الامور واعدلها وافضلها فلم تنحرف هذه الامة انحراف النصرانية ولا انحراف اليهودية بل هي وسط بين طرفي الباطل قال العلماء الحق بين باطلين كاللبن يخرج من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ولذلك معنى الوسطية المحمودة التمسك بالحق والعمل به اما وسطية المنافقين نؤمن ببعض ونكفر ببعض مذبذبين لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء فهذه وسطة باطله
قولة يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار )
المراد بها الفطرة والمعنى يكاد المؤمن يهتدى الى ربه ولو لم تاتيه رسل الله اوياتيه الوحي ولذلك الفطرة هي الاسلام كما قال الله ( فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله )
إن المولود يولد على الفطرة والفطرة هي الإسلام، لكن هل معنى ذلك أننا ندعي أنّ هذا الطفل الذي عمره سويعات قليلة يعرف أسماء الله وصفاته، ويعقل الرسالة وأدلتها والصلاة والزكاة؟! الجواب: لا، نحن لا ندعي ذلك، وإنما نعني سلامة القلب وإرادته للحق الذي هو الإسلام، بحيث إن هذا الطفل لو ترك في نموّه الطبيعي من غير أن يخضع لمؤثر خارجي من الشياطين أو من الوالدين أو نحو ذلك، لما كان إلا موحداً مسلماً ففي الحديث عند البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ ، وَيُنَصِّرَانِهِ ، وَيُمَجِّسَانِهِ ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ؟ ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ سورة الروم آية 30 الْآيَةَ " . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى . ح وحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ كِلَاهُمَا ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ الزُّهْرِيِّ ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ ، وَقَالَ : كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً ، وَلَمْ يَذْكُرْ جَمْعَاءَ .) قلت انا كاتب هذه الاسطر لم يقل في الحديث او يمسلمانه لان الفطرة هي الاسلام
فكل مولود يولد على الإقرار لفاطره ومحبته والإذعان له بالعبودية، فلو ترك بلا معارض ولا حجاب لم يعدل عن ذلك إلى غيره. كما أنه يولد على محبة ما يلائم بدنه من الأغذية والأشربة،
إنّ مثَل الفطرة مع الحق كبصر العين مع الشمس، فكل ذي عين مبصرة لو تركت عينه بغير حجاب عليها فإنه يرى الشمس فهو يرى الاشيئا مع وجود النور ولايراها بدون نور فكلما اشتد الظلام ضعفت رؤيته، فالعقائد الباطلة كاليهودية والنصرانية والمجوسية مثل الحجاب على العين، فهي تحول بين البصر وبين رؤية الشمس،واذا تقررهذا كله فان الفطر هي الاسلام
ونشكوا حالنا الى الله فسدت فطر كثير من الابناء بسبب بعد الاباء عن الابناء فالاب يشتغل بالدنيا وجلب لهم الوسائل العصرية يتربون على تقاليد الكفار وعاداتهم والام قام مقامها الخادمة وربما تكون كافرة فيكون الابن في معزل عن امه وبهذا لايكون له اتصال بابويه ففسدت فطر كثير من الابناء نتيجة تخلي الابوين عن مسؤليتهم
قولة نور على نور :
أي نور الفطرة على نور الوحي مثل نور البصر مع نور الشمس تبصر وبدون نور الشمس لاتبصر ولو كان البصر موجود
ولذلك وصف الله دينه بانه نور وكتابة بانه نور ونبية بانه نور وداره باها نور وهو تبارك وتعالى نور السموات والارض ومن فيهن ومن اسمائه النور وحجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه كل شيء ادركه بصره ) فاما كتابه بانه نور الله يقول ( يريدون ليطفؤا نور الله بافواههم والله متم نوره ) يعنى دعاة الباطل الذين يحاربون دين الله من الكفار والمشركين والمجرمين يحاولون اطفاء نور الله أي دين الله بافواههم وحالهم كمن ينفخ في الشمس ليطفئها بفمه وانى لهم التناوش من مكان بعيد
وكتابه نور ( كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظمات الى النور ) ( فامنوا بالله ورسوله والنور الذي انزلنا)
ونبيه نور ( وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا )
وداره الجنة التي أعدها لأوليائه نور يتلألأ ويحق لها ان يطلق عليها (أميرة الجمال)كما في كتابنا الاميرة ففي الحديث عن ُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : " أَلا هَلْ مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ ؟ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لا خَطَرَ لَهَا هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلأْلأُ ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ ، وَنَهْرٌ مُطَّرِدٌ ، وَثَمَرَةٌ نَضِيجَةٌ ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ ، وَمَقَامٌ فِي أَبَدٍ فِي دَارٍ سَلِيمَةٍ ، وَفَاكِهَةٌ ، وَخُضْرَةٌ ، وَحِبَرَةٌ ، وَنِعْمَةٌ فِي مَحِلَّةٍ عَالِيَةٍ بَهِيَّةٍ " . قَالُوا : نَعَمْ , يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا قَالَ : " قُولُوا : إِنْ شَاءَ اللَّهُ " . قَالَ الْقَوْمُ : إِنْ شَاءَ اللَّهُ ) رواه ابو داود
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يسال ربة حين يساله خمس وعشرين خصلة من النور في جميع ذرات جمسمه الظاهرة والباطنة وجميع حركاته وسكناته فعن ابن عباس ان صلى الله عليه وسلم لما اضطجع بعد القيام ونام حتى نفخ فاذنه بلال بالصلاة فخرج وهو يدعوا وكان يقول ( اللهم اجعل في قلبي نورا وفي لساني نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نور وعن يميني نورا وعن يسار ي نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وامامي نورا وخلفي نورا ( هذه عشر) اللهم اجعل في نفسي نورا واعطني نورا واعظم لي نورا واجعل لي نورا واجعلني نورا ( هذه خمسة عشر ) قال كريب وسبع في التابوت ( اللهم اجعل في حمي نورا وفي دمي نورا ( خص اللحم والدم ) واجعل في مخي نورا وعظمي نورا واجعل في شعري نورا وفي بشري نورا واجعل في عصب نورا ) ( هذه سبع بلغ العدد(22 ) واجعل في قبري نورا ويوم القيامة نورا وكررمرتين ( رب زدني نورا ) وكل هذه الانوار راجعة الى الهداية والبيان وضياء الحق والسبب لان بعض الاعضاء قد يهتدي والبعض الاخر يزيغ فسال الهداية لجميع الاعضاء وطلب الهداية في جميع الحركات بقي سؤال يتبادر الى الاذهان من اين نطلب هذا النور جاء في الاية التي بعد هذه الاية ( في بيوت ) أي المساجد وفي الحديث الذي اخرجه أبو يعلى في مسنده [رقم/1113 عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ). وللحديث شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة، منهم أنس بن مالك وأبو موسى الأشعري وحارثة بن وهب الخزاعي وعمر وسهل بن سعد وبريدة وحطيم الحداني وزيد بن حارثة وأبو هريرة وغيرهم.
وقد عده السيوطي من المتواتر في«تدريب الراوي»
قولة في بيوت اذن الله
المراد بالبيوت هي المساجد وهي اشرف البقاع واحبها الى الله فهي بيوته ومحل هداه ونوره وبها يجتمع عباد الله المهتدين
قولة اذن
اذن بمعنى امر واباح واعلم أي امر الله ان تبنى
قولة ترفع اى امر الله برفعها وتعظيمها حسا ومعنى
والرفع الحسي وهو البناء والتشييد وله حالتان
الحالى الاولى ان تكون البناية محكمة وقوية وله فرش جيده يريح المصلي فهذا بناء مشروع وجائز
والحالة الثانية تشييد منهي عنه وهو بناء مذموم كالمبالغة في الزخرفة والتزويق وكتابة الايات وكثرة النقوش ويكون فيه الوان كثيرة فهذا منهي عنه لانه يشغل المصلي وينشاء عن غلبة الرياء والكبر والتعالى وفيه تشبه بالكنائس ففي سنن ابن ماجه عن انس مرفوعا ( لاتقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد ) فيتباهى الناس بالمساجد ثم لايعمرونها
اما الرفع المعني ان تعمر بطاعة الله وتصان عن كل ما يتاذى منه بنو ادم من كل قول وفعل
فتصان كل كل اذى معنوي من روائح كريهه وتصان عن رفع الاصوات أخرج البخاري بسنده عن السائب بن يزيد قال: " كنتُ قائماً في المسجد فحصبني رجل، فنظرت فإذا هو عمر بن الخطاب فقال: اذهب فأتِني بهذين فجئته بهما، قال: من أنتما؟ أو من أين أنتما؟ من أهل الطائف من ثقيف قلا نعم قال: لو كنتما من أهل المدينةلأوجعتكما ضربا ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم )
وتصان المساجد عن كل لهو ولغو ثبت في صحيح ابن حبان عن انس مرفوعا ( سيكون في اخر الزمان اقوام حديثهم في المساجد ليس لله فيهم حاجة ) وعند البيهقي عن الحسن مرسلا ( سيكون في اخر الزمان اقوام يتحدثون في مساجدهم بامور الدنيا فلا تجالسوهم فليس لله فيهم حاجة ) ولذلك اخبرنا نبينا ان الملائكة تستغفر للمصلي منذوان يدخل المسجد حتى يخرج منه وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه : اللهم صل عليه ، اللهم ارحمه ، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة وفي الصحيح فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة تحبسه وزاد في دعاء الملائكة اللهم اغفر له ، اللهم تب عليه ، ما لم يؤذ فيه ، ما لم يحدث فيه )
قولة ويذكر فيها اسمه
الذكر ياتي بمعنيين ياتي بمعن التسبيح والذكر وياتي بمعنى الطاعة وهذه هي الغاية التي من اجلها وجدت المساجد من اجل ذكر الله وطاعة وعبادته والتفقه في دين الله ولذلك كتب بعض الكتاب في الجرائد عن اهمية تخصيص خطب يوم الجمعة عن اسبوع المرور والشجرة والسياحة وهذا لايجوز لان المساجد انما بنيت لاقامة ذكر الله وطاعة فقط فلا يجوز ذكر أي امر من امور الدنيا تحت أي مبرر وتحت أي ظرف
قولة رجال لاتهليهم تجارة ولا بيع
نعتهم بانهم رجال لكونهم يكدحون في هذه الاحياة لطلب الرزق وهذا من كمال رجولتهم حتى لايحتاجون الى الى غيرهم فاثبت لهم التجارات والبيوع ولكن هذه التجارات لاتلهيهم عن ذكر الله وقد اخبرنا نبينا الى ان طلب الرزق في هذه الحياة واجب اخرج الامام الطبراني بسند حسن عن انس مرفوعا ( طلب الحلال فريضة على كل مسلم ) وعند الامام البخاري عن المقدام مرفوعا ( ما اكل احد طعاما خير من ان ياكل من عمل يده وان نبي الله داود كان ياكل من عمل يده )وذكر التجارات ثم خصص البيع مع انه من التجارات لانه اكثر واشد انواع التجارات التي تشغل الناس عن طاعة الله لان المشتري ياخذ غرضة ثم يذهب لكن البائع يطمع ينتهي من هذا فياتي اخر وهكذا
قولة واقام الصلاة
اقامة الصلاة يراد بها توفيه الصلاة حقها علما وعملا فاذا اقام العبد الصلاة كما امر الله واراد فهنيئا له امرين رضوان الله ومغفرته
ثبت في مسند احمد وابو داود والنسائي والمؤطا وابن حبان بسند صحيح كالشمس عن عبادة بن الصامت مرفوعا ( خمس صلوات افترضهن الله من احسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن واتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن كان له عهد عند الله ان يغفر له ومن لم يغعل ذلك فليس له عهد عند الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له )
ولذلك شرط لأقامة الصلاة خمسة شروط
1- الوقت فلله حق بالليل لاقبله بالنهار والعكس ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود انه قال يارسول الله أي العمال احب عند الله فقال الصلاة على وقتها ) وثبت عنالترمذي وابو داود عن ام فروة اخت ابي بكر من ابيه انها قالت يارسول الله أي الاعمال احب الى الله فقال الصلاة في اول وقتها ) ولذلك فسر العلماء الذين هم عن صلاتهم ساهون ) قالوا شامل لتاركها بالكلية وتاخيرها عن وقتها او ايقاعها على الوجه غير المطلوب
2- ايضا شرط حسن الوضوء واسباغه على الوجه المطلوب فيتقيد بالعدد والكيفية ولذلك ورد في عذاب القبر عند الطحاوي بسند حسن عن ابن مسعود ان رجلا ضرب في قبره سوطا فامتلأ القبر عليه نارا لكونه صلى صلاة واحدة بغير طهور ومر على مظلوم فلم ينصرة )
3- واتمام الركوع والسجود ولذلك اذا صلى الصلاة ولم يعطها حقها فالويل له لانه سارق والانسان اذا سرق متاع الناس واموالهم كان منقصة في حقه بل ان السارق ملعون لعن الله السارق يسرق الحبل ويسرق البيضة فكيف بمن يسرق من صلاته ثبت عند الطبراني وابن خزيمة والحاكم عن قتادة مرفوعا ( أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته فسئل عن ذكر قال لايتم ركوعها ولا سجودها )
4- الخشوع ومحلة القلب ويظهر اثره على الجوارح فالخاشعون هم الخاضعون وعلق الله فلاح المصلي بالخشوع وقد اخبرنا نبينا ا ن اول ما يرفع من هذه الامة الخشوع ثبت في معجم الطبراني بسند حسن عن ابي الدرداء مرفوعا ( اول ما يرفع من هذه الامة الخشوع فلا ترى فيها خاشعا ) وعند احمد عن ابي امامة ( وليصلين اقوام لادين لهم ) وفي رواية اخرى وليصلينا قوام لا خلاق لهم وفي رواية ( ورب مصلي لاخير فيه ) ولذلك اذا فسدت القلوب عشعش الشيطان فيها فضاعت هيبة الرب وخرجت من القلب ومن هنا ترى من يصلي يسرق امتعة الناس بعدما يخرج وقس عليه
وعودا على بدء اذا وقعت الصلاة على الكيفية المطلوبة فهنيئا له صلاح عمله والعكس ثبت عند الامام احمد واهل السن الاربعة والحاكم والبيهقي في السنن عن ابي هريرة مرفوعا ( اول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فاذا صلحت فقد افلح وانجح واذا فسدت فقد خاب وخسر ) وفي رواية فان صلحت صلح عمله كله وان فسدت فسد عمله كله ) وعليه ليس المطلوب من اقامة الصلة فعلها انما المطلوب اقامتها فاذا وفى المصلى حق الصلاة علما فاتقنا حكامها وعرف اركانها وشروطها وسننها ثم حققها عملا فقد فاز
قولة ايتاء الزكاة
بعد ان بين ان هؤلاء الرجال قاموا بحق الله ايضاء قاموا بحقوق العباء فالصلاة حق الله والزكاة حق العباد وايتاء الزكاة حق المال فلله فيه حق واجب وحق مستحب اما الحق الواجب الزكاة ويشترط في اخراجها امرين الاخلاص ( زما اتيتم من زكاة تريدون وجه الله فاولئك هم المضعفون ) واللامر الثاتي تخرج طيبة بها النفس
ولذلك لو اخرج الناس الزكاة لما راينا فقير بيننا
اما الحق المستحب الصدقة
ثبت عند الامام الحاكم وابن خزيمة واسنادة صحيح عن عمر بن الخطاب قال ( ذكر لي ان الاعمال تتباهى عند الله فتقول الصدقة انا افضلكم )
وتكفل الله لمن تصدق بعدة خصال وعلى هذه الخصال فضلت الصدقة
1- تكفل الله لمن تصدق بالبركةففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً. وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" رواه مسلم.
2- وتكفل الله لمن تصدق بالخلف ( وما انفقتم من شيء فهو يخلفه ) وفي الحديث ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً )عن ابي هريرة رواه البخاري ومسلم
3- الصدقه جنة من النار ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ) رواه البخاري عن عدي بن حاتم
4- الصدقة تدفع البلاء ومن يتصدق يحصن نفسه من البلاء ولوالصدقة كانت من كافر او فاجر او ظالم ففي الحديث( باكروا بالصدقة فان البلاء لايتخطاها ) رواه الطبراني والبيهقي عن علي وانس
5- تحصن النفس من الامراض ففي الحديث عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ: «حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء».رواه البيهقي في الشعب وحسنه الالباني جاء رجل الى ابن المبارك فقال اصابتني في ركبتي قرحه سبه سنوات فما ترشدني فقال ابحث عن مكان يحتاج الناس فيه الى ماء واحفر فيه بئر تبرأ باذنه الله ففعل الرجل وحفر بئرا فلما خرج الماء واستقى الناس برء من قرحته ) رواه البيهق في الشعب وكذلك الامام الحاكم شيخ المحدثين لما خرجت في وجهه قرحة رات امراة له رؤيا فقال لها النبي قولي لابي عبدالله ان يوسع على المسلمين في الماء ففعل فشفى الله قرحته قال أبوطاهر السِّلَفي في معجم السفر (827): سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر أحمد بن علي الكاتب المِينزي بدمشق يقول: سمعت أبا بكر الخبّازي بنيسابور يقول: مرضتُ مرضاً خطراً، فرآني جارٌ لي صالح، فقال: استعمل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة»، وكان الوقت ضيقاً [كذا في المطبوع، ولعله: صيفاً]، فاشتريتُ بطيخاَ كثيراَ، واجتمع جماعة من الفقراء والصبيان، فأكلوا، ورفعوا أيديهم إلى الله عز وجل، ودعوا لي بالشفاء، فوالله ما أصبحتُ إلا وأنا في كل عافية من الله تبارك وتعال
6- الصدقة تطفىء الخطيئة رجل عبد الله سبعين سنة ثم زنى بامرة سبعة ايام فمحى الله السبعين بالسبعة ثم انه في يوم من الايام تصدق برغيفين فغفر الله له وفي الحديث ( والصدقة تطفىء الخطيئة )
7- الصدقة يستظل بها صاحبها يوم القيامة ( المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة حتى يقضى بين الناس )اخرجه احمد وابن حبان والحاكم عن عقبة بن عامر وصححه الالباني
8- اطعام الطعام فقد اخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن عظيم الاجر لمن يطعم العباد ويسقيهم فعن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله , صلى الله عليه وسلم إن في الجنة غرفا,يرى ظاهرها من باطنها,وباطنها من ظاهرها , أعدها الله لمن ألان الكلام , وأطعم الطعام , وتابع الصيام , وصلى بالليل والناس نيام )أخرجه الإمام أحمد
روى الامام احمد بسند حسن وابو يعلى والضياء عن عمر لصهيب أي رجل أنت لولا خصال ثلاث فيك قال وما هن قال اكتنيت وليس لك ولد وانتميت إلى العرب وأنت من الروم وفيك سرف في الطعام قال فإن رسول الله كناني أبا يحيى وأنا من النمر بن قاسط سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام قد عرفت نسبي وأما قولك في سرف الطعام فإني سمعت رسول الله يقول خيركم من أطعم الطعام )
9- اخفاء الصدقة ما امكن عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر ) رواه الطبراني و حسن إسناده المنذري في الترغيب (2،15)، والهيثمي في المجمع (3/115)،
و عن انس بن مالك - رضى الله عنه عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: لما خلق الله الارض جعلت تميد، فخلق الجبال ،فعاد بها عليها فاستقرت، فعجبت الملائكة من شدة الجبال ،قالوا يارب هل من خلقك شئ أشد من الجبال ؟ قال : نعم الحديد، قالوا يارب فهل من خلقك شئ أشد من الحديد؟ قال : نعم النار ، فقالوا يارب فهل من خلقك شئ أشد من النار؟ قال : نعم ، الماء، قالوا يارب فهل من خلقك شئ أشد من الماء ؟ قال: نعم ، الريح ، قالوا يارب فهل من خلقك شئ أشد من الريح؟ قال : نعم ، ابن أدم،تصدق بصدقة يمينه ، يخفيها من شماله )أخرجه الترمذي
ومع كون الصدقة فيها فوائد عظيمة يجتمع عند صدقة ابن ادم سبعين شيطانا كل شيطان يوسوس له ويثبطه عنها عن بريدة مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم (لا يخرج أحد شيئاً من الصدقة حتى يفك عنها لحي سبعين شيطانا) رواه أحمد وصحّحه الألباني
قولة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار
بعد ان وصفهم بانهم يؤدون حق الله وانهم محسنون الى العباد باداء حق المال ذكر ان الباعث لهم على اداء هذه الاعمال خوفهم من الله ويوم القيامة واسباب الخوف من الله كثيرة ابرزها ثلاثة
اجلال الله وتعظيمة وخشية التفريط في الطاعات والوقوع في المخالفات والخوف من سوء الخاتمة
اما القسم الاول اجلال الله وتعظيمه
فاكمل الناس خوفا من الله اعلمهم باسمائة وصفاته فالكون من ارضة الى عرشه من اثار اسمائة وصفاته فنخافه اجلالا وتعظيما فنعبده لانه اله عظيم يستحق العبادة ومن عرف نفسه بالنقص عرف ربه بالكمال
ومرجع الاسماء والصفات الى خمس صفات
1- العلم فالله بكل شيء عليم فنخاف من اطلاعه علينا ومراقبته لنا فاعظم واعظ انزله اللله اخباره لنا بانه يعلم السر والعلن ( الم تر ان الله يعلم ما في السموات ) المجادله الاية
2- صفة القدرة فلا راد لحكمه ولا معقب لقضاءة انتهى سعي المخلوقات الى ايتين ) وما تشاؤون الا ان يشاء اللله ) في سورة الانسان والتكوير ابيات الشافعي
روى البيهقي عن الشافعي أنه قال حين سُئِل عن القدر :
ماشئتَ كان وإن لم أشأْ ..... وماشــئتُ إن لم تشأْ لم يــــكنْ
خلقت العبادعلى ماعلمت..... ففي العلم يجري الفتى والمسنْ
على ذا منــنتَ وهذا خذلتَ .... وهــذا أعــنتَ وذا لــــــم تــعــن ْ
فمنهم فقيرٌ ومنهم غنيٌ .... ومـنهم قبيــحٌ ومنهـــم حســن ْ
ومنهم شقيٌٌ ومنهمْ سعيدٌ ... وكــــل بــــأعمـــاله مــرتــهـــن ْ
3- صفة الغنى واخص وصف في الاله الغنى واخص وصف في العباد الفقر
4- انه كريم (ان ربي غني كريم )
5- صفة الجلال والعظمة فما اجله سبحانه واعظمه ومن قرا اية الكرسي عرف
القسم الثاني خشية التفريط في الطاعات او خشية الوقوع في المخالفات لذلك نخاف من الله لان عندنا هنات وهفوات ما ندري غفرت او لا وعندنا نقص في التقوى وتقصير في الطاعات لذلك قال طلق بن حبيب امسوا وانتم مستغفرين واصبحوا وانتم مستغفرين فانكم فلن تؤدوا حق الله
القسم الثالث خوف سوء الخاتمة بسبب ثلاثة امور النفاق والبدع والركون الى الدنيا
ولذلك كان خوفهم من يوم القيامة وما وصفه الله فيه من اهوال سبب صلاحهم
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 15/6/1432
بشارة لاهل سوريا
من اربعة عقود لبس حزب البعث في سوريا بقيادة حافظ الاسد وابناءه جلود الشياطين ونسوا الانسانية والخلق والدين فهو حزب منحط اخلاقيا وارتكبوا اكبر جريمة منذ جريمة قابيل الى اليوم 1/7/1432هـ ان المحاكم انما اقيمت لتعاقب المجرم السافل الذي يزهق الارواح البريئة وتنصب له المنشانق وهذا النظام السافل الساقط اخلاقيا كم نفسا بريئة وكم طفلا وكم شيخا وكم عالما ازهق وكان هذا الحزب اظلم واقسى من الاحتلال الفرنسي والاسرائيلي انع عد من قتله الحزب البعثي في سوريا فاق الاحتلال قتل اكثر من مئة الف
ومن هنا بعد سقوط هذا العدد من المتظاهرين الرافضين للظلم والاستبداد والحكم البوليسي اكثر من اربعين عاما وملؤا سوريا ظلما وجورا
اقول للاخوة السوريون بعد هذا الصبر ان الاحتلال الياباني حينما احتل اندونيسيا عام 1945 طلب الشعب الاندونسي الاذن له بالاجتماع في ساحة الاستقلال في جاكرتا فابى المستعمرون واصر الناس ونصب اليبانيون المتاريس ونصبوا الرشاشات ولم يكن للشعب الاندونسي سلاح سوى الحراب التي اتخذوها من القصب وواجهوا الرشاشات بها واقتحموا الميدان وهم يطؤون على اجساد قتلاهم ولايسعفون احد ويخوضون في الدماء حتى اجتمع اكثر من نصف مليون وحملوا العلم رمز السلام لكن قالوا لانخشى الحرب
وحولها الشباب المسلحون الى ثورة واقيم منبر على عجل وصعد احدهم وهو من اخطب اهل الدنيا ولم يخطب خطبه بل سال سؤالا قال للناس هل تريدون الاستقلال فاجابه الجميع نصف مليون بصوت واحد نعم فقال فبماذا تحمونه قالوا بارواحنا فقال ان قوى العدو كبيرة فقالوا الله كبر من كل شيء
فاشتعلت الثورة في اندونيسيا كلها ولست اذكر لكم اخبار القتال ولكن اكتفي بحادثة واحدة فقط سيطر فيها المجاهدون على مطار كامل فيه جند ومدافع ورشاشات وما معهم الا الحراب المقطوعة من قصب الغابات وعمدوا الى مكبرات الصوت فانذروا الجند من كل جانب واستمروا ليلة كاملة حتى ارهقوا اعصاب الجند ثم هجموا في الظلمة صفوفا من الناس وكلما سقط صفا حل مكانة اخوه لا يبالوا بالنار ولا بالبارود حتى احتلوا المطار واسروا كل من فيه وملكوا عتاده والبنادق كانت تكلفهم ثمنا غاليا ليس مالا انما رجالا يقدمون على العدو واذا سقط منهم شهيد تركوه واقبلوا على العدو حتى اخذوا سلاحه
لقد صنع الاندونيسيون العجائب نعم كانت حرب بين الذئاب ذوي الانياب وبين الحمل الوديع ودمرت سرايا اليبان في ساعات ولكن الحمل انقلب بالايمان اسدا
لقد قاتل اهل اندونيسيا جميعا حتى الشيوخ والمرضى وقاتل الاطفال حتى الف منه فرق سميت جيوش النمل وقاتل النساء والاطفال فكان الاطفال يلقون الحجارة في الطريق وقطع الحديد ثم هجموا على الدبابات وهي تسير ومات منهم كثير فما فزع احد منهم من الموت بل كان النساء تحمل القنابل الصغيرة لانها لاتدمر الدبابة فتجمع قنابل كثيرة ثم تود ع اهلها وتلقي نفسها امام الدبابة فتتفجر وترك العلماء كتبهم ودروسهم وترك الناس اعمالهم وبلغ عدد المصابين من قتلى وجرحى ومفقودين مئتي الف وكانوا كل يوم تظهر منهم بطولات تحير العقول
ولم يعد للحياة قيمة وصارت الشهادة في سبيل الله الامنية الكبيرة ولم يعد النساء يقبلن مهرا الا من رؤوس الاعداء
يا شعب سوريا الحر انا من السعودية اناديكم لقد بذرتم الشهداء في ارض سوريا وسقوتموها الدم الاحمر فانبت الحرية والاسقتلال من هذا الاحتلال الايراني اللبناني الشيعي لقد غلب شعبكم الاعزل باطل البعث المسلح بكل سلاحله اولياء ابليس
ياشعب سوريا اثبتوا وطلبوا من الله ان يفرغ عليكم صبرا ويثبت اقادامكم وينصركم على المحتلين ان طعم الموت واحد لقد صارت دولتكم دلة هرمة عاجزة وفقدت اطرافها وخرفت وضيعت عقلها لاتغتروا ببقايا القوة فانتم في ضياء ما بعده الا نهار
ان السيادة عادة لنا في الشرق يامعشر البعث المستعمر يا وكلاء الاستعمار
لقد انتهى دوركم فلا استعمار بعد اليوم والمطلوب منكم اليوم يا اهل سوريا تهيئة الشعب للقتال واعلان ذلك لمدة شهرلكن بعد استفتاء عام وطلب الاستعداد لساعة الصفر وسوف ترون الجامعة العربية تتحرك والغرب انهم لم يتحركوا في اليمن الا بعد اعلان القتال بين القبائل وكذلك في ليبيا ومصر حينما لوحوا نكون او لا نكون وبدا الناس يشترون السلاح وينهبونه من المخازم تحرك الغرب
ان المبادي لاتجتذب اجتذاب بل تفرض بقوة السلاح فلا تحسبوا الامر سياتي بلا تضحية بل اعلنوا الحرب واطلبوا الاستعداد حتى تتهيأ النفوس ثم فجأة يقاتل الجميع
ملاحظة لابد من ترتيب مظاهرات ثم احتلال الساحات ولا تتفرقوا بعدها ويرتب اناس يحرسون واناس ينامون عند الحاجة واناس ينقلون الطعام ما يصلح مظاهرة ثم يرجع كل واحد الى بيته بل تحرصون ان تكونوا سواء حتى الشبيحه يرصد لهم اناس يقتلونهم
كتبه عبدالرحمن التركي في 1/7/1432
النساء المترجلات وسياقة السيارات
ان العقائد والثوابت ليست ثوابا نلبسه ونخلعه متى ما شئنا لان العولمة ينظرون الى اشيئا كثيرة على انها تباع وتشترى وتجري فيها المساومات وصار كثير من الناس يتنازلون عن عقائدهم وثوابتهم في سبيل تحقيق بعض المكاسب او الحصول على ما يسمونه فرصة العمر والمسلم الحق راس ماله دينه وثوابته اما من تنازل عن دينه ومبادئه فسوف يساوم لانه ليس له مبدا فلا يزال متناقض في كثير من اموره
ولذلك احب ان اشير الى الحديث الذى اخبر عنه نبينا واشار الى ترجل النساء في اخر الزمان ففي الحديث عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة لاينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة :العاق لوالديه ، والمرأة المترجلة المشتبهة بالرجال والديوث) صحيح أخرجه أحمد والنسائي
الشاهد المراة المترجلة ظهر في هذه السنوات احساس عند بعض النساء واشباه الرجال بانه لافرق بين المراة والرجل ومهما سقت لهم من ادلة شرعيه وعقلية تبين لهم فيها عدم صحة ذلك وانه هناك تفضيل من الله للرجال على النساء فتقول لهم بان الذكر ليس كالانثى والرجال ) لايقبلون بذلك لانه ليس غرضهم طلب الحق هدفهم اثارة الفتنة والتشويش وكما قال الله وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا وفسادا في الارض ولكن سوف ابين لكم الادلة الشرعية والعقلية معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون
لايوجد في الاسلام شيء اتقن من البيت ولايوجد في الغرب شيء افسد من البيت ولا نقوله عاطفة فكل شيء في الغرب من التنظيم والتخطيط متقن الا البيت قال مفكرو الغرب وضعنا كل شيءفي محله الا الاسرة فكل شيء عندهم ممتاز الا البيوت فاسده والسبب عدم وجود القوامة والادارة في البيت حتى في امور الحياة بدون قيادة تضيع الامور
اما الاسلام فضبط الامر قال القوامة بيد الرجال فاذا قاد البيت الرجل صلحت الاسرة واذا قادت المراة البيت فليس فيه لارجل ولا امراة بل ستفسد امور تلك الاسرة
وسبب جعل القوامة بيد الرجال للقاعدة الشرعية الغنم بالغرم بما انفقوا من اموالهم وبما فضل الله بعضهم على بعض هناك تفضيل من الله للرجال على النساء بل خلق الله المراة من الرجل فهي تابعة له
ولذلك قال الله ( وللرجال عليهن درجة ) وذكر العلماء اكثر من سبعة وعشرين سببا في تفضيل الرجال على النساء منها الشهادة تقبل من الرجل اذا كان عدل اما المراة لاتقبل الا في نطاق محدود شهادة امراتين مقابل رجل الرجل يصلي كل وقت الا اذا فقد عقلة وفي كل وقت يصوم اما المراة ياتي عليها وقت ولاتصوم ولا تصلي الرجل ممكن يسافر وحده اما المراة لايجوز ان تسافر وحدها اذا كانت تؤمن بالله واليوم الاخر
ولذلك قال الله (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب ممااكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسالوا الله من فضلة) وهذا كلام رائع
الله لما خلق المراة خلقها ضعيفه وناقصة عقل ودين والنقص فيها كمالا لان الله جعل عاظفتها تغلب على عقلها نعم قد تكون المراة ذكية ولكن لاتكون عاقلة تنظر لعواقب الامور لغلبة عاطفتها على عقلها والسبب لانها مربية والمربي يحتاج الى زيادة حنان وعاطفه بخلاف الرجل ولذلك الغرب يطعن على الاسلام في ثلاث قضايا منها قضية المراة والرق والحدود اما المراة فقال بالمساواة بينهما وعندنا ليس هناك مساواة بين الجنسين لان البعض قد يعترف بالباطل ولو انكر الحق والسبب لانهما جنسين مختلفين هذا ذكر وهذه انثى وقدرات المراة ليست مثل قدرات الرجل فلو جعلنا جائزة في سباق بين الرجال والنساء لما صح ذلك لتفاوت القدرات بينهما ثم ان المراة تحمل فهل الرجل يحمل والمراة تحيض فهل الرجل يحيض فاين المساواة عندنا في القران ( وليس الذكر كالانثى )
انكم تؤمنون بان قدرات الرجل ليست مثل قدرات المراة وتساوون بينهما في العمل وفي الاجازة مع اننا في الاسلام نعطي المراة اثناء الحيض اجازة من الصلاة لانها تتغير طبيعتها اثناء الحيض من تعكر المزاج والآم الحيض وانتم لاتعطونها اجازة فقال احد الغرب انتم تعطون المراة الثلث والرجل ثلثين فقلت نعم لان الرجل عندنا اذا تزوج المراة يدفع المهر ويجب عليه النفقة من سكنى واطعام وكسوة والنفقة على الاولاد والمراة لاتكلف بشيء من ذلك فقال طيب عندكم الرجل يتزوج باربع نساء فقال نعم يتزوج اربع نساء ويقوم بالنفقة والسكنى والاطعام في حين انكم تحرمون ذلك وتبيحون التمتع بالخليلات والصديقات بلا نفقة ولا سكنى ولا تحمل تكاليف الابناء لو حصل حمل بعد ذلك
فانتم تمنعون الزواج بالحليلات وتجيزون اتخاذ خليلات والمظلوم في هذا هي المراة
فجعل الله للرجال قدرات وصفات ليست مثل قدرات وصفات المراة ( وليس الذكر كالانثى ) فصفات المراة غير صفات الرجل ففي جميع اقطار العالم يوضع للمراة حلي في اذنها وفي رقبتها وفي يدها ( اومن يننشؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) وتستخدم الاصباغ وقد يتشبه بعض الرجال بالنساء لكن هذه حالة فردية فالمراة لها خصائص والرجل له خصائص فينبغي ان يعمل كل واحد منهما في يحسنة وخلق له واحسن عمل للمراة الانجاب والتربية فهي مصنع تنتج لنا العقول فاذا كثر المجتمع كثر الاطباء والاذكياء فقوي البلد الرجل لايمكن له ان يرضع او يحمل لانه لارحم له اما ان نقول للمراة انت مظلومة واخرجي من البيت وعملي مع الرجال وتخلي عن الانجاب وتربية الابناء كيف تنتج المراة وتحمل وهي طبيبة او مهندسة او تعمل في المصانع من يربي الاولاد من يصنع الطعام ومن يهيء البيت للرجل فاذا تخلى كل وكل منهما عن مهمته حصل هناك خلل عظيم في المجتمع ولذلك اصبحت اروبا والغرب عايش الآن على الهجرة المستمرة التي تاتي من العالم الثالث ولكنهم يريدون هجرة منظمة ويختلقون المشاكل في العالم الثالث حتى تهاجر العقول ولذلك الاسرة في الاسلام متماسكة متحابة ومتعاونة منتجه قدوة في الخير وكل واحد منهم يقوم بعمله الرجل يكدح ويطلب الرزق وعليه النفقة والكسوة والسكنى والمراة عليها الطاعة والانجاب والتربية وتهيئة البيت
اماقضايا الرق واحسن جواب سمعته وقراته قول أمير البيان شكيب أرسلان :
" ما وُجدت الأمم المتحدة إلا لتُلبس الإجرام حلة القانون .. ولا يطيعها سوى ضعيف عاجز، ولا تستطيع أن تحكم على قوي متجاوز …ولقد ألغت رقَّ الأفراد ، وسنت رق الأمم )
-اما قضية الحدود كحد السرقة والرجم والقتل نعم قطعنا يد السارق لانها يد خائنة حتى تتأدب الف يد ونقتل القاتل ليتأدب الف قاتل ويقول احد المشائخ كنت اناظر رجل نصراني فقال الاسلام دين رائع لكن انتم تقتلون القاتل فقال له كم عندك من الاولاد فقال اربعة فقال لو قتلت واحدا منهم ماذا تصنع قال اقتلك
نعم الافكار والاقتراحات تكثرويسهل التنظير ويكثر الحديث عن المثاليات ولكنها حينما تدخل مضمار التطبيق يكون الامر مختلفا تماما انهم يتحدثون عن المثاليه دون النظر الى الواقع قد يعترض الكثير على احكام الاسلام في الحدود ولكنه حينما تسرق ممتلكاته يتغير الوضع عنده تماما بل قد يطلب بقتل الجاني ولو قتل ابنه او قريبه لما راق له غير حد القتل
ولذلك يسعى دعاة التغريب وان صحت العبارة التخريب الى اخراج المراة من بيتها حتى تتخلى عن مهمتها وتدمر الاسر وتنشر روح الانانية ولا يتنازل احدهما للاخر ويضيع الابناء
واذا ترجلت النساء واصبح عند الواحدة منهن احساس انها كالرجل تعمل معهم وتذهب الى ملاعب الكرة وتصفق مع الجماهير وتقابل لعيبة الكرة وتحس انها مثل الرجل وتخلت عن حجابها ولبست القصير من الثياب الى منتصف الفخذ غير مبالية بالوعيد الشديد صنفان من اهل النار وتركت الحجاب الذي يغطي كل بدنها فلا ترى الرجال ولا يراها الرجال وخالطت الرجال غير مبالية بالتحريم مع انه اطهر لقلوبكم وقلوبهن وتخلت عن مهمتها الانجاب والتربية الامر الذي يترتب عليه فساد فطر الرجال والنساء حتى ذهبت الغيرة والحياء والمروءة والاخلاق الرفيعة التي كان العرب يحافظون عليها وجاء الاسلام ليتمها من المحافظة على الشرف واكرام الضيف ونحوها
لذك اجتهد دعاة التغريب على قلب الحقائق ولبسوا ثوب الناصح الامين وهم اعداء فاسدون مفسدون وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى انقلاب الموازين في اخر الزمان ينقلب المنكر الى معروف والمعروف الى منكر والخير الى شر والشر الى خير ويصدق الكاذب ويكذب الصادق ويؤتمن الخائن ويخون الامين ( والمنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يامرون بالمنكر وينهون عن المعروف ) سورة التوبة
والله ان الكتاب في الجرائد وهم ينقلون الاخبار عن الهيئات يقلبون الحقائق مع اننا نؤمن بانه لو نقل الخبر بمهنية كما هو فالمخطي يتحمل مسؤلية خطاه ولكن المصيبة انه ينقل الخبر فياخذ كلمة صدق ومعها الف كذبة ومن اجل اثبات قلب الحقائق عند هؤلاء الكتاب وانا وقفت على القضية واطلعت عليها عن قرب ما نقلت جريدة الوطن موت الشاب الاردني تحت عنوان مات حليقا طاردته الهيئة بسبب اطالة شعر ) ونحن لانغضب من نقل الحقيقة والحقيقة في هذه القضية انه كان هذا الشاب يعاكس طالبات الثانوية عند مدرسة البنات وهرب ولم تطارده الهيئة وقبض عليه مع شاب اخر لكن عنده مرض وحمكة الله ولكن هؤلاء الكتاب تعمدوا الكذب وقلب الحقائق
والان يسعون الى خروج المراة وسياقة السيارات بحجة ان المراة تركب الجمل والحمار نعم كان ذلك ولكن تلبس حجابها وهي راكبة الهودج وزوجها يقود الدابة وهو معها وان ركبت الحمار او الجمل وحدها فهي تذهب الى مزرعتها وتحت نظر زوجها اما ان تركب الحمار وتدوج في الطرقات والاسواق فلم يكن ذلك الا عند نساء مترجلات ومخالفات لشرع الله والآن تريدون المراة تسوق وحدها وتترجل وتسافر وحدها وتسوق السيارة وتاخذ البطاقة لتذهب الى المطار وبدون علم وليها وتسافر حيث شاءت بحجة انه افضل من سيارات الاجرة والسائقين وكله اسقاط لقوامة الرجال وترجل للنساء وقد اقاموا الدنيا واقعدوها وكانه ليس عندنا قضية مهمة سواها ثم بعد ذلك ياتون برجل حليق مؤهله باحث شرعي ويطلبون منه الفتوى ويتركون فتوى هئية كبار العلماء في تحريم ذلك
خلاصة الكلام شريعة الله جاءت لتنقذ العالم وتكفل لمن تعلم كتاب الله وعمل بما فيه الا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة والله اخبرنا ان للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ) ولعن الله من تشبه من النساء بالرجال والرجال بالنساء وعد نبينا من الثلاثة الذين لايكلمهم الله ولهم عذاب اليم المراة المترجله ) لذلك نحن عندنا امر ووسيلة الية ونهي ووسيلة اليه فما امرت به تؤمر بما هو وسيلة اليه وما نهيت عنه تنهى عما هو وسيلة اليه فمنه ما هو مامور به لذاته او مقصود لغيره ومنه ما هو منهي عنه لذاته ومنهي عنه لغيره ( قال ابن عثيمين أن ما أفضى إلى محرم فهو محرم .
والقاعدة الثانية : أن درء المفسدة إذا كانت مكافئة لمصلحة من المصالح أو أعظم مقدم على جلب المصالح .وقال فضيلته 0 وسياقة المراة للسيارة حرام لعدة مفاسد: نزع الحياء منها ، والحياء من الإيمان وترك الحجاب ومن مفاسدها : أن المرأه تكون طليقة تذهب إلى ما شاءت ومتى شاءت وحيث شاءت ومن مفاسد قيادة المرأه للسيارة : كثرة ازدحام السيارات في الشوارع ، أو حرمان بعض الشباب من قيادة السيارات ، والغرض من هذا كله افساد الدين والاخلاق التي بقيت عندنا )وما بقي الا التسليم لكتاب الله والرجوع الى الحق او المكابرة والتمادي في الباطل ) ( لقد جئناكم بالحق ولكن اكثركم للحق كارهون )
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 20/6/1432هـ
عقوبات في ارض المحشر لعصاة الموحدين
ان هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون ورائهم يوم ثقيلا )
محبة الدنيا ظاهرة على افعال الناس حتى طلبوا الدنيا بالدين وطلبوها بعمل الاخرة وطلبوا الحرام فلم يبالوا اكسبوا من حلال من حرام وزهدوا في الاعمال الصالحة بسبب حب الدنيا ان هموم الناس اليوم ما هي اخر موضه واخر اغنية ومن فاز بكاس الاسكار من هو احسن ممثل او لاعب
وفيه اناس اكبر قضاياها ماذا تلبس واين تاكل وتشرب وكيف تعيش وماهي احلى المنتزهات واين يذهب في الصيف يقول الله ( بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى ) وتركوا وراءهم يوم ثقيلا
تعالوا نسمع ونقرا ما ورد من العقوبات في ارض المحشر لعصاة الموحدين
1- مانع الزكاة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مُثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان، يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه- يعني بشدقيه-، ثم يقول: أنا مالك، أنا كنزك))، ثم تلا (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ... ). أخرجه البخاري
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أُحمي عليه في نار جهنم، فيجعل صفائح، فيكوى بها جنباه وجبينه، حتى يحكم الله بين عباده، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)). أخرجه مسلم .
عن أبي ذر رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، أو: والذي لا إله غيره- أو كما حلف- ما من رجل تكون له إبل، أو بقر، أو غنم، لا يؤدي حقها، إلا أُتي بها يوم القيامة أعظم ما تكون وأسمنه، تطؤه بأخفافها، وتنطحه بقرونها، كلما جازت أخراها ردت عليه أولاها، حتى يقضى بين الناس)). متفق عليه .
2- اكلة الربا
يجمع الله للمرابين أكلة الربا عند البعث والنشرو في ارض المحشروهم على صفتين ضخامة البطون فهي البيوت العظيمة وترى فيها الحيات عند القيام والصفة الثانية يقومون كالمصروع او المجنون الذي يتخبطة الشيطان من المس اما ضخامة البطون ففي الاثر عند الطبراني وابن ابي حاتم والبيهقي في الدلائل وابن كثير عن ابي سعيد الخدري في ليلة الاسراء (فاذا انا باقوام بطونهم كالبيوت كلما نهض احدهم خر فيقول يارب لاتقم الساعة وهم على سابلة آل فرعون مستنضدون أي مصفوفون بعضهم فوق بعض ) على سابلة آل فرعون أي طريقهمفتجيء السابلة فتطؤهم فسمعتهم يضجون الى الله فقلت من هؤلاء فقال اكلة الربا ) وورد الحديث برواية اخرى عند احمد وابن ماجه عن ابي هريرة ايضا بلفظ مقارب وورد ايضا عند الطبراني وهو في الترغيب للمنذري وفي المجمع ج4من روية عوف ابن مالك بلفظ ( اياك والذنوب التي لاتغفر فقلت وما هي فقال ( الغلول واكل الربا فمن مات وهو ياكل الربا بعث مجنونا وهو يتخبط ثم قرا اية الربا ألذين ياكلون الربا ) سورة البقرة
اما دليل ان اكلة الربا يخرجون كالمصروع او المجنون كما في اية الربا في سورة البقرة ( لايقومون الا كما يقوم الذي يتخبطة الشيطان من المس ) ولذلك يبعث الله اكلة الربا بطونهم كبيرة كالبيوت ترى فيها الحيات ويجعل الله من علامة المرابين يوم القيامة انهم يبعثون كالمصروعين وجمع الله لهم هاتين الصفتين ليظهر للناس شناعة صورتهم على الاثم لان صرع الرجل نحيف البدن اقل شناعة الرجل الضخم اذا صرع
ومما يحسن التنبيه عليه في اية الربا انها تدل بصراحة ووضوح على صرع الجن للانس قال القرطبي في تفسيره وفيه دليل على فساد انكار من انكر صرع الجن للانس وزعم انه من فعل الطبائع ودعم الاية بثلاثة احاديث في تلبس الجن بالانس
ولذلك نحذر اولئك الذين فتنهم المال واستعبدهم حتى جمعوه وجعلوه مقصودا لذاته وتركوا جميع اسباب الكسب الطبيعي وارادوا تنمية اموالهم بالربا لانه كسب بلا عمل بخلاف البيع كسب مع العمل وممكن تربح وممكن تخسر اما الربا فهو ربح مضمون وبلا عمل وقد اخبرن نبينا بانه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يأتي على الناس زمان يأكلون الربا، فمن لم يأكله أصابه من غباره ) أخرجه النسائي في البيوع باب اجتناب الشبهات في الكسب 7/215 واللفظ له ، وأخرجه الحاكم كتاب البيوع باب ليأتين على الناس زمان لا يبقى فيه أحد إلا أكل الربا 2/11وقال : قد اختلف أئمتنا في سماع الحسن من أبي هريرة، فإن صح سماعه منه فهذا حديث صحيح ، وقال الذهبي : سماع الحسن من أبي هريرة بهذا صحيح.
وفي رواية " يأتي على الناس زمان يأكلون فيه الربا " قيل : الناس كلهم ؟ ! قال " من لم يأكله منهم ناله من غباره )رواه الامام احمد.
3- من سئل عن علم فكتمه
اخرج الامام ابن ماجة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من رجل يحفظ علما فيكتمه إلا أتي به يوم القيامة ملجما بلجام من النار ) صححه الالباني في الجامع وفي الحديث عن ابن مسعود ( من كتم علما ينتفع به جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار ) جامع بيان اهل العلم
4- المتكبرون
روى الإمام أحمد وغيره عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-قَالَ: ( يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ، فِي صُوَرِ النَّاسِ، يَعْلُوهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الصَّغَارِ، حَتَّى يَدْخُلُوا سِجْنًا فِي جَهَنَّمَ، يُقَالُ لَهُ: بُولَسُ، فَتَعْلُوَهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ، يُسْقَوْنَ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ، عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ ) ولذلك لا يدخل
الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر، والكبرياء رداء الله والعظمة إزار ه
فمن نازعه واحدة منهم قصمه الله ولا يبالى. والله يحشر المتكبرين يوم القيامة بصورة الذر يطؤهم الناس بأقدامهم لهوانهم على الله جلا وعلا واذا كان أن اشد الناس عذاباً يوما القيامة المصورون. وهؤلاء يضاهئون
خلق الله في الصور ولا يدعون أخذ حقه وأنهم هم الخالقون. لكن صوروا ما خلقه الله مما له روح فضاهؤوا خلق الله فكانوا اشد الناس عذابا فكيف بمن نازعه حقه الذي انفرد به سبحانه وتعالى من التكبر من العظمة
5- المصورون
ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود ( اشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون ) وورد عن عائشة ايضا في الصحيحين مرفوعا ( اشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله ) وفي رواية اخرى عنها في الصحيحين انه لما راى نمرقة فيها تصاوير قال 0 ان اصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم احيوا ما خلقتم ) وفي صحيح البخاري عن ابي جحيفة مرفوعا ( انه نهى ثمن الدم وثمن الكلب وكسب البغي ولعن آكل الربا وموكلة والواشمة والمستوشمه والمصور ) وفي صحيح البخاري عن ابن عباس مرفوعا ( من صور صورة فان الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فيها ابدا ) وفي البخاري يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان تبصران واذنان تسمعان ولسان ينطق يقول وكلت بثلاثة ( بكل جبار عنيد وبمن جعل مع الله الها اخر وبالمصورين ) رواه احمد والترمذي عن ابي هريرة وفي الختام ثبت في الصحيحين عن ابي هريرة مرفوعا ( قال الله تعالى ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرةوليخلقواحبة وليخلقوا شعيرة ) قال النووى في شرح مسلم ج14 تصوير الحيوان حرام شديد التحريم وهو من الكبائر وورد عليه وعيد شديد سواء كان يمتهن او غير ممتهن لان فيه مضاهاة لخلق الله ومنازعة لصفة من صفاته وعليه التصوير باقي على عمومه سواء كان نحت او ما يسمى بتثبيت الظل اعنى بالكميرات كل ما فيه روح حيوان او انسان فهو حرام وبوب عليه النووى في رياض الصالحين باب تصوير الحيوان في كلام نفيس ارجع له
6- -اناس لايكلمهم الله يوم القيامة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ( ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم: شيخ زانٍ ، وملك كذّاب ، وعائل مستكبر ) أخرجه مسلم
عن ابي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم : المسبل إزاره ، والمنان ، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان
اخرج بن أبي شيبة عن أبي هريرة وهذا حديث أبي بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من بن السبيل ورجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها وفي وإن لم يعطه منها لم يف )
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لاينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة :العاق لوالديه ، والمرأة المترجلة المشتبهة بالرجال والديوث ) صحيح أخرجه أحمد والنسائي
وعلاج المعاصي باضدادها علاج الغفلة بالذكر ورفقاء السوء بتركهم وعالج الخلوة بالبعد عنها عالج الزنا بتركه والكذب بالصدق والكبر بالتواضع والاسبال بتقصير الايزار والمن بالاحتساب
7- اهل الثراء والشبع والمنعمون يوم القيامة
أخرج الترمذي وحسنه وابن ماجه ، والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال { : تجشأ رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كف عنا جشاءك ، فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة } وفي صحيح الحاكم عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال : أكلت ثريدة من خبز ولحم ، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت أتجشأ فقال : يا هذا كف عنا من جشائك ، فإن أكثر الناس شبعا في الدنيا أكثرهم جوعا يوم القيامة } قال الحاكم صحيح الإسناد واعترضه الحافظ المنذري ، ثم قال لكن رواه البزار بإسنادين : أحدهما ثقات ورواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الكبير ، والأوسط ، والبيهقي وزاد { فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا كان إذا تغدى لا يتعشى وإذا تعشى لا يتغدى )
8- الاخسرون الاكثرون الاقلون يوم القيامة من شغله ماله واهله عن طاعة الله ( الهاكم التكاثر ) وفي البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي ذر قال: انتهيت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول في ظل الكعبة: (هم الأخسرون ورب الكعبة، هم الأخسرون ورب الكعبة) قلت: ما شأني أيرى في شيء، ما شأني1؟ فجلست إليه وهو يقول، فما استطعت أن أسكت وتغشاني ما شاء الله، فقلت: من هم بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: (الأكثرون أموالاً، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا)2 وزاد الترمذي: (إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا) فحثا بين يديه وعن يمينه وعن شماله،)
فهم الاخسرون الاكثرون الاقلون يوم القيامة الا من تصدق
9- الغادر
أي من يخدع الناس ويمكر بهم على وجه الخفية فيعامل بنقيض قصده بان يشهر به يوم القيامة فتكون عقوبته بالشهرة ونصب اللواء أشهر الأشياء عند العرب ولذلك ورد في الحديثعن عبد الله بن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" إن الغادر يُنصب له لواءٌ يوم القيامة فيُقال: هذه غدرة فلان بن فلان "متفق عليه. وعن أبي سعيد الخدري، عن النبي -- قال:" لكل غادرٍ لواءٌ عند أسته يوم القيامة " مسلم . وفي رواية:" لكل غادرٍ لواء يوم القيامة يُرفع له بقدر غدره "مسلم. وعن عبد الله بن مسعود، قال: قال --:" لكل غادرٍ لواء يوم القيامة يُعرف به "متفق عليه . وعن أبي هريرة، عن النبي -- قال:" قالَ اللهُ: ثلاثةٌ أنا خَصمُهُم يومَ القيامة: رجلٌ أعطى بيَ ثمَّ غدَر، ورجلٌ باعَ حُرَّاً ثم أكلَ ثمنه، ورجلٌ استأجرَ أجيراً فاستوفى مِنْهُ ولم يُعْطِ أجرَه " البخاري[8].
وقال --:" لَنْ يَهلكَ الناسُ حتى يَغْدِرُوا ) صحيح سنن ابي داود
10- الغلول
هو الاخذ من الغنيمة على وجه الخفية وفي الحديث (أهل النار خمسة:
الضعيف الذي لا زبر له، الذين هم فيكم تبعا لا يبتغون أهلا ولا مالا، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك. وذكر البخل أو الكذب والفحاش والشنظير الفحاش)} رواه مسلم عن عياض بن حمار و
والشاهد ورجل لايخفى له طمع وان دق يعني صغر الا خانه ويدخل فيه غلول الاموال العامة من قبل العمال والحكام
ويندرج تحتها ايضا هدايا العمال ولذلك اخبرنا الله عن بلقيس صاحبة سبأ في سورة النمل ( واني مرسلة اليهم بهدية فناظرة بما يرجع المرسلون ) والسبب لان من قبل الهدية فمعناه امورة ميسرة ولكن نبي الله سليمان لم يقبلها وقال ( اتمدنني بمال ) يعني تشترون امانتي وضميري وديني بمال فما اتاني الله خير مما اتاكم ومع الاسف فيه اقوام في هذه الازمنة التي كثرت فيها الفتن حتى زاغت القلوب واصبح الحليم فيها حيران باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل
وفي الصحيحين عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة، فقال: هذا لكم، وهذا أهدي إلي، فقام النبي صلى الله عليه وسلم: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "ما بال العامل نبعثه فيجيء فيقول: هذا لكم، وهذا أهدي إليّ؟‍‍‍‍. ألا جلس في بيت أبيه فينظر أيهدى إليه أم لا‍‍‍‍‍‍!! والذي نفس محمد بيده، لا نبعث أحداً منكم فيأخذ شيئاً إلا جاء يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيراً له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر، فرفع يديه حتى رأيت عفرة إبطيه فقال: اللهم هل بلغت ثلاثاً".
ومعنى الحديث: أن من تولى ولاية وقدمت له هدية من أجل ولايته لم يجز له قبولها، لأنها كالرشوة
قد روى الإمام أحمد (23090) عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (هَدَايَا الْعُمَّالِ غُلُولٌ) صححه الألباني في "صحيح الجامع" (7021) . وفي هذا الحديث بيان أن هدايا العمال حرام ، وغلول ؛ لأنه خان في ولايته ، وأمانته ... وقد بيَّن صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث السبب في تحريم الهدية عليه ، وأنها بسبب الولاية ،فيقصد بها ما يُؤثر في ذلك العامل، بحيث إنه يتغاضى عن بعض الواجبات، ويترك بعض الحقوق لمن أهدى إليه، بخلاف الهدية لغير العامل ، فإنها مستحبة"
ولذلك من يبتز الناس يرسل الله له من يبتزه ومن من ظالم الا سيبلى بظالم ولو قدر لك ان تلاصق هؤلاء المبتزين لرايت ان الله يسلط عليهم من يبتزهم
11- من تحلم بحلم لم يره
عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه صب في أذنه الآنك يوم القيامة ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها ) رواه البخاري
12- غاصب الارض
اخرج البخاري عن سعيد بن زيد ((من ظلم من الأرض شيئاً طوقه من سبع أرضين)) وروى أيضاً عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين)). وروى أيضاً ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أخذ من الأرض شيئاً بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين)) وقد اختلف أهل العلم في هذا التطويق: فقيل أن معناه أنه يكلف نقل ما ظلم منها في يوم القيامة إلى المحشر ويكون كالطوق في عنقه.لا أنه طوق حقيقة ،وقيل أنه يعاقب بالخسف إلى سبع أرضين أي فتكون كل أرض في تلك الحالة طوقاً في عنقه ،وقيل أنه بعد أن ينقل جميعه يجعل الله في عنقه طوقاً ،ويُعظم قدر عنقه حتى يسع ذلك روى الطبري وابن حبان من حديث يعلى بن مرة مرفوعاً: ((أيما رجل ظلم شبراً من الأرض كلفه الله أن يحفره حتى يبلغ آخر سبع أرضين ،ثم يطوقه يوم القيامة حتى يُقضى بين الناس)) ،ولأبي يعلى بإسناد حسن عن الحكم بن الحارث السلمي مرفوعاً: ((من أخذ من طريق المسلمين شبراً جاء يوم القيامة يحمله من سبع أرضين))
13- ذو الوجهين
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه"[البخاري:6/2626 , ومسلم: 4/2011] قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:"قال القرطبي: إنما كان ذو الوجهين شر الناس لأن حاله حال المنافق إذ هو متملق بالباطل وبالكذب مدخل للفساد بين الناس, وقال النووي: هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها وصنيعه نفاق ومحض كذب وخداع وتحيل على الاطلاع على أسرار الطائفتين وهي مداهنة محرمة" قلت بخلاف من اراد الاصلاح لان سعي ذو الوجهين على وجه الافساد
وعدَّ الهيثمي في الزواجر أن ذا الوجهين صاحب كبيرة
عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة )رواه أبوداود في كتاب الأدب باب ما جاء في ذي الوجهين .والحديث ذكره الشيخ الالباني في السلسلة الصحيحة برقم (892)
14- من يسال وله ما يغنيه
فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سأل وله ما يغنيه ، جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا أو خموشا أو كدوحا في وجهه . قيل يا رسول الله ، وما يغنيه ؟ قال : خمسون درهما أو قيمتها من الذهب) رواه أبو داود والترمذي . وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مسألة الغني شين في وجهه يوم القيامة ) رواه أحمد
15- البصاق او التفل تجاه القبلة وهويصلي
للبصاق آداب منها: أن يتجنب التفل في اتجاه القبلة وعن يمينه،. ففي سنن أبي داود وغيره عن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة تفله بين عينيه. وفي رواية لابن خزيمة من حديث ابن عمر مرفوعا:
يبعث صاحب النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجهه. قال الصنعاني في سبل السلام: ومثل البصاق إلى القبلة البصاق عن اليمين، فإنه منهي عنه مطلقا أيضا، وأخرج عبد الرزاق عن ابن مسعود: أنه كره أن يبصق عن يمينه وليس في الصلاة والصحيح ان النهي هنا المراد به في الصلاة
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 14/6/1432هـ
شرح حديث السبعة
عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النبي قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ. وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللّهِ. وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ. وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللّهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ. وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللّهَ. وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّىٰ لاَ تَعْلَمُ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ. وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللّهَ خَالِياً، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ».
وفي رواية البخاري : « حتى لا تَعلمَ شِمالهُ ما تُنفِقُ يمينهُ ».
وفي رواية لمسلم : «وَرَجُلٌ مُعَلَّقٌ بِالْمَسْجِدِ، إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّىٰ يَعُودَ إِلَيْهِ».
* تخريج الحديث :-
الحديث أخرجه مسلم في ( كتاب الزكاة ) ( باب فضل إخفاء الصدقة ) حديث ( 1031 ) وأخرجه البخاري في ( كتاب الآذان ) ( باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد ) حديث ( 660) ، وأخرجه الترمذي في ( كتاب الزهد ) ( باب ما جاء في الحب في الله ) حديث ( 2391 )
وعن سلمان رضي الله عنه قال: سبعة يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة: رجل إذا ذكر الله خاليا، فاضت عيناه.
ورجل أفنى شبابه ونشاطه في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد من حبها.
ورجل تصدق بيمينه، وكان يخفيها من شماله.
ورجلان التقيا، فقال كل واحد منهما: إني أحبك في الله، تصادرا على ذلك.
ورجل أرسلت إليه امرأة. ذات منصب. تدعوه إلى نفسها، فقال: إني أخاف الله.
وإمام مقتصد.
أخرجه سعيد بن منصور في السنن وقال الحافظ في الفتح: إسناده حسن .
لهذا الحديث أهمية عظيمة جعلت العلماء يفردونه بالتأليف والشرح والبيان قال ابن عبد البر (في التمهيد 2/282) :"هذا أحسن حديث يروى في فضائل الأعمال، وأعمها وأصحها إن شاء الله، وحسبك به فضلاً؛ بأن من كان في ظل الله يوم القيامة لم ينله هول الموقف"
وهذا الحديث العظيم يدل على ان الجزاء من جنس العمل من يفعل الخير لا يعدم جوازيهُ لا يذهب العرفُ بين الله والناس
ما معنى الظل :-
اختلف أهل العلم في معنى الظل في قول النبي- صلى الله عليه وسلم - (( يُظِلُّهُمُ اللّهُ فِي ظِلِّهِ )) على أقوال،ُ وقبل ذكر الأقوال لا بد من معرفة أن الظل في الأحاديث جاء على ضربين:- تارة يأتي مضافاً إلى الله تعالى وتارة يأتي مضافاً إلى العرش.
هل إضافة الظل إلى الله تعالى في مثل هذه الأحاديث الصحيحة، من باب إضافة الصفة إلى موصوفها، أم من باب إضافة الشيء إلى خالقه على وجه التكريم والتشريف؟ اختلف العلماء
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (اعلم أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم «في ظله»، هذا من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، يعني: ظلٌ يخلقه الله،
وقال عبدالرحمن البراك الظل مخلوق وإضافته إلى الله سبحانه إضافة ملك وتشريف كما قال عياض والحافظ رحمهما الله تعالى، وليس إضافة صفة إلى موصوف؛ فلا يقال: إن لذات الله ظلاً أخذاً من هذا الحديث؛ لأن الظل مخلوق كما قال سبحانه: "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل"، والمخلوق ليس صفة للخالق، وقوله صلى الله عليه وسلم: "يوم لا ظل إلا ظله" يعني يوم القيامة. ومعناه: ليس لأحد ما يستظل به من حر الشمس إلا من له عمل صالح يجعل الله له به ظلا، وذلك من ثواب الله المعجل في عرصات القيامة.
هذا ولم أقف لأحد من أئمة السنة على تفسير للظل في هذا الحديث ، وهل هو صفة او مخلوق ، وما ذكرته هو ما ظهر لي، والله أعلم بالصواب.
والقول الثاني: اقرار وامرار أنه ظل الله أعلم بكيفيته يُمرُّ كما جاء في النصوص، ونثبته من غير تأويل وتفسير وتكييف له، ورد في الصحيحين "في ظله" ، فهو له ظل يليق به سبحانه لا نعلم كيفيته مثل سائر الصفات وهذا اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله، والشيخ عبد العزيز الراجحي، والشيخ عبد الكريم الخضير، وغيرهم.
القول الثالث بانه مقيد كما جاء في الحديث ،ففي بعض الروايات «في ظل عرشه» وان المراد به ظل العرش، وهذا قولٌ أُثر عن جماعة من السلف رحمهم الله، وقالوا: نحمل المطلق في الأحاديث على المقيَّد، فكل حديث فيه إضافة الظل إلى الله تعالى فالمقصود به ما قُيِّد في الأحاديث الأخرى بظل العرش، وهي رواية في سنن سعيد بن منصور من حديث سلمان- رضي الله عنه - بلفظ: (سبعة يظلهم الله في ظل عرشه ...) وذكر الحديث، وهي رواية حسَّن إسنادها ابن حجر (في فتح الباري حديث660)، وجزم بها القرطبي (في المفهم حديث 899)، وكذلك النووي (في شرحه لمسلم حديث (1031))، واستشهد بها شيخ الإسلام ابن تيمية (في الفتاوى 17/25) ونسبها للصحيحين، واستدل بها ابن القيم (في طريق الهجرتين 525)، وكذلك الشيخ السعدي في تفسيره ص(409).
لاشك ان يوم القيامة يوم عظيم وثقيل يقول الله ( ويذرون ورائهم يوما ثقيلا ) قال العلماء ثقيلا في طوله فمقداره خمسين الف سنة ولو قيل لشخص قف شهراويوما او ساعة لكان صعبا فما ظنك بمن يقف خمسين الف سنة وثقيلا في اهواله فمن شدة الخوف اذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ( يوما عبوسا قمطريرا يوما يجعل الولدان شيبا يوما تتقلب فيه القلوب والابصار وثقيلا في شدة الجوع يقفون خمسين الف سنة فما ياكلون اكلة ولا يشربون شربة أخرج الترمذي وحسنه وابن ماجه ، والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال { : تجشأ رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كف عنا جشاءك ، فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة )الا من امن وعملا صالحا واستعد لذلك اليوم وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مقدار خمسين ألف سنة ما أطوله فقال " والذي نفسي بيده ليخف على المؤمن حتى يكون عليه أهون من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا ". فاذا اشتد الضمأ يردون الحوض واذا جاعوا تصبح الارض خبزة تحت اقدامهم ياكلون منها اذا شاؤوا اما الكافر فلا ياكل لقمة ولا يشرب قطرة
ويوما ثقيلا في شدة حره هذه الشمس حرارتها شديده ولو اقتربت قدر انملة احترقت الارض ومن فيها فكيف اذا اقتربت من رؤوس الخلائق قدر ميل فينصهر الناس في الحر ويلجمهم العرق وتغلي الادمغة من شدة الحر و ليس هناك ظل شجر و لاجبل إنما هو ظل واحد احد
السبعة الذين يظلهم الله بظله :
1. امام عادل
2. شاب نشأ في عبادة الله
3. رجل قلبه معلق بالمساجد
4. رجل دعته فتاه فقال إني أخاف الله
5.رجلان تجابا في الله
6. رجل تصدقة بصدقة فلا تعلم شماله ما أنفقت يمينه
7. رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه .
- علينا أن نبحث حتى نجد لنا مكانا بين هؤلاء السبعة أصناف.
- حتى لايحزننا يوم الفزع الأكبر هو الذي ينبغي أن نحذره و نأتي بأعمال يجنبنا الله هذا الخوف و الفزع
قولة امام عادل
هُوَ أقرب النَّاس من الله يوم القيامة، وَهُوَ عَلَى منبر من نور عَلَى يمين الرحمن - عز وجل - ، وذلك جزاء لمخالفته الهوى وَأَحْسَن مَا فُسِّرَ بِهِ الْعَادِل أَنَّهُ الَّذِي يَتَّبِعُ أَمْر اللَّه بِوَضْعِ كُلّ شَيْء فِي مَوْضِعه مِنْ غَيْر إِفْرَاط وَلَا تَفْرِيط ، وَقَدَّمَهُ فِي الذِّكْرِ لِعُمُومِ النَّفْع بِهِ .،والعدل يصلح كل شيء وهو الذي يقوم بحراسة الدين والدنيا فينفذ شريعة الله في عباد الله فلا يكون عادلا الا اذا حكم بما انزل الله
بل أن تحقيق ساعة عدل هي خير من عبادة ستين سنة يقام ليلها ويصام نهارها وهذا أنفع الخلق لعباد الله ، فإنه إذا صلح صلحت الرعية كلها .
وقد روي أَنَّهُ ظل الله فِي الأرض ؛ لأن الخلق كلهم يستظلون بظله ، فإذا عدل فيهم أظله الله فِي ظله.
و لما جيء بالهرمزان ملك خوزستان أسيرا إلى عمر رضي الله، لم يزل الموكل به يقتفي أثر عمر حتى وجده بالمسجد نائما متوسدا درته، فلما رآه الهرمزان على هذه الحالة قال :
عدلت فأمنت فنمت ، والله إني قد خدمت أربعة من ملوك الأكاسرة أصحاب التيجان فما هبت أحدا منهم هيبتي لصاحب هذه الدرة .
ذكر هذه الرواية - فيما وقفت عليه - الزمخشري (ت 538) في ربيع الأبرار، وابن حمدون (ت 608) في التذكرة الحمدونية، والنويري (ت 733) في نهاية الأرب في فنون الأدب .
فلما راى الموقف خرجت منه هذه الكلمات عفوية وهي قاعدة ( من عدل امن )
قولة ورجل قلبه معلق بالمساجد
وفي رِوَايَة : (( إذا خرج مِنْهُ حَتَّى يعود إِلَيْهِ )) ، فهو يحب المسجد ويألفه لعبادة الله فِيهِ ، فإذا خرج مِنْهُ تعلق قلبه بِهِ حَتَّى يرجع إِلَيْهِ ، وهذا إنما يحصل لمن ملك نفسه وقادها إلى طاعة الله فانقادت لَهُ
عن سعيد بن المسيب، قال: من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة فقد ملأ البر والبحر عبادة.
وقال سعيد بن المسيب: ما فاتتني الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة.
وما أذن المؤذن منذ ابعين سنة إلا وأنا في المسجد وما نظرت في قفا رجل في الصلاة. فماذا يقول المفرطون في صلاة الجماعة كل يوم وهم يصلون في البيوت لكن ترى احدهم يتررد على المطعم كل يوم ويقف ويتنتظر فاذا حضرت الصلاة صلاها في البيت لان الاخرة لاقيمة لها عنده بل يزهد في العمل الصالح ولا يهتم به
وقد مدح عمار المساجد فِي قوله (( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ – لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ))
قوله وشاب نشا في عبادة الله
هذه فرصة لكل شاب ان ينشا على طاعة الله فان الشباب شعبة من الجنون ، وَهُوَ داع للنفس إلى الطغيان والشهوات ، فمن سلم مِنْهُ فَقَدْ سلم قال ابن حجر - رحمه الله - : زاد حماد بن زيد عن عبيدالله بن عمر - رضي الله عنهما ( وشاب نشا في طاعة الله حتى توفي على ذلك ) أخرجه الجوزقي ، وفي حديث سلمان - رضي الله عنه -: ( أفنى شبابه ونشاطه في عبادة الله )
[انظر الفتح حديث ( 660 )]
وفي الحديث عقبة بن عامر ، يقول : " يعجب ربك تعالى للشاب ليست له صبوة "وفي رواية لاحمد (" يعجب الله من الشاب ليست له صبوة ") وقد حسن اسناده الهيثمي في المجمع يعني: الشاب الملتزم بطاعة الله وليس له صبوة، أي: انحراف؛ لأن الغالب أن الشباب له نزوة، فإذا التزم الشاب بطاعة الله فهذا يعجب الله منه، ومعنى يعجب ربك أي يرضى ويثيب
فالعجب" من صفات الله الثابتة له بالكتاب والسنة وإجماع السلف قال الله وهو عجب حقيقي يليق بالله. وهو ان يكون سببه خروج الشيء عن نظائره، أو عما ينبغي أن يكون عليه مع علم المتعجِّب، وهذا هو الثابت لله –تعالى
وفيه دليل على أهمية تربية الأبناء على عبادة الله وحثهم على ما يعينه على ذلك كحلقات تحفيظ القرآن والتردد على المساجد وطلب العلم الشرعي
قوله ورجلان تحابا في الله اجتماعا عليه وافترقا عليه
تحب المرء لا تحبه إلا لله . لا تحبه لقرابة ، ولا لمال ، ولا لجاه ، ولا لشيء من الدنيا ، إنما تحبه لله وقوله : (( اجتمعا عليه وتفرقا عليه )) يعني اجتمعا عليه في الدنيا وبقيت المحبة بينهما
حتى فرق بينهما الموت تفرقا وهما على ذلك .
وفي هذا إشارة إلى أن المتحابين في الله لا يقطع محبتهم في الله شيء من أمور الدنيا
فيجتمعون على المحبة ويفترقون عليها لكن من الناس من يجتمعون على المحبة ويفترقون على البغضاء في نهاية الرحلة او المجلس او في ذلك الاجتماع
قولة ورجل دعته امراة ذات منصب وجمال أي عفيف عن الزنا امام الأتقياء في هذا الباب يوسف عليه السلام لما قال: (معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي).
ولذلك قال العلماء محرات الشهوة اربع
1- النظر كل الحوادث مبدؤها من النظر فيه اناس وصلوا الى درجة الكبائر في النظر الحرام اين خشية الله عيت تنهش في اعراض الناس قيل لبرفسور الماني في العلوم الجنسية ما هو احسن علاج للجنس فقال لم اجد في العلوم افضل من اية نزلت على محمد ( قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ) كثرة رؤية الحرام تغير التركيبة الداخليه يجوز للمراة النظر للرجال عند الضرورة وفي اطار الادب
2- التفكير واستخدام الخيال والعلاج اذا خطرت لك فكرة مثلا وانت عند الاشارة تريد قطعها اسال نفسك هل هو خطا ام صح فان اعترفت بانه خطا ستقف وانتبه لاتتنازل عن اخلاقك لاتقل الناس كلهم هكذا النظرة تؤدي الى التفكير والتفكير يحرك الشهوة ثم يبحث عن مناظر اباحية والقاعدة ما فيه معصية تاتي فجأة صاحب المخدرات تساله قبل عشر سنوات يقول كنت ادخن ثم تطور الوضع ودخلت في معصية ثانية وهكذا ولذلك أي انسان يعمل معصية لابد ان يكمل المسلسلة وحذر نعمل المعصية ثم نتوب ( ثم تكونوا من بعده قوما صالحين ) هذه خدعة ابليس
3- التمني بقدر ما ترى المناظر الفاتنة تدخل في بحر التمني قد تجد شاب يصلي الصلوات الخمس ولكنه يتمنى الزنا اخشى ان يكون مع من زنى ولو كنت تتمنى الزنا كل يوم قد تقع في الزنا
4- رفقاء السوء والتافهين والمنحلين لان دوام الاحتكاك والمزاح يجعل القلب ينشغل ليس هذا تعقيد لكنه الواقع المجرب الصحب السئية لها نتائج سيئة قبل وبعد الزواج
5- الخلوة بالنفس وهو من اعظم مداخل الشيطان على الانسان الفارغ والله ان المكالمات والمعاكسات لايمكن ان تنتهي ولابد ان تتطور وغالبا انتهت تلك القصص بمأساة ( ولا متخذات اخدان ) سبب الخيانان الزوجية القرب والمبالغة في الكلام والفراغ وسهولة اللقاء في العمل او السوق ودوام الاحتكاك والمزاح يؤدي للحرام حتى ولو كانت متزوجه ولذلك وصلت امراة العزيز الى هذا المستوى بسبب الفراغ ورؤية الحرام وكثرة الاحتكاك وفي المقابل اصبحت مريم سيده لما حصنت فرجها وكذلك المراة التي كانت تصرع وتتكشف وتطلب من رسول الله ان يدعوا لها الا تتكشف كيف بمن تخرج وهي كاشفة عن وجهها ومظهرة لساقها او زينتها اين خشية الله تبرج وترك للحجاب ولباس ضيق او شفاف
خلاصة الامر هذه الاية ( وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب ) هي تتكلم عن خطورة الزنا والامور التي تودي اليه الشهوة كالصخرة المعلقة في الجبل تسقط في أي لحظ وباي محرك واذا تدحرجت لايمكن ايقافها ابتعدوا عن محركات الزنا من ترك الحجاب والنظر الحرام والتفكير والاختلاط والخلوة والحذر من خطوات الشيطان
واما كيف قاوم يوسف المعصية
اولا استعان بالله لان له مع الله رصيد ومن كان مع الله كان الله معه اعظم الدعاء زانفعه سال العون على مرضاته
ثانيا من عنده معصية ويريد مقاومتها فعليه بالدعاء ( والا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين ) وكرر على الدوام اللهم اعط نفسي تقواها وزكها انت خير من يزكيها اللهم طهر قلبي واحصن لي فرجي
ثالثا الصبر لازم تقاوم المعصية لان كانت الخسران واذا استمريت في المعصية فهما احطت فان الله قادر ان يفضحك ولذلك اعظم معنى في سورة يوسف ( انه من يتق ويصبر فان الله لايضيع اجر المحسنين )
قولة ورجل ذكر الله خاليا
المؤمن يبكي أما المنافق ما يبكي واذا قسا القلب قحطت العين قال الشاطبي:
ولو أن عينا ساعدت لتوكفت=سحائبها بالدمع ديما وهطلا
ولكنها عن قسوة القلب قحطها= فيا ضيعة الأعمار تمضي سبهللا
وفي الحديث ( كل عين باكية يوم القيامة إلا عينا غضت عن محارم الله ، وعينا سهرت في سبيل الله ، وعينا يخرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله تعالى } نسال الله خشيته في الغيب والشهادة 0 ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير)
قولةوَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ:
والمعنى: "تصدق بصدقة فاجتهد فِي إخفائها غاية الاجتهاد حَتَّى لَمْ يعلم بِهِ إلا الله، وضرب المثال لذلك عَلَى طريق المبالغة : (( حَتَّى لا تعلم شماله مَا تنفق يمينه )) .
وهذا دليل عَلَى قوة الإيمان والاكتفاء باطلاع الله عَلَى العبد وعلمه بِهِ ، وفيه مخالفة للهوى ومجاهدة للنفس ؛ فإنها تحب إظهار الصدقة ، والتمدح بِهَا عِنْدَ الخلق ، فيحتاج فِي إخفاء الصدقة إلى قوة الايمان عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجل في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس. أخرجه أحمد في المسند وصححه الألباني في صحيح الجامع
يقول الله ( ويطعمون الطعام على حبه ) لاشك ان هناك فرق بين من يتصدق بالطعام بعدما يأكل منه ويشبع فلا يدري ماذا يصنع به ثم يبحث عن مسكين فيتصدق به وبين من يتصدق بالطعام مع حبة وحاجته له ولذلك قال الله (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) ولذلك تجد اقوام يتصدقون بالتمر الرديء او المسوس ولو قدم له لم يأكله ومن هنا قال الله 0 ولا تيمموا الخبيث تنفقون ولستم باخذيه الا ان تغمضوا فيه ) وتصور رجل تصدق بشي ردي تتفاجأ من المسكين حينما يراه يقول الله لايجزاه خير
فاذا اجتمع مع اخفاء الصدقة ان تكون مما يحبه المتصدق ومن الشيء الجيد فيكون وقعها عظيم وتخرج الدعوات العفوية الصادقة
هذا الحَدِيْث يدل عَلَى أن هؤلاء السبعة يظلهم الله فِي ظله ، ولا يدل عَلَى الحصر ، ولا عَلَى أن غيرهم لا يحصل لَهُ ذَلِكَ ؛
وقد نظم هذه الخصال السبع أبو شامة رحمه الله بقوله:
وَقالَ النَبِيُّ المُصطَفى إِنَّ سَبعَةً ... يُظِلُّهُم اللَهُ العَظيمُ بِظِلِّهِ
مُحِبٌّ عَفيفٌ نَاشِئ مُتَصَدِّقٌ ... وَباكٍ مُصَلٍّ وَالإِمامُ بِعَدلِه
ومن أراد التوسع في الموضوع فليرجع إلى كتاب:
تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش. للسيوطي رحمه الله
كتبه عبدالرحمن اليحي التركي في 15/5/1432هـ
شرح حديث معاذ اللهم اعني على ذكرك او ثلاث خصال تجمع لك الخير بحذفيره
عنْ مُعَاذٍ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِي يَوْمًا ، ثُمَّ قَالَ : " يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ " . فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَا وَاللَّهِ أُحِبُّكَ . فَقَالَ : " أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لا تَدَعْ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ أَنْ تَقُولَ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ " . فَأَوْصَى بِذَلِكَ مُعَاذٌ الصُّنَابِحِيَّ ، وَأَوْصَى الصُّنَابِحِيُّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَأَوْصَى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ . رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وابوداود والنسائي وابن حبان
هذه الحديث اشتمل على خمسة امور منها ثلاث خصال تجمع للعبد الخير بحذافيره
يسمي علماء الحديث هذا الدعاء الحديث المسلسل بالمحبة، والسؤال ما معنى المسلسل بالمحبة؟معناه ان النبي صلى الله عليه وسلهم قالها لمعاذ والله اني لاحبك و معاذ رضي الله عنه قاله للصنابحي وأنا والله أحبك فقل اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، وقاله الصنابحي لمن بعده ، وهكذا كل راو قالها لمن بعده
قلت انا كاتب هذه الاسطر وعندي سند متصل الى النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث وأنا أقول لكم : والله إني لأحبكم فقولوا اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، والحمد لله رب العالمين .اما الفوائد الخمس
اولا قوله اخذ بيدي : الاخذ باليد من تمام التحية والمصافحة ففي مسند الامام ابن المبارك وهو عند الترمذي من حديث انس قال كان رسول الله اذا لقي الرجل لاينزع يده حتى يكون هوالذي ينزع يده ولايصرف وجهه عن وجهه حتى يكون هو الذي يصرفه ) ( مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا ) رواه أبو داود (5212) وصححه الألباني في صحيح أبي داود وفي رواية لأبي داود : إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله واستغفراه غفر لهما . وفيه سنية المصافحة عند الملتقى وأنه يستحب عند المصافحة حمد الله تعالى ، والاستغفار وهو قوله : يغفر الله لنا ولكم .
وحديث حذيفة مرفوعا : ( إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر ) قال المنذري (3/270) : " رواه الطبراني في " الأوسط " ورواته لا أعلم فيهم مجروحا
وهذا من تمام التحية والمصافحة الاخذ باليد والاهتمام بالمصافح واظهار الحفاوة به ثم الاخذ بيده فيه تواضع وهي تعبير عن المحبة والمودة بين المتصافحين ، كما أنها تذهب الغل و الحقد والكبر والكراهية بين المسلمين
ثانيا والله اني لاحبك
يستحب لمن احب شخص ان يظهر له ذلك لانه ادعى للمحبة والمودة وهي من علامات الايمان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا , وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا , أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ ) رواه البخاري الايمان موقوف على المحبة
وفي الحديث (إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليعلمه ، فإنه أبقى في الألفة ، وأثبت في المودة ) (حسن ) صحيح الجامع280 وعند الترمذي وحسنه وابو داود ( اذا احب احدكم اخاه فليخبره انه يحبه )
وهنا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بانه يحبه لانه اذا اخبرك شخص بانه يحبك تستر وتفرح بذلك وفي المقابل لو اخبرك احد بانه يبغضك تضايقت وكرهته
اضف الى ذلك انه اخبره بانه يحبه ليزداد اهتماما بالكلام الذي يوصيه به
ثالثا قوله اللهم اعني :قال ابن تيمية تأملت انفع الدعاء فاذا هو سؤال العون على مرضاته ثم تأملته فرايته في الفاتحه اياك نعبد واياك نستعين )
رابعا : على ذكرك هنا طلب العون على الذكر قال معاذ ( ما من شيء انجى للعبد من عذاب الله من ذكر الله قال ابن عون رحمه الله: "ذكر الناس داء, وذكر الله دواء".قال الذهبي معلقا: "إي والله, فالعجب منَّا ومن جهلنا, كيف ندع الدواء ونقتحم الداء؟
رتب الله على الذكر فوائد عظيمة اذكر منها اربع فلا تكن من الغافلين
ورتب الله على الغفلة عقوبات عظيمة اذكر منها ايضا اربع
الفائدة الاولى للذاكر يكفي قول معاذ ما من شيء انجى لابن ادم من عذاب الله من ذكر الله قالوا ولا السيف قال ولا ان يضرب بسيفه في سبيل الله حتى ينقطع وكانه يشير الى حيدث عظيم ان الذكر خير الاعمال وفيه من البركة مالايخطر للعبد على بال عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم{ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليلككم و أرفعها في درجاتكم و خير لكم من إنفاق الذهب و الورق و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم و يضربوا أعناقكم?قالوا بلى,قال{ذكر الله},قال معاذ بن جبل ضي الله عنه{ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله}
رواه الترمذي وابن ماجه والإمام مالك في الموطأ والإمام أحمد في المسند وصححه الشيخ الألباني
والناس في هذه الحياة في ميدان سباق ومنافسة فبين رسول الله ان الذاكرون هم السابقون كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر على جبل يقال له: جمدان, فقال: سيروا هذا جمدان, سبق المفرِدون. قالوا و من المفردوين يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا و الذاكرات )
قصة الحديث أنه بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم مع ركب اذ سبق بعض الركب و تخلف بعضهم فنبه النبي صلى الله عليه و سلم على أن السابقين على الحقيقة هم الذين يديمون ذكر الله عز و جل و يولعون به حتى لا يكاد يفارقهم و المراد بالمفردين الانفراد بكثرة الذكر
الفائدة الثانية : الذكر غراس الجنة" لقيت إبراهيم ليلة أسري بي ، فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام و أخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء و أنها قيعان ، غراسها سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر " . رواه الترمذي وقال حسن غريب وهو في "السلسلة الصحيحة" 1 / 165 للالباني
وروى الترمذي عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ) وورد عند ابن خزيمه وغيره وهو في الترغيب في فضل رمضان من حديث سلمان ( وامركم باثنتين وانهاكم عن اثنتين ( فامركم بلا اله الا الله فانها لو كانت في كفه والسموات والارض في كفه لوزنتهما وامركم بسبحان الله وبحمده فانها عبادة الخلق وبها ترزقون ) وانهاكم عن الشرك والكبر )
الفائدة الثالثة الذكر يكفر الذنوب أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر )
وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ سَبَّحَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثَاً وَثَلاثِينَ ، وَحَمَدَ اللهَ ثَلاثاً وَثَلاثِينَ وَكَبَّرَ اللهَ ثَلاثَاً وَثَلاثِينَ فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ثُمَّ قَالَ : تَمَامَ المائَةِ لا إِله إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وُلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، غُفِرَتْ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ) رواه مسلم
الفائدة الرابعة : الذكر يحي القلب ففي الحديث عنْ أبي مُوسَى الأشعريِّ ، رضي اللَّه عنهُ ، عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، قال : «مَثَلُ الذي يَذكُرُ ربَّهُ وَالذي لا يذكُرُهُ ، مَثَل الحيِّ والمَيِّتِ » رواهُ البخاري .
ورواه مسلم فقال : « مَثَلُ البَيْتِ الَّذي يُذْكَرُ اللَّه فِيهِ ، وَالبَيتِ الذي لا يُذْكَرُ اللَّه فِيهِ ، مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ ) ذاكر الله حي وذاكر الله ميت مر احد السلف على مجلس يذكرون الله فقال لهم هنيئا لكم ومر على قوم غافلين فقال احسن الله عزائكم
الذكر فيه سر عجيب في صلاح الانسان وتقواه وثباته على طاعة الله فالله لما امر بالاكثار من ذكرة في سورة الاحزاب بين في اخرها ( ليخرجكم من الظلمات الى النور )
وفي الذكر سر عجيب في الفتح على العبد والتوفيق والتيسر ففي الحديث عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " خَصْلَتَانِ - أَوْ خَلَّتَانِ - لَا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، هُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ، تُسَبِّحُ اللهَ عَشْرًا، وَتَحْمَدُ اللهَ عَشْرًا، وَتُكَبِّرُ اللهَ عَشْرًا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، فَذَلِكَ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَتُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ - عَطَاءٌ لَا يَدْرِي أَيَّتُهُنَّ أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ - إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ، فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَ مِائَةِ سَيِّئَةٍ ؟ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ ؟ قَالَ ابن عمر كيف لايحصيها فقال: " يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، فَيُذَكِّرُهُ حَاجَةَ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُومُ وَلَا يَقُولُهَا، فَإِذَا اضْطَجَعَ يَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَيُنَوِّمُهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَهَا "، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُهُنَّ فِي يَدِهِ ) رواه اصحاب السنن الاربعة وصححه الترمذي والالباني واحمد شاكر
وفي كثرة الذكر يعطي الله العبد قوة في دينه ودنياه ففي الحديث عند البخاري عن علي
أن فاطمة عليهما السلام شكت ما تلقى في يدها من الرحى فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فلم تجده فذكرت ذلك لعائشة فلما جاء أخبرته قال فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت أقوم فقال مكانك فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري فقال ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين فهذا خير لكما من خادم )
وخلاصة الامر لو لم يكن في الذكر الا قول الله ( ولذكر الله اكبر ) لكفى فيذكره الله عند الطاعة فييسرها له ويذكره الله عند المعصية فيصرفها عنه ويذكره الله عند الشدائد فيفرجها عنه
اما عقوبات الغفلة فهي رابع
اولاقسوة القلب يقول الله ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) فالقلب اذا خلا من الذكر قسا واذا قسا لم يستجيب لامر الله يقول الله ( ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان اعمالهم ) ونهاية قسوة القلب موته
ثانيا ومن عقوبات الغفلة ضيق الصدر يقول الله ( ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ) أي فيه هم وغم وخوف وحزن وهلع وقلق
والعلاج القلب لاينشرح ولايطمئن الا بذكر الله ( الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب ) فال ابن القيم اذا اصابك خوف شديد فاكثر من ذكر الله ) واذا قرات القران على شخص مريض تنفس في اخره وما صنعت معه سوى ا ن قرات القران عليه
ثالثا ومن عقوبات الغفلة تسلط الشياطين يقول الله ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطان ) من لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل ومن لم يقبل التمرة فاعطه الجمرة ومعنى يقيض له شيطان أي يقيض له شيطان فيؤذيه في بدنه ومنزله واهله
فالمؤمن اذا دخل بيته فذكر الله تنحى عنه الشيطان واذا قدم له الطعام فذكر الله تنحى عنه الشيطان واذا اتى فراشه فذكر الله تنحى عنه فلم يشاركة في ماله واهله واما الغافل اذا دخل بيته فلم يذكر الله قال الشيطان ادركتم المبيت واذا قدم له الطعام فلم يذكر الله قال الشيطان اردكتم العشاء واذا اتى اهله فلم يذكر الله فيقول الله (وشاركهم في الاموال والاولاد )
فذكر الله يحصن العبد من الشياطين فاذا ذكرنا الله تحصنا واذا غفلنا تسلطت الشياطين علينا وفي الحديث ورأيتُ رجلاً من أمّتي قد احتوشتهُ الشّياطين، فجاءه ذكرُه لله عزّ وجلّ، فطردَ الشّيطان عنه،رواه الحافظ أبو موسى المديني في كتاب الترغيب في الخصال المنجية والترهيب من الخلال المردية ، وبنى كتابه عليه وجعله شرحاً له، وقال هذا حديث حسن جدا ، رواه عن سعيد بن المسيب عمرو بن آزر وعلي بن زيد بن جدعان وهلال أبو جبلة وكان شيخ إلاسلام ابن تيمية قدس الله روحه يعظم شأن هذا الحديث وبلغني عنه أنه كان يقول شواهد الصحة عليه
وقال ابن عباس :الشيطان جاثم على قلب بني آدم،فإذا سها وغفل وسوس ، فإذا ذكر الله تعالى خنس ))وهو جاثم على قلبه يوسوس له فيأمره بمعصية الله ويصرفه عن طاعة الله
رابعاومن عقوبات الغفلة الوقوع في المعاصي فمن ذكر الله ذكره الله ومن نسي الله وكله الى نفسه وغرق في المعاصي والذنوب
يكفي في الذكر قول الله ( ولذكر الله اكبر ) فيكفي ان الله يذكره عند الطاعة فييسرها له ويذكره عند المعصية فيصرفها عنه ويذكره عن الشدائد فيفرجها عنه
ومن عظمة الذكر ان جميع التكاليف يوم القيامة تسقط عن اهل الجنة سوى الذكر يلهمون التسبيح كما نلهم النفس
قولة واعني على شكرك قال شيخ الاسلام ابن تيمية العالم من يسير الى الله بين مشاهدة المنة في كل ما يقوله ويفعله وبين مشاهدة عيوب النفس والعمل كما ورد في سيد الاستغفار ( ابوء لك بنعمتك علي وابوء لك بذنبي ) ومن دعا الله بهذا الدعاء ولم يعرف هذا المعنى لم ينتفع به سيد الاستغفار
ولذلك سأل ربه ان يوزعة شكر نعمه عليه والناس امام النعم على اربعة اقسام
1- لم يعرف نعمة الله الا بعد فقدها
2- عرف نعمة الله عليه ونسبها اليه ( انما اتيته على علم عندي )
3- عرف نعمة الله عليه وشغلته عن شكرها فشغله ماله واهله عن ذكر الله وعن الصلاة ( لاتلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله )
4- عرف نعمة الله وشكرها واستعملها في طاعة الله فعلى سبيل المثال الله اعطاه نعمة البصر فقال ماذا امرني فيه ( قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ) وهؤلاء قال الله فيهم ( وقليل من عبادي الشكور )
خامسا اسالك حسن العبادة :
حسن العبادة مرتبة زائدة على مجرد ادائها فالعبادة الكاملة تؤتي ثمارها وتبلغ بالعبد منازل عظيمة من القبول والحصول على الاجر والمغفرة وقد تكون مقربة من الله واسجد واقترب والكثير من الناس حريصون على اداء عباداتهم وما افترضه الله عليهم ولكن القليل منهم من هو حريص على ادائها باحسان
والسؤال ماصفة حسن العبادة بثلاثة شروط
يقول الله ( ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن ) سورة النساء فيشترط في كل عبادة اولا ان يكون العبد سالما من الشرك لان الشرك لاينفع معه عمل يقول الله بلى من اسلم وجهه لله ) فاي عبد صرف حق الله لغير الله فقد اشرك وحبط عمله
ثانيا ان تكون العبادة سالمة من الشرك وهو اخلاص العمل لله وحده يبتغي به مرضاة الله
ثالثا ان يكون متابعا للرسول صلى الله عليه وسام في ادائها فتكون كاملة السنن والواجبات والشروط والاركان وسالمة من كل خلل ونقص فمن الناس من يؤديها فينقص من سننها وقد يتخللها بعض المكروهات ككثرة الحركة او يدخلها شيء من المحرمات فتنقص هذه العبادة فيكون الخلل بمقدار ما نقص من حسنها
ولذلك للصلاة جانبين الاول يؤديها فتسقط عنه العقوبة ولايحصل على اجرها ولا تكون مكفرة وقد يكون معاقبا فمن المصلين من تلف ويرمى بها في وجهه وتقول ضيعك الله كما ضيعتني ومنهم من يكتب له العشر الى ان قال ومنهم من ينصرف وما كتب له منها شيء
والجانب الاخر منهم من يؤديها فمنهم من تكون مكفرة ومنهم من يحصل على الاجر ومنهم من تكون مقربة له
فلاشك أن من صلحت صلاتة فقد افلح وانجح وصلح سائر عمله وحفظه الله كما حفظ صلاته ففي الحديث ( من صلى الصلوات الخمس لوقتها وأسبغ لها وضوءها وأتم لها قيامها وخشوعها وركوعها وسجودها خرجت وهي بيضاء مسفرة تقول حفظك الله كما حفظتني )رواه الطبراني في الأوسط
وإذا فسدت صلاته فقد خاب وخسر وهذا من اعظم البلاء ومن فساد الصلاة أن يضيع حقوقها وواجباتها فلا يبالي بوضوئها ولا بستر عورته ومن فساد الصلاة حينما لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها فتجده يصلي وكأنه لا يصلي ومن فساد الصلاة انه إذا سمع النداء للصلاة لم يبالي بالصلاة ولم يبالي بهذا النداء ولا يحس انه يقرع أذنيه وربما تشاغل عنها بحيث تافه فلم يشعر إلا وقد خرج الناس من صلاتهم وكلها أمارات على فساد صلاة العبد وإذا تكرر منه التهاون بالصلاة واحتقارها ولم يعظم شانها جره ذلك إلى خسارة الدنيا والآخرة ففي الحديث ( ومن صلى الصلوات لغير وقتها ولم يسبغ لها وضوءها ولم يتم لها خشوعها ولا ركوعها ولا سجودها خرجت وهي سوداء مظلمة تقول ضيعك الله كما ضيعتني حتى إذا كانت حيث شاء الله لفت كما يلف الثوب الخلق ثم ضرب بها وجهه )رواه الطبراني
وخلاصة الامر في حسن العبادة ان تكون مطابقة للشرع ولما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وان تكون خاصة لله ويراعي حقها وحقوقها فجميع اركان الاسلام وشرائعة العظام تربي في الانسان الابتعاد عن المحرمات اذا اداها على الوجه الصحيح
كتبه عبدالرحمن اليحي التركي امام جامع النور في 1/5/1432هـ
المرحلة السابعة الحساب
حديثي معكم عن الحساب وهو ان يحساب الله العباد يوم القيامة على ما اسلفوه من الاعمال في هذه الحياة الدنيا ( فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون ) فهذه الدنيا دار عمل والاخرة دار حساب
ومن رحمة الله بنا انه انزل علينا كتابا وارسل الينا رسلا فقال فمن اتبع هداي فلا يضل ولايشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا
وجعل لنا سمعا وابصارا وعقولا
وبين لنا الخير لنسلكه
وبين لنا الشر لنتركه
ثم وكل بنا ملائكة يكتبون اقوالنا وافعالنا فما نعمل من عمل الا يكتبونه ولا نقول قولا الا يكتبونه وما نهم من هم سواء كان خيرا او شرا الا ويكتب
يقول الله ( ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه )
( وانا عليكم لحافظين كراما كاتبين )
( ونكتب ما قدوا واثارهم ) ( بلى ورسلنا لديهم يكتبون )
فاذا مات العبد طويت صحائفه وانقطع عمله واذا خرج من القبر اخرجت له صحائف اعماله وتم الحساب على ضوئها
وفي الحديث عند مسلم (انما هي اعمالكم احصيها عليكم ثم اوفيكم اياها فمن وجدا خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه )
ثم ياتي الله لفصل القضاء ومحاسبة العباد وينقسم الناس في الحساب الى ثلاثة اقسام
1- قسم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ولا ارتهان بحق وهم الذين حققوا التوحيد
ثبت في الصحيحين (ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبعمائة ألف لا يدري أبو حازم أيهما قال متماسكون آخذ بعضهم بعضا لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم وجوههم على صورة القمر ليلة البدر )
وعندالبخاري ( يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي زُمْرَةٌ هُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا تُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ)
وفي الصحيحين قال حصين بن عبدالرحمن
كنت عند سعيد بن جبير فقال أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة قلت أنا ثم قلت أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت قال فماذا صنعت قلت استرقيت قال فما حملك على ذلك قلت حديث حدثناه الشعبي فقال وما حدثكم الشعبي قلت حدثنا عن بريدة بن حصيب الأسلمي أنه قال لا رقية إلا من عين أو حمة فقال قد أحسن من انتهى إلى ما سمع ولكن حدثنا بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي ليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هذا موسى صلى الله عليه وسلم وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تخوضون فيه فأخبروه فقال هُمْ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ وَلا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ .. ". رواه البخاري 5270 فقام عكاشة بن محصن فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة
هذه الاحاديث جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الوصف الذي يستحقون به دخول الجنة بغير حساب ولا عذاب تحقيق التوحيد فلا يسالون الناس شيئا
2-يحاسبون حسابا يسيرا وهم اناس عندهم ذنوب واراد الله ان يغفر لهم فيقررهم بذنوبهم فاذا اعترفوا بها قال لهم سترتها عليكم في الدنيا واغفرها لكم اليوم فتبدل سيئاتهم حسنات وتبيض وجوههم ويعطى احدهم كتابه بيمينه فمن شدة الفرح انه فاز بالجنة ونجا من النار يرفع كتابه عاليا هاؤم اقرؤا كتابيه )
3-يحاسبون حسابا عسيرا وهو الكافر يقررهم الله بذنوبهم فينكرونها ويحلفون على ذلك( والله ربنا ما كنا مشركين) ( فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون انهم على شيء ) ( استحوذ عليكم الشيطان ........) المجادله
فيختم الله على افواههم
فيشهد عليكم سمعهم وابصارهم وجلودهم ويشهد عليهم الملائكة والارض والناس
ثم يعطى كتابه بشماله ومن وراء ظهره ويسود وجهه فمن شدة حسرته وندامته وحزنه وخوفه يقول ياليتني لم اوتي كتابيه ولم ادر ما حسابيه )
فهنيئا لمن حسابه ربه حسابا يسيرا ففاز بالجنة ونجا من النار فوجد الاعمال الصالحة التي قدمها لنفسه في يوم قال الله عنه ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خيرا محضرا )ويا خيبة وحسرة وخسارة من غفل عن محاسبة نفسه وانغمس في المعاصي فوجد جرائمه وجناياته مكتوبة يقول الله ( وما عملت من سوء تود لو ان بينه وبينها امدا بعيدا ) فمن حاسبه الله حسابا عسيرا ومن نوقش الحساب هلك وفي الحديث ( الكيس أي العاقل الحازم من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز أي الهالك من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني )رواه الترمذي
اخرج الإمام الطبراني في الصغير بإسناد حسن عن ابن عمر قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة فقال رجل من الأنصار يا رسول الله فقال من أكيس الناس واحزم الناس أي من هو اعقل الناس وقبل أن نسمع الإجابة من النبي صلى الله عليه وسلم تعالوا لنرى من هو اعقل الناس في نظر الناس لو سئلوا لقالوا من عنده وظيفة وسيارة وبيت ومال ومنصب وجاه فتعالوا نسمع إجابة النبي صلى الله عليه وسلم على سؤال من هو اعقل الناس قال ( من أكيس الناسيارسول الله فقال أكثرهم ذكرا للموت وأكثرهم استعداد للموت ) أولئك الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة ) وقال بعض السلف العاقل من جمع ثلاث من ترك الدنيا قبل ما تتركه وبنى قبره قبل أن يدخله وأرضى ربه قبل أن يلقاه )
وروى الطبراني رحمه الله بإسناد حسن والبزار رحمه الله أن رجلا مات من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يثنون عليه ويذكرون من عبادته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت، فلما سكتوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
"هل كان يكثر ذكر الموت؟" قالوا: لا، قال: "فهل كان يدع كثيرا مما يشتهي؟" قالوا: لا، قال: "ما بلغ صاحبكم كثيرا مما تذهبون إليه"" .
والسؤال ما معنى الاكثار من ذكر الموت معناه كما ورد ( الانابة الى دار الخلود رغبة شديدة في الاخرة والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزوله
اذا علمنا ان الله سيحاسبنا فلنحسب انفسنا
حاسب نفسك على توحيدك في اقوالك وافعالك وفي نياتك لان المنافق اظهر عملا صالحا لكن نيته فاسد
حاسب نفسك على صلاتك لاتقبل الصلاة الا بالطهور والكثير يتوضا مقلدا ولا يسال عن الكيفية الشرعية للوضوء وحاسبك نفسك على اركان الصلاة وشروطها وواجباتها
وحاسب نفسك على زكاتك فقد جعلها الله في اشيئا معلومة هل انت تضبط الحول ومدة الحول
وحاسب نفسك على صيامك فبعض الناس لازال عليه قضاء من رمضان
وحاسب نفسك على الحج والعمرة
وحاسب نفسك على مالك هل هو حرام او حلال
وحاسب نفسك على وقتك وقس عليه كل ما امرك الله به وكل ما نهاك الله عنه
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ).
كتبه عبدالحمن اليحي التركي امام جامع النور في 28/4/1432هـ
حديث الميزان
حديثي معكم عن المرحلة السابعة السمعية من المراحل العشرة في رحلتنا الى الدار الاخرة مرحلة الميزان فلله يوم توضع فيه الموازين وفي هذا يقول الله ( ونضع الميزان القسط أي العدل ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا به وكفى بنا حاسبين ) سورة الانبياء فمن دقة الموازين انه يرجح بمثاقيل الذر من الخير او الشر ولذلك ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء رجل، فقعد بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله! إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني، وأشتمهم وأضربهم؛ فكيف أنا منهم؟! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا كان يوم القيامة؛ يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك، وعقابك إياهم؛ فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم؛ كان كفافا لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنبهم، كان فضلا لك ، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم ؛ اقتص لهم منك الفضل، فتنحى الرجل وجعل يهتف ويبكي، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أما تقرأ قول الله تعالى (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) فقال الرجل: يا رسول الله! ما أجد لي ولهؤلاء شيئا خيرا من مفارقتهم؛ أشهدك أنهم كلهم أحرار. رواه احمد والترمذي وصححه الألباني
واذا تصورنا ذلك فلنا مع الميزان ثلاث وقفات
الاولى صفة الميزان
ثانيا ما هو الشي الذي يوزن
ثالثا اقسام الناس عند الوزن
اما صفة الميزان فدلت النصوص الصحيحه والصريحة بان الميزان ميزان حقيقي له لسان وكفتان توزن به الاعمال
واما عظم الميزان وصفته فهو ميزان عظيم لايقدر بقدر ففي مستدرك الامام الحاكم وصححه الالباني في السلسلة عن سلمان الفارسي مرفوعا ("يُؤْتَى بِالْمِيزَانِ يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ [وَلَهُ كِفَّتَانِ]. فَلَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّتِهِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ؛ لَوَسِعَتْهُ؛ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: رَبَّنَا مَنْ تَزِنُ بِهَذَا ؟؛ فَيَقُولُ: مَا شِئْتُ مِنْ خَلْقِي؛ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ : [سُبْحَانَكَ] رَبَّنَا مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ )
اما الشيء الذي يوزن فقد اختلف العلماء الى ثلاثة اقوال
قيل انه العامل وقيل بانه العمل وقيل بانه الصحف
اما من قال بان الشيء الذي يوزن بانه العامل فقد استدل بدليلين
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إنه ليأتي الرجل السمين العظيم يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة )) متفق عليه
2- وفي المقابل عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يجتني سواكاً من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مم تضحكون؟) ، قالوا: يا نبي الله من دقة ساقيه، فقال: (والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أُحُد) ، رواه أحمد وحسنه الالباني ولك ان تتصور وتتخيل الاول سمين وعظيم ولا يزن عند الله جناح بعوضة والثاني نحيف ومن دقة ساقيه تضح الصحابة منه وهو في الميزان اثقل من جبل احد والسبب لان هناك قلوب ملأها الله بالشر حتى اذا جاء الخير ليدخلها لم يجد طريقا او مكانا وفي المقابل هناك قلوب ملأها الله بالخير حتى اذا ما جاء الشر ليدخلها لم يجد مكانا فاذا جيء بالميزان يوم القيامة كانت القلوب المليئة بالشر لاوزن لها عند الله والقلوب المليئة بالخير ثقيلة بالميزان
واما من قال بان الشيء الذي يوزن هو العامل واستدلوا بعدة ادله
1- قال الإمام البخاري في آخر (كتاب التوحيد) من صحيحه عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ قال: قال النبي _ صلى الله عليه وسلم _ : ((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)).
2- وحديث ( أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن ) رواه ابن حبان عن أبي الدرداء. وصححه الالباني في صحيح الجامع وحسن الخلق باختصار معناه ان تعامل الناس بما تحب ان يعاملك الناس
3- وحديث ابي مالك الاشعري ( والحمد لله تملأ الميزان ) رواه مسلم
واما من قال بان الشيء الذي يزن بانه الصحف استدل
بحديث البطاقة كما عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يصاح برجل من أمتي يوم القيامة على رءوس الخلائق فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر ثم يقول الله عز وجل: هل تنكر من هذا شيئا؟ فيقول: لا يا رب . فيقول: أظلمك كتبتي الحافظون؟ ثم يقول: ألك عن ذلك حسنة ؟ فيهاب الرجل فيقول: لا . فيقول بلى إن لك عندنا حسنات وإنه لا ظلم عليك اليوم . فتخرج له بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. قال: فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟فيقول: إنك لا تظلم ، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة
رواه أحمد والترمذي وابن ماجة واللفظ له ، والحاكم وصححه الألباني
والصحيح والراجح بان الشيء الذي يوزن هي الامور الثلاثة العامل والعمل والصحف
اما اقسام الناس بعد الوزن
ينقسم الناس بعد الوزن الى ثلاثة اقسام
فمن رجحت حسناته على سيئاته فقد افلح وانجح
ومن غلب شره خيره وغلبت سيئة واحدة عشر حسنات فقد خاب وخسر
ومنهم من استوت حسناته مع سيئاته فهم اصحاب الاعراف والأعراف جمع عرف وهو المكان المرتفع، وهو سور عال بين الجنة والنار عليه أهل الأعراف قال حذيفة وعبد الله بن عباس: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة، وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار فوقفوا هناك حتى يقضي الله فيهم ما يشاء ثم يدخلهم الجنة بفضل رحمته قال عبد الله بن المبارك أخبرنا أبو بكر الهذلي قال: كان سعيد بن جبير يحدث عن ابن مسعود قال: يحاسب الله الناس يوم القيامة، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر بواحدة دخل النار، ثم قرأ قوله تعالى: " فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم " ثم قال: إن الميزان يخفف بمثقال حبة أو يرجح قال: ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا: سلام عليكم وإذا صرفوا أبصارهم إلى أصحاب النار قالوا: "ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين
" وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين " هذا دليل على أنه بمكان مرتفع بين الجنة والنار، فإذا أشرفوا على أهل الجنة نادوهم بالسلام وطمعوا في الدخول إليها وإذا أشرفوا على أهل النار سألوا الله أن لا يجعلهم معهم ثم قال تعالى: " ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم " يعني من الكفار الذين في النار، فقالوا لهم: "ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون" يعني ما نفعكم جمعكم وعشيرتكم وتجرؤكم على الحق ولا استكباركم وهذا إما نفي وإما استفهام وتوبيخ وهو أبلغ وأفخم ثم نظروا إلى الجنة فرأوا من الضعفاء الذين كان الكفار يسترذلونهم في الدنيا ويزعمون أن الله لا يختصهم دونهم بفضله كما لم يختصم دونهم في الدنيا فيقول لهم أهل الأعراف "أهؤلاء الذين أقسمتم" أيها المشركون أن الله تعالى لا ينالهم برحمة فها هم في الجنة يتمتعون ويتنعمون وفي رياضها يحبرون ثم يقال لأهل الأعراف: "ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون"
فهؤلاء هم أهل الأعراف ، ليسوا من أهل الجنة ، ولا من أهل النار ، بل هم في مكان برزخ عالٍ مرتفع يرون النار ويرون الجنة، يبقون فيه ما شاء الله وفي النهاية يدخلون الجنة، وهذا من تمام عدل الله سبحانه وتعالى أن أعطى كل إنسان ما يستحق
اما كيف يحكم الله في اهل الاعراف
يقضي فيهم ببطاقة مكتوب فيها كما في حديث أبي هريرة " لما قضى الله الخلق كتب عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي " لفظ البخاري وقال مسلم " كتب في كتابه على نفسه أن رحمتي تغلب غضبي " . فيدخل اهل الاعراف الجنة بهذا
وللمزيد يمكنك ان تراجع كتابنا مشاهدة القيامة والمراحل العشر
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 24/4/1432هـ
شرح حديث المؤمن القوي
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المؤمن القوي خير، وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. وفي كلٍّ خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تَعْجَز .. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر الله، وما شاء فعل، فإن لَوْ تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم.
هذا الحديث اشتمل على وصية جامعة ونافعة تقوم على ثلاثة امور
1- بيان المؤمن القوي من المؤمن الضعيف
2- العمل بالاسباب وهي ثلاثة
3- الايمان بالقضاء والقدر
اما تفسير المؤمن القوي ففيه ثلاثة امور
قيل المؤمن القوي قوي في اداء الفرائض قوي في اداء النوافل قوي في ترك المحرمات قوي في ترك المكروهات فالمراد قوة الايمان لان قوة البدن ليس محمودة لذاتها وضعفة ليس مذموما في ذاته وهذه يدل على تفاوت المؤمنين في الخير من محبة الله والقيام بدينه ولكل درجات مما عملوا ( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ) والمقصود قوة الارادة في فعل الخير وترك الشر
وذهبت الطائفة الاخرى بان المؤمن القوي قوة في بدنه وراية وتدبيره وقوة جسده لانه اقوى في نكاية العدو كما في الجهاد ولذلك لما اسلم عمر بن الخطاب عز الاسلام وقوي وفي الترمذي بإسناد ضعيف جدا :" اللهم أعز الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر قال فأصبح فغدا عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم " .وفي الترمذي بإسناد صحيح :" اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب ، قال : وكان أحبهما إليه عمر " .وفي ابن ماجه بإسناد حسن أو صحيح :" اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب
فالمؤمن القوي يكسب الاسلام قوة لان نفعه متعد بخلاف المؤمن الضعيف نفعه قاصر على نفسه
وقيل المؤمن القوي قوي القلب شجاع بحيث يكون جريئا في انكار المنكرات وعلى النطق بالحق فلا يخشى في الله لومة لائم بخلاف المؤمن الضعيف ضعيف القلب فلا يكون معه شجاعة وجراة على انكار المنكرات فكلما قوي ايمانه قوي في الحق والجهاد
وعليه فمن اجتمعت فيه هذه الصفات كلها قوة الايمان مع قوة البدن والشجاعة في انكار المنكرات كان خيرا واحب الى الله من المؤمن الضعيف
اما قوله وفي كل خير
أي كلاهما فيه ايمان وعمل صالح حتى لايتوهم متوهم بان المؤمن الضعيف ليس فيه خير
ثانيا العمل بالاسباب وهي ثلاثة
1- احرص على ما ينفعك أي احرص على ما ينفعك دين او دنيا فاذا تعارض الدين مع الدنيا فقدم منفعة الدين لان الدين اذا صلح صلحت الدنيا ( ومن يتق الله يجعله له من امره مخرجا ) ومن الناس من اذا تعارضت مصلحة الدين مع الدنيا قدم الدنيا على الدين ( واذا رأوا تجارة او لهوا انفضوا اليها ) فبعض الناس عنده استعداد يبيع ويشتري والناس يصلون وبعضعهم يغش في البيع او التجارة لانه يقدم مصلحة الدنيا على الدين
2- قوله استعن بالله أي بعد بذل الاسباب من الحرص على ما ينفع لابد من الاستعانة بالله لان النتائج بيد الله
فهذا بعض الناس يبذل السبب فيتزوج فيحصل على الاولاد والاخر يبذل السبب فيتزوج فلا يحصل على الولد لان الامور بيد الله
3- اما قوله ولاتعجز أي ترك الاهمال والكسل والتثاقل والمراد به الصبر على تحقيق ما ينفعك من دين او دنيا فوالله لو سرنا واخذنا بهذا الحديث لاسترحنا كثيرا
4- قولة فان اصابك شيء أي انك بعد العمل بالاسباب الثلاثة المتقدمة من الحرص والاستعانة والصبر وخرجت الامور على غير ما تريد فلا تقل لو فعلت كذا لكان كذا لان هذا الامر لم يقدر لك ( فتؤمن بقضاء الله وقدره )
5- كلمة ( لو) تاتي على معنيين احدهما مذموم والاخر محمود
1- ان تاتي على وجه التاسف والتحسر والحزن على الماضي والجزع من المقدور فاذا منهي عنه يقول الله ( لو اطاعونا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم )
2- ان تكون ( لو ) لبيان علم نافع او محبة خير ) يقول الله ( لو كان فيهما الهة غير الله لفسدتا ) او بيان محبة الخير ( لو استقبلت من امري اما استدبرت ما سقت الهدي ) او قال ( لو ان لي مثل فلان لصنعت مثله )
3- وعليه ذكر ابن عثيمين ان لو لها استعمالات
اولا : يحرم استعمال لو على الاعتراض على القدر ( لو كانوا عندنا ما ماتوا )
ثانيا الاحتجاج بالقدر على المعاصي محرم مثل لو شاء الله ما عصينا او لو شاء الله لهتدينا يقول الله ( لو شاء الله ما اشركنا )
ثالثا يحرم استعمال لو في التاسف على ما فات ) لو اني فعلت كذا لكان كذا
رابعا التاسف على الخير يجوز لانه يمكن تداركه ( لو استقبلت من امري ما استدبرت ما سقت الهدي )
فائدة الايمان بالقدر
ومن فوائد الإيمان بالقضاء والقدر : أنه يوجب للعبد سكون القلب وطمأنينته وقوته وشجاعته؛ لعلمه أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
وأنه يسلي العبد عن المصائب ويوجب له الصبر والتسليم والقناعة بما رزقه الله، قال تعالى: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [التغابن: 11] .
قال بعض السلف: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلِّم.
ففائدة الإيمان بالقدر انه يوجب للمؤمن الطمأنينة في جميع الأحوال عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا ) رواه مسلم أما الكافر والفاجر أن أصابه خير كفر وان أصابه شر جزع فالله يعلم ونحن لا نعلم . يقول الله ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم )
ختاما هذا الحديث وصية جامعة ونافعة لو اخذنا بها لاسترحنا كثيرا بين فيها نبيناصلى الله عليه وسلم المؤمن القوي في ايمانه وبدنه وقلبه وحث على الاعمل بالاسباب والايمان بالقضاء والقدر اذا خرجت الامور على غير ما يريد العبد فيرضى وسيلم فيستريح
كتبه عبدالرحمن اليحي التركي امام جامع النور في 21/4/1432هـ
رؤية شرعية عن زلزال اليابان 2011
بداية يقول الله ( ولايزال الذين كفروا تصيبهم قارعة او تحل قريبا من دارهم حتى ياتي وعد الله ) وحينما شاهدت صور الزلزال حقيقة انني تعاطفت معهم ولكنني على يقين بسعة رحمة الله بعبادة وتذكرت ما اهون الخلق على الله اذا عصوه فكيف اذا كفروا به ( يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك وانه اتيهم عذاب غير مردود ) وعليه فكل شر وبلاء وفتنة سببه الذنوب والمعاصي والمصائب اذا نزلت بالمؤمن فتكون كفارة لخطاياه وتذكيرا له وتزهيدا له في الدنيا ورفعة له في الدرجات واما الكافر والمنافق فالمصائب والعقوبات اذا نزلت به فتكون عقوبة له و حاله كالبعير او العير عقله اهله فلم يدري لما عقل واطلق من عقاله فلم يدري لما اطلق
واحب ان اذكر الجميع بانني قلت اثناء القاء كلمتي بعد صلاة الكسوف في نهاية شهر محرم في يوم 29/1/1432هـ وبالحرف الواحد ان كثير من الناس يظن ان كسوف الشمس او القمر ظاهرة بسيطه لايجب ان يرعيها الناس أي اهتمام مع ان هذه الاية اذا ظهرت في السماء فهي ايذانا بنزول عذاب ومصائب في الارض ولذلك فزع نبينا الى الصلاة وقال ان الخسوف والكسوف ايتان يخوف الله بها عبادة فالله يرسل الايات تخويفا لعباده لانه بعد حدوث هذه الظاهرة ينزل عذاب في الارض اما فيضانات او حروب او امراض او زلازل او مصائب ومن تامل منذو حدثت هذه الظاهرة كم حصل من مصائب في الارض شقي اقوام وسعد اخرون ولهذا خرج رسول الله فزعا الى صلاة الكسوف وقال اذا رايتم ذلك ففزعوا الى الصلاة والاستغفار والصدقة (فاذا رايتم ذلك فصلوا وادعوا وتصدقوا وكبروا ) يقول الله (ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا ) (وما نرسل بالايات الا تخويفا )لقد اتخذ الناس هذا الظاهرة الخطيرة للفرجة وخرجوا الى الطرقات ينظرون ويضحكون ولا يبكون ولا يصلون وكأنهم في مأمن عن غضب الله ولذلك يرسل الله هذه الايات حتى يحدث الناس توبه فهل تبنا وهل تاب من ترك الصلاة او تاب من اكل الربا واصبح ينمي ماله بالحرام والغش وبالنصب وبالاحتيال وهل تاب من قطع ارحامه وهل تاب من يزني او يسرق ( فلما نسوا ما ذكروا به ) خسوف كسوف حروب زلالزل امراض غلا اسعار ( اخذناهم بغتة وهم لايشعرون )
وما نرسل بالايات الا تخويفا
ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا
فهما آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده"
وهذا بيان منه صلى الله عليه وسلم أنهما سبب لنزول عذاب بالناس، فإن الله إنما يخوف عباده بما يخافونه إذا عصوه وعصوا رسله ، وإنما يخاف الناس مما يضرهم ، فلولا إمكان حصول الضرر بالناس عند الخسوف ما كان ذلك تخويفا قال تعالى:-
(وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً) قال سماحة شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله: وما يقع من خسوف أو كسوف في الشمس والقمر ونحو ذلك مما يبتلي الله به عباده هو تخويفٌ منه سبحانه وتعالى وتحذيرٌ لعباده من التمادي في الطغيان , وحثٌ لهم على الرجوع والإنابة إليه
ولعل من أهم الآثار التي يخلفها كسوف الشمس الاضطراب لدى بعض الحيوانات والطيور، الطيور تتوقف عن التغريد، بعض الحيوانات تظن بأن الليل قد خيّم فتأوي إلى أوكارها، الزهور التي عادة ما تنفتح في النهار وتنغلق في الليل فإنها بمجرد أن يحدث الكسوف فإنها تنغلق على نفسها لأنها تظن أن الليل قد خيم. وهنالك نتائج المدّ والجزر في البحر ونتائج كثيرة. واحب ان اذكر الجميع بما حصل في زلزال اندونيسيا
يقول محمد النابلسي (مد بحري هذا المد البحري انطلق من المحيط الهادي اسم على غير مسمى، المحيط الهادي، انطلق هذا المد البحري من المحيط الهادي باتجاه المحيط الهندي بسرعة ألف كيلو متر بالساعة أسرع من الطائرة وقطع المسافة ألف و ستمئة كيلو متر في ساعة ونيف وصل إلى شواطئ المحيط الهندي، شواطئ الهند شواطئ سيريلانكا، شواطئ ماليزيا، شواطئ تايلاند، شواطئ بقية الدول حتى وصل إلى عمان وإلى إفريقيا، هذه الأمواج ليست كأمواج العواصف، هذه أمواج الزلازل وصلت هذه الأمواج إلى سواحل الهند بسرعة سبعين كيلو متر وهي تستطيع أن تقتلع صخرة وزنها عشرين طن لتلقيها بمسافة بعيدة، حطمت الموانئ نقلت السفن إلى البر نقلت بعض السفن إلى الأسطحة حطمت سكك الحديد هدمت الجسور هدمت كل البيوت إلا المساجد، وهذه رسالة من الله عز وجل
والذي حصل أن هذه الشواطئ من أجمل شواطئ العالم على الإطلاق وأن هذه الشواطئ يرتادها صفوة أغنياء العالم وفيها منشآت من مستوى العشر نجوم وأن رواد هذه المنشآت رأوا هذه النجوم العشر ظهراً، والرقم يقترب من خمسة وعشرين ألف من صفوة العالم الغربي
هذا الحدث مجير إلى الله وحده، على كل صفوة أغنياء العالم كانوا في هذه السواحل الوقت في حكمة بالغة عطلة عيد الميلاد وكل من كان من أطراف الدنيا وزير خارجية أمريكا صرح بخمسة آلاف مفقود، ألمانيا خمسة آلاف، السويد ألفين الرقم جمعته إلى خمسة وعشرين ألف
إذاعة البي بي سي أن ذكرت وسمعت الخبر بأذني وهي إذاعة ليست مبتذلة كما أنها ليست مخلصة لكنها قالت لم يعثر على جثة حيوان واحد، وهذه من آيات الله الدالة على عظمته لأنه زود هذه الحيوانات بحاسة سادسة تكشف له الخطر قبل وقوعه يؤكد أن هذا الذي حدث وقع في أغادير تماماً وفي كل زلزال في العالم الحيوانات البرية تغادر موقع الزلزال قبل وقوعه، هذا التفسير العلمي أنها تملك حاسة سادسة، أما التفسير الإيماني أنها ليست مكلفة ولا علاقة لها في الفساد في الأرض.
هذا الإنسان الذي صنع كل هذا صنع القنوات الفضائية وحرك الأقمار الصناعية لا يستطيع أن يتنبأ بوقوع الزلزال ولا قبل ثانية ولكن الحمار وحده يتنبأ قبل عشرين دقيقة، قال تعالى:
﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾.
من الخطأ الكبير أن يتوهم الإنسان أن كل من أهلكه الله في هذا الزلزال مذنب يستحق الهلاك، هذا تعميم، والتعميم من العمى، فكل يموت على نيته، وعلى ما عاش عليه، يقول عليه الصلاة والسلام، فيما أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن عائشة:
إن الله تعالى إذا أنزل سطواته ( قهره وبطشه )على أهل نقمته، فوافت آجال قوم صالحين، فأهلكوا بهلاكهم، ثم يبعثون على نياتهم وأعمالهم
فهذا الزلزال يعد ترقية للذين ماتوا فيه وعقاباً للمذنبين وإنذاراً لمن نجا منهم، هذه رؤية إيمانية لأن الله عز وجل يفعل ما يريد وحينما يؤدب بعض الأقوام ليرتدع الباقون، قال تعالى:
﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) ﴾
[ سورة الروم: الآية 41]
الله عز وجل لا يؤدب كل الفاسدين يؤدب بعضهم ردعاً للباقين ولا يكافئ كل المحسنين يكافئ بعضهم تشجيعاً للباقين، قال تعالى:
﴿وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾
هذا الزلزال ينادي المتحررين الذين توهموا أن الحرية تعني التفلت من كل قيد ديني أو أخلاقي أو اجتماعي لذلك الله عز وجل يقول:
﴿أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ﴾ وهناك نداءات كثيرة ينادي بها الزلزال وهذه الكوارث وكثرة الكسوف والخسوف والقحط وغلا الاسعار والحروب والعواصف كلها مناذير للبشر فان تابوا وانابوا فالله حبيبهم وان ابوا فالله طبيبهم يسلط عليهم المصائب ليطهرهم من المعائب وكل الذي نخشاه ان يسلط علينا عقوبات اعظم مما حصل لان الناس اذا اصروا على المعاصي مع كثرة المناذير يكونوا عرضة لعقوبات اشد ونسال الله مغفرته ومعافاته
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 10 /4/1432هـ
الجزاء من جنس العمل
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة ، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والأخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلي الجنه ، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينه ، وغشيتهم الرحمه ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ).
رواه مسلم [ رقم : 2699 ] بهذا اللفظ
هذا الحديث اشتمل على خمسة امور
1- الجزاء من جنس العمل فالعمل الذي تعمله من الخير يجازيك الله بخير مثله والعمل الذي تعمله من الشر يجازيك الله بشر مثله
فالذي يعمل الخير فالله يقول ( هل جزاء الاحسان الا الاحسان )
وحديث ( من يرحم يرحم )
وحديث (قال الله انفق يا ابن ادم انفق عليك ) رواه البخاري ومسلم فالصدقة من ابواب الخير ومن انواع الجهاد المتعدده
ومن نصر مسلما نصره الله في الدنيا والاخرة ففي الحديث (وما من امرئ ينصر امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وتنتهك فيه من حرمته ، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته ) رواه احمد وابو داود عن جابر
بل ان الاحسان الى الناس يقي مواقف الخزي لما عاد رسول الله من الغار وهو يرتجف فؤاده فقالت له زوجته خديجه رضي الله عنها ( كلا والله لايخزيك الله انك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق )
اما قوله من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الاخرة : يوم القيامة يوم عظيم قال الله عنه ( فاذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير ) ( على الكافرين غير يسير ) حينما تدنو الشمس من روؤس الخلائق فينصهر الناس في الحر ويكون كل عبد في ظل عمله بحسب ما قدم لنفسه ) كما في حديث السبعة الذين يظله الله الله بظله يوم لاظل الا ظله بل ان الله اخبرنا في كتابه حينما قال ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما ) فكانت النتيجه ( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ) لكونهم فرجوا كربات مسكينا ويتيما واسيرا )
اما قوله ومن يسر على معسر : التيسير كالدين اما بامهاله او الاسقاط او القضاء عنه وفي الحديث عند البيهقي وحسنة الالباني ( افضل الاعمال سرور تدخله على مؤمن تكشف عنه كربا او تقضي عنه دينا او تطرد عنه جوعا )
اما قوله من ستر مسلما : الستر ليس على اطلاقه بل هو على ضربين
ان يكون الستر لمن حصل منه هفوة او زلة او جاء نادما متعذرا مما حصل منه ( الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم ) فلايجوز كشفها ولا هتكها ويدخل في الستر الممدوح
اما الضرب الثاني ان يكون مشتهرا بالمعاصي معلنا بها ولا يبالي بما ارتكب فاعلن فجوره او اصبح ضرره على المجتمع كبير واصبح ضرره منعدي الى الغيرفهذا ستره محرم
اما قوله والله في عون العبد : هنا اطلق العون ولم يحدده بنوع لانه لاينحصر في شيء معين فقد تجد اخيك واقف على الطريق فتحمله او متعطل او وقع له حادث فتحمله الى المستشفى والبعض يتأفف عن مساعدة الناس وعنده جاه او مال او منصب ويمكنه ذلك ويحرم نفسه من مساعدة الناس يقول الناظم
واسعد الناس في الورى رجل تقضى على يده للناس حاجات
وفي البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان تاجرا يداين الناس فاذا راى معسرا قال لفتيانه تجاوزا عنه لعل الله ان يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه )
2- والذي يعمل الشر يجازيه الله بشر مثله يقول الله ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) (من يعمل سوء يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ) سورة النساء
( ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن تنتهك فيه حرمته ، وينتقص فيه من عرضه ، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته ) رواه احمد وابو داود عن جابر
رجل تراه بالطريق تمر عليه ويمكنك ان تحمله معك يجازيك الله بموقف مثله رجل اخر يذبح الذبيحه يعذبها ولا يرحمها يجازيه الله بموقف مثله تمر على اخيك المسلم وقد وقع له حادث والدماء تتصبب منه ويتجمهر عليه الناس ولا يساعدونه خوفا على مراكبهم من الدماء او الاتساخ فيجازيهم الله بموقف مثله يمر عليك اخيك المسلم يسلم عليك فلا تعطيه حقه من الاحترام يجازيك الله بموقف مثله
قال محمد بن كعب القرظى : ثلاث خصال من كن فيه كن عليه : المكر ﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾ " فاطر : 43 " ولذلك يقول كبار السن ياحافر حفرة الردى لاتعمقها من حفر لاخيه حفرة وقع فيها ، والبغى ﴿ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم ﴾ " يونس : 23 " ، والنكث ﴿ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ﴾ " الفتح : 10 " .
يقول سفيان الثوري اوتيت فهما في كتاب الله فلما قبلت الصرة سلبته ويندرج تحتها هدايا العمال والرشوة ولذلك اخبرنا الله عن بلقيس صاحبة سبأ في سورة النمل ( واني مرسلة اليهم بهدية فناظرة بما يرجع المرسلون ) والسبب لان من قبل الهدية فمعناه امورة ميسرة ولكن نبي الله سليمان لم يقبلها وقال ( اتمدنني بمال ) يعني تشترون امانتي وضميري وديني بمال فما اتاني الله خير مما اتاكم ومع الاسف فيه اقوام في هذه الازمنة التي كثرت فيها الفتن حتى زاغت القلوب واصبح الحليم فيها حيران باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل وضيع احدهم امانته بمد شعير
وفي الصحيحين عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة، فقال: هذا لكم، وهذا أهدي إلي، فقام النبي صلى الله عليه وسلم: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "ما بال العامل نبعثه فيجيء فيقول: هذا لكم، وهذا أهدي إليّ؟‍‍‍‍. ألا جلس في بيت أبيه فينظر أيهدى إليه أم لا‍‍‍‍‍‍!! والذي نفس محمد بيده، لا نبعث أحداً منكم فيأخذ شيئاً إلا جاء يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيراً له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر، فرفع يديه حتى رأيت عفرة إبطيه فقال: اللهم هل بلغت ثلاثاً".
ومعنى الحديث: أن من تولى ولاية وقدمت له هدية من أجل ولايته لم يجز له قبولها، لأنها كالرشوة
قد روى الإمام أحمد (23090) عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (هَدَايَا الْعُمَّالِ غُلُولٌ) صححه الألباني في "صحيح الجامع" (7021) . وفي هذا الحديث بيان أن هدايا العمال حرام ، وغلول ؛ لأنه خان في ولايته ، وأمانته ... وقد بيَّن صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث السبب في تحريم الهدية عليه ، وأنها بسبب الولاية ،فيقصد بها ما يُؤثر في ذلك العامل، بحيث إنه يتغاضى عن بعض الواجبات، ويترك بعض الحقوق لمن أهدى إليه، بخلاف الهدية لغير العامل ، فإنها مستحبة"
ولذلك من يبتز الناس يرسل الله له من يبتزه ومن من ظالم الا سيبلى بظالم
3- ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما : معناه ان اقرب طريق واسهل طريق يوصل العبد الى الله والى جنته العلم النافع فلا سبيل الى الله ومعرفته وبلوغ رضوانه والفوز بقربه الا بالعلم
4- فضائل مجالس الذكر وان هذه الخصال الاربع لكل مجتمع على ذكر الله
5- ومن بطا به عمله : أي من اخره عمله لم يسرع به نسبه لان دخول الجنة متوقف على العمل لا على النسب ولو كنت من اقل الناس نسبا
فالله خلق الجنة وجعل لها اهلا فمن اطاعه دخل الجنة ولو كان عبدا حبشيا وخلق النار وجعل لها اهلا فمن عصاه دخل النار ولو كان حرا قرشيا
فالله امرنا بالمسارعة الى جنته ومغفرته بالاعمال في حين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي )) رواه الطبراني عن ابن عباس وهو في صحيح الجامع فالنسب ينفع اذا كان هناك عمل فإذا اجتمع الدين مع الحسب، فهذه أكمل الحالات
اما بدون عمل فابو لهب في النار ولهذا قيل: ولا ينفع الأصل من هاشم إذا كانت النفس من باهلة فلانتساب إليه صلى الله عليه وسلم شرف عظيم، لكن ينبغي ممن رزقه أن لا يجعله عائقاً عن التقوى، ويدنسه بمتابعة الهوى
(إن أوليائي منكم المتقون، لا يأتي الناس بأعمال وتأتوني بالدنيا تحملونها على رقابكم فتقولون: يا محمد! فأقول: قد بلغت) رواه ابن ابي الدنيا
عبدالرحمن اليحي التركي
الامن لايتحقق الا بضابطه
حديثي معكم عن نعمتين عظيمتين بفقدهما يزهد الانسان في الحياة ويتمنى الموت ولاتطيب له الحياة انها نعمة الامن في الاوطان والصحة في الابدان
اما نعمة الامن فهو نعمة عظيمة من اعظم النعم تسعى الامم الى تحقيقها بشتى الوسائل لكي يكون الانسان فيها امنا على نفسه وماله وعرضه
بل ان نبي الله ابراهيم سال الله الامن قبل الرزق كما في سورة البقرة ( رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم )
واذا فقد الانسان الامن لم يستقر له قرار ولم يجد لذة العيش ولم يجد لذة الشراب بل ورد في البخاري عن ابي هريرة مرفوعا ( لاتقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول ياليتني مكانه ) والسبب انه سيقع فتن وبلاء وشدة حتى يكون الموت الذي هو اعظم المصائب اهون على المرء فيتمنى الموت بسبب الشدة والبلاء نسال الله معافاته ومغفرته
لان الانسان اذا اصبح خائفا لم يتلذذ بالحياة فلا تحلو الحياة بدون امن ولايطيب العيش بدون امن وهذه الامم الكافرة تحاول وتبذل الجهد لتحقق الامن عبر المخترعات العصرية وتراقب الجريمة بالاقمار الصناعية ومع ذلك لم يستطيعوا تحقيقه لان الناس اذا كفروا بالله وانتشر الفساد بينهم ولم ينكروه عمهم الله بعقاب من عنده وسلط بعضهم على بعض فهم ما بين ساكت وعاصي
اما نعمة الصحة فهي الملك الخفي وفي الحديث ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) فاذا مرض العبد وسرت الآلآم في جسده فقد لذه الحياة ولم يجد لذه العيش حتى ولو خرج مع الناس في المتنزهات لم يجد لذة الراحة ولن يجد لذة الطعام والشراب وفي الحديث عن أنس- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لابد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي))(133) ( متفق عليه) وفي الحديث ( او مرضا مفسدا ) رواه الترمذي عن ابي هريرة
المرض المفسد أي يفسد عقله او بدنه فيصبح حبيس الفراش ولا يستطيع القيام بالطاعات ومعناه استغل صحتك خشية عارض مرض يلحقك او يصيبك فتعجز عن الطاعات رجل مريض في مستشفى النقاهة زاره احد الاخوة في شهر رمضان وكان غنيا فاصبه الفقر والمرض فلما راى الزوار بكى فاخذوا يهونون عليه فقال انا لابكي من اجل المرض ولكن ابكي لان الطبيب معني من الصيام واسمع الناس يصلون التراويح ولا استطيع فانا ابكى لذلك
واذا تصورنا هاتين النعمتين نعمة الامن ونعمة الصحة فقد اشار اليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي وحسنة الالباني عن سلمة بن عبيدالله بن محصن الانصاري عن ابيه مرفوعا ( من اصبح منكم امنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ) وزاد البخاري في الادب المفرد ( حيزت له الدنيا بحذفيرها ) هذا الحديث له مفهومان
الاول ان من تحققت له الصحة والامن فلو لم يملك الا قوت يوم فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها
والثاني ان من لم تتحقق له الصحة والامن فلو حاز على الدنيا كلها فلا قيمة لها
والسؤال الذي يتبادر الى الاذهان كيف يتحقق الامن وتدوم الصحة والجواب
لاشك ان الله وعد عباده في كتابة بالامن والخير وعلق ذلك على شرط فلا يتحقق وعد الله الا بضابطه ولذلك جعل الله ضوابط لوعده في كتابه فمن اتى بالشرط حصل على الوعد ونذكر عدة امثلة على ذلك
منها قول الله كما في سورة هود ( ونادى نوح ربه فقال رب ان ابني من اهلي وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين ) لكن نوح عليه السلام لم يفهم ضابط الوعد حينما قال الله (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك الا من سبق عليه القول ) الله امرة ان يحمل من امن من اهله واما من كفر فلايحمله ولذلك قال الله له ( انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح ) كافر
ومنها الله وعد اهل الجنة ان يلحق بهم ذرياتهم ) لكن بشرطه فقد ذكر الله في سورة الطور ( الحقنا بهم ذرياتهم ) وذكر في ايه اخرى ( ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم ) فهو مقيد بمن صلح منهم اما الفاسق والكافر فلا
وكذلك الدعاء الله امرنا بدعاءه ووعدنا بالاستجابة لكن هذا مقيد بشرطه ( فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي ) فمن استجاب لله استجاب الله له
واذا تصورنا هذا كله فالسؤال كيف يتحقق لنا الامن في الاوطان والجواب اذا حققنا هذه الشروط والضوابط
1- تحقيق الايمان والعمل الصالح يتحقق لنا الامن كما في قولة تعالى ( فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون ) فكان الجواب ( الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم ) وفي سورة النور حينما وعد الله المؤمنون ( وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا ) شرط بعدها تحقيق التوحيد (يعبدونني ولا يشركون بي شيئا ) ثم قال بعدها ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون أي الخارجون عن طاعة الله والمعرضون انفسهم لزوال النعمة
2- تحقيق اقامة الصلاة وايتاء الزكاة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر كما في سورة الحج ( الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة الاية ) فاذا اقام الناس الصلاة على الوجه المطلوب نهتهم عن الفواحش والمنكرات لايكفي انك تصلي واذا ادوا الزكاة كما امر الله وواسوا بها الفقراء حصلت الالفة بين افراد المجتمع وذهب الحسد والبغضاء بينهم لكن مع انتشار الفقر والحاجة تنتشر بينهم امراض القلوب وتكثر السرقة بل سمعت رجلا قيل له لماذا تروج المخدرات فقال الحاجة واذا اقاموا شعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سلموا من الفتن وتفرقة الامة لان الله قال ( ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون ) لان ترك الامر بالمعروف سبب للفرقة لذلك قال بعدها (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ) لان ترك الامر بالمعروف سبب للفرقة لان الناس يتركون الدعاة الذين على ابواب جهنم يحققوا ماربهم من الاختلاط و وتهوين امر الحجاب ونشر الرذيلة لذلك يجب الاخذ على ايدي دعاة الضلالة والاخذ على يد السفيه العاصي واطره على الحق اطرا حتى لاتغرق السفينة واذا تركوا فالله يقول ( واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) بل تصيب الساكت والعاصي
3- اقامة الحدود لان الناس اذا علموا انها تقام عليهم الحدود ارتدعوا عن الجرائم فيقتل القاتل حتى يرتدع خلفه الف قاتل وتقطع يد السارق حتى يرتدع خلقه الف سارق وفي الحديث عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إقامة حد من حدود الله خير من مطر أربعين ليلة في بلاد الله عز وجل ...)رواه ابن ماجه وحسنه الالباني
4- شكر النعم فاذا شكرت زادت وشكرها استعمالها في طاعة الله واذا كفرت ذهبت وكفرها استغلالها في المعاصي واذا بقيت فهي استدراج للعبد وقد ذكر الله عن القرية التي ياتيها رزقها رغدا من كل مكان ولكن قال ( فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباسين ( لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون )
خلاصة الامر اذا حققنا الايمان والعمل الصالح فلنا الامن في الدنيا والامن في الاخرة وان ابينا فسنتة الله لاتحابي احدا ومهما احتاط العبد فان الله سياتيهم من حيثوا لم يحتسبوا واذا فقدنا نعمة الامن بالمعاصي فلا قيمة للحياة حتى ولو حزنا على الدنيا كلها فتقوا عباد الله وخذوا على ايدي العصاة وانكروا المنكرات حتى لاتغرق السفينة على ايدي دعاة ابواب جهنم )
كتبه عبدالرحمن اليحي التركي امام جامع النور في 4/4/1432هـ
شرح حديث الزلزلة
اخرج الإمام ابن أبي الدنيا عن انس انه دخل مع رجل على ام المؤمنين عائشة فقال لها حدثينا عن الزلزلة فقال ( إذا استباح الناس الزنا وشربوا الخمور وضربوا بالمعازف غار الله في سماواته فقال للأرض تزلزلي فان تابوا وإلا فاهدميها عليهم فقال الرجل عذاب لهم فقالت بل موعظة ورحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين )
فهذه العقوبات اذا نزلت تكون موعظة للصالحين والسعيد من وعظ بغيره وتكون عقوبة للكافرين والفاجرين وهنا ذكر ثلاث معاصى نشاهدها باعيننا هناك من استباح الزنا ودواعية من الاختلاط وترك الحجاب والسفر بدون محرم والعمل ( ولا تقربوا الزنا) فحرم الله الزنا ودواعية وهناك من استباح شرب الخمور وسموها بغير اسمها قبضنا عدة مرات في هيئات الامر بالمعروف على مصانع وضعت على السدود واماكن ترويج هذه الخمور لايصدق الانسان ما يراه من توافد اعداد كبيرة من الشباب ثم استحلال الاغاني اصلا الامة ترقص بدون فتاوي فكيف لما يخرج اناس يفتون بحل الاغاني قال القرطبي والغناء ممنوع بالكتاب والسنة وقد سئل ابن عباس ومحمد بن القاسم احد فقهاء المدينة السبعة والامام مالك عن حكم الغناء فكانت اجابتهم واحدة تشابهت قلوبهم لما طهرت مع ان عصورهم مختلفة ما حكم الغناء فقال ( اذا جيء بالحق والباطل يوم القيامة ففي ايهما يكون الغناء فقال السائل في الباطل فقال الائمة الثلاثة فهل الباطل في الجنة او في النار فقال في النار فقال كل واحد منهما اذهب فقد اجبت نفسك. قال ابن القيم ( ولاينبغي لمن شم رائحة العلم ان يتوقف في تحريم الغناء والآت الملاهي فاقل ما في ذلك انها شعار الفساق وشربة الخمور وقد ورد انه سوف يكون في اخر هذه الامة مسخ وخسف وقذف وهي مقيدة بصنفين
شربة الخمور والمغنين وبعض الاحاديث اطلقها فمن زاول الغناء فهو مهدد بهذه العقوبة بمسخه قرد او خنزير
فسدا في البر وفساد في البحر وفساد في الجو الامة معرضة لضربة الله وسخطه وذف هذا الحديث اخبر عن انه اذاه ظهرت هذه المنكرات غار الله في سماواته فقال للارض تزلزلي
نأخذ من هذا دروس عظيمة :
1- أن الكون كله محكم لا خلل فيه فالخلق خلقه والأمر أمره فلا يتحرك شيء إلا بأمره
2- الله يريد من عباده أن يذكروه ويشكروه فإذا لم يذكروا بنعمه فيذكرهم بنقمه فهذه الأرض التي أرساها بالجبال وجعل لها قرار فنحن نسكن فوق الأرض ونمشي عليها ونزرع عليها إذا لم نشكره بترك المعاصي فقد يزلزلها.
واضرب لكم عدة أمثلة:
الريح وفي الحديث ( الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب)
الهواء نعمة قد يحوله الله إلى عذاب فقد أرسله الله على قوم هود فكان في حق عاد عذاب وفي حق هود ومن معه رحمة.
الماء نعمة من نعم الله علينا ( ومن الماء جعلنا كل شيء حيا) فلا نستغني عنه عذب الله به أقوام فنقص عليهم حتى جفت الأنهار وجفت الآبار وماتت الأشجار وهلكت أنعاما وأناسي كثيرا وزاد هذا الماء على قوم نوح حينما فتحت السماء بماء منهمر وفجرت الأرض عيوننا فالتقاء الماء على أمر قد قدر.
فالمطر ينزل فيكون سقيا رحمة وقد ينزل فيكون سقيا عذاب : قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى غيم يقبل ويدبر ويتغير وجهه فقالت إن الناس إذا رأوا الغيم استبشروا فقال 0 ( وما يؤمنني انه عذاب)
هذا المال وهذا الولد إذا لم تشكر فتسخر في طاعة الله وتكون عن طرق الحلال انقلبت إلى نقم ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يرد الله أن يعذبهم بها) فكم من ابن قتل أبيه وكم من زوج عذبه الله بزوجته تدعوه إلى المعاصي وكم من ابن ضرب أمه.
فمن أحب شيئا وقدمه على طاعة الله عذبه الله به.
3ـ المصائب في حق أقوام منحة وفي حق آخرون محنة فمن كان على طاعة كان منحة ومن كان على معاصي فهم محنة حينما جاءت أمواج جدة وأهلكت الحرث والنسل وهي تجري بموج كالجبال لاشك انه عذاب لان الله حرم على نفسه الظلم فلا يعذب نفسا حتى تكتسب ولا يعذب بدون ذنب فقد يقول أقوام فيهم الصالحون نعم الله يقول ( اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) بل تصيب الصالح والطالح ففي الحديث ( يغزو جيشا الكعبة فيخسف الله بهم فقالت يا رسول الله فيهم سوقتهم فقال يبعثون على نياتهم ) فمن كان صالحا فهي شهادة ومن كان طالحا فهي عقوبة له.
أما من يدافع ويجادل عن الذين يختانون أنفسهم سرق السارق فجادلوا عنه وزنى الزاني فجادلوا عنه حتى لا تقام عليهم الحدود فيدخل في الذين يجادلون عن الخونة ومما لاشك فيه أن الناس في هذه الأزمنة تجرؤا على حدود الله واعرضوا عن شرع الله ولهذا كثرة العقوبات من غلاء الأسعار والأوبئة والزنا والزلازل والفتن والمحن وكان السلف يتعوذون بالله من هذه المصائب أو إدراكها فكيف وقد وقعنا فيها مع قلة الخوف من الله وقلة العلم النافع وكلما ظهر بيننا من يحذرنا من هذه النقم يظهر بيننا من يصرخ الناس بخير تصلي وتصوم ولكن ضاعت الأمانة وصدق الكاذب وكذب الصادق وخون الأمين وائتمن الخائن ونطق الرجل التافه الخسيس ونصح الأمة مع أن بلاء الأمة منه.
الخلاصة ان الله سخر الكون للانسان ( وسخر لكم ما في السموات وماالارض جميعا منه ) فمن شكر انقلبت النعم في حقه نعم ومن كفر انقلبت النعم في حقه نقم فهذه الماكولات والمشروبات اصبحت في حق كثير من الناس نقم وداء فهذا يمنع من العسل وذاك يمنع من الفواكه وذاك يمنع من اللحوم لانها تكون امراض في ابدانهم وكذلك الامطار والرياح والقران فالقران نعمة على من امن به واما الذين في قلوبهم مرض فزادهم مراضا ورجسا الى رجسهم الكوارث تكون كفارة للمؤمنين وشهادة لهم فقد يموت من هو صائم طائع ويبعثه الله على نيته ومن الناس من ياخذه الله اخذ عزيز مقتدر فيكون في حقه عذاب واقول للجميع بوادر النقم قد ظهرت فان تبنا وانبنا الى الله كان خيرا لنا وان اصرينا على ذنوبنا كنا على خطر عظيم وكنا معرضين لعقوبات اعظم مما حصل لقد عاب الله على قوم بانهم يفتنون في كل عام مرة او مرتين ثم لايتوبون ولا هم يذكرون يا عباد الله نحن بحاجة الى التوبة قبل ان تحل بنا عقوبات اشد مما نحن فيه
كتبه عبدالرحمن اليحيا امام جامع النور في25/1/1432هـ
لماذا نقرا سورة الكهف
دائما نقرأ سورة الكهف خاصة بيوم الجمعة ، ولكن مع الأسف قد يجهل البعض الحكمة او الفضل من قرأة هذه السورة . وكل القرآن خير وبركة ولكن رسول الله حثنا على قراة سورة الكهف وورد في فضلها عدة احاديث صحيحه ففي الحديث :"من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال" "وعند الامام الحاكم عن ابي سعيد :"من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعه أضاء له من النور مابين الجمعتين" وقال النبي صلى الله عليه وسلم :"ألا ادلكم على سورة شيعها سبعون ألف ملك حتى نزلت ملأ عظمها بين السماء والأرض؟ قالوا بلى يارسول الله ،قال:هي سورة أصحاب الكهف،من قرأها يوم الجمعة غفر له الى الجمعة الاخرى وزيادة ثلاث ايام ،ولياليها مثل ذلك ،واعطى نورا يبلغ السماء،ووقى فتنة الدجال".
وعلى كل حال سبب تخصيص قراءة سورة الكهف يوم الجمعة لانها اشتملت على اربع قصص قصة اصحاب الكهف وقصة اصحاب الجنتين وقصة موسى مع الخضر وقصة ذو القرنين
اما قصة اصحاب الكهف فهي تعالج فتنة الدين وقصة اصحاب الجنتين تعالج فتنة الدنيا وقصة موسى مع الخضر تعالج فتنة العلم وقصة ذو القرنين تعالج فتنة السلطة فبعد ان ذكر كل فتنة ذكر علاجها
1- فاما قصة اصحاب الكهف فهي تعالج فتنة الدين ( نحن نقص عليك نباهم بالحق انهم فيتية امنوا بربهم وزدناهم هدى ) ( اذا قاموا فقالوا ربنا رب السوات والارض لن ندعوا من دونه الها) وعلاج هذه الفتنة الصبر ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) فقصة اصحاب الكهف تعالج فتنه الدين فبالصبر والتوحيد والاخلاص ينجوا العبد من الفتن
2- فتنة اصحاب الجنتين ( واضرب لهم مثلا رجلين ) احدهما كافر والاخر مؤمن فالكافر معتز بدنياه والمؤمن معتز بدينه فالكافر دخل جنتة وهو ظالم لنفسه ) فرد عليه المؤمن اكفرت بالذي خلقك من تراب ) ثم نصحة انه اذا دخل جنته قال (ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لاقوة) وفي الحديث (مَنْ رَأَى شَيْئًا فَأَعْجَبَهُ فَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إلا بِاللَّهِ لَمْ يَضُرَّهُ ) رواه البزار عن انس وهذا تحصينن أنس بن مالك رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل ومال وولد فقال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيرى فيها آفة دون الموت) رواه الترمذي عن انس
فكانت النتيجه انه اصبح يقلب كفيه على ما انفق فيها ويقول يا ليتني لم اشر بربي احدا
وعلاج فتنة الدنيا
ذكر حقيقتها وهي انها سريعة الفناء والزوال متقلب الاحوال يوم لك ويوم عليك ولذلك ضرب لهم مثل الحياة الدنيا بانها كماء انزله الله فاختلط به نبات الارض ثم اخضرت الارض ثم اشتدت عليها الشمس ثم اصفرت ثم اصبحت هشيما تذروهاالرياح وهذا حال الدنيا ان المال والبنون زينة الحياة الدنيا ولكن الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا
3- قصة موسى مع الخضر وهي تعالج فتنة العلم
عن أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ , أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " قَامَ مُوسَى خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَسُئِلَ : أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ ؟ فَقَالَ : أَنَا أَعْلَمُ ، فَعَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : إِنَّ لِي عَبْدًا بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ ، قَالَ مُوسَى : أَيْ رَبِّ ! فَكَيْفَ لِي بِهِ ؟ قَالَ : تَأْخُذُ حُوتًا ، فَتَجْعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ , ثُمَّ تَنْطَلِقُ ، فَحَيْثُ مَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَهُو ثَمَّ , فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ ، ثُمَّ انْطَلَقَ وَانْطَلَقَ مَعَهُ , فَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى الصَّخْرَةِ وَضَعَا رُءُوسَهُمَا ، فَنَامَا فَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فِي الْمِكْتَلِ فَخَرَجَ مِنْهُ ، فَسَقَطَ فِي الْبَحْرِ : فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا سورة الكهف آية 61 وَأَمْسَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنِ الْحُوتِ جَرْيَةَ الْمَاءِ ، فَصَارَ عَلَيْهِ مِثْلَ الطَّاقِ ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ مُوسَى ، نَسِيَ صَاحِبُهُ أَنْ يُخْبِرَهُ بِالْحُوتِ ، فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمَا وَلَيِلَتِهِمَا حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ ، قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ : آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا سورة الكهف آية 62 قَالَ : وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِي أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ ، فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ : أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا سورة الكهف آية 63 قَالَ : وَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا , وَلِمُوسَى وَفَتَاهُ عَجَبًا ، فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ : ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا سورة الكهف آية 64 قَالَ : رَجِعَا يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا حَتَّى إِذَا انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ ، فَإِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى ثَوْبًا ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى ، فَقَالَ الْخَضِرِ : وَأَنَّى بِأَرِضِكَ السَّلامُ ؟ قَالَ : أَنَا مُوسَى ، قَالَ : مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ، قَالَ الْخَضِرِ : إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا سورة الكهف آية 67 يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَّمَنِيهِ لا تَعْلَمُهُ ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لا أَعْلَمُهُ ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى : سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا سورة الكهف آية 69 قَالَ الْخَضِرُ : فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا سورة الكهف آية 70 فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ ، فَمَرَّتْ بِهِمْ سَفِينَةٌ ، فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمْ ، فَعَرَفُوا الْخَضِرَ ، فَحَمَلُوهُمْ بِغَيْرِ نَوْلٍ ، فَلَمَّا رَكِبَا السَّفِينَةَ لَمْ يُفْجَأْ مُوسَى إِلا وَالْخَضِرُ قَدْ قَلَعَ لَوْحًا مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ بِالْقَدُّومِ ، فَقَالَ مُوسَى : قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ ، فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا سورة الكهف آية 71 قَالَ الْخَضِرُ : أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا سورة الكهف آية 72 قَالَ لَهُ مُوسَى : لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا سورة الكهف آية 73 قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَكَانَتِ الأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا ، قَالَ : وَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ ، فَنَقَرَ فِي الْبَحْرِ نَقْرَةً ، فَقَالَ لَهُ الْخَضِرُ : مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمِكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلا مِثْلُ مَا نَقَصَ الْعُصْفُورُ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ ، ثُمَّ خَرَجَا مِنَ السَّفِينَةِ ، فَبَيْنَمَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ إِذْ أَبْصَرَ الْخَضِرُ غُلامًا يَلْعَبُ فِي الْغِلْمَانِ ، فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأْسِهِ , فَاقْتَلَعَهُ بِيَدِهِ , فَقَتَلَهُ ، قَالَ لَهُ مُوسَى : أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا { 74 } قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا سورة الكهف آية 74-75 قَالَ : وَهَذِهِ أَشَدُّ مِنَ الأُولَى ، قَالَ : إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا سورة الكهف آية 76 قَالَ : فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ سورة الكهف آية 77 قَالَ : مَائِلٌ ، فَقَالَ الْخَضِرُ بِيَدِهِ هَكَذَا فَأَقَامَهُ فَقَالَ مُوسَى : قَوْمٌ أَتَيْنَاهُمْ وَلَمْ يُطْعِمُونَا , وَلَمْ يُضَيِّفُونَا لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا سورة الكهف آية 77 قَالَ : هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا سورة الكهف آية 78 قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ صَبَرَ حَتَّى يَقُصَّ عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهِمَا " . قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ : وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا وَكَانَ يَقْرَأُ : وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ كَافِرًا وَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ .إسناده متصل، رجاله ثقات، على شرط الإمام البخاري.
اما قوله هل اتبعك هذا ادب المتعلم مع المعلم انظر كيف تلطف في طلب التعلم على يديه بعض الطلاب في هذه الاونة الاخيرة يعتقد انه سوء الادب على المعلم رجوله فرد عليه بانك تجهل الحكمة فقال له وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا فقال له ستجدني ان شاء الله صابرا
وعلاج فتنة العلم التواضع ولذلك قَالَ : وَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ ، فَنَقَرَ فِي الْبَحْرِ نَقْرَةً ، فَقَالَ لَهُ الْخَضِرُ : مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمِكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلا مِثْلُ مَا نَقَصَ الْعُصْفُورُ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ) قال الشعبي العلم ثلاثة أشبار
من دخل في الشبر الأول تكبر
ومن دخل في الشبر الثانى تواضع
ومن دخل في الشبر الثالث علم أنه ما يعلم.
قال احدهم وانا اسمع يا شيخ ادع الله لي بسعة العلم فقال يا هذا ادع الله ان ينفعك بما علمك فان رسول الله سال الله علما نافعا واستعاذ بالله من علم لاينفع
4- قصة ذو القرنين تعالج فتنة السلطة
ملك الأرض مشرقها ومغربها أربعة نفر : مؤمنان ، وكافران ، فالمؤمنان : سليمان بن داود ، وذو القرنين ؛ والكافران : بختنصر ونمرود بن كنعان ، لم يملكها غيرهم .
ولذلك لما بلغ ذو القرنين مغرب الشمس وجد عندها قوما فقالوا اما تعذبا واما تتخذ فيهم حسنا لكنه كان ملكا عادلا فقال اما من ظلم فسوف نحاسبه واما احسن كافئناه على قاعدة من احسن كافئناه ومن عصى عاقبناه لكن في هذه الازمنة من اساء تركوه بل قد يكافؤنه ومن احسن فقد يبخسونه حقه ولذلك كانت اول خصلة في صاحب السلطة ان يكون عادلا
ثم انتقل من مغرب الشمس الى مشرقها وبلغ بين السدين فقالوا له ان ياجوج وما جوج مفسدون في الارض ) وصاحب الطبع اللئيم ما ينفع فيه الاحسان ودفعه باللتي هي احسن وهذه القبيلة ياجوج وماجوج مفسدون في الارض ولا حل معهم سوى قطع مادة الشر فطلبوا منه ان يجعل بينهم وبينه سدا مقابل ان يعطونه خرجا أي مالا ولكنه كان عفيفا فقال ما مكنني فيه ربي خير فامتنع عن اخذ المال منهم مقابل بناء السد لانه ملك عادل وعفيف فبنى السد ذو القرنين من حديد ونحاس بين جبلين فصار ردما واحد وضرب القطر وهو النحاس على الحديد فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا فلما انتهى من هذا العمل العظيم اسند هذا العمل الى الله وانه بتوفيقه فقال هذا رحمة من ربي
فعند احمد ( أن يأجوج يبحثون ويحفرون السد كل يوم حتى إذا كانوا يرون شاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا فيعودون إليه كأشد ما كان حتى إذا بلغوا مدتهم قال فحفروا وبلغوا شعاع الشمس قال غدا تحفرونه أن شاء الله فيعودون إليه وهو كهيئة فيخرجون من كل حدب ينسلون ) ولذلك لما علقوا الحفر على المشيئة غدا تحفرونه ان شاء الله أي بحول اللله وقوته عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( قال سليمان بن داود عليهما السلام : لأطوفنّ الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين ، كلهنّ يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله ، فقال له صاحبه : قل إن شاء الله ، فلم يقل إن شاء الله ، فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشقّ رجل ، والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون ) متفق عليه فيحصل إمتثال قوله عز وجل : ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت. وسبب نزولها أن قوما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن قصة قال : غدا أخبركم ، ولم يقل إن شاء الله فاحتبس الوحي عنه مدة ثم نزلت هذه الآية. وفي الحديث الصحيح : أن سليمان عليه السلام قال : لأطوفن الليلة على مائة امرأة الحديث. وفي الحديث : أن بني إسرائيل لو لم يقولوا إن شاء الله ما اهتدوا أبدا. يعني إلى البقرة التي أمروا بذبحها. وفي الحديث الذي في المسند والسنن : أن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم السد حتى يكادوا يروا منه شعاع الشمس ثم ينصرفون ويقولون : غدا نفتحه ، فإذا رجعوا من الغد وجدوه كما كان أولا حتى يأذن الله في فتحه فيقولون : غدا نفتحه إن شاء الله ، فيرجعون فيجدونه كما تركوه فيفتحونه. قال إبراهيم بن أدهم : قال بعضهم : ما سأل السائلون مسألة هي أنجح من أن يقول العبد ما شاء الله ، قال : يعني بذلك التفويض إلى الله. وكان مالك بن أنس كثيرا يقول : ما شاء الله ، ما شاء الله ، فعاتبه رجل على ذلك فرأى في منامه قائلا يقول : أنت المعاتب لمالك على قوله ما شاء الله ، لو شاء مالك أن يثقب الخردل بقوله ما شاء الله فعل
فنبرأ من حولنا وقوتنا ومشيئتنا ونلجاالى مشيئة الله وحوله وقوته فنقر لربنا بقدرته على كل شيء وأن العبد عاجز عن كل شيء إلا ما أقدره عليه ربه ففي هذا الكلام إفراد الرب تعالى بالحول والقوة والقدرة والمشيئة وأن العبد غير قادر من ذلك كله إلاعلى ما يقدره مولاه وهذا نهاية توحيد الربوبية. وللشافعي من أبيات
ما شئت كان وإن لم أشأ وما شئت إن لم تشأ لم يكن
ختمت السورة بايتين
هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا ) هذا يعطينا بانه كل من عمل خير وا نشره في الارض ولا يريد وجه الله انه يدخل تحت هذه الاية
اما الاية الثانية قل انما بشر مثلكم) ختم السورة العظيمة بقوله فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه احدا ) قال العلماء ما رفع الى السماء شيء اعظم من الاخلاص وما نزل منها شيء اعظم من التوفيق اللهم اعنا على كمال الاخلاص يارب ما اخلصنا لك كما ينبغي نشكوا اليك ضعف الاخلاص ونقصه اللهم اعنا على كماله
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي فس 11/7/1432هـ
الجبهات الخمس
اخي المسلم انت تواجه في الحياةخمس جبهات ابليس والدنيا والنفس والهوى كيف الخلاص وكلهم اعدائي
الجبهة الاولى الشيطان ( ان الشيطان لكم عدو فاتخذوا عدوا ) لكن كيف نواجهه
باربعة امور 1- عدم اتباع خطواته ( لاتتبعوا خطوات الشيطان ) 21سورة النور البداية جرب الدخان ثم يقول مارسة خفية ثم اعلنه ثم بعد ذلك . يتباهى كذلك الزنا اول نظرة ثملقاء ثم مطعم ثم الفاحشة
ثانيا الحذر من شباك الشيطان وحفرة اولا يحاول ايقاعك في الكفر والشرك فان عجز حاول ايقاعك في الفواحش والكبائر فان عجز حاول في ترك بعض الواجبات والفرائض يقبل بترك فرض او فرضين فان عجز حاول في ترك السنن فان عجز حاول في اشغالك بالمباحات
ثالثا الحذر من جنوده وللشيطان جنديان الشبهات والشهوات فاما الشبهات فهي شبهات في التعامل مع الله كالوسوسة
او شبها
اما الشهوات شهوات معنوية مثل حب الرئاسة والشهرى والظهور او شهوات حسية كشهوة البطن والفرج علاج الشهوات بالصبر والدعاء بالعافية منها وعلاج الشبهات بسؤال اهل العلم الوثوق بهم
رابعا الحذر ان تكون من اعوانه لو اهتدى شخص على يدك نقص من جنود ابليس ولو ضل احد على يدك زاد جنود ابليس واهل الدنيا حزبان حزب الرحمن وحزب الشيطان وحزب الشيطان في سورة المجادلة ( استحوذ عليهم الشيطان )
الجبهة الثانية
النفس الاماة بالسوء هي تسعي على اخذ حقوقها كاملة وهضم حقوق الاخرين والحذر من غوائل النفس وهي ثلاث عدم الانتصار للنفس ثانيا انصاف الغير منها ثالثا النفس ميالة للهوى أعداء الإنسان كثير ولكن أعدى عدو للإنسان هي نفسه التي بين جنبيه والدليل على ذلك قول الشيطان ( فلا تلوموني ولوموا انفسكم ) فالنفس الأمارة بالسوء إذا سيطرت على القلب يصبح قرينها الشيطان وتكره الخير وتحب الشر بل تأمر به وتنهى عن المعروف فيكون الشيطان له سلطان على هذه النفس وعلى من اتبعه من الغاوين وإذا جاهد الإنسان نفسه واستقامت هذه النفس على طاعة الله بفعل الأوامر وترك النواهي أصبحت هذه النفس مطمئنة وانهزمت جميع أعداء هذه النفس
وعلاجها ان تحاول اداء ما عليها من حقوق والمسامحة في بعض حقوقها
الجبهة الثالثة
الحذر من قرناء السوء نحن في هذه الدار كتب علينا الاقتران بالناس وما من احد الا له علاقات مع الناس ولا يخرجون عن ثلاثة اصحاب
الاول كالغذاء والثاني كالدواء والثالث كالداء
اما الاول اخ كالغذاء فهو من يهينك على الدين منه تقتبس الايمان ففي الحديث ( لاتصحب الا مؤمن ولا ياكل طعامك الا تقي ) والسؤال لماذا خص الطعام والصحبة لانهما يورثان المودة كما في المثل الدارج بيني وبينك عيش وملح
والثاني اخ كالعلاج تحتاج اليه في بعض الاحيان ومكتوب على العلاج هذا مستحضر طبي يضر بصحتك ننصحك بالابتعاد عنه ولاتستعمله الا عند الحاجة وهو من يعينك على امور دنياك
والثالث اخ كالداء مثل المرض لان البعوض ناقل امراض هو مرض ابتعد عنه كما يقال في المثل (من صاحب الاجرب على الحول يجرب ) لايعينك على امور دينك ولا يعينك على امور دنياك بل ينقل اليك الفيروسات الضارة ويعديك باخلاقه السيئة وما له علاج الا البتر وهذا النوع هم اعداء الانسان يوم القيامة
الجبهة الرابعة الحذر من مفاتن الدنيا وغوائلها كثيرة المفاتن ( فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ) كل شيء اعجبك من امر الدنيا انظر الى مصيره من عمل للدنيا يذهب مع الدنيا يوم الخروج من الدنيا ما عيبت الدنيا بشيء ابلغ من ذكر فنائها وتقلب احوالها وهو اقوى دليل على فنائها تتبدل صحتها بالسقم والوجود بالعدم وشبابها بالهرم ونعيمها بالبؤس والفقر وحياتها بالموت
الله جعل الدنيا محدودة العمر فالدنيا نهايتها حتمية فذا نفخ في الصور ) تنحل روابط هذا الكون كله ويدمر وترى الجبال تسير سيرا والسماء تمور مورا فويل يومئذ للمذكبين )
واعمارنا في الدنيا محدودة فالانسان حينما ولد محكوم عليه بالموت
النعم ايضا محدودة فلها اجال تنتهي اليها فنحن نسكن في ديار قوم كانوا فبانوا مثل كرسي الحلاق هل جلس عليه احد وهو لا يريد القيام والنعم فرص ينبغي استغلالها قبل فوات الاوان ( اغتنم خمس قبل خمس حياتك قبل موتك وشبابك قبل هرمك وصحتك قبل مرض وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك 9)
الجبهة الخامسة الحذر من كفران النعم وعدم شكرها والناس فيها اربعة اقسام
الاول لايعرف النعم الا بعد زوالها فما دام آمنا في سربه معافى في بدنه يملك قوت سنوات عديدة فلا يحس بهذه النعم الا بعد زوالها وهؤلاء الخاسرون
الثاني يعرفون النعمة بوجودها ولكن لايحسون انها من الله بل ينسبون النعمة الى انفسهم ومن كدهم واجتهادهم كما قال ( انما اتيته على علم عندي 9) عرفوا النعمة ولم يشكرونها ( وما بكم من نعمة فمن الله ) سورة النحل
الثالث يعرفون النعمة ولكن تشغلهم النعمة عن طاعة الله ( لاتلهكم اموالكم واولادكم عن ذكر الله ) سورة المنافقون
الرابع وهو الشاكر للنعمة عرفوها واستغلوا كل نعمة من الله في طاعة فعلى سبيل المثال فنعمة البصر والسمع ونعمة الجوارك كلما تذكر نعمة منها قال ماذا امرني الله فيها فاستعملها في طاعة الله فهؤلاء هم الشاكرون وهم اقل عباد الله ( وقليل من عبادي الشكور )
فاذا جمع الانسان هذه الجبهات وحذر من غوائلها يكون مستعدا للموت في أي وقت
سلامتك في الحصول على رضا الله وسعادتك في العمل الصالح فكن لله يكن الله لك وكن مع الله يكن الله معك
كتبه عبدالرحمن اليحيا امام جامع النور في 6/1/1432هـ
شرح حديث حذيفة في الفتن
بداية نحن في فتن عظيمة فتن بها الكبير والصغير والعالم والمتعلم وقد بدأت تطل علينا وان كانت من قبل ولكنها ظهرت الآن ظهورا فاضحا مع تداعي الامم واصبحنا فريقين داعاة على ابواب الجنة الثمانية فطوبي لمن جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر ودعاة على ابواب النار السبعة لكل باب منهم جزء مقسوم وويل لمن جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير وكل فتنة لها اسباب ومن اعظم اسبابها اعراض الناس عن الدين لقد ابتلينا بالفقر والجوع والخوف وثبت كثير من الناس على دينهم ولم يتنازلوا عنه ولا عن اعراضهم ثم ابتلوا بفتنة السراء وفتحت عليهم الدنيا التي خشيها رسول الله فقال ( آآلفقر تخافون والذي نفسي بيد لفتحن عليكم الدنيا حتى لايزيغ قلب احدكم الا هي ) لقد كفرت النعم على جميع المستويات الا من رحم ربك ومن تامل احوال المسلمين وجدهم اذا فتحت عليهم الدنيا فرطوا في امر الله وتنكبوا الجادة واننا اذا رجعنا الى ديننا صارت الفتن خيرفي حقنا فمن قاومها فقد اهتدى وتغلب على نفسه وشياطين الانس والجن ومن لم يقاوم واستسلم ضل وفتن
وقد يتساءل متساءل فيقول فلماذا بلينا بالفتن والجواب كله بسبب امتحان الله لنا لينظر مدى امتثال المكلف ومدى تعلقه بربه وارتباطه هل يؤثر الحياة الدنيا ام يؤثر الدارالاخرة وينظر مدى تمسك الامة بدينها
والعلاج ان يحرص كل واحد فينا على صلاح نفسه والبعد عن الفتن ( من سمع بالدجال فلينأ عنه فان الرجل ياتيه وهو يظن الا يفتن فيفتن مما معه من الفتن مع على صلاح من تحت يده في بيت او مسجد او عمل او مد درسة بحسب قدرته حتى تنجوا الامة اللهم انا نعوذ بك ان نرجع على اعقابنا وان نفتن في ديننا ونعوذ بك ان نكتسب خطيئة محبطة او ذدنبا لاتغفره واذا عرف هذا فتعالوا لنسمع حديث الرجل المتخصص في هذا الباب من اصحاب نبينا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه( اخبرني رسول الله بما هو كائن الى ان تقوم الساعة فما من شيء الا قد سألته الااني لم اساله عما يخرج اهل المدينة من المدينة ) وقد اجاب عليه ابو هريرة واعظم حديث ينبغي الوقوف هذا حديث الذي سياتي وقد وقد جمع الالباني زوائد حديث حذيفة في السلسلة في المجلد السادس وشرحت هذا الحديث ضمن شرحي للاربعين النووية
وسميته القلائد الحسان شرح حديث حذيفة بن اليمان وقد اخترت رواية الامام البخاري عن حذيفة أ نه سمع حذيفة بن اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركنى فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر قال نعم قلت وهل بعد الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر منهم قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قال فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك .
شرح الحديث
هذا الحديث علم من اعلام النبوة بين فيه رسول الله حال الامة هذه الامة وتعاقب الخير والشر عليها
اما قولة 0 كان الناس يسالون رسول الله عن الخير ليعملوا به وكنت اساله عن الشرلأتقيه لان الانسان بين امرين خيرا يعمله او شرا يتقيه وعلل ذلك بقولة مخافة ان يدركني والامر الثاني ( سالته عن الشر كيما اعرفه فاتقيه
قولة انا كنا في جاهلية وشر
كان الناس في جاهليه جهلاء وعماية عمياء في عقائدهم ومعاملاتهم وعباداتهم
كانوا يعبدون الاشجار والاحجار والاصنام وكان السلب والنهب والقتل وكانت الحروب والغزو والزنا والربا وشرب الخمور
فعم الفساد على وجه الارض فنظر الله الى اهل الارض عربهم وعجمهم فمقتهم الا بقايا من اهل الكتاب فرحمهم الله ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )
ليخرجهم من ظلمات الجاهلية والجهل الى نور الاسلام والايمان
فعبد الله وحده
فتحول الخوف الى امن
وتحولت العداوة والبغضاء الى محبة
وتحولت الفرقة والاختلاف الى وحدة واجتماع
وصلحت الارض بالتوحيد والطاعة يقول الله( ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها )
فالارض تصلح بالطاعة وتفسد بالمعاصي
فالاسلام خير والجاهلية شر قال عمر ( تنقض عرى الاسلام عروة عروة اذا نشأ في الاسلام من لايعف الجاهلية
فاذا عمرت الارض بالطاعة حصلت الالفة والاجتماع ( ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )
واذا عمرت الارض بالمعاصي حصلت الفرقة والعداوة ( فلما نسوا ما ذكروا به اغرينا بينهم العداوة والببغضاء )
قولة فجاء الله بهذا الخير على يديك معناه جاء الله بهذا الدين الذي اجتمع فيه خيري الدنيا والاخرة
قولة فهل بعد هذا الخير من شر فقال نعم وفي رواية ( فتنة واختلاف ) وفي رواية السيف يعني القتال قلت فما العصمة منه فقال السيف ) كما في قولة وان طائفتان
وقد كان عمر يحول بين الخير الاول والشر الثاني لان عمر رضي الله عنه حينما سال حذيفة ان يحدثهم عن الفتنة فقال فتنة الرجل في اهله وماله وجارها تكفرها الصلاة والصدقة والامر بالمعروف قال لا ليست هذه الفتنة التي تموج موج البحارفقال يامير المؤمنين بينك وبينها بابا مغلقا فقال يفتح الباب او يكسر فقال بل يكسر فقال ذلك احرى الا يغلق فسل عن الباب فقال عمر )
وهذا يدل على عدم خروج الفتن في زمان عمر والشر في الحديث هو قتل عمر ثم تلاه قتل عثمان وحصل ما حصل بعده من الفتن العظيمة
قوله فهل بعد هذا الشر من خير فقال نعم خير وفيه دخن فقلت وما دخنه فقال قوم يستنون بغير سنتي ويهتدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر وفي رواية قلت ما دخنه فقال ائمة لايهتدون بهدي ولا يستنون بسنتي تعرف منهم وتنكر فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين على جثمان الانس )
وفي رواية قلت ما دخنة قال ( هدنة على دخن وجماعة على قذى فيها 9 وفي رواية جماعة على اقذاء وهدنة على دخن ) فقلت ما دخنه فقال لاترجع قلوب اقوام على الذي كانت عليه )
معناه ان الخير الثاني فيه دخن لانه خير جاء بعد شر فلا يكون صافي بل يبقى للشر فيه اثر فترى الشخص ليس على حالة واحدة فترى عنده طاعات ومعاصي
قال القاضي عياض ( الشر الاول الفتن التي وقعت في عهد عثمان والخير الذي بعده وفيه دخن هو ما حصل بخلافة عمر بن عبدالعزيز اما دخنة فهو الائمة الذين جاؤا بعده فيهم المتمسك بالسنة والعدل وفيهم من يدعوا الى البدعة وعمل بالجور
وقال الخضير خير وفيه دخن قوم يستنون بغير سنتي قال سبب ذلك اما حرصهم الزائد على الخير واما بسبب غفلتهم فدخل عليه الدخن فخلطوا المشروع بغير المشروع او بما ادخلوا من البدع
خلاصة الكلام الدخن فسر بالحقد وفساد القلوب كما في قوله لاترجع قلوب اقوام على ما كانت ) والامر الثاني خلط الخير بالشر ونتيجة الكدر تفسد القلوب ويدب اليها داء الامم
قولة فهل بعد هذا الخير من شر فقال نعم (فتن على ابوابها دعاة الى النار من اجابهم قذفوه فيها وفي رواية فتنة عمياء صماء عليها دعاة على ابواب جهنم من اجابهم قذفوه فيها )
أي ان هناك اناس يدعون الناس للمعاصي
اولا الضلال ليس له حد وكل عصر تظهر فيه فرق ودعوات ضالة يقول الشيخ محمد حسن الدوو(ثلاث اقسام) قلت قديما وحديثا
منهم من دعا الى الكفر والالحاد وانتم تشاهدون الشيوعية والقومية والاشتراكية وغيرها من الدعوات الضالة المخالفة للكتاب والسنة
ومنهم من دعا الى الفواحش كلها كالمخدرات والمسكرات والزنا والسرق ويدعون الى الخروج عن طاعة الزوج وغيرها
ومنهم من دعا الى افساد الاخلاق باخلاقهم واعمالهم لا باقوالهم قلت ( كالمسلسلات والفنانين والمغنين ونحوهم ) وعليه فهم قسمين دعاة الى فتنة الشهوات ودعاة الى فتنة الشبهات وتلبيس الحق بالباطل
وهذه الدعوات على اوسع نطاق حتى دخلوا البيوت واستمع اليهم الرجال والنساء والصغار والكبار وحصل منهم بلاء عظيم قاتلهم الله انى يؤفكون
قولة صفهم لنا قال هم من بني جلدتنا
اشارة الى ان الظاهر على ملتنا وفي الباطن مخالفون لنا لانه قال ( فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان الانس )
ويدخل فيهم الرويبضة الرجل التافه الخسيس يتكلم في امر العامة )
قولة فما تامرني
ارشده الى اعتزال تلك الفرق كلها وذلك بالتمسك بالكتاب والسنة
قال عليك بجماعة المسلمين وهي الحق ولا يراد بالجماعة مجموع الناس وعامتهم والفائدة الزم الحق وتلزم امام الناس
قولة فان لم يكن لهم امام فقال اعتزل تلك الفرق كلها هذا اذا لم يكن لهم امام
قولة لو ان ياتيك الموت وانت عاض على اصل شجرة فيه اشارة الى حديث ( يوشك ان يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن
نعم اذا لم يكن لم اثر خير في الناس ولم تستطع النفع فلا اقل من ان تنجوا بنفسك كما في الحديث ( الزم بيتك وابك على خطيئتك وعليك نفسك )
وفي حديث ابي ثعلبه الخشني متى اترك الامر بالمعروف فقال ( اذا رايت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذي راي براية ) عندها عليك بخويصة نفسك وهذا في حالة عدم وجود اثر وقبول من الناس
واعلموا ان التكليف برسالة الامر بالمعروف والنهي عن المنكرمن الله فالكل مكلف وهناك رجال مكلفون من الحسبة ولكنه لايكفي بل الكل مكلف من قبل الله ( (من راى منكم منكرا) وانتشار المنكرات دليل على ضعف الانكار وانه ليس على المستوى المطلوب والناس في المنكرات ما بين عاصي وراضي وساكت ومداهن ومنكر (فلما نسوا ما ذكروا به انجينا الذين ينهون عن السوء) وسبب محاربة الرويبضة لهيئات الامر بالمعروف حتى تتفشى المنكرات وتغرق الامة في فوضى فكرية لانهاية لها وانا لااتهم نياتهم ولكن ما يدعون اليه سيؤدى الى هذا فتفسد الامة ويسهل استيلاء الاعداء عليها وذلك بعد ان تذل بالمعاصي ولقد حربنا الاعداء بجميع انواع المنكرات وعلى اوسع نطاق حتى غزو المحافل وغزو البيوت والشباب والنساء واستمع لهم الرجال والنساء والصغار والكباروما دام الانكار موجود فآلامان موجود ولا نذكر ان هناك فئة مكلفة بل الجميع مكلف وكلما قام بعض الغيورين بالانكار نبزتهم الصحف بالمتشددين من اجل افساد الامة بالمنكرات حتى يسهل استيلاء الاعداء عليها
وانني هنا ادعوا الجميع الى الحذروعدم الاستعجال لأن الاسلام في زمان الفتن وايام المحن وفي زمان الغربة يحتاج الى كثير من الذكاء والكثير من الشفافية ومن المهم دائما الا يعرض بصورة مشوهة ابتغاء مصلحة لانه يشكل خيانة عظمى للاسلام
وعلى ان تكون النصيحة بالاسلوب المجدي والمناسب حتى يحقق المصلحة ففي البخاري ( من كره من اميره شيئا فليصبر ) لان البعض قد لايصبر بسبب الغيرة فيعالج المنكر بمنكر والمسالة تحتاج الى صبر وروية وعلاج مناسب ودراسة للامر وبحث عن اساليب نافعة وناجحة تقضي على المنكر او تخففه بقدر الامكان ولا تحصل مفسدة
كتبه عبدالرحمن اليحيا امام جامع النور في 10/4/1431هـ
شرح حديث اللهم اقسم لي من خشيتك
حديثي معكم في هذا اليوم عن اعظم دعاء كان رسول الله يدعو به لنفسه ولأصحابه قال عنه ابن عمر قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه وفي رواية كان رسول الله يختم بهن مجلسه وهذا الدعاء لم يترك امر من خيري الدنيا والاخر الا تضمنه ففي سنن الترمذي ومستدرك الامام الحاكم بسند صحيح عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه : " اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معاصيك و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك و من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا
اللهم متعنا بأسماعنا و أبصارنا و قوتنا ماأحييتنا واجعله الوارث منا و اجعل ثأرنا على من ظلمنا و انصرنا على من عادنا و لاتجعل مصيبتنا فى ديننا و لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا ) هذا لفظ الترمذي وقال حسن غريب ولفظ رواية الحاكم عن ابن عمر ( انه :لم يكن يجلس مجلسا كان عنده احد أو لم يكن الا قال ( اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت اعلم به مني اللهم ارزقني من طاعتك ما تحول بيني وبين معصيتك وارزقني من خشيتك ما تبلغني به رحمتك وارزقني اليقين ما تهون به علي مصائب الدنيا وبارك لي في سمعي وبصري واجعلهما الوارث مني اللهم وخذ بثاري ممن ظلمني وانصرني على من عاداني ولا تجعل الدنيا اكبر همي ولا مبلغ علمي اللهم ولا تسلط علي من لايرحمني فسئل عنهن ابن عمر فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختم بهن مجلسه )
اما قولة اسالك ان تقسم لي من خشيتك ما تحول به بيني وبين معصيتك :
الخشية من الله: نور يقذفه الله في قلوب احبابه واصفيائه من خلقه قذفه في قلوب الانبياء فكانوا اشد خوفا من الله وقذفه في قلوب العلماء فكانوا اشد خوفا من الهب وقذفه في قلوب الاخيار فازدادوا طاعة لله سئل الامام احمد عن معروف الكرخي هل كان معه من العلم شيئا فقال كان معه راس العلم خشية الله لان العلم بحرمة الشيء او وجوبه لايكفي فقديعلم العبد ذلك ولايفعله هذا الطبيب يحذر الناس من اضرار الدخان وما يسبب من امراض وقد يشربه وكذلك قد يعرف العبد عقوبة قطع اشارة المرور وان عقوبتها السجن والغرامة المالية ومع ذلك قد يقطعها على امل السلامة او يعفو عنه من قبل الشرطي فاذا قطعها قد يعاقب وقد لا يعاقب فتمر بسلام وهكذا المعاصي تحصل نتيجة عدم تعظيم امر الله والخوف منه ولذلك سال ربه ان يقسم له من خشيته ما يحول بينه وبين معصيته ومن عاش في هذه الحياة يخاف من الله يبعثه الله يوم القيامة امنا يوم الفزع والخوف ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قال : ( وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين ، إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ) .أخرجه ابن حبان في صحيحه ، و البزار في مسنده ، و البيهقي في شعب الإيمان ، و ابن المبارك في كتاب الزهد ، و أبو نعيم في حلية الأولياء ، وصححه الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزار ، والشيخ الألباني في السلسلة .
واسباب خشية الله كثيرة لاتخرج عن ثلاثة مهما تعددت الاسباب
1- تعظيم الله واجلاله فمن عرف الله وعرف عظمة الله وقدرته خاف منه فالكون من ارضة الى عرشة كله من اثار اسمائه وصفاته وكله يخاف من سطوة الله وعقابه ولذلك من عرف الله باسمائه وصفاته واستشعر عظمته وجلاله وكبريائه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه خافه
2- خشية الله نتيجة التقصير في الطاعات من نقص التعظيم والاجلال لله وعدم تحقيق العبودية ( وما قدروا الله حق قدره ) سبحانك ما عبدناك حق عبادتك
2- خشية الله فيخاف العبد من الله لعلمه علم اليقين انه اكثر الناس تقصيرا في جنب الله يعلم ان له هنات وان له سيئات وانه تحت رحمة الله ولا يعلم ما الله صانع فيه سطرت تلك الذنوب في الصحائف وسيلقى الله بها فيرى ما قدمت يداه فلا يدري غفر الله له اما لا فيخاف ويستكمل الخوف بذكر منازل الاخرة القدوم على الله ويتذكر مضاجع القبور كم ملئت قلوب الصالحين خشية الله حينما تذكروا الحساب والصراط ويوم القيامة
وللمعاصي عقوباتها من اعظمها انها تذهب خشية الله من القلب فينزع الله من قلوب العصاه الخوف منه عقوبة لهم ( اتخشى الناس والله احق ان تخشاه ) فلا يعظم امر الله ولا يعظم اوامره ولذلك تخوفه بالله ما يخاف وتخوفه بالناس فيخاف ومن هنا سال النبي ربه ان يقسم له من خشيته ما يحول بينه وبين معاصيه واجاب نبينا النفر الثلاثة الذين استقلوا عبادته فقال احدهم انا انا فاصوم ولاافطر وقال الاخر وانا اقوم فلا انام وقال الثالث وانا لا اتزوج النساء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( اما اني اخشاكم لله واتقاكم له ) اللهم ساعدنا بعزيمة على التقي فقد علمتنا سبل الهدى كلها
قولة اسالك ان تهب لي من طاعتك ما تبلغني به جنتك :
هنا سال الله التوفيق للطاعات لان علم العبد بفضائل الاعمال لان الدين هو قائم على التوفيق ( وما توفيقي الا بالله ) ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ) فالعلم بالشيء لايكفي فكم من انسان يعلم فضائل الاعمال منقيام الليل وقراءة القران وفضل التسبيح والسنن الرواتب ومع ذلك قد لا ياتي بها وفي المقابل قد يحافظ على هذه الفضائل رجل امي لايقرأ ولا يكتب وحتى لايعرف فضائل هذه الاعمال بل قد تجد رجل عنده شهادة علمية كبيرة ويدرس في الجامعات ولا يقوم الليل بل قد لايصلي اصلا لان التوفيق بيد الله ففي الحديث (عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ - رَضِيَ اللّهُ عَنهُ - قالَ: قالَ رَسُولُ اللّهِ: ((إِذَا أَحَبَّ اللّهُ عَبْداً عَسَلَهُ)). قالُوا: مَا عَسَلُهُ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قالَ: ((يُوَفِّقُ لَهُ عَمَلاً صَالِحاً بَيْنَ يَدَيْ رِحْلَتِهِ حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ جِيرَانُهُ))، أَوْ قالَ: ((مَنْ حَوْلَهُ)). مجمع الزوائد للهيثمي. قال الهيثمي: رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط والكبير ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح. فنسال الله ان يوفقنا وان يستعملنا في طاعته ولذلك تجد في الدعاء ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله )
قوله وهب لنا من اليقين من تهون به علينا مصائب الدنيا :
الله خلق الدنيا ناقصه فمهما حرصت على الراحة والكمال لان تتتحقق لك لأنها ليست محض نعم ولذلك قال الشاعر
طبعت على كدر وأنت تريدها * صفوا من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها * متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما * تبني الرجاء على شفير هار
يقول احدهم متى احصل على بيت حتى اذا بنى بيت وحصل له تمنى ان يتحول عنه لان فيه عيوب كان يتمنى استدراكها والاخر يقول متى احصل على زوجة فاذا تزوجت قال اريد زوجة اخرى هذه اتعبتني واخر يقول متى احصل على اولاد حتى رزق ذرية واشقوه تمنى ان لو لم يرزق ولد وهكذا الحياة بهذه الصورة اذا صلحت من جهة لم تصلح من الجهة الاخرى
فهي متقلبة الاحوال وسريعة الزوال ولذلك سال النبي صلى الله عليه وسلم ان يهب له يقينا يهون عليه مصائب الدنيا لانه خلقت ناقصة فطلب من الله اليقين
فالله جعل الروح والفرح والراحة في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن والضيق في السخط والشك ولذلك الناس في البلاء على اربعة حالات
1- متسخط
2- صابر
3- راضي
4- شاكر
فالاول متسخط اما بقوله او بفعله فقد يضرب الخدود ويشد الشعر ويشق الثياب واما يتسخط بقوله فيقول لااله الله الله تستمر معي هذه المصيبة طوال العمر
اما الثاني صابر محتسب ولكنه كاره لما حصل له وفي الحديث ( وفي الصبر على ما تكره خيرا كثيرا ) رواه الترمذي عن ابن عباس
والثالث راضي كانه لم يصب بشيء وفي الحديث ( واسالك الرضا بعد القضاء ) فقد يتمنى العبد البلاء ثم اذا نزل به قد لايصبر وفي الحديث (يا أيها الناس لاتتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا)متفق عليه. وفي قوله تعالى ( ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين ) 246 فقد يطالب بعض الناس اثناء قيام الحرب المشاركة فيها فاذا وصل الى خط النار وبدات الحرب واصبح الرصاص من فوق راسه طلب العودة وكذلك قد يتمنى العبد البلاء وفي قصة سمنون ا الكذاب حينما طلب من الله ان يبتليه فقال في بيت شعر
: ليس لي فيما سواك حظ * فكيفما شئت فامتحني
فابتلي بعسر البول فاخذ يمر على الكتاتيب ويقول ادعوا لعمكم الكذاب ان الله يعافيه ومن هنا نسال الله ان يعافينا ولا يبتلينا ونساله الرضا بعد القضاء
وفي المقابل رجل بلي بفشل كلوي وابنه يعرض عليه التبرع باحدى كليتيه وهو يرفض ويقول والله اني احتسب كل غسلة اغسلها ان يغسل الله بها ذنوبي واجد حلاوة فكان راضيا بالمصيبة
والرابع شاكر كما قال الرجل الذي جرح قال حلاوة اجرها انستني مرارتها
قوله اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وسائر قواتنا ابدا ما ابقيتنا:
هنا سالك الله العافية في بدنه لان ملاك الدنيا العافيه وفي الحديث ( اللهم عافني في بدني وعافني في سمعي وعافني في بصري لا إله إلا أنت ثلاث مرات أخرجه أبو داود والنسائي في اليوم والليلة من حديث أبي بكرة وهنا في هذا الدعا سال الله ان يعافيه في سمعه وبصره وسائر اعضاء فخصص اولا السمع والبصر ثم سائر الاعضاء لان السمع والبصر وسائل الهداية ولذلك من شروط التكليف ( سلامة احدى حاستي السمع والبصر واذا فقدهما معا لايصبح مكلف فسال الله ان يعافيه في سائر اعضاءه وخص السمع والبصر
قوله واجعل ثاري على من ظلمني :
والناس في الظلم على ثلاث درجات (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) يقابل السيئة بالسيئة وفي الحديث «المُسْتَبَّانِ ما قالا؛ فعلى البادئِ منهُما ما لمْ يَعْتَدِ المظلوم ) رواهُ مسلم او يقابل السيئة باعظم منها فياخذ حقه وزيادة فينقلب من مظلموم الى ظالم والدرجة الثالثة يعفو عمن ظلمة وهنا سال الله ان يجعل ثاره على من ظلمه لان من الناس من يريد ان يقتص ممن ظلمه فيقتل ابوه او اخوه واو يقتل رجل أخر من القبيلة له وزن حتى يقتص منهم فياخذ حقه ممن لم يظلمه
قوله وانصرنا على من عادانا :
أي لاتجعلنا مغلوبين للكفار وللظلمة ( ربنا لاتجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين ) 86يونس وفي سورة الممتحنه( ربنا لاتجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا انك انت العزيز الحكيم) اية 5
قوله اللهم لاتجعل مصيبتنا في ديننا :
نعم نعمة الهداية والاسلام لاتتم النعم بدونها فقد يعطي الله العبد الصحة والعافية والقوة والمال ويجعل مصيبة في دينه فيمسي ويصبح والله ساخط عليه وقد يبتليه بالفقر او الامراض ويجعل مصيبة في دنياه ويمسي ويصبح والله راض عليه وقد يجمع الله للعبد بين مصيبتي الدنيا والدين في آن واحد مثل فقراء اليهود وقد يجمع الله للعبد بين نعمتي الدين والدنيا كما قال يعقوب عليه السلام لما اخبروه ان ابنه يوسف اصبح عزيز مصر فقال على أي دين تركتموه فقالوا على الاسلام فقال ألان تمت النعمة ومما يحسن ذكر ان احد المشائخ اخبرني ان رجلا كان فقير وادعية وخطيب مسجد ثم فتح الله عليه في الدنيا حتى افسده غناه وترك الصلاة والدعوة وحلق لحيته وجعل الله مصيبته في دينه وسافر الى بلاد الكفار ووقع في المحرمات ثم انتقل مرة اخرى الى مصيبة الدنيا وسلط الله عليه الفقر والامراض وفقد حنجرته بسبب السرطان واصبح لايتكلم وافلس ثم رجع مرة اخرى الى المسجد وانتقل من مصيبة الدين الى مصيبة الدنيا ورجع يصلي ويصوم ولدلك
إذا الإيمان ذهب فلا أمـــــان *** ولا دنـيـا لمن لم يُحي دينا
ومن رضي الحياة بغير ديـن *** فـقــد جعل الفناء لها قرينا
لكل شيء إذا ضيعته عوض وما من الله إن ضيعته عوض
اذا فاتتك عبادة الله وعلم فهو الذي يحزن عليه حقاً، وهي المصيبة كما جاء عن نوفل بن معاوية أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول )ن فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله ( اي فكأنما فقد أهله وماله. أما الدنيا فتعوض؛ يقول الشيخ المنجد حدثني أحد التجار في الحج قال: أنا نزلت إلى تحت الصفر وطلعت إلى مئات الملايين، ثم نزلت إلى تحت الصفر ثم طلعت إلى مئات الملايين أربع مرات في حياتي، فالدنيا تذهب وتجيء، لكن الدين إذا فات فمات على ذلك خسر الدنيا والاخره
قوله اللهم لاتجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا: ورد في الحديث ( ياتي على الناس زمان يبع احدهم دينه بعرض من الدنيا قليل ) لو نظرنا الى احوالنا في هذه الازمنه وسالت الى اين نسير والى اين ينتهي بنا الطريق ولماذا نسرع ونجري وراء الدنيا نحن في سباق في كل طريق من طرق الحياة سباق الى الاموال وسباق الى اللذات وسباق الى الوظائف سباق في كل ميادين الحياة ثم ينتهي العمر فنترك كل ما استبقنا اليه وقد ضيعنا ما خلقنا الله له او فرطنا كثيرا
والله ان من الناس من ارسل بناته يدرسن في معاهد التمريض ليحصل على راتب في نهاية الشهر غير مبالين بما يتعرضن له من الفتن وقد يخسرن اعز ما يملكن في هذه الحياة الدين والعرض وتراه قد يردد الدعاء اللهم لاتجعل الدنيا اكبر همنا وهو اكبر من يجري وراءها وفيهم يقول الله ( فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم ) بل منهم من ارسل بناته بعد الثانوية الى بلاد الغرب ليكملن الدراسة وقد يرجعن في نهاية الدراسة بعد عشر سنوات وقد خسرن دينهن وكل شيء قال بعض السلف لرجل اجلس والله اني لأشم رائحة الكفر من كلامك ودينك ذهب والدنيا لاتبقى لك
افلا نتزود ونستعد للسفر الذي لابد منه اننا نفكر في امور الدنيا كاننا مخلدون فيها لما قال اهل الطائف للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد نسلم بشرط فقال وما هو فقالوا ما نصلي فقال بماذا تلقون الله ان المستقبل في الدنيا شيء لا وجود له ان المستقبل الحقيقي في الاخرة فاين العمل لها كل واحد ينظر اين يضع رجله والى اين ينتهي به الطريق
قوله اللهم لاتسلط علينا من لايرحمنا :
نعم قد يسلط الله على العبد بذنوبه من لايخافه فيه ولا يرحمه فقد تلسط عليه الامراض بسبب الذنوب وقد تسلط الحروب على البلدان وقد تسلط الامراض النفسية والعين او المس ويجلس الواحد بعناء هذه المصائب العمر كله) كل شر وبلاء وفتنة بسبب الذنوب ( كل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم )
كتبه عبد الرحمن اليحيا امام جامع النور في 52/1/1432هـ
محبطات الاعمال
طوبى لمن افنت حسناته سيئاته وويل لمن افنت سيئاته حسناته بعض المخالفات اذا وقع فيها العبد حبط عمله ثبت عند البزار والطبراني والحاكم بسند لاباس فيه عن حذيفة مرفوعا ( ان قذف المحصنة يهدم عمل مائة سنة ) لذلك قال العلماء ليس الشأن في ان يعمل الانسان بل الشان كيف يحافظ على العمل اذا كانت اعمالنا فيها من النقص والتقصير ما يعلمه الا الله ثم ياتي العبد بعد ذلك بما يبطلها كانت المصيبة الكبرى
مشكلتنا اننا نحسب الذي لنا ولا نحسب الذي علينا
قابلت بين حسنها وفعالها فاذا الملاحة بالقباحة لاتفي
لما قابل بين جمالها وسوء افعالها فغلب قبح افعالها حسن جمالها
الشرك والرياء يقول الله تعالى ( ولقد اوحى اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) الشرك هو صرف حق الله لغير الله اذا فسدت النية قلبت الحسنة سيئة وكتب على صاحبة الوزر وبالنية الفاسدة يكتب عليه الوزر ولو لم يعمله بجوارحه ولذلك قال العلماء من لم يتهم نفسه بالرياء فو مرائي ومن لم يتهم نفسه بالنفاق فهو منافق قال ابو عثمان الحيري من سعادة الانسان ان يعمل الصالحات ويخاف ان يكون مردودا ومن علامة شقاوته ان يعمل السيئات ويرجوا ان يكون مقبولا لذلك من تامل الاعمال الصالحة وجد ان الاجر مترتب على اخلاص النية لله فلا يكفي ان نفعل الطاعات او نترك الحرام حنى نفعل ذلك ابتغاء مرضات الله ثبت عند الامام الطبراني بسند حسن واصله عند احمد والترمذي عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ( رجل قرا القران ابتغاء وجه الله وام به قوما وهم به راضون ورجل ينادي للصلاة ابتغاء وجه الله ورجل احسن فيما بينه وبين ربه وفيما بينه وبين مواليه ) وعند الطبراني بسند حسن بشواهده واورده المنذري في “‎الترغيب “ ( 1 / 111 ) و الهيثمي في “‎مجمع الزوائد “ ( 2 / 3 ) من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا بلفظ (المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه ,‎يتمنى على الله ما يشتهي بين الأذان و الإقامة ) تنبيه حول اجرة الامامة والاذان قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاختيارات :
[ وأما ما يؤخذ من بيت المال فليس عوضا و أجرة بل رزق للإعانة على الطاعة ، فمن عمل منهم لله أثيب ، وما يأخذه فهو رزق للمعونة على الطاعة ، وكذلك المال الموقوف على أعمال البر والموصى به كذلك ، والمنذور كذلك ليس كالأجرة
البدعة فكل قربة وكل عمل لم ياذن به الله ورسولة فهو مردود على صاحبه اخرج الامام البخاري وابو داود عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى رجلا قائما في الشمس فقال : ما بال هذا ؟ فقالوا : نذر أن لا يتكلم ولا يستظل من الشمس ولا يجلس ويصوم . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " مروه فليتكلم وليستظل وليجلس وليتم صيامه " وكان هذا الرجل يدعى أبا إسرائيل . فأمره بما هو شرعي ونهاه عما ليس له أصل في الشريعة ولذلك لم يجعل رسول الله قيامة وبروزه للشمس قربة يوفي بها اما الصوم فهو عبادة فقال وليتم صومه وفي رواية ( ان الله لغني عن تعذيب هذا لنفسه) وفي الصحيحين عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم راى رجلا يمشي فقيل له انه نذر ان يحج ماشيا فقال ان الله لعني عم مشية فليركب )
ومن المحبطات المن على الخالق بالجنان وعلى المخلوقات باللسان فاما المن على الخالق فيظن بعضهم انه لما طاع الله ان متفضل على الله في حين اننا كلنا ملك لله وما نقوم به من طاعات فهو بتوفيق الله فلو كان الخلق كلهم على اتقى قلب رجل ما زاد في ملك الله شيء ولو كانوا على افجر قلب رجل واحد ما نقص من ملكه شيء ان الله لاينتفع بطاعة الطائع بل ا ن اول من يجنى ثمرة الطاعة هو من يقوم بها وان الله لا يتضرر بمعصية العاصي ( يمنون عليك ان اسلموا قل لاتمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للاسلام )
والمن على المخلوقات ( لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى ) وشبه الله ذلك مثل صفوان عليه تراب فنزل عليه مطر شديد فتركه صلدا كذلك عمل المان يضمحل مثل المطر الذي يزيل التراب على الصفا الاملس
ومن المحبطات رفع الصوت والجهر بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ( لاترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم ولا تشعرون ) فكيف بمن رد كتاب الله وسنة رسوله ولذلك قال العلماء من تسور على كتاب الله ورسولة براية وعقله فهو ضال منهم من رد الاحاديث الصحيحة والصريحة وانكرها ورفضها ومنهم من اولها تاويلا ادى الى تعطيلها
ومن محبطات التالي على الله كقول احد والله لايغفر الله لفلان او الحكم على الناس بجنة او نار بدون نص فينبغى لمن نصح نفسه الابتعاد عن الحكم على الناس فلا تنصب نفسك حكما عليهم اخرج الامام احمد وابو داود وصححه العراقي في الحياء عن ابي هريره عن النبي صلى الله عليه وسلم ( كان رجلان من بين اسائيل متواخيين احدهما مذنب والاخر مجتهد في العبادة فكان اذا مر المجتهد في العبادة على اخية المذنب المقصر يقول له يا هذا اتق الله واقصر ( والنصح واجب ) فيقول المسرف المقصر يا هذا خلني وربي فان الله ما بعثك علي حسيبا رقيبا ( وهذا الكلام خطا قطعالانها نصيحه) فمر عليه في يوم من الايام فرآه في معصية فقال يا هذا اقصر فقال خلني وربي ما بعثك الله علي حسيبا ولا رقيبا فقال له اخوه المجتهد والله لايغفر الله لك او قال لايدخلك الجنة ( وهذا الكلام خطا قطعا لانه ليس الها ينزل الناس الجنة والنار انما دورة النصح والبلاغ فقط وحسابهم على الله ) فيقول النبي صلى الله عليه وسلم فاذا كان يوم القيامة اتى الله بهذين الاخوين المتاخيين فيقول للمقصر المسرف اذهب فادخل الجنة برحمتي ويقول للمجتهد اكنت بي عالما او كنت على ما في يدي خازنا او كنت على ما في يدي قادر اذهب فادخل النار )) قال ابو هريرة والذي نفسي بيده لقد قال كلمة اوبقت دنياه واخرته
وروى مسلم في صحيحه: عن جندب البجلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « حدث أن رجلا قال: والله لا يغفر الله لفلان، وأن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك )
يتألى : أي يحلف . والألية على وزن غنية : اليمين ) .
قال النووي :
هذا الحديث فيه دلالة على ان الله قد يغفر الذنوب بلا توبة فإذا شاء الله غفرها بلا سبب.
وقال الألباني : وفيه دليل صريح أن التألي على الله يحبط العمل
قال الامام ابن دقيق العيد اعراض الناس حفرة من حفر النار لا احب الوقوف على شفيرها
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب )
واخرج الامام احمد والترمذي ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار )
واخرج البخاري عن ابي هريرة أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه ‏)
ومن محبطان الاعمال فساد الطوية وعن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمال أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا حلهم لنا لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) رواه ابن ماجه ورواته ثقات 2346 صححه الألباني في " صحيح ابن ماجه - ( صحيح ) (الترغيب والترهيب ) وفي رواية الحلية: [ولكن كانوا إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا عليه]
ولكن كيف نجمع هذا الحديث مع حديث أَبِو هُرَيْرَةَ قَال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ : يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ ).رواه البخاري ( 5721) ومسلم ( 2990 )
اما حديث ثوبان
فالذي يعصي في السر على مراتب : منهم من يعصي مع وجود الاستخفاف فهم في السر لا يرجون لله وقاراً ، ولا يخافون من الله سبحانه وتعالى ، بخلاف من يفعل المعصية في السر وقلبه منكسر وهو يمقت نفسه وكاره لهذه المعصية لكن غلبته شهوته
فهذا الحديث – أي : حديث ثوبان - ليس على إطلاقه ، وإنما المراد به : من كانت عنده الجرأة - والعياذ بالله - ، والاستخفاف بحدود الله وعدم تعظيم الله
فهذه الرواية اقصد حديث ( وان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من اهل النار ) رواه البخاري ومسلم تدل على أن ظاهر عمل الرجل يكون صالحا وأن باطنه يكون بخلاف ذلك وأن الخاتمة السيئة تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس من شك أو نفاق أو رياء ونحوه من أمراض القلب فتغلب عليه تلك الخصلة السيئة عند موته وتوجب له سوء الخاتمة والعياذ بالله ، وكذلك قد يكون ظاهر عمل الرجل فاسدا من أعمال أهل النار وفي باطنه خصلة خفية صالحة لا يطلع عليها الناس من خوف الله ومحبته وإشفاقه من ذنوبه الكبار وغير ذلك من خصال الخير ثم تغلب عليه تلك الخصلة آخر عمره ويوفق للتوبة فتوجب له حسن الخاتمة
وقال ابن رجب رحمه الله :
" وقوله : ( فيما يبدو للناس ) إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك ، وأن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس ؛ إما من جهة عمل سيء ونحو ذلك ، فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت .
وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار ، وفي باطنه خصلة خفيه من خصال الخير ، فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره ، فتوجب له حسن الخاتمة
واكبر دليل ان ابليس كان عابدا ومجتهدا ولكن كان عنده دسيسة سوء فامتحنهالله بالسجود لادم فامتنع وقال انا خير منه ) فقال الله ( فاهبط منها فما يكون ل كان تتكبر فيها
وخلاصة الامراذا خبثت النية والطوية وعنده اعمال صالحة فسدت والسبب لما في القلب من الخبث والفساد فهو يتحين فعل الرذائل اذا غفل الناس فعنده استخفاف بعظمة الله والجراة على حدوده فشتان بين من تحصل منه المعصية عرضا لااتفاقا وبين من تحصل منه المعصية ووطن نفسه عليها ويفرح بها فاذا فعل طاعة فرح واذا فعل معصية حزن فالمؤمن من سرته حسنته وساءءته سيئته
7- ومن محبطات الاعمال اكل الحرام ولذلك قال العلماء سبب انصراف كثير من الناس عن الطاعات أكل الحرام وسبب عدم قبول عباداتهم وطاعاتهم أكل الحرام وفي المقابل سبب قبول عبادات وطاعاتهم اكل الحلال وشربه ولبسه والتغذي به ومن أعظم العبادات الدعاء ففي الحديث 0( الدعاء هو العباده ) رواه الأربعة وصححه الترمذي عن النعمان ولذلك اكل الحرام يمنع قبول الدعاء ففي الحديث (ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء : يا رب ! يا رب ! ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له ؟. رواه مسلم
استبعد رسول الله اجابة دعوته بسبب أكل الحرام وشربه ولبسه بقوله أنى يستجاب لذلك
ومع هذا الوعيد الشديد في عدم استجابة الدعاء وعدم قبول العبادات نرى كثير من الناس يأكلون الحرام
8- ومن محبطات الاعمال شرب الخمر ثبت في عند الترمذي والحاكم عن ابن عمر مرفوعا (من شرب الخمرلم تقبل له صلاة اربعين صباحا فان تاب تاب الله عليهفان عاد لم تقبل له صلاة اربعين صباحا حتى قال في المرة الرابعة فان عاد كان حقا على الله ان يسقيه من طينة الخبال قالوا وما طينة الخبال قال عصارة اهل النار )
9- ومن محبطات الاعمال اسبال الازار عن الكعبين في حق الرجال وخلاصة احكام الازار خمسة اولا ان يكون ازرة المسلم الى انصاف ساقيه ثانيا يرخص له الى الكعبين ثالثا اذا نزل الازار بدون قصد فلا اثم عليه ويتعهده رابعا من جر ثوبيه خيلاء لم ينظر الله اليه وخامسا ما اسفل من الكعبين في النار وهنا لايقبل الله صلاة مسبل ازارففي سنن أبي داود والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما رجل يصلي مسبلا إزاره قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب فتوضأ، فذهب فتوضأ ثم جاء، ثم قال اذهب فتوضأ، فذهب فتوضأ ثم جاء، فقال له رجل يا رسول الله ما لك أمرته أن يتوضأ، فقال إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره وإن الله تعالى لا يقبل صلاة رجل مسبل إزاره). وورد عند الامام احمد عن رجل من الصحابة ولم يسمه قال الهيثمي ج5 ورجال احمد رجال الصحيح
صلاة المسبل مجزئة عند جمهور أهل العلم مع الكراهة، وهي كراهة تحريم بسبب الاسبال
وامر رسول الله المسبل ان يتوضأ حتى يكسر نفسه لان الاسبال من الكبر وهو من نفخ الشيطان والشيطان خلق من نار والماء يطفىء النار
10 ومن محبطات الاعمال القذف ثبت عند الطبراني والبزار وحسن بشواهده وهو في المجمع عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن قذف المحصنة يهدم عمل مائة سنة"
خلاصة الكلام:
لا يقبل الله العمل إلا إذا صدر من تقي يقول الله (إنما يتقبل الله من المتقين) نعم قد يحصل من المتقين شيء من المعاصي نتيجه غضب او شهوة او غفلة وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ثوبان وغيره أنه قال: استقيموا ولن تحصوا أخرجه أحمد والحاكم
يعني لن تقدروا على الاستقامة كلها فسدد وقارب واذا حصل منك معصية فسارع للتوبة ( ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا غاذا هم مبصرون ) وإياك ثم إياك أن توطن نفسك على المعصية ففي الحديث ( ويل لاقماع القول الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ) رواه احمد وهو في السلسلة وإياك ثم إياك أن تستحل ماحرم الله عليك.
اللهم تقبل منا احسن ما عملنا وتجاوز عن سيئاتنا في اصحاب الجنة اللهم وفقنا في كل قول وعمل وعصمنا من كل خلل وزلل ونعوذ بعزتك وعظمتك وقدرتك من كل خطيئة محبطة او ذنب لاتغفره ابدا ما ابقيتنا يا اكرم من سئل يا بر يا رحيم
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 12/7/1432هـ
بين شكر النعم وكفرها
نحن نعيش في نعم عظيمة ما حلصت عليها امة من الامم التي قبلنا ولكننا غافلون عن شكرها وعن ذكرها ولا يوجد كلام ابلغ ولا ابين في النعم التي تغمرنا من قوله تعالى ( وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها ) اذا كنا لانستطيع حصرها وعدها فكيف نشكرها ( وما بكم من نعمة فمن الله )بل ان رجلا عبد الله خمس مائة سنه فخير ان يدخل الجنة برحمة الله وبعمله فاختار عملة فوضعت عبادة خمس مائة سنة في كفة ونعمة البصر في كفة فلم تفي عبادة هذه السنين الطويلة بنعمة البصر )
وسنة الله في هذه الحياة ان النعم اذا شكرت زادت واذا كفرت بادت وان بقيت فهي استدراج ونحن في نعم لا تعد ولا تحصى ظاهرة وباطنة لم تحصل عليها امة من الامم قبلنا والنعمة بدون ايمان يطلق عليها نعمة بفتح النون واسكان العين لانه استدراج ( ايحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بلا يشعرون ) والنعمة مع الايمان يطلق عليها نعمة بكسر العين وقد ضرب الله لنا ثلاثة أمثلة حسية في كتابه
القرية الامنة المطمئنة التي ياتيها رزقها رغدا من كل مكان ) الناس يصنعون ونحن نركب الناس ينسجون ونحن نلبس الناس يزرعون ونحن ناكل ) ياتيها رزقها رغدا فماذ حصل كفرت بانعم الله فاذا قها الله لباسين لباس الجوع ولباس الخوف ) ومن المؤسف حقا اننا نرى بوادر النقم ظهرت ونتوهم بانه ليس عندنا شيء بلينا بفتنة الدين من زيغ القلوب والتثاقل عن الصلوات وقطيعة الارحام وعقوق الوالدين واكل الحرام والسرقات وشرب الخمور وضرب المعازف ويتوهم البعض بانه على خير العمل واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم بل اذا ذكر بالله قال الناس فيهم خير قال الحسن لايامن النفاق الا منافق ولا يخافه الا مؤمن
والمثال الثاني قرية سبأ اعطاهم الله نعم في مقر اقامتهم واسفارهم اما مقر اقامتهم فجنتان واما اسفارهم فلا يجدون مشقة
اعطاهم الله ثلاث نعم الاولى كانوا مجتمعين والثانية كانوا في اسفارهم لايحملون الطعام والثالثة كانوا في امن ( سيروا فيها ليالي واياما امنين )
وصف الله حالهم فقال ( جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم وشكروا له ) المطلوب شكر النعم ولكنهم كما قال الله ( فاعرضوا ) فبدل الله الجنتين المثمرتين بجنتين غير مثمره
وبدل رغد العيش جوعا
وبدل اجتماعهم الى افتراق فمزقهم كل ممزق )
وبدل الامن الى خوف ولكنهم لم يشكروا فارسل عليهم سيل العرم وكثير من الناس ينسب هذه الامور الى الطبيعة وينسى الله
ونحن نعيش في هذه الازمنة افضل مما كان عليه اهل سبأ فجمع الله لنا رغد العيش والامن والاجتماع بل نسافر فلا نحمل طعام ولا فراش ولا ثياب ولا نجد مشقة السفرولا نحمل هم السكن بل نجد كل ما نطلبه بارخص الاثمان ولكن كثير منا من يحصل على هذا النعم ويتمتع بها فلا يشكرها
والمثال الثالث قبيلة هود
كانوا يبنون بكل ريع ايه يعبثون
ويتخذون مصانع لعلهم يخلدون
واذا بطشوا بطشوا جبارين
لم يخلق الله مثلها في البلاد امة تفوقت عمرانيا و صناعيا وعسكريا وعلميا وكانوا مستبصرين
والنتيجة لما نصحهم هود عليه السلام وذكرهم بنعم الله عليهم فكان جوابهم
سواء علينا اوعظت ام لم تكن من الواعظين فاهلكهم الله بريح صرصرعاتية
ومن راى حالنا يرى بوادر النقم قد ظهرت ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب
تعالوا نستعرض بعض هذه النعم التي لانجد تعبيرا عن عظمة هذه النعم التي تغمر كل واحد منا ابين ولا ابلغ من قولة تعالة ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها) لا نستطيع العد والحصر فكيف نستطيع شكرها
1- واعظم النعم نعمة الاسلام ولذلك قالوا رؤوس النعم اربع نعمة الاسلام التي لا تتم نعمة الا بها وهي تحقق للانسان السعادة في الدنيا والاخرة وبدون هذه النعمة يشقى الانسان ولو ملك الدنيا كلها
1- نعمة العافية فلا تطيب الحياة بدون العافية نعمة الصحة يقوم المرء ويقعد ويذهب وياتي ويسرح ويمرح فاذا جاءه المرض ضاقت عليه الارض بما رحبت وانحبس في زاوية ولو خرج مع الناس في نزهة وهو مريض الناي يضحكون وهو يعاني من الآلم فلا يجد لذة الخروج والنزهة بسبب المرض
2- نعمة الامن فهو نعمة عظيمة وا ذا وجد الايمان وجد الامن ومن اعظم النعم التي تسعى الامم الى تحقيقها بشتى الوسائل لكي يكون الانسان فيها امنا على نفسه وماله وعرضه بل ان نبي الله ابراهيم سال الله الامن قبل الرزق كما في سورة البقرة ( رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم ) وفي سنن الترمذي وحسنة الالباني عن سلمة بن عبيدالله بن محصن الانصاري عن ابيه مرفوعا ( من اصبح منكم امنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ) وزاد البخاري في الادب المفرد ( حيزت له الدنيا بحذفيرها
هذا الحديث له مفهومان
الاول ان من تحققت له الصحة والامن فلو لم يملك الا قوت يوم فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها
والثاني ان من لم تتحقق له الصحة والامن فلو حاز على الدنيا كلها فلا قيمة لها
3- نعمة الغنى فلا يتم العيش الا بها واذا نظرنا الى حالنا وحال النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يربط على بطنه الحجر من الجوع وخرج عليه الصلاة من بيته جائعا حتى استضافه احد الصحابة ودخل بيت عائشة فوجد كسرة ملقاة على الارض فمسحها واكلها وقال يا عائشة احسني جوار نعم الله فانها ما نفرت من قوم فعادت اليهم ) سنن ابن ماجة ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) الآية . قال بعض السلف : جمع الله الطب كله في نصف آية : ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ) . وقال الإمام أحمد : حدثنا بهز ، حدثنا همام ، عن قتادة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا ، في غير مخيلة ولا سرف ، فإن الله يحب أن يرى نعمته على عبده
4- نعمة اللباس نعمة عظيمة ( يا بني ادرم خذوا زينتكم عند كل مسجد) واللباس له ثلاث فوائد ستر العورة التجمل به واخذ الزينة ويقيك من الحر والبرد
ولللباس احكام شرعية فجعل للرجال لباس له ضوابط شرعية فليس لنا ان نلبس كيفما شئنا بل للرجال لباس يختص بكيفيته ونوعيته وللمراة لباس فيختص بكيفيته ونوعيته وقد بين رسول الله ما يجوز منه وما لايجوز وما يستحب وما يستحب ولا يجوز لاحد منهما ان يتشبه بالاخر بل ورد وعن أبي هريرة قال : لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل يلبس لبسة المرأة ولعن المرأة تلبس لبسة الرجل . رواه أبو داود ) : ولفظ الجامع الصغير : لعن الله الرجل . . إلخ . رواه أبو داود والحاكم عن أبي هريرة
اما كيفية لبس الرجل فاكتفي بملخص احكام الازار الخمسة ازرة المؤمن الى انصاف ساقيه يرخص له الى الكعبين من لا ينظر الى الى من جرة ثوبة خيلاء واما من تعاهد ازارة ونزل عن الكعبين بدون قصد فلا اثم عليه والخامس ما اسفل من الكعبين في النار
اما انواع اللباس فثلاثة
الاول لبس المباهاة والفخر فحرام
الثاني لباس الزينةوالتجمل فجائز ومشروع
الثالث لباس الشهرة عن ابن عمر قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة ).رواه ابو داود واو يعلى
اما لباس المراة فالنبي صلى الله عليه وسلّم قال: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة». فقالت أم سلمة فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: «يرخينه شبراً». قالت إذن تنكشف أقدامهن. قال: «يرخينه ذراعاً ولا يزدن عليه) رواه الترمذي والنسائي عن ابن عمر
ومع الاسف الشديد لقد قلب الامر عند الطرفين فالرجل اصبح يطيل ثوبه والمراة تلبس القصير من الثياب وخالفن المنهج القويم ووقعن في الوعيد الشديد ((صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها)) . رواه مسلم وهن على ثلاث صفات يلبسن ثياب تستر بعض البدن ويكشفن البعض الاخر او يلبسن لباس شفاف او يلبسن لباس قصير
ومن هنا اخبر نبينا (شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم , الذين يطلبون ألوان الطعام و ألوان الثياب , يتشدقون بالكلام ) وعن فاطمة قال الألباني في “ السلسلة الصحيحة حسن 4 / 513
وروى الطبراني وغيره عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون في الكلام، فألائك شرار أمتي)
5- نعمة المساكن ( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا ) النحل اية 80وهذه المساكن نعمة عظيمة يحصن الانسان بها نفسه وماله واهله وهذه المساكن جمع الله فيها انواع الراحة فالمياه العذبة تتفجر من جدرانها حارة وبارده وتدخل الغرف فيها فتضغط على الازرار فتضيء لك الكهرباء مكيفة حارة وبارده ومؤثثة بالفرش الوثيرة منها ما تجلس عليه وكلها نعم تحتاج الى شكر وقد بين لنا رسول الله كيف يكون بيت المسلم فبين انها تعمر بذكر الله وبالصلاة وبالقران وبطاعة الله فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل: الحي والميت)) مسلم. وحديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيراً" رواه مسلم وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه: أن رسول الله قال: "صلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" رواه البخاري ي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لاتجعلوا بيوتكم مقابر , إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة " رواه مسلم
حديث روي عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه كان يقول : " إن البيت ليتسع على أهله ،وتحضره الملائكة ، وتهجره الشياطين ، ويكثر خيره :أن يقرأ فيه القرآن .وإن البيت ليضيق على أهله وتهجره الملائكة ، وتحضره الشياطين ، ويقل خيره :ألا يقرأ فيه القرآن " .الحديث رواه الدارمي في سننه من كتاب فضائل القرآن باب فضل من قرأ القرآن ، والحديث إسناده صحيح
وان الرجل اذا دخل بيته فذكر الله تنحى عنه الشيطان قال الامام النووى وروينا عن جابر بن عبد اللّه -رضي اللّه عنهما-، قال‏: سمعت النبيّ -صلى اللّه عليه وسلم- يقول‏:‏ «‏إذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ -تَعالى- عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعامِهِ قالَ الشِّيْطانُ‏:‏ لا مَبِيتَ لَكُمْ وَلا عَشاءَ؛ وَإذا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ -تَعالى- عنْدَ دُخُولِه، قالَ الشَّيْطانُ‏(4):‏ أدْرَكْتُمُ المَبِيتَ؛ وَإذا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ -تَعالى- عِنْدَ طَعامِهِ قالَ‏:‏ أدْرَكْتُمُ المَبِيتَ والعَشَاء» رواه مسلم
وعن ابن مسعود قال إن شيطان المسلم يلقى شيطان الكافر فيرى شيطان المؤمن شاحبا أغبر مهزولا فيقول له شيطان الكافر ويحك مالك هلكت فيقول شيطان المؤمن لا والله ما أصل معه إلى شئ إذا طعم ذكر اسم الله وإذا شرب ذكر اسم الله وإذا دخل بيته ذكر اسم الله فيقول الآخر لكنى آكل من طعامه وأشرب من شرابه وأنام على فراشه فهذا سمين وهذا مهزول.
رواه الطبراني موقوفا ورجاله رجال الصحيح
ولذلك الشياطين تبحث عن بيوت لايذكر الله فيها ولذلك ينبغي ان تعمر بيوت المسلمين بالذكر والصلاة والقران وتجنب المعاصي
وقد اخبر نبينا انم الملائكة لاتدخل بيتا فيه صورة او كلبا ففي الحديث ( انا معشر الملائكة لاندخل بيتا في صورة او كلب ) ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اقتنى كلبا ليس بكلب صيد او ماشية نقص كل يوم من عمله قيراطا ) رواه البخاري
ومن المؤسف حقا انك ترى كثير من بيوت المسلمين اليوم قد ملئت بالمنكرات وخلت من القران والذكر والصلاة واصبح الكثير منها اوكارا للمعاصي وصبت عليها الدشوش عادات الكفار وتقاليدهم واملأت بالصور والاغاني حتى اصبحت مأوي للشياطين وترتب على ذلك ان فسدت الاسر والمجتمع بسبب كثرة المنكرات واصبح الكثير يشكوا من اذى الشاطين في نفسة واهله وماله وكثر المس والامراض النفسية في المجتمع ولو صلحت البيوت لصلح المجمتع واذا فسدت البيوت فسد المجتمع
7- نعمة وسائل النقل كان الناس في السابق يمشون على اقدامهم وكانوا يركبون البهائم ثم تطور بنا الحال اليوم ان اصبحنا نركب السيارات والطيارات والسفن واصبحت هذه الوسائل الحديثة تقطع ما يقطعه الاولون في شهر او اشهر تقطعه بوقت يسير
الناس اليوم يركبون هذه المراكب المريحة وكانه جالس في بيته فتقطع به مئات الكيلوات فلا يذكر الله اذا ركب ولا يسمي ولا يحمد الله اذا بلغ مكانه الذي يقصد بل تحمله الطائرات فوق البحار والمحيطات ما كان ليقطعها الا بشق الانفس وتراه حينما ينزل من هذه المراكب ينزل ساهيا لاهيا لايشكر الله ولذلك لما لم يشكر الناس ربهم حينما سخر لهم هذه المراكب انقلبت هذه الالات الى وسائل قتل لعدم شكرها وتصور رجل يعطي غلام صغير حدث سيارة لايعي ولا يدرك خطورتها وسلمة هذه الاله ليعيث في الارض فسادا وليقتل بها نفسه او يقتل بها الناس وقد تعطى هذه المراكب بعض كبار السن من الاولاد لكنه سفيه في عقله فهو يقودها برجله لا بعقله يتهور في قيادته ويعرض نفسه وغيرة للخطر فلا يراعي حقوق الاخرين نعم يرسلها اللله الى اقوام قل الذاكرون والشاكرون لها
8- نعمة وسائل الاتصال كان الناس في السابق يتلقون الاخبار عبر البريد ويتلقون الاخبار عمن سافر عنهم وغاب وفارقهم عن طريق الرسائل وتمكث شهور وكانوا قبل سنين لايكاد يوجد في القبيلة الا قارىء واحد حتى تحسن الحال اليوم فجاءت هذه الوسائل الحديثة فجاء اولا التلفون ثم زادت النعمة فجاءت الجولات تحمله معك اينما كنت والى أي مكان تسمع وترى من تريد تسال عنه في أي وقت ولو كان في اقاصي الارض لكن لم يشكر الناس ربهم على هذه الوسائل فمنهم من اذى عباد الله بالمعازف في بيوت الله ومنهم من سلم الفتيان والفتيات فحصل منهم مأسي ومنهم من افسد نساء المسلمين ( ملعون من افسد امراة على زوجها ) رواه الطبراني
9- ومن النعم هذه الساعات والتقاويم تعرف بها الاوقات تصور لو كنت نائما لا تدري اقرب الفجر اولا وخصوصا ايام الغيم يقول احد العلماء كنا نصلي الفجر قبل هذه الوسائل ونعيدها عشر مرات
هذه النعمة نحن قد لانشعر بقيمتها فهي تضبط لنا اوقات الصلوات ونضبط بها اوقات العمل فيسهل علينا امور الدنيا والدين
ختاما نحن نتقلب في نعم عظيمة ولكننا غافلون عن شكرها وذكرها وقد وعد الله الشاكرين فقال ( وسنجزي الشاكرين ) ووعد من بدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب
ولذلك عليك بدعاء شكر النعم من قال حين يُصبح: اللهم ما أَصْبَح بي من نعمة أو بأحدٍ مِنْ خلقك؛ فمنك وحدك، لا شريك لك، فلك الحمد، ولك الشكر؛ إلا أدى شُكْر ذلك اليوم" وفي رواية أخرى بزيادة: "ومن قال مثل ذلك حين يُمسي؛ فقد أدى شُكْر ليلته".
والحديث أخرجه: أبو داود برقم (5073)
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 18/7/1432هـ
كيف ترتقي عند الله
لاشك ان اكبر مشرع للانسان في الحياة ان الله يرضى عليه فيخرج من الدنيا يوم يخرج منها وقد كتب الله له الرضوان يقول عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : " رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ لَيْلَةَ مَاتَ الْحَسَنُ ، كَأَنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ مُفَتَّحَةً ، وَكَأَنَّ الْمَلائِكَةَ صُفُوفٌ صُفُوفٌ , فَقُلْتُ : إِنَّ هَذَا لأَمْرٌ عَظِيمٌ , فَسَمِعْتُ مُنَادٍ يُنَادِي : أَلا إِنَّ الحَسَنَ البصري قَدِمَ عَلَى اللَّهِ ، وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ ) انها والله قلوب ما امست ولا اصبحت الا والله راض عنها واذا اردت ان تعلم منزلتك عند الله فانظر ما لله عندك هناك عدة اسباب ترتقي بها عند الله
اولا علاقة مع الله صحيحة فاجعل حياتك كلها لله
لان عنوان السعادة الابدية الاخلاص واساله كل يوم ان يملأ قلبك ايمان واخلاص واجعل شعارك ( اني وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض ) فسر التوحيد ان تحب الله بقلبك كله وترضيه بجهدك كله ولذلك كان اكبر مشروع للانسان في الحياة ان الله يرضى عليه ويجعل ذلك نصب عينيه
ثانيا كن رحيما
لتسعد من حولك وعامل الناس بالحب فبقدر ما ترحم الناس يرحمك الله والرحمة لايعطيها الله الا السعداء ولاينزعها الا من الاشقياء( انما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه الطبراني عن جرير وحسنه الالباني ( الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء )رواه ابو داود عن ابن عمرو فالرحمة لايعطيها الله الا السعداء ولاينزعها الا من الاشقياء
بعض مواقف الرحمة عند نبينا صلى الله عليه وسلم ثلاث رحمة الصغار ورحمة الضعفاء ورحمة الحيوان
اما رحمة الصغار
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن على فخذه الأخرى ثم يضمهما ثم يقول اللهم ارحمهما فإني أرحمهما ) رواه البخاري
خرجه أبو داود، كتاب الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة، برقم (8). وعن أبي هريرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قبّل النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الحسن بن علي - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- وعنده الأقرع بن حابس فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فقال: (من لا يَرحم لا يُرحم). أخرجه البخاري كتاب الأدب باب رحمته الولد وتقبيله ومعانقته وفي رواية ( او املك ان نزع الله الرحمة من قلبك
ثانيا رحمة الضعفاء
قال أنس بن مالك ‎: كان رجل من أصحاب النبي يقال له جليبيب، كان في وجهه دمامة وكان فقيراً ويكثر الجلوس عند النبي فقال له النبي ذات يوم: يا جليبيب ألا تتزوج؟ فقال: يا رسول الله ومن يزوجني ؟! فقال : أنا أزوجك يا جليبيب. فالتفت جليبيب إلى الرسول فقال: إذاً تجدني كاسداً يا رسول الله. فقال الرسول : غير أنك عند الله لست بكاسد، ثم لم يزل النبي يتحين الفرص حتى يزوج جليبيباً فجاء في يوم من الأيام رجل من الأنصار قد توفي زوج أبنته فجاء إلى النبي يعرضها عليه ليتزوجها النبي فقال له النبي: نعم ولكن لا أتزوجها أنا!! فرد عليه الأب: لمن يا رسول الله!! فقال : أزوجها جليبيباً ... فقال ذلك الرجل: يا رسول الله تزوجها لجليبيب! يا رسول الله انتظر حتى أستأمر أمها!! ثم مضى إلى أمها وقال لها إن النبي يخطب إليك ابنتك قالت: نعم ونعمين برسول الله فمن يرد الرسول! فقال لها: إنه ليس يريدها لنفسه!! قالت: لمن؟ قال: يريدها لجليبيب!! قالت: لجليبيب لا لعمر الله لا أزوج جليبيباً وقد منعناها فلاناً وفلاناً فاغتم أبوها لذلك ثم قام ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم فصاحت الفتاة من خدرها وقالت لأبويها: من خطبني إليكما؟؟ قال الأب: خطبك رسول الله قالت: أفتردان رسول الله أمره ادفعاني إلى رسول الله فإنه لن يضيعني فاخبر ابوها النبي صلى الله عليه وسلم بكلامهقال أبوها: نعم ثم ذهب إلى النبي وقال: يا رسول الله شأنك بها فدعا النبي جليبيباً ثم زوجه إياها ورفع النبي كفيه الشريفتين وقال: اللهم صب عليهما الخير صباً ولا تجعل عيشهما كدًا كداً!! ثم لم يمض على زواجهما أيام حتى خرج النبي مع أصحابه في غزوة وخرج جليبيب معه فلما انتهى القتال اجتمع الناس وبدؤوا يتفقدون بعضهم بعضاً فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أتفقدون من أحد قالوا: نعم يا رسول الله نفقد فلاناً وفلاناً كل واحد منهم إنما فقد تاجراً من التجار أو فقد ابن عمه أو أخاه. فقال صلى الله عليه وسلم: نعم ومن تفقدون قالوا: هؤلاء الذين فقدناهم يا رسول الله فقال : ولكنني أفقد جليبيباً فقوموا نتلمس خبره ثم قاموا وبحثوا عنه في ساحة القتال وطلبوه مع القتلى ثم مشوا فوجدوه في مكان قريب إلى جنب سبعة من المشركين قد قتلهم ثم غلبته الجراح فمات فوقف النبي على جسده المقطع ثم قال: قتلتهم ثم قتلوك أنت مني وأنا منك، أنت مني وأنا منك ثم تربع النبي صلى الله عليه وسلم قال أنس: فعدنا إلى المدينة وما كادت تنتهي عدتها حتى تسابق إليها الرجال يخطبونها.
وهكذا كان رسول الله يهتم بالضعفاء ولما ماتت المراة التي كانت تقم السجد ذهب وصلى على قبرها ) ارحم من حولك الضعفاء الذين لاناصر لهم والفقير والمظلوم والمريض
اخرج البخاري عن سعد بن ابي وقاص انه راى ان له فضلا على من دونه في القتال فقال رسول الله ( وهل تنصرون وترزقون الا بضعفائكم ) وعند النسائي ( انما تنصر هذه الامة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم واخلاصهم )
ثالثا رحمة الحيوان
ان الله كتب الاحسان على كل شي فاذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته ) ترى بعض الجزارين يحمل البهيمة ويضع رجلها على رقبتها ويتحدث مع من حوله غير مبالي بها
اخرج الامام عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (( كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ
فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأيْنَا حُمَّرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأخَذْنَا فَرْخَيْهَا، فَجَاءَتْ الْحُمَّرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرُشُ جَاءَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: مَنْ فَجَّعَ هذِهِ بِوَلَدِهَا ؟ رُدُّوا وَلْدَهَا إلَيْهَا )
الخلاصة ارحم ترحم فارحم ابويك يقول الله( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) ارحم زوجتك وابناءك والخدم والعمال وكل من تحت يدك امراة رحمت كلبا فسقته فشكر الله لها فغفر لها وامراة اخرى حبست هرة فلم ترحمها فدخلت النار فبقدر ما ترحم الناس يرحمك الله ( انما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه الطبراني وفي المقابل ( لاتنزع الرحمة الا من شقي ) رواه ابو داود والترمذي ( من لايرحم لايرحم ) متفق عليه فاحرص على الاهتمام بمن حولك والشعور به فالجنة التي تطلبها بالركوع والسجود تطلبها ايضا بالابتسامة والكلمة الطيبة والشعور بمن حولك
ثالثا كن حسن الظن بالله
ومعنى حسن الظن الثقة بجوده وهو الرجاء ورد في حسن الظن حديثين الاول عن جابر (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله) أخرجه مسلم
وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يقول الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء )
ثبت في مسند احمد وابو يعلي بسند حسن بشواهده عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقوم بعض اهل النارويستغيث ويصرخ ألف سنة: يا حنان يا منان. فيقول الله لجبريل علي
نبينا وعليه صلوات الله وسلامه ليأتي بهذا الذي ينادي من ألف سنة .
فيذهب جبريل. علي نبينا وعليه صلوات الله وسلامه ليأتي بهذا
الإنسان. فيري أهل النار منكبين يبكون لا يميز واحداًً من آخر فيقول : يا
رب ما عرفته. فيقول: هو في مكان كذا فأتني به. فيحضره جبريل إلي ربنا
الجليل علي جبريل وعلي نبينا وعليه صلوات الله وسلامه فيقول الله له
لهذا العبد. كيف وجدت منزلك، ومقيلك يا عبدي؟ يقول: شر منزل وشر
مقيل يا رب فيقول الله له: أعيدوه إليها. فيقول:يا رب ما كان هذا ظني بك .
يقول.وما كان ظنك؟ يقول. ظني إذا أخرجتني ألا تعيدني ، فيقول الله :
دعوه] والحدیث له شاھد عند مسلم في كتاب الأیمان عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يخرج من اهل النار اربعة وقال ثابت ( ان رجلان يعرضون على الله ثم يؤمر بهم الى النار فيلتفت احدهم فيقول أي رب لقد كنت ارجوا اذ اخرجتني منها الا تعيدني فيها قال فينجيه الله منها )
وثبت عند الامام الترمذي بسند حسن بشواهده عن ابي هريرة مرفوعا ( ان رجلين ممن دخلا النار يشتد صياحهما فقال الرب اخرجوهما فقال لهما لأي شيء اشتد صياحكما قالا فعلنا ذلك لترحمنا قال فان رحمتي لكما ان تنطلقافتلقا انفسكماحيث كنتما في النار فينطلقان فيلقي احدهما نفسه فيجعلها الله عليه برا وسلاما ويقوم الاخر فلا يلقي نفسه فيقول له الرب ما منعك ان تلقي نفسك كما القي صاحبك فيقول رب اني لأرجواالا تعيدني فيها بعد ما اخرجتني فيقول الرب لك رجاؤك فيدخلان جميعا الجنة برحمة الله )
والناس في حسن الظن على ثلاث درجات الاولى حسن ظن بالله مع حسن العمل فهذا نور على نور والثاني حسن ظن مع التوبة بعد التفريط فهذا خير على خير والثالث حسن ظن مع سوء عمل فهذا ظن كاذب قال بعض العلماء‏:‏ من عبد الله بالحب وحده؛ فهو زنديق ومن عبده بالخوف وحده؛ فهو حروري ومن عبده بالرجاء وحده؛ فهو مرجئ ومن عبده بالحب والخوف والرجاء؛ فهو مؤمن كما وصف الله بذلك خيرة خلقه حيث يقول سبحانه (‏أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ‏ )‏ وقوله تعالى (امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجوا رحمة ربه ). فلا يجوز للمؤمن أن يعتمد على الخوف فقط حتى يقنط من رحمة الله، ولا على الرجاء فقط حتى يأمن من عذاب الله، بل يكون خائفا راجيا؛ يخاف ذنوبه، ويعمل بطاعة الله، ويرجو رحمته؛ وقد شبهت هذه المحركات القلبية الثلاثة الحب والخوف والرجاء شبهت بالطائر، فالحب هو رأس الطائرفهو يلقي صاحبه في السير الى محبوبه، والخوف هو الجناح الأيمن وهو سائقه، والرجاء هو الجناح الأيسر وهو قائده، ويطير الطائر محلقاً في السماء، وكذلك يسير القلب محلقاً إلى ربه سبحانه وتعالى عابداً له خاضعاً له خائفاً منه راجياً،
رابعا كن صاحب خلق حسن
فلا تتم تقوى الله إلا بحسن الخلق لان بعض الناس يظن أن التقوى تقتصر على القيام بحق الله دون حقوق عباده وتامل معنا ما ورد في فضل حسن الخلق فضائل كثيرة
(انا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه )رواه أبو داود
( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ) رواه الترمذي وعند احمد ( أي الإيمان أفضل قال خلق حسن ) سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ فقال : تقوى الله وحسن الخلق » رواه الترمذي { ما من شيء في الميزان أثقل مِنْ حُسن الخلق } أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الألباني
عرف ابن حجر رحمه الله حسن الخلق بأنه وصف يحمل على فعل كل حميد وترك كل ذميم وقيل احتمال الاذى وكف الاذى وبذل الندى
حسن الخلق يجمع في امرين ( المسلم من سلم السلمون من لسانه ويده ) وبدا باللسان لانه بوابه الفتن باختصار حاول ان تضحك مع الناس ولا تضحك عليهم ) لان البعض اذا دخل مجلسا يريد يتسلى على الناس فيتطاول عليهم او يحفظ عليهم موقف او كلمة فيرددها عليهم حتى يصل الى مرحلة الايذاء
فكن ذا فن في التعامل مع الناس لان البعض يسيء باستمرار إلى جيرانه و أقربائه واصدقائه
خامسا كن صاحب سريرة مع الله
أعظم ماتتقرب به الى الله أن يكون بينك وبين الله سريرة لايعلمها أحد من الخلق، تدخرها لنفسك بين يدي الله في يوم أحوج ماتكون فيه إلى ما يكسوا عورتك، ويطفئ ظماك، ويجعلك تحت ظل الرحمن يوم لاظل إلا ظله فكن صاحب سريرة مع الله سواء كانت المعاملة بينك وبين الله او بينك وبين خلقه
فاما المعاملة مع الله فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال عند صلاة الفجر : " يا بلال ! حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام ؟ فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة " ، قال : ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل ولا نهار ، إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي . متفق عليه
واما المعاملة مع الناس فقصة اصحاب الغار الثلاثة ( بار الوالدين والعفيف عن الزنا والعفيف عن اجور العمال ) وهذا اعمال عظيمة وقد القيتها في احد المساجد فقال لي رجلا لو كنت الرجل الرابع في الغار فماذا ستصنع فقلت ولو كنت انت الرجل الخامس فسكت وفي هذه الايام لما توقف المصعد في احدى العمائر وكان بداخله امراة فتوسلت باعمال كثيرة حتى وصلت الى عمل فلما توسلت به فتح لها الباب قالت يارب انه كان لي جارة وارادت الحج وطلبت منى ان امسك اطفالها وارعاهم حتى ترجع فقالت ففتح الباب قبل ما انتهي من الدعاء
سادسا كن صاحب عفو وتسامح
( والعافين عن الناس ) لكن بشرط ان يكون عفوا في محله ويصلح صاحبه وتستوثق انه لايعود لان اللئيم اذا اكرمته تمرد وهذا يجرؤ عليك الفساق ولذلك قال الله ( فمن عفا واصلح ) فاذا كان مصلح فاعفوا عنه وان كان مفسد فلا
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى وفارق ولكن بالتي هي احسن
قال الحسن بن علي رضي الله عنه : لو ان رجلا سبني في اذني اليمنى واعتذر الي في اذني اليسرى لقبلت عذره. اخرج الامام االلحاكم ان سول الله صلى الله عليه وسلم قال لعقبة: " ألا أخبرك بافضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة: تصل من قطعك وتعطي من حرمك. وتعفو عمن ظلمك )
( قال موسى: يارب! أي عبادك أعز عليك؟ قال الذي إذا قدر عفى ) وفي الحديث ( وما زاد الله عبد بعفو الا عزا ) رواه الترمذي وفي رواية ( وما ظلم عبد مظلمة فصبر عليها الا زاده الله بها عزا )
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 2/2/1432هـ
مفاصل الانسان
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة ، وتعين الرجل فى دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعة صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة تمشيها إلي الصلاة صدقة ، وتميط الأذي عن الطريق صدقة ).
رواه البخاري [ رقم : 2989 ] ، ومسلم [ رقم : 1009 ].
هذا الحديث قيل معناه على كل عظم صدقة وقيل على كل عضو صدقة
ومعنى الحديث ان تركيب هذه العظام وسلامتها من اعظم نعم الله على عبده فيحتاج كل عظم منها صدقه وقيل ان مفاصل الانسان كثيرة وكل مفصل عليه صدقة ففي صحيح مسلم ( خلق ابن ادم على ستين وثلاث مئة مفصل )
اشتمل هذا الحديث على امور
1- بيان نعم الله على الانسا بخلق المفاصل
2- بيان كيف تشكرها
3- بيان ان الصدقة نوعان واجبة ومستحبة فالواجبة فعل الطاعات وترك المحرمات ( اعملوا ال داود شكرا ) ومستحبة وهي الاتيان بانواع الصدقات المستحبة سواء كانت قولية او فعلية او مالية
ومن رحمة الله انه جعل الصدقة ليست مقتصرة على المال بل جعلها فيما هو اعم من المال ليستطيعها كل احد فعدد طرق الخير وجعلها صدقة وهذه الانواع التي ارشد اليها نبينا صلى الله عليه وسلم منها من نفعه متعد ومنها ما هو قاصر النفع على صاحبه كالتسبيح والصلاة
واشترط في هذه الاعمال كلها اخلاص النية لله فمن انواع الصدقة
منها الاصلاح بين اثنين
بالعدل كما في قوله تعالى ( لاخير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة اومعروف او اصلاح بين الناس ) واشترط في هذه الاعمال كلها اخلاص النية ومعنى تعدل أي تفصل اما بصلح اذا لم يتبين لك الامر او تحكم بالحق لاحدهما اذا تبين لك واذا احالهما الى الصلح وقد عرف الحق لاحدهما فهو محرم وهذا يفعله بعض القضاة فالصلح خير والعدل بين الخصمين واجب
ومنها اعانة الغير ومساعدة الاخرين صدقة لانها احسان والله يحب المحسنين
ومنها الكلمة الطيبة صدقة ( قول معروف خير من صدقة يتبعها اذى ) الكلمة الطيبة كالتسبيح او حسن الخلق مع الناس يقول زبيد اليامي سمعت كلمة نفعني الله بها ثلاثين عاما وكم من رجل سمع اية او كلمة او نصيحة انتفع بها اسبوع او عام او طوال العمر كله
ومنها وكل خطوة الى الصلاة صدقة بشرطين التطهر في البيت الا يخرجه الا الصلاة ففي الحديث ( اعظم الناس اجرا في الصلاة ابعدهم اليها ممشى ) رواه مسلم وفي رواية كل خطوة تخطوها الى الصلاة صلاة لانك في صلاة منذو ان تخرج الى ان ترجع
ثبت في الخطوات الى المسجد انها صدقة وانها ترفع درجة وتمحو خطيئة وتكتب لك حسنة
ومن صلى في بيته خسر هذه الفضائل
ومنها تميط الاذى عن الطريق ففي الحديث ( بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فاخره فشكر الله له فغفر له ) رواه البخاري رقم(2472) فان لم يفعل ففي الحديث ( تكف شرك عن الناس فانها صدقة ) رواه البخاري وكف الاذى عن الناس باليد واللسان
لكن كيف بمن يضع الاذى في الطريق ويضع الاحجار ويضع الحديد ويرسل المياه وقد تكون نجسة ويضع القمائم هذا اثمه عظيم وهو ظلم يجب التحرز عنه
ومنها ركعتين الضحى
من اعظم فوائد صلاة الضحى انها تدفع الشرور والبلاءعن نعيم بن هماز رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله .يقول الله عز وجل(يابن آدم لاتعجزني من اربع ركعات في اول نهارك اكفك آخره) اخرجه ابوداود (لاتعجزني من اربع ركعات) اي لا تترك اربع ركعات اول النهار عجزاً منك عن قال في القاموس لاتعجز أي لاتفوت على نفسك ثواب هذه الركعات الاربع ويستفاد من هذا الحديث استحباب صلاة الضحى
بعض العلماء جعلها مقابل سلامة الاعضاء شكرا لله فمن صلاها فقد شكر الله ومن شكره تأذن له بالبركة واقلها ركعتان وافضلها ثمان ويجوز ان تصلى اثنتى عشر ركعة وهي اعلى درجاتها وافضل اوقاتها صلاة الضحى وفيه حكم عظيمة لانه وقت غفلة ففي الحديث ( صلاة الاوابين حين ترمض الفصال )رواه الترمذي عن زيد بن ارقم
وهاتين الركعتين تجزي عن هذه الصدقات كلها ومن جمع بين فعل هذا الخصال او بعضها مع صلاة الضحى فكم له من الاجر والثواب
يؤخذ من هذا الحديث شكر الله على هذه الاعضاء باستخدامها في طاعته فالله يرضى عن العبد ان ياكل الاكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها وهذه نعم دنيوية كالعافية والرزقة والصحة ودفع الكروه فكيف بشكره على نعمه الدينية اعظم وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا عمل عملا صالحا قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ) وعليه فكل نعمة لاتقرب الى الله فهي بلية وكل من استخدم نعم الله التي اعطاها اياها في المعاصي لم يشكرها فالشكر ترك المعاصي ومن شكر بلسانه ولم يشكر باعضائه كمثل رجل معه ثوب فلم يلبسه وهو يعاني من البرد
السيرة الذاتية لعبدالرحمن يحيى التركي
بداية : مناي من الدنيا هو الوصول إلى رضوان الله الاكبر، وإلحاق الرحمة بالناس ،وذلك بتبليغ رسالة الله الى عباد الله، وتبليغ دعوة النبي إلى العالم (بلغوا عني ولو ايه )،وشعاري هو قوله صلى الله عليه وسلم: " خَلّوا بيني وبين الناس".ووصيتي لنفسي وابنائي وجميع الناس ( ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن والا وانتم مسلمون )
الحالة الاجتماعية :
- ولد عبدالرحمن بن يحيى التركي بمدينة الواديين – أبها - السعودية عام 1383هـ.
- متزوج ، وله سته ابناء وبنت ويكنى بابي احمد أنشأهم على حب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم.
وهم: أحمد ومحمد ويوسف وياسر واسامه ولمى وماهر.
المؤهلات العلمية والعمل:
- نال شهادة كلية الشريعة بابها عام 1412هـ.
- عمل مدرسا بالتعليم اربع سنوات منذو عام 1413هـ ثم انتقل الى الحسبة عام 1416هـ ولازال يعمل بالحسبة حتى تاريخ كتابة النبذه عام 1432هـ
- وهو يعمل الآن بهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وشغل رئيسا لهيئة الشعف بعسير لمدة عشر سنوات .
ابرز شيوخه الذين تاثر بهم
1- فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحيم الطحان وقد تتلمذ على يده بكلية الشريعة
2- وفضيلة الشيخ محمد المختار الشنقيطي وقد لازمه بدرسه شرح سنن الترمذي
3- وفضيلة الشيخ سعد منصور العسيري لازمه واستفاد منه كثيرا
- المؤلفات والبحوث :
المنشورة:
1- النفحة القدسية شرح الاربعين النووية
2- اسعد الناس في الصلاة
3-اسعد الناس في رمضان
4- اسعد الناس في الحج
5- مقومات الهدايه والثبات عليها
6- مشاهدة القيامة
7- حياة وحلية محمد صلى الله عليه وسلم
8- حقوق المعلم
9- اسعد زوجين
10- تحفة المدينة وساكنيها
11- 75 ادبا في الصلاة
12- نافذه على دار النعيم
13- نافذه على دار الجحيم
14- نافذة على داري النعيم والجحيم
15- فوائد المرض
16- موانع الهداية
17- حتى تبتسم في الصيف
18- احلى مكان للمتنزهين
19- دعوة للتامل
20- ثمرات الايمان
21- ثمرات التقوى
22- ثمرات الصلاة
23- ثمرات الطهارة
24- ثمرات الصيام
25- كيف تحفظ القران
26- اتحاف السادة اهل القران
27- الاداب المرعية لمن حج او اعتمر
28- احكام المغالبات
29- عشر ذي الحجة
30- هذا نذير
31- مجموعة المقالات الكاملة
- خواطر مرسلة -.
افضل كلمة سمعتها ان اعظم شيء يرفع الى السماء الاخلاص واعظم شيء نزل من السماء التوفيق ( وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب)
قالوا للعماد المقدسي أوصنا فقال ( اوصيكم بكثرة قراءة القران فانه على كثرة قراءة القران يفتح الله لكم الخير قال ابن تيمية ( ما ندمت على شيء كندمي على كل لحظة من عمري قضيتها في غير معاني القران ) اهم شيء التدبر
يقول الشيخ على الطنطاوي خطبت في الاذاعات وعلى المنابر اكثر من ستين سنة وكان لي امال وتطلعات واليوم لا اطلب من ربي سوى ثلاث الستر والعافيه وحسن الخاتمه
يقول كاتب هذه الاسطر وانا كذلك كتبت وخطبت اكثر من عشرين عام واني احتسب عند هذه الاعمال وارجوك واحسن الظن بك فانك اكرم من سئل ان تقبلها عندك وتجعلها من الاعمال المقبوله واسالك في قل قول وعمل لو ارد به وجهك او دخل في النفس ما قد علمت ان تغفره له فاننا ما اخلصنا لك كما ينبغي ونخشى من ذلك واليوم وقبل المصير اليك اسالك يارب فانك حكمت وقضيت بان كل نفس ذائقة الموت وانت اكرم من سئل ان تحسن وفادتي اليك وترزقني شهادة يغبطني عليها الاولين والاخرين وانك قضيت وحكمت بان الناس يحشرون وعندك يختصمون اللهم ارزقنا الامن في القبور والامن يوم البعث والنشور وما كان لك من حقوق علي او علي والدي وذريتي وزوجي فاجعلنا في حل منه وما كان لخلقك من حقوق فتحمله عنا واغفر لنا و لجميع المسلمين يوم يقوم الحساب اللهم ثبتنا على الحق حتى نلقاك وانت راض عنا غير خزايا ولا ندامى ولا مفرطين ولا مضيعين ولا ضالين ولا مضلين ولا مفتونين ولا زائغين وادخلنا الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب ولا ارتهان بحق ولا مظلمة
________________________________________" للتواصل مع اخوكم/
كتاب المواعظ 3
اليحي التركي لعبدالرحمن
رابط التحميل ............
اللهم أعط منفقا خلفا:
و أعط ممسكا تلفا
الجزء الثالث
جدول المحتويات
م
الموضوع
رقم الصفحة
1
ثلاث افات تدخل على اهل الطاعات
4
2
فضائل يوم الجمعة
7
3
سبب تشبيه التشبه بالكفار بجحر الضب
9
4
العلم النافع والعلم الضار
12
5
جنة الماوى
16
6
اعظم اسباب الهدايه
26
7
اجمل ساعات العبد مع الله هي
30
8
المرور على الصراط
34
9
كيف ننال رضوان الله
38
10
مصارع الشهوات ثلاث اجزاء
44
11
الشفاعه
50
12
شرح حديث الناس كابل مئة
51
13
سر التوحيد
53
14
زيغ القلوب
55
15
العقده الكبرى
58
16
افضل اخلاق الدنيا والاخرة
61
17
ريح الايمان
64
18
شرح حديث الايمان بضع وسبع شعبه
67
19
قيمة العمل الصالح عند الموت وخمس فضائل لداود
71
20
ثلاث خصال تنال بها جوار النبي
74
21
طريق الجنة الامن من جمع اربع كلمات
78
22
اصلاح السرائر
84
23
ايات استوقفتني عن نار جهنم
88
24
رمضان من اعظم مواسم الاخرة
91
25
خمسة من اهل النار وثلاثة من اهل الجنه
96
26
طيور الجنه
101
النقاب
كتاب المواعظ3 ............................................................
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى اللهم لك الحمد اكملة واتمه واجمله وباتم ما تحمد عليه النعمة ونسال وان تبارك لي فيها وان يكون الشكر لك كذلك
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم لا تعذب لسانا كل ما يروي عنك،ولا تخيب رجاء منوطا بك ولا قلبا يشتاق إليك ولا عينا تنظر في ملكوتك ولا أذنا تستمع إلى كلامك اللهم اجعلنا ممن تعلم وعمل ودعا الى ما عمل به وعلمه وثبتنا على الحق في جميع احوالنا.
هذه المواعظ أيها الأخوة هي سلسلة يومية القيتها في صلاة الظهر كل يوم لعامةالناس لعام ألف وأربعمائة وثلاثة وثلاثين للهجرة وتعتبر الجزء الثالث ونحن لانعلم الناس من جهل فقط بل نذكرهم اذا غفلوا ونذكرهم اذا نسوا فيحصل فائدتان التذكير و زيادة الايمان
تم بحمد الله.
أخي الحبيب المبارك– رعاك الله
لا نقصد من نشر هذه المادة القراءة فقط أو حفظها في جهاز الحاسب. بل نأمل منك تفاعلا أكثر من خلال:- إبلاغنا عن الخطأ الإملائي أو الهجائي كي يتم التعديل.- نشر هذه المادة في مواقع أخرى على الشبكة.- مراجعتها ومن ثم طباعتها وتغليفها بطريقة جذابة كهدية للأحباب والأصحاب. في حال إمكان ذلك لتبني طباعتها ككتاب يكون صدقة جارية لك.أخي الحبيب لا تحرمنا من دعوة صالحة في ظهر الغيب. من خلال اقتراحاتك وتوجيهاتك لأخيك يمكن أن تساهم في هذا العمل الجليل.
اللهم اجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم موجبا لرضوانك العظيم. للتواصل مع اخوكم/ abonemr99@gmail.comكتبه عبدالرحمن التركي
ثلاث افات تدخل على اهل الطاعات
حديثي معكم عن ثلاث افات تدخل على اهل الطاعات
1- ان يغتر العابد بعبادته فيستكثر عمله ولذلك ورد عند الحاكم والبيهقي والخرائطي عن انس مرفوعا ( لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو اشد من ذلك العجب ) وحسنه بعض الائمه
قال الحسن البصري ( لو ان ابن ادم كلما قال اصاب وكلما عمل أحسن اوشك ان ينجن من العجب ولذلك قالوا انين المذنبين احب الى الله من زجل المسبحين لان زجل المسبحين ربما يشوبه الافتخار وانين المذنبين يزينه الانكسار والافتقار احد المشائخ ذكر ان رجلا جاءه وذكر بانه صام رمضان كما يقول عشرة على عشرة فذكر بانه قام وصام وعمل موائد رمضان واعتكف واعتمر مرتين ولم يقل الحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدنا الله ا ثم جاء الى الشيخ بعد رمضان بفترة وهو يبكي فقال ما الذي اصابك فقال زنيت فقال الشيخ معلقا ان العبد اذا وفق للخير ولم يشكر الله فقد يخذله الله فلا تحسبن انك اذا لم تسرق بسبب انك غني او انك اذا لم تزني بسبب ان لاتحب بل يقول العلماء
من اعطي خيرا فالله الذي اعطاه ومن وقي شرا فالله الذي وقاه ولذلك العبدلايستطيع على تحصيل الخير وفضل الله الا بحول الله وقوته ومن هنا ندب للمسلم عند سماع الاذان ان يقول عن الحيعلتين لاحول ولا قوة الا بالله
ان العجب والشرك الخفي خافه نبينا على صحابته ( ويوم حنين اذا اعجبتكم كثرتكم ) وهو اكثر ما يدخل على الصالحين
ومن هنا ورد عن الامام مسلم ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ثم جاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون فيغفر لهم )
قالوا للذنبون فائدتان
1- اعتراف المذنب بذنبه وتنكيس راس عجبه لان دوام الطاعات توجب لصاحبها العجب
2- حصول المغفرة والعفو من الله لعبده فلو عصم الله الخلق فلمن يغفر ويعفو
ولذلك العجب يدخل على اهل الطاعات واهل العبادة والاغنياء والاقوياء والمتفوقون
وقد ضربوا للعجب مثلا
بانه مثل رجل عنده كمية من اللبن قليلة وجاءه ضيوف لو اضاف اليه اربعة اضعافه ماء لصار شرابا سائغا لكن لو اضاف اليه قطرة قاز فسد
لذلك قالوا قليل من العجب يفسد العمل
فلا يقوى العبد على نفسه الا بتوفيق من الله فيقيه شح نفسه وشرها ويقويه على مجاهدتها ومن وكله الله الى نفسه غلبته وقهرته
2- ان تعتقد ا ن لك حقا على الله وهذا قد يقع في قلب العبد كونه طائعا المفروض انه يقدم على غيره فيوجب على الله حقا بهذه الطاعة فيقع في نفسه لماذا فلان ما يصلي ولا يصوم ومقصر في طاعة الله مع ذلك الرزق يصب عليه صبا وانا طائع لله ومع ذلك يضيق علي
ولو ستشعر الواحد منا ان الله هو المتفضل عليه بالدين وبالهداية ( يمنون عليك ان اسلموا بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ) لما شعر بهذا
ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا سعي لديه ضائع
ان عذبوا فبعدله او نعموا فبفضله وهو الكريم الواسع
ان الواحد منا حينما يخرج من بيته متوجها الى المسجد فهو وحده من يجني ثمرة هذا العمل فالله لاينتفع بطاعة الطائع ولايتضرر بمعصية العاصي ففي الحديث الصحيح القدسي ( لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتضروني )
وايضا لو كنا على اتق قلب رجل واحد فلن نزيد في ملك الله شيء او على افجر قلب رجل واحد فلن ننقص من ملك الله شيء فسلطانه كامل وغناه مطلق
وما اوجب الله على نفسه من حقوق فهي تفضلا منه وتكرما والا فليس للعباد عليه حق واجب
3- ومن الافات ان يستشعر العبد غناه عن فضل الله ورحمة لكونه طائعا لله احد المشائخ يذكر عن رجل شاب ملتزم بطاعة الله كما يبدو منه طلب من الشيخ ان يدعوا له فقال يا بني اسال الله ان يتوب عليك فاستنكر الشاب على الشيخ وقال يتوب علي من ماذا فقال الشيخ اذا الله يتوب علي انا يقول طلق ابن حبيب لن تؤدوا حق الله افامسوا وانتم مستغفرين واصبحوا وانتم مستغفرين
وتاملوا معي هذه الايات (ولولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين ) وقوله تعالى (لَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ) وقوله تعالى (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء )
لو عامل الله العباد بالعدل لهلكوا ولو عامله بفضله لنجوا
رجل عبد الله خمس مئة عام فقال الله تريد تدخل الجنة برحمتي ام بعملك فقال بعملي فوضعت عبادة خمس مئة عام في كفه ونعمة البصر في كفه فرجحت نعمة البصر بعبادة خمس مئة عام ولذلك ورد عند اهل السنن و بن أبى عاصم وأخرجه الحاكم فى المستدرك وهو صحيح عن ابي بن كعب مرفوعا ( لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالمٍ لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ) قال يحي بن معاذ اذا وضع الله عدله على عبده لم تبق له حسنة ولو بسط فضله على عبده لم تبق له سيئة
خلاصة الامر كلنا تحت رحمة الله وكلنا مفتقرون الى فضل الله ( يا ايها الناس انتم الفقراء ) لمن ( الى الله والله هو الغني الحميد )
كتبه عبد الرحمن اليحيا التركي في 5/3/1433هـ
فضائل يوم الجمعة
لاتحسبن وقوف الملائكة الكرام على ابواب المساجد يوم الجمعة امر هين انما هذا ما سوف نبينه في تسع فوائد
1- خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعه ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة: فيه خُلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة)
-2 هذا اليوم هو عيد المؤمنين والمؤمنات ينبغي ان يلبسون فيه احسن الثياب وان يغتسلوا ويمسوا من الطيب والدهن
3- هذا اليوم اضل الله من قبلنا وهدانا له عن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أَضَلَّ اللَّهُ عَنْ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا ، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلائِقِ ) . رواه مسلم (856)
4- هذا اليوم جمع الله فيه الفضائل والخيرات كلها ففيه ساعة الاجابة
5- هذا اليوم تقف فيه ملائكة كرام على ابواب المساجد لتسجل الاول فالاول ووالله ما قفت الملائكة على الابواب يوم الجمعة الا لشرف عظيم فهل ترضى ان تكون مع الخالفين ام هل ترضى ان تظوى الصحف وليس فيها اسمك اخرج الامام الطبراني عن إبراهيم ، عن علقمة قال : رحت مع عبد الله بن مسعود يوم الجمعة ، ووجد ثلاثة قد سبقوه فقال : رابع أربعة ، وما رابع أربعة من الله ببعيد ؛ إني سمعت رسول الله يقول : " إن الناس يجلسون من الله يوم القيامة على قدر رواحهم إلى الجمعات ، الأول ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع " ، ثم قال : " رابع أربعة ، وما رابع أربعة من الله ببعيد "
والمحروم من حرم
6- ياليت المسلم يستشعر هذه الفضائل حينما يخرج من بيته الى الجمعة وما ينتظرة من رحمات كل خطوة تخطوها الى الجمعه باجر سنة يقام ليلهاويصام نهارها عن أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ وَدَنَا مِنْ الْإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا".
أخرجه النسائي (3/95) ، والترمذي (496)، والدارمي (1/1511)، وأحمد في "مسنده" (4/8
واحرص على قراءة سورة الكهف يجعل الله لك نورا ما بين المجعتين
7- سل نفسك في هذا اليوم كم صليت على نبينا صلى الله عليه وسلم بل في اسبوعك ويومك ففي الحديث عن اوس بن اوس ((( أكثروا علي من الصلاةيوم الجمعة ، فان صلاتكم معروضة علي ، قالوا : كيف تعرض عليك وقد أرمت ؟ قال : ان الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء )خرجه أبو داود ( رقم 1047 و 1531 ) ، والنسائي ( 1 / 203 - 204 ) ، والدارمي ( 1 / 369 ) وابن ماجه ( رقم 1085 و 1636 ) ، والحاكم ( 1 / 278 ) ، وأحمد ( 4 / 8 )
فالصلاة عليه في هذا اليوم اكد وافضل من سائر الطاعات حتى القران لا من حيث الجنس ولكن من حيث اكثروا علي من الصلاة
الا تستحي ات تعرض صلاتك على نبينا صلى الله عليه وسلم وانت قليل البضاعة وقليل العدد ومع الاسف هذه سنة مهجورة
8- سل نفسك عن مكانك في السبق ايم مكانك في الصفوف اين مكانك في الخشوع لاتعجب ممن اعرض عن مائدة الله وكرمة فلو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم اخرج أبو داود وابن خزيمة في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ {لا يزال أقوام يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار}
قال ابن القيم
والسابقون إلى الصلاة هم الألى ... فازوا بذاك السبق بالإحسان
سبق بسبق والمؤخر ههنا ... متأخر في ذلك الميدان
والأقربون إلى الإمام فهم أولو ... الزلفى هناك فها هنا قربان
9- اخيرا لا تتكاسل عن الجمعة ولا تتهاون في حضورها ففي الترمذي عن ابن عباس وابن عمر (من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا بها طبع الله على قلبه )
وعَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ ، أَنَّهما سَمِعَا رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ : « لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الجمُعَاتِ ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّه على قُلُوبِهمْ ، ثُمَّ ليَكُونُنَّ مِنَ الغَافِلينَ » رواه مسلم .هنا لم يحدد عدد الجمع لكن ذكره في الحديث الذي قبله والغافل اذا ذكر لم يذكر واذا نبه لم يتنبه وركب هواه واضله الله على علم
والمتكاسل في الجمعة او الجماعة على مراتب ان يتكاسل حتى يترك الصلاة او يتكاسل عن الشهود اول الصلاة فيجلس في البيت ينتظر حتى تقام الصلاة ثم اذا اقيمت توضا فلم يدرك الا التشهد او الركعة الاخيرة
ولا يزال العبد يتكاسل مرة بعد المرةحتى في المرة الرابعة يصعب عليه الامر فيطبع على قلبه او يسلبه الله الفهم
الطبع بلاء عظيم وهو من اعظم الامراض والطبع يسلب الفهم فلا يعقل فيستهوية الشيطان حتى لايعرف معروف فيحرم اعظم اسباب الهدايه
سبب تشبيه التشبه بالكفار بجحر الضب
اخرج الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه"
وقد أخرج الطبراني من حديث المستورد بن شداد رفعه " لا تترك هذه الأمة شيئا من سنن الأولين حتى تأتيه " ووقع في حديث عبد الله بن عمرو عند الشافعي بسند صحيح " لتركبن سنة من كان قبلكم حلوها ومرها "
وعن حذيفة رضي الله عنه: أنه قال: لتركبن سنن الأمم قبلكم حذو النعل بالنعل، لا تخطئون طريقهم ولا تخطئكم، حتى لو أنه كان فيمن كان قبلكم من الأمم يأكلون العذرة رطبة أو يابسة؛ لأكلتموها، وستفضلونهم بثلاث خصال لم تكن فيمن كان قبلكم من الأمم: نبش القبور، وسمنة النساء؛ تسمن الجارية حتى تموت شحمًا، وحتى يكتفي الرجال بالرجال دون النساء، والنساء بالنساء دون الرجال، ايم الله؛ إنها لكائنة، ولو قد كانت؛ خسف بهم، ورجموا؛ كما فعل بقوم لوط، والله؛ ما هو بالرأي، ولكنه الحق اليقين .
رواه ابن وضاح .
وهذا الحديث أيها الإخوة من دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام، فهؤلاء الغربيون عاداتهم ، وتقاليدهم ، وأخلاقهم ، وانحلالهم ، وتفلُّت أسرهم ، وانحلالهم على مافيها من الشر فقد تشبهوا بهم ولذلك قال
لتتبعن سنن أي سُبَلَ ومناهج وعادات الأمم الذي سبقوكم ، شبراً بشبرٍ كنايةً عن شدة الموافقة لهم في عاداتهم ، على الرغم ما فيها من سوءٍ وشر ومعصيةٍ لله , ومخالفة لشرعه ولا أدَلّ على ذلك من الأزياء التي يلبسها النساء المسلمات ، لو كانت فاضحة ، ولو كانت متبذلة المرأة فيها حرصت على متابعة صرعات الغرب أقوى من حرصها على دينها
قوله جحر ضب
وما أروع هذا التشبيه الذي صَدَّقَ معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم . والتشبيه بجحر الضب لشدة ضيقه ورداءته ، ونتن ريحه وخبثه
وها نحن نشاهد اليوم تقليد أجيال الأمة لأمم الكفر في الأرض ، فيما هي عليه من أخلاقٍ ذميمة ، وعاداتٍ فاسدة تفوح منها رائحة النَتَن
العلم النافع والضار
العمر محدود والمهمة خطيرة وما دام عمر الانسان محدود فلا بد ان يصطفي من العلم ما ينفع ومن العمل ما يرجي خيره ويكون خير ثوابا وخير املا
لذلك ورد عند الامام مسلم عن زيد قال كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اني اعوذ بك من علم لاينفع ومن قلب لايخشع ومن نفس لاتشبع ومن دعوة لايستجاب لها )
اما قوله اللهم اني اعوذ بك من علم لاينفع
استعاذ من علم لاينفع لان هناك علما نافعا وعلما ضارا كما ان القران حجة لك او عليك وكما انك تخرج من بيتك في طاعة الله او تخرج من بيتك في معصية الله كذلك العلم
والسؤال متى يكون العلم نافعا ومتى يكون ضارا
يكون نافعا اذا تعلمت وعملت ودعوت الى ما تعلمت وعملت ويكون ضارا اذا تركت العمل بما تعلمت يقول الشاعر او الناظم
وعالم لم يعملن بعلمه معذب قبل عباد الوثن
وقال ايضا
اذا لم يفك علمك شيئا فليتك ثم ليتك ما عملت
فالعلم النافع الذي ينفع صاحبه اذا عمل به
والعلم الضار اذا ترك العمل بالعلم
وقد يكون العلم ايضا ضارا أومؤذيا كالسحر ونحوه ( ويتعلمون ما يضرهم ولاينفعهم ) ( واضله الله على علم) فيستخدم العلم للشر كالجريمة المنظمة فهو علم ضار ومؤذي وعلم يشقي صاحبه ويقوده الى نار جهنم
ايضا العلم قد ينفع في الدنيا لكونه علم دنيوي ومهما بلغ العلم الدنيوي كالطب والهندسة ونحوها مهما كان عظيما او خطيرا فهو ينتهي عند الموت
وقد يكون العلم لاينفع ولا يضر ورد عند الامام الديلمي وغيره بسند ضعيف ان رسول الله دخل المسجد فراى جمعا من الناس على رجل فقال ما هذا قالوا علامه فقال وما علامة قالوا اعلم الناس بانساب العرب واختلافات العرب فقال علم لاينفع وجهل لايضر ) وقيل انه عن عمررضي الله عنه وهذا النوع فيه الوف من العلوم التي جهلها لايضر وعلمها لاينفع
وقد يكون العلم نافعا في الدنيا والاخرة كالعلم الشرعي وهو على قسمين ان يكون عالما بامر الله او يكون عالما بالله
اما العلم بامر الله فهذا علم مكتسب وممكن يكتسبه أي شخص حتى انه ممكن يتق علوم الشريعة ملحد بل تجد في الجامعات الغربية كليات للشريعة الاسلامية وتمنح الدكتوراه لغير المسلمين واقبح شيء ان يتخذ الدين حرفة فعلى سبيل المثال حفار القبور تمر به الجنائز وكأن ليس له علاقة بالموضوع بل رجل اتخذ تغسيل الموتى مهنة وحرفه حتى وصل به الحال الى انه يدخن اثناء تغسيل الموتى ويحرك بيده الماء فوقه وهو يغسل وهذه حصل قبل سنوات وهناك في كلية الطب من يبيع الجثث على الطلبه عملهم كله مرتبط بالاموات والقلب كالحجر لذلك ينبغي ان نميز بين العلم ووعاء العلم
اما العالم بالله فهذا علم لايحصل بالدراسة ولا بالقراءة لانه علم لانصل اليه الا بالمجاهدة تجاهد نفسك فتغض بصرك وتجاهد نفسك على ضبط لسانك وضبط جوارحك وتجاهد نفسك على طاعة الله وترك معصيته
(قالوا جاهد تشاهد ) كلما تطيع الله ينور الله قلبك
العلم بالله لايناله الا اولياء الله ولا يناله الظالمون ( وخسر هنالك المبطلون )
ليس العالم من يجلس على الكرسي العالم من ترك المعاصي
ليس العالم من يتكلم في المحافل ولكن العالم من يتق الشبهات والشهوات
كفى بالمرء علما ان يخشى الله
وكفى بالمرء جهلا ان يعجب بنفسه او يعصى الله
العلم النافع لصاحبه اذا عمل به والعلم الضار اذا ترك العمل به
قوله واعوذبك من قلب لايخشع
لان العبد اذا عصى الله ابتعد عن الله وابعد القلوب من الله القلب القاسي فيجعله الله قاسيا بسبب تراكم الذنوب قالوا ( الذنب على الذنب على الذنب حتى يسود القلب )
واجمل شيء في الحياة ان يكون القلبا خاشعا ممتلأ بالايمان والاخلاص واليقين
قلب المؤمن اية من ايات الله فلايزال العبد يطيع الله حتى يكبر قلبه ثم يكبر حتى لاترى كبره فيتضاءل امامه كل عظيم ولذلك تسمع العوام يقولون فلان قلبه كبير
ولايزال العبد يعصى الله حتى يصغر قلبه ثم يصغر حتى لاترى صغره فيتعاظم امامه كل حقير لذلك يقول الناس فلان قلبه صغير ما فيه خير
انك لتقرأ القران في عقد النكاح فترى رجل يبكي خشوعا ورجل لايمكن ان تذرف له دمعة خشوع لان قلبه قاسيا
لذلك قالوا اذا قسا القلب لايتاثر بقران ولا بموت ولا بحوادث ولا بمرض ولا حتى باحسانات الله اليه بل يقابلها بالاساءة صاحب القلب القاسي معاند تقف معه تشرح له ساعات خطاءه فلا يسمع لان قلبه قاسي ( فطبع على قلوبهم فهم لايسمعون )
تخوفه بالله ما يخاف تذكره بالله ما يذكر واذا راى اية يستسخر
لذلك استعاذ رسول الله من قلب لايخشع لانه لايستجيب لله معاند مكابر
قوله واعوذ بك من نفس لاتشبع
لان الطمع مرض خطير فياكلون ولا يشبعون ويكسبون ولا يجمعون ويجمعون ولا يبارك لهم والطمع فقر حاضر وهو دناءة نفس ومعول هدم
واذا شاعت الانانية وحب الذات في اسرة او مجتمع تفتت وفقد تماسكه
فكم من اب مات وترك ثروة هائلة فجاء الابن الاكبر فاغتصبها واخذ كل شيء وحرم اخوته الايتام
مشكلات الورثة في العالم الاسلامي كله تلخص في كلمة واحدة انهم احبوا ان ياخذوا ما ليس لهم
لذلك قالوا انت بخير مالم تغتصب حق احد
انت بخير مالم تبني مجدك على انقاض الاخرين
انت بخير مالم تبني غناك على فقر غيرك
انت بخير مالم تبني عزك على اذلال الاخرين
وانت بخير ما لم تبني حياتك على موت الاخرين
انت بخير مالم تبني امنك على خوف الاخرين
خلاصة الامر المؤمن لاياخذ حقوق الاخرين انظر رجل من رواد المسجد ومن اصحاب الصف الاول يتوكل لأمراة على بيع بيت لها بقيمة سبعة ملايين باعة باساليب ملتوية فكذب عليها وخدعها واوهمها وباعة بسبع مئة الف لكن المؤمن لاياكل حقوق الناس ورد في علامات الساعة ( ان يفيض اللئام ويغيض الكرام )
انظر لئن تترك دانقا من الحرام افضل من خمس مئة حجة
انظر صلاة ركعتين من تقي افضل من الف ركعه من مخلط
اللهم اني اعوذ بك من دعوة لايستجاب لها
لاشك ان نبينا استعاذ من موانع اجابة الدعاء بقوله اعوذ بك من دعوة لايستجاب لها وفي حديث اخر ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يارب ايارب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام انى يستجاب له ) استبعد اجابة دعاءه بسبب اكل الحرام
فكم من دعوة في المساجد يوم الجمعة وفي رمضان والحج وغيرها دعونا الله ان يدمر الكفرواهله فلا يوجد استجابة مهما دعونا عليهم بل ان الكفار يزدادون قوة لان الدعوة المستجابه تحتاج الى فم طاهر وقلب طاهر وبطن طاهر
( ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لايحب المعتدين ) ومن الاعتداء اخذ حق اخيك المسلم ( ياسعد اطب مطعمك تجب دهوتك )والله ان معظم المسلمين اليوم يدعون الله فلا يستجاب لهم لان قلوبهم لاهيه ولا غيه وغير خاشعة ونفوسهم طامعة بغير حق وعلومهم غير نافعة الا ما رحم ربك وقليل ما هم
كتبه عبد الرحمن اليحيا التركي في 7/2/1433هـ
جنة الماوى
من اعظم الغبن الا يجد احدنا موضع قدم له في الجنة ففي الحديث عن ابي هريرة مرفوعا بلفظ : “ قيد سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا و مثلها معها , و لقاب قوس أحدكم من الجنة خير من الدنيا و مثلها معها ) اخرجة الترمذي واحمد وصححه الالباني في السلسله وفي رواية لموضع سوط احدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها )
والمعنى لو لم يكن لاحدكم في الجنة الا موضع السوط او القيد لكان افضل من الدنيا وما فيها
ولذلك سمي يوم القيامة بيوم التغابن حينما يظهر للكافر غبنه بترك الايمان ويظهر لكل مؤمن غبنه بتقصيرة في طاعة الله ويظهر لكل عاص غبنه باتباع خطوات الشيطان ويظهر لكل كافر ايضا غبنه حينما يرث اهل الجنة منزلتة بالجنة
ولذلك الغبن كل الغبن حينما نخسر الجنة ونعيمها فلا يوجد سعادة كاملة الا في الجنة اما الدنيا فلا يوجد فيها سعادة كاملة لان الله خلقها ناقصة ففي البخاري عن أنس قال : كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى العضباء ، وكانت لا تسبق فجاء أعرابي على قعود له فسبقها ، فأشتد ذلك على المسلمين وقالوا . سبقت العضباء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن حقاً على الله أن لا يرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه) . والسبب لان الله خلق الدنيا ناقصة
الحياة صحة وشباب وقوة بعدها هرم وعجز وموت
تسعى وراء الاموال وتحلصها وتجمعها وتاتيك المشاكل معها من كل جانب
تاكل احسن الاكل وتمتليء المعده وما ملأ ابن ادم وعاء شر من بطنه بعدها الم ومغص وتعب
لكن الجنة سلام من كل آفة وآمان من كل خوف ( ادخلوها بسلام آمنين )
تعالوا ندخل الجنة ونرى ما فيها من النعيم
بعدما يعبر الناس الصراط وله ست صفات وهو بلاء عظيم يتميز به أهل الخير من اهل الشر فهو ادق من الشعرة واحد من السيف ودحض مزلة فالزالون والزالات يومئذ كثير وعليه كلاليب تخطف اهل الكبائر وكل واحد يحمل ذنوبه وتوضع الامانة والرحم على جنبتي الصراط ليضيع الله من ضيعها هنالك
وبعد ان يعبر المؤمنين الصراط ويتجاوزوا القنطرة ينزع الله من صدورهم بقايا واثار الذنوب من غل وحسد وبغضاء لانه قبل الصراط اخذ كل ذي حق حقه ويبقى في النفوس شيء فعلى القنطرة ينقوا ويهذبوا من بقايا الذنوب كما ذكر بعض الاخوة حينما اصلح بين رجلين مختصمين في الارض فقال لهم اصلحنا الارض وقسمناها وبقي نصلح بينكم فيسلم بعضكم على بعض ويدخل كل واحد منكم على الاخر
فاذا تجاوزا الناس القنطرة وهذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة ووقفوا عند ابواب الجنة وهي ثمانية ابواب
صفة ابواب الجنة
كما يعلم الجميع انها ثمانية ابواب مع انه لم يرد في القرآن عدد أبواب الجنة وإنما ورد ذلك في السنة المطهرة فقد روى مسلم من حديث عمر مرفوعاً من توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال أشهد ألا إله إلا الله وحده لا
شريك له وأن محمداً عبده ورسوله زاد الترمذي بإسناد صحيح (كما صححه ابن باز والألباني ومغلطاي) اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين إلا فتحت له أبواب الجنة وفي صحيح البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الجنة ثمانية أبواب فيها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون ) ذكر الشيخ ابن باز في شرح المنتقى مسألة مفيدة في رجل أسلم بعد رمضان ثم مات فمات على الإسلام فقال لكنه لا يدخل الجنة من باب الريان لأنه خاص بأهل الصيام اما صفة الابواب الجنة فهي ذهب وحلقها الياقوت
اما سعة أبواب الجنة روى الشيخان عن أبي هريرة مرفوعاً والذي نفسي بيده إن مابين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر أو هجر ومكة وعند مسلم عن عتبة بن غزوان رضي الله عنه أنه قال : ولقد ذُكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة ، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام ) زاد الترمذي ثم إنهم ليضغطون عليه حتى تكاد مناكبهم تزول ) معناه الداخلون بالملايين
اول من يدخل الجنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ففي الحديث فآتي باب الجنة فآخذ بحلقة الباب فاستفتح فيقال من فأقول محمد فيقول بك أمرت ألا أفتح لأحد قبلك رواه مسلم بقي استشكال هل أبواب الجنة الآن مفتوحة أم مغلقة :الصواب الذي ذهب إليه الإمام ابن القيم أن أبواب الجنة تكون قبل أن يدخلها المؤمنون يوم القيامة مغلقة وهذا ظاهر
الأحاديث وحتى الايات كما في قولة تعالى ( وفتحت ابوابها ) اما النار فاذا قربوا منها فتحت ثم تُغلق بعد دخول أهلها اما الجنة فلا تفتح قبل دخول نبينا ثم بعد ان تفتح له تبقى مفتوحة لحديث آخر أهل الجنة دخولاً وقولة تعالى مفتحة لهم الابواب
اول زمرة تدخل الجنة
فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة قلوبهم على قلب رجل واحد ، لا اختلاف بيينهم ولا تباغض )
وعلى حسب تعبير الاخوة المصريين تحب تدخل الجنة والا تكبر دماغك كم من شباب وفتيات حرموا الجنة بسبب مسلسلات الحب وعبارات الحب الغير حقيقيه
كيف يعرف اهل الجنة منازلهم في الجنة
هل يدخلون غرباء كل واحد يبحث عن مكانه لايدري اين يذهب ام لا فقد كنا في الحج نعاني من البحث عن المخيمات احيانا يبحث المرء ساعات وايام وقد لايعرف مكانه طوال الحج اما الجنة فلا ورد في الحديث ( فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا ) رواه البخاري عن ابي سعيد ولذلك قال الله ( ويدخلهم الجنة عرفها لهم ) كل واحد يعرف منزلة
كان السلف حينما يتذكرون الجنة يمنعهم ذلك التذكر من المعاصي بل احدهم حينما هم بمعصية وعظ نفسه فقال قد يغضب الله علي غضا لا رضا بعده وقد ينطفي نور الايمان من القلب فيصبح قلبي مظلم الى لقاء الله ياليت الواحد يتذكر هذا اذا نظر للحرام او سمعها او هم بمعصية
صفة اهل الجنة
اخرج الامام احمد والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين وهم على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع ) جردا مردا يعني قليلي الشعر وهو الرجل لا شعرفي وجهه فأهل الجنة لا لحى لهم في وجوههم ولا شواربهم فقد صحح الألبانـــي حديث معاذ مرفوعاً : يدخل أهل الجنة الجنة جردا مرداً كأنهم مكحلين لسواد العينين لحديث كأنهم مكحلين وفي رواية لاحمد (لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون، ولا يتفلون ) أي انتفاء المخاط(الأذى من الأنف)والبصاق (الأذى من الفم وهو التفل)والتغوط والبول رواه الشيخان وفي رواية لاتفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم )، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ( يعنى ما يحتاجون لعطور ومجامرهم الألوة، وأزواجهم الحور العين،)ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا) قال ابن القيم واعطاهم الله هذا الطول والعرض والاسنان ليتمتعوا بما في الجنة من النعيم فقد روى الترمذي ووصححه أن المؤمن يعطى قوة 100كذا وكذا من الجماع وجاء في حديث صححه الضياء يعطى قوة 100رجل في الاكل والشرب والجماع والشهوة .وفي النساء تكون البكارة الدائمة وروي ذلك مرفوعاً عند ابن أبي شيبة.
صفاتهم الخلقية
فسلامة الصدر من الغل والحقد والغل قال تعالى ونزعنا مافي صدرورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين. ومن الصفات الذكر الكثير لله قال تعالى دعواهم فيها سبحانك اللهم والذكر يلهمونه كما يلهم احدنا النفس ان تجد أي حرج وانت تتنفس
وإذا اشتهوا الطعام أو الشراب قالوا سبحانك اللهم فيبتدرة عشرة الاف من الخدم .ومن الصفات التحية بينهم والتحية من الله ( سلام قولا من رب رحيم ) ومن الملائكة (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم ) ومن بعضهم لبعض ( تحيتهم فيها سلام ).ومن الصفات انعدام الخوف والحزن.انعدام التعب والاعياء فلا يمسهم فيها نصب أي تعب ولا يمسهم فيها لغوب أي اعياء من اثار التعب .
ومن الصفات الرضا وعدم الطمع قال تعالى رضي الله عنهم ورضو عنه.ورد عند مسلم عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ , قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّه يَقُول لِأَهْلِ الْجَنَّة : يَا أَهْل الْجَنَّة ! فَيَقُولُونَ : لَبَّيْكَ رَبّنَا وَسَعْدَيْك ! فَيَقُول : هَلْ رَضِيتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقك ! فَيَقُول أَنَا أَعْطَيْتُكُمْ أَفْضَل مِنْ ذَلِكَ ! قَالُوا : يَا رَبّ وَأَيّ شَيْء أَفْضَل مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : أُحِلّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَط عَلَيْكُمْ بَعْده أَبَدًا )
ومن الصفات الضحك والسرور الدائم قال تعالى ضاحكة مستبشرة.
صفة نساء الجنة
يزوج المؤمن منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن اما الشهداء فيزوّج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ) صحيح الترمذي وفي النساء تكون البكارة الدائمة وروي ذلك مرفوعاً عند ابن أبي شيبة.
والمراة الصالحة تاتي يوم القيامة اجمل من الحور العين بسبب صلاتها وصيامها وعبادتها في الدنيا ورد في بعض الآثار أن نساء الدنيا يكن في الجنة أجمل من الحور العين وعندما تأتي فإنه ينبهر بها فيقول ما انت بالتي اعرف
في الحديث الذي أخرجه الطبراني : (أن أم سلمة قالت يارسول الله ! نســاء الدنيا أفضــل أم الحور العيــن ؟ قال بل نساء الدنيا أفضــل .. قلت يارسول الله وبم ؟ قال بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله تعــالى).
واذا تكلمت مع زوجها ذهل عن الجنة يقول الهر عربا اترابا أي عُرُبا مُتَعَشِّقاتٍ مُتَحَبباتٍ متوددات ومتحجبات حور مقصورات في الخيام ما يدجن في الاسواق والاماكن العامة وقال قاصرات الطرف أي على ازواجهن ما يشجعن لعيبة الكرة واصحاب الفن ، أترَابا على مِيلادٍ وَاحِدٍ بخلاف بعض نساء الدنيا تتكلم معها وتقول يا ليتها تسكت بل بعضهن جالسه مع زوجها وامنيته انها تسكت
قصور الجنة
ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( أدخلت الجنة -أي: ليلة الإسراء والمعراج- فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا لي: هذا القصر لفتىً من قريش -لشاب من شباب قريش- يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: فظننت أني أنا هو -أي: ظن المصطفى أن هذا القصر له صلى الله عليه وسلم- فقيل لي: لا، هذا لـ عمر بن الخطاب ، فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم لـ عمر : فأردت أن أدخله لأنظر إليه يا عمر فتذكرت غيرتك، فبكى عمر وقال: بأبي أنت وأمي! أو عليك أغار يا رسول الله؟! )
الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة -أي: طوبة- وملاطها المسك الأذفر، وتربتها الزعفران، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم ).
فحياتهم دائمة بلا موت مثل أهل النار وحديث الموت أنه يذبح بين الجنة والنار ويقال يااهل الجنة خلود فلاموت ويااهل النار خلود فلا موت كل خالد بما هو فيه رواه البخاري ومسلم
نعيم اهل الجنة وكيف يتمتعون فيها
اخرج الامام مسلم (2836) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ ) . يعني الجنة ما فيها لحظة حزن السعادة فيها متزايده ومتجددة ( يبغون عنها حولا ) جمع الله فيها جميع أنواع اللذات سمعاً وبصراً وشماً وذوقاً ولمساً للروح والبدن جميعاً
اعظم نعيم في الجنة
فأعظم النعيم فيها رؤية الرب سبحانه قال العلماء وأعظم لذات الآخرة لذة النظر إلى الله سبحانه وتعالى ولذلك ورد في الحديث والدعاء الشهير عن عمار كما في مسند احمد بسند صحيح عَنْ َّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انه كَانَ يَدْعُو : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ، وفتنة مضلة .) واضرب على ذلك مثالا ولله المثل الاعلى يوسف عليه السلام حينما دخل على النسوة قطعن ايديهن وقلن حاشا للله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم حتى ا ناهل الجنة لينسون ما هم فيه من الحور والدور والنعيم
روى البخاري فقال باب كلام الرب مع أهل الجنة ثم ساق بإسناده عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه وليس بينه وبينه ترجمان ولاحجاب وروى الترمذي عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم، ثم يؤذن لهم في مقدار يوم الجمعه من يام الدنيا ، فيزورون ربهم ، ويبرز لهم عرشه، ويتبدى لهم فى روضة من رياض الجنه ،فتوضع لهم منابر من نور ، ومنابر من ذهب ، ومنابر من فضه ، ويجلس أدناهم – وما فيهم من دني – على كثبان المسك والكافور، ومايرون أن اصحاب الكراسي أفضل منهم مجلسا، قال أبو هريره : قلت يارسول الله ، وهل نرى ربنا؟ قال : نعم ، قال: هل تتمارون فى رؤيةالشمس ، والقمر ليلة البدر؟ - قلنا لا، قال : كذلك لا تمارون فى رؤية ربكم ، ولايبقى فى ذلك المجلس رجل إلا حاضره الله محاضرة ، حتى يقول للرجل منهم : يافلان بن فلان ، أتذكر يوم كذا وكذا؟ فيذكر ببعض غدارته فى الدنيا ، فيقول : يارب، أفلم تغفرلي ؟ فيقول : بلى ، فسعة مغفرتي بلغت بك منزلتك هذه ، فبينما هم على ذلك غشيتهم سحابه من فوقهم ، فأمطرت عليهم طيبا" لم يجدوا مثل ريحه شيئا" قط ، )
ريح الجنة وطيبها
تراح رائحة الجنة من مسافات بعيدة فقد ررد انها توجد رائحتها من مسيرة اربعين عاما ومئة عام وخمس مئة عام والف عام أخرج الطبراني، وأبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً قال: ((تراح رائحة الجنة من مسيرة خمسمائة عام، ولا يجد ريحها منان بعمله، ولا عاق، ولا مدمن خمر))
وفي الحديث (يكون قوم يخضبون فى آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة (أبو داود ، والنسائى ، وابن سعد ، والبيهقى عن ابن عباس)
وقال القرطبي: وفي الموطأ وغيره، عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: إبراهيم، عليه السلام (أول من شاب فلما رأى الشيب، قال: ما هذا؟ قال: وقار، قال: يا رب، زدني وقارًا ) وفي قصة اسماعيل عليه السلام لما مر ابراهيم على زوجة اسماعيل فسال عنه فقالت شيخ وقور ) كان ابراهيم وجهه كالشمس بياض الوجه مع بياض اللحية
وصبغ الشعر الاشيب إذا كان بغير اللّون الأسود - وهو ما يُسمّى بالخِضاب - فهو جائز، بل مستحبّ. ولذلك كان مذهب الجمهور من الأئمّة الأربعة على تفضيل الخضاب، بل رُوِي عن الإمام أحمد القول بفرضيّة الخضاب ولو مرّة. [انظر: "المجموع" (1/270) وروى البخاري عنْ عثمانَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مَوْهَبٍ قال: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا شَعَرًا مِنْ شَعَرِ النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم مَخْضُوبًا.
وفي رواية: ( أَرَتْهُ شَعَرَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم أَحْمَرَ ). زاد ابن ماجه وأحمد:" بِالحِنَّاءِ وَالكَتَمِ "
وإنّما كرهه من كرهه لا لأنّه من تغيير خلق الله، وإنّما كرهوه لما رواه أبو داود وغيره عن عبدِ اللهِ بنِ عمْرِو رضي الله عنه قال: قال رسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم:(( لَا تَنْتِفُوا الشَّيْبَ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَشِيبُ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ إِلَّا كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))، وفي رواية: (( إِلَّا كُتِبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ )).
اما السواد فمحرم اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَلْتُغَيِّرْهُ وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ ))
اعلى اهل الجنة منزلة وادناهم
اما أدناهم منزلة وليس فيهم دنيء كما في صحيح مسلم عن المغيرة بن شعبة : رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلك مَلك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب، فيقول: لك ذلك ومثله ومثله.. فقال في الخامسة: رضيت رب، فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك، ولذت عينك. فيقول: رضيت رب... رَوَاهُ مُسْلِم.
قال القرطبي في تفسيره لهذه الآية وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً[الإنسان:20]: إن الملك الكبير هو أن أدناهم منزلة ينظر في ملكه مسيرة ألفي عام، يرى أقصاه كما يرى أدناه. عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( آخر من يدخل الجنة رجل ، فهو يمشي مرة ، ويكبو مرة ، وتسفعه النار مرة، فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال : تبارك الذي نجاني منك ، لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين، فترفع له شجرة ، فيقول يا رب: ادنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها، واشرب من مائها، فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها؟ فيقول : لا ، يارب ، ويعاهده أن لا يسأله غيرها، قال : وربه عز وجل يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه، فيدنيه منها ن فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها ، ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى ، فيقول : اي رب ، أدنني من هذه لشرب من مائها، وأستظل بظلها ، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم، الم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها؟ فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه تعالى يعذره، لأنه يرى مالا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة له عند باب الجنة، وهي أحسن من الأوليين، فيقول: أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها ، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم ، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟ قال : بلى، يا رب لا أسألك غيرها - وربه عز وجل يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه- فيدنيه منها، فإذا أدناه منها سمع اصوات أهل الجنة ، فيقول اي رب أدخلنيها، فيقول: يا ابن آدم ن ما يصريني منك أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها ؟ قال : يارب، اتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فضحك ابن مسعود، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ قالوا مم تضحك؟ قال : هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا مما تضحك يا رسول الله؟ فقال : من ضحك رب العالمين ، حين قال : أتستهزئ بي وأنت رب العالمين؟ فيقول : إني لا استهزئ منك، ولكني على ما اشاء قادر) أخرجه مسلم
اما اعلاهم منزلة ففي مسلم ايضا عن المغيره قَالَ موسى : يَا رَبِّ أَخْبِرْنِي بِأَعْلاهُمْ مَنْزِلَةً ، قَالَ : أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ وَسَوْفَ أُخْبِرُكَ ، غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا ، فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبٍ ، وَمِصْدَاقُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ سورة السجدة آية 1 يرون الله غدة وعشيا
ودخولها برحمة الله والارتقاء فيها بالأعمال الصالحة)
ثبت في الصحيحين مرفوعاً عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ". قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا، وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا )
وفي صحيح مسلم: " «لن يُدخل أحداً منكم عَمَلُه الجنة» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل» " وفي غير الصحيح: ليس من كافر ولا مؤمن إلا وله في الجنة والنار منزل؛ فإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهلُ النار النارَ رُفعت الجنة لأهل النار فنظروا إلى منازلهم فيها، فقيل لهم: هذه منازلكم لو عملتم بطاعة الله. ثم يقال: يا أهل الجنة رِثُوهم بما كنتم تعملون؛ فتقسم بين أهل الجنة منازلهم.)
وحاصل الأمر أن من عامله الله في ذنوبه بالعدل هلك ومن عامله بالفضل نجا كما قال يحيى بن معاذ : إذا وضع عدله على عبده لم يبق له حسنة وإذا بسط فضله على عبده لم يبق له سيئة.
ذكر ابن القيم في شفاء العليل بإسناد صحيح - 1/346 وهو في المستدرك الحاكم -((حديث صاحب الرمانة الذي عبد الله خمسمائة سنة يأكل كل يوم رمانة تخرج له من شجرة ثم يقوم إلى صلاته فيسأل ربه وقت الأجل أن يقبضه ساجدا وأن لا يجعل للأرض عليه سبيلا حتى يبعث وهو ساجد فإذا كان يوم القيامة وقف بين يدي الرب فيقول تعالى أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول يا رب بل بعملي فيقول أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول رب بل بعملي فيقول الرب جل جلاله قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله فتؤخذ نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة وبقيت نعمة الجسد فضلا عليه فيقول أدخلوا عبدي النار فيجر إلى النار فينادي رب برحمتك رب برحمتك أدخلني الجنة فيقول ردوه فيوقف بين يديه فيقول يا عبدي من خلقك ولم تكن شيئا فيقول أنت يا رب فيقول من قواك على عبادة خمسمائة سنة فيقول أنت يا رب فيقول من أنزلك في جبل وسط اللجة وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح وأخرج لك كل يوم رمانة وإنما تخرج مرة في السنة وسألتني أن أقبضك ساجدا ففعلت ذلك بك فيقول أنت يا رب فيقول الله فذلك برحمتي وبرحمتي أدخلك الجنة ))
الخاتمه
بعد سماع اخبار الجنة وما فيها من السرور والحبور والحور والنعيم المقيم اعلموا ان الله خلقنا للجنة وانزلنا من السماء الى الارض لندفع الثمن والثمن ان نعبد الله ولا نشرك به شيئا
ولذلك هناك نصيحة دائمة للجميع ينبغي استحضارها في اغلب الاوقات ان الحياة في الدنيا حياة مؤقته حتى لانطغى عند الرخاء ولا نجزع عند الشدة
وان العبرة ليس فيما نتركه وانما العبرة ماذا سناخذه معنا
كلنا نؤمن بانه ليس هناك احد يخلد في الدنيا ومع الاسف لازال هناك من يتمسك بالدنيا بيديه واسنانه أي دنيا تخلينا نترك الصلاة واي دنيا تخلينا نتبع الشهوات ( فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات )
اية عظيمة في القران فيها عتاب عجيب ( مالكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلت الى الارض ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الاقليل )
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 1/2/1433هـ
اعظم اسباب الهدايه
بداية حديثي معكم اليوم عن اعظم اسباب الهدايه يقول العلماء و كمال العبد في تمام النعمتين نعمة الدين ونعمة الدنيا ونعمة الدين تحصل بامرين بالهدى والتقى ونعمة الدنيا تحصل بالهدى والتقى ولكن كيف
الحديث رواه مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى , وَالتُّقَى ، وَالْعَفَافَ , وَالْغِنَى " .
نعمة الدين تحصل بامرين
1- الهدى هو العلم يقول الله فاعلم انه لااله الا الله ) لذلك بوب الامام البخاري باب العلم قبل القول والعمل وكان النبي صلى الله عليه وسلم ياسل الله الهدى والهدي يشمل العلم والتوفيق للحق
ولذلك قالوا اذا اردت الدنيا فعليك بالعلم واذا اردت الاخرة فعليك بالعلم واذا اردتهما معا فعليك بالعلم العلم تعطيه كلك يعطيك بعضه
نعم قد تحضر عقد قران او زواج او وليمة ويقف عالم يتكلم فتطرب لكلمته ولكن هذه الكلمات العشوائية لايكون ايمانا لابد من طلب علم مركز اسبوعي او شبه يومي
جاء رجل الى ابن مسعود ذكره ابن عبد البر في فضل العلم فقال يا ابا عبد الرحمن علمني شيئا انال به خيرا فقال تفقه في دين الله فقال السائل ما اراه فهم عني فعاد عليه السؤال فقال تفقه في دين الله فعاد عليه مرة ثالثة فقال ويحك ان الفقه في الدين ينفعك القليل من العمل
ولذلك طلب العلم ضروري والسبب لانه اذا صح تصورك صح سلوكك واذا صح سلوكك سعدت في الدنيا والاخرة
ازمة اهل النار في النار من قله الفهم ( لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير ) ولذلك اخبر نبينا بان من يرد الله به خير يفقهه في الدين ) يعني يفهمه فكلما سلم القلب من المعاصي صار عنده فهم ويفهم كل شيء ولذلك يقول الله افلا يتدبرون القران ام على قلوب اقفالها ) يقفل القلب بامرين بالشبهات والشهوات واذا اغلق القلب بالمعاصي ثقلت عليه الطاعات ومالت نفسه للمعاصي ) لذلك سال نبينا صلى الله عليه وسلم ربه الهدى وهو التوفيق للحق وهو العلم وبالعلم تعرف الله فاذا عرفته احببته فاذا احببته اطعته فاذا اطعته دخلت الجنة وتكون بمعرفة الحق قد قطعت نصف الطريق وبقي عليك التقى
2- وهو ايثار الحق على الباطل فلا يكفي معرفة الحق فقط قال ابن القيم وكمال العبد في امرين معرفة الحق من الباطل ثم ايثار الحق على الباطل وما تفاوت الخلق عندالله الا في هذين الامرين ولذلك لما اسال النبي صلى الله عليه وسلم الهدى وهو العلم والتوفيق للحق سال مباشرة التقى والتقوى هي امتثال امر الله واجتناب نواهيه )
وطريق التقوى ان تعرف الله وهو الايمان به فاذا امنت به اتقيت واذا لم تؤمن به فلن تتقي ( واتقوا الله ان كنتم مؤمنين ) اذا الايمان يمنعك من الوقوع في المعاصي وكلما يقوى ايمانك تعظم تقواك وكلما يضعف ايمانك تقع في المعاصي اخرج الامام عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن ولا يقتل وهو مؤمن ) فالايمان يمنع من المعاصي وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((الإيمان بضعٌ وستون شُعْبة، والحياء شُعْبة من الإيمان))[1]،وعند مسلم: ((الإيمان بضعٌ وسبعون أو بضعٌ وستون شُعْبة، فأفضلُها قولُ: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعْبة من الإيمان))وعنده في رواية: ((الإيمان بضعٌ وسبعون شُعْبة) فاذا اراد الله بعبد خيرا اعطاه الحياء واذا اراد ان يهلكه نزع من الحياء من الله
والسؤال ما هو السبب الموجب لخشية الله انه الحياء منه فانك اذا عرفته استحييت منه ورد عن الامام البزار ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ استحي من الله استحياؤ رجل ذي هيبة من اهلك )
فليست التقوى قيام الليل ولا صيام النهار ولكن التقوى ان تقف عند المحارم وتؤدي الفرائض
اما كمال الدنيا يحصل بامرين
1- العفة عن القبائح ففي الحديث ( واسالك العفاف ) لانه خلق ايماني رفيع يقولون احتج الى من شئت تكن اسيره واحسن الى من شئت تكن اميره واستغن عمن شئت تكن نظيره والعفة تكون عفيف عن القبائح بعض الناس تحت يده ملايين وهو فقير ويده عفيفه لا لايطلب منك شيء وبعضهم نفسه عفيفه تمر عليه تقول له هل يلزمك شيء من مكان كذا فيقول لا ومنهم من يقول لك اين انت ذاهب اين انت مسافر احضر لي كذا فلا يترك انسان الا ويسخره له وفي الحديث عند احمد عن عائشة (أعظم النساء بركة أيسرهن مئونة. رواه أحمد والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي والسبب ان حاجاتهم قليلة لكونهم اغنياء نفس وبعضهم تمر به اجمل النساء وعينه عفيفه قال عيسى لايزني فرجك ما غضت عينك ففي الحديث : "مَنْ يَضْمَنُ لِي مَابَيْنَ لَحْيَيْهِ وفَخِذَيْهِ أَضمَنُ لَهُ الجَنَّةَ"أخرجه البخاري – كتاب: الرقاق، باب: حفظ اللسان، (6474عن سهل بن سعد
وذكر حفظ الفم والفرج لان من حفظهما حفظ بقية الجوارح
2- واسالك الغنى والغنى ضد الفقر ففي في الصحيحين وأبي داود وغيرهم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس } . والعرض أي كثرة الاملاك ولكن الغنى غنى القلب روى النسائي وابن حبان في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى ؟ قلت نعم يا رسول الله ، قال فترى قلة المال هو الفقر ؟ قلت نعم يا رسول الله ، قال إنما الغنى غنى القلب ، والفقر فقر القلب )
ولذلك قالوا العلماء ليس الفقير بقلة المال او انعدامة انما الفقر فقر القلب والغنى غنى القلب
فكثير من الاغنياء يعتبرون فقراء وكثير من الفقراء يعتبرون اغنياء )
والسبب ان الفقراء اغنياء لانهم جعلوا المال في ايديهم فكان خادما لهم اكلوا وشربوا ولبسوا احسن الثياب واحسن المراكب وسكنوا احسن البيوت فكم من فقراء اذا رايتهم حسبتهم اغنياء ولذلك قالوا وصية جامعة لكل ساع لجمع المال 1- ان يبتغي فيما اتاه الله الدار الاخرة 2- الا ينسى نصيبه من الدنيا 3- ان يحسن الى الفقراء كما احسن الله اليه 4- الا يبغي الفساد في الارض بذلك المال
وكم من اغنياء اذا رايتهم حسبتهم فقراء لانهم جعلوا المال في قلوبهم فالواحد منهم معه ملايين ويحس انه فقير فاذا خسر من ماله درهم واحد ضاقت عليه الدنيا وتراه ينشغل بجمعه وحراسته حتى اصبح خادما لذلك المال ومما يحسن ذكر احد الاغنياء معه مئة الالوف وكان يتصدق عليه الناس لما جاءت الاسهم اخرج تلك الاموال ولم يستفد منها وكان الناس يتصدقون عليه حينما يرون البؤس عليه
فالفقر فقر القلب والغنى غنى القلب
وقد ضرب نبينا صلى الله عليه وسلم مثالا رائعا وعجيب ضربه لنا ففي الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : اضْطَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصِيرٍ فَأَثَّرَ بِجِلْدِهِ ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ جَعَلْتُ أَمْسَحُهُ عَنْهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا لِي وَلِلدُّنْيَا ، وَمَا أَنَا وَالدُّنْيَا إِلا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا عن عبدالله قال رواه الترمذي وأحمد وهو صحيح
فالراكب اذا راى الشجر يختار احسنها ظلا وانظفها مكانا لانه يختار لنفسه لكنه لايتعب تعبا شديدا في استصلاح هذا الظل لانه يعلم انه سريع ما يتحول عنه
لذلك ااناس تجار كلهم ومفطورون على حب المال ولكنهم متفاوتون فمنهم
1- من ياخذ المال من حله ولايضعه الا في محله فلا يطغى اذا كثر ولا يجزع اذا قل
2- ومنهم من ياخذه من حله ومن غير حله ويضعه في محله وغير محله ويطغى اذا كثر ويجزع اذا قل
والخلاصة الغنى غنى النفس بالعفاف والقناعة والاقتصاد وعدم الانهماك في لذات الدنيا وجمع حطامها
اجمل ساعات العبد مع الله ساعة؟
حديثي معكم عن اربع دعوات عظيمة لان من اروع ساعات الانسان مع الله ساعة الدعاء والسبب في ذلك لانه من اعظم العبادات ففي الحديث عند الامام احمد الطبراني وابو داود وابن ماجة عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ سورة غافر آية 60 ، قَالَ : الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ , ثُمَّ قَرَأَ : ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ سورة غافر آية 60 " ، اللَّفْظُ لِهَنَّادٍ .
وكم هو جميل ان يقتني احدنا كتابا جامعا عن الدعاء يخلوا به مع ربة ويناجية ويناديه فقد امرنا الله ان ندعوه ليستجيب لنا وامرنا ان نستعيذه ليعيذنا وامرنا ان نستعينه ليعيننا وامرنا ان نستغفره ليغفر لنا وامرنا ان نساله ليعطينا فقد ورد في الحديث ان الله يستعرض حوائج العباد كل ليله فقد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي فِي حَدِيثِهِ : قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا كَانَ شَطْرُ اللَّيْلِ نَزَلَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَقُولُ : " هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ "
واذا عرف هذا كله فقد ورد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ " . هَذَا حَدِيثٌ عَزِيزٌ صَحِيحٌ ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ
فقد اشتمل على اربع استعاذات
1- الاستعاذة من زوال النعمة : فقد يكون العبد في بحبوحة عيش وفي سعادة وهناء وفي يسر وعافية وفجاة تتقلب عليه الامور ويسحب البساط من تحت قدميه وفجأة ينهار البيت وتتشتت الاسرة ويسلب الايمان وتصبح الاسرة في شذر مذر لذلك دخل رجل المسجد وبعد ان صلى ركعتين سمع من بجانبيه يدعوا الله ان يشفي مريضه والاخر يطلب من الله الوظيفة والرزق فقال يا رب ابنائي اصحاء وعندي مال يارب لااريد شيء وكأنه يقول يارب لاتنزل علي مصيبة حتى ادعوك ومن هناك نعم الله علينا تشمل النعم كلها الظاهرة والباطنة ورؤوسها اربع
الاولى نعمة الاسلام فلا تتم نعمة الا بها ولذلك قالوا لانعمة على كافر
ثانيا نعمة العافيه التي يتطيب الحياة الا بها فنعمة الصحة لاتقدر بثمن فالمال كله لامعنة له اذا فقدت الصحة
ثالثا نعمة الغنى والكفاية التي لايتم العيش الا بها
رابعا نعمة الامن فقال سال ابراهيم ربه الامن قبل الرزق وفي الحديث عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الأنصاري الخطمي، عن أبيه - وكانت له صحبة - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من أصبح آمناً في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا " . رواه الترمذي والبيهقي في الشعب و البخاري في الادب المفرد وحسنه الالباني
فمن تحقق له الامن والصحة فلو لم يملك من الدنيا الا قوت يوم فكانما حيزت له الدنيا كلها ومن لم يتحقق له الامن والصحة فلو حصل على الدنيا كلها فلا قيمة لها
وحاصل الامر
اذا كنت مهتديا وصحيحا ومكتفيا فما فاتك شيء من الدنيا
واستعاذ نبينا صلى الله عليه وسلم من زوال النعمة أي استعاذ من اسباب زوالها ولها سببان
الاول : إذا كنت في نعمة فارعها**** فإن الذنوب تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد**** فرب العباد سريع النقم
وقال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. فأخبر الله تعالى أنه لا يغير نعمته التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي يغير ما بنفسه، فيغير طاعة الله بمعصيته وشكره بكفره وأسباب رضاه بأسباب سخطه، فإذا غير غير عليه، جزاء وفاقاً وما ربك بظلام للعبيد... فإن غير المعصية بالطاعة غير الله عليه العقوبة بالعافية والذل بالعز
ثانيا النعم اذا شكرت زادت وذا كفرت ذهبت
قولة واعوذ بك من تحول عافيتك
وسؤال الله العافية والالتجاء اليه أمر ينبغي للمسلم الا يتركه في غالب احواله لان العبد لايامن ان ياتيه البلاء فجأة فيكون سببا في شقائه
وكم من عبد امسى مؤمنا واصبح كافرا وكم من عبد امسى طائعا واصبح عاصيا وكم من عبدا امسء سعيدا راضيا واصبح شقيا طريدا
فالواجب على كل مسلم ان يعلم علم اليقين انه افقر ما يكون الى ربة وان ربه اغنى ما يكون عنه وان فقره يتحتم عليه كثرة الالتجاء اليه والدعاء
وتحويل العافية او تحولها هي تبدلها وفي رواية ومن تحويل عافيتك ةمعناه تغيير عافيتك وهنا سال دوام العافيه لانه يشمل عافية الدين والدنيا فقد ورد في اذكار طرفي النهار سوال العافية كما ورد عند الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الالباني عن ابن عمر يقول: لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يَدَعُ هؤلاء الدعوات حين يُمسي وحين يُصبح: "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة, اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودُنْياي, وأهلي, ومالي, اللهم استر عوراتي -وفي رواية: عورتي- وآمِنْ روْعاتي, اللهم احفظني من بين يديَّ, ومِنْ خَلْفي, وعن يميني، وعن شمالي, ومن فوقي, وأعوذ بعظمتك أن أُغْتال من تحتي".
ولما طلب العافية كأنه طلب موجبات العافية وهي الاستقامة على امر الله فالحصانة من عذاب الله ومن تحول العافية يكون بالاستقامة وبدون الاستقامة لاتكون الحصانة ان شاء عذبك وان شاء عافاك ولذلك قال الله ( وان من قرية الا نحن مهلكوها او معذبوها قبل يوم القيامة )
قوله ومن فجأة نقمتك
والسبب من الاستعاذة من فجاة النقمة فبينما معك كل شيء في لحظات تفقد كل شيء مهما احتط ومهما كان ذكاءك فقد يغتر العبد بمكانه او ماله او قوته او منصبه او جاهه فياخذ ماليس له ولكن بثانية واحده اذا هو في قبضة الله
قالوا كأن الانسان مربوط بحبل وطرفه بيد الله وقد يرخي الله له العنان فينطلق في شهواته ومسراته وفجأة ينتهى في لحظات بدون سابق انذار
لما اغتر الكفار بما اعطاهم الله فتح عليهم اباب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة ) ( حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فاصبحت خميدا كأن لم تغن بالامس )
قولة واعوذ من جميع سخطك
هنا استعاذ بالله من سائر الاسباب الموجبه لسخط الله ويفسر هذه الجملة الدعاء الشهير اعوذ برضاك من سخطك طلب من الله التوفيق للاعمال الموجبة لرضوانه واستعاذ بالله من الاعمال الموجبة لسخطه وايضا طلب المعافاة من الذنوب الموجبة لعقابة والتوفيق للاعمال الموجبة لمعافاته وهذا يتضمن سؤال المغفرة
اما قوله اعوذ بك منك يعني لاينجى من عذاب الله الا الله والمعنى تستعيذ بالله من عقوباته ومما يقدره الله
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 1/3/1433هـ
المرور على الصراط بلاء عظيم
حديثي معكم اليوم عن قولة تعالى ( وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ) اقسم الله في كتابه ان الكل وارد واننا سنمر عليه حتى الانبياء يمرون على الصراط وشعارهم اللهم سلم سلم واما مرور الكفار فهو دخولا واما مرور المؤمنين فهو عبورا
وكان السلف اذا قرؤا هذه الاية يبكون وكان ميسرة يقول يا ليت امي لم تلدني وقال معاذ والله ما يهدأ روع المؤمن حتى يضع الصراط خلف ظهره
واذا تصورنا هذا فانه بعد وقوف الناس عند الميزان ينادي المنادي كل امة تتبع الاله الذي تعبده فتبرز الاله حتى ان فرعون الذي قال انا ربكم الاعلى يقدم قومه يوم القيامة وقد استشكل بعض الكفار على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لما نزلت: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله حَصَبُ جَهَنَّمَ} قال المشركون فالملائكة وعيسى وعزيرا يعبدون من دون الله قال فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ}" وهذا إسناد صحيح فإنه سبحانه قال إنكم وما تعبدون من دون الله ولم يقل ومن تعبدون وما لما لا يعقل فلا يدخل فيها الملائكة والمسيح وعزير وإنما ذلك للأحجار ونحوها التي لا تعقل وأن الملائكة والمسيح وعزيرا ممن سبقت لهم من الله الحسنى فهم سعداء لم يفعلوا ما يستوجبون به النار فلا يعذبون بعبادة غيرهم لهم وانما ذلك للاحجار والاشيئا التي لا تعقل ومن رضي بعبادتهم
وعند البخاري من رواية ابي سعيد الخدري (إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن ليتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر وغبر أهل الكتاب فيدعى اليهود فيقال لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد عزير بن الله فيقال كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون قالوا عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار ثم يدعى النصارى فيقال لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد المسيح بن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فيقال لهم ماذا تبغون فيقولون عطشنا يا ربنا فاسقنا قال فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها قال فما تنتظرون تتبع كل أمة ما كانت تعبد قالوا يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا مرتين أو ثلاثا حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها فيقولون نعم فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يرفعون رءوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة فقال أنا ربكم فيقولون أنت ربنا ثم يضرب الجسر على جهنم )
واذا بقي المؤمنون من هذه الامة ومعهم المنافقون وغبر من اهل الكتاب يدعون الى الجسر او الصراط ويلقى عليه ظلمة حالكة لايستطيع احد ان يخطو خطوة الا بنور ولذلك سالت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : أنا أول الناس سألت رسول الله عن هذه الآية فقلت : أين الناس يوم تبدل الارض غير الارض يا رسول الله ؟ قال : على الصراط .. أخرجه أحمد ومسلم والترمذى وابن ماجة ، وقال الترمذى : حديث حسن صحيح . لما رواه مسلم فى صحيحه وغيره من حديث ثوبان قال : جاء رجل من اليهود إلى رسول الله فقال : أين يكون الناس ( يوم تبدل الأرض غير الأرض ) ؟ فقال رسول الله : فى الظلمة دون الجسر أى الصراط
وهنالك تقسم الانوار كل على حسب عمله ونوره وايمانه وعليها يكون المرور بحسب انوارهم واعمالهم فمن الناس من نورة كالشمس ومنهم كالقمر والجبل ومنهم السراج ومنهم من يعطى نورة على قدر ابهام رجله يضيء تارة ويطفا تارة يقول ابن القيم وأين من نوره على الصراط كالشمس ، ممن نوره على إبهام قدمه يضيء تارة ويطفأ أخرى فاذا راى المؤمنون انوار المنافقين تضي تارة وتطفا تارة يقولون ربنا اتمم لنا نورنا
صفة الصراط
الصراط ادق من الشعرة واحد من السيف دحض مزلة ولذلك ورد عند البيهقي ( والزالون والزالات يومئذ كثير ) وعليه كلاليب مثل شوك السعدان وهذه الكلاليب لايقدر قدرها الا الله فهي عظيمة الكلوب الواحد ياخذ مثل قبيلتي ربيعه ومضر مهمتها خطف عصاة المؤمنين الموحدين وأصحاب الكبائر وفي الحديث في مسند أحمد عن طريق عائشة رضي الله عنها " وَلِجَهَنَّمَ جِسْرٌ أَدَقُّ مِنْ الشَّعْرِ، وَأَحَدُّ مِنْ السَّيْفِ ،عَلَيْهِ كَلَالِيبُ وَحَسَكٌ ،يَأْخُذُونَ مَنْ شَاءَ اللَّهُ )
2- كل واحد سوف يحمل ذنوبه كلها مجسمة على ظهره فتجعل المرور بطيئا لاصحابها او سريعا يقول الله ( ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة )
3- توضع الامانة والرحم على جنبتي الصراط وما وضعت هنالك الا ليضيع الله من ضيعها فاما الرحم فاعظم الرحم الوالدين فالويل لمن عقهما ثم قرابة الوالدين فمن قطع رحمه فلن يمر على الصراط بسلام
واما الامانة فتدخل في كل شيء حتى السر الذي بينك وبين اخيك حتى الكلمة التي يأتمنك عليها فمن ضيع الامانة فلن يمر على الصراط بسلام
واذا تصورنا صفة الصراط فالمرور عليه بلاء عظيم تظهر فيه الحقائق فجعله الله ليفصل بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال وبين الصادق من الكاذب فتنكشف عليه حقائق الناس في يوم يحصل ما في الصدور والنتيجة الكفار في العرصات يساقون الى النار فلا يمرون على الصراط واما المنافقون فيدعون الى الجسر وعنده يضرب بينهم وبين المؤمنين بسور له باب فيسقطون في النار وعلى الصراط يتساقط عصاة الموحدين واهل الكبائر
اقسام الناس في العبور على الصراط
1- ناج مسلم فلا يصيبه لهب النار ولا حرارة وهم يتفاوتون في العبور فعلى قدر أعمالهم يمرون فمنهم من يمرُ كلمح البصر و ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ، ومنهم من يمر كركاب الإبل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشياً ومنهم من يزحف زحفاً ،ومنهم من يتعلق بالصراط فتجره الملائكة على الصراط ومنهم من يسقط ومنهم من تخطفه الكلاليب وفي الحديث عن ابن مسعود (حتى يمر آخرهم يتلبَّط – أي يتقلب- على بطنه فيقول: يا رب لِمَ بطَّأت بي؟ فيقول: إني لم أُبطئ بك، إنما بطَّأ بك عملك
ورد في الحديث عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ان المؤمنين يدخلون الجنة ولا تمسهم النار الا تحلة القسم فاستشكلت عائشة فكيف بقول الله وان منكم الا واردها فقال ان الورد للجميع ولكن الله ينجي المؤمنين المتقين ) ولذلك ورد عند البخاري ايضا 0 ( لايموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار الا تحلة القسم )
2- مخدوش مرسل تخطف الكلاليب الرجل او اليد او تخطفه بعد نصف الطريق او ثلثة او في اخره وورد في بعض الاحاديث ان رجلا يحبو مائة سنة فاذا نجا منها التفت الى النار وقال الحمد لله الذي انجاني منك بعد ان ارانيك لقد اعطاني الله عطاء لم يعط احدا من خلقه
ولك ان تتصور لو ان شخصا يمشي على جداراو قنطرة بين طاحتي سحاب فاذا نظر الى تحته يكاد ينخلع قلبه من الفزع فهي في غاية العمق ورد في الحديث أخرج الترمذي عن عتبة بن غزوان وصححه الألباني : " إنَّ الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم فتهوي بها سبعين عاما ما تفضي إلى قرارها "
وأخرج هناد وصححه الألباني عن أنس مرفوعًا " لو أن حجرا مثل سبع خلفات ألقي عن شفير جهنم هوى فيها سبعين خريفا لا يبلغ قعرها "
3- مكردس في النار وهم عصاة الموحدين واصحاب الكبائر اما المنافقون فيسقطون عند الجسر حينما تطفأ انوارهم ويطلبون من المؤمنين ان يعطونهم من انوارهم ( انظرونا نقتبس من نوركم ) فيضرب بينهم بسورله باب فيتساقطون في النار قبل الصراط عند الجسر واما الكفار فقد سبق انه ينادي المنادي من كان يعبد شيئا فليتبعه فيطلبون الماء فيظهر لهم سراب فيتبعونه حتى يتساقطوا في النار اما اصحاب الكبائر فيتساقطون في النار على الجسر وفقد ورد ان امراة ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم انها تقوم الليل وتصوم النهار غير انها تؤذي جيرانها بلسانها فقال هي في النار ولذلك قد يدخل النار اناس لهم حظ من الصلاة والقيام من عصاة الموحدين
فيا سعادة من نجا من النار ( فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز ) لااله الا الله كيف لنا بنار تقاد بسبعين الف زمام مع كل زمام سبعين الف ملك يجرونها لاحول ولا قوة الا بالله
لقد اقسم الله ان الكل واردها فان كان صالحا لطف به ورحمه ولذلك اذا خرج المؤمن من الصراط التفت الى النار فقال الحمد لله الذي نجاني منك بعد ان ارانيك
تصور المشهد الكفار تجسد لهم الاله وتقدم اتباعها الى النار والملائكة تسوقهم وتزجرهم الى النار كقطعان الغنم يقول الله ( يوم نسوق المجرمين الى جهنم وردا ) أي عطاشا يتراء لهم السراب فيجرون وراءه ليشربون فيتساقطون في النار
واما اهل النفاق فيدعون الى جسر جهنم ويضرب بينهم وبين المؤمنين بسور لهم باب فيتساقطون في النار
واما عصاة الموحدين فيسقطون في الناراثناء المرور على الصراط تخطفهم الكلاليب وفيهم مصلون واهل قيام وصيام
ونحن لانعلم في أي الفرقين هل نحشر الى الرحمن وفدا ام نساق الى النار وردا مرجع الامور الى الله والاعمال بالخواتيم نسال الله حسن الختامه
الكفار يساقون الى النار والنار اذا راتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا يسمعون لها اصوات تقطع القلوب وتصم الاذان واذا راى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل فما ان يصلون الى ابواب النار حتى فتحت ابوابها وفاجئهم اللهب فلفحت النار وجوههم
انها نار ليست كنار الدنيا انها نار احمي عليها ثلاث الف عام نار الدنيا من يدخلها يموت اما نار الاخرة لايموت فيها ولا يحي بل ياتيه الموت من كل مكان وما هو بميت
اما طعام اهل النار فلو اكلت لقمة حارة لتألمت فكيف بمن طعامه نار يغلي في البطون بل مالؤن منها البطون وهذا الطعام لايسمن ولا يغني من جوع فاجتمع الم الطعام والم الجوع
واما شرابهم يطلبون ماء فيسقون ماء فمن شدة حرة تسقط فروة وجوههم فيه واذا نزل امعائهم فيقطع امعائهم ويسقون من ماء صديد
واما لباسهم فقطعت لهم ثياب من نار وايضا سرابيلهم من قطران واما فراشهم فلهم مهاد من نار
هذه نافذة على النار اللهم زحزحنا عن النار وادخلنا الجنة مع الابرار
نعهد اليك ونحن لازلنا في هذه الدنيا وقبل المصير اليك ونحن افقر ما نكون اليك اللهم ارحم ذل مقامنا في يوم العرض عليك وعظيم تقصيرنا وثبت على الصراط اقدامنا يوم تزل الاقدام ويسر حسابنا ويمن كتابنا اللهم انت حسبنا اذا عظمت علينا ذنوبنا وجلت علينا فضائحنا وخطايانا اللهم لاحولا لنا ولا قوة لنا الا بك
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 23/1/1433هـ
كيف ننال رضوان الله
أبدأ باسم الله مستعينا راضيا به مدبرا معينا والحمد لله كما هدانا إلى سبيل الحق واجتبانا أحمده سبحانه وأشكره ومن مساوي عملي أستغفره وأستعينه على نيل الرضا وأستمد لطفه في ما قضى وبعد
حديثي معكم اليوم عن كيفية نيل رضا الله والفوز برضوانه فافضل ما تشغل به الانفس والانفاس ما يقرب العبد من الله والسعي في الفوز برضاه وقد ورد هذا في حديث عظيم في صحيح البخاري هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه في أربعة مواضع: في كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان برقم: (16)وباب من كره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار من الإيمان. برقم: (21)وفي كتاب الأدب، باب الحب في الله، برقم: (6401) باختلاف يسير في الألفاظ.وفي كتاب الإكراه، باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر، برقم: (6941)وأخرجه مسلم في صحيحه: في كتاب الإيمان، باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان، برقم: (67) و (68) بلفظ «ثلاث من كن فيه وجد طعم الإيمان... »
نـص الحديـــث
عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثـلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان؛ أن يكون الله ورسـوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار».[رواه الشيخان]
قولة ثلاث
العدد هنا غير مطلوب وغير مقصود لانه ممكن تحصل على حلاوة الايمان بغير هذه الخصال فقد ورد ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا الحديث وعليه يكون المعنى ثلاث خصال من خصال كثير
فهذه الخصال الثلاث جامعة لاهم مبادي الايمان
قوله وجد بهن حلاوة الايمان
أي وجد بهن أي بسببهن حلاوة الايمان
اما معنى حلاة الايمان أي ثمرته وهي تعطى للعبد ثلات كرامات قوة في التحمل وقوة في الايرادة وانشراحا في الصدر وطمانينة وراحة بال فاما قوة التحمل كان الامام احمد يصلي في اليوم ثلاث مئة ركعة غير الفريضه ويعطة عزيمة على الرشد ويجد راحة نفس وسعادة قلب وانشراح صدر كما قال السلف: «من لم يدخل جنة الدنيا لم يدخل جنة الآخرة»، وهذه المقولة ليست مغلوطة، بل هي الحقيقة بعينها، قالها من هو مطلع على حقيقة الدين يقول ابن تيمية رحمه الله : « إنها تمر بالقلب لحظات من السرور أقول : إن كان أهل الجنة في مثل هذا العيش ، إنهم لفي عيش طيب »
والسؤال الذي يتبادر الى الاذهان لماذا لايجد المسلمون اليوم حلاوة الايمان مع انهم نصلون ونصومون ويزكون ويحجون ولكن حياتهم في بيوتهم واعمالهم وفي كسبهم على غير منهج الله لذلك حرموا حلاوة الايمان
والسؤال كيف ننال حلاوة الايمان وكيف نصل اليها
لاشك ان قناعة الانسان في حرمة الشيء قد تصل الى اعلى مستوى ولكن ايرادته في ادنى مستوى هذا الطبيب او المدخن يعلم كل واحد منهما بحمة الدخان وانه ضار ويحذر الناس منه ويدخن مع ذلك والسبب ان المسلمون اليوم لاتنقصهم الا الارادة والعزيمة على الرشد قناعاتهم حينما تسائلهم كثيرة لان امور الدين اليوم اصبحت واضحه يتلقي الانسان علوم الدين في المسجد والكتاب والشريط في الوسائل المقرؤة والمسموعة فحقائق الايمان واضحه ولكن الايرادة ضعيفه
الله سبحانه قد يعطي العبد الجمال والصحة والذكاء والقوة والاموال ولكنه قد يكون من اشقى الناس بل لايعطى السكينة وراحة البال الا الاصفياء
خلاصة الامر في حلاوة الايمان لاتتاح الحياة الطيبة الا لمن استقام على امر الله
بقي ان نناقش الاسباب الثلاثة التي ينال بها العبد حلاوة الايمان
اولا ان يكون الله ورسولة احب اليه مما سواهما
لوسالت الف مليون مسلم هل تحب الله ورسولة لكانت الاجابة نعم لكن ليست هذه الاجابة
ان الاجابة على هذا السؤال حينما يتعارض مصلحة دينك مع مصلحة دنياك حينما يتعارض نص شرعي مع مصلحتك فان كنت تحب الله ورسوله تضع المصلحة تحت قدمك وتنحاز لله ورسوله
حب الله ورسوله يظهر حينما تضحي بمصالح دنياك وتضحى بكل شيء وتضحى بمصلحة اقرب الناس اليك تقدم طاعة الله ورسوله على مصالحك الموهومة
لذلك لما ادعت القلوب محبة الله عز وجل وكل الناس قالت اننا نحبه انزل الله آية الامتحان والاختبا للجميع: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وأخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد فى سبيل الله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين}
الله فطرنا على حب هذه الاشياء : فمن لا يحب زوجتة ؟ ومن لا يحب أباه وأمه؟ لكن حذار أن يكون حبك لهم على حساب دينك
هذه الاشياء الثمانية انت ممتحن فيها وناخذ واحدا منها التجارة فقد تكون تجارة رابحة ولكن البضاعة محرمة دخل عريض ولكن على حساب دينك هذه الامور الثمانيه اذا اثرتها على طاعة الله ورسوله كانت حجابا بينك وبين الله
خلاصة الامر تجد حلاوة الايمان اذا قدمت طاعة الله ورسوله على مصالحك الدنيوية وقدمتها على محبة المغريات والشهوات والملهيات فهذه هي حقيقة الايمان ويكفيك ان تكون في طاعة الله وعدوك في معصية الله
ثانيا ان يحب المرء لايحبه الا لله
حلاوة الايمان لاتتحقق عند المسلم الا بحبه لله وحده وحب الله هو الاساس وحب الله مقصود لذاته لانها محبة تراد في الدنيا والاخرة ففي الحديث الصحصح من حديث سهل بن سعد ( احبب من شئت فانك مفارقه ) الا الله فانه حي لايموت
وحب الله هو الذي يلقي العبد في السير الى محبوبه وعلى قدر ضعفها وقوتها يكون السير الى الله )( اللهم اني اسالك حبك حتى تكون احب الي من كل شيء
ولا تتحقق حلاوة الايمان الا بحب النبي صلى الله عليه وسلم ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم تابعة ونابعة من حب الله ولذلك كان اول حب بعد حب الله حب نبينا صلى الله عليه وسلم لا كما يفعل بعض الغلاة حينما يحبون نبينا محبة لايرضاها الله ولا رسوله محبة شركية بل يحبون نبينا اكثر من الله فيعصون الله من اجل اظهار حبهم له
والسؤال لماذا نحب نبينا صلى الله عليه وسلم نحبه لان به انقذنا الله من الظلمات الى النور وهو المبلغ عن الله وهو المبين لمراد الله فنحبه من اجل الله ولله وبما فتح الله على يديه من الخيرالكبير فنال منه الخير الوفير
ولا تتحقق ايضا حلاوة الايمان الا بحب المؤمنين كما ورد هنا في هذا الحديث ( ان يحب المرء لايحبه الا لله ) فنحب الانسان على حسب قربه من الله وقربه من الله يتحقق بالاسلام والعمل بطاعته
فنحب من يحب الله ولو نالنا منه اذى ونبغض من لايطيع الله ولو نالنا منه خير وهذا هو الولاء والبراء ومما يحس ذكره ان احد الاخوة ذكر بان رجلا قال له والله يا شيخ اني لاحبك فقال لماذا فقال له لانني اراك تلبس عقال والمشائخ ما يلبسون عقال ال: يا مزاحم، والله إني أحبك في الله، أنت وزيري. قال: ولِم يا أمير المؤمنين، قال: رأيتك يومًا من الأيام تصلي وحدك في الصحراء صلاة الضحى، لا يراك إلا الله وكم من مسلم يلتصق باهل الدنيا ويحبهم وهم لايصلون أخرج أحمد والترمذي والحاكم عن معاذ بن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: "من أعطى لله، ومنع لله، وأحب لله، وأبغض لله، وأنكح لله، فقد استكمل الإيمان".
ثالثا ان يكره ان يعود في الكفر كما يكره ان يلقى في النار
وتتحقق حلاة الايمان بمحبة الايمان والاسلام واهله وبغض الكفر واهله فهذه المحبه لا تتحقق الا بحب الايمان وكراهية الكفر لانه بدا ببيان محبة الله ثم محبة الاشخاص وهنا بين محبة الافعال
و ضرب لذلك مثلا ان قذفه في النار اهون عليه من الرجوع الى الكفر فمعناة انه لو خير بين نار الدنيا والشرك والكفر لأختار نار الدنيا على الكفر والشرك عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم ((أن لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت وإن حرقت ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدا فمن تركها متعمدا فقد برئت منه الذمة ولا تشرب الخمر فإنه مفتاح كل شر)).رواه ابن ماجه والبيهقي وحسنه الألباني في الترغيب والترهيب رقم[567].
ولذلك من شدة حبه للاسلام والايمان ابغض الكفر والبدع والفسوق والعصيان
يقول الله ( واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 27/3/1433هـ
مصارع الشهوات
حديثي معكم اليوم عن مصارع الشهوات فاشد المجتمعات فسادا ما بلي بهذه البليه اخرج الامام احمد والبزار والطبراني وابو يعلى بسند جيد عن ابي برزة الاسلمي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( انما اخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى )
ففي هذا الحديث الشريف بين نبينا صلى الله عليه وسلم مرضان خطيران يجمعان سائر الافات وهما الشهوات والشبهات وهما منبع الافات كلها
فاما قوله شهوات الغي : الشهوات نوعان مباحة ومحرمه فاما المباحه كما اشار الله (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآب﴾
واما الشهوات المحرمه فهي شهوات الغي وهي على قسمين
1- شهوات غي محرمة في البطون فياكل حرام ويشرب الحرام ولذلك ورد في سنن الترمذي من حديث ابي هريرة سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اكثر ما يدخل الناس النار فقالالفم والفرج )
وثبت عند الامام احمد وابو يعلى والطبراني واسناده جيد في الترغيب للمنذري وهو في المجمع ج4 عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اذا ظهر الربا والزنا بقوم فقد أحلوا بانفسهم عذاب الله ) ومن هنا شهوات الغي في البطون اكل الحرام وشرب الحرام
ومن تامل النداءت التي جاءت في القران يا ايها الرسل يا ايها الناس يا ايها الذين امنوا والموضوع الوحيد الذي جاء فيه النداء لكل الطبقات هو اكل الحلال
ياأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم
" يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا )
يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون
والسؤال لماذا خاطب الله كل الطبقات من رسل وعامة الناس وعموم المؤمنين
لان اكل الحرام وشربه ولبسه والتغذي به سبب لعدم قبول الطاعات وسبب لانصراف الناس عن العبادات واكثر الناس اليوم يتساهلون في كسب المال وكسبه بطرق غير مشروعه وقد اشار نبينا الى الله عليه وسلم الى هذا عند اشتداد الفتن أخرج الامام البخاري في «البيوع»، باب قول الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً﴾: (2083)، وابن حبان في «صحيحه»: (6726)، والدارمي في «سننه»: (2441)، وأحمد في «مسنده»: (9528)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. «لَيأتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمانٌ لاَ يُبَالِي المَرءُ بِمَا أَخَذَ المالَ أَمِنْ حَلالٍ، أمْ مِنْ حَرامٍ»(١)،
جاء رجل الى سفيان الثوري فقال حدثنا عن فضل الصف الأول، فقال: انظر كسرتك التي تأكل من أين تأكلها وصلي بالصف الاخير
يقول سهل بن عبدالله التستري من اكل الحرام عصت جوارحه شاء ام ابى ومن اكل الحلال طاعت جوارحه شاء ام ابى
في هذا الايام رجل بلغ من العمر تسعين عاما وهو بصحة جيدة وكان طوال هذه المدة معلما للقران اجرى فحوصات عامه والنتيجه سليم فسالوه فقال ما اكلت حراما في حياتي ولا اعرف الحرام يعنى ما زنى لذلك قالوا لئن تترك دانقا من الحرام افضل من خمس مئة حجة نافله
واما شهوات الغي في الفروج
فمن اخطر ما يكون على الانسان هذه الشهوة والموصل اليها النظر قال عيسى ابن مريم لايزني فرجك ما غض طرفك وقد أمر الله بغض النظر من قبل الرجل ومن قبل المراءة فامر الرجل بامر وامر المراءة بامرين
فامر الرجل بغض بصرة وامر المراءة بغض بصرها وعدم اظهار زينتها الا ما ظهر منها ولذلك حذرها فقال ( ولايضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن )
ويترتب على هذه الاوامر اربعة امور
1- اذا تمسكت المراة بحجابها ولم يغض الرجل بصرة لم تحصل فتنة
2- واذا لم تتمسك المراة بحجابها وغض الرجل طرفه لم تحص فتنة
3- واذا غض الرجل بصرة ولم تتبرج المراة لم تحصل فتنة
4- واذا لم يغض الرجل بصرة ولم تتحجب المراة وقعت الفتنة
والسبب في كون المراة لم تتحجب وتبرجها لضعف ايمانها وسبب عدم غض الرجل بصرة لضعف ايمانه
فعصت المراءة وعصى الرجل فدخل الشيطان مع معصية المراءة ومعصية الرجل ولو ان أحدهما لم يعصى لم يدخل الشيطان
وعقوبة هذه النظرات المحرمة اولها أسف واخرها تلف
وما دام الانسان متقيد بأوامر الشرع خيمت عليه عناية الله فاذا عصى الله تخلت عنه عناية الله
بقي علينا ان نعرف شهوات الغي في الفروج ما هي
يقول العلماء وحفظ الفرج يراد به حفظه مطلقا فلا يجوز كشف عورته ولا يستعمله الا فيما شرع الله وعليه يصون فرجه ويحفظه بامرين
1- عدم كشفه فيحرم على الرجل ان ينظر الى عورة غيره ويجب عليه ا يصون عورة ويسترها وهذا الخطاب للرجل وللمراة وعورة الرجل مع الرجل من السرة الى الركبه وعورة المراة مع المرة من السرة الى الركبة ويبقى بعدها المرؤة والحياء والشيمة فلا تكشف من جسدها شيء الا لزوجها وهذا محل اجماع ولم يخالف فيه الا ضال مضل
اخرج الامام مسلم واحمد واهل السنن الاربعة عن ابي سعيد الخدري مرفوعا ( لاينظر الرجل الى عورة الرجل ولا تنظر المراة الى عورة المراة )
ولذلك لما مر سلمان الفارسي وراى أناس يغتسلون عراه فقال والله لئن اموت ثم انشر احب الي من ان ارى عورة غيري او يرى غيري عورتي )
فكيف تترخصون يا عباد الله
اول بلية بلي بها ادم وحواء بعد المعصية الكتشف والتعري ( فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءتهما ) ولبس القصير من الثياب في حق النساء جريمه ( ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءتهما ) فكان نزع الثياب وابداء العورات اول مادة في هذا القانون الشيطاني ومن شان ابلي سان يحسن في عيون اتباعه السيء من اللباس حتى يروه حسنا ويجمل لهم القبيح فلا يبصروه قبيحا ( افمن زين له سوء عمله فراه حسنا ) ( وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون )
بقي ان نشير الى ان الفخذ عورة وكيف تساهل الكثير من الناس في كشفه ففي مسند احمد ( يا جرهد غطي فخذك فان الفخذ عورة )
اما حفظ الفرج من شهوات الغي فيحفظه من سبعة امور
1- يصونه من الزنا 2- يصونه من اللواط 3- يصونه من السحاق وهو خاص بالنساء 4- يصونه من نكاح يده 5- ويصونه من اتيان البهائم 6- ويصونه من ائتيان المراة في الحيض 7- ويصونه من ائتيان المراة في دبرها والمراد به الايلاج في الدبر ولكن يجوز الاستمتاع بما دون ذلك لكثرة الاسئلة في ذلك
ثبت هذا كله عند الامام احمد والطبراني والبزار والطيالسي عن ابن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( سبعة لاينظر الله اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم ويدخلون النار مع الداخلين ( الفاعل والمفعول به والناكح ليده وناكح البهيمة وناكح المراة في دبرها والجامع بين المراة وبنتها والزاني بحليلة جاره والمؤذي جيرانه حتى يلعنوه )
وثبت ايضا عند الحاكم والطبراني وهو في التغيب ج3 عن ابي هريرة ان رسول الله لعن سبعة من خلقه من فوق سبع سمواته وردد اللعنة على واحد منهم ثلاثا ولعن كل واحد منهم لعنة تكفيه فقال ( ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من ذبح لغير الله ملعون من اتى شيئا من البهائم ملعون من عق والديه ملعون من جمع بين المراءة وبنتها ملعون من غير منارات الارض )
هذه هي شهوات الغي السبعة التي خشيها نبينا على امته نسال الله العظيم ان يرزقنا العفة والعفاف وان يصون لنا جوارحنا من كل ما يسخطه واذا اراد الله بعبد خير صرف عنه السوء والفحشاء كما قال سبحانه في حق يوسف ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين )
وقد صان الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من الاخلاق التي تدنس الرجال تنزها وتكريما وقد ذكر نبيناصلى الله عليه وسلم كيف حفظه الله في صغره من امور الجاهلية ففي مصنف عبدالرزاق عن جابر قال لما بنيت الكعبه ذهب رسول الله لينقل الحجاره فقال له عمه العباس اجعلازارك على عاتقك من الحجارة ففعل فخر الى الارض وطمحت عيناه الى السماء ثم قام فقال ازاري ازاري فشد عليه ازاره وعند ابن اسحاق قال فلكمني لاكم ما اراه لكمة وجيعة ثم قال شد عليك ازارك قال فاخذته فشددته علي وعند البيهقي عن العباس فكنت انا وابن اخي نحمل على رقابنا واوزارنا تحت الحجارة فبينما انا امشي وابن اخي امامي فخر وانبطح على وجهه فجئت اسعى فقلت ما شانك فقام واخذ ازاره وقال نهيت ان امشي عريانا )
وورد عند البيهقي عن علي قال سمعت رسول الله يقول ( ما هممت بشيء مما كان اهل الجاهليه يهمون به من النساء الا ليلتين كلتاهما عصمني الله فيهما قلت ليلة لبعض فتيان مكه ونحن رعاء غنم اهلها ابصر لي غنمي حتى ادخل مكة اسمر فيها كما يسمر الفتيان فقال بلى قال فجئت فاذاعزفا بالغرابيل والمزامير فقلت ما هذا قالوا تزوج فلان بفلانه فجلست انظر وضرب الله على اذني فوالله ما ايقظني الا مس الشمس فجئت صاحبي فقال ما فعلت فقالت ما فعلت شيئا ثم اخبرته ثم قلت له ليلة اخرى ابصر غنمي حتى اسمر ففعل فلما جئت سمعت مثل الذي سمعت تلك الليلة فسالت فقيل نكح فلان فلانه فجلست انظر فوالله ما يقظني الا حر الشمس فوالله ما هممت ولا عدت بعدهما لشيء من ذلك حتى اكرمني الله بالنبوة ) وهذا من حفظ الله لأولياءه من الحرام يهيء اسبابا ليصرف عنهم السوء والفحشاء
واما مضلات الهوى
فمضلات الهوى تكون في العقول والقلوب لذلك قالوا واشد ما يفسد الدين والدينا الهوى والجهل وهو مرض الشبهة وسببه امران خطيران فساد العلم بالجهل وسوءالنيه والقصد فاما فساد العلم فسببه نقص في العلم يحسب انه يدري وهو لايدري اويكون تصورة للشيء ناقص فيهرف بما لايعرف ولذلك قالوا الجهل شجرة تنبت فيها كل الشرور واما سوء القصد والنيه كما في قصه الذي اتاه الله علما فنسلخ منها واخلد الى الارض واتبع هواه سورة الاعراف 175
ولذلك شبه الله من اتاه الله العلم وترك العمل به واتبع هواه بالكلب والكلب اخس المخلوقات نفسا واوضعها قدرا وهمته لاتتعدى بطنه واشد الحيوانات حرصا فمن شدة حرصه لايمشي الا وخشمه في الارض يستروح واذا رميت له بحجر تبعه لياكله وهو من امهن الحيوانات واحملها للهوان وارضاها بالجيف ولو ظفر بمئة بميتة تكفي الف كلب لم يدع كلبا واحدا ليتناول منها شيئا
علاج مضلات الهوى
قال الجنيد: أرقت ليلة فقمت إلى وردي فلم أجد الحلاوة التي كنت أجدها، فأردت أن أنام فلم أقدر، فجلست فلم أطق الجلوس، فخرجت فإذا رجل ملتف في عباءة مطروح على الطريق، فلما أحس بـي قال: يا أبا القاسم إلى الساعة، فقلت: يا سيدي من غير موعد؟ فقال: بلى سألت الله عز وجل أن يحرك لي قلبك، فقلت: قد فعل فما حاجتك؟ قال: فمتى يصير داء النفس دواءها؟ فقلت: إذا خالفت النفس هواها؛ فأقبل على نفسه فقال: اسمعي فقد أجبتك بهذا سبع مرات فأبـيت أن تسمعيه إلا من الجنيد ها قد سمعتيه، ثم انصرف
فالبلاء كله في الهوى والشفاء كله في مخالفته
يقول المحاسبي النفس كالاسير وضعته في السجن وانت تقوم على طعامه وشرابه تامر يقوم فيقوم وتامره بالقعود فيقعد ولكن بعد فترة طوبله من الزمن الفته ففتحت له السجن بعدما امنته فربما يستاسد عليك وربما يقتلك وهكذا النفس اذا فتحت لها باب قليل من الحرام فقد تجرك الى اكبر منه فخاف على نفسك ان تخرجك من الدين بسبب الشهوة
ومن ثم ينبغي الحذر من الهوى والسسب قالوا ان العبد اذا تعلق بفساد لايقبل النصح وفي الحديث ثبت في مسند احمد وابو داود والبخاري في الادب المفرد عن ابي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم ( حبك للشيء يعمي ويصم )
خلاصة هذا الحديث العظيم
ان اسباب الذنوب تعود الى امرين فساد القوة العلمية بالشبهة وضعف العلم وفساد القوة العمليه بترك الحق وعدم العزيمة على الرشد
لايمكن للعبد ان يتطهر من مرض الشهوة الا اذا تطهر من مرض الشبهة
واذا تصورنا هذا كله لما علق نبينا صلى الله عليه وسلم على النفر الذين تقالوا عبادته فقال ( انما انا اعلمكم بالله واشدكم خشية له ) بالعلم بالله قوة علميه والخشية له قوة عمليه ومن لم يعرف الله كما ينبغي لم يعظمه حق تعظيمه الخشية نور في القلب يارب
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في17/4 /1433هـ
الشفاعة في الميزان بعد مجادله كبيرة
أخي الحبيب السلام عليكم الشفاعة هي التوسط للغير لجلب منفعة او دفع مضرة والشفاعة في الدنيا حسنة ويؤجر عليها مالم تكن في اسقاط حق او تعطيل حد فهي محرمه اما في الاخرة فتكون الشفاعة يوم القيامة على قسمين عامة وخاصة فالخاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حينما يشفع لاهل الموقف في ان يقضي الله بينهم ويعتذر عنها الانبياء وايضا شاعة اخرى خاصة لنبينا في دخول اهل الجنة الجنة حينما يستفتح الباب اما الشفاعة العامة فهي له صلى الله عليه وسلم ولغيرة من الملائكة والانبياء والشهداء والصالحين وهي شفاعة لمن استحق ان يدخل النار الا يدخلها وشفاعة لمن دخل النار ان يخرج منها حتى ان الصالح يشفع لاهل بيته وجيرانه واصحابه فبعد شفاعة هؤلاء كلهم ورحمة ارحم الراحمين يقبض الله قبضة فيخرج من يشاء من النار اما شروط الشفاعة اولا ان ياذن الله بها ومن ثم نقرا في اية الكرسي من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ثانيا رضاه سبحانه عن الشافع وهنا يتبين لنا بطلان شفاعة من يدعون الاموات ويطلبون منهم الشفاعة لان الله لم ياذن بها ولم يرضى بها وكلامك يا اخينا يارب شفاعتك يار رسول الله عبارة خاطئه لانك تنادي نبينا صلى الله عليه وسلم وهو مع علو درجته عند الله لايشفع حتى يسجد ويستاذن فياذن الله له فيها ( ارفع راسك واشفع تشفع ) لذلك لاتعبد طمعك احدا غير الله لان الله هو وحده المحرك للقلوب المانعه والمعطية فكن مع الله وكلنا نسال الله ان يشفع فينا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو القائل ( يا فاطمة بنت محمد انقذي نفسك من النار لااغني عنك من الله شيئا ) ونبينا ايضا قال ( اذا سالت فاسال الله واذا استعنت فاستعن بالله ) ومن ثم ورد عند الامام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنْكَ ، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ "
تفسير رائـــــــــــــــــــــــــــع لحديث الناس كابل مئة
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجدون الناس كإبل مائة لا يجد الرجل فيها راحلة )رواه مسلم ولفظ البخاري (نَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً )
الراحلة عند العرب الجمل النجيب والناقة النجيبة كاملة الاوصاف فقد يكون عند المرء مئة ناقه ثم لايجد بينها واحده تتوفر فيها كل الصفات التي تجعل منها المركب الهنيء والمفضل للاسفار والركوب
معنى الحديث
ان الواحد قد يبحث بين المئة والمئتين من المعارف والزملاء فلا يجد شخصا واحدا يوافقه تمتم الموافقة في افكاره وعواطفه وامزجته
لذلك قالوا ان الذي يصلحون ان يكونوا اصدقاء من الدرجة المتازه هم دائما قليلون جدا
قد يبحث الشخص عن صديق ممتاز فلا يعثر عليه لانه هو ليس صديق ممتاز اصلا
واذا تبين لك اهمية الصحبة فاليك اخي الحبيب الأسس التي تبنى عليها الصداقة والصحبة وكيف يختار الزوجة والزميل في العمل
1- الحب في الله. فاجعل مدارك في حب الناس وإكرامهم من اجل الله فعن معاذ رضي الله عنه ( قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( يقول الله وجبت محبتي للمتحابين في والمجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في ) وقد تكلمت في مقال على الموقع الحب في الله يستوي فيه عندك المراة الشوهاء والمراة الحسناء والضعيف والحير لانه تحبهم بسبب طاعة الله واتباع شرعه
2- تختار من صفاته الكمال الكريم الوفي الصادق المحب الذي لا يفشي لك سرا ولا يكشف لك عورة وان رأى خلة سدها أو نقصا كمّله أو رأى عيبا ستره وان رآك على منكر ذكرك بالله وان رآك على طاعة ثبتك وان رأى عندك نعمة فرح بها وان إصابتك مصيبة حزن وشاركك فيها صادق في قوله وفي عهده وماله ووده.
. 3- اختر اصحابك وفق هذا الحديث ( اذا اراد الله بالامير خيرا جعل له وزيرا صدق ان نسي ذكره وان ذكر اعانه واذا اراد الله به غير ذلك جعل له وزير سوء ان نسي لم يذكره وان ذكر لم يعنه ) رواه ابوداود وابن حبان وصححه ويدخل في هذا الزوجه والصاحب والمستشار وزميل العمل
4- استر عورات الاصدقاء اقل عليهم من اللوم وعفو عن الهفوات ننصح الصديق بسر ونثني عليه امام الاخرين حاول ان تضحك مع الاخرين لا عليهم
أعجبني · · ال
سر التوحيد
ان تحب الله بقلبك كله وترضيه بجهدك لكن كيف
قال ابن تيميه اعلم أن محركات القلوب إلى الله عز وجل ثلاثة : المحبة والخوف والرجاء .وأقواها المحبة وهي مقصودة تراد لذاتها لأنها تراد في الدنيا والآخرة
وحب الله هو الذي يلقي العبد في السير الى محبوبه وعلى قدر ضعفها وقوتها يكون السير الى الله )ولذلك اضرب لكم مثالا محسوسا يجسد لكم هذا الامر وهو ان الحب هو المحرك للعبد الا ترى مشجعي الكرة يحضرون الى ملعب الكرة من بعد صلاة الجمعة والمبارة بعد صلاة العشاء وحبهم للكرة جنونيا بل اشد جنونا من العشاق حتى انه قد يضحى بكل شيي فقد يطلق زوجته من اجل الكرة ويضحى بوقته ونفسه وماله وجاهه وتراهم يبادرون الى الحضور من بعد صلاة الجمعة وهم يرددون الهتافات والتغني بفريقهم ويمكثون بالساعات وهم مشغولون بهذا الامر ويتركون الصلاة ويقرأ الجرئد عن الرياضة من الفها الى يائها واحدهم قد لايفتح المصحف سنوات وقد يكون المسجد بجوارة سنوات لا يصلى فيه يوم واحد لذلك لست اتكلم عن قضية حكم التشجيع او ترك الصلوات او الكلام عن المخالفات ولكن اقصد انظروا كيف اذا احب شخص شيئا وكان حبه صادقا كيف يضحى من اجله بماله ونفسه ووقته ويتعب نفسه
فالمحرك للناس محبة الله ولذلك لما صدق الصحابة في حب الله ورسوله تركوا اموالهم وااهليهم واوطانهم يبتغون فضلا من الله ورضوان وينصرون الله ورسوله واشترى الله من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنه
سأحمل روحي على راحتي واهوي بها في مهاوي الردى. فإما حياة تسر الــصديــــق وإما ممات يغيض العــــــدى. ونفس الشريف لها غايتــان ورود المنايا ونيل المــــنــــى
ومن ثم أي شيء يحرك محبة الله في القلوب قال ابن تيميه يحركها شيئان
1- مطالعة آلائه ( فاذكروا آلاء الله عليكم لعلكم تفلحون )عليك النعمة تدعوك إلى محبة الله، والبلاء يدعوك إلى الخوف منه، والآلاء تدعوك إلى تعظيمه، اذا رايت الاعمى يمشي في الطريق تذكر نعمة الله عليك بالبصر اذا رايت الفقير والمريض والسجين والمهموم تذكر نعمة الله عليك ( وما بكم من نعمة فمن الله ) ( احبوا الله لما يغذوكم من نعمه )
2- كثرة الذكر للمحبوب لان كثرة ذكره تعلق القلب به
زيــــــــــــــغ القـــــــــــــــــــــــلوب
حديثي معكم اليوم عن زيغ القلوب اخرج الامام الترمذي عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا قَالَ نَعَمْ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ))(رواه الترمذي)هذا الحديث العظيم فهم الصحابه منه كما فهمنا ان من اهتدى لايضل وان من كفر لايهتدي فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان الامر ليس كذلك
فكم من مؤمن ارتد وكم من كافر امن وكم من ضال اهتدي وكم مهتد كان يشار اليه بالبنان ضل
ومن ثم القلوب بيد الله يحركها كيف يشاء وهو وحده الذي يملأها امنا وايمان ويملأها خشوعا وعلما ونورا خوفا ويملأؤها سعادة ويملأها شقاء فاذا اطعناه ملأها رضى وسعاده واذا عصيناه ملأؤها ضيقا وكابه وشقاء فالامر كله له ونحن كلنا تحت رحمته ومفتقرون الى هدايته وتوفيقه فلا نستطيع ناخذ الا ما اعطانا ولا نتقي الا ما وقانا فكلنا مفتقرون الى عفوه ورحمته وتوفيقه واحسانه
واعظم نعمة ينعم الله بها على الانسان نعمة الاسلام والايمان وهي تحقق لنا سعادة الدنيا والاخرة فسعادة الدنيا الحياة الطيبه وسعادة الاخرة النجاة من النار ودخول الجنة وفي المقابل حياة بلا ايمان ولا اسلام شقاء في الدنيا والاخرة ففي الدنيا يسلط الله على من اعرض عنه الكابة والضنك وهو مرض عصري اعداده فلكيه وسببه الاعراض عن الله يقول الله عزّ وجل:
﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ) فلو ملك احدهم الدنيا بحذافيرها فهو في شقاء وعناء وكابه ولو انتقل من بلد الى بلد لاذهاب ما في صدره من الضنك فلا يذهب لانه مرض سببه الاعراض عن الله ولا يذهبه الا الايمان والاسلام وطاعة الرحمن
واذا تصورنا ان سعادة الانسان في الدنيا والاخرلا تتحقق الا بالايمان والاسلام لكن من سيثبت على الاسلام والايمان حتى الممات فالقلوب تتقلب والايمان يزيد وينقص وما دام العبد في هذه الحياة فهو معرض للفتن والشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم والاعمال بالخواتيم فالرجل يعمل بعمل اهل الجنة فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها فكلنا على خطر
ومن ثم قالوا اذا حصل الزيغ الاختياري جاء الزيغ الجزائي 0 ( فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم )ولذلك اخرج الامام احمد ((عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْكِلَابِيِّ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا وَهُوَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ رَبِّ الْعَالَمِينَ إِنْ شَاءَ أَنْ يُقِيمَهُ أَقَامَهُ وَإِنْ شَاءَ أَنْ يُزِيغَهُ أَزَاغَهُ وَكَانَ يَقُولُ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ وَالْمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ يَخْفِضُهُ وَيَرْفَعُهُ ))
لذلك قال العلماء ينبغي لكل مسلم ان يتعاهد نقصانه عن طريق المحاسبه
والمحاسبه هي ان تعرف مالك وما عليك المحاسبه تسبق التوبه لتحملك على التوبه المحاسبه تعقب التوبه لتحافظ على التوبه
إذا أردنا أن نحاسب أنفسنا لكي ننجوا قالوا: هناك ثلاثة مقاييس تقيس بها صلاح قلبك
1- العلم فيجب ان تتعلم حتى تمتلك المقياس لمحاسبه النفس لان بالجهل تعصى وبالجهل تغتر وبالجهل تقع في الموبقات وتترك الصالحات وانت لاتدري فاي خلل في العلم يقابله خلل في السلوك واي خلل في الاعتقاد يقابله خلل في العمل ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنيا ) فلماذا ضل سعيهم ؟ لأنه ضل اعتقادهم
ايضا الشفاعه لما فهم البعض الشفاعه فهما خاطئا وساذجا فتقول له حينما يرتكب المحرمات اتق الله يقول لك نحن امة مرحومه النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لنا نعم هذه الشفاعة حق، و هي ثابتة في الأحاديث الصحيحة ولكن لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال لمن مات لايشرك بالله
وهؤلاء لم يغرقوا فقط في المعاصي و الشهوات بل وقعوا في الشرك وطمعوا في الشفاعه وبعضهم وقع في العقائد الزائغه والفاسدة كالبدع المحرمه ففي الاحاديث الواردة عن الحوض في الموقف انه يذاد اقوام عن الحوض بسبب البدع ففي البخاري ( اصحابي اصحابي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي )
فاذا كان هناك خلل في العلم كان هناك خلل في السلوك
2- يجب ان يتهم العبد نفسه و يسيء الظن بها حتى يحاسبها فبعض العارفين يقول : متى رضيت نفسك وعملك فاعلم أن الله غير راض عنك
لان كل انسان راض عن نفسه معناه انه لايحاسبها والرضى عن النفس مرض خطير يقول ابن ابي مليكة ادركت ثلاثين من اصحاب محمد كلهم يخاف على نفسه النفاق بعضهم تقول له اتق الله يقول لك انا صاحب مبدا انا شريف انا احسن من غيري انا كذا انا كذا فمن مدح نفسه ورضي عنها فهو يجهلها
3- يجب ان نفرق بين النعمة والفتنه وبين المنة والحجة فعطاء الله ابتلاء ( ليبلوكم فيما اتاكم ) ومنعه دواء وحتى تفرق بين النعمة والفتنة اذا استخدمت ما اعطاك الله من نعم في طاعه الله فهي نعمه واذا استخدمت ما اعطاك الله من نعم في معصيته فهي فتنه فبعضهم تقول له لا تغتر بعملك فهو غيرصالح، نعم لك أعمال صالحة لكن هناك عندك ركام من الأعمال السيئة انت غارق في الشهوات والمعاصي فلا يبالي
ختاما و من لم يكن له ورع يصدُّه عن معصية الله إذا خلا لم يعبأ الله بشيء من عمله، أغلق باب المعاصي حتى يُفتح الله لك باب الطاعات تعهد نقصان الطاعات
وإذا أردت أن يرحمك الله عز وجل فارحم من دونك، وإذا أردت أن تدعو إلى الله فاسلك سبيل المتقين و التزم بما تقول، أكبر وصية لمن يدعو إلى الله عز وجل أن يحرص أن يكون في مستوى دعوته.
العقده الكبرى
الانسان اذا بلغ واكتمل عقله يدعوه تفكيرة للبحث في هذه الاسئلة فيتساءل من خلقه ولماذا خلق من اوجده ولماذا وجد وما غايته وما وظيفته والى أي شيء ساصير وما صلتي بهذا الكون ومن اوجد هذا الكون وماذا كان قبله والى أي شيء سينتهي هذا العالم باسرة وسميت هذه الاسئلة بالعقدة الكبرى وهي اعظم مشكلة يقابلها الانسان في حياته وهذه التساءلات لابد لها من اجابة ولا بد من حلها
فالموحد يحصل على اجابه مقنعه لعقله ومريجه لضميرة ومسايرة لفطرته فهو على بينة من امره وربه في هذه الحياه ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) هذه الاسئلة المعقده يجيب عليها الرجل الامية الذي يرعى الغنم من خلقك يقول الله لماذا خلقت لعبادته ماذا بعد الحياة موت ثم جنة او نار هذه الاسئلة المعقده يجيب عليها العالم الاسلامي كله البلاد التي وصلت نسبة الأمية فيها الى 40% في حين ان البلاد الغربية التي تدعي قلة الامية فيها ويعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون ) الكثير منهم في حيرة يتمتعون وياكلون كما تاكل الانعام والنار مثوى لهم نعم يجيدون الكتاب والقراءة والحساب لكنهم لايعرفون لماذا خلقوا بل عقيدة النصارى عقيده التثليث عقيده فاسده يقول احد الاخوه كنت في بيروت وانا بالكلية مع احد النصارى وانا اتسابق معه على الدرجة الاولى فقال لي يوما من الايام انا احسدك ايها العبد المسلم فقال على ماذا فقال عقلك في راحه ولا تجد قلق الذي اجده فقال وما الذي يقلقك فقال منذو عرفت هقلي وانا ما غاب عن ذهني كيف سيكون الثلاثة واحد والواحد ثلاثة وكلما افكر في القضية ازداد شكا وغما كيف ساقنع نفسي وانت مستلقي على ظهرك تقول لااله الا الله وانت في راحه لايوجد عندك ما يصادم عقلك وفكرك ويضيق صدرك والله ما يستر عقيده النصارى الا عداءهم للمسلمين حقد وتعصب للباطل من اجل الكيد لنا القضية ليس الامية انك تقرا وتحسب والقضية اكبر من هذا ان راعي الغنم الامي يعرف لماذا خلق والى اين المصير
والذين يعرضون عن توحيد الله يشقون في هذه الحياة قبل الممات واذكر لكم قصيدة الطلاسم لبعض الظائعين في هذه الحياة المهوس الضائع الشقي ايليا ابو ماضي ولو عنده مسكة عقل لعلم ان الله خلقه اوجده لفاية نبيلة ليعمل بشرع الله في هذه الحياة فيسعد في العاجل قبل الاجل
قصيدة الطلاسم ايليا ابو ماضي
جئتُ لا أعلم من أين ولكني أتيتُ
ولقد أبصرت قُدّامي طريقا فمشيتُ
وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيتُ
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست ادري
انني جئتُ وامضي وانا لا اعلم ُ
أنا لغزٌ، وذهابي كمجيئي طلسمُ
والذي اوجد هذا اللغز لغزٌ مبهمُ
لا تجادل ..ذو الحجى من قال اني
لست ادري
وفي مجلة اليقظة قالوا: بعد توقف خمسة وثلاثين عاماً يعود الموسيقار الكبير الفنان،محمد عبدالوهاب يعود ليتحف الجماهير -أقول: ليضل الجماهير- ويتحفنا بالجديد، وأقول: الجديد من المعصية، عله أن يتوب ويراجع حسابه مع الله، اسمع إلى كلمات الأغنية، وأنا أقرؤها بلهجته؛ لأنها لهجة عامية متبذلة، وعفواً إذا أخطأت في ضبط اللهجة، وهي تخالف المعتقد وتعارض الكتاب والسنة، وتلغي قرارات القضاء والقدر التي أتى بها محمد صلى الله عليه وسلم، وأفتى كثير من العلماء بتحريم قولها واستماعها، وأن من اعتقد ما فيها فقد كفر، وحقه أن يقطع رأسه بالسيف الأملح؛ لأنه اعتقد عقيدة الشرك والعياذ بالله، يقول:
جايين الدنيا ما نعرف ليه ولا رايحين فين ولا عايزين إيه
مشاوير مرسومة لخطاوينا نمشيها في غربة ليالينا
يوم تفرحنا ويوم تجرحنا واحنا ولا احنا عارفين ليه
وزي ما جينا جينا ومش بأيدينا جينا
ولقيت بيتي بعد الغربة قلبك ده وعيونك ديه
ولقيت روحي في أحضان قلبك باحلم واصحى واعيش على حبك
حتى في عز عذابي بحبك عارف ليه يا حبيبي بحبك من غير ليه
أتيت لتعبد الله فإلى جنة أو تعصي الله فإلى نار
أفضل اخلاق الدنيا والاخرة
حديثي معكم اليوم سيكون افضل اخلاق الدنيا والاخرة فعن عقبة بن عامر الجهني -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عقبة: ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟! تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك". أخرجه أحمد.
الاخلاق المحمودة هي التي تبنى على السلوك الايماني وليس السلوك المدني او السلوك الذكي او السلوك المصلحي
لان خلق المؤمن خلق اصيل فلا يتاثر باقبال الدنيا او ادبارها ولا بتحقيق المصلحة او تعطيلهت ولا يتاثر بالغنى او الفقر ولذلك اذا وضعنا مبادي الكفار وقيمهم في الميزان فليس لديهم قيم ولا اخلاق لانهم يتلونون تلون الحرباء بحسب المصلحه فهم اصحاب مبادي واخلاق اذا مصالحهم تقتضي ذلك واذا تضررت مصالحهم كانوا وحوشا كاسره
الاخلاق الحميد هان تعامل الناس بما تحب ان يعاملونك هل تحب احد يهضم حقوقك او يسب او يشتمك او يقطعك
الاخلاق المحمود هان تتخلى عن الانانيه
الاخلاق الحموده ان تنتصر على نفسك في مواطن الرغبه والرهبه والشهوة فتؤثر الاجل على العاجلومن ثم بين نبينا اعظم احلاق الدنيا والاخرة
1- تصل من قطعك
لان اغلب الناس يصلون من وصلهم ويحسنون الى من احسن اليهم ويزورون من زارهم ويعزون من عزاهم ويشارك في فرح من شاركه في فرحه ولكن نبينا ارشدنا ان المواصل ليس كذلك ففي البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ وَلَيْسَ الْمُوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ , وَلَكِنَّ الْوَاصِلَ الَّذِي إِذَا انْقَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا "
فمن علامات المخلص انه لايتاثر بردود الافعال انما يفعله من اجل الله فلا يتعامل مع الناس ان احسنوا احسن وان اساؤا اساء
وفى المسند عن بشير بن الخصا صية انه قال: يارسول الله ان لنا جيرانا لا يدعون لنا شاذة , ولا فاذة , الا اخذوها , فاذا قدرنا لهم على شيىء اناخذه ؟ قال :" لا,اد الامانة الى من ائتمنك , ولا تخن من خانك "
الواصل لايرد صله بصله ولا احسان باحسان ولكن الواصل من يصل من قطعه
2- تعطي من حرمك
فلا تتعامل مع الناس بردود الافعال فاذا كان فعلهم سيئا تقطع عنهم ما كنت تفعله معهم من الخير اذا كنت تفعله لوجه الله
وعن أبي أيوب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن أفضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح } رواه أحمد الكاشح هو الرحم المبغض المضمر للعداوة فلا يشكر لك فضلا ولا يشكر لك احسانا ولا يعرف لاحد فضلا
لأن في هذه الصدقة الجمع بين صلة الرحم وترغيم الشيطان،وكسر للعداوة فيرد ما في نفسه فتربحه او تكف شره
3- تعفو عمن ظلمك
قال لقمان لايعرف الحليم الا اذا اغضب ولا الشجاع الا عند الحرب ولا يعرف الصديق الا عند الضيق
والعافية إنما هي في التغاضي والتغافل
لما عفوت ولم أحقد على أحد *** أرحت نفسي من هم العداوات
فشَرَعَ العدل وهو القصاص، وندب إلى الفضل وهو العفو
والانسان حينما يعفوا عمن ظلمه يملأ الله قلبه ايمانا وامانا وحينما ينتقم لنفسه يملأ الله قلبه خوفا وجفوة فيعاقبه الله بالقلق والجفوة ولكن حينما تعفو عن اخيك المسلم تربحه
قالوا من عفا ساد ومن حلم عظم ومن تجاوز استمال القلوب
4- تحلم على من جهل عليك
والكاظمين الغيظ كاد الحليم ان يكون نبيا وانت بالجلم تسعد بزوجة من الدرجة الخامسه وبغير الحلم تشقى بزوجه من الدرجة الاولى بالحلم تجلب الاصدقاء وبالحلم تجعل الاعداء اصدقاء وبغير الحلم تجعل اصدقائك اعدائك ومن ثم قال تحلم على من جهل عليك
لان الجهل يؤدي الى السفاهة والعلم يؤدي الى الوقار فانت اذا جلست مع عالم تجد كلامه قليل وحركاته موزونه ومواقفه واضحه فلا يحتاج الى تحليل واذا قعدت مع السفيه تجد كل شيء بباطنه على لسانه سريع الغضب كثير السباب فحاش لعان
إنَّ القلوب إذا تناثر وُدُّها مثل الزجاجة كسْرُها لا يُجْبَرُ
في بعض الأحْيان كلِمَةٌ تُنْهي شرِكة وكلِمَةٌ تُشَرِّدُ أسْرةٌ ومَوْقِفٌ تَخْسَر عملك فيه
من حلم ساد
5- ان تحسن الى من اساء اليك
ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن ( ويدرون بالحسنة السيئة ) وفي صحيح مسلم (2558) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي قَرَابَةً : أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي ، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ ؟!!
فَقَالَ : ( لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ) .
لا عافية ولا راحة ولا سعادة إلا بسلامة القلب من وساوس الغل والغش والحسد وقيل للإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: "العافية عشرة أجزاء، تسعة منها في التغافل، فقال: العافية عشرة أجزاء، كلها في التغافلإذا كنت في كل الأمور معاتب صديقك لم تلقى الذي لا تعاتبه
فعش واحداً أو صل أخاك فإنه مقارب ذنب مرة، و مجانبه
اذا هبت ريح الايمان
حديثي معكم اليوم عن هبوب ريح الايمان فانها اذا هبت ريح الايمان جاءت بالاعاجيب في العقائد والاعمال والاخلاق واذا توغل الايمان في القلوب خرج من القلوب ادران الجاهليه فتجد الانسان موطء الكنف يالف الناس ويؤلفونه ومن ثم اخرج الامام احمد والحاكم والطبراني والهيثمي في المجمع ج10 وقال رجال احمد ثقات عن أبي هريرة: أن رسول الله r أوصى سلمان الخير قال قال رسول الله يا سلمان إني أريد ان أمنحك كلمات تسألهن الرحمن وترغب إليه فيهن، وتدعو بهن في الليل والنهار، قل: "اللهم انى أسألك صحة في إيمان، وإيماناً في حسن خلق، ونجاحاً يتبعه فلاح ورحمة منك وعافية ومغفرة منك ورضواناً.
هذه الحديث يربط بين الايمان وحسن الخلق
اما قوله اسالك صحه :
الصحة والعافيه هي شيء ثمين جدا فلا تقدر بثمن وقد رفع نبينا العافيه الى مستوى العفو والعفوا اعظم عطاء تناله فمن عفا الله عنه دخل الجنه
وصحة الجسم مرتكزة على سلا مة الحالة النفسيه فتسعة اعشار المرض العضال اسبابها نفسيه واكتشفوا ان اقوى جهاز عند الانسان جهاز المناعه والذي يضعف هذا الجهاز القلق والخوف والحقد فخوف الانسان من المرض مرض وخوفه من الفقر فقر وخوفه من المصيبه مصيبه
ومن ثم قال علي رضي الله عنه من البلاء الفاقة والفقر واشد من الفقر المرض واشد من مرض البدن مرض القلب ومن اعظم النعم الغنى وافضل من الغنى صحة البدن وافضل من صحة البدن تقوى القلب
فرتب النعم كفايه وصحه وهدايه فلا قيمة للكفايه بدون صحه ولا قيمة للصحه بودن هدايه
ولذلك قالوا اثمن شيء بعد الايمان الصحه وتحتاج الى وعي والى جهد والى عنايه
قوله صحة في ايمان :
الايمان هو الباب الوحيد بينك وبين الله وله لذه وحلاوة وعلامة ولا يعطيه الله الا احبابه وهو نور يقذف في القلب رورى الترمذي (إن النور إذا دخل الصدر انشرح» وفي رواية: «إن الإيمان»، قالوا: ما علامة ذلك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزوله» [رواه الترمذي وغيره، وذكره أيضًا الإمام ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: }فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ{ [الأنعام: 125]، في سورة الأنعام].
الايمان الذي اذا خالطت بشاشة القلوب هجر صاحبه الشهوات والفواحش والمنكرات فالايمان له سلطان على القلوب ومن ثم امرنا الله باستكمال الايمان ( يا ايها الذين امنوا امنوا ) امنوا يعني استكملوا الايمان ولذلك اخبرنا نبينا ان للايمان ثلاث خصال يجد المرء بهن الحلاوة خصلة بينك وبين الله فتقدم محبه الله على ما سواهما وخصلة بينك وبين احباب الله وخصلة بينك وبين دين الله
قوله وايمانا في حسن خلق :
يتفاوت الناس في الايمان بحسب حسن الخلق فاكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا روى الترمذي عن جابر مرفوعًا ((إن من أحبكم إلى وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا)). وأخرج الطبراني عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحاسنهم أخلاقًا: الموطؤون أكنافًا الذين يألفون ويؤلفون ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف) وشرار عباد الله المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبرآء العيب ).
فهناك اقوم عندهم ضعف ايمان وحسن خلق وفي المقابل هناك اقوام عندهم قوة ايمان وضعف اخلاق ومقياس الايمان حسن الخلق هناك اقوام يصلون ويزكون ولكن يظلم العمالة احد الاخوة مر على عمالة فقال الصلاة فقالوا له يعني الدين فقط الصلاة انا لي ستة اشهر ما اخذت راتبي وهناك اقوام معاملتهم مع اهل البلد طيبة وتجده مع العمال او اهل بيتع سيئة نبينا جعل الخيرية مرتبطه بحسن التعامل مع اهله لانه ممكن الانسان يتعامل مع الناس بالاخلاق خوف الملام هاو خوف تعطل مصالحه لكن اذا تضعف هذه الرقابة في البيت فتراه على حقيقته وبحسن الخلق تنجح مع الوالدين والزوجه والاولاد والاقارب والاصحاب والخدم وعموم الناس
قوله اسالك رحمة ومغفرة
رحمة الله فيها كل شيء فيها السعادة والراحه والامن واذا كان الله معك فمن تخاف يقول الله ( ورحمة ربك خير مما يجمعون ) رجل راس مالف ثلاثة الاف مليون في خلال ثانيه يخسرها جميعا وتنتقل الى غيره يموت ما الذي يبقى غير رحمة الله
وفي الدعاء الشهير واسالك موجبات رحمتك ) لان هناك اقوام يطلون رحمة الله بلا ثمن وبلا جهد وبلا استقامة وبلا توبه ولا عمل صالح مع الله يقول ( ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون )
وكذلك المغفرة هناك اقوام يريدون المغفرة بلا ثمن فلا توبه ولا حسنات ماحيه ولا عنده مصائب مكفرة ( واني لغفار لمن تاب وعمل صالحا ثم اهتدى ) والمغفرة باذن الله وقد يغفر الله للعبد بدون سبب منه
وهناك ذنوب لاتغفرة ومن ثم استعاذ نبينا من ذنب لايغفر او خطيئة محبطه والذنوب التي لاتغفر الشرك او لايوفق لسبب ماحي للذنب
قوله وعافيه ورضوانا
العافيه تشمل عافيه الدين فلا معاصي ( ومن تق السيئات فقد رحمته وعافية الدنيا فهناك مليون باب مفتوح على العبد فقلب الانسان مليئا بالخوف على صحته وماله وولده وتجارته معرض في اية لحظة الى سلبها
واما الرضوان
يقول ابن تيميه تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال الله العون على مرضاته
ومنه اياك نعبد واياك نستعين سؤال العون على مرضاته ومنه حينما يسمع حي على الصلاة فيقول لاحول ولاقوة الا بالله سؤال العون على مرضاته واوصى نبينا معاذ لاتدع دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واكبر امنيه للانسان في الحياة ان يرضى الله عنه سمعت كثيرا من يطلب الموت وهو ساجد ولكن قد يموت المرء وهو ساجد و الله غير راض عنه فنسال الله ان يرزقنا اعمالا زاكية يرضى بها عنا ونموت وهو راض عنا
شعب الايمان
حديثي معكم اليوم شعب الايمان وكيف تربي فينا اركان الاسلام الابتعاد عن المحرمات واخترت حديث شعب الايمان فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الإيمان بضع وسبعون – أو بضع وستون – شُعبة، أعلاها: قول: لا إله إلا الله. وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان" متفق عليه.
هذا الحديث بين فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الايمان ليس شعبه واحده بل هو شعب كثير فكما ان الكفر شعب كذلك الايمان له شعب كثيرة وشعب الايمان تتحقق بالطاعات وشعب الكفر تتحقق بالكفر والفسوق والمعصيان فالمعاصي بريد الكفر
ورسول الله لم يحدد شعب الايمان كلها ولم يذكر منها الا ثلاث لان اعمال الخير لايمكن حصرها وحتى يجتهد المسلم في تحصيلاعمال الخير الكثيرة يقول الله ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون )
وذكر نبينا ثلاث خصال كالاصول لباقي الشعب ودلالة عليها
قوله فاعلاها لااله الا الله
ورد في رواية ( افضلها ) وعند الامام احمد ( ارفعها واعلاها لااله الا الله ) ولا تكون اعلاها أي اعلى شعب الايمان الا بالاخلاص والصدق واليقين
فنهاية العلم لااله الا الله والناس فيها على درجات ثلاث
1- منهم من ينطق بلا اله الا الله وهو زنديق فاجر كافر كالمنافقين ( ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين )
2- ومنهم من ينطق بها وهو صديق بار وهو في اعلى الدرجات وهو من حقق التوحيد فتيقن قلبه بان النافع والضار هو الله وحده وان مرجع الامور اليه كلها فكلمة التوحيد من السهولة النطق بها ومن السهولة معرفة معناها لكن كيف تعيشها وتحققها هذا شيء اخر تحتاج الى جهد جبار ومن ثم معرفة معنى لااله الا الله سهل فتعرف ان الله هو الضار والنافع لكن كيف تحقق ذلك كيف تواجه خطرا كيف تواجه شخصا مخيفا تخافه على نفسك او على رزقك فلا تخافه لانه تيقن قلبك بان ناصيته بيد الله وليس له من الامر شيء ولذلك مدار وصية ابن عباس في حديث احفظ الله يحفظك كان على كلمتين ( ان النافع والضار هو الله وحده ) ومن ثم من تيقن قلبه ان النافع والضار هو الله وحده لم يسال الا الله ولم يستعين الا بالله وقد حقق الانبياء التوحيد فتحدى هود عليه السلام امه كامله وحده ( فكيدوني جميعا ) وكذلك نوح ( فاجمعوا امركم وشركائكم ثم لايكن امركم عليكم غمه ثم اقضوا الي ولا تنظرون ) وهناك حوادث اخرة كثيرة كالرجل الذي اخترط السيف من الشجروة وقال من يمنعك مني يا محمد فقال الله فسقط السيف من يده ولذلك يظهر الايمان عند الرغبة والرهبه نبينا يقول لعبيد بن حصين الخزاعي كم تعبد فقال اعبد سبعه سته في الارض وواحد في السماء فقال وهو الشاهد ( من الذي لرغبتك ورهبتك فقال الذي في السماء ) فالتوحيد يظهر عند الشدائد وعند الرغبة والرهبه ومن ثم منهم من ينطق بالتوحيد وهو صديق وهذه القسم الثاني
ومن الناس من ينطق بالتوحيد وهو بين بين
فيقولها قولا لكنها لاتحجزه عن المعاصي ولا تحمله على الصبر والشكر والرضا ولا تحمله على اداء الفرائض بالشكل المطلوب
فكلمة التوحيد كلمة عظيمة قالها بلسانه وهي عليا لكن قلبه لم يعلوا بها فلم تزكوا بها نفسه ولم يزكوا بها عمله
فكلما حقق كلمة التوحيد عظم محارم الله في نفسه روى البخارى عن أبى هريرة أنه قال قلت :يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة فقال لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا
يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس
بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قبل نفسه )
ولما كان الناس متفاوتون في هذه الكلمة كانت اعمالهم متفاوته بحسب ما في قلوبهم لذلك يصلي الشخصان ويصوم المكلفان ويتصدقان ويحجان فتجد احدهما عمله كله في اعلى الدرجات والاخر في ادنى الدرجات
ومن ثم كانت كلمة التوحيد هي باب الاسلام والفيصل بين اهل الاسلام والكفر والفيصل بين اهل الجنة والنار ومن اجلها قام سوق الجنة والنار وعليها انقسم الخلق الى شقي وسعيد
هذه الكلمة العظيمه من قالها استحق اخوة الايمان وان كان من ابعد الناس ومن اباها استحق العداوة ولو كان من اقرب الناس
هذه الكلمة هي اعلى شعب الايمان ولا يمكن لاحد ان ينوب عن احد فيها ولا تقبل فيها الحوالة او الوكالة بل لايصح ان يقولها الشخص الا عن نفسه وهو الذي يؤمن بها ويوحد الله بها
وهي عمل لازم للشخص في كل وقت لايصح ان ينفك عنها لحظه فهو واجب الوقت
قال الشيخ حافظ الحكمي
أول واجب على العبيد معرفة الرحمن بالتوحيد
ومن شعب الايمان اماطة الاذى عن الطريق وهو عمل يسير لكن نفعه متعدي وهذا يدل على عظمة هذا الدين حيث جعل اماطة الاذى عن الطريق من شعب الايمان ومن ثم ازالة الاذى عن طريق المارين ايمان والقاء الاذى في طريق المارين ينقص الايمان وكم نشاهد من يتعمد القاء الاذى في طرقات الناس وهوغير ابه بذلك في سيارته وفي بيته وعمله وسوقه وفي نزهته
ومن شعب الايمان الحياء وهو خلق جميل يبعث على ترك كل قبيح من الاخلاق والاعمال فتنكسر نفسه على الاقدام عليها لان فيها دناءة وهذا هو الحياء الشرعي الممدوح صاحبه عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فإن الحياء من الإيمان ) رواه الامام مالك في المؤطا يلومه على كثرته وأنه أضر به ومنعه من بلوغ حاجته
حياءك فاحفظه عليك فانما ... يدل على فضل الكريم حياؤه
ومن لايستحي لايبالي بما فعل ولا بما قال
اذا قل ماء الوجه قل حياؤه ... ولا خير في وجه قل ماؤه
ومن علامات قيام الساعة: أن ترتفع النخوة من رؤوس الرجال، وأن يذهب الحياء من وجوه النساء، امرأة تنظر إلى الرجل، وكأنها رجل، وهذا الرجل امرأة، تحد النظر إليه لا تستحي، لكن أجمل ما في المرأة حياؤها، والدليل:
﴿فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾
فالعلماء يفرقون بين الأنوثة وبين الجمال، أجمل ما في المرأة أنوثتها، وسر أنوثتها في حيائها، فإذا رفعت صوتها، وقست في كلامها، وكان لها تعليقات لاذعة، ذهب معظم جمالها، جمالها في رقَّتها، جمالها في صوتها الخافض، جمالها في عبارتها الرقيقة لا في عباراتها القاسية، بعضهم قال: تظل المرأة من الجنس اللطيف حتى تتزوَّج
هذا الذي يتكلم كلمات وقحة، يمزح مزاحاً لا يليق بالمسلم، هذا الذي ينظر إلى عورات الناس، هذا الذي ينظر إلى باب مفتوح, لينظر إلى امرأة داخل البيت، هذا الذي ينظر إلى شرفة جاره مَن على الشرفة، هذا الذي يقتحم بنظره بيوت الناس لا يستحي، والذي لا يستحي ليس مؤمناً
قيمة العمل الصالح عند الموت
حديثي معكم اليوم عن قيمة العمل الصالح عند الموت ذكر الامام ابن كثير في البداية قال كان داود عليه السلام فيه غيرة شديدة فكان إذا خرج أغلق الأبواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع . قال : فخرج ذات يوم وغلقت الدار ، فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار فإذا رجل قائم وسط الدار . فقالت لمن في البيت : من أين دخل هذا الرجل والدار مغلقة ؟ والله لنفتضحن بداود . فجاء داود فإذا الرجل قائم في وسط الدار ، فقال له داود : من أنت ؟ قال : أنا الذي لا أهاب الملوك ولا أمنع من الحجاب . فقال داود : أنت والله إذن ملك الموت ، مرحباً بأمر الله ، ثم مكث حتى قبضت .
قال العلماء رحب داود بالموت لانه كان مستعدا فقد كان عليه السلام صلاته احب الصلاة الى الله فعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أحب الصيام إلى الله صيام داود وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصفه ويقوم ثلثه وينام سدسه وكان يصوم يوما ويفطر يوما )) احمد
فكان ينام داود بعد العشاء في الوقت الذي نبدا فيه في هذه الازومنه طعام العشاء ويبدا القيل والقال والمسلسلات ويقوم ثلثة في الوقت الذي نبدا فيه ننام وكان ينام سدسه الاخير ليعطي بدنه الراحه ليستعد لصلاة الفجر فقد يقوم البعض قيام الليل ويضيع صلاة الفجر
وكان يصوم يوما ويفطر يوما لان هذا اشق على النفس فيصوم ستة اشهر ويفطر ستة اشهر والصيام له فوائد يقي البدن من الاخلاط الرديئه ومن الاخلاق لبرذيله ويورث تقوى الله ويخرج وحر الصدر من الغل والغش
الخصلة الثالثة
كان شجاعا فقد كان لايفر اذا لاقى في الجهاد فهو صائما قائما مجاهدا
الخصلة الرابعه
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " خُفِّفَ على داود عليه السلام القرآنُ، فكان يأمر بداوبِّه، فتسرج، فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه ) والمراد بالقران هنا ليس هو المصحف الذي بين ايدينا انما انزل على داود الزبور فكان يقرأ الزبور بمقدار ما تسرج الدواب، وهذا أمر سريع مع التدبر والترنم والتغني به على وجه التخشع، صلوات الله وسلامه عليه و داود علية السلام قد وهبه الله من الصوت العظيم ما لم يعطه أحداً، بحيث أنه كان إذا ترنم بقراءة كتابه يقف الطير في الهواء، يُرجع بترجيعه، ويسبح بتسبيحه، وكذلك الجبال تجيبه وتسبح معه، كلما سبح بكرة وعشياً صلوات الله وسلامه عليه. عن عائشة قالت: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت أبي موسى الأشعري وهو يقرأ فقال: ((لقد أوتي أبو موسى من مزامير آل داود)).
خلاصة الامر كان داود يتلو كتاب الله كثيرا
الخصلة الخامسه
كان لاياكل الا من عمل يده وفي صحيح البخاري عن المقدام بن معد كرب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول -: ( ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبيَّ اللَّه داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده ).
وفي الحديث ان رسول الله صافح رجلا يده خشنة فقال ( ان الله ورسولة يحب هذه اليد ) ولذلك ورد في الطبراني عن ابن عباس وفي ضعف ( من امسى كالا من عمل يده بات مغفورا له )
وقد اختلف العلماء في افضل الكسب فقيل افضل الكسب التجارة وذلك لان التاجر الامين الصدوق الذي يتقي الله في كسبه في اعلى المراتب في الجنة ففي الحديث عند الترمذي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء ) واختلف في اسناده
ورجح شيخنا الشنقيطي ان الصحيح والاقوى الزراعه افضل من التجارة لما فيها من التوكل واكل الطير والدواب ونفع الناس والسلامة فيها اغلب من التجارة
والخصلة السادسة كان شديد الغيرة على اهله
ففي الأثر: (من علامات الساعة نزع الحياء من وجوه النساء، والغيرة من رؤوس الرجال). انا رايت بعيني امراة كبيرة تركب درجة وتثير الارض والناس يتفرجون عليها ومعهم زوجها فقلت له اتق الله فقال يعني هذا حرام فقلت دعنا من حرام هل فيه هناك شيء اسمه الحياء والمروءه والشيمه الحياء يمنعك ان تقول كلاما قبيحا او تصرخ امام الناس لتزعجهم او تتصرف باخلاق سيئة او تعمل اعمالا سيئة ومن لايستحي لايبالي ان يقول كلاما قبيحا او يفعل افعالا قبيحه
خلاصة الكلام يقول الله فبهداهم اقتده
ثلاث خصال تنال جوار نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم
حديثي معكم اليوم عن ثلاث خضال تنال بها جوار النبي صلى الله عليه وسلم
الاولى كثرة السجود أخرج الإمام أحمد في مسندة من حديث ربيعة بن كعب برقم 16629
أنه قال :كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع حتى يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة فاجلس ببابه إذا دخل بيته أقول لعلها ان تحدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة فما أزال اسمعه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله سبحان الله سبحان الله وبحمده حتى أمل فارجع أو تغلبني عيني فارقد.
قال فقال لي يوما لما يرى من خفتي له وخدمتي إياه سلني يا ربيعة أعطك قال : فقلت : أنظر في أمري يارسول الله ثم أعلمك ذلك . قال : ففكرت في نفسي فعرفت أن الدنيا منقطعة زائلة وأن لي فيها رزقا سيكفيني ويأتيني قال : فقلت : أسال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لأخرتي فإنه من الله عز وجل بالمنزل الذي هو به قال : فجئت فقال : ما فعلت يا ربيعة ؟ قال : فقلت : نعم يارسول الله أسالك أن تشفع لي إلى ربك فيعقتني من النار قال : فقال : من أمرك بهذا يا ربيعة ! قال : فقلت : لا والله الذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد ولكنك لما قلت : سلني أعطك وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به نظرت في أمري وعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة وأن لي فيها رزقا سيأتيني فقلت : أسال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لأخرتي قال : فصمت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) طويلا ثم قال لي : إني فاعل فأعني على نفسك بكثرة السجود ) .حسن إسنادة الشيخ الألباني في الإرواء 2/209
فكان هذا الصحابي العظيم لا يركب ناقته إلا متوضئاً فإذا نزل من ظهر ناقته صلى ركعتين،
فلما سئل عن ذلك قال: {إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: أعني على نفسك بكثرة السجود، فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة }.
وعن ثوبان قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : { عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة ، وحط بها عنك خطيئة } . رواه أحمد ومسلم وأبو داود
الخصلة الثانية حسن الخلق
الإيمان هو حسن الخلق ففي الحديث اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا ، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الإيمان
لايرفعك عند الله الا حسن الخلق ( إن الرجل ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القائم).
أخرجه أحمد [24620] وفي المقابل من علامات قيام الساعة أن قيمة الرجل متاعه ، يعني في آخر الزمان الإنسان يستمد مكانته الاجتماعية من نوع سيارته ، من موقع بيته ومن هيئته فاذا دخل مجلسا وهو ذو هيئة احترمه الناس
((ألا أنبئكم بأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة؟ أحاسنكم أخلاقًا: الموطؤون أكنافًا الذين يألفون ويُؤلفون)) رواه الترمذي عن جابر مرفوعًا وأخرج الطبراني في معجمه الصغير عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحاسنهم أخلاقًا: الموطؤون أكنافًا الذين يألفون ويؤلفون ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف (
والمؤمن يالف ويؤلف ولا خير فيمن لا يالف ولا يؤلف يعني المؤمن لين العريكه سموح سهل لايعقد الامور
الخصلة الثالثة
كفالة الايتام ففي الصحيحين عَنْ سَهْلٍ بن سعد، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا " .
قال الحافظ في الفتح رفع الله مرتبه من احسن الى الكافل الى درجة تقارب منزلة الانبياء في الجنة وفرج بينهما أي بين الوسطى والسبابه لبيان مقدار التفاوت بين الكافل وبين الانبياء
قال ابن بطال حق على كل مؤمن يسمع بهذا الحديث ان يرغب في العمل به ليكون في الجنة رفيقا للنبي صلى الله عليه وسلم ولا منزلة تعدل منزلة مرافقة الانبياء
لكن كفالة اليتيم على درجات
اعلى مراتب كفالة اليتيم ان يكون اخا او اختا ويكون تحت رعايته فيجمع بين الاحسان المعنوي والحسي ويقوم على رعايته لان من اسباب انحراف الشباب مصيبة اليتم اخرج الامام الامام احمد صحيح الترغيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال : « امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين ).
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه ؟ قال: أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك ) رواه الطبراني وقال الألباني حسن لغيره . انظر صحيح الترغيب والترهيب 2/676
وروى ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " خَيْرُ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ ، وَشَرُّ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ " .
ولو صح التعبيرالذي يقص الشريط الحريري ويدخل الجنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكادت امراة تسبق نبينا على الباب اخرج الامام أبو يعلى من حديث أبي هريرة رفعه واسناده جيد قال الحافظ ابن حجر لاباس به ( أنا أول من يفتح باب الجنة فإذا امرأة تبادرني فأقول : من أنت فتقول : أنا امرأة قعدت على ايتام لي ) ورواته لا بأس بهم
وقد أخرج أبو داود من حديث عوف بن مالك رفعه أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة : امرأة ذات منصب وجمال حبست نفسها على يتاماها حتى ماتوا أو بانوا )
اما كيف ورد اليتم في القران
فقد ورد في ثلاثة وعشرين موضعا كلها تدل على ضرورة اكرام اليتم
1- ارايت الذي يكذب بالدين يعني يكذب بالبعث والجزاء ثم اردف بعدها( فذلك الذي يدع اليتيم ) يدع بمعنى يدفع او يضرب او يؤذي اليتيم الضعيف لانه فقد النصير وفقد الرحيم
حب الوالدين حب خالص لان هناك من يحب لمصلحه او لحظ في نفسه اما حب الوالديم فهو حب خالص لاينتظرون منك شيئا حب فطري تصور لو ا نابا يمشي في الطريق ومعه ثلاثة اولاد احدهم ابنه والاخر ابن اخيه والثالث لايعرفه وراهم يدخنون فيحاسب ابنه حسابا عسيرا وابن اخيه اقل والثالث يصرفه بالحسنى2
2- فاما اليتيم فلا تقهر
لاعرف مرارة اليتم الا من ذاقه وقاسى الالمه رب كلمة عابرة لاتلقي لها بالا تقهر اليتيم ولا يرى اليتيم ابا يداعب ابنه او ينظر الى اب يحنو على ابنه الا انكسر قلبه
3- كلا بلا تكرمون اليتيم
ليس في القران ايه تحث الابوين على رعاية انهما لانهما مفطوران على ذلك اما الطفل اليتيم فقد يكون عرضة لاكل ماله وعرضة لاهماله وعرضة للعدوان عليه
اما اهماله يقول العلوان ومن اسباب انحراف الولد مصيبة اليتم وقد يكون عرضة للعدوان عليه اثناء القاء هذه الموعظه ذكر لي احد الحاضرين ان يتيما كفله عمه بعد وفاة ابيه فسقط عليه دلوا في البئر فجاء عمه واخذه بامر راسه وهو صغير وضربه حتى سلخ ظهره فجاءت امراة ووبحت الرجل وقالت اتق الله انت انسا ما فيك خيرا بدل الدلو دلوا
من ثم يتجلى سرا لطيفا ان من كان مثاليا في امة قست قلوبهم وغلظت طباعهم فلا يرحمون ضعيفا ولا يؤدون حقا الا بالقوة على مبدا من عز بز ومن غلب استلب يفاخرون بالظلم فمن كان مثاليا نال مرافقة الانبياء
4- ان الذين يا كلون اموال اليتامى ظلما انما ياكلون في بطونهم نارا ) حذر الاسلام من استغلال ضعف الايتام وهدد الذين ياكلون اموالهم بعذاب النار في جهنم لان الايتام صنف من الضعفاء ففي الحديث عن أبي هريره رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم اني أحرج حق الضعيفين, اليتيم والمرأه)رواه أحمد وابن ماجه ومعنى احرج أي انبه على عظيم الاثم والحرج على من ضيع حق اليتيم والمراة
ختاما
قل احد يتعرض ليتيم فيظلمه فيسلم وقل احد يتعرض ليتيم فيغنم لليتيم على عموم الناس حق عظيم ولا يعرف حق اليتيم الا من ملأ الله قلبه رحمه كفالة اليتيم هي جنتك او نارك وحق على وقف على اخر اعتاب الدنيا وهو يريد ان يحسن الا ابناءه وراءه وهم ذرية ضعفاء ان يحسن الوصية فينظر الى احسن اخوانه صلاحا ورحمة وبرا فيوصيه بهم
طريق الجنة ألامن من جمع اربع كلمات
حديثي معكم اليوم عن طريق الجنة ألآمن الذي لا عذاب قبله من جمع اربع خصال وجمع اربع كلمات طيبات ومباركات كلها موجبات لدخول الجنة ففي مسند احمد و سنن الامام الترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه الالباني عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ قَبْلَهُ , فَقَالُوا : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ , فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لأَنْظُرَ إِلَى وَجْهِهِ ، فَلَمَّا رَأَيْتُ وَجْهَهُ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ ، فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ ! أَطْعِمُوا الطَّعَامَ ، وَأَفْشُوا السَّلامَ ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ )
فمن موجبات دخول الجنة افشاء السلام والسلام اسم من اسماء الله وضعه الله في الارض فاشوه بينكم
وافشاء السلام كرم نفس والانسان يكون كريم نفس حينما يكون سليم الصدر للمسلمين فيكون طليق الوجه مسلما عليهم
والذي يفشي السلام لايسب ولا يشتم ولا يؤذي . ومن ثم هناك من يسلم عليك وبعد ان تفارقه يقول تف عليك او يقول الله لايردك هذا ليس مسلما لانه ورد انهم اخوان العلانية اعداء السريرة
وجاء في فضل السلام عدة احاديث
1- من موجبات دخول الجنة افشاء السلام كما في الحديث عبدالله بن سلام هذا الذي معنا
2- ومن موجبات رفعة الدرجات في الجنة ايضا افشاء السلام كما في حديث معاذفيما يختصم الملأ الاعلى فقال في الكفارات والدرجات وذكر في رفعة الدرجات افشاء السلام وعند الطبراني بسند حسن عن ابي الدرداء ( افشوا السلام كي تعلو )
3- الجنة موقوفة على الايمان والايمان موقوف على المحبة والمحبة موقوفة على افشاء السلام ففي الصحيحين لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا. ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم }
4- وتنال الخيرية بالسلام ففي صحيح مسلم ( وخيرهم الذي يبدا بالسلام ) وعند ابو داود والترمذي عن ابي امامة مرفوعا ( ان اولى الناس بالله من بداهم بالسلام )
5- اخبر نبينا عن عظيم الاجر لمن افشى السلام ورد أن رجلاً دخل المسجد ورسول الله جالس وأصحابه عنده فقال الداخل: ( السلام عليكم )، فقال : { وعليكم السلام، عشر} ثم بعد ذلك دخل رجل آخر فقال: ( السلام عليكم ورحمة الله )، فقال : { وعليكم السلام ورحمة الله، عشرون } ثم بعد ذلك دخل رجل آخر فقال: ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) فقال رسول الله : { وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ثلاثون } [ رواه أبو داود والترمذي
6- يستحب إذا دخل المسلم بيته أن يسلم فإن البركة تنزل بالسلام قال : { إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك } [رواه الترمذي]. وإن لم يكن فيه أحد ليقل: { السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين } [رواه مسلم].
7- يستحب للجالس أن يسلم إذا قام من المجلس لقوله : { إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة } [رواه أبو داود].
8- هي خير بديل عن تحايا أهل الجاهليّة ، فلا عجب إذاً أن يحسدنا اليهود عليها ، كما ثبت في حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال : ( ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين ) رواه الإمام البخاري في الأدب المفرد وابن ماجه بسند صحيح .
9- : ( لا تبدؤا اليهود ولا النصارى بالسلام ) رواه مسلم ، والنهي هنا عن لفظ السلام خاصّةً لما يتضمّنه من معانٍ خاصّة لا تنبغي لكافر واذا سلموا يرد عليهم ولايزاد ففي حديث عائشة رضي الله عنها أن يهوداً أتوا إليه - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : السام عليكم ، فردّت عليهم : وعليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم ، فقال لها الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( مهلا يا عائشة ، عليك بالرفق ، وإياك والعنف والفحش ) ، فقالت له : أو لم تسمع ما قالوا ؟ ، فقال : ( أو لم تسمعي ما قلت ؟ رددت عليهم ، فيستجاب لي فيهم ، ولا يستجاب لهم ) متفق عليه
ثانيا اطعام الطعام
جعل النبي صلى الله عليه وسلم من موجبات دخول الجنة اطعام الطعام واخبر ايضا عن عظيم الاجر لمن يطعم العباد ويسقيهم قال عمر لصهيب لولا ثلاث فيك لكنت انت انت وذكر منها انه مسرف في اطعام الطعام فقال صهيب سمعت رسول الله يقول خيركم الذي يطعم الطعام )
ومن تامل فضل اطعام الطعام في القران عرف عظيم هذه الخصلة العظيمة
1- ويطعمون الطعام على حبه مسكيننا ويتيما واسيرا ) فذكر انهم يطعمون الطعام مع شدة حبهم له وحاجتهم اليه بخلاف من ياكل من الطعام وبعد ان يشبع يبحث عن مسكين ليتصدق بفضل طعامه
2- فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أي اعتاق رقبه أو إطعام في يوم ذي مسغبة أي مجاعه يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة
3- ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة أن رجلا من الأنصار نزل به ضيف فلم يكن عنده إلا قوته وقوت صبيانه ، فقال لامرأته : نومي الصبية ، وأطفئي السراج ، وقربي للضيف ما عندك
ورد أن رجلاً أتى النبي فبعث إلى نسائه ليقدن له شيئا فقلن: "ما معنا إلا الماء" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يضم أو يضيف هذا" فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف رسول الله. فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياني، فقال: هيّئي طعامك واصبحي سراجك ونوّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيأت طعامها، وأصبحت سراجها ونومت صبيانها، ثم قامت وكأنها تصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان فباتا طاويين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ضحك الله" وضحك هنا بمعنى رضي وليس كضحك البشر، أو "عجب من فعالكما"، فأنزل الله: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} [سورة الحشر] وفي الصحيح ; عن أبي هريرة قال : { أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ; فقال : يا رسول الله ; أصابني الجهد ; فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا رجل يضيفه الليلة رحمه الله فقام رجل من الأنصار فقال : أنا يا رسول الله ، فذهب إلى أهله فقال لامرأته : ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ; لا تدخري عنه شيئا . فقالت : والله ما عندي سوى قوت الصبية . قال : فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالي فأطفئي السراج ونطوي بطوننا الليلة ، ففعلت ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لقد عجب الله أو ضحك الله من فلان وفلانة ، وأنزل : { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة
واما ما ورد في فضل اطعام الطعام في الاحاديث
1- رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن ابي سعيد الخدري بلفظ : أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة ، وأيما مؤمن سقى مؤمنا على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم ، وأيما مؤمن كسا مؤمنا على عُري كساه الله مِن خُضر الجنة .
2- أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله , صلى الله عليه وسلم إن في الجنة غرفا,يرى ظاهرها من باطنها,وباطنها من ظاهرها , أعدها الله لمن ألان الكلام , وأطعم الطعام , وتابع الصيام , وصلى بالليل والناس نيام ) رواه الامام احمد وعند الترمذي ( اعبدوا الرحمن ، وأطعموا الطعام ، وأفشوا السلام ، تدخلوا الجنة بسلام ) عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا ، وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا ، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : لِمَنْ قَالَ طَيِّبَ الْكَلامِ ، وَأَفْشَى السَّلامَ ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ .
على كل حال اطعام الطعام من موجبات دخول الجنة وفيه اجر عظيم لمن اطعم او الناس وسقاهم فرب موقف رحمة تشتري به رضوان الله وكما قال العلماء تكاد اعمال الانسان لايكون لها قيمة اذا نزع من قلبه الرحمه فقد توعد الله اصحاب القلوب القاسية ( فويل للقاسية قلوبهم ) امراة حبست هرة وكانت قوامة صوامة فدخلت النار ورب موقف شهامة او رحمة افضل من الف ركعه رجل خرج من المسجد فوجد طفلا يبكي عند باب المسجد فساله فقال سرقت حذائي فاخرج لها نقودا بثمن الحذاء يقول الشاب بعدما كبر كانت هذه النقود سبب في المحافظة على الصلاة
ثالثا صلى الارحام
حث الاسلام على صلة الارحام ونهى عن قطيعة الارحام وحذر من عقوباتها الوخيمه
اما ما ورد في التهريب والتحذير من قطيعة الارحام
1- اخرج الامام احمد والصحيحينعن ابي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ ، قَامَتِ الرَّحِمُ فَأَخَذَتْ بحَقْوِ الرَّحْمَنِ ، وَقَالَتْ : هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ ، قَالَ : أَمَا تَرْضِينَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكَ ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ { 22 } أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ سورة محمد
2- اخرج الامام البخاري في الادب المفرد وابو يعلي بسند حسن عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الرحم شجنة 9 متمسكة بالعرش تَكلَّم بلسان ذلْق: اللهم صِلْ من وصلني، واقطع من قطعني، فيقول الله -تبارك وتعالى-: أنا الرحيم الرحمن، وإني شققت للرحم من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن بتكها بتكته )
3- قاطع الرحم ملعون وقد تصيب الانسان اللعنة وترفع عنه وقد تصيبه وتدخل معه قبره قاطع الرحم ملعون في كتاب الله: قال الله تعالى { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ بل لاتنزل رحمه على قوم فيهم قاطع رحم أن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم : رواه البخاري في الأدب المفرد قال الطيبي يحتمل أن يراد بالقوم الذين يساعدونه على قطيعة الرحم ولا ينكرونه عليه, ويحتمل أن يراد بالرحمة المطر وأنه يحبس عن الناس بشؤم التقاطع
اما ما ورد في فضل صلة الارحام
1- وعن أنس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أن رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - قال: ((مَنْ أحَبَّ أن يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ له في أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ))؛ متفق عَلَيْهِ. وعن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه)) رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند وصححه أحمد شاكر, وجود إسناده المنذري في الترغيب والترهيب 3/335
2- والاجر في صلة الرحم أعظم، فإذا نويت بها صلة الرحم فإن أجر صلة الرحم أعظم، ومن هنا قال صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين لما كانت عندها جارية وأعتقتها:فقال (لو أنك جعلتيها في أخوالك لكان أعظم لأجرك) رواه البخاري
3- وقال الإمام أحمد : حدثنا روح ، حدثنا مالك ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، سمع أنس بن مالك يقول : كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا وكان أحب أمواله إليه بيرحاء - وكانت مستقبلة المسجد ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب - قال أنس : فلما نزلت : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) قال أبو طلحة : يا رسول الله ، إن الله يقول : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله تعالى ، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله [ تعالى ] فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " بخ ، ذاك مال رابح ، ذاك مال رابح ، وقد سمعت ، وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين " . فقال أبو طلحة : أفعل يا رسول الله . فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه . أخرجاه . تفسير ابن كثير
اعلى مراتب صلة الارحام احتمال الاذى منهم فتصلها مع الجفاء وعن أبي هُريرة رضي الهُ عنهُ أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعُوني، وأحسن إليهم ويُسيئون إليّ ، وأحلمُ عنهم ويجهلون عليّ! فقال :" ((لئن كُنتَ كما قلتَ فكأنما تُسفهم المل، ولا يزالُ معك من الله تعالى ظهيرٌ عليهم ما دُمتَ على ذلك)) رواه مسلم.
حكم صلة الارحام واجبه وقد تكون مستحبه في حالات
اما منهم الارحام هم القرابه من جهة الام والاب وهم الذي يحرم بينهم التناكح ومن ثم حرم ان يجمع بين المراة وعمتها والمراة وخالتها
رابعا الصلاة بالليل والناس نيام
ففي الحديث عن ابي امامه مرفوعا {عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، ومقربة من ربكم ، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد } [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني
اعلى درجات قراءة القران ان تقراءه وانت واقف تصلي وإن قراءة القرآن مع الصلاة كنز مكنون وخير موضوع، فاستكثروا منه ما استطعتم
اصلاح السرائر
حديثي معكم اليوم عن اصلاح السرائر فلا قيمة لاعمال الانسان بدون مراعاة الضمير ومن ثم استعاذ نبينا من هذه الخصال الاربع التي بصلاحها تصلح الضمائر اخرج الامام ابو نعيم عن ام معبد الخراعيه قالت كان رسول الله يعوا فيقول ( اللهم طهر قلبي من النفاق وعملي من الرياء ولساني من الكذب وعيني من الخيانه فانك تعلم خائة الاعين وما تخفي الصدور (
الخصلة الاولى قولة اللهم طهر قلوبنا من النفاق
والنفاق هو ان يظهر الخير ويبطن الشر ويظهر الصلاح ويبطن الفساد يوظهر الاخلاق الحسنة وهو سيء الاخلاق ويظهر الخوف من الله امام الناس وهو لايخاف الله فاذا خلا بمحارم الله انتهكها ويظهر امام الناس بانه انسان طيب وصالح ولكنه يرتكب المعاصي في خلواته
والسؤال لماذا المنافق صاحب ازدواجيه
من اجل ان ينتزع اعجاب الاخرين وحتى تبقى امور ميسرة له ومن اجل ان تتحقق مصالحه
وقد ضرب العلماء للمنافق مثالا وشبهوه بالممثل لان الممثل صاحب ازدواجيه فمرة يمثل دور الصحابي او دور الرجل الصالح فاذا رايته اكبرته وهو من اهل الفجور والفسوق ومن اهل الدنيا ومرة يمثل دورا سيئا فليس له مبدا أحياناً في حالات الزواج, تجد بالخطوبة كل طرف يمثل أطهر دور؛ البراءة, واللطف, والأدب, والحياء, والخجل, بعد حين يصبح الزواج قطعة من الجحيم, لأنه كلا منها كان في دور تمثيل
ومن ثم من أسر سريرة البسه الله لباسها يقول بعض العلماء كنت أقول هذه الكلمة: قل ما شئت والله يظهرك حقيقتك, الله عز وجل يضع الإنسان في ظرف صعب, هذا الظرف يكشفه على حقيقته
واذا عرف هذا كله فالشان كل الشان في السرائر فلله يوم عظيم تبلى فيه السرار فديننا كله يقوم على مراعاة الضمير دائما وتكاد اعمال الانسان لاقيمة لها بدون ضمير واذا عرف الانسان هذا كله بعد عن النفاق وبعد عن الرياء وبعد عن الكذب
تصور لو كان معك قطعة من الذهب في يدك وانت تعرف انها ذهب والناس ينظرون اليها على انها تنك فانت الرابح لان العبر بالحقيقة ولو كان في يدك قطعة تنك والناس تنظر اليها على انها ذهب فانت الخاسر لان العبرة بالواقع من هناك قالوا من عرف نفسه لم يضرة مدح مادح ولا قدح قادح
اخرج الامام الترمذي عن عمر بن الخطاب قال قال لي رسول الله قل اللهم اجعل سريرتي خير من علانيتي واجعل علانيتي صالحه )
عبدالملك بن مروان سال خالد بن صفوان وهو من اصحاب الحسن البصري بعد ان ذاع صيت الحسن وانتشرت شهرته فقال كيف الحسن البصري انت اخبر الناس به فقال ( كانت سريرته كعلانيته
لذلك الله يتولى السرائر الله يعرف السرائر ( والله يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون ) يعلم المصلح من المفسد فالمؤمن جمع احسان وشفقه والمنافق جمع اساءة وامن
ثانيا طهر اعمالنا من الرياء والسمعه
لايوجد شيء اروع من الاخلاص
قال الامام الغزالي عقبه الاخلاص عقبة كؤود ولكنه اذا اخلص ينال بها كل مطلوب ومقصود ولو قدمت عمل بسيط مع الاخلاص فهو عظيم عند الله
اخرج الامام الحاكم عن معاذ فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اخلص العمل يكفيك منه القليل ) وزاد البيهقي ( اخلص دينك يكفيك القليل من العمل
اخرج الامام مسلم عن ابن عباس قال:قال رسول الله : من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به ) وروي عن جندب بن عبدالله البجلي أنه أتى على رجل يقرأ القرآن فوقف فقال: من سمع سمع الله به، ومن راءى راءى الله به. فقلنا له: كأنك عرضت بهذا الرجل، فقال: إن هذا يقرأ عليك القرآن اليوم ويخرج غدا حروريا؛ فكان رأس الحرورية، واسمه مرداس. ذكره القرطبي في تفسيره ان في ذلك لايات للمتوسمين
ثالثا اللهم طهر السنتنا من الكذب
اخرج الامام احمد عن ابي امامه مرفوعا (( يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب )) قد تجد مؤمناً حاد الطبع، وقد تجد مؤمناً لين الطبع، وقد تجد مؤمناً متفاعلاً مع من حوله، وقد تجد مؤمناً منزوياً وقد تجد مؤمنا انيقا وقد تجد مؤمنا مبتذلا هذه كلها طباع مقبولة عند الله عز وجل، ولكن المؤمن لا يكذب، ولو كان الثمن باهظاً لمجرد أن يكذب أو أن يخون فليس مؤمناً فلو أردت صفةً جامعة مانعة للمؤمن فهي الصدق والذي يسمع الكذب ويقبله ويروجه فيه نفاق ﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ )
تكلم ابو بكر بعد ان بايعه الناس بالخلافه في دقيقتين فقال من ضمنها (الصدق امانة والكذب خيانة ) سياتي على الناس سنوات خدعات كذب في كذب خداع في خداع
الكذب يمحق الله البركة من من كل امر من حياته اذا استقام لسانك استقام يومك اللهم ارزقنا الصدق معك اصدق الله يصدقك وارزقناالصدق مع خلقك
لايجد عبدٌ طعم الإيمان حتى يترك الكذب هزله وجده أعظمُ الخطايا عند الله، اللسان الكذوب الكذب مهانة وخيانة من عُرف بالكذب قلت الثقة به لاتحدث عن غير ثقة فتكون كذاباً ثمرة الكذب المهانة في الدنيا، والعذاب في الآخرة. الكذب يرديك وان امنته. الكذب فساد كل شيئ الكذب شين اللسان الكذب يوجب الوقيعه
رابعا اللهم طهر اعيننا من الخيانه
امّا خون النظر ان تكونَ له خائنةُ الأَعْيُن أَي يضمر في نفسه غيرَ ما يظهره، فإِذا كف لسانه وأَومأَ بعينه فقد خان، وإذا كان ظهور تلك الحالة من قِبَل العين سميت خائِنَةَ العين، وهو من قوله عز وجل: يعلم خائنة الأَعين؛ أَي ما يَخُونون فيه من مُسارقة النظر إلى ما لا يحل
عن سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه قال : " لما كان يوم فتح مكة اختبأ عبد الله بن سعد بن أبي سرح عند عثمان بن عفان ، فجاء به حتى أوقفه على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، بايع عبد الله ، فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثاً كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال: (أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟) فقالوا: ما ندري يا رسول الله ما في نفسك، ألا أومأت إلينا بعينك؟، قال: (إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين) " رواه أبو داود و البيهقي
اللهم طهر قلوبنا من النفاق واعمالنا من الرياء والسمعه والسنتنا من الكذب والتعرض للناس والخوض فيهم واعيننا من الخيانه اللهم اجعل سرائرنا خير من علانيتنا واجعل علانيتنا صالحه كتبت في 15 /7/1433
ايات استوقفتني حينما تمتلي جهنم
حديثي معكم اليوم عن مشهد من مشاهد يوم القيامة حينما تمتلي نار جهنم بمن فيها وومن نعمة الله علينا ان ذكرالله لنا هذا المشهد في سورة المدثر من اجل ان نبتعد عن النار وما يقرب اليها من عمل
حينما اخبرنا الله فقال ( كل نفس بما كسبت رهينه ) استثنى اصحاب اليمين وهم الاطفال الصغار الذين ماتوا قبل البلوغ فهم في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في صقر وصقر طبقة من طبقات النار وصف الله هذه الطبقة بقولة وما ادراك ما سقر لاتبقي ولا تذر يعني من يدخل في هذه الدركه يذوب فيها ذوبان ولكنه لايموت كما قال الله ( ثم لايموت فيها ولا يحيا ) واصحاب النار في مصيبه عظيمة لا يموتون ولا ينامون ولا يهتدون وطعامهم نار وشرابهم نار وفراشهم نار ولحافهم نار وجمع الله لهم العذاب النفسي والبدني ومن ثم قال الله فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور
الان تصورنا عذاب النار اصحاب اليمين يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر
قالوا لم نك من المصلين
الصلاة هي الدين ولا خير في دين لاصلاة فيه لما جاء اهل الطائف يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد نسلم بشرط فقال وما هو فقالوا ما نصلي فقال دين لاصلاة فيه لا خير فيه
ومن ثم أخرجه الإمام أحمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير وابن حبان في صحيحه بإسناد جيد عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها ، وأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة ) وفي لفظ اخر ( تنقض عرى الاسلام عروة عروة فكلما نقضت عروة تشبث الناس بالتي بعدها فاولها نقضا الحكم واخر ما تفقدون من دينكم الصلاة )
الآن يوجد بيننا اناس قطع احدهم الفين كيلوا من اجل النزهة ومكث في المنتزهات الايام لايصلي يسمع الناس يصلون ولا يصلى ويسمع المؤذن يؤذن ولا يجب داعي الله لايشكون خوفا ولا مرضا ولا ايضا عندهم ما يشغلهم عن الصلاة من امور الدنيا انما تركوها زهدا في الخير منهم من مات في الطريق ومنهم من فقد صحته بحادث سيارة ورجع محمولا على الاكتاف ومنهم من دخل السجن ولا زالوا مصرين على ترك الصلاة حتى نزل بهم الموت ( فلا صدق ولا صلى )
الامر الثاني
ولم نك نطعم المسكين لان الانقطاع عن الخالق فالصلاة صلة بين العبد وربة فاورثهم ترك الصلاة الانانية والكبر والعدوان وتركوا الزكاة وتركوا الصدقه فليس لديهم اتصال بالخالق ولا احسان الى المخلوق ففسدت علاقتهم مع الله وفسدت علاقتهم مع خلقه
الثالثة وكنا نخوض مع الخائضين يعني نضيع مع الضائعين ونعصى مع العاصين مصمم الازياء في العالم الاسلامي فرنسي هو الذي يحدد الموضة فيحدد قصر الثوب ويحدد ضيقه واصبح نساء المسلمين في سباق مع المستجدات السخيفه واذا قلت لهم اتقوا الله قالوا هذه موضه هكذا يفعل الناس فحجة الناس اذا لمتهم قالوا هكذا يفعل الناس وجدنا في مهرجان تسويق رجال يرقصون على المسرح والنساء يتفرجون عليهم اتقوا الله يا عباد الله فقالوا كل المهرجانات هكذا ( وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله )
الرابعه وكنا نذكب بيوم الدين
التكذيب بيوم الدين قد ياتي قولي فينكر البعث وقد ياتي عملي فاما التذكيب القولي فقد يكون نادر ولكن التكذيب العملي تجد عشرة الاف دعوى كيديه بالمحكمه لا يطلبون حقا تعطي الرجل مبلغا من المال سلف وبعده ينكره ويقول لك هذه المحاكم امامك اذهب اشتك لذلك علق رسول الله الاستجابه لله ورسوله لمن كان يؤمن بالله واليوم الاخر ففي القران في ايات الطلاق ( ذلك يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الاخر ) وفي الحديث )(لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها ) رواه البخاري باختصار كما قال بعض السلف اذا رايتا اعمالهم قلت هؤلاء لايؤمنون بيوم الحساب
خامسا حتى اتانا اليقين
يعني استمروا على ترك الصلاة وعدم الاحسان الى الخلق والخوض مع الضائعين والمعصية مع العااصين والتكذيب بيوم الدين وعدم الخوف من يوم الحساب حتى نزل بهم الموت والايمان له قيمه قبل نزول الموت فاذا نزل بهم الموت انتهى الامتحان ولاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )
السادسه فما تنفعهم شفاعه الشافعين
الصلاة عليه بعد الموت لاتنفعه صلاة الميت ولو صلي عليه عشرة ملاييين وحتى لو كان في الحرم بل لو صلى عليه اهل الارض كلهم لاينفعه لان صلاة الميت تنفع من عنده رصيد اما من ليس عنده رصيد لا صلاة لازكاة و عاصي مع العاصين ولا يؤمن بيوم الحساب فلن تنفعه شفاعه الشافعين
ختم سياق الايات كلا بلا يخافون الاخرة سبب مصائبهم كلها عدم الخوف من الاخرة ( اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم ) كل هذا ليس عندهم فدخلوا سقر دار المجرمين نسال الله العافيه
رمضان من اعظم مواسم الاخره
حديثي معكم اليوم عن موسم عظيم من مواسم الاخرة صيام رمضان فنحن مقبلون على هذا الموسم العظيم سبب للمغفرة وسبب لمضاعفة الحسنات وسبب لرفعة الدرجات وسبب للعتق من النار جمع الله فيه فضيلة الزمان والامكان لمن كان بالحرم وفضيلة العبادة
ومن ثم اخرج الامام ابن خزيمة و ابن حبان في صحيحه و ابي يعلى الموصلي في مسنده و الطبراني في المعجم الأوسط و البيهقي في الشعب عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر ، فقال : " آمين آمين آمين " . قيل : يا رسول الله ، إنك حين صعدت المنبر قلت : آمين آمين آمين . ، قال : " إن جبريل أتاني ، فقال : من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين . ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما ، فمات فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين . ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين "حسن صحيح وصححه الالباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (997)
وقد اشار نبينا في هذا الحديث الى ثلاث خصال
اولا قولة رغم انف امري ادرك رمضان فلم يغفر له
رمضان موسم للمغفرة الا ان البعض يظن ان رمضان يمنعه عن الطعام والشراب وشهوته فتجده يصومه متثاقلا وكان كان البعض يسمس شهر شعبان القصير حتى قال الشاعرإذا العشرون من شعبان ولت فواصل شرب ليلك بالنهار. ولا تشرب بأقـداح صغـار فقد ضاق الزمان عن الصغار. ولكن اشرب باقداح كبار
ولكن السلف حينما عرفوا حقيقة رمضان وانه موسم من مواسم الاخرة تنموا ان تكون السنة كلها رمضان
حقيقة رمضان موسم لمغفرة الذنوب فلو قدر الله لك بلوغه فاحمد الله على ذلك ثم تذكر عمر مضى 06 عاما كلها ذنوب تذكر كل نظرة نظرتها بعينك وكل كلمة قلتها بلسانك وكم اقترفت من معاصي وكم اجترحت من خطايا يغفرها الله لك فعن عمر بن عبسة قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم شيخ كبير يدعم على عصاة له فقال : يارسول الله لي غدرات وفجرات فهل يٌغفر لي ؟ فقال صلى الله عليه وسلم ( ألست تشهد أن لا إله إلا الله؟ ) قال : بلى وأشهد أنك رسول الله فقال: صلى الله عليه وسلم (قدغٌفر لك غدراتك وفجراتك ) تفرد به احمد
ومن هنا قالوا مغفرة الصيام تتوقف على صيام صحيح راعي فيه صاحبه هدي نبينا مع اخلاص تام ومن ثم الصيام عبادة والعبادات لها غايات وحكم كبرى فاذا لم نبلغ غايتها قلا اقل من ان نعرف شيئا منها حتى نبلغها
واذا خلت العبادات من الغايات انقلبت الى طقوس لا معنى لها وبالتالي لا ترفع شان صاحبها عند الله
ولذلك قال العلماء الصيام له حكم ثلاث
الاولى الاتصاف بالتقوى يقول الله لعلكم تتقون أي تتصفون بالتقوى والتقوى نور يقذفه الله في القلب من خلال العباده والتقوى ان ترى الخير فتعمله وترى الشر فتتركه
الثانية لعلكم تتقون الاخلاق الرذيلة لاشك ان الانسان حينما يملأ بطنه تتحرك شهواته ومن ثم ورد عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، ‏ عَنِ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ: "‏مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ".أخرجه أحمدوقال: " رب صائم ليس - له من صيامه إلا الجوع ) رواه النسائي وابن ماجه عن أبي هريرة، ورواه عنه أحمد والحاكم والبيهقي بلفظ " رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش"). بعضهم يدفعه الى الصيام والقيام مسايرة المجتمع او خوف ملامه او رياء وسمعه فلا يكون حظه من عمله الا التعب وعن ابي هريرة قالُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ ، وَلا يَسْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ " .
الصيام يدفع الانسان الى الاخلاق الطيبة ويقابل السيئة بالحسنة ( اني صائم ) كلمة يذكر الصائم بها نفسه وغيره فيحفظ صيامة فلا يجهل على احد ولا يعتدي ولا يظلم فإن سابه أحد فليقل إني صائم " فهذه العبادة تعلمك كيف تصون لسانك اثناء الصيام وكيف يعف الصائم عن أعراض المسلمين و صدق رسول الله حينما قال " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " رواه مسلم .
الثالثة لعلكم تتقون الاخلاط الرديئه فيحصل بالصيام الصحة والجلد والنشاط لان مواصلة الطعام والشراب له اضرار على البدن
ثلاث مهلكات للورى ومدعاة الصحيح الى السقام
دوام مدامة ودوام وطء وادخال للطعام على الطعام
فانت اذا صمت تحفظ بدنك
فالصيام فوائد عظيمة فبه يحصن نفسه بالحمية ويحصن نفسه بالتقوى ويحصن نفسه بالصبر
فيملك نفسه ويملك شهوته ويملك غضبه ويملك رغبته ويملك رهبته
الخصلة الثانية
رغم انمف امري ادرك ابوية
تثور في رمضان الكل يحرص على تلاوة القران وعلى الصيام والقيام ويغفل عن بر الوالدين اهم شيء عنده الذهاب الى مكه بدون رضا الوالدين
ان اعظم شيء بعد حق الله حق الوالدين فقد قرنه الله مع التوحيد ورفعه الى درجة ان ساوى بينه وبين جقه فقال وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالواتلدين احسانا
وقرن عقوق الوالدين بالشرك بالله فعن أبى بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ثلاثا،قالوا: بلى يا رسول الله،قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين.وجلس وكان متكئاً فقال:ألا وقول الزور وفى رواية ألا وقول الزور وشهادة الزور فمازال يكررها حتى قلنا: ليته سكت.متفق عليه
الخصلة الثالثه
رغم انف امري ذكرت عنده يا محمد فلم يصلي عليك
كثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من اجل القربات وأحسنها وقد صلى الله عليه وملائكته تشريفا له وتكريما فيجب علينا معرف منزلته حتى نوقره ونجله ونتقرب إلى الله بحبه 0
يقول شيخنا محمد المختار:سل نفسك كم تصلي عليه في يومك وأسبوعك بل أن البعض يجلس في مجلس العلم ويصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يسلم وممكن يسلم بقلبه واقل ما فيها المخالفة بقي تنبيه لا تصلي عليه مباشرة بل قل اللهم صل وسلم وبارك عليه هذا اختصارا والأفضل الوارد كالتشهد الأخير.
فوائد الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم:
أن من اكثر من الصلاة عليه أخرجه الله من الظلمات إلى النور وتأتى الصلاة من الله على نبيه بمعنى الثناء عليه في الملأ الأعلى والصلاة من الله على عباده بمعنى الرحمة ومن الملائكة بمعنى الدعاء ثبت في مسند احمد والأربعة ( من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا ) .
الأوقات التي يندب فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة
1- في الصباح والمساء ثبت عند الامام الطبراني بسند رجاله ثقات عن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى علي حين يصبح وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة )
2- الصلاة عليه في أي موطن أو في أي مجلس نجلس فيه ثبت في مسند احمد والترمذي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وما جلس قوما لم يذكروا الله ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة وأمرهم إلى الله أن شاء عذبهم وان شاء غفر لهم ).
3- الصلاة عليه يوم الجمعة قال شيخنا الشنقيطي: أن كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة افضل من قراءة القران لا من حيث الجنس ،ولكن من جهة المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت في مسند احمد وأبي داود عن أوس بن أوس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( اكثروا علي من الصلاة علي يوم الجمعة فان صلاتكم معروضة علي فيه) فقال الصحابة: يا رسول الله كيف تعرض عليك وقد أرمت أو أرمت عظامك يعني بليت فقال ( أن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء ) .
ألا تستحي أن تعرض صلاتك على النبي صلى الله عليه وسلم وأنت قليل البضاعة يوم الجمعة أو قليل العدد أن حفظ حق النبي صلى الله عليه وسلم حفظ للدين ومع الأسف هذه السنة مهجورة عند الكثير من الناس قال الامام احمد تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم تعظيم لله أن موسى عليه السلام ضرب بعصاه البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ) واعظم منه من تفجر الماء من بين أصابعه من بين اللحم والدم فصدر عنه ألف وخمس مائة قال جابر : لو كنا مائة ألف لوسعنا.
خمسة من اهل النار وثلاثة من اهل الجنة
حديثي معكم اليوم عن خمسة من اهل النار وثلاثة من اهل الجنة اخرج الامام مسلم عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيّ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ، ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ: وأهل الجنة ثلاثة:ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال. وأهل النار خمسة:الضعيف الذي لا زبر له، الذين هم فيكم تبعا لا يبتغون أهلا ولا مالا، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك. وذكر البخل والكذب والشنظير الفحاش )
ثلاثة من اهل الجنة
قولة ثلاث
العدد هنا غير مطلوب وغير مقصود لذاته اوانما اراد التنويه على هذه الخصال لان هناك خصال اخرى توجب للعبد الجنة وعليه يكون المعنى ثلاث خصال من خصال كثير فليس هؤلاء هم الذين يدخلون الجنة فقط بل سيدخلها الألوف والملايين بألوف وملايين الأعمال؟ فما معنى حصر الكلام على هؤلاء؟ اراد التنويه على هذه الاعمال لانه قد نوه على اعمال اخرى في مجالس اخرى
الاول ذو سلطان مقسط متصدق موفق اجتمع فيه ثلاث خصال العدل ورحيم متصدق وموفق في اموره فكان هذا الامام العادل من اهل الجنة
الثاني ورجل رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم
لاشك ان موقف رحمه يقفه المسلم افضل له من الف ركعه ومن ثم قالوا علامة ايمانك الرحمة التي في قلبك ولذلك قالوا تكاد اعمال الانسان لاقيمة لها بدون رحمه وفي الصحيحين عن ابي هريرة مرفوعا { دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض } وفي الزهد للإمام أحمد مرفوعا { رأيتها في النار ، وهي تنهش قبلها ودبرها } . فاصحاب القلوب الغليظه والقاسيه علاجهم في نار جهنم كما قال الله ( فويل للقاسية قلوبهم )
فعلامة ايمانك ان ترحم من تحتك فموقف رحمة وشهامة او تحل مشكله خيرلك من الف ركعه ولذلك امراة دخلت الجنة بسقيا كلب رحمته ودخلت النار امراة بسبب حبس هرة فالراحمون يرحمهم الرحمان
ثالثا ورجل عفيف متعفف ذو عيال
العفة عن القبائح ففي الحديث ( واسالك العفاف ) لانه خلق ايماني رفيع يقولون احتج الى من شئت تكن اسيره واحسن الى من شئت تكن اميره واستغن عمن شئت تكن نظيره والعفة تكون عفيف عن القبائح بعض الناس تحت يده ملايين وهو فقير ويده عفيفه لا لايطلب منك شيء وبعضهم نفسه عفيفه تمر عليه تقول له هل يلزمك شيء من مكان كذا فيقول لا ومنهم من يقول لك اين انت ذاهب اين انت مسافر احضر لي كذا فلا يترك انسان الا ويسخره له وفي الحديث عند احمد عن عائشة (أعظم النساء بركة أيسرهن مئونة. رواه أحمد والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي والسبب ان حاجاتهم قليلة لكونهم اغنياء نفس وبعضهم تمر به اجمل النساء وعينه عفيفه قال عيسى لايزني فرجك ما غضت عينك ففي الحديث : "مَنْ يَضْمَنُ لِي مَابَيْنَ لَحْيَيْهِ وفَخِذَيْهِ أَضمَنُ لَهُ الجَنَّةَ"أخرجه البخاري – كتاب: الرقاق، باب: حفظ اللسان، (6474عن سهل بن سعد
وذكر حفظ الفم والفرج لان من حفظهما حفظ بقية الجوارح
اما الخمسة الذين هم من اهل النار
العدد هنا ايضا غير مقصود لان هناك اعمال توجب دخول النار غير هذه الاعمال منها من اقتطع حق امرئ مسلم بيمين صبراً، أدخله الله النار وحرم عليه الجنة قالوا: يا رسول الله! وإن كان شيئاً يسيراً؟ قال: وإن قضيباً من أراك) واخرج الامام مسلم والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما, قال: حدثني عمر قال:(لما كان يوم خيبر, أقبل نفر من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالوا: فلان شهيد، وفلان شهيد, حتى مروا على رجل, فقالوا: فلان شهيد, فقال عليه الصلاة والسلام: كلا, إني رأيته في النار في بردة غلها, أو في عباءة غلها )
وهذه الامور من كبائر الذنوب وكل وعيد في القران والسنة دون الشرك
لايتحقق الا اذا اصر صاحبه علية ومات ولم يتب منه
اما الخمسة
الاول : الضعيف الذي لازبر له الذين هم فيكم تبع لا يبتغون مالا ولا اهلا
هذا الصنف الضعيف الذي زبر له اي لا عقل له ساقط لا همة له لايبتغي زواجا ولا دنيا كما ذكر احد السفله وهو يهون امر الزواج فيقول الزواج هو ارتباط بامراة وانا لا اريد الارتباط بامراة واحده فيعيش احدهم على الزنا ويبعث ماله في شهواته ولهواته فيعيش ضائع وعاصي
الثاني الخائن الذي لايخفى له طمع وان دق الا خانه
عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ : " الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ وَالْخِيَانَةُ فِي النَّارِ ، لَيْسَ مِنْ أَخْلاقِ الْمُؤْمِنِ الْمَكر والخديعه
ومن ثم نهى الله عن خيانة الامانه ( وتخونوا اماناتكم وانتم تعلمون ) وكم من اقوام تقلدوا امانات خانوها ولذلك ورد من علامات الساعة اتخاذ الامانة مغنما والزكاة مغرما )
الثالث ورجل لايمسي ولا يصبح الا وهو يخادعك على مالك واهلك
هؤلاء سرقان الاموال والاعراض اما سارق الاموال فقد راى نبينا سارق الحاج في النار لان الذين يخادعون الناس على اموالهم وينصبون عليهم ففي الحديث ( الخديعه في النار ) وسرقة اموال الناس وغشهم النصب عليهم من موجبات النار وصاحب اليمين الغموس ليقتطع بها مال امرىء مسلم وهو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان وكذلك الذين يخادعون المسلمون على اعراضهم فلا يمسي ولا يصبح الا وهو يخادع الناس على اعراضهم فليستعد لنار جهنم اذا لم يتب بعضهم يتندر في المجالس انه خدع فلانا من الناس على عرضه ولكن النار موعده ابن دقيق العيد يقول اعراض المسلمين حفرة من حفر النار لا احب الوقوف على شفيرها سواء الاستطاله في اعراض الناس بالسب او في الاستطالة في اعراضهم بالوقوع في الزنا
رابعا شك الراوي هل هو البخيل او الكذاب
اما البخيل فلانه يمنع حقوق المال الواجبة كالزكاة او المستحبة كالصدقه يقول الله ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون )
اخرج البحاري ومسام عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ أَتَاهُ اللَّهُ مَالا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعٌ أَقْرَعُ لَهُ زَبِيبَتَانِ ، فَيَأْخُذُ بِلِهْزِمَتِهِ ، وَيَقُولُ : أَنَا مَالُكَ ، أَنَا كَنْزُكَ " . وَتَلا أَبُو صَالِحٍ : وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سورة آل عمران آية 180 .
واما الكذاب فالكذب يهدي الى الفجور والفجور يهدي الى النار ومنشا المعاصي كلها من الكذب
خامسا الشنظير الفاحش سيء الخلق
روى البخاري (6131) ومسلم (2591) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها ان رسول الله قال لها : (يَا عَائِشَةُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره ) رواه الترمذي وصححه الالباني في الجامع
طيور الجنة
شعار هذا العنوان طائر وعلامات المزامير ويسمون الاشياء بغير اسمها طيور الجنه والحقيقة هي اغاني ومزامير و اختلاط للنساء مع الرجال وازعاج ورقص وتعويد للاطفال على الاختلاط وانا رايت ذلك بعيني في المهرجانات الصيفيه والحقيقة هي طيور النار
وسُئل الإمامُ الفقيه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عن الغِناء ؟ فقال : " أنهاكَ عنهُ وأكرهُهُ لكَ . قال : أحرامٌ هو ؟ قال: انظر يا ابن أخي إذا مي...ز اللهُ الحقَّ مِن الباطلِ في أيهِمَا يُجعلُ الغِناءُ
وقال يزيد بن الوليد الأموي: " يا بني أمية: إياكم والغِناءَ ؛ فإنه يُنقصُ الحياءَ ، ويَزيدُ الشهوةَ ن ويهدمُ المروءةَ ، وإنهُ لينُوبُ عن الخمرِ ، ويفعلُ ما يفعلُهُ السُّكرُ ، فإن كنتُم لا بُدَّ فاعلينَ فجنِّبوهُ النساءَ، فإن الغناء رقية الزنا
رجل كان له عبد يعمل بمزرعته ، فقال له سيده ذات يوم : ازرع القطن برا ، ثم ذهب وتركه ، وكان هذا العبد لبيبا عاقلا فما كان منه الا ان زرع القطن شعيرا بدل البر ، ولم يأت ذلك الرجل الا بعد ان استوى ، وحان وقت حصاده ، فجاء فاذا هي قد زرعت شعيرا ، فقال الرجل : قلت لك ازرعها برا فلم زرعتها شعيرا ؟!!
قال العبد : رجوت من الشعير ان ينقلب برا 0
قال الرجل : يا أحمق ، او ترجو من الشعير ان ينتج برا
فقال يا سيدي تزرعها سيئات وتريد ان تحصدها حسنات
تريدون تزرعون معاصي واغاني وتحصدون طيور الجنة
وتسمون الاشياء بغير اسمها
من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات الا ما كانوا يعملون
فتوى ابن تيميه في النقاب
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 22-111 وغيره. أما ما كان من النقاب واسعاً يزيد على ما يحصل به النظر فإنه لا يجوز لبسه لما فيه من التكشف
ومن شاهد ما عليه النساء اليوم من مكياج النقاب وتوسيع دائرة النقاب واظهار اطراف الخدود والحواجب يدل على انه ليس الغرض من ذلك ما يحصل به النظر وانما الفتنة والشيخ المنجد له شريط بعنوان الحجاب او النار ونساء اليوم خرجن متنقبات لبسات الضيق من اللباس ومتعطرات ومتزينات وخرجن فاتنات مفتونات ونقول لهم الحجاب او النار بل انهن غير مباليات بالوعيد الشديد صنفان من اهل النار نساء كاسيات عاريات العنوهن فانهن ملعونات
=========
4.
جدول المحتويات الجزء الرابع
م
الموضوع
رقم الصفحة
1
الحكمة اعظم عطاء الهي
4
2
حجاب الذكر
8
3
الحج تدريب اخلاقي
10
4
حسن العهد من الايمان
13
5
اربعه اعمال اجرها على الله
16
6
الهجرة الى الله والهجرة المضاده
19
7
الهداية واسباب الثبات عليها
25
8
افضل ايام الدنيا العشر
32
9
الحجاب الشرعي يحفظ للمراة عزتها الطحان
37
10
يا ليت شعري انا من انا
43
11
حجاب الذكر
45
12
المحبة والمودة شرح حديث لاتحاسدوا
47
13
خصماء الله القسم الثاني
53
14
خصماء الله القسم الاول
59
15
قيمة الزمن
63
16
شرح حديث ما ذئبان جائعان
66
17
السكينة في الحج
70
18
الحج ليس نزهه
73
19
عاشوراء ودروس من قصة موسى سته
74
20
افضل ايام الدنيا العشر نوه الله عليها في القران
79
21
اعظم نعمه والثبات عليها
84
22
عبادة الحج وشرئطه
91
23
كيف عرفت ربك
95
24
ازرة المؤمن
100
25
شرح حديث معاذ الى اهل اليمن
106
26
شرح خديث ابي جري الجهيمي ادعوا الى الله
111
27
28
29
كتاب المواعظ الجزء الرابع
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى اللهم لك الحمد اكملة واتمه واجمله وباتم ما تحمد عليه النعمة ونسال وان تبارك لي فيها وان يكون الشكر لك كذلك
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم لا تعذب لسانا كل ما يروي عنك،ولا تخيب رجاء منوطا بك ولا قلبا يشتاق إليك ولا عينا تنظر في ملكوتك ولا أذنا تستمع إلى كلامك اللهم اجعلنا ممن تعلم وعمل ودعا الى ما عمل به وعلمه وثبتنا على الحق في جميع احوالنا.
هذه المواعظ أيها الأخوة هي سلسلة يومية القيتها في صلاة الظهر كل يوم لعامةالناس لعام ألف وأربعمائة وثلاثة وثلاثون 1433 للهجرة الجزء الرابع ونحن لانعلم الناس من جهل فقط بل نذكرهم اذا غفلوا ونذكرهم اذا نسوا فيحصل فائدتان التذكير و زيادة الايمان
تم بحمد الله.
أخي الحبيب المبارك– رعاك الله
لا نقصد من نشر هذه المادة القراءة فقط أو حفظها في جهاز الحاسب. بل نأمل منك تفاعلا أكثر من خلال:- إبلاغنا عن الخطأ الإملائي أو الهجائي كي يتم التعديل.- نشر هذه المادة في مواقع أخرى على الشبكة.- مراجعتها ومن ثم طباعتها وتغليفها بطريقة جذابة كهدية للأحباب والأصحاب. في حال إمكان ذلك بنا لتبني طباعتها ككتاب يكون صدقة جارية لك.أخي الحبيب لا تحرمنا من دعوة صالحة في ظهر الغيب. من خلال اقتراحاتك وتوجيهاتك لأخيك يمكن أن تساهم في هذا العمل الجليل.
اللهم اجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم موجبا لرضوانك العظيم. للتواصل مع اخوكم/ abonemr99@gmail.comكتبه عبدالرحمن التركي
الحكمة اعظم عطاء الهي
حديثي اليوم معكم عن الحكمة فهي اعظم نعمة يلهمها الله الانسان فيعيش حياة هادئه وهانئة ومستقره فالحكمة تسعد بزوجة من الدرجة الخامسة وبغير الحكمة تشقى بزوجة من الدرجة الاولى بالحكمة تسعد بالقليل من المال وبغير الحكمة تشقى بالكثير من المال بالحكمة تحل المشكلة بكلمة واحده وبغير الحكمة تتسبب في مشكلة بكلمة واحده بالحكمة تجعل عدوك صديقا لك وبغير الحكمة تجعل صديقك عدوا لك بالحكمة تكسب قلوب الناس وبغير الحكمة تخسر الناس
يقول الله تعالى ( يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ } والحكمة اعظم عطاء يعطيه الله عبادة فالحكمة هي وضع الشيء في موضعه والعلم هو ادراك الشيء على ما هو عليه ادراكا جازما وقيل العلم َ: بأنهُ علاقةٌ ثابتة بينَ شيئين مقطوعُ بصحتها, يؤكدّها الواقع عليها دليل والجهل عرف بانه ما خالف الواقع واضرب لكم مثال حملت كاس ماء فقلت ما هذا الذي احمله فقيل هذا ابريق فقلت لا هذا كاس ماء وقال اخر هذا فنجان قهوة فقال لا هذا كاس ماء فالعلم فهم الشيء على واقعه بحجمة الحقيقي
اذا تصورنا هذا فالعلم وحده لاينفع مالم يصاحبه عمل اذن العلم ادراك الشي على واقعه والحكمة سلوك ومعناها ان تكون موفق ومسدد تقول اللهم وفقني في كل قول وعمل واعصمني من كل خلل وزلل كما قال العلماء ما نزل من السماء شيء اعظم من التوفيق ( وما توفيقي الا بالله ) فالحكمة تاتي من الله والسبب ان الانسان اذا استقام على امر الله وفقه الله وسدده فاذا نظر نظر بنور الله واذا نطق نطق بتوفيق الله فاكبر ثمرة للايمان ان تتمتع بالحكمة
فكلما كنت مع الله تمتعت بالحكمة فتقول الكلمة المناسبه في الوقت المناسب وبالحجم المناسب مع الشخص المناسب
ومن هنا اذكر بعض المواقف تدل على الحكمة وتدل ايضا على الحماقه
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الحكماء عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْطَى مِنْ تِلْكَ الْعَطَايَا فِي قُرَيْشٍ وَقَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُنْ فِي الْأَنْصَارِ مِنْهَا شَيْءٌ وَجَدَ هَذَا الْحَيُّ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى كَثُرَتْ فِيهِمُ الْقَالَةُ حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْحَيَّ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْفَيْءِ الَّذِي أَصَبْتَ قَسَمْتَ فِي قَوْمِكَ وَأَعْطَيْتَ عَطَايَا عِظَامًا فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُنْ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنَ الْأَنْصَارِ شَيْءٌ قَالَ فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَنَا إِلَّا امْرُؤٌ مِنْ قَوْمِي وَمَا أَنَا قَالَ فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ فِي هَذِهِ الْحَظِيرَةِ قَالَ فَخَرَجَ سَعْدٌ فَجَمَعَ النَّاسَ فِي تِلْكَ الْحَظِيرَةِ قَالَ فَجَاءَ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَتَرَكَهُمْ فَدَخَلُوا وَجَاءَ آخَرُونَ فَرَدَّهُمْ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا أَتَاهُ سَعْدٌ فَقَالَ قَدِ اجْتَمَعَ لَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ ثُمَّ قَالَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ قَالُوا بَلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ قَالَ أَلَا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ قَالُوا وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ قَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ وَعَائِلًا فَأَغْنَيْنَاكَ أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلَامِكُمْ أَفَلَا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِحَالِكُمْ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ قَالَ فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ وَقَالُوا رَضِينَا بِرَسُولِ اللَّهِ قِسْمًا وَحَظًّا ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَفَرَّقْنَا
فبحكمته صلى الله عليه وسلم احتوى الموقف وعالج ما وقع في نفوسهم بهذه الكلمات
وفي المقابل تاجر اقمشه اختلف مع احد عماله فطرده فذهب واشتكاه عند الجمارك بان عنده بضاعه غير نظاميه كلفته الشكوى 600 الف ومن شدة غضبه اخرج المسدس وقلت المبلغ حكم عليه بالسجن ثلاثين سنة ودمر حياته واسرته واختفى من المجتمع وفقد حريته ولو كان حكيما ما قتل ولمن صبر وغفر ان ذلك من عزم الامور
وايضا يقول احد المشائخ حضرت مؤتمر فيه طبيبات واطباء وكانوا جالسين امامي فسئلت عن حكم مصافحة النساء لو قلت الاجابة الشرعية وقعوا في حرج شديد فقلت ملكة بريطانيا في القانون عندهم لايصافح الملكة الا سبعه وعندنا في الشريعه لايصافح المراة الا سبعه رجال وهم محارمها
وكلما كنت بعيدا عن الله ارتكبت الحماقة تلوا الحماقة ولا تحسبن الحماقة خاصة بالاغبياء بل حماقات الاذكياء لاتوصف ( واضله الله على علم ) فيكون تدمير الرجل بتدبيرة لايوفق لايسدد كما قال الله ( يخربون بيوتهم بايديهم ) الله قد يعطي الكافر والفاجر ذكاء ولكن عقله يرديه يفكر ويفكر ويفكر ثم يرتكب حماقه يدمر بها نفسه ويفسد كل ما اصلحه في لحظة غضب
ولذلك مستحيل الف مرة ان يكون الكافر حكيم فقد يدعي الكفار الرحمة والحكمة والعدل وان عندهم حقوق الانسان وحقوق الحيوان في قيم كثيرة ومثاليات عالية ولكن الله يضعهم في ظروف صعبه فتذهب اخلاقهم وينقلبون الى وحوش كاسره فعندهم بعض القيم ولكن اذا هددت مصالحهم لايرحمون ولذلك اذا وضعت مبادي الكفار وقيمهم في الميزان فليس عندهم أي قيم ولا أي مبادي على وجه الحقيقه
الخلق الايمان خلق اصيل لايتاثر بردود الافعال ولا بتحقيق مصلحه ولا بتعطيلها ولا يتاثر باقبال الدنيا ولا بادبارها لان اغلب الناس يبني خلقه على ردود الافعال يصل من وصله ويقطع من قطعه ويزور من زاره ويعزي من عزاه فليس هذا سلوك ايماني انما سلوك مصلحي ففي البخاري ( ليس الواصل بالمكافي ولكن الواصل الذي اذا قطعت رحمه وصلها ) الخلق الايماني ادي الامانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك ) الاخلاق ليست قاصرة على التاثير على الاخرين انما تكمن في ضبط النفس عند الرغبه والرهبه والشهوة والغضب
ومن ثم اخلاق الكفار تبنى على المصالح فهم اصحاب قيم واخلاق اذا مصلحتهم تقتضي ذلك واذا تضررت مصالحهم فهم وحوشا كاسره لاترحم
ومن السذاجة قول بعضهم ذهبت الغرب فوجدت اسلام بلا مسلمين اولا الغرب كلهم عبيد للمال ان اعطوا رضوا وان لم يعطوا اذا هم يسخطون وشياطين ووحوش كاسره انانيون
واذا عرف هذا كله
قالوا فرق بين ان تكون حكيما بتوجيه الله وبين ان تكون حكيما تبتغي مصلحة ماديه
ولذلك قالوا اكبر عطاء الهي ان تكون حكيما فالحكمة توفيق وسداد والتوفيق يحتاج الى استقامة على امر الله فتعيش حياة هانئة وهادئة ومستقرة
وفي المقابل قالوا اعظم عقاب الهي الحماقة وهي اعيت من يداويها فحينما يكون العبد احمق واخرق وعنده رعونة تجعله يرتكب حماقات يدفع ثمنها العمر كله فبغير الحكمة لاتوفق ولا تسدد ترتكب حماقه تلو الحماقه فهما كان المرء ذكيا ومهما كان عاقلا اذا انقطع عن الله فهو يرتكب حماقه تلو الحماقه ومصيبة تلو المصيبة و معصية تلو المعصيه وحياته كلها جحيم لايطاق وحياته غير مستقره
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 10/11/1433هـ
حجاب الذكر
حديثي معكم اليوم عن حجاب الذكر من النار وانه سبب للوقاية من النار ومن المعاصي فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "خُذُوا جُنَّتَكُمْ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ عَدُوٍّ حَضَرَ؟ فَقَالَ: "خُذُوا جُنَّتَكُمْ مِنَ النَّارِ، قُولُوا: سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلَهَ إِلا الله وَالله أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ القِيَامَةَ مُسْتَقْدِمَاتٍ وَمُسْتَأْخِرَاتٍ وَمُنجيَاتٍ وَهُنَّ البَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ". أخرجه النسائي فى الكبرى (6/212
قال : خذوا جنتكم ( من النار ) أي وقايتكم من نار جهنم ومنه قيل للترس جنة ومجنة لأن صاحبه يتستر به قالوا : يا رسول اللّه كيف نفعل قال : ( قولوا سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر ) فإنهن يعني ثواب هذه الكلمات ( يأتين يوم القيامة مقدمات ) لقائلهن ( ومعقبات ومجنبات وهن الباقيات الصالحات ) المشار إليهن في القرآن سميت معقبات لأنها عادت مرة بعد أخرى وكل من عمل عملاً ثم عاد إليه فقد عقب وقيل المعقب من كل شيء ما خلف لعقب ما قبله كذا في مسند الفروس وفيض القدير للمناوي
اما قوله مجنبات وفي رواية منجيات فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ " مسند الإمام أحمد رقم 21508
وهن الباقيات الصالحات :
قال الشنقيطي – رحمة الله تعالى عليه في اضواء البيان - :وأقوال العلماء في الباقيات الصالحات كلها راجعة إلى شيءٍ واحدٍ وهو الأعمال التي ترضي الله سواء قلنا إنها " الصلوات الخمس " كما هو مروي عن جماعة من السلف منهم : ابن عباس وسعيد بن جبير وأبو ميسرة وعمر بن شرحبيل ، أو أنها : " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " ، وعلى هذا القول جمهور العلماء ، وجاءت دالة عليه أحاديث مرفوعة عن أبي سعيد الخدري وأبي الدرداء وأبي هريرة والنعمان بن بشير وعائشة – رضي الله عنهم
من ثم يقول مقيده عفا الله عنه
الذكر شانه عظيم ومنزلته عاليه ولا تحلو الدنيا والاخرة الا بذكر الله حتى انه في الاخرة ترفع جميع التكاليف ما عدا الذكر دعواهم فيها سبحانك اللهم
ويلهمون التسبيح في الجنة كما يلهم احدنا النفس فنحن نتنفس تنفسا لا اراديا
وفي الذكر من الخير والبركه ما يخطر للعبد على بال ففي الحديث ( الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم .......الى ان قال الذكر )
واعظم الذكر العهد الذي بيننا وبين الله كلمة التوحيد
الذكر فيه سر عجيب في صلاح العبد وتقواه وثباته على طاعة الله
الذكر فيه سر عجيب في الفتح والتوفيق والتيسير وكان نبينا يذكر الله في كل احيانه سبق الفردون فقيل وما المفردون فقال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات
اسعد الناس في الدنيا والاخرة من الهمه الله ذكره وشكره وحسن عبادته
والله ما قست قلوبنا ولا ضاقت صدورنا ولا تسلطت علينا الشياطين فاذتنا في ديننا ووابداننا الا لما غفلنا عن الذكر ولا وقعنا في المعاصي الا حينما غفلنا عن ذكر الله نسوا الله فانساهم انفسهم
اه من حالي وقالي ليتني في الذاكرينا ايها الناس استجيبوا ان دعيتم للنجاة
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 12/11/1433
الحج تدريب اخلاقي في ظروف صعبه
جعل الله الحج يؤدي في مكان معين وفي زمان معين وباعمال معينة بخلاف بقية اركان الاسلام فبامكان كل واحد منا ان يصلي في اي مكان ويصوم ويدفع الزكاة وينطق بالتوحيد باي مكان الذي هو واجب الوقت فلا يجوز ان ينفك عنه لحظه الا الحج جعلة الله في بيته الحرام
وشاءت حكمة الله ان يكون الحج في بلاد حارة جدا ولا نبات فيها كما قال ابراهيم بواد غير ذي زرع فاراد الله ان يعطل كل اسباب الراحة الجسمية كلها من منظر جميل الى هواء عليل اضافة الى التقيد بمحظورات الاحرام والتخلي عن كل اسباب الرفاهية فمنعه من التعطر ومن الحلاقة ومنعه من النكاح تصور لو كان الحج في بلاد جميلة ونسمات عليه لصار الحج سياحه وليس عبادة
الحج شعيرة عظيمة يخرج الحاج عن اهلة ووطنه ويخرج عن الفه وعن الرفاهية والغرض من هذا كله لانه ابلغ في التعبد لله وتعظيما لهذه الشعيرة واشغال العبد بما هو اهم وهو التفرغ لذكر الله وحتى ينال الاجر العظيم والمختصر المفيد كما قال الله ( ليشهدوا منافع لهم ) فالله عطل كل اسباب الراحة الجسمية حتى يخلص القصد له فلا يدفع الحاج للحج سوى التقرب الى الله فليس فيها منظر جميل ولا هواء عليل بل هناك حر شديد لايطاق وزحام وظروف صعبة جدا ولو تاملت اعمال الحج ومناسكه واركانه واعماله كلها تمرين على طاعة الله والانقياد له فيتقلب الحاج بين مكة ومنى وعرفات ومزدلفه يقيم ويرحل ويمكث وينتقل ويخيم ويقلع هو طوع الاشارة ورهن الامر فليس له ايراده ولا حكم فالحاج بين نزول وارتحال ومكث وانتقال ووصل وهجر وحل وعقد ومع هذا كله لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ومما يحسن ذكره في بيان ان اعمال الحج كلها تمرين على طاعة الله والتقيد باوامره امراة تسال احد العلماء قالت هناك من يعقد عقد قران صوري بين رجل وامراة من اجل الحج وهو لايحل لها فقال عقد الزواج اخطر عقد في الاسلام واقدس عقد فكيف تطيع الله من حيث تعصاه وهل هذه المراة تعبد الله على مزاجها ام وفق منهج الله الم تسمع هذه المراة هذا الحديث ( لايحل لامراة تؤمن بالله واليوم الاخر ان تسافر مسير يوم وليلة الا مع ذي محرم )
انا اعجب كل العجب ممن يريد ان يعبد الله بغير ما شرع الله ينبغي ان نعبد الله وفق شرع الله واذا تبين هذا كله
1- الحج تدريب اخلاقي في ظروف صعبه لكي يبرهن الله لنا اننا تستطيع فعل هذا في ظروف ايسر من هذه الظروف لاشك ان الحج يجتمع فيه ضيق المكان وكثرة الحجاج وتعطل حركة السير فيضطر الحاج الى المشي في الزحام والحر وتباعد الاماكن وقد يكون الرفقة غير مهيئة للمشي او الامتعة كثيره ومطلوب من الحاج ضبط اخلاقة فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج تصوروا لو عاد هذا العدد الكبير بعد ان تلقوا هذا التدريب في هذه الظروف الصعبة كم ستنزل عليهم من الرحمات والمغفرات
2- اهمية التسامح في الحج والعفو لانها سوف تتداخل المصالح ويتنافس الحجاج والاهم من هذا رد المظالم فورا انا رايت الحجاج وهم يزدحمون على الركوب في الباصات وحينما ركبوا وقف احد الحجاج وطلب منهم اجرة الركوب واخذ منهم عن كل نفر خمسين ريالا ثم اختلفوا واتفقوا على عشرة ريال فنزل من الباب الخلفي وهرب بالمبلغ الذي جمعه حوالي اربعمائة ريال وكان هذا الامر في طواف الوداع ينبغي ان ننفض عنال اثقال الذنبوب نحن في زمان الكثير ياكل ولا يشبع ومنهم من يكسب ولا يجمع ومنهم من يجمع ولا يبارك له فيه والكثير لايبالي بالحلال المهم ان يكسب من حلال او من حرام فينبغي ردا المظالم فورا وننفض عنا اثقال الذنوب لكي نتطهر لسنا ملائكة ولكن العيب كل العيب الاصرار على المعاصي
3- حينما يشعر الحاج ان الله سيغفر له ما مضى ويبدا صفحة جديدة كيوم ولدته امه فقد يحج الحاج حجة واحدة كفيلة بمفغرة ما مضى كله فيشتاق للمغفرة ولك ان تتصور حالات الحجاج بعد الانتهاء من الحج منهم من حجه مبرورا ومنهم من حجة مغفورا له ومنهم من حجه مردودا اما الحج المبرور فعلامته ان يرجع زاهدا في الدنيا راغبا في الاخرة فيكون عنده انابة الى دار الخلود واما المغفور له فيرجع من حجة بحال غير الحال التي ذهب بها فيرجع محافظا على الصلاة وترك الدخان وتاب الى الله واما المردود فيرجع ولا يتغير من حاله شيء يذهب تاركا للصلاة ويرجع وهو تاركا للصلاة
4- التلبية معناها جميل وهي شعار الحج ومعناها جئتك يالله طالبا لمرضاتك وفضلك جئتك من اجلك وحدك وليس من اجل الدنيا ثم انك لاتلبي الا لمن تحب وتعظم
5- ديننا عنوانه التوحد فنحن نحج في مكان واحد وزمان واحد وفي مكان ضيق حتى نتوحد ونبتعد عن الفرقة والاختلاف فيتجلى فيه الوحدة الاسلامية لقاء سنوي متجدد خالد الى يوم القيامة فتتجرد جميع الشعوب عن جميع ملابسها وازيائها التي تتميز بها ويلبس الجميع لباس الاحرام حاسرين عن رؤوسهم متجردين عن لباس الدنيا فيستوي الجميع قادة الامة وعامتها لافرق بين ابيض واسود ولا عربي ولا عجمي فتتجلى الوحدة الاسلامية في اللباس وفي الهتاف وشعارهم واحد لبيك اللهم لبيك وكلهم في هذه المشاعر تشغلهم اشغال واحدة وما دام الحج فريضة خالدة وباقية الى يوم القيامة فالمسلمون لاتبتلعهم القوميات ولا العنصريات ولا الوطنيات ولا اللغات كما ابتلعت امما كثيرة ولذلك اسلم بعض الكفار وبالاخص ممن يرون عندهم التفرقة يقول احد الدعاة انا عشت في امريكا عام 1970 م في تلك الفترة كانت حركة المسلمين السود، حركة ألايجا محمد الذي ادعى النبوة، وادعى شيئا أخطر من النبوة، ادعى أن الكون له إلهين: إله أبيض وإله أسود، الإله الأبيض هو إله الشر، والإله الأسود هو إله الخير، أي جنون هذا! وسمى جماعته “المسلمون السود”، وكان من أتباعه رجل عظيم، خطيب مفوه، عاقل، صاحب قدرات فذة اسمه مالكولم إكس، وكان هو الشخص الرئيسي الذي استخدمه ألايجا – المدعي للنبوة – في تجميع الناس حوله، وكانت قدرة مالكولم إكس على تجميع الناس والخطابة والتأثير فيهم أضعاف قدرة ألايجا محمد،) وشاء الله ان هذا المتحدث المفوه يحج فترك هذه الجماعة المنحرفة وانضم إلى أمة الإسلام الحقيقية بسبب الحج فيقول عن نفسه: فرأيت الأبيض مع الأسود مع الأصفر مع الأحمر لا فرق بين أحد منهم، رأيت الكل يتجه نحو إله واحد، الكون ليس له إلهين، إله واحد، لا إله إلا هو سبحانه وعرف الانحراف الذي ادعاه ايجا محمد وهلك الايجا وورثة الخطيب وقاد المسلمين وابعدهم عن الانحراف والشرك بسبب الحج
حسن العهد ايمان
حديثي معكم اليوم عن حسن العهد عقد البخاري في صحيحه في كتاب الأدب باباً فقال:باب حسن العهد من الإيمان و اخرج الامام الحاكم والبيهقي عن عائشة قالت قال رسول الله (ان حسن العهد من الايمان )
العهد له معان كثيرة ومعناه في هذا الحديث حسن العشرة وحفظ الود يقول الامام الشافعي الحر يحفظ وداد لحظة وتعليم لفظه
بعض الناس تقدم له خدمات تلو الخدمات وتحسن اليه الاحسان تلو الاحسان فيكون حاله كما قال الناظم
علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
وهذا طبع الليم مثل الثعبان الذي تربيه في حجرك فاذا كبر لدغك وهذا من اللئم والمؤمن يحفظ الجميل طوال العمر
ومن ثم سبب هذا الحديث كما اخرجه الحاكم والبيهقي عن عائشة قالت : " جاءت عجوز إلى النبي - صلى الله عليه وسلم –وهو عندي فقال لها من انت فقالت جثامه المزنية فقال بل انت حسانه المزنيه فقال : كيف أنتم ، كيف حالكم ، كيف كنتم بعدنا ؟ قالت : بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله . فلما خرجت قلت : يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ؟ فقال : يا عائشة إنها كانت تأتينا زمان خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان "
حسن العهد وحفظ الود يكون بين الزوجين والاب وابناءه والجار وجاره والصديق وصديقه والطالب ومعلمه
فحسن العهد وهو حسن العشرة وحفظ المعروف وحفظ المودة
روى البيهقي في الدلائل وابن إسحاق عن أبي قتادة أنه قال:(وفَد وفدُ النجاشي على النبي صلى الله عليه وسلم، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يخدمهم بنفسه، فقال له أصحابه: يا رسول الله نكفيك ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين وأنا أحب أن أكافئهم)
لاشك انك اذا قمت بخدمة انسان له فضل عليك هذا شيء رائع لو زرت انسان في بلد وقام باكرامك ينبغي لك اذا زارك في بلدك ان يراك في المطار وتحمل عنه متاعه انا كنت بالثانوية قادمت من المنطقة الشرقيه بالسعودية الى الرياض عام 1405ومعي بعض الاخوةواستقبلنا بالمطار ثلاثة اخوة فكل واحدا منهم ابتدر واحدا منا يحمل متاعه وانا متاكد انهم لايعلمون هذا الحديث لكن فطرهم سليمه وخلقهم الرفيع حملهم على ذلك والله لقد شاهدت بعض الابناء في المطار ابوه يحمل المتاع وهو يتفرج عليه من سوء التربيه
ورد عن عمر بن أخطل الأنصاري رضي الله عنه قال:(استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أي طلب ماءً ليشرب منه ـ فأتيته بقدحٍ فيه ماء كانت فيه شعرةٌ فأخذتها ـ أي أزلتها من القدح، ما هذا المعروف ؟ قدم له كأس ماء فوجد فيه شعرة، أزاحها من القدح ـ فقال عليه الصلاة والسلام مقابلاً لصنعه الجميل: اللهم جَمِّله))
قال الرواي: فرأيت عُمَراً وهو ابن تسعين سنة وليس في لحيته شعرةٌ بيضاء، سحب شعرةً من كأس ماءٍ قدَّمها للنبي، فقال:
((اللهم جَمِّله))
وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة، فسقطت على لحيته ريشة، فابتدر أبو أيوب فأخذها، فقال عليه الصلاة والسلام: نزع الله عنك ما تكره)
هناك اعمال بسيطه تنال بها اجور عظيمه مثل خيط تراه على لحية اخيك فتنحيه او غبار على كتفه فتمحيه فتكسب ود اخيك
لذلك ورد البر لايبلى والاثم لاينسى والديان لايموت اعمل ماشئت كما تدين تدان
في سنن أبي داود ‏(‏من أسدى إليكم معروفًا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له، حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه‏)‏
ومن صفات رسول الله صلى الله عليه وسلك انه كان يسال الناس عما في الناس يعني يسال عن احوالهم يقول احد المشائخ غاب عن درسي اخ كريم مدة شهرين فلما قابلته سالت عن احواله فقالت كنت مريضا فقلت والله لو علمت لزرتك فقال والله ما زارني احد فتالمت لذاك اشد الالم
ومن اروع ما في الايمان العدل حتى بين الابناء يقول احد العلماء والله كم اتصلت علي امراة تشتكي اباها تقول خص كل واحد من ابناءه ببيت او دكان ولم يخصها بشيء فهي متالمه من ابيها
ومن ثم قال نبينا حسن العهد من الايمان ) اللهم ارزقنا ادابا واخلاقا ترضيك عنا
اربعه اعمال اجرها على الله
حديثي معكم اليوم عن اربعة اعمال اجرها على الله وابهم ثوابها لعظم اجرها عند الله
الخصلة الاولى الصيام
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ) رواه البخلري ومسلم وعند ابويعلى من حديث وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ : الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ ، إِلا الصَّوْمَ فَهُوَ لِي ، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، يَتْرُكُ الطَّعَامَ ، وَالشَّهْوَةَ ، وَيَتْرُكُ الشَّرَابَ لِشَهْوَتِهِ مِنْ أَجْلِي ، هُوَ لِي ، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ " .
قال سفيان بن عيينة : إن ثواب الصيام لا يأخذه الغرماء في المظالم ، بل يدّخره الله عنده للصائم حتى يدخله به الجنة .
ومن ثم يفرح الصائم بصيامة عند لقاء ربه لانه يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب ورمضان هو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنه
الخصلة الثانية الصبر
يقول الله انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب
الصبر ضياء
لأنه محمود العواقب فمن صبر ظفر والنصر مع الصبر
شبه الصبر بأنه كالشمس ( والشمس ضياء والقمر نور ا) لأنه الصبر حبس النفس على ما تكره فيكون فيه نوع من الحرارة كالشمس فيها ضياء مع حرارة وضيق
كيف ورد الصبر في القران
فصبر على ما يقولون
فاصبر لحكم ربك
ولربك فاصبر
فاصبر أن وعد الله حق
والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم
إنما يفى الصابرون اجرهم بغير حساب
وبشر الصابرين
يقول علي منزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الروح من الجسد ألا انه لا ايمان لمن لا صبر له وورد الصبر في القران في أكثر من ثمانين موضعا اثنى الله على اهله واحبهم وذكر معيته لهم وحسن العاقبة والجزاء ولا كانت هذه الخصلة في عبد إلا حاز على الخير
الشاهد ان الصابرون يوفون اجرهم بغير حساب
الخصلة الثالثة العفو
( والعافين عن الناس ) لكن بشرط ان يكون عفوا في محله ويصلح صاحبه وتستوثق انه لايعود لان اللئيم اذا اكرمته تمرد وهذا يجرؤ عليك الفساق ولذلك قال الله ( فمن عفا واصلح ) فاذا كان مصلح فاعفوا عنه وان كان مفسد فلا
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى وفارق ولكن بالتي هي احسن
قال الحسن بن علي رضي الله عنه : لو ان رجلا سبني في اذني اليمنى واعتذر الي في اذني اليسرى لقبلت عذره. اخرج الامام االلحاكم ان سول الله صلى الله عليه وسلم قال لعقبة: " ألا أخبرك بافضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة: تصل من قطعك وتعطي من حرمك. وتعفو عمن ظلمك )
( قال موسى: يارب! أي عبادك أعز عليك؟ قال الذي إذا قدر عفى )قال سفيان بن عيينة : إن ثواب الصيام لا يأخذه الغرماء في المظالم ، بل يدّخره الله عنده للصائم حتى يدخله به الجنة .
ومن ثم يفرح الصائم بصيامة عند لقاء ربه لانه يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب ورمضان هو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنه قال سفيان بن عيينة : إن ثواب الصيام لا يأخذه الغرماء في المظالم ، بل يدّخره الله عنده للصائم حتى يدخله به الجنة .
ومن ثم يفرح الصائم بصيامة عند لقاء ربه لانه يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب ورمضان هو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنه قال سفيان بن عيينة : إن ثواب الصيام لا يأخذه الغرماء في المظالم ، بل يدّخره الله عنده للصائم حتى يدخله به الجنة .
ومن ثم يفرح الصائم بصيامة عند لقاء ربه لانه يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب ورمضان هو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنه قال سفيان بن عيينة : إن ثواب الصيام لا يأخذه الغرماء في المظالم ، بل يدّخره الله عنده للصائم حتى يدخله به الجنة .
ومن ثم يفرح الصائم بصيامة عند لقاء ربه لانه يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب ورمضان هو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنه
وورد في الاثر انه ينادي المنادي يوم القيامة الا ليقم من اجره على الله فلا يقوم الا من عفا عن ذنب
يقوم ابن القيم فانتظر الكرامة من الله يوم ينادى المنادى من كان أجره على الله فليقم فيقوم كل من عفا عن أخيه فى الدنيا
الإمام أحمد يدعو ويقول" اللهم إنى قد جعلت كل من آذانى فى حل إلا صاحب بدعة" فيدهش بعض طلبته لذلك، فيقول أحمد : وما ينفعك أن يعذب أخوك بسببك
الخصلى الرابعه من هاجر فمات
وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء : 100] نزلت في رجل كبير في السن كان يسكن في مكة, بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة , وقد وضع الله وجوب الهجرة على الرجال والنساء والصبيان, وأوجبها على كل قادر, فهذا رجل معذور لكبر سنه لكنه لم يتحمل وهو
حبيب بن ضمرة الليثي فقال لبنيه ، وكان شيخا كبيرا : احملوني فإني لست من المستضعفين ، وإني لا أهتدي إلى الطريق . فحمله بنوه على سرير متوجها إلى المدينة ، فلما بلغ " التنعيم " أشرف على الموت ، فصفق يمينه على شماله وقال : اللهم هذه لك ، وهذه لرسولك ، أبايعك على ما بايعتك يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ومات حميدا . فبلغ خبره أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : لو وافى المدينة لكان أتم أجرا . فأنزل الله تعالى هذه الآية
الهجرة لله والهجرة المضادة لها
حديثي معكم اليوم عن الهجرة لله والهجرة المضادة لها وسبب الحديث عن هذا الموضوع لان هناك اناس جعلوا الغاية في الحياة وسيلة وجعلوا الوسيلة في الحياة غاية فالغاية في الحياة عبادة الله وجعلوا الوسيلة وهي الدنيا مطية الاخرة غاية ومن ثم قالوا طلب العلم ليس مطلوبا لحد ذاته انما العلم وسيلة الى غاية فالغرض من العلم العمل به فمن حفظ القران واقام حروفه وضيع حدوده كان القران حجة عليه لا له ولو كان هناك انسان امي لايقرا القران واقام حدوده لكان القران حجة له لا عليه
ولذلك من اعظم الاشياء التي لفتت النظر في العالم الاسلامي ان هناك اناس مسلمون يعيشون بلا رساله همة بطنه وفرجه فقط طالما انا في امن وامان ويتجشا من التخمة فمالنا وللناس فلا يعرف حقا ولا باطلا ولا يهتم بامر الاسلام ولا المسلمين وفي المقابل هناك مسلمون جدد همة هداية الناس يصلي الليل يحافظ على الصلاة في المساجد ويدعوا الى الله ويحمل رسالة الله الى عباد الله
فعرفوا سر وجودهم وغاية وجودهم فعرفوا ربهم واخلصوا له واطاعوه واقبلوا عليه
وحينما نتحدث عن الهجرة الى بلاد الكفر والاقامة الدائمة فيها لا اتحدث عن سفر طاريء او بعثة قصيرة انما حديثنا عن الهجرة لمن راقت له الحياة هنالك ونسي دينه ومستقبل اولاده
بقي ما معنى الهجرة
الهجرة الى الله هي الانتقال من دار الكفر الى دار الاسلام هي حركة هي انتقال من مكان الى مكان لكن الله قيدها فقال ( ومن يهاجر فسبيل الله ) فاخرج الهجرة المضادة لها
اما الحكمة الشرعية من الهجرة
لما علمنا ان غاية وجودنا في الحياة عبادة الله وكان الانسان بارض لايستطيع ان يعبدالله فيه وحالوا بينه وبين عبادة الله ولم يستطع اظهار دينه وجب عليه مغادرة ذلك المكان يقول الله ( الم تكن ارض الله واسعه فتهاجروا فيها )
فاذا هاجرت من اجل دينك اما صونا له او انقاذا لاهلك واولادك من الفتنة فهناك بلاد لاتستطيع ان تربي اولادك على منهج الله فالهجرة فرارا بالدين اما بسبب الاغراء او بسبب القمع واجبة عند القدرة
لكن بقي ما معنى اظهار الدين ليس معناه ان يترك الانسان يصلى فاليهود والنصارى والكفار قد لا ينهون من صلى ببلدانهم ولا يكرهون الناس على معبوداتهم انما المقصود باظهار الدين
البراءة من الكفر واهله وما هم عليه من الباطل ولذلك قالوا لتحقيق لااله الا الله خمسة امور الاولى معرفة انه لااله الا الله ثانيا ان يعتقد معناها فقد يعلم الشيء ولا يعتقده ثالثا الاقرار باللسان قل امنت بالله ثم استقم
رابعا العمل بمقتضى العلم ثم استقم
خامسا البراءة من كل ما يعبد من دون الله فلو رضي الشرك او لم ينكره ويرى انه لاشيء فيه ولا حرج فقد اشرك مع انه يقول لااله الا الله لانه لم يحقق التوحيد بالبراءة من كل ما يعبد من دون الله ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى )
ومن ثم نحن نقرا ايات ( سمعنا فتا يذكرهم يقال له ابراهيم ) وسمعنا ايضا ( انني براء مما تعبدون )
هذا ابراهيم صدع بالحق مع انه كان وحدة وما ضر الناس الا ضعف يقينهم بالله ومن قرا قصص الصحابة وصدعهم بالحق بمكه واعلان البراءة من الكفار والهتهم
ولذلك ياتي زمان لاتفرق بين من يعبد الله ومن يعبد الشيطان واتباعه
كان بعض العلماء اقل كلمة تمس التوحيد تجده ينتفض ويصيح في وجه من قالها اعوذ بالله منك ابرا الى الله ما هذا الذي تقول من قوة ايمانه وكلما قوي توحيد العبد قويت براءته من كل ما يعبد من دون الله وتجده لايتحمل أي شيء فيه كفر او شرك مع الله فالقلب مثل الوعاء اذا دخلت فيه محبة الله واخلاص العبادة له لايمكن ان يجتمع فيه شيء يضاد هذا الاصل وكلما سمع او جد شيئا يمس التوحيد وجدته تمعر وجهه لله ومن ثم البراءة من الكفر واهله شيء عظيم في الاسلام يرفع الله بها قدر العبد
فكلما قوي التوحيد صدع العبد بالحق فعادى اعداء الله ووالى اولياء الله
فالهجرة لها مقصودان
الفرار بالدين من الفتنة 2- التحيز لاهل الاسلام
فضل الهجرة
ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعه ) من احسن ما ورد في تفسيرها ان من يهاجر في سبيل الله ان الله يوفقه ويعطية من الخير والبركة ما يغيظ بها عداءه يقول احد الاتراك هاجرت ايام اتاترك لما اراد اقتلاع الاسلام من تركيا بالكلية الى الشام ففتح الله علي حتى بلغ عدد البيوت التي املكها ثلاثين بيتا
ومَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء : 100] نزلت في رجل كبير في السن كان يسكن في مكة, بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة , وقد وضع الله وجوب الهجرة على الرجال والنساء والصبيان, وأوجبها على كل قادر, فهذا رجل معذور لكبر سنه لكنه لم يتحمل وهو
حبيب بن ضمرة الليثي فقال لبنيه ، وكان شيخا كبيرا : احملوني فإني لست من المستضعفين ، وإني لا أهتدي إلى الطريق . فحمله بنوه على سرير متوجها إلى المدينة ، فلما بلغ " التنعيم " أشرف على الموت ، فصفق يمينه على شماله وقال : اللهم هذه لك ، وهذه لرسولك ، أبايعك على ما بايعتك يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ومات حميدا . فبلغ خبره أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : لو وافى المدينة لكان أتم أجرا . فأنزل الله تعالى هذه الآية
ابهم الله ثواب من خرج اليه مهاجرا ثم يدركه الموت انه وقع اجره على الله وابهم الثواب لعظم اجرها عند الله
فالاجر على قدر المشقه ففي الحديث « إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ » رواه الترمذي
الهجرة ليست سهله
فاذا هاجرت من اجل دينك وغادرت بلدك الذي كنت فيه فكانما اقتعلت من جذورك الهجرة ليست سهله الهجرة اقتلاع من الجذور تترك بيتك وبلدك وقومك وعملك دراستك وتتخلى عن كل شيء من دنياك لتحافظ على اعز شيء تملك في الحياة دينك ودين اهلك وابناءك ربما يكون الحديث عن هجرته صلى الله عليه وسلم ممتعا ولكن الحديث عن الهجرة شيء وان تباشر الهجرة وتعاني منها شيء اخر تقرا قصة ابراهيم حينما امره الله بذبح ابنه وتقرا هذا التضحيه شيء وتباشر الامر شيء اخر ولكنك اذا هاجرت فرارا بدينك او حفاظا على دينك اهلك ربحت الدين والدين اغلى واعز ما يملك الانسان في هذه الحياة
و من هاجر في سبيل الله فاثر طاعة الله على مصالحة واثر الجنة على الدنيا ان العاقبة له نعم هناك صعوبات في بداية أي عمل ثم يفتح الله عليه مع الصبر ففي الحديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ : " دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الْمَسْجِدَ مُتَوَكِّئًا , وَهُوَ يَقُولُ : أَيُّكُمْ يَسُرُّهُ أَنْ يَقِيَهُ اللَّهُ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ ؟ ثُمَّ قَالَ : أَلا إِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزَنٌ بِرَبْوَةٍ ثَلاثًا , أَلا إِنَّ عَمَلَ النَّارِ , أَوْ قَالَ : الدُّنْيَا ، سَهْلٌ بِشَهْوَةٍ ثَلاثًا , وَالسَّعِيدُ مَنْ وُقِيَ الْفِتَنَ , وَمَنِ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ ، فَيَا لَهَا ثُمَّ يَا لَهَا " . رواه البيهقي في الشعب
المسلم في دار الكفر له اربع حالات
1- لايستطيع اظهار دينة ويمكنه الهجرة فهذا ياثم
2- لايستطيع اظهار دينة ولا يمكنه الهجرة فهذا مستضعف وعليه الاستعداد للهجرة
3- ان يستطيع اظهار دينه ولايمكنه الهجرة يجب عليه الاستعداد للهجرة
4- ان يستطيع اظهار دينه ويمكنه الهجرة ان اراد يمكث بينهم للدعوة
الهجرة في سبيل الشيطان او الهجرة المضادة
تهاجر من بلد تقام فيه شعار الله الى بلد فرغت منه كل القيم الاخلاقيه او لايوجد فيها أي اتجاه ديني او تكافح أي اتجاه ديني
الهجرة في سبيل الشيطان حينما تكون الهجرة تضييعا للدين والعرض من اجل كسب شهادة او منصب او متاع من الدنيا فيهاجر من اجل الدنيا او من اجل التفلت على حساب الدين والعرض يقول الشيخ سفر الحوالى وإذا تاب المسلمون المقيمون في بلاد الغرب من المعاصي - وأعظمها نسيان الولاء والبراء والذوبان في مجتمع الكفر والفسق - رفع الله عنهم البلاء العنصري كما أن كل من سافر أو أقام لغير حاجة عارضة، أو ضرورة قاهرة، عاصٍ حتى يتوب بأن يعود ويفارق دار الكفر، إلا من كان قصده الدعوة ومراده الهجرة.
العلم وسيلة الى غاية فلا قيمة للعلم بلا عمل حفظ القران وسيلة الى تدبره والعمل به فاذا حفظه وترك العمل به كان حجة عليه
اقسام من يقيم في بلاد الغرب
1- ان يقيم عندهم رغبة فيرضى ما هم عليه من الدين ويمدحه او يرضيهم بعيب المسلمين فهذا ممن اتخذ الكفار اولياء من دون المؤمنين
2- ان يقيم عندهم من اجل المال او ولد ولا يظهر دينه مع قدرته على الهجرة يدخل في ( الذين تتوفاهم الملائكة وهم ظالمي انفسهم )
ان يكون مظهرا لدينة فيتبرا منهم وما هم عليه ويصرح لهم بالبراءة وانهم ليسوا على حق لاتجب الهجرة والمقصود باظهار الدين ليس اقامة الصلاة فقط بل لابد اعلان البراءة ما هم عليه من الباطل
قضية التعايش السلمي
فكرة التعايش السلمي كل واحد ينصرف الى مصالحه الدنيوية ويلهث وراء شهواته النفسيه ومالنا وللناس ان عبدوا حجر او شجر او بقر مالنا ولهم ما دمنا نحن واياهم في امن وامان وكل واحد منا في نعمة ونتجشا من التخمه مالنا ولهم سبق وان ذكرت في دواعي الهجرة ان من شروط تحقيق لااله الا الله حمسة امور والخامس منها خامسا البراءة من كل ما يعبد من دون الله فلو رضي الشرك او لم ينكره ويرى انه لاشيء فيه ولا حرج فقد اشرك مع انه يقول لااله الا الله لانه لم يحقق التوحيد بالبراءة من كل ما يعبد من دون الله ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى )
ومن ثم نحن نقرا ايات ( سمعنا فتا يذكرهم يقال له ابراهيم ) وسمعنا ايضا ( انني براء مما تعبدون )
هذا ابراهيم صدع بالحق مع انه كان وحدة وما ضر الناس الا ضعف يقينهم بالله ومن قرا قصص الصحابة وصدعهم بالحق بمكه واعلان البراءة من الكفار والهتهم
ولذلك ياتي زمان لاتفرق بين من يعبد الله ومن يعبد الشيطان واتباعه
كان بعض العلماء اقل كلمة تمس التوحيد تجده ينتفض ويصيح في وجه من قالها اعوذ بالله منك ابرا الى اللله ما هذا الذي تقول من قوة ايمانه وكلما قوي توحيد العبد قويت براءته من كل ما يعبد من دون اللله وتجده لايتحمل أي شيء فيه كفر او شرك مع الله فالقلب مثل الوعاء اذا دخلت فيه محبة الله واخلاص العبادة له لايمكن ان يجتمع فيه شيء يضاد هذا الاصل وكلما سمع او جد شيئا يمس التوحيد وجدته تمعر وجهه لله ومن ثم البراءة من الكفر واهله شيء عظيم في الاسلام يرفع الله بها قدر العبد
فكلما قوي التوحيد صدع العبد بالحق فعادى اعداء الله ووالى اولياء الله
متى يكون التعايش السلمي في حالتين اذا امن الكفار او كفر الموحدون والسؤال من الذي تنازل عن دينه واستحى ان يظهره فكرة التعايش السلمي ان نسير وراء الكفار ونكون اذناب لهم وننفذ لهم بلا تردد حتى فكرة نزع السلاح من بقعه معينة لماذا لاينزع من العالم كله
ولذلك البغض في الله ان تكره الكفر واهله فرابطه الدين قبل المواطنه نوح لما كلمة ابنه رد الله عليه ( انه ليس من اهلك ) ابراهيم تبرا من ابيه لما تبين له انه عدوا لله ومن لم يحاربنا من الكفار نقابله بالحسنى ونعاملة بالعدل لكن لانحبة بقلوبنا وهو يكفر بالرحمن
اعظم نعمة والثبات عليها
اعظم نعمة انعم الله بها على الانسان نعمة الاسلام والايمان فهذه النعمة تحقق للانساد سعادة الدنيا والاخرة ولكن من سيثبت عليها حتى الممات فالقلوب تتقلب والايمان يزيد وينقص والانسان ما دام في هذه الحياة فهو معرض للفتن والشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم والاعمال بالخواتيم يقول المقداد بان الاسود والله لا اقول في عبد خيرا او شرا حتى انظر بما يختم الله له لشيء سمعته من رسول الله سمعته يقول ( لقلب ان ادم اشد تقلبا من القدر اذا استجمع غليانا ) رواه احمد والحاكم وفي روايه ( لقلب ابن ادم اسرع تقلبا من القدر اذا استجمع غليانا ) (إنما القلب من تقلبه، إنما مثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهراً لبطن) رواه أحمد هو في صحيح الجامع وفي رواية (مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة الريح ظهراً لبطن) . أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب وإسناده صحيح
ومن ثم اذا اظلمت القلوب وعشعش الشيطان فيها خرجت هيبة الله منها ونحن في فتن عظيمة ومحن عظيما نسال الله العظيم ان يسلمنا منها ومن اهلها ولذلك دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ عَلَى حُذَيْفَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ ، فَأَسْنَدَهُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ ابْوا مسعود مَسْعُودٍ : أَوْصِنَا , فَقَالَ حُذَيْفَةُ ألم يأتك اليقين قال بلى وعزة ربي قال فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكره وأن تنكر ما كنت تعرفه وإياك والتلون فإن دين الله واحد وفي رواية فان امر الله واحد ) رواه البيهقي في السنن الكبرى اذا لا تعدُّد في الحق، الحق واحد.ويفسر معنى تعرف ما كنت تنكر قال حذيفة رضي الله عنه في باب الفتن فيما رواه الحاكم 4/468 بسند صحيح إذا أحببت أن تعرف أصابتك الفتنة أم لا فانظر إلى ما كنت تراه حراما أصبحت تراه حلالاً وإلى ما كنت تراه حلالاً أصبحت تراه حراما فقد أصابتك الفتنه ) واذا اشتدت الفتن تنقلب الموازين فيرى الحق باطلا والباطل حقا ويرى الصادق كاذبا والكاذب صادقا والخائن امينا والامين خائنا
واذا تصورنا هذا كله فنحن اليوم اصبحنا في فتن ومحن عظيمه اعظمها الانكباب على الدنيا والاعراض عن الاخرة والافتخار بالمعاصي والمسلم في زمان الفتن يحتاج الى وصايا عظيمه ببعض وسائل الثبات على الحق والايمان
1- اعظم وصية يوصى بها العبد في زمان الفتن الثبات على الحق اخرج الامام مسلم عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك
ولم يخلو عصر من العصور الا وهناك رجال ونساء على الحق ثابتين رغم كثرة المخالفين امراة في الغرب بسبب تمسكها بحجابها وقد حال مجموعة من الكفار من اعضاء هيئة التدريس في الجامعه ثنيها عن حجابها فابت فلما راؤوا ثباتها اسلم سبعة منهم
2- كلما احسست من نفسك ضعفا او نقصا اطلب النصيحه ممن هو اهلا لها فهذا ديدن الصحابة ياتي الرجل منهم وعليه مخاييل الغضب فيقول اوصني يا رسول الله قال لاتغضب والاخر يقول نافق حنظلة فقال ساعاة وساعة والاخر قال او صنى فقال عليك بتقوى الله ) وجاء رجل الى العماد المقدسي امام جامع دمشق عشرين عاما وهو راكب على الحمار فقالوا له اوصنا فقال عليكم بكثرة قراة القران فانه على كثرة قراءة القران يفتح الله لكم الخير ) نعم حفظ القران وضبطه وتجويده وسيلة ولكن الغاية هي العمل به فالعبرة بالعمل لا بالحفظ فقط القران حجة لك او عليك
3- مخالفة الهوى والهوى والهدى لايجتمعان في قلب عبد على المدى كما يقول عوام الناس ماشاء الله فلان من حيث من تريده ان اردته مطوع فمطوع وان اردته رقاص فرقاص ولكن هذا نفاق لان صاحب الهوى لايثبت على حال ابدا
تراه في اقصى اليمين طائشا متشددا متهورا وفجاءة تراه في اقصى اليسار خائفا ذليللا متساهلا رجل نظر الى امراة فاتبع النظر تلو النظر فقال لها بيت من الشعر
كيف لي بهوى اللذات والدين فردت عليه
احدهما ثمن الاخر
اذا دخل الهدى خرج الهوى واذا دخل الهوى خرج الهدى ولذلك قالوا ما داء النفس وما دواؤها فقال داؤها هواها ودواؤها مخالفه هواها
4- المعاملة الصادقة الخالصة مع الله فمختصر الطريق الى الله الاخلاص والصدق والمقصود الاعتناء بالسرائر فلها شأن عظيم عند الله يوم تبلى السرائر المظاهر لايقمة لها عند الله المؤمن سريرته كعلانية وظاهرة كباطنه ولا يوجد عنده ازدواجيه يطيع الله في العلن ويعصاه في السر ومن فعل ذلك فسببه ضعف الاخلاص ومراقبه الله
فعنده العمل الصالح وقد رافقته معاصي كثيرة عنده حسنات امثال الجبال ولكن اذا خلا بمحارم الله انتهكها
قيمة العمل من خلال حسن النية فالعبرة ليست بكثرة العمل انما العبرة بقوة الاخلاص و الإخلاص أن لا ترى مع الله أحداً، أن لا ترجو غير الله ولذلك اذا اخلص وجدت لذه
والمعاملة الرابحه تقتضي ان توقن ان الله ينظر الى ما يدور في قلبك فلا ينظر الله الى قلبك وفيه ما لايحب ) راقب قلبك رجل تصدق بمئتين وبعد قليل جاءه ظرف فيه الفين وقس عليه
5- مجالسة الصالحين والابتعاد عن مخالطة الاشرار لان المخالطه والمجالسة والمصاحبة توجب المجانسة يعني من جالس الحامدين حمد ومن جالسة الذاكرين ذكر ومن جالس الغافلين غفل ومن جالسن المتلونين تلون ومن عاشر الاخيار اكتسب منهم الخير ومن عاشر الاشرار اكتسب منهم الشر
اذا مرت الرياح على وادي المسك حملت الطيب واذا مرت على وادي الجيف اجللكم الله نقلت النتن ومياة الامطار والانهار عذبه فاذا خالطت البحار صارت ملحا اجاجا
والمرئء على دين خليله تشقى رجال ويشقى اخرون بهم ويسعد اقواما باقوام
هذا ابن الراوندي في بداية امرة كان حسن السيرة صاحب حياء وذكاء صاحب الرافضة واهل الاهواء والملاحده فنصح في ذلك فقال اريد اطلع على اقوالهم حتى صار واحدا منهم
للخير اهل يعرفون بهديهم وللشر اهل يعرفون بشكلهم
تشير اليهم بالفجور اصابع
والناس اشكال كاجناس الطير الحمام مع الحمام والغراب مع الغراب
وكل يحن الى شكله وكما قيل الطيور على اشكالها تقع مثل عربي قديم الطيب مع الطيب والخبيث مع الخبيث ويدافع عنه
شاب غربي ذكي طلب منه دراسة القران للبحث عم متناقضات ولو على سبيل المغالطه والحيلة واللغط فعكف عليه عام فاسلم
وفي المقابل الحذر كل الحذر من الدخول الى اماكن الشبهات او الشهوات ولو كان بدعوى الا طلاع او الرد فالفتنة عظيمه والقلب قد يتشرب الشبهة او الشهوة شيئا فشيئا حتى لايخرج منها
يقول حذيفة رضي الله عنه : إياكم والفتن ، لا يشخص لها أحد ، والله ما شخص فيها أحد إلا نسفته كما ينسف السيل الدمن )
والسلامة منها الا تمر بواديها
يؤكد هذه المعاني ان رسول الله كما أخرجه البخاري عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ : « الفَخْرُ وَالخُيَلاَءُ فِي الفَدَّادِينَ أَهْلِ الوَبَرِ ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الغَنَمِ »( ) ؛ وأخرج مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَهْلِ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ الْفَدَّادِينَ : أَهْلِ الْوَبَرِ ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ »( ) ؛ وأخرج الإمام أحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: افْتَخَرَ أَهْلُ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَهْلِ الْإِبِلِ ، وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ »
فالحيوانات التي يرعاها الإنسان ويربيها لفترة طويلة تؤثر تأثيرًا بالغًا في أخلاقه وسلوكه وطباعه ومعاملاته فانظر كيف عاشر اولئك الغنم فاكتسبوا التواضع وعاشر اولئك الابل فاكتسبوا الكبر فكلا منها يكسب خلقا
لان راعي الشيء يتغذى بلبنه ولحمه قال ابن القيم اللحوم تؤثر في الطبائع
6- الحذر من فتنة الدنيا
فقد بين نبينا هوان الدنيا وحقارتها حينما قال عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَرَّ بِالسُّوقِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنُهِ ثُمَّ قَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ»؟ فَقَالُوا: مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ، وَمَا نَصْنَعُ بِهِ؟! قَالَ: «أُتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ»؟ قَالَوُا: وَاللهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ! فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ؟ فَقَالَ: «فَوَ اللهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
ولما عرض كفار قريش على نبينا محمد دنياهم مقابل ان يتنازل عن دعوته إن كنت تريد شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا وان كنت تريد مالا جمعنا لك مالا حتى تكون اكثرنا مالا وان كنت تريد زواجا زواجنك من اجمل النساء عشر فقرا عليم صدر سورة فصلت ( فاستقيموا الية واستغفروه وويل للمشركين )
رجل من المغرب العربي تولى القضاء للرافضة العبيديين الفاطمين في مصر فجاءه قريبا له فقال يا سيدي اريد ان ادخل معك المذهب العبيدي فقال وما حملك عليه فقال الذي حمل سيدي فقال القاضي ( ادخلنا في هواهم حب حلواهم ) فانت لماذا تفعل
وصدق رسول الله يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل
والله لقد بعث اقوام بناتهم وابناءهم الى بلاد الكفار للدراسة غير مبالين بدينهم وباعراض بناتهم المهم ياتون بشهادات لو فقدوا دينهم وشرفهم
لايستوى من همه الله وحده ومن همه الاعلى نيل المناصب
7- الحذر من فتنة النساء
ففي الحديث ( واتقوا النساء فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء ) وحديث ( ما تركت فتنة اضر على الرجال من النساء )
يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به وهن اضعف خلق الله انسانا
وفي البخاري ومسلم (مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُن )
عمران بن حطان الخارجي كان على مذهب اهل السنة يروي الحديث عن عائشة وابو موسى وابن عباس وكان رجلا دميما وكل خلق الله حسن وله ابنة عم جميلة على المذهب الحروري فقال اتزوجها لاصرفها عن مذهبها فحصل له خلاف ما اراد واصبح حروري
كم شارب عسلا فيه منيته وكم من متقلد سيفا به ذبحا
8- سرعة الاستجابة لله ورسولة والانقياد للحق والتسليم له ( استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ) 0 ( ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم )
هذا معقل بن يسار قال: كانت لي أخت فخطبت إلي وكنت أمنعها الناس، فأتاني ابن عم لي فخطبها فأنكحتها إياه فاصطحبا ما شاء الله، ثم طلقها طلاقا له رجعة، ثم تركها حتى انقضت عدته فخطبها مع الخطاب، فقلت: منعتها الناس وزوجتك إياها، ثم طلقتها طلاقا له رجعة، ثم تركتها حتى انقضت عدتها، فلما خطبت إلي أتيتني تخطبها لا أزوجك أبدا، فأنزل الله تعالى - وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن - فكفرت عن يميني وأنكحتها إياه
لما حرمت الخمر قال انس كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت ابي طلحه فاذا مناد ينادي حرمت الخمر فقال الصحابة انتهينا ) لما قرؤوا فهل انتم منتهون )
عمر الذي عُرف بغيرته الشديدة والتي شهد لها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
حيث يقول النبى صلى الله عليه و سلم : رأيتنى فى المنام كأنني في الجنة فرأيت قصر عظيم ورأيت أمراة تتوضأ أمام القصر فسألت لمن هذا القصر فقيل لي لعمر بن الخطاب يقول " فتذكرت غيرة عمر على النساء فوليت " فبكى عمر وقال أو مثلي يغار على مثلك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت زوجتة عاتكه كثيرة الاختلاف الى المسجد وكانت تستاذنه فيسكت فقالت والله لاخرجن الا ان تمنعني فقالوا لها كيف يمنعك ورسول الله يقول 0 لاتمنعوا ايماء الله مساجد الله ) ولذلك مع شدة غيرته انقاد لله ورسوله
9- الدعاء شدة ورخاء مع اللجوا الى من بيده الامور والقلوب
فما من خير الا وخزائنة بيد الله فكل عسير عليه يسير وكل يسير اذا لم ييسره فهو عسير
في كل ركعه نطلب منه الهدايه فنكبر اولا فنحمده ثم نثني عليه ثم نمجده ثم نوحده ثم نستعين به ثم نطلب منه بصدق واخلاص الهداية وموعود الله ولعبدي ما سال
قسيس نصراني يقول ذهبت الى متجر لاشتري منه هدايا انصر بها الناس فدخلت المحل فاذا البائع مسلما فقال لي هل انت قسيس فقلت نعم فقال لي من ربك فقلت المسيح فقال لي اتحداك تاتي باية من الانجيل تقول ان المسيح عو الله او ابن الله يقول فجلست اتذكر شيئا فلم اتذكر شيئا فنزل سؤاله على راسي كالصاعقه ورجعت وقلبت الانجيل فلم اجد شيئا فجمعت القساوسة وعرضت عليهم السؤال فقال خدعك الهندي يعنون المسلم فقالت ولكن اجيبوني يقول ثم رجعت الى بيتي حزينا وجلست في الزاويه ثم تدعوت الله وقلت ياربي ويا خالقي اغلقت الابواب كلها سوى بابك فلا تحرمني من معرفة الحق يا ربي لا تتركني في حيرتي دلني على الحقيقة فهداه الله الى الاسلام
والليل ولى والظلام تبدد الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور
ومختصر القول لما قال حذيفة يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر فجاء الله بهذا الخير على يديك فهل بعد هذا الخير من شر فاعرض عن سؤاله واجابه ( تعلم كتاب الله واعمل بما فيه )
رواه احمد
ومن ثم سبيل النجاه العمل بالكتاب والسنة تدبرا وعملا
مع العلم ان نبينا قال استقيموا ولن تحصوا ) فاستقيموا اليه واستغفروا فمهما حرصنا على الكمال لابد ان يبقى هناك خلل ونقص لكن باب التوبة مفتوح فمن تاب من ذنب فندم اولا على فعله ثم عزم على التوبه والإقلاع عن المعصية أي تركها نهائيا
فمن تاب تاب الله عليه ولو عاد في اليوم سبعين مرة بهذه الشروط
هذه الموعظة الجميلة استفدت اغلبها من الشيخ علي عبدالخالق من شريطة اياك والتلون مع تصرف وزيادات غير موجوده في الموعظة واتيت بالمقدمة في الدخول في الموضوع هي غير موجودة عند الشيخ واسال الله ان يقبل من الجميع
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 1/11/1433هـ
افضل ايام الدنيا العشر
نحن مقبلون على عشرة ايام من افضل ايام الدنيا على الاطلاق فهي افضل عشرة ايام في حياة المسلم اخرج الامام البزار بسند جيد عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر". صحيح الجامع
وهذا التفضيل من الله فربك يخلق ما يشاء ويختار وسبب تفضيلها لان جميع العبادات كلها تقع في ايام العشر اركان الاسلام وسائر انواع الطاعات اما الايام الاخرى فلو قدر انها تقع فيها بعض الطاعات لكن لايمكن يقع فيها الحج
وقد نوه الله على فضيلة ايام العشر في كتابة ونوه ايضا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على عظيم فضلها
فاما في كتاب الله سبحانه ففي سورة الفجر والفجر وليال عشر
قال العلماء المراد بالفجر طلوع الفجر فلا يرد منه فجر معين لان بعضهم قال فجر يوم عرفه او فجر يوم النحر او ايام العشر والصحيح عموم الفجر فاقسم الله بسطوع الفجر
قولة وليال عشر جاءت نكرة ولم تكون معرفة بالالف واللام كما في الشفع والوتر وما بعدها بل جاءت نكرة لعظم شان هذه الليالي والايام فهي من الظهور بمكان ولذلك وصفها الله في سورة الحج ويذكروا اسم الله في ايام معلومات قال ابن عباس بسند صحيح هي ايام العشر واكتسبت الليالي الفضل لانها تبعا لفضيلة الايام
قولة والشفع والوتر الشفع ورد فيها عشرين قولا والصحيح ان الشفع الخلق كلهم فلكل مخلوق ما يزاوجه ومن ثم قال الله ( ومن كل شيء خلقنا زوجين ) فاقسم الله بالمخلوقات التي شفعها
قولة والوتر هو الله سبحانه ففي الحديث إن الله وِتْرٌ يُحِبّ الوتر، فأوتِروا يا أهل القرآن . رواه الإمام أحمد وأهل السنن . وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعاً : إن الله وتر يحب الوتر ) فلا وتر الا الله والوتر هو الفرد
قولة والليل ااذ يسر معناه اقبال الليل او ادباره لان يسر معناها الانتقال والزوال والذهاب والمشي ولذلك وصف الله الليل فقال والليل اذا عسعس يعني اقباله او ادباره
خلاصة الكلام اقسم الله بالخلوقات التي هي شفع واقسم بخالقها وهو سبحانه الوتر واقسم بالخلوقات التي خلقت لنا
ونوه نبينا على فضلها ففي الحديث الذي رواه احمد والبخاري واهل السنن ما عدا النسائي والبيهقي وهو في اعلى درجات الصحة عن ابن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني الأيام العشر- قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء )
فلايعدل العمل الصالح في العشر أي عمل الا في حالة واحدة ان يخاطر بنفسه وماله فيعفر وجهه في التراب ويراق دمه ويقتل جواده
فهذا الذي يعدل اجر العابد في عشر ذي الحجة
ولذلك لماذا قال الصحابة ولا الجهاد لماذا لم يقولوا ولا الصلاة ولا الصيام لان المنافقون امروا بالصلاة والزكاة والصيام ففعلوا فلما طلب منهم الجهاد قالوا بيوتنا عورة ان يردوا الا فراراومن ثم قالت عائشة يا رسول الله ارى الجهاد من افضل الاعمال افلا نجاهد قال جهادكن الحج والعمرة وفي رواية ) ( جهاد الكبير والضعيف والمراة الحج والعمرة )
والجهاد على نوعين جهاد عدو وجهاد نفس والحج جهاد نفس ولكن جهاد لاضرب فيه ولا طرد ولا اليك اليك انما تواضع وجهاد في طاعة الله فليزمها بالطاعة حتى يؤديها ويلزمها بترك الذنوب والنفس قد تجبن في بعض المواطن فتحتاج الى صبر وتحتاج الى الصبر حتى تتم النسك فمثلا من الحجاج من يجاهد نفسه في الاباتة ليلة مزدلفه ومنهم من لم يجاهد نفسه فاخل باعمال كثيرة
ولذلك من جاهد نفسه في عشر ذي الحجه فله من الاجر مالايخطر له على بال وهذه الايام ينبغي اغتنامها فهي ايام مباركة وايام عظيمه ويتاكد فيها اعمال كثيرة منها
الذكر مع الجهر به فهو شعار عشر ذي الحجة وقد ضيعه المسلمون في مشارق الارض ومغاربها الا من رحم ربك فيسن للناس اذا ظهر هلال ذي الحجة ان يجهروا بالتكبير في الاسواق والطرقات والاعمال وفي البيوت وعلى الفرش ومع الاهل فيكون هناك ضجيج بالتكبير والتعظيم لله كان عمر بن الخطاب يكبر بخيمته بمنى فترتج منى تكبيرا ولذلك ورد عند احمد في فضل العشر ( فاكثروا فيهن من التهليل والتحميد والتكبير )رواه احمد ففي صحيح مسلم عن سمرة ( احب الكلام الى الله اربع لايضرهن بايهن بدات سبحان الله والحمد لله ولااله الا الله والله اكبر ) هذا احب الى الله وايضا احب الى نبينا ففي الحديث عند مسلم عن ابي هريرة (( لئن أقول : سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر , احب إلي مما طلعت عليه الشمس ) واذا كشف الغطاء عن ثواب الاعمال لايجد العبد ثواب عمل افضل من الذكر )
المحافضة على الصلوات المكتوبات والنوافل ففي الحديث رواه أحمد والطبراني والحاكم وصححه، وله طرق عن أبي ذر وأبي أمامة: «الصَّلَاةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ، فَمَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ، وَمَنْ شَاءَ اسْتَكْثَرَ» .
صيام هذه الايام وقيام لياليها ففي مسنن الترمذي وابن ماجه والبيهي وسنده ضعف وله شواهد عن ابي هريرة مرفوعا ( ما من أيام أحب إلى الله أن يُتعبد له فيها من عشر ذي الحجة , يعدل صيام كل يوم منها بسنة وكل ليلة منها بقيام ليلة القدر ) فكل يوم بالف يوم وقيامها يعدل ليلة القدر ولا غرابه فالعمل الصالح يعدل الجهاد فيها ويوم عرفه يعدل عشرة الاف يوم لما روى أبو قتادة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { صيام عرفة : إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ). أخرجه مسلم . ويوم عرفه تابع ليوم النحر ومنزلة يوم عرفه من يوم النحر كمنزلة الطهارة من الصلاة ولابد للصلاة من طهارة لكن الصلاة اعظم كما جاء في حديث عبد الله بن قُرْط رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر، ثم يوم القَرِّ) صحيح ابو داود للالباني والسبب ان يوم العيد افضل لانه يوم الحج الاكبر ففيه تكون اعمال الحج من رمي وطواف وحلق ونحر وسعي والاضاحي في الحل ويوم عرفه يوم مغفرة ولا يوجد في الشرع ليلة تتبع الليوم الذي قبلها الا ليلة النحر فهي مشتركة بين عرفه والنحر
الحج فليس هناك نعمة افضل من ان يكفر سيئاتك ويصلح بالك فيفرج همك ويغفر ذنبك ففي الحديث ( يا كعب ابشر بخير يوم منذوا ولدتك امك تاب الله عليك ) وفي البخاري ( من حج لله فلم يرقث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته امة )
الاضحية عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " ما تقرب إلى الله - تعالى - يوم النحر بشيء هو أحب إلى الله - تعالى - من إهراق الدم ، وأنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها ، وإن الدم ليقع من الله - تعالى - بمكان قبل أن يقع على الأرض ، فطيبوا بها نفسا " .رواه الحاكم
اما حكم الاضحيه سنة مؤكجة وليست بواجبه ة وقد ذكر أهل العلم أن ذبح الأضحية أولى وأفضل من التصدق بثمنها لفعل نبينا حيث اكل وتصدق واهدى
شروط الاضحية اربعه
ان تكون من بهيمة الانعام يقول الله ثمانية ازواج من الضان اثنين ) (أَنزَلَ لَكُم مِّنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ‏ ) الزمر بعض الحجاج احضر معه دجاجة واستدل بحديث التبكير للجمعه
ان تبلغ السن المعتبر شرعا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن )) رواه مسلم والمسنة هي الثنية فثني الغنم والمعز سنة وثني البقر سنتان وثني الابل خمس سنوات ويجوز الجذع من الضان لحديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : ضحينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجذع من الضأن ، رواه النسائي
السلامة من العيوب المانعه من الاجزاء وهي اربعه في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( أربع لا تجوز في الأضاحي ـ وفي رواية : لا تجزئ ـ : العوراء البين عورها ، والمريضة البين مرضها ، والعرجاء البين ظلعها ، والكسير التي لا تنقي )) . رواه الخمسة . وقال الترمذي : حسن صحيح واما عيوب الكمال مكسور القرن او نحوه جائز مع الكراهه
زمان الذبح وهي اربعة ايام يوم العيد وثلاثة ايام بعده يبتدي من بعد صلاة العيد وينتهي بغروب الشمس آخر أيام التشريق روى البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ، وليس من النسك في شيء ) ولذلك أبو بردة بن نيار ذبح قبل الصلاة فقال يا رسول الله ان عندي جذعة خير من سنة قال اجعلها مكانها ولن تجزئ أو توفي عن أحد بعدك ) احمد الان بعض الجزارين في الوقت الحاضر يذبح من نصف الليل ومن ذبح قبل صلاة العيد فانما هو لحم يقدمه لاهله
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 24/11/1433هـ
الحجاب الشرعي يحفظ للمراة عزتها
حديثي معكم اليوم عن الحجاب الشرعي للمراة المسلمة بداية من اعظم ما يميز الحياة الغربية عن الحياة الاسلامية قضية الحجاب وقضية المراة والحجاب الكامل للمراة الا يرى منها شيء لا وجه ولا كفان ولا شيء من البدن ومع الاسف وجد بيننا من هو يسعى لهدم هذا الكمال وكم قيل لهم لماذا تسعون الى هدم هذا الكمال الذي يميزنا عن الكفار وكان غرضهم من ذلك ليس طالبا لمعرفة الحق انما غرضهم اثارة الفتنة والتشويش على المسلمين وكلما اراد احدهم ان يتقرب للكفار لينال شهوة او عرضا من الدنيا اثار بعض الاقوال المهجورة دون تمحيص ولا تدقيق ولا تحقيق
المراة عندنا في الاسلام عرض يصان ومخلوق يرحم وليس المراة عندنا كما هو الحال عند الكافرين الغربيين سلعة ووسيلة الى المتعه الحرام بل سلعة مبتذلة يرتع في عرضها كل ذميم فهذا يتعرض لها من هنا وذاك من هناك و المراة عندنا هي لزوجها وزوجها لها فقط
ومن ثم امرت المراة بالقعود بالبيت والقرار فيه وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي }.ولو خرجت فلتتحجب وتستر جميع بدنها فلا يظهر منه شيء لاوجه ولاكفان ولا شيء من سائر بدنها
وهذا ثابت بالكتاب والسنة
اما الكتاب فقد قررة الله في ثلاث ايات من القران
الاية الاولى يأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:59) قال ابن عباس رضي الله عنهما وابن مسعود وابو عبيدة السلماني تابعي من تلاميذ علي رضي الله عنه قالوا : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطي ، وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ، و يبدين عينا واحدة تفسير ابن كثير
ذلك ادنى ايعرفن أي ادنى ان يعرفن بالصفة وهي انهن طاهرات وليس يعرفن بشخوصهن أخرج عبد الرزاق في المصنف عن أم سلمه رضي الله عنها قالت : لما نزلت هذه الآية ( يدنين عليهن من جلا بيبهن ) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة ،( وعليهن أكسية سود يلبسنها ) وحديث عائشة نحوه ( كأن على رؤوسهن الغربان ) ,, وعنها أيضا كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر متلفعات بمروطهن ثم ينقبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من الغلس ) متفق عليه
هذا الذي فهمه سلفنا الصالح من نساء المهاجرين والانصار كما في الفتح لابن حجر فهموا ان الحجاب ستر جميع البدن والوجه والكفان
2- الاية الثانيه ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها فيها قولان عن السلف وتعليق ابن تيميه
القول الاول لابن مسعود قال الا ما ظهر منها قال الجلباب والثياب ثبت عند الحاكم بسند كالشمس الا ما ظهر منها قال انه الجلباب
القول الثاني لابن عباس قال الوجه والكفان قال ابن تيميه فسره ابن عباس بالوجه والكفان باعتبار البداية قبل نزول اية الحجاب وفسره ابن مسعود بالجلباب باعتبار النهاية بعد نزول اية الحجاب فلما نزلت اية الحجاب في العام السادس امرت المراة بستر الوجه ويدل على هذا اية الاحزاب اية الحجاب والاية الثانية بالنور الجلباب فلا يكون هناك تعارض بين تفسير ابن عباس في الاية الاولى والثانيه الاولى فسرها بتغطية الوجه والثانية قبل نزول اية الحجاب ثم استقر الامر على تحريم كشف الوجه والكفان وجميع البدن ولذلك تعلق بعض الناس بالتفسير الثاني وكانوا اصحاب انتقائية لانهم قبلوا تفسير ابن عباس في الثانية ولم يقبلوا تفسيره بالاية الاولى ومن ثم كان كلام ابن مسعود في الاية الاولى الثانية واحد
3- الاية الثالثة ( واذا سالتموهن متاعا فاسلوهن وراء حجاب ) قال ابن تيمية هناك ايتين في الاحزاب اية الحجاب وهذه الاية ( واذا سالتموهن ) هي اخر ما نزل في الحجاب ثم قال ذكر الله هذا الوصف وعلله بانه اطهر لقلوب الجميع نساء ورجال وهو حكم عام لان طهارة القلوب ينبغي ان يتصف بها الجميع فلو قابل النساء في الطرقات كاشفات فما حصل الحجاب الذي هو اطهر للقلوب
ومن ثم نهى رسول الله عن دخول الحمو وهو اخو الزوج او قريبه والسبب انه قال اياكم والدخول على النساء فقالوا الحمو فقال هو الموت ) هذا الحديث في الصحيحين عن عقبة بن عامر والسبب لانه مظنة الخلوة وسبب للمقابلة والابتعاد عن ذلك اطهر لقلوبكم وقلوبهن
اما الاحاديث التي امرت المراة بستر وجهها وكفيها وسائر بدنها فمنها
1- ثبت عند احمد وابو داود وبوب عليه باب المحرمة تغطي وجهها وابن ماجه وبوب باب المحرمة تسدل الخمار على وجهها وبوب عليه البيهقي باب المحرمة تلبس الثوب على وجهها
وعند الحاكم عن اسماء بنت ابي بكر ( كنا نغطي وجوهنا من الرجال في الاحرام وكنا ننتقب قبل الاحرام ) والنقاب اذا اتسع عن دائرة النظر تبرج
2- في الموطا بسند صحيح عن فاطمة بنت المنذر قالت ( كنا نخمر وجوهنا في الحج ونحن محرمات مع اسماء بنت ابي بكر )
ستر الوجه واجب والكفين وجميع البدن ومن كشفت وجهها فنقول لها الحجاب او النار حتى النقاب قال ابن تيميه والنقاب اذا اتسع عن حدود النظر فسفور ونوع تبرج
اما ادلة من استدل بجواز كشف الوجه كل الذي تمسكوا به حديث الخثعمية في الحج ولكنهم تركوا كل الادلة السابقة التي تدل على وجوب تغطية المحرمة وجهها في الحج واخذوا بهذا الحديث فهي حادثة عين لا عموم لها، وهي من المشتبه الذي يرد إلى المحكم.ومن ثم قال الله فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويلة ) أي تاويلة على اف=هوائهم الفاسده اكثر من اربعة احاديث في حجة النبي عن اسماء وفاطمة وغيرها كلهن ذكروا انهن كن يتحجبن في الحج تركوها واخذوا بحديث الخثعميه ثم لو سلمنا جدلاً بأن المرأة كانت كاشفة الوجه، فهي تمتثل أمر رسول الله في النهي عن النقاب للمحرمة كما ذكره ابن عثيمين
اما حديث سفعاء الخدين فالصواب هناك رواية اخرى (امرأة من سفلة النساء).. وصحح ذلك الشيخ الشنقيطي، رحمه الله، ومال إلى أن الصواب (امرأة من سفلة النساء) في أضواء البيان (6/ 597). وقد ذكر لفظ (امرأة من سفلة النساء) في النسائي (3/ 186) وأحمد (3/ 318) والدارمي (1/ 377) والبيهقي (3/ 296) و(3/ 300) وهذه الروايات تؤيد تصويب الجملة وعليه فلا دليل في هذا لمن استدل به على جواز كشف وجه المرأة، إذ إنه يغتفر في حق الإماء ما لا يغتفر في حق الحرائر
واذا عرف هذا كله فهدي الاسلام قعود المراة في البيت وملازمتها اياها فلا يجوز لها الخروج الا لحاجة ضرورية حفصة بنت سيرين خرجت ثلاث مرات من بيتها يوم زواجها وفي الحج ويوم ماتت واذا خرجت لحاجة فيجب عليها التمسك بالحجاب الكامل حتى تكون في هذا الخروج مطيعة لربها واما ما اعتاده النساء في هذه الايام يخرجن لغير ضرورة ويتسكعن في الاسواق والمنتزهات وهن متبرجات تبرج الجاهليه متعطرات ومتزينات فلا يجوز وحصل بهن فتنة وفساد عريض
ومن ثم قال العلماء يجب على المراة اذا خرجت امران
في لباسها فيكون ساترا لجميع بدنها فلا يظهر منها شيء لاشعر ولا ظفر ولا وجه ولا كفان ولايظهر منها شيء ولذلك رخص للخاطب ان رؤية المخطوبة اذا اراد نكاحها فرخصص له لمقصود شرعي ولو كان كشف الوجه والكفان جائز لم يكن للخاطب على غيرة أي مزية وما هو الداعي للترخيص له بالنظر اليها اذا كشف الوجه جائز وعليه لامزية للخاطب على غيرة لو كان كشف الوجه جائز ولذلك لايجوز كشف الوجه ولا اليدين عند الاجانب لا في الشارع ولا في البيت اما ما اعتاده بعض النساء من لبس ثياب الى الركب او تنزل تحت الركب شي يسير فهذا حجاب شيطاني وليس ساترا لجميع البدن ومن لبست هذا اللباس غير مبالية بالوعيد فنقول لها الحجاب او النار كما في حديث صنفان من اهل النار نساء كاسيات عاريات ) بل والله وقع بعض المحارم على محارمهم نتيجه مخالفه هدي الاسلام
الامر الثاني ان يكون في هيئتها وفي نفسها فبعد ان يكون الحجاب ساتر لجميع البدن ينبغي ان تكون العباءة غير ملفتة للنظر كاللون الاحمر والاصفر فتلبس الاسود او الازرق غير الملفت للنظر وليس فيها زركشة ولا زخارف فلو خرجت ساترة لبدنها كله وكان ملفت للنظر او فيه زركشه او زخارف فهذا تبرج وما حصل الحجاب الشرعي ومن ثم نهى الله عن التبرج ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى ) والتبرج اظهار المراة لزينتها فيجلب لباسها نظر الرجال سواء في لباسها او هيئتها ( ولا يضربن بارجلهن ) فكل ما يثير نظر الرجال من نقاب او حركات بضرب الارجل او التميع في المشيه قال مجاهد ولا تبرجن تبرج الجاهليه قال المشي بين الرجال بغير ضرورة سواء في الاسواق او المنتزهات قال علي رضي الله عنه ( الا تغارون الا تستحون تتركون نساءكم يمشون بين الرجال ويزاحمن الرجال
تلبس ثياب ضخينه وليست شفافه
تلبس لباس خاصا بها فلا تتشبه بالرجال
هذا هو الحجاب الشرعي الواجب ستر جميع بدن المراة فلا يجوز كشف الوجه ولا الكفان ولا سائر البدن ولكن القلوب التي تدعوا الى ترك المراة حجابها وهدم هذا الكامل الذي عاش عليه السلف الامة سابقا غرضهم افساد المراة وافساد الحياة بها حتى قال بعض الغربيين لايمكن لبلاد الشرق ان تتقدم الا بترك الحجاب وترك القران لان كفر من مضى كان بسبب النساء وكفر من بقي سيكون بسبب النساء ففي الحديث ما تركت فتنة اضر على الرجال من النساء فاتقوا النساء ) ولا زال دعاة الشر وبعض المغفلين يهونون من خطورة فتنة النساء ويحرصون على تعليم المراة كل مهنة من اجل الاختلاط وافساد الرجال وكم سمعنا في هذه الايام من القبض على خلوة غير شرعية لامراة تعمل في مكان مختلط حتى الصلاة اخبر نبينا بان صلاة المارة في بيتها افضل من صلاتها مع النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديث اخر بين نبينا بان المراة عورة ( من راسها الى قدمها ) فاذا خرجت استشرفها الشيطان ) وحديث ( اقرب ما تكون المراة من رحمة ربها وهي بقعر بيتها ) الترمذي ولكن اليوم تتنقل بين البيوت والاسواق والاماكن العامة بغير ضرورة ولا تقيد بالحجاب الشرعي فقد يكون ساترا ولكنه ملفت للنظر او فيه زركشه او تتميع في مشيتها فحصل بهن فتنة وفساد عريض
وقد استفدت جلها من شريطين لشيخنا عبدالرحيم الطحان درسنا بكلية الشريعه بابها عام 1411هـ تحت عنوان حجاب المرأة المسلمة وهي موجوده على النت وفيها اضافات وتعليقات
كتبة عبدالرحمن اليحيا التركي في 20/11/1433هـ
يا ليت شعر انا من انا
اخطر حدث مستقبلي ينتظرنا وانا واحدا منكم حينما يغادر الواحد منا من بيته الى القبر بينما تملك كل شيء تخسر كل شيء
كل شيء تملكه تخسره وذلك حينما يتوقف القلب وتخرج الروح من البدن ولا يبقى الا العمل الصالح كما قال احد العلماء لفاجر دينه ذهب والدنيا لاتبقي له ان اعز ما نملك في هذه الحياه الدين
لان الرخاء في الدنيا مؤقت والشقاء فيها مؤقت والذي يضع البيض في سلة واحدة غلطان دع للاخرة شيء
اعقل الناس من يعمل لساعة لقائة مع الله من عرف انه لله عبد وانه موقوف بين يدي الله فليعلم انه مسؤول الم نقرا ( فوربك لنسالنهم اجمعين عما كانوا يعملون ) ومن علم انه مسؤول فليعد للسؤال جوابا فقال رجل ما الحيلة الحيلة يسيرة تحسن فيما بقي يغفر الله لك ما مضى وكل الناس يتفاوتون في الاستعداد للحظة الموت والاستعداد لها يكون بالتوبه والعمل الصالح الانسان اذا ترك طريق الدين وطريق الاخرة لابد له من واحد من سبعه ففي الحديث بادروا بالاعمال سبعا هل تنتظرون الا فقرا منسيا او غنى مطغيا او مرضا مفسدا او هرما مفندا او موتا مجهزا او الدجال فشر غائب ينتظر والساعة فالساعة ادهى وامر)
اوحى الله للدنيا من خدمك فاستخدميه ومن خدمني فاخدميه والانسان اذا استقام على امر الله جمع الله امورة وتجد القليل من الحلال في أي شيء يكفيه واموره ميسره وموفقه وفي المقابل أي انسان يعصى الله ولايستقيم على امره تتعسر عليه اموره ويشتت الله عليه امره ويسعى ولا يستقيم له امر وتراه يجري ولا يصلح له شيء ولا يتلذذ بشيء
نهاية الامر ينبغي لنا ان نخاف من الله ولنعلم ان من عاش على شيء مات عليه من عاش على الغناء او الزنى او المعاصي مات عليها ومن عاش على القران او مع الصلاة مات عليها وفي نفس الوقت نحذر فلا نعلم من المقبول ومن المردود كل واحد فينا يتهم نفسه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقف في اخر اعتاب الدنيا وهم يذكرونه بصحبته مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال لابنه عبدالله يا بني لعل ذلك بشرط لم اوف به ولم اقم به
قد الم القلب اني جاهل مالي عند الاله ارض عني ام قالي
وان ذلك مخبؤا الى يوم اللقاء ومقفول عليه باقفالي
حجاب الذكر
حديثي معكم اليوم عن حجاب الذكر من النار وانه سبب للوقاية من النار ومن المعاصي فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "خُذُوا جُنَّتَكُمْ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ عَدُوٍّ حَضَرَ؟ فَقَالَ: "خُذُوا جُنَّتَكُمْ مِنَ النَّارِ، قُولُوا: سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلَهَ إِلا الله وَالله أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ القِيَامَةَ مُسْتَقْدِمَاتٍ وَمُسْتَأْخِرَاتٍ وَمُنجيَاتٍ وَهُنَّ البَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ". أخرجه النسائي فى الكبرى (6/212
قال : خذوا جنتكم ( من النار ) أي وقايتكم من نار جهنم ومنه قيل للترس جنة ومجنة لأن صاحبه يتستر به قالوا : يا رسول اللّه كيف نفعل قال : ( قولوا سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر ) فإنهن يعني ثواب هذه الكلمات ( يأتين يوم القيامة مقدمات ) لقائلهن ( ومعقبات ومجنبات وهن الباقيات الصالحات ) المشار إليهن في القرآن سميت معقبات لأنها عادت مرة بعد أخرى وكل من عمل عملاً ثم عاد إليه فقد عقب وقيل المعقب من كل شيء ما خلف لعقب ما قبله كذا في مسند الفروس وفيض القدير للمناوي
اما قوله مجنبات وفي رواية منجيات فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ " مسند الإمام أحمد رقم 21508
وهن الباقيات الصالحات :
قال الشنقيطي – رحمة الله تعالى عليه في اضواء البيان - :وأقوال العلماء في الباقيات الصالحات كلها راجعة إلى شيءٍ واحدٍ وهو الأعمال التي ترضي الله سواء قلنا إنها " الصلوات الخمس " كما هو مروي عن جماعة من السلف منهم : ابن عباس وسعيد بن جبير وأبو ميسرة وعمر بن شرحبيل ، أو أنها : " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " ، وعلى هذا القول جمهور العلماء ، وجاءت دالة عليه أحاديث مرفوعة عن أبي سعيد الخدري وأبي الدرداء وأبي هريرة والنعمان بن بشير وعائشة – رضي الله عنهم
من ثم يقول مقيده عفا الله عنه
الذكر شانه عظيم ومنزلته عاليه ولا تحلو الدنيا والاخرة الا بذكر الله حتى انه في الاخرة ترفع جميع التكاليف ما عدا الذكر دعواهم فيها سبحانك اللهم
ويلهمون التسبيح في الجنة كما يلهم احدنا النفس فنحن نتنفس تنفسا لا اراديا
وفي الذكر من الخير والبركه ما يخطر للعبد على بال ففي الحديث ( الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم .......الى ان قال الذكر )
واعظم الذكر العهد الذي بيننا وبين الله كلمة التوحيد
الذكر فيه سر عجيب في صلاح العبد وتقواه وثباته على طاعة الله
الذكر فيه سر عجيب في الفتح والتوفيق والتيسير وكان نبينا يذكر الله في كل احيانه سبق الفردون فقيل وما المفردون فقال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات
اسعد الناس في الدنيا والاخرة من الهمه الله ذكره وشكره وحسن عبادته
والله ما قست قلوبنا ولا ضاقت صدورنا ولا تسلطت علينا الشياطين فاذتنا في ديننا ووابداننا الا لما غفلنا عن الذكر ولا وقعنا في المعاصي الا حينما غفلنا عن ذكر الله نسوا الله فانساهم انفسهم
اه من حالي وقالي ليتني في الذاكرينا ايها الناس استجيبوا ان دعيتم للنجاة
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 12/11/1433
المحبة والمودة
حديثي معكم اليوم عن المحبة والمودة فإننا اذا تحاببنا ارتقينا عند الله وإذا تباغضنا سقطنا من عين الله اخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يسلمه ولا يخونه ولا يحقره، التقوى ها هنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )
هذا الحديث من اروع الاحاديث الاسلامية في بيان العلاقات الاجتماعيه بين المؤمنين
والغرض من هذه التوجيهات النبويه حتى تفشوا المحبة والمودة بين المؤمنين فقد وردت عدة ايات واحاديث كلها تؤكد الاخوة بين المؤمنين قال تعالى ( انما المؤمنون اخوة ) الاخوة الايمانية فوق كل رابطه تصور لو ان كل واحدمنا يتعامل مع الناس على انهم اخوانا له لاصبح قلبه حيا ينبض بالحب والخير لهم
ما اجمل الحياة وانت تعيش بين اناس متحابين تحبهم ويحبونك وتؤثرهم ويؤثرونك ومن ثم حرص الاسلام على دوام المحبة والمودة فشرع اسبابا خاصة وعامة لتقوي هذه المحبة والمودة
فأمرنا ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار وحثنا على اطعام الطعام لانه يورث المودة وحثنا على افشاء السلام وامرنا بالتناصح بين المسلمين لان المسلمون نصححه والمنافقون غششه لان المجاملة على الباطل من صفات المنافقين يراك على المعاصي فلا ينصحك ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المؤمن مرآة اخية )السلسلة للالباني كل عضو ناصح امين لأخية
كانت العرب بالجاهليه مع اخوانهم تنصرهم على الحق وتنصرهم على الباطل حتى قال قائلهم
وما أنا إلا من غزية إن غوت غويتُ = وإن ترشد غزية أرشدِ
فجاء الاسلام فقال (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل: يا رسول الله! أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه عن الظلم فإن ذلك نصره) رواه البخاري.
ولذلك تصوروا لو كان المجتمع المسلم متحابون متناصحون شهداء بالخير لبعض يزكي بعضهم بعضا ويدعوا بعضهم لبعض بالقبول والمغفرة
نحن امة مرحومة كل عضوا مراة لأخيه يقيسه على نفسه وينفي عنه كل تهمه ويبرئه من كل نقيصه فيحصل المثل الرائع البليغ الذي ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مثَل المؤمنين في توادّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثَل الجسدِ الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالسّهر والحمَّى)) رواه البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير
وفي الحديث الآخر: ((المؤمنِ للمؤمن كالبنيان يشُدّ بعضُه بعضاً)) رواه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري. ويصبح المجتمع قويا متماسكا كالبنان
وفي المقابل نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ما يضاد هذه الاخوة او يخلها او يضعفها فقال لاتحاسدوا ولا تباغضوا لان هذه الصفات كلها صفات كفار كما قال الله ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى )
تصور مجتمع كلهم اعداء متباغضين لايثق احدا باحد ولا يتنازل له وبعضهم يتجسس على بعض ويلفق عليه الاخبار ويزور عليه القضايا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم أي قوتكم ويضعف المجتمع ويصبح مجتمع متفكك ومتفتت
ومن ثم قالوا حينما تفرح بمصاب اخيك او تفرح بزلة قدمه او زلة لسانه فاعلم انك لست بخندق الايمان وانك في خندق النفاق يقول الله (إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحونى )
واذا عرف هذا كله فاليكم بعض اسباب امراض المجتمع التي تسبب حرب التباغض والكراهيه
1- اولها حب الدنيا
حب الدنيا راس كل خطيئة والله لامال ولا ولد ولا بيت ولا املاك ولا شيء من متاع الدنيا ينفعك يوم القيامة اذا لم تاتي بقلب سليم ( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}
يقول احد المشائخ زرت شخصا غنيا متعلق بالدنيا فقال اول ما جلست عنده بالبيت مساحة هذا البيت اربع مئة متر البلاط مستورد الاثاث من ايطاليا ووصف لي كل شيء في البيت حتى مليت فقلت انا اعرف شخص عنده عشرة من الولد يسكنون في غرفة واحده والناس فيهم القائد والجندي ومنهم التاجر الكبير ومنهم العامل في المطعم فقال ماذا تقصد قال اقصد قول الله (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا )
ولذلك ورد في الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما : يؤتى بالدنيا يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء زرقاء انيابها مشئومة تشرف على الخلائق فيقال : هل تعرفون هذه فيقولون :نعوذ بالله من معرفة هذه ، فيقال هذه الدنيا التي تناحرتم عليها ، بها تقاطعتم الارحام وبها تحاسدتم وبها عصيتم واغتررتم ثم تقذف في جهنم فتنادي اي ربي اين اتباعي واشياعي؟فيقول الله تعالى:الحقوا بها اشياعهاواتباعها.
يقول احد العلماء كان لي صديقا من اكبر الناس في عيني لصغر الدنيا في عينيه كان خارجا عن سلطان بطنه وكان خارجا عن سلطان الجهالة فلا يتكلم بما لايعلم ولا يماري فيما يعلم وكان اكثر دهره صامتا ) واذا تصورنا هذا كله فان من اكبر اسباب الكراهية بين الناس التنافس على الدنيا
2- ثانيا الحسد الحاسد جاهل والحاسد معترض على الله والحاسد يشك في حكمة الله يقول بعضهم يطعم الحلوى لمن لاضرس له ولذلك الحاسد يدعي انه حكيم وان الله ليس بحكيم ونحن نقرا هذا في القران (وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم ) والعطاء في الدنيا يوزع على الابتلاء والله لن يختبر على ما تريد ( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين) (وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته )
اروع كلمة قالها الغزالي ( ليس في الامكان ابدع مما كان ) معناها تقبل وضعك كما كان أي ان الله اختارك بهذا الشكل واللون واختار لك هذه الزوجه والبيت والاسرة والبلد وهذا كله ترتيب الله الا ترضى بحكم الله والمسلم مستسلم لامر الله انظروا الى امراة عمران لما نذرت ما في بطنها محررا لله فلما وضعتها قالت ربي اني وضعتها انثى و فلما استسلمت لامر الله فجاء من هذه المراة سيدنا المسيح ومن ثم عسى ان تكره شيئا وهو خير لك يمكن تكرة هذه الزوجة وهى امراة عادية وتعينك على طاعة الله ويمكن تحب المال او الصحة او الزوجة الجميلة وتكون سببا في وقوعك في معصية الله
درجات الحسد ادنى درجة ان تتمنى زوال النعمة عن اخيك لتصل اليك واشد منها ان تتمنى زوال النعمة عن اخيك حتى ولو لم تصل اليك واشرها ان تسعى في زوال النعمة عن اخيك اما بسحر او غيرها واذا تصورنا ان المعطي هو الله فالله يقول (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عليم )
3- ولا تناجشوا النجش هو بيع تمثيلي يقوم على المكر والنصب والاحتيال والخديعه فيزيد في السلعه من لايريد شراءها والمؤمن واضح ما في قلبه يكون على لسانه والمنافق مخادع
4- ولاتباغضوا التباغض حالة نفسيه عفوية ولها اسباب فقد يقول العبد لاخية كلمة قاسية تسبب له النفور وهناك الاف التصرفات تسبب للانسان البغضاء فلا تفعل شيئا يدعوا اخوانك الى كراهيتك فينبغي للعبد بقدر ما يستطيع الابتعاد عن التصرفات الغير مقبوله مع العلم انه ورد ( استقيموا ولن تحصوا ) ولكن سددوا وقاربوا يعني لن تجد انسان كامل
واذا رايت من اخيك المسلم عيبا فاعلم ان فيك مئة عيب واذا رايت في زوجتك عله فقد يكون فيك خمسين عله
وعيناك ان ابد تلك معايبا فقل يا عين للناس اعين
وفي الحديث في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر أو قال غيره يعني لايبغض ومعناه ان وجدت فيها خلقا سيء تجد فيخا خلقا اخر طيبا جاء رجل الى عالم فقال له انا اريد اطلق زوجتى فقال له تخونك في نفسها فقال لا بل لااشرف منها فقال طبخها سيء فقال ممتاز فقال وسخه لاتنظف البيت فقال لا فقال لها كل هذه حسنات فعدل عن راية
احاينا البحر لمزجته.يسبب البغضاء كلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت: (قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا -قال غير مسدد : تعني قصيرة- قال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء قالت: وحكيت له إنساناً فقال: ما أحب أني حكيت إنساناً وأن لي كذا وكذا) ]. كلمة واحد تفسد ماء البحر
5- التدابر ألآن لاتجد اسرة ما فيها خصومات الاخ مع اخوانه والاخت لاتكلم اختها والام لاتزور ابنها التدابر يدل على انه ليس هناك ايمان ومن تامل احوال الناس يجد ان الشخص اذا كان له مصلحة عند احد يجد انه يظهر الاهتمام به فاذا ما انتهى مصلحته تدابر معه مع العلم ان مصلحتنا الدينيه اعظم واهم من مصلحتنا الدنيوية
قولة المسلم اخوا المسلم اعاد التنبيه على ان كل واحد منا يتعامل مع الناس على انه اخوانه ومع كونه اخيك لابد ان تراعي هذه الامور
1- كونه اخاك فلا تظلمة وتهضم حقوقه
2- ولا تكذبه عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَبُرَتْ خِيَانَةً أَنْ تُحَدِّثَ أَخَاكَ حَدِيثًا هُوَ لَكَ بِهِ مُصَدِّقٌ ، وَأَنْتَ لَهُ بِهِ كَاذِبٌ " رواه احمد
3- ولا يخذله ولا يسلمه أي يتخلى عنه يرى قريبه في ورطة وكان الامر لايعنيه
4- لايحقره هناك غيبة بالقلب وهناك احتقار بالداخل وهذا الامر موجه للرجال مرة وللنساء الف مرة وما يدريك لعل هذا الشخص الذي تحتقره افضل منك عند الله لعل نواياه طيبه ويمكن انه اكثر منك اخلاصا لعل له منزلة لاتدركها بعشرات السنين وممكن يفتح الله له في المستقبل من فضله ورحمته ما يسبقك
كيف احتقرته وحكمت انك افضل منه والسرائر عند الله ( إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ )). [ رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة]
قولة التقوى هاههنا اشارة الى القلب وليس الشكل كما قيل في المثل الدارج الناس مخابر وليسوا مناظر
اخيرا كل المسلم على المسلم حرام ختم الحديث بالتحذير من هذه الامور الثلاثة المحرمة
اولها الدماء وكم سمعنا من اناس يتفاخرون بسفك دماء مسلمين غيرمبالين بالوعيد الشديد لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً" رواه البخاري
وكذلك التعرض لاموالهم او اعراضهم ياتي يوم القيامة وقد سفك دم هذا واخذ مال هذا وشتم هذا فياخذ هذا من حسنات وهذا من حسناته حتى يطرح في النار
خلاصة الحديث
اذا تحاببنا ارتقينا عند الله لانه دليل على ايماننا ( لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ) واذا تباغضا سقطنا من عين الله
كتبة عبد الرحمن اليحيا التركي في 11/11/1433
خصماء الله القسم الثاني
يا راكضا في ميادين الهوى مرحا === ورافلا في ثياب الغيّ نشوانا
مضى الزّمان وولّى العمر في لعب === يكفيك ما مضى قد كان ما كانا
الإيمان بالقدر نظام التوحيد , فمن كذّب بالقدر نقض تكذيبه توحيده , ومن آمن بالقدر صدّق إيمانه توحيده . ابن القيم
بدايه يقول الله عن الكفار حينما يقفون على النار ياليتنا نرد ولا نكذب بايت ربنا فرد الله عليهم ولو ردوا لعادوا لما نهو عنه لان مسألة الكفر والإيمان ليست متعلقة بقضية أنهم رأوا الحق أو لم يروا الحق؛ بل هي مسألة استكبار وعناد في نفوس الكفار، كما قال الله في آية أخرى وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ [الحجر:14، 15] فالكبر والعناد الذي في أنفس الكفار يجعلهم لا يقبلون الحق مهما رأوا من آيات الله في ذلك وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا [الأعراف:146] نسأل الله أن يعافينا من الكبر ومن الاستكبار والعناد وأن يرزقنا الإخلاص والانقياد والإذعان لأمره والتسليم له.
قال المعترض على الله اذا قضى ربي بكفري وعلم اني لن اكون مؤمنا فلماذا خلقني ثم عذبني
فقلت تعالوا الى اصل المسالة الله سبحانه خلق الخلق وفي سابق علمه ان فلان سيكون مؤمنا وان فلانا سيكون كافرا فخلق الخلق وجعل جنة ونارا فقال هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار ومع سابق علمه فينا لم يحكم فينا بعلمه بل حكم علينا بعملنا بعدما اكتسبنا ولذلك انزل الينا كتابا وارسل لنا رسلا يقول الله رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وجعلا لنا سمعا وبصرا وعقلا وبين لنا الحلال والحرام هذه صورة المشكلة وحلها وبالمثال يتضح المقال
انت يا من تعترض على ربك قف على حد الادب لو كان لك ابنين واعطيت كل واحد منهما مالا وقلت لهما اذهبا الى البقاله واشتروا عسلا ولا تشتروا دخان الان انت اعطيت كل واحد منهما مالا واعطيت خيارا وامرته ونهيته وقبل ذلك انت في سابق علمك تعلم ان فلان من ابنائك طائع وسوف ينفذ امرك وتعلم ان الاخر عاصي ولن يطيعك فانت في سابق علمك تعلم من يطيع منهم ومن يعصى فالله سبحانه خلقنا وفي سابق علمه علم من يهتدي ومن يضل فقال ( والله خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن )
فالكافر خلقه الله واعطاه الخيار وارسل له رسلا وانزل له كتابا لكنه مثل الابن العاق لابيه اختار الشيء الذي نهاه عنه ربه فهل الاب حينما ارسل ابنه الى البقاله الزمة واجبره بالشيء الذي نهاه عنه ام هو الذي اختار
مثال اخر معلم في المدرسه علم الطلاب وفي سابق علمه يعلم ان فلان سوف ينجح وفلان سوف يسقط في الامتحان قبل حصول الامتحان ومع ذلك المدرس لم يحكم في الطلاب بسابق علمه فيهم وتوقعه لمن ينجح ولمن سيرسب بل اعد اسئلة الامتحان وامتحن الطلاب وظهرت النتيجه مثل ما كان يعلم فيهم قبل ظهور النتيجه
الله سبحانه في سابق علمه يعلم ما كَانَ وما يكون، ومالم يكن لو كَانَ كيف يكون، كما قال تعالى: وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ ) قال الإمام الطّّحاويّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: [ولم يخف عليه شيء قبل أن يخلقهم، وعلم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم]. جل شأنه يعلم ما كان، وما سيكون، وما لم يكن لو كَانَ كيف يكون، وهذه هي الإحاطة الكاملة بكل ما هو مندرج تحت إمكان العلم، فيعلم ما كَانَ جل شأنه لا يخفى عليه شيء مما مضى، ولهذا لما قال فرعون: قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى [طـه:51] قال موسى عَلَيْهِ السَّلام:عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى[طـه:52] سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فهو يعلم الماضي بكل دقائقه وتفاصيله، وأما نَحْنُ فما كلفنا أن نعلم هذه التفاصيل، وإنما كلفنا أن نأخذ العبرة والعظة من مصارع الله في الكون، وأيضاً يعلم الله جل شأنه ما يكون، ويعلم ما سيكون، وهذه هي العقبة التي تقف عندها جميع العقول وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوت ) العقول البشرية، والعلم البشري مهما توصل إليه، ومهما حاول أن يتقدم لا يمكن أن يعرف ما سيكون بعد لحظة واحدة، وفي هذا إفحام من الله عَزَّ وَجَلَّ لهَؤُلاءِ المخلوقين، فهذا العلم استأثر الله به وحده سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فهو الذي يعلم ما كَانَ وما سيكون، ويعلم ما لم يكن لو كَانَ كيف يكون.
مختصر القول
الله لم يعاملهم بعلمه بل لن يحاسب نفسا حتى تكتسب فعاملهم بعملهم ولم يعامله بعلمه فيهم
ومن ثم المعايب والمعاصي للعبد فيها اختيار مثل مائدة الطعام ل كان تختار ما تشاء فلن يجبرك احد على طعام لاترغبه واما المصائب من فقر ومرض وموت وحياة وغيرها فليس للعبد فيها اختيار
المدرس احياننا يعلم الناجح من الراسب قبل الامتحان لكن مع ذلك جعل لهم امتحان وظهر علمه فيهم بعد الامتحان ولذلك الله حينما خلق الخلق والانسان لازال في بطن امه كتب اربع كلمات رزقه واجله ومصابه وشقي هو اوسعيد ومع هذا كله لم يعاملهم بعلمه مع انه مفروغ منه لكن عاملهم بعملهم امرك بالصلاة فمنا من سمع الاذان فصلى ومنا من سمع الاذان فلم يصلي وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
ومن ثم قال يهدي من يشاء ويضل من يشاء معناه يهدي من يستحق الهدايه ويضل من يستحق الضلال هان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيل وهو اعلم بالمهتدين
وقس على ابناءك تعلم ان هذا الابن موفق فيه خير والاخر تعلم انه شرير ليس فيه خير يقول الله ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا والعكس بالعكس
فان قال قائل لماذا لم يخلقنا كلنا مهتدين ( ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا ) وجوابها يقول في سورة الإنسان: إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا [الإنسان:3] ويقول في سورة السجدة: ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها فالله سبحانه وتعالى خلق هذا الإنسان وجعله مكلفا مختارا، فإن شاء اختار طريق الحق وإن شاء اختار طريق الضلال.
ولكن اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون في الناس أهل حق واستقامة وهدى، وأهل باطل وغواية وضلالة كما قال تعالى: ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين [هود:118-119] وهذا أمر فوق السؤال، فلا يقال: لماذا؟ فكلمة الله تمت بذلك، وقضى به ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها أي: ولو شئنا لوفقناها وآمنت واستقامت على الحق، أما قوله: إنا هديناه السبيل .
فالمقصود هنا: هداية الدلالة والإرشاد، أي: دللناه وأرشدناه وبينا له معالم الطريق، وعليه أن يختار بعد ذلك إما شاكرا وإما كفورا وهذا راجع إلى إرادته، أما الذين أعطاهم الله تبارك وتعالى هداية التوفيق فهم المؤمنون الذين آمنوا بالله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها أي: الأمر كله راجع إلى مشيئتنا، فلو شئنا لكان الناس أمة واحدة على الهدى والحق، ولكن حق القول مني، وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا [الأنعام:115].
فهذه الكلمات هي الكلمات الكونية، وليست الكلمات الشرعية، فالقرآن كلام الله عزوجل هو كلماته الدينية الشرعية، أما كلماته الكونية فهي أوامره التي خلق بها الأشياء .
ويقول الله تعالى في سورة يونس : ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين [يونس:99] فمن كفر فإنما كفر بمشيئة الله، ومن آمن فإنما آمن بمشيئة الله هذا وجه الدلالة، ولا إشكال فيه، وقوله تعالى: أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وموضع الآية هنا واضح إذا فهمنا مدلول الآية كلها
قال شيخ الإسلام في تائيته القدرية :
سؤالك يا هذا، سؤال معاند ** مخاصم رب العرش، باري البرية
فهذا سؤال، خاصم الملأ العلا ** قديما به إبليس، أصل البلية
ومن يك خصما للمهيمن يرجعن ** على أم رأس هاويا في الحفيرة
ويدعى خصوم الله يوم معادهم ** إلى النار طرا، معشر القدرية
سواء نفوه، أو سعوا ليخاصموا ** به الله، أو ماروا به للشريعة
وأصل ضلال الخلق من كل فرقة ** هو الخوض في فعل الإله بعلة
فإنهمو لم يفهموا حكمة له ** فصاروا على نوع من الجاهلية
فإن جميع الكون أوجب فعله ** مشيئة رب الخلق باري الخليقة
وذات إله الخلق واجبة بما ** لها من صفات واجبات قديمة
مشيئته مع علمه، ثم قدرة ** لوازم ذات الله قاضي القضية
وإبداعه ما شاء من مبدعاته ** بها حكمة فيه وأنواع رحمة
ولسنا إذا قلنا جرت بمشيئة ** من المنكري آياته المستقيمة
بل الحق أن الحكم لله وحده له ** الخلق والأمر الذي في الشريعة
هو الملك المحمود في كل حالة ** له الملك من غير انتقاص بشركة
فما شاء مولانا الإله، فإنه ** يكون وما لا لا يكون بحيلة
ومن ثم سال الصحابه أعلم الخلق بالله وبأوامره وأقداره حينما خرج النبي صلى الله عليه وسلم على الناس بكتابين، وقال: (فرغ ربكم من العباد، هذا كتاب بأهل الجنة بأسمائهم وأسماء أبائهم وذرياتهم، ثم أجمل لا يزاد فيه ولا ينقص، وهذا كتاب بأهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وذرياتهم، وأجمل عليه، لا يزاد فيه ولا ينقص، فرغ ربكم من العباد.
فقال رجل: يا رسول الله ففيم العمل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اعملوا فكل ميسر لما خلق له
ومن كتابي النفحه القدسيه شرح الاربعين النوويه حديث الفرح رقم خمسون
قوله ماض في حكمك
حكم الله في جميع العباد نافذ لا راد لاحكمه ولا معقب ومع كون حكمة نافذ فهو غير ظالم فقد يكون في البشر من حكمه نافذ لكنه قد يكون ظالما اما الله سبحانه فهو على صرلط مستقيم اي عدل وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا
قوله عدل في قضاءك
مع كونه ملكا قاهرا متصرفا في عباده ونواصيهم بيده فهو عدل لايظلم لا في قولة ولافعله ولاقضاءه ولاقدره ولاامره ونهيه وثوابه وعقابه
وحكم الله نوعين
حكم كوني قدري
وحكم شرعي ديني
فالحكم الكوني القدري هو في الخلق والرزق والصحة والمرض والحياة والموت وليس له اختيار في هذا الحكم ( ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا)
اما الحكم الشرعي الديني وهو كا ما امر الله به عباده ونهاهم عنه وهو طريق الخير والشر وجعل للعبد فيه اختيار ولكن هذا الاختيار لايخرج عن مشيئة الله فالعاصي لو اراد ان يكفر فلن يكفر الا بارادة الله ( ولو شاء ربك ما فعلوه )( ولو شاء ربك ما اقتتلوا ) لان هناك فرق بين الارادة والرضا فالله لايحب ولا يرضى لعباده الكفر والمعاصي ولكن الكافر والعاصي عصى بارادة الله
( فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا )
خصماء الله
قال احدهم لماذا خلقنا الله ثم يعذبنا على الكفر
كلامك هذا واعتراضك وما تتكلم عنه راجع الى الى مذهب القدرية الذين هم مجوس الامه ويسمون خصوم ربهم وهو اول شرك وقع في هذه الامة
وقد اخبرنا نبينا بأن الشرك سيقع في هذه الأمة أمة الإيمان، وأمة التوحيد والسنة وان الشرك سيقع في هذه الامة ففي الحديث كما نص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا تقوم الساعة حتى تلحق فئام من أمتي بالْمُشْرِكِينَ )
ولينتهين بهم رايهم الى الكفر والشرك واول شرك وقع قي الامه شرك القدر والاعتراض على الله
القدر نظام التوحيد، فمن وحد الله وكذَّب بالقدر نقض تكذيبه توحيده
توحي أن هناك اعتراضاً عَلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ لأنه قال منعني وأوردني!.
فقالأبو عصام: إن يكن الهدى شيئاً هو له، فله أن يعطيه من يشاء ويمنعه ممن يشاء؛ ولكن نقف مع عبارة السائل هذا " أرأيت إن منعني الهدى " هل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى منع النَّاس الهدى؟ ليس بهذا الإطلاق، فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أوضح الهدى وبينه للناس، وأنزل عليهم كتاباً يتلى ورسولاً يدعوهم إِلَى الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فقد بين الهدى ولم يمنعه، كما قال:إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيل) أي: بينا له ووضحنا لهإِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً [الإِنسَان:3] أي: يختار هو ما يشاءوَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الإِنسَان:30] .
وقد أجابه أبو عصام: بجواب بسيط مقنع سهل جداً، ومفهومه: إن منعك شيء هو له فهو حقه، وإن منعك شيئاً هو لك فقد ظلمك، والحال أن كل ما في السموات والأرض هو ملك لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لا يشركه فيه أحد من العالمين؛ فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لم يمنع أحداً من النَّاس حقه حتى يقال: لِمَ لم يعطه، أو أنه قد ظلمه، فليس لأحد عَلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حق بإطلاق.
قال الطّحاويّ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وأصل القدر سر الله تَعَالَى في خلقه لم يطلع عَلَى ذلك ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان، وسلم الحرمان، ودرجة الطغيان، فالحذر كل الحذر من ذلك نظراً وفكراً ووسوسة، فإن الله تَعَالَى طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه، كما قال تَعَالَى في كتابه: لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء:23] فمن سأل: لم فعل؟ فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب، كَانَ من الكافرين
قال المعترض على الله
كيف يشاؤه ثمَّ يعذبهم عليه، أليس هذا ظلماً؟! وهذا هو السؤال الذي سأله عمران بن حصين لأبي الأسود الدؤلي؛ لكن هَؤُلاءِ القوم لم يأخذوا الجواب من الصحابة،عمران بن حصين -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ لما أن سأل أبا الأسود الدؤلي عن مسألة القدر فقَالَ: أفلا يكون ذلك ظلماً، فقال: أبو الأسود ففزعت لذلك فزعاً شديداً، وقلت: لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، فَقَالَ له عمران بن حصين -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-: "إنما سألتك لأحزر عقلك" لأرى هل عندك عقل، هل أنت قوي الحجة؟.
وهذا الذي تخوض فيه ايها المعترض على الله
هو اول شرك في الاسلام قاله معبد الجهني وشيخه سوسن النصراني بالشام
فانت نصبت نفسك ايها المعترض على الله خصما لله كيف خلقني ثم عذبين على الكفر لذلك قال أبو عصام: إن يكن الهدى شيئاً هو له، فله أن يعطيه من يشاء، ويمنعه ممن يشاء وما على المحسنين من سبيل فالامر يدور بين الفضل والعدل ولن يدخل النار عبد الا بعمل ولابد لكل نفس من عمل فمن امن بالله دخل الجنه ومن كفر بالله دخل النار
فأصل القدر هو سر الله في خلقه، والذي لا يسأل عنه ولا يخاض فيه، ولا يتعمق فيه؛ وهو كونه تَعَالَى أوجد وأفنى.
لماذا أوجد؟ ولماذا أفنى؟ كل هذا لا يجوز أن يخاصم فيه بأية حال من الأحوال؛ لأن العقول تتقاصر عن معرفة ذلك، وهذا هو الذي أمرنا فيه أن نسلم لرَبِّ الْعَالَمِينَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فهو الذي خلق هذا الخلق، وهو الذي أعطى ومنع، وهو الذي أمات وأحيا، وهو الذي أضحك وأبكى، وهو الذي أغنى وأقنى، وهو الذي أضل وهدى لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون وهذا ما يفعله الملاحده كما قالت شمس الاصيل الكاتبه
اغلب الملاحده الغربيين والعربين والمدونين سبب الالحادهم امر بسيط هم يعرفون بأن الله موجود ولكن لانهم لايعرفون شكله وصفاته ولماذا يولد الانسان مشلول ولماذا يولد اعمى ولماذا يموت في رحم امه هم يريدون ان يتدخلوا بكل صغيره وكبيره بأمر الله ويريدون ان يعرفون لماذا فعل الله كذا وكذا .. لأجل ذالك هم يلحدون فيه لانهم يريدون ان يتدخلوا بشؤنه الكونيه نصبوا انفسهم خصوم لله يخاصمونه في ملكة ولو نازعهم احد فيما يملكون لما قبلوا نزاعه فكيف ينازعون الله في ملكه
ومن ثم تكلم سلفنا في القدر ولكن المحذور في التكلم فيه هو الاعتراض على الله والاسئله التي فيها مخاصمة ومحاججه واعتراض على الله والخوض في لماذا يعذبنا ولماذا لم يجعلنا مؤمنين لو كان الامر كذلك لما خلق الله هذه الحياة بهذه الصورة ومن ثم اقتضت حكمة وقضاءه ان يخلق الحياة ويخلق الجنة ويخلق النار يقول الله ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها لكن حق القول مني لاملان جنهم من الجنه والناس اجمعين يدخل من يشاء في رحمته فنحن بين فضله وعدله ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصبك من سئية فمن نفسك
فمن وجد خير ا فليحمد الله ومن وجد شرا فلا يلومن الا نفسه
فكلنا بين فضله وبين عدله ويفسرها ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك وبما كسبت ايديكم يعني يتخلى الله عنك ويوكل الى نفسك عندها تهلك اذا لم يكن من الله عون للفتى فاكبر ما يجني عليه اجتهاده ومن هنا يظهر يا حي يا قيوم لا تكلني الى نفسي طرفه عين فاهلك واضيع يا رب ان تكلني الى نفسي تكلني الى ضعف وعجز وضيعه وخطية ولا اثق الا برحمتك فاغفرلي ذنوبي كلها وتب علي انك انت التواب الرحيم
والله لو سلبك الحول والقوة ما استطعت تثبت على الصراط المستقيم طرفة عين ولذلك قال نبينا فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد شرا فلا يلومن الا نفسه لان الله تخلى عنه فيقع في المعاصي
اتهم نفسك دائما وراقب قلبك دائما تكون عليه حارسا لايدخل فيه غير الله فتهلك
النتيجه
سلح نفسك بهذه المبادي ان تعتقد انك مفتقر الى رحمة الله والى عفوه والى معونته الى توفيقه وتواضع للناس والى فاعلم ان النار موعدك
قمية الزمن وبداية العام
نهاية العام نهاية رمضان نهاية الحج نهاية العام الدراسي كل هذه النهايات معناها مضي الزمن والزمن يمضي سريعا وما مضى لايعود
هذه حقيقة مهمه ومن ثم قال الحسن ابن ادم انما انت بضعه ايام واذا ذهب بعضك فقد ذهب كلك ما من يوم ينفجر فجرة الا وهو يقول انا يوم جديد وعلى عملك شهيد واذا ذهبت فلن اعود اخرج الامام مسلم عن عبدالله بن مسعود قال: قالت أم حبيبة رضي الله عنها: اللَّهُمَّ مَتِّعني بزوجي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّكِ سألتِ الله تعالى: لآجالٍ مضروبةٍ وآثارٍ موطوءةٍ وأرزاقٍ مقسومةٍ لا يعجل شيء منها قبل حله ولا يؤخر منها يوماً بعد حله، ولو سألت الله تعالى: أنْ يعافيك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر لكانَ خيراً لكِ))
اعقل الناس واذكاهم هو الذي يدرك انه بضعة ايام وعرف قيمة الزمن
ولذلك قال العلماء هناك انفاق استهلاكي وهناك انفاق استثماري فاما الاستهلاكي فهو مثل الاكل والشرب والنوم والمتعه وكسب الاموال يقول (يقُولُ العَبْدُ: مَالي، مَالي، وإنَّما لَه من مَالِهِ ثَلاثٌ: ما أكَلَ فأفْنَى، أو لَبِسَ فأبْلَى، أو أعْطَى فأقْنَى، وما سوى ذلك، فَهُوَ ذَاهِبٌ وتاركُهُ لِلنَّاسِ)) اخرج مسلم عن ابي هريرة كل هذه الامور من اكل وشرب ونوم ومتعه خمسون عام مئة عام لاتستفيد منها في المستقبل انما تنفعك في اللحظة التي كنت فيها ومن ثم ورد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ: لَهُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ". أخرجه أحمد ومسلم
لذلك متع الدنيا لانستفيد منها في المستقبل ولو اكلت وتمتعت مئة عام احد الاخوة لقي رجل كبير في السن عمرة ثلاثون ومئة عام فساله هل ايام زمان افضل ام هذه الايام فقال ( ا ابني اخر ما اذوق احسن ما اذوق ) هي هكذا اخر لحظ هي احسن لحظه ومثال ذلك رجل سكن في فندق جميل شهرا كاملا ثم طلب منه الحساب فقالوا له حسابك مئة الف هذا اسمه انفاق استهلاكي
اما الانفاق الاسثماري فهو العمل الصالح تستفيد منه الراحه والسعادة والحياة الطيبة في الدنيا والاخرة وحاله مثل صاحب الشركة او التجارة يشتري بمئة الف ويبيع بمئتين الف
يقول عمر ابن ادم الليل والنهار مطيتان تعملان فيك فاعمل فيها
ايها الاخوة من يضحك اخيرا فسوف يضحك كثيرا الا ترون حال الشهداء في سبيل الله كيف تظهر عليهم علامات البشر والسعادة وهم موتى بعضهم متبسم يضحك وهو قتيل ومن هنا اذا نزلت ملائكة الرحمة بالمؤمن وبشرته بالجنه يفرح كثيرا اما من يضحك اولا فسوف يبكي كثيرا الناس تبحث عن ضحك سريع تريد تعيش الحظة التي هي فيها يظن ان بالمعصية لذه لكن الله يخلق مع لذة المعصية شقاء ومع الشقاء فضيحه ومع الفضيحه هلاك ثم ياتي ملك الموت فيخل هذا التوازن سمي الموت هاذم اللذات أي قاطعها
على كل بماذا اقسم الله في سورة العصر وما المراد بالقسم اقسم بالزمن والخسارة محققه واكيده لان مضي الزمن استهلاكي
الكافر مهما عاش ومهما كسب من اموال ومهما تمتع كلها متع استهلاكيه لايستفيد منها في المستقبل هاتوا أي كافر كائنا من كان اذا وقف على اخر اعتاب الدنيا كل ما هو فيه لايستفيد منه في رحلة الاخرة ولو قدم للناس ما قدم فما يضرك إذا هلك الناس كلهم ونجوت،وما ينفعك إذا نجا الناس كلهم وهلكت
انسان عاش مئة عام كم اكله اكلها وكم سفر سافرها وكم لقاء وكم سهرة وكم وكم اكبر مشكله نواجهها مضي الزمن
ولا يكفي استغلال الزمن فقد يستغل الكافر وقته لكن استغلاله استهلاكي نحن نبحث عن الاستغلال الاستثماري الذي تستفيد منه في المستقبل الايمان والعمل الصالح ومن ثم قال الله ( ولاتكن من الغافلين ) ( ولا تكن مع الكافرين )
تجد كل واحد منا يعمل لمصلحته في الدنيا لكن قلما تجد من يعمل لمصلحة الاخرة
ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي انت فيها
خيارنا مع الوقت خيار ايمان وعمل صالح اما ان تؤمن في الوقت المناسب او بعد فوات الاوان
الناس في غقله عامة والكثير يعيش اللحظة التي هو فيها وهم عما ينتظرهم غافلون العبرة بمن يضحك اخيرا والعاقبة للمتقين متاع الدنيا قليل لانه منقطع
مختصر الكلام لابد من طاعه ولابد من معرفه لله في الوقت المناسب ولاينفع ايمان بلا عمل ولا ينفع عمل بلا ايمان ولا ينفع الا ايمان وعمل صالح
شرح حديث ما ذئبان جائعان
حديثي معكم اليوم عن ذم المال الجاه اخرج الامام احمد والترمذي والطبراني وابن حبان وهو حديث صحيح صحيح عن ابن كعب بن مالك الأنصاري[5]، عن أبيه قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما ذئبان جائعان أُرسِلا في غنَمٍ، بأفسَدَ لها من حِرص المرء على المالِ والشرف لدينه)). وقد روى هذا الحديث غير كعب بن مالك سبعه من الصحابه
اولا سبب هذا الحديث ان عاصم بن عدي قال :« اشتريت أنا وأخي مائة سهم من سهام خيبر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عاصم ما ذئبان عاديان أصابا غنما أضاعها ربها بأفسد لها من حب المرء المال والشرف لدينه ) رواه الطبراني في الكبير
ثانيا في هذا الحديث العظيم ضرب لنا نبينا عليه الصلاة والسلام مثالا بليغا رائعا في ان حرص المسلم على المال والشرف في الدنيا وافسدهما لدينه اشد من فساد الذئبين الضاريين الجائعين وقعا في زريبه غنم
ولاشك ان ضرب المثل في هذا الحديث يبرز لنا المعاني المعقولة في صور حسيه ماثله وذلك ابلغ واوقع في النفوس من اجل تقريبها للذهان
وقد استخدم نبينا في دعوته جميع الاساليب في التعليم ومنها ضرب الامثال لانها ابلغ في الوعظ واوقع في النفوس واقوى في الزجر فمنها حديث مثل المؤمن كمثل النحله وحديث مثل الجليس الصالح وجليس السوء وحديث مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث وحديث مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينه
والغرض من الامثال من اجل ابراز المعنى المراد ماثلا امام الاعين فيكون ابلغ في النفوس ويربي العقل على التفكير واظهار المعنى المعقول في صور حسيه
ثالثا ان الحرص على المال مرض خطير وعقبة كؤود يفسد دين المرء وهو لايشعر وهذا الحرص يبعدك عن العمل الصالح ويبعدك عن اداء الزكاة ففي البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي ذر قال: انتهيت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول في ظل الكعبة: (هم الأخسرون ورب الكعبة، هم الأخسرون ورب الكعبة) قلت: ما شأني أيرى في شيء، ما شأني1؟ فجلست إليه وهو يقول، فما استطعت أن أسكت وتغشاني ما شاء الله، فقلت: من هم بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: (الأكثرون أموالاً،وفي روايه الاكثرون اموالا هم الاقلون يوم القيامه ) إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا)2 وزاد الترمذي: (إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا) فحثا بين يديه وعن يمينه وعن شماله) كناية عن كثرة العطاء
فهم الاخسرون الاكثرونامولا فهم الاقلون يوم القيامة الا من تصدق
وعند البخاري في كتاب الزكاة عن ابي ذرقال قال لي رسول الله يا أبا ذر أتبصر أحدا قال فنظرت إلى الشمس ما بقي من النهار وأنا أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسلني في حاجة له قلت نعم قال ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير )
وايضا شدة الحرص مرض خطير فلا يبالي عندها من أي طريق حصل على المال وتراة ياكل الحرام ويغش ويخدع وياكل الربا والرشا ويحتال ويبرر لنفسه ويتاول ويقنع نفسه بالتاويلات الفاسده
سئل احد السلف عن بيع العينه فقال دراهم بدراهم وبينهما حريرة يخادعون اللله كما يخادعون الصبيان )
ومن ثم قال العلماء المال له خمس فتن الاولى فتنة تحصيله وكسبه والثانيه فتنة انفاقه والثالثة فتنة الانشغال بجمعه وتنميه والرابعه منع حقوقه الواجبة والمستحبه والخامسه يحمل صاحبه على الطغيان
عندها يسلط الله عليه خمس عقوبات بسسب اكل الحرام
عدم استجابة دعاءه واذا انفقه لم يبارك له فيه واذات تصدق به لم يقبل منه واذا تغذى به احدث له وهنا في قلبه وبدنه والخامسة ايما لحم نبت من سحت فالنار اولى به
ومختصر القول شدة الحرص على المال تفسد دين المرء
اما الحرص على الشرف فهو الحرص على الجاه والسمعه والمكانة الاجتماعيه وهذا ايضا مرض خطير وعقبة كؤود يقول بعض السلف اخر ما يخرج من قلوب الصالحين حب الرئاسة وحرص المرء على الرئاسة يفسد دينه وهو لايشعر فتراه يعرض عن مجالس الخير والعلم لانه يرى انه ينقص من قدره ولا يريد ان يتعلم ممن هو دونه في السن او القدر او المرتبه بل يدعوه حرصه على الشرف والجاه الى رد الحق فلا يتراجع عن خطاءه لانه يرى انه ينقص من مكانته فيتمادى في الباطل بل بعض الاباء يكون عنده اختلاط بالبيت فيهدد ابنه اذا لم يظهر زوجته امام اخوته يفعل به كذا وكذا واحيانا بعض الاباء لم يتعلم والف عادات غير صحيحه وغير اسلاميه وله ابن متعلم فينصحه ابنه فيقول انت تعلمني
فشدة الحرص على الجاه يجعله لايتراجع عن خطا وبعضهم اذا حضر مجلس لازم يحكي ولازم يتكلم ولو بالباطل المهم يتصدر بل قد يفتي بعضهم ويخوض حتى في مسائل الشرع بلا خطام ولا زمام ونصف العلم لا ادري ولو قال لا ادري اسلم لدينه ولمكانته ومسؤوليته امام الله
هناك وصف جامع ومانع لهذا العصر قال ابو ثعلبه الخشني يارسول الله متى نترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال ( اذا رايت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذي راي برايه ) يعني اذا ظهر الغرور
كما قال العلماء معاصي الغلبه اهون بكثير من معاصي الكبر يقول ابن تيميه اقسام الناس في طلب الجاه والمال في هذا الحديث اربعه اقسام
1- يريدون العلو على الناس والفاساء في الارض بمعصة الله وهؤلاء هم الملوك والرؤساء المفسدون كحال فرعون واضرابه
2- الذين يريدون الفساد بلا علو كالسراق والمجرمين والسفله
3- يريدون العلو بلا فساد كالذين عندهم دين فهم لايريدون الفساد لكن يحبون الرئاسه والعلو واذا اجتمع معه شدة الحرص عليها دخلت معها افات كثيرة من الكبر والحسد والبغضاء
4- لايريدون علوولا فساد في الارض وهم اهل الجنة تلك الدار الاخر نجعلها للذين لايريدون علوا في الارض ولا فسادا )
ومختصر الكلام نبينا صلى الله عليه وسلم ضرب هذا المثل وبين ان شدة حرص الانسان على المال والجاه في الدنيا اشد فسادا لدينه من الذئبين الضاريين الجائعين الذين وقعا في زريبه غنم
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 21/12/1433
السكينة في الحج واكبر ثمراتها
حديثي معكم اليوم عن السكينه فقد قال نبينا أيها الناس، السكينة السكينة؛ فإن البر ليس بالإيضاع ) رواه البخاري عن ابن عباس
والسكينة نعمة عظيمة من نعم الله يكرم الله بها انبياءه واصفياءه واولياءه وعباده الصالحين وهي ليست عمل كسبي انما هي منحة من الله يعطيها الله من يشاء تحصل بالايمان وبالاكثار من ذكر الله وهي على درجات تنزل مؤقته وقد تنزل ثابته ودائمه لانها مرتبطه بالايمان فاذا كان الايمان ثابت كما قال الله ( أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه )
وقد تحصل مؤقتة بحسب زيادة الايمان
ومن ثم السكينة هي احد اكبر ثمرات الايمان والذكر واذا نزلت بالقلب ترى من العبد عجبا في ثباته
بقي تعريفها هي راحه نفسيه وهي آمن نفسي وهي ثقة بالمستقبل فاذا نزلت بالقلب يرتاح فلا يخاف احدا ولا يخاف دمارا ولا يخاف فقرا ولا يخاف مرضا ولذلك لما اعطي نبينا دواء لذات الجنب فقال ما كان الله لصيبني به لان المؤمن عنده ثقة بحماية الله
واذا وجد العبد السكينة وجد السعادة ولو فقد كل شيءواو كان يعيش اصعب الظروف واذا فقد السكينة شقي ولو كان يملك كل شيء ولو كان في بحبوحه عيش
وجد ابراهيم السكينة وهو في النار ووجدها يوسف وهو بالسجن ووجدها يونس وهو في بطن الحوت ووجدها نبينا وهو بالغار ووجدها موسى حينما التقى الجمعان
ويجد العبد السكينة بالصلاة وهو متصل بالله فيجد الراحه واللذة قال النبي-صلى الله عليه وسلم-:" إذا مشيتم إلى الصلاة فامشوا وعليكم السكينة والوقار فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتمو )
ويجد العبد السكينة بالذكر ومجالس الذكر ففي الحديث ( الا نزلت عليهم السكينة ) فيجلس على الارض فلا يضيق مطلقا لان الضيافة قلبيه
ويجدها العبد السكينة في النكبات والنوازل فيسكن قلبه كما حصل للانبياء وفي المقابل امراة لما حصل زلزال حملت معها رضيعها فلما بلغت الشارع وجدت ان الذي حملته حذاء زوجها
ويجد العبد السكينة اذا رضي بما قسم الله له الامام الشافعي وجد رجل يطوف ويقول اللهم ارض عني فقال ارض عنه حتى يرضى عنك فقال كيف ارضى عنه وانا اتمنى رضاه فقال ارض بنقمه كما ترضى بنعمه
ويجد العبد السكينة بالعبادات مثل الحج والصلاة فاذا نزلت السكينة في قلبه يؤديها بلا وجل ولا قلق ولا خوف ولا حزن ولا هم فلا يخاف احد يسبقه فيسابق بحيث لا يسبقه احد على المكان او العبادة فيؤديها بلاخوف ولا اضطراب وبكل طمانينة فيذهب الى العباده وعليه السكينه ومعه الطمانينه
الســــــــكـــــينـة تطرد الحزن والضعـف والمعصية والقلق ,والخوف فهي احد اكبر ثمرات الايمان والذكر ذكر الله سبحانه " السكينة" في كتابه في ستة مواضع :
1- ( وَقَالَ لَهُمْ نِبِيّهُمْ إِنّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مّن رّبّكُمْ وَبَقِيّةٌ مّمّا تَرَكَ آلُ مُوسَىَ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً لّكُمْ إِن كُنْتُـم مّؤْمِنِينَ) [البقرة: 248]
2- ( ثُمّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىَ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لّمْ تَرَوْهَا وَعذّبَ الّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَآءُ الْكَافِرِينَ) [التوبة:26]
3- ( إِلاّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيّدَهُ بِجُنُودٍ لّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الّذِينَ كَفَرُواْ السّفْلَىَ وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة:40]
4- ( هُوَ الّذِيَ أَنزَلَ السّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوَاْ إِيمَاناً مّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلّهِ جُنُودُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ) [الفتح:4]
5- ( لّقَدْ رَضِيَ اللّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأنزَلَ السّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) [الفتح:18]
6- ( إِذْ جَعَلَ الّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيّةَ حَمِيّةَ الْجَاهِلِيّةِ فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىَ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التّقْوَىَ وَكَانُوَاْ أَحَقّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللّهُ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيماً ) [الفتح:26]
قال ابن القيم : كان شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور : قرأ آيات السكينة. وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه ، تعجز العقول عن حملها، من محاربة أرواح شيطانية ، ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف قوة . قال: فلما اشتد علي الأمر قلت لأقربائي ومن حولي : اقرءوا آيات السكينة ، قال: ثم أقلع عني ذلك الحال
السكينة هي اعطم عطاء يعطيها الله اولياءه وهي مرتبطه بالايمان وبالذكر وفي المقابل اعظم عقاب الهي يسلطه على من فقد الايمان وعصاه الاضطراب والقلق والخوف والحزن رجل راس ماله اربعه الاف مليون زاره رجل صالح فقال والله لامال يعجبني ولا زوجه ولا ولد ولا بلد ولا طعام ولا شراب ومختصر القول كل شيء شين انا في قلق فاعطاه الله كل شيء واعطاه اموال لاتاكلها النيران لكن لايعطيهم السكينة ولا الطمانينة ولا الراحه وارواحهم في وحشة من جسومهم في كدحها لا في رضا الرحمن
الحج ليس نزهه
نحن خرجنا من بيوتنا على اختلاف ديارنا واوطاننا في الحج من اجل المغفرة والفوز بالجنة والعتق من النار
وهي تحتاج الى استكانه وتواضع كما فعل نبينا ومن ثم يقول انس حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَحَلٍ رَثٍّ وَقَطِيفَةٍ تُسَاوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ أَوْ لا تُسَاوِي , ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ , حَجَّةٌ لا رِيَاءَ فِيهَا وَلا سُمْعَةَ "
يقول قدامة رضي الله عنه (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة لا ضرب ولا طرد، ولا إليك إليك)
ليس في الحج مباهاة ولا فخر ولا خيلاء ولا ضرب ولا طرد ولا طريق يا حاج الحج تواضع واستكانه
الحج معناه عدم الترفه والاستغراق في المباحات ولذلك نهي الحاج عن اشيئا مباحه من اجل عدم الترفه
عندنا في الحج وسيلة وغاية فليس الغاية النزهه وانما الغاية ادا ءالنسك التقرب الى الله نيل فضلة ورضوانه كما يردد العوام ما حج الحاج الا للمغفرة اما الاكل والشرب والسكن والمركب والملبس فلكلها وسيلة
ومن ثم منع الحاج من الترفه والاستغراق في المباحات فمنع الحاج من الطيب والحلق ولبس المخيط ونهي عن اشياء مباحه من اجل عدم الترفه لذلك شاء حكمة الله ان يكون الحج في بلاد حاره وليس فيها نبات كما قال ابراهيم بواد غير ذي زرع حتى يتخلى عن جميع اسباب الراحة كلها تصوروا لو كان الحج في بلاد جميلة ونسمات عليلة لكان الحج سياحه وليس عباده ولكن الحاج منع من جميع اسباب السياحه منع من الطيب وحلق الشعر والباس ومنع من النكاح وعقده ولايدخلون الحرم الا ومتواضعين كاشفين عن رؤسهم ومتجردين من لباس الدنيا
ولذلك مطلوب من الحاج التواضع في المركب والملبس والتعامل مع من حوله يتواضع في هيئته ولباسه واكله ومركبه لانه كلما استكان وتواضع كان اقرب لرحمة الله ومغفرته وكثرة الترفه يكسل عن الطاعات والعبادة ويقسي القلب ويدعوا للغفله
ومن استغرق في النعم كان على حساب الغاية التي خرج من اجلها وهي المغفرة ونيل الجنة والنجاة من النار وهي تحتاج منا الى تواضع وتخشع وتذلل وتبذل كلوا واشربوا والبسوا في غير ما اسراف ولا مخيلة )
اعظم الدروس من قصة موسى مع فرعون سته
دخل نبينا المدينه فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسالهم عن سبب صيامه فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى قومة واهلك فيه فرعون وقومه فقال نحن احق بموسى منهم فصامه وامر بصيامه هذه هي نهاية القصة اما بداية القصة ان فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين )
فرعون راى رؤيا تجدون ملخلصها في اخر الدروس رقم ( 6) فمن الدروس وخي كثيرة
1- مرجع الامور الى الله وحده واعظم درس في القصه رجل مسلم موحد لايملك قوة ولا عتاد ولا سلاح ولا جنود ويتحدى دولة كافرة بكامل عتادها ويزلزلها ولم يحصل له قتل ولا سجن قال العلماء سنة الله في الارض ان المسلم يهزم العدو بطاعة الله ولو قاتلهم بالعصا وبالمعصية ينتصر العدو ولو كان معك المخترعات العصر الكفر اعظم جناية من المعاصي لكن الله قد يؤدب المؤمن اذا عصى ثم يجعل لع العاقبه ومن خلال التاديب يحصل هناك شهداء ويمحص الله المؤمنين ويمحق الكافرين
انظر الى نبينا محمد في غزوة حنين بحفنة من التراب رماها في وجوة القوم وقال شاهت الوجوه فما ابصروا شيئا وهذا بمثابة القنابل المسيلة للدموع ايضا نبي الله داود عليه السلام ينتصر على قوة ضاربة بمقلاع وقتل داود جالوت باذن الله
فما بال امة كاملة لاتدافع عن عقيدتها ودينها لكن اذا حققت الامة التوحيد والايمان واطاعت ربها قذف الله في قلوب اعدائها الرعب
واذا وقعت في الماعصي واحبت الدنيا ففي الحديث تداعي الامم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت) الشاهد نزه المهابه من قلوب الاعداء
2- لاينفع حذر من قدر انظروا كيف صنع فرعون قال سنقتل ابناءهم ونستحي نساءهم وولد موسى في زمان الذبح وتربى في حجرة والله غالب على امره وكذلك ام موسى خافت على ابنها ومع ذلك نسيت الحبل وحمله البحر الى بيت فرعون
مطلوب منا الحذر ولكن الحذر لايغني من القدر ومع ذلك مطلوب الحذر والدعاءمعه وجعل نبينا بدل الحذر الدعاء من أهم الأسباب التي يرد الله تعالى بها البلاء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر. رواه الترمذي
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قَالَ رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: لا يغني حذر من قدر والدعاء ينفع مما قد نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة
روى الثلاثة الحاكم في المستدرك وقال في كل منها صحيح الإسناد
قوله فيعتلجان أي يتصارعان
3- من الدروس البطانة السيئة اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض انت قتلت السحره فمابال موسى وقومه وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه. فالمعصوم من عصم الله تعالى. صحيح البخاري، 6611 و7198
4- الايمان يظهر عند الشدائد قال اصحاب موسى انا لمدركون لكن المؤمن واثق بحماية الله له قال كلا ان معي ربي سيهدين
5- الشكر لله وحده اذا تجددت نعمة او اندفعت نقمه وسجود الشكر من اجل العبادات وهو من افضلها كلها حتى الذين يدخلون النار ما تاكل النار مواضع السجود
وسبب فضلها واسجد وقترب وفي الحديث اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد اعظم مافي الصلاة السجود
فاذا سجدت لله فقد اديت عباده عظيمة
والشكر يكون بالعمل كالصلاة والصيام ويكون بالسان وسكون بالسجود ويكون بالتقوى فلا تعصى الله بالعضوا الذي اعطاك اياه وقليل من عبادي الشكور فكل نعمة تتذكر انها من الله لاتستخدمها في معصية الله عندها تكون شاكر ومن ثم قال الله وقليل من عبادي الشكور
6- سبب صيام يوم عاشورا فهو شكرا لله حينما انجى الله موسى وقومه واهلك فرعون وقومة وذلك ان فرعون راى في المنام كأن نارا قد اقبلت من نحو بيت المقدس فاحرقت دور مصر وجميع الاقباط ولم تضر بني اسرائيل فهاله ذلك وجمع الكهنة والسحرة وسالهم عن تفسير ذلك فقالوا ان زوال ملكه سيكون على يد غلام من بني اسرائيل فلهذا امر بقتل الغلمان وترك النسوان
وقال سنقتل ابناءهم ونستحيي نساءهم وانا فوقهم قاهرون والمقصود ان فرعون احترز كل الاحتراز وجعل قوابل يدورون على البيوت ويحصون الحوامل ويعلمون ميقات وضعهن فلا تلد امراة ذكرا الا ذبحه حتى تضعف شوكة بني اسرائيل ولكن بعد حين شكى القبط الى فرعون قلة بني اسرائل بسبب قتل ولدانهم الذكور وخشوا من تفاني الكبار مع قتل الصغار ان يصيرون هم الذين يلون ما كان بني اسرائيل يعالجونه فامر فرعون بقتل الابناء سنة وان يتركوا سنة
فولد هارون اخو موسى في الزمان الذي ليس فيه ذبح وولد موسى في زمان الذبح فضاقت امة ذرعا واحترزت من اول ما حبلت ولم يكن يظهر عليه مخائيل الحمل فلما وضعته الهمها الله ان اتخذت له تابوتا فتربطه في حبل فاذا ارضعته وخشيت من احد وضعته في التابوت فارسلته في البحر وامسكت بطرف الحبل فاذا ذهبوا استرجعته ولكنها في ذات يوم ارسلته في البحر ونسيت ان تربطه فذهب مع النيل فمر على دار فرعون فالتقطه ال فرعون فلما راته امراة فرعون وكان وجهه يتلألأ احبته حبا شديدا فلما راه فرعون امر بذبحه فاستوهبته وقال قرة عين لي ولك فقال فرعون اما لك فنعم واما لي فلا فقالت عسى ان ينفعنا فهداها الله به واما في الاخرة فاسكنها الله جنته بسببه
فنشأ موسى في حجر فرعون وامرأته آسية يربيانه ، واتخذاه ولدا ، فبينما هو يلعب يوما بين يدي فرعون اخذ بلحته وهو صغير فهم بقتله فخافت عليه اسية وقالت انه طفل فاختبره بوضع تمرة وجمرة بين يديه وجاءت بتمرة وجمرة فاخذ موسى الجمرة ووضعها في فمه فنجا موسى بهذا الامتحان
والله غالب على امره وانظر كيف احترز فرعون وكم قتل بسبب خوفه من هذا الغلام من النفوس ما لايعد ولا يحصى وشاء الله ان يكون مرباه في دار فرعون وعلى فراشه ولا يغذى الا بطعامه وشرابه وفي منزله ثم لما بلغ موسى اشدة اختارة الله نبيا ورسولا وامره الله بالذهاب الى فرعون وايده الله بمعجزات تدل على صدقه ايده الله بتسع ايات
فقالوا مهما جئتنا به من اية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين
فارسل الله عليهم عقوبات
الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم واخذهم السنين ونقص من الثمرات مع العصا واليد التي تخرج بيضاء
فتابع الله عليهم بالايات فاخذهم بالقحط وارسل عليهم الطوفان ثم الجراد والقمل والضفادع ثم الدم فطلبوا من موسى ان يدعوا لهم بكشف الرجز
فلما كشف الله عنهم الرجز نكثوا فاغرقناهم باليم وذلك حينما خرج بني اسرائيل وبلغوا البحر وضرب موسى البحر فانفلق كالطود العظيم اثناعشر طريقا لكل سبط وانكف الماء بالقدرة العظيمة حتى اذا تكامل خروج بني اسرائيل وتكامل دخول فرعون وقومة اغرقه الله
وكان ذلك يوم عاشوراء
فيوم عاشوراء [ من أيام الله ] [ يوم عظيم. أنجى الله فيه موسى وقومه. وغرق فرعون وقومه.] فلما ثبت في صحيح الإمام مسلم وغيره :
[[ عن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة. فوجد اليهود صياما، يوم عاشوراء. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ " فقالوا: هذا يوم عظيم. أنجى الله فيه موسى وقومه. وغرق فرعون وقومه. فصامه موسى شكرا. فنحن نصومه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم" فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأمر بصيامه
خلاصة الامر
صيام عاشوراء من شكر الله عز وجل على نعمته، فصامه عليه الصلاة والسلام شكراً لله عز وجل؛ لأن الله عز وجل دمغ فيه الباطل ونصر فيه الحق، وأظهر فيه أولياءه وكبت فيه أعداءه، فهو شكر لله عز وجل على عظيم نعمته وجزيل منته. والمسلم يفرح بما يصيب إخوانه المسلمون من الخير والنعمة، وتصيبه الغبطة بذلك، وهذا يدل على أن الأنبياء كانوا كالأمة الواحدة، وأن فرحه عليه الصلاة والسلام إنما هو تبع لفرح نبي الله وكَليِمه موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام.
ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم حينما غفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر شكر الله حتى تورمت قدماه
واذا انعم الله على الواحد منا فدفعت عنه نقمة او تجددت له نعمة خر ساجدا وسجود الشكر من اعظم العبادات بعد التوحيد ومن شكر الله طاعته وتقواه ( واتقوا الله لعلكم تشكرون )
ومع الاسف الشديد نرى بوادر النقم ظهرت بيننا وكلها نذر ومن تامل الدعاء الشهير ( اللهم انا نعوذ بك من الغلا والربا والزنا والزلازل والفتن والمحن والحروب وقل ما شئت من العقوبات ) وكلما تمادى الناس في غيهم زادت العقوبات وكانوا معرضين لعقوبات اشد كما حصل لبني اسرائيل جاءهم الطوفان الجراد والقومل والضفادع والدم والقحط ونقص الثمرات فلما عتوا عما نهوا عنه اغرقهم الله وهذه سنة الله في الارض ( فكلا اخذنا بذنبه )
افضل ايام الدنيا العشر
نحن مقبلون على عشرة ايام من افضل ايام الدنيا على الاطلاق فهي افضل عشرة ايام في حياة المسلم اخرج الامام البزار بسند جيد عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر". صحيح الجامع
وهذا التفضيل من الله فربك يخلق ما يشاء ويختار وسبب تفضيلها لان جميع العبادات كلها تقع في ايام العشر اركان الاسلام وسائر انواع الطاعات اما الايام الاخرى فلو قدر انها تقع فيها بعض الطاعات لكن لايمكن يقع فيها الحج
وقد نوه الله على فضيلة ايام العشر في كتابة ونوه ايضا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على عظيم فضلها
فاما في كتاب الله سبحانه ففي سورة الفجر والفجر وليال عشر
قال العلماء المراد بالفجر طلوع الفجر فلا يرد منه فجر معين لان بعضهم قال فجر يوم عرفه او فجر يوم النحر او ايام العشر والصحيح عموم الفجر فاقسم الله بسطوع الفجر
قولة وليال عشر جاءت نكرة ولم تكون معرفة بالالف واللام كما في الشفع والوتر وما بعدها بل جاءت نكرة لعظم شان هذه الليالي والايام فهي من الظهور بمكان ولذلك وصفها الله في سورة الحج ويذكروا اسم الله في ايام معلومات قال ابن عباس بسند صحيح هي ايام العشر واكتسبت الليالي الفضل لانها تبعا لفضيلة الايام
قولة والشفع والوتر الشفع ورد فيها عشرين قولا والصحيح ان الشفع الخلق كلهم فلكل مخلوق ما يزاوجه ومن ثم قال الله ( ومن كل شيء خلقنا زوجين ) فاقسم الله بالمخلوقات التي شفعها
قولة والوتر هو الله سبحانه ففي الحديث إن الله وِتْرٌ يُحِبّ الوتر، فأوتِروا يا أهل القرآن . رواه الإمام أحمد وأهل السنن . وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعاً : إن الله وتر يحب الوتر ) فلا وتر الا الله والوتر هو الفرد
قولة والليل ااذ يسر معناه اقبال الليل او ادباره لان يسر معناها الانتقال والزوال والذهاب والمشي ولذلك وصف الله الليل فقال والليل اذا عسعس يعني اقباله او ادباره
خلاصة الكلام اقسم الله بالخلوقات التي هي شفع واقسم بخالقها وهو سبحانه الوتر واقسم بالخلوقات التي خلقت لنا
ونوه نبينا على فضلها ففي الحديث الذي رواه احمد والبخاري واهل السنن ما عدا النسائي والبيهقي وهو في اعلى درجات الصحة عن ابن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني الأيام العشر- قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء )
فلايعدل العمل الصالح في العشر أي عمل الا في حالة واحدة ان يخاطر بنفسه وماله فيعفر وجهه في التراب ويراق دمه ويقتل جواده
فهذا الذي يعدل اجر العابد في عشر ذي الحجة
ولذلك لماذا قال الصحابة ولا الجهاد لماذا لم يقولوا ولا الصلاة ولا الصيام لان المنافقون امروا بالصلاة والزكاة والصيام ففعلوا فلما طلب منهم الجهاد قالوا بيوتنا عورة ان يردوا الا فراراومن ثم قالت عائشة يا رسول الله ارى الجهاد من افضل الاعمال افلا نجاهد قال جهادكن الحج والعمرة وفي رواية ) ( جهاد الكبير والضعيف والمراة الحج والعمرة )
والجهاد على نوعين جهاد عدو وجهاد نفس والحج جهاد نفس ولكن جهاد لاضرب فيه ولا طرد ولا اليك اليك انما تواضع وجهاد في طاعة الله فليزمها بالطاعة حتى يؤديها ويلزمها بترك الذنوب والنفس قد تجبن في بعض المواطن فتحتاج الى صبر وتحتاج الى الصبر حتى تتم النسك فمثلا من الحجاج من يجاهد نفسه في الاباتة ليلة مزدلفه ومنهم من لم يجاهد نفسه فاخل باعمال كثيرة
ولذلك من جاهد نفسه في عشر ذي الحجه فله من الاجر مالايخطر له على بال وهذه الايام ينبغي اغتنامها فهي ايام مباركة وايام عظيمه ويتاكد فيها اعمال كثيرة منها
1- الذكر مع الجهر به فهو شعار عشر ذي الحجة وقد ضيعه المسلمون في مشارق الارض ومغاربها الا من رحم ربك فيسن للناس اذا ظهر هلال ذي الحجة ان يجهروا بالتكبير في الاسواق والطرقات والاعمال وفي البيوت وعلى الفرش ومع الاهل فيكون هناك ضجيج بالتكبير والتعظيم لله كان عمر بن الخطاب يكبر بخيمته بمنى فترتج منى تكبيرا ولذلك ورد عند احمد في فضل العشر ( فاكثروا فيهن من التهليل والتحميد والتكبير )رواه احمد ففي صحيح مسلم عن سمرة ( احب الكلام الى الله اربع لايضرهن بايهن بدات سبحان الله والحمد لله ولااله الا الله والله اكبر ) هذا احب الى الله وايضا احب الى نبينا ففي الحديث عند مسلم عن ابي هريرة (( لئن أقول : سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر , احب إلي مما طلعت عليه الشمس ) واذا كشف الغطاء عن ثواب الاعمال لايجد العبد ثواب عمل افضل من الذكر )
2- المحافضة على الصلوات المكتوبات والنوافل ففي الحديث رواه أحمد والطبراني والحاكم وصححه، وله طرق عن أبي ذر وأبي أمامة: «الصَّلَاةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ، فَمَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ، وَمَنْ شَاءَ اسْتَكْثَرَ» .
3- صيام هذه الايام وقيام لياليها ففي مسنن الترمذي وابن ماجه والبيهي وسنده ضعف وله شواهد عن ابي هريرة مرفوعا ( ما من أيام أحب إلى الله أن يُتعبد له فيها من عشر ذي الحجة , يعدل صيام كل يوم منها بسنة وكل ليلة منها بقيام ليلة القدر ) فكل يوم بالف يوم وقيامها يعدل ليلة القدر ولا غرابه فالعمل الصالح يعدل الجهاد فيها ويوم عرفه يعدل عشرة الاف يوم لما روى أبو قتادة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { صيام عرفة : إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ). أخرجه مسلم . ويوم عرفه تابع ليوم النحر ومنزلة يوم عرفه من يوم النحر كمنزلة الطهارة من الصلاة ولابد للصلاة من طهارة لكن الصلاة اعظم كما جاء في حديث عبد الله بن قُرْط رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر، ثم يوم القَرِّ) صحيح ابو داود للالباني والسبب ان يوم العيد افضل لانه يوم الحج الاكبر ففيه تكون اعمال الحج من رمي وطواف وحلق ونحر وسعي والاضاحي في الحل ويوم عرفه يوم مغفرة ولا يوجد في الشرع ليلة تتبع الليوم الذي قبلها الا ليلة النحر فهي مشتركة بين عرفه والنحر
4- الحج فليس هناك نعمة افضل من ان يكفر سيئاتك ويصلح بالك فيفرج همك ويغفر ذنبك ففي الحديث ( يا كعب ابشر بخير يوم منذوا ولدتك امك تاب الله عليك ) وفي البخاري ( من حج لله فلم يرقث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته امة )
5- الاضحية عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " ما تقرب إلى الله - تعالى - يوم النحر بشيء هو أحب إلى الله - تعالى - من إهراق الدم ، وأنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها ، وإن الدم ليقع من الله - تعالى - بمكان قبل أن يقع على الأرض ، فطيبوا بها نفسا " .رواه الحاكم
اما حكم الاضحيه سنة مؤكجة وليست بواجبه ة وقد ذكر أهل العلم أن ذبح الأضحية أولى وأفضل من التصدق بثمنها لفعل نبينا حيث اكل وتصدق واهدى
شروط الاضحية اربعه
1- ان تكون من بهيمة الانعام يقول الله ثمانية ازواج من الضان اثنين ) (أَنزَلَ لَكُم مِّنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ) الزمر بعض الحجاج احضر معه دجاجة واستدل بحديث التبكير للجمعه
2- ان تبلغ السن المعتبر شرعا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن )) رواه مسلم والمسنة هي الثنية فثني الغنم والمعز سنة وثني البقر سنتان وثني الابل خمس سنوات ويجوز الجذع من الضان لحديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : ضحينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجذع من الضأن ، رواه النسائي
3- السلامة من العيوب المانعه من الاجزاء وهي اربعه في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( أربع لا تجوز في الأضاحي ـ وفي رواية : لا تجزئ ـ : العوراء البين عورها ، والمريضة البين مرضها ، والعرجاء البين ظلعها ، والكسير التي لا تنقي )) . رواه الخمسة . وقال الترمذي : حسن صحيح واما عيوب الكمال مكسور القرن او نحوه جائز مع الكراهه
4- زمان الذبح وهي اربعة ايام يوم العيد وثلاثة ايام بعده يبتدي من بعد صلاة العيد وينتهي بغروب الشمس آخر أيام التشريق روى البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ، وليس من النسك في شيء ) ولذلك أبو بردة بن نيار ذبح قبل الصلاة فقال يا رسول الله ان عندي جذعة خير من سنة قال اجعلها مكانها ولن تجزئ أو توفي عن أحد بعدك ) احمد الان بعض الجزارين في الوقت الحاضر يذبح من نصف الليل ومن ذبح قبل صلاة العيد فانما هو لحم يقدمه لاهله
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 24/11/1433هـ
اعظم نعمة والثبات عليها
اعظم نعمة انعم الله بها على الانسان نعمة الاسلام والايمان فهذه النعمة تحقق للانساد سعادة الدنيا والاخرة ولكن من سيثبت عليها حتى الممات فالقلوب تتقلب والايمان يزيد وينقص والانسان ما دام في هذه الحياة فهو معرض للفتن والشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم والاعمال بالخواتيم يقول المقداد بان الاسود والله لا اقول في عبد خيرا او شرا حتى انظر بما يختم الله له لشيء سمعته من رسول الله سمعته يقول ( لقلب ان ادم اشد تقلبا من القدر اذا استجمع غليانا ) رواه احمد والحاكم وفي روايه ( لقلب ابن ادم اسرع تقلبا من القدر اذا استجمع غليانا ) (إنما القلب من تقلبه، إنما مثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهراً لبطن) رواه أحمد هو في صحيح الجامع وفي رواية (مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة الريح ظهراً لبطن) . أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب وإسناده صحيح
ومن ثم اذا اظلمت القلوب وعشعش الشيطان فيها خرجت هيبة الله منها ونحن في فتن عظيمة ومحن عظيما نسال الله العظيم ان يسلمنا منها ومن اهلها ولذلك دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ عَلَى حُذَيْفَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ ، فَأَسْنَدَهُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ ابْوا مسعود مَسْعُودٍ : أَوْصِنَا , فَقَالَ حُذَيْفَةُ ألم يأتك اليقين قال بلى وعزة ربي قال فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكره وأن تنكر ما كنت تعرفه وإياك والتلون فإن دين الله واحد وفي رواية فان امر الله واحد ) رواه البيهقي في السنن الكبرى اذا لا تعدُّد في الحق، الحق واحد.ويفسر معنى تعرف ما كنت تنكر قال حذيفة رضي الله عنه في باب الفتن فيما رواه الحاكم 4/468 بسند صحيح إذا أحببت أن تعرف أصابتك الفتنة أم لا فانظر إلى ما كنت تراه حراما أصبحت تراه حلالاً وإلى ما كنت تراه حلالاً أصبحت تراه حراما فقد أصابتك الفتنه ) واذا اشتدت الفتن تنقلب الموازين فيرى الحق باطلا والباطل حقا ويرى الصادق كاذبا والكاذب صادقا والخائن امينا والامين خائنا
واذا تصورنا هذا كله فنحن اليوم اصبحنا في فتن ومحن عظيمه اعظمها الانكباب على الدنيا والاعراض عن الاخرة والافتخار بالمعاصي والمسلم في زمان الفتن يحتاج الى وصايا عظيمه ببعض وسائل الثبات على الحق والايمان
1- اعظم وصية يوصى بها العبد في زمان الفتن الثبات على الحق اخرج الامام مسلم عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك
ولم يخلو عصر من العصور الا وهناك رجال ونساء على الحق ثابتين رغم كثرة المخالفين امراة في الغرب بسبب تمسكها بحجابها وقد حال مجموعة من الكفار من اعضاء هيئة التدريس في الجامعه ثنيها عن حجابها فابت فلما راؤوا ثباتها اسلم سبعة منهم
2- كلما احسست من نفسك ضعفا او نقصا اطلب النصيحه ممن هو اهلا لها فهذا ديدن الصحابة ياتي الرجل منهم وعليه مخاييل الغضب فيقول اوصني يا رسول الله قال لاتغضب والاخر يقول نافق حنظلة فقال ساعاة وساعة والاخر قال او صنى فقال عليك بتقوى الله ) وجاء رجل الى العماد المقدسي امام جامع دمشق عشرين عاما وهو راكب على الحمار فقالوا له اوصنا فقال عليكم بكثرة قراة القران فانه على كثرة قراءة القران يفتح الله لكم الخير ) نعم حفظ القران وضبطه وتجويده وسيلة ولكن الغاية هي العمل به فالعبرة بالعمل لا بالحفظ فقط القران حجة لك او عليك
3- مخالفة الهوى والهوى والهدى لايجتمعان في قلب عبد على المدى كما يقول عوام الناس ماشاء الله فلان من حيث من تريده ان اردته مطوع فمطوع وان اردته رقاص فرقاص ولكن هذا نفاق لان صاحب الهوى لايثبت على حال ابدا
تراه في اقصى اليمين طائشا متشددا متهورا وفجاءة تراه في اقصى اليسار خائفا ذليللا متساهلا رجل نظر الى امراة فاتبع النظر تلو النظر فقال لها بيت من الشعر
كيف لي بهوى اللذات والدين فردت عليه
احدهما ثمن الاخر
اذا دخل الهدى خرج الهوى واذا دخل الهوى خرج الهدى ولذلك قالوا ما داء النفس وما دواؤها فقال داؤها هواها ودواؤها مخالفه هواها
4- المعاملة الصادقة الخالصة مع الله فمختصر الطريق الى الله الاخلاص والصدق والمقصود الاعتناء بالسرائر فلها شأن عظيم عند الله يوم تبلى السرائر المظاهر لايقمة لها عند الله المؤمن سريرته كعلانية وظاهرة كباطنه ولا يوجد عنده ازدواجيه يطيع الله في العلن ويعصاه في السر ومن فعل ذلك فسببه ضعف الاخلاص ومراقبه الله
فعنده العمل الصالح وقد رافقته معاصي كثيرة عنده حسنات امثال الجبال ولكن اذا خلا بمحارم الله انتهكها
قيمة العمل من خلال حسن النية فالعبرة ليست بكثرة العمل انما العبرة بقوة الاخلاص و الإخلاص أن لا ترى مع الله أحداً، أن لا ترجو غير الله ولذلك اذا اخلص وجدت لذه
والمعاملة الرابحه تقتضي ان توقن ان الله ينظر الى ما يدور في قلبك فلا ينظر الله الى قلبك وفيه ما لايحب ) راقب قلبك رجل تصدق بمئتين وبعد قليل جاءه ظرف فيه الفين وقس عليه
5- مجالسة الصالحين والابتعاد عن مخالطة الاشرار لان المخالطه والمجالسة والمصاحبة توجب المجانسة يعني من جالس الحامدين حمد ومن جالسة الذاكرين ذكر ومن جالس الغافلين غفل ومن جالسن المتلونين تلون ومن عاشر الاخيار اكتسب منهم الخير ومن عاشر الاشرار اكتسب منهم الشر
اذا مرت الرياح على وادي المسك حملت الطيب واذا مرت على وادي الجيف اجللكم الله نقلت النتن ومياة الامطار والانهار عذبه فاذا خالطت البحار صارت ملحا اجاجا
والمرئء على دين خليله تشقى رجال ويشقى اخرون بهم ويسعد اقواما باقوام
هذا ابن الراوندي في بداية امرة كان حسن السيرة صاحب حياء وذكاء صاحب الرافضة واهل الاهواء والملاحده فنصح في ذلك فقال اريد اطلع على اقوالهم حتى صار واحدا منهم
للخير اهل يعرفون بهديهم وللشر اهل يعرفون بشكلهم
تشير اليهم بالفجور اصابع
والناس اشكال كاجناس الطير الحمام مع الحمام والغراب مع الغراب
وكل يحن الى شكله وكما قيل الطيور على اشكالها تقع مثل عربي قديم الطيب مع الطيب والخبيث مع الخبيث ويدافع عنه
شاب غربي ذكي طلب منه دراسة القران للبحث عم متناقضات ولو على سبيل المغالطه والحيلة واللغط فعكف عليه عام فاسلم
وفي المقابل الحذر كل الحذر من الدخول الى اماكن الشبهات او الشهوات ولو كان بدعوى الا طلاع او الرد فالفتنة عظيمه والقلب قد يتشرب الشبهة او الشهوة شيئا فشيئا حتى لايخرج منها
يقول حذيفة رضي الله عنه : إياكم والفتن ، لا يشخص لها أحد ، والله ما شخص فيها أحد إلا نسفته كما ينسف السيل الدمن )
والسلامة منها الا تمر بواديها
يؤكد هذه المعاني ان رسول الله كما أخرجه البخاري عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ : « الفَخْرُ وَالخُيَلاَءُ فِي الفَدَّادِينَ أَهْلِ الوَبَرِ ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الغَنَمِ »( ) ؛ وأخرج مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَهْلِ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ الْفَدَّادِينَ : أَهْلِ الْوَبَرِ ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ »( ) ؛ وأخرج الإمام أحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: افْتَخَرَ أَهْلُ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَهْلِ الْإِبِلِ ، وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ »
فالحيوانات التي يرعاها الإنسان ويربيها لفترة طويلة تؤثر تأثيرًا بالغًا في أخلاقه وسلوكه وطباعه ومعاملاته فانظر كيف عاشر اولئك الغنم فاكتسبوا التواضع وعاشر اولئك الابل فاكتسبوا الكبر فكلا منها يكسب خلقا
لان راعي الشيء يتغذى بلبنه ولحمه قال ابن القيم اللحوم تؤثر في الطبائع
6- الحذر من فتنة الدنيا
فقد بين نبينا هوان الدنيا وحقارتها حينما قال عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَرَّ بِالسُّوقِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنُهِ ثُمَّ قَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ»؟ فَقَالُوا: مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ، وَمَا نَصْنَعُ بِهِ؟! قَالَ: «أُتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ»؟ قَالَوُا: وَاللهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ! فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ؟ فَقَالَ: «فَوَ اللهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
ولما عرض كفار قريش على نبينا محمد دنياهم مقابل ان يتنازل عن دعوته إن كنت تريد شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا وان كنت تريد مالا جمعنا لك مالا حتى تكون اكثرنا مالا وان كنت تريد زواجا زواجنك من اجمل النساء عشر فقرا عليم صدر سورة فصلت ( فاستقيموا الية واستغفروه وويل للمشركين )
رجل من المغرب العربي تولى القضاء للرافضة العبيديين الفاطمين في مصر فجاءه قريبا له فقال يا سيدي اريد ان ادخل معك المذهب العبيدي فقال وما حملك عليه فقال الذي حمل سيدي فقال القاضي ( ادخلنا في هواهم حب حلواهم ) فانت لماذا تفعل
وصدق رسول الله يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل
والله لقد بعث اقوام بناتهم وابناءهم الى بلاد الكفار للدراسة غير مبالين بدينهم وباعراض بناتهم المهم ياتون بشهادات لو فقدوا دينهم وشرفهم
لايستوى من همه الله وحده ومن همه الاعلى نيل المناصب
7- الحذر من فتنة النساء
ففي الحديث ( واتقوا النساء فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء ) وحديث ( ما تركت فتنة اضر على الرجال من النساء )
يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به وهن اضعف خلق الله انسانا
وفي البخاري ومسلم (مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُن )
عمران بن حطان الخارجي كان على مذهب اهل السنة يروي الحديث عن عائشة وابو موسى وابن عباس وكان رجلا دميما وكل خلق الله حسن وله ابنة عم جميلة على المذهب الحروري فقال اتزوجها لاصرفها عن مذهبها فحصل له خلاف ما اراد واصبح حروري
كم شارب عسلا فيه منيته وكم من متقلد سيفا به ذبحا
8- سرعة الاستجابة لله ورسولة والانقياد للحق والتسليم له ( استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ) 0 ( ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم )
هذا معقل بن يسار قال: كانت لي أخت فخطبت إلي وكنت أمنعها الناس، فأتاني ابن عم لي فخطبها فأنكحتها إياه فاصطحبا ما شاء الله، ثم طلقها طلاقا له رجعة، ثم تركها حتى انقضت عدته فخطبها مع الخطاب، فقلت: منعتها الناس وزوجتك إياها، ثم طلقتها طلاقا له رجعة، ثم تركتها حتى انقضت عدتها، فلما خطبت إلي أتيتني تخطبها لا أزوجك أبدا، فأنزل الله تعالى - وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن - فكفرت عن يميني وأنكحتها إياه
لما حرمت الخمر قال انس كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت ابي طلحه فاذا مناد ينادي حرمت الخمر فقال الصحابة انتهينا ) لما قرؤوا فهل انتم منتهون )
عمر الذي عُرف بغيرته الشديدة والتي شهد لها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
حيث يقول النبى صلى الله عليه و سلم : رأيتنى فى المنام كأنني في الجنة فرأيت قصر عظيم ورأيت أمراة تتوضأ أمام القصر فسألت لمن هذا القصر فقيل لي لعمر بن الخطاب يقول " فتذكرت غيرة عمر على النساء فوليت " فبكى عمر وقال أو مثلي يغار على مثلك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت زوجتة عاتكه كثيرة الاختلاف الى المسجد وكانت تستاذنه فيسكت فقالت والله لاخرجن الا ان تمنعني فقالوا لها كيف يمنعك ورسول الله يقول 0 لاتمنعوا ايماء الله مساجد الله ) ولذلك مع شدة غيرته انقاد لله ورسوله
9- الدعاء شدة ورخاء مع اللجوا الى من بيده الامور والقلوب
فما من خير الا وخزائنة بيد الله فكل عسير عليه يسير وكل يسير اذا لم ييسره فهو عسير
في كل ركعه نطلب منه الهدايه فنكبر اولا فنحمده ثم نثني عليه ثم نمجده ثم نوحده ثم نستعين به ثم نطلب منه بصدق واخلاص الهداية وموعود الله ولعبدي ما سال
قسيس نصراني يقول ذهبت الى متجر لاشتري منه هدايا انصر بها الناس فدخلت المحل فاذا البائع مسلما فقال لي هل انت قسيس فقلت نعم فقال لي من ربك فقلت المسيح فقال لي اتحداك تاتي باية من الانجيل تقول ان المسيح عو الله او ابن الله يقول فجلست اتذكر شيئا فلم اتذكر شيئا فنزل سؤاله على راسي كالصاعقه ورجعت وقلبت الانجيل فلم اجد شيئا فجمعت القساوسة وعرضت عليهم السؤال فقال خدعك الهندي يعنون المسلم فقالت ولكن اجيبوني يقول ثم رجعت الى بيتي حزينا وجلست في الزاويه ثم تدعوت الله وقلت ياربي ويا خالقي اغلقت الابواب كلها سوى بابك فلا تحرمني من معرفة الحق يا ربي لا تتركني في حيرتي دلني على الحقيقة فهداه الله الى الاسلام
والليل ولى والظلام تبدد الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور
ومختصر القول لما قال حذيفة يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر فجاء الله بهذا الخير على يديك فهل بعد هذا الخير من شر فاعرض عن سؤاله واجابه ( تعلم كتاب الله واعمل بما فيه )
رواه احمد
ومن ثم سبيل النجاه العمل بالكتاب والسنة تدبرا وعملا
مع العلم ان نبينا قال استقيموا ولن تحصوا ) فاستقيموا اليه واستغفروا فمهما حرصنا على الكمال لابد ان يبقى هناك خلل ونقص لكن باب التوبة مفتوح فمن تاب من ذنب فندم اولا على فعله ثم عزم على التوبه والإقلاع عن المعصية أي تركها نهائيا
فمن تاب تاب الله عليه ولو عاد في اليوم سبعين مرة بهذه الشروط
هذه الموعظة الجميلة استفدت اغلبها من الشيخ علي عبدالخالق من شريطة اياك والتلون مع تصرف وزيادات غير موجوده في الموعظة واتيت بالمقدمة في الدخول في الموضوع هي غير موجودة عند الشيخ واسال الله ان يقبل من الجميع
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 1/11/1433هـ
نسيم الحج
الحج عبادة عظيمة جمع الله فيها شرف الزمان وشرف المكان وشرف العبادة فاما شرف الزمان فيقع في عشر ذي الحجة التي هي من اعظم الايام عند الله واعظم الايام في حياة المسلم فالعمل الصالح فيها يعدل الجهاد الا في حالة واحدة يخاطر بفسه ومالة ثم لايرجع من ذلك بشيء واما فضيلة المكان فالحرم المكي طولة عشرة كيلوا في اثناعشر كيلوا وقيل خمسة عشر كليوا في اثناعشر كيلوا وله خصائص هو خيرة الله من ارضه وهو مبعث نبية وجعل قصده ركنا من اركان الاسلام ولم يرضى لقاصده جزاء دون الجنة وقد يرجع من ذنوبه كيوم ولدته امه وجعله حرما امنا لايسفك فيه دم ولا يقتل صيده ولا ينفر من اوكاره ولا يعضد شجرة ولا تلتقط لقطته الا لمنشد ولايوجد بقعة على وجه الارض يجوز ان يطاف بها الا الكعبة ولا يوجد موضع على وجه الارض يجوز ان يقبل غير الحجر الاسود ولا يستلم الا الركن اليماني وهو اول بيت وضع على وجه الارض وجعل الصلاة فيه بمئة الف صلاة بل الحسنة في الحرم المكي كله مئة الف حسنة وفيه بئر زمزم طعام طعم وشفاء سقم وماء زمزم لما شرب له وهذ الحرم جمعت فيه الحرمات كلها حرمة الزمن والمكان والمعصية وكم نشاهد من يعصى الله فيه ويلعن ويسب ويسرق او ينتهك بعض الحرمات فيه من احدث فيه فعلية لعنة الله والملائكة والناس اجمعين
اما فضيلة العبادة فقد وعد الله الحجاج والعمار جوائز عظيمة كل واحد منها اعظم وخير من الدنيا وما فيها ففي البخاري (من حج لله فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه ) كم اقترفت من ذنوب وكم وقعت في معاصي وكم نظرت من حرام وسمعت وقد يكون الواحد بلغ من العمر تسعين عاما فقد ورد عند احمد وابن ابي حاتم عن عمرو بن عبسبة قال جاء شيخ كبير يدعم على عصا له فقال يارسول الله رجل عمل الذنوب كلها فلم يدع حاجة ولا داجة وله غدرات وفجرات فهل يغفرها الله لي فقال اسلمت فقال اما انا فاني اشهد الا اله الا الله وحده لاشريك له وان محمدا رسول الله فقال نعم افعل الخيرات واترك المنكرات يجعلها الله لك خيرات فقال وغدراتي وفجرات فقال وغدراتك وفجراتك فولى الرجل وهو يهلل ويكبر ) وحديث (وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضه ) رواه الترمذي يقول الله وما تنفقوا من شيء فهو يخلفه النفقة في الحج كالنفقه في سبيل الله الدرهم بسعمائة درهم بعضهم يتذمر في الحج خسرنا عشرة الاف او عشرين الف لكن الله يقول (لا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون ) وقال في المنافقين ( ولا ينفقون الاوهم كارهون )
والحج سبب لنفي الفقر ( تابعوا بين الحج والعمرة فانهما ينفيان الفقر والذنوب ) والحج سبب للعتق من النار ففي الحديث ( ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة ) رواه احمد وهوسبب لدخول الجنة ففي البخاري ( الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة (ولكن هذه الفضائل لها شرائط وقف عمر في اخر اعتاب الدنيا فذكره ابنه عبدالله بصحبة للنبي صلى الله عليه وسلم فقال يا بني لعل ذلك بشرط لم اوف به ولم اقم به فهل قمنا بشرائط الحج كما سياتي ونحن قد جئنا الى الحج من الاف الكيلوا مترات من اجل ان نؤدي هذه العباده على الوجه المطلوب ووفق هدي نبينا حتى نربح وننجح فهناك اناس يقبلون على هذه العبادة اقبالا شكليا او لأغراض اخرى غير العباده بعضهم يريد يتنزه والاخر يتسول وهناك من يريد يسرق بل هناك جهل فاضح بالمناسك انسان ذهب وحج وعاد وله منصب كبير قال الحج شيء رائع والمملكة تعتني بالحجاج ولكن لو جعلوه على خمس دورات كل شهرين اريح وهناك من يدخل الحرم يسال اين القبله فتقول الكعبة التي يطاف بها فما يدري والاخر يسال عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحرم جهل فاضح بالمناسك والله وقف امامي رجل محرم بالطواف فقال لي الان وصلت كيف اعتمر بالله عليكم ما يدري كيف يؤدي العباده وهو يريد الشروع فيها ليس هناك عيب في السؤال لكن اين التعلم بحت اصوات الدعاه والكثيرون معرضون وزاهدون في التعلم الا في علم وراءه دنيا وشهاده وراءها مال امراة تعقد عقد قران صوري حتى تحج عقد القران اخطر عقد اسلامي واعظمه تريدون تعبدون الله وفق امزجتكم او وفق شرع الله من شروط الحج وجود المحرم للمراة ولذلك قال عمر لعله بشرط لم اوف به
تعالوا لنرى احوالنا في الحج الحجاج
1- منهم من يحج وعقيدته فاسدة وهذا عمله كله مردود فضلا ان يقبل الله حجه فيستغيث بالله ويطوف بالقبور ويدعوا غير الله فيصرف حق الله لغير الله وهذا اسمه شرك
فاما المشرك في الدنيا فلا يجوز له ان يدخل مكة حيا يقول الله ( انما المشركون نجس فلايقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا )
واما بعد الموت يقول الله على لسان عيسى ابن مريم ( يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة )
ولذلك من كان عندة تقصير في اركان الاسلام قد يغفرها الله له اما التوحيد فالله يقول ( ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )
2- ومن الناس من يحج رياء وسمعة فقد يكون هو في الاصل لايصوم ولا يصلى ولكن كون فلان حج او عن امه او اخته او احد اقربائه فانا احج ليشيع بين الناس انه حاج عن فلان او عن نفسه فالحج هو العبادة الوحيدة التي يستمر اقترانها بفاعلها فلا يقال المصلى فلان او الصائم فلان وانما يقال الحاج فلان
ولذلك الحج والعمرة يدخل فيه الرياء والسمعة بشكل عجيب ولما صعد نبينا صلى الله عليه وسلم على الراحلة قال ( اللهم اجعلها حجة لارياء فيها ولا سمعة ) وقد سئلت في بعض المحاضرات ان بعض الحجاج يستقبل في المطار او عند وصوله بلدة بسيارات مزركشة وتطلى البيوت وتضاء الكهرباء ومن سمع سمع الله به اسال نفسك لماذا تحج هل هو لله او للدنيا او من اجل الناس وقد ورد في اخبار الساعة انه سياتي على الناس زمان (عند ذلك يا سلمان يحج الناس إلى هذا البيت الحرام تحج ملوكهم لهوا وتنزها ، وأغنياؤهم للتجارة ، ومساكينهم للمسألة وقراؤهم رياء وسمعة.) ومنهم من يحج ليسرق ومنهم من يحج لله
خلاصة الامر من حج لله فله العون من الله والتسديد والتوفيق وهو سعيد في الدنيا والاخرة
ومن حج رياء وسمعة فهو يرجع مأزورا غير مأجورا
3- ومن الناس من يحج وهو لايصلي بالكليه ومنهم من يصلى احيانا ويترك احيانا اخرى وشرط النظر في عمل العبد يوم القيامة ان يكون مصلي ثبت عند الامام احمد واهل السن الاربعة والحاكم والبيهقي في السنن عن ابي هريرة مرفوعا ( اول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فاذا صلحت فقد افلح وانجح واذا فسدت فقد خاب وخسر ) وفي رواية فان صلحت صلح عمله كله وان فسدت فسد عمله كله ) وعليه ليس المطلوب من اقامة الصلة فعلها انما المطلوب اقامتها فاذا وفى المصلى حق الصلاة علما فاتقن احكامها وعرف اركانها وشروطها وسننها ثم حققها عملا فقد فاز
4- ومن الناس من يحج فلا يحرص على اتمامه المناسك ان يحرص الحاج على اداءه على الوجه المشروع فلا نقص فيه ولا زيادة ولا بدع ولا مخالفات فبعض الحجيج يتلاعب بحجه ولا يصبر على ادائه على الوجه المشروع فلا يتاكد من حدود المشاعر المكانية او الزمانية فلكل مشعر حدود سواء في الزمان او المكان فلعرفات حدود مكانية ولها حدود زمانية فبعضهم يتساهل في الوقت فيخرج قبل الغروب او يكون خارج عرفات وقس عليها بقية المشاعر ومنهم من يرمي الجمرات في غير الوقت المشروع ولا يستقر في منى ايام التشريق وينفر من منى قبل وقت النفر ومنهم من يؤكل عنه في بقية اعمال الحج ومن الحجاج من لايطوف الوداع ومنهم من وقع في مخالفات كثيرة قد تكون مبطلة لحجه ومنهم من هو وكيلا عن الغير وفرط في تتبع الرخص لانه غرضه جمع المال لابراءة ذمته وهذا نتيجة عدم المبالاة باحكام الحج وعدم التقيد بقوله صلى الله عليه وسلم ( خذوا عني مناسككم ) ومثل هؤلاء لاهو حج فاستفاد ولا هو ترك الحج فاستراح ولكن لله يوم يحاسب يحاسب المجتهد والمفرط
5- ومن الناس من يحج بنفقة حرام فاكل الربا والرشوة والغش وعدم الوفاء بالعقود ومنهم من مصدر ماله حرام روى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله إذا خرج الرجل حاجًا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز فنادى لبيك اللهم لبيك، ناداه منادٍ من السماء لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى لبيك، ناداه منادٍ من السماء لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام، الوقوف في عرفات واثناء رجوعه مات ولما دفن سقط معه عقد فنبش القبر فوجد القبر يشتعل نارا فسئل عنه فقالوا كان يسرق المال ليحج به
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 20/11/1433هـ
كيف عرفت ربك
حديثي معكم اليوم عن المسلم الا ديني يقول انا اؤمن بوجود الله فقط بلا دين يعني يريد يعبد الله على وفق مزاجه وليس وفق شرعه فقلت له هل انت تؤمن بان الله خلقك قال نعم فقلت هل انت عبد لله ام لا في اسئلة كثيرة واجابات غريبه مالكم في طوالها
هذه بداية المشكلة فيه اناس يريدون يعبدون الله وفق اهوائهم وامزجتهم على قاعدة يا رب اريدك بما اريد انا لا بما تريد انت مع ان الصحيح ( اياك اريد بما تريد ) ومن ثم قال الله عن الساعه وسبب اخفائئها )(ولايصدنك عنها من لايؤمن بها واتبع هواه فتردى
ومن ثم تعالوا نعالج المشكلة من الاصل ناتي الى انسان سوي على فطرة سليمة لان القلب الفاسد اذا تعلق بفساد لايقبل النصح ولذلك قال نبينا حبك للشي يعمي ويصم ) احياننا بعض الناس لايقبل النصح منك لكونك متدين بسبب تصرفات خاطئة من بعض الملتزمين او بسبب تصرفات بعض الائمة في المساجد او بعض المؤذنين او احيانا الحق قد يعترية سوء تعبير
لكن من اعرض او صد عن الدين واهله بسبب تصرف خاطي حاله كمن يعاقب نفسه بخطاء غيره اعلموا انهم ليسوا ملائكة بل بشر يعتريهم النقص وما من شخص تلاطفه الا وتجد عنده لمسات انسانية لو عرفت تدخل له حتى الكفارفطالما استعبد الانسان احسان
نعود لما قلنا لو جئئنا الى انسان بدوي على الفطرة ولم يخالط فطرته السليمة علوم الكلام اوالفلسفة وقلت له كيف عرفت ربك لقال لك باياته ومخلوقاته
وقد سئل أحد الأعراب سؤالاً موجهاً إلى فطرته السليمة، فقيل له: كيف عرفت ربك؟ فقال: البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، وجبال وأنهار، أفلا يدل ذلك على السميع البصير
ومن ثم الاعتقاد بوجود الله من الامور البدهيه التي تدرك بالحدس النفسي قبل ان تقبل بالدليل العقلي فهي لاتحتاج الى دليل وان كانت الادلة على صحتها ماثله في كل شيء ولذلك احد جنود الروس من جنود المظلات اول ما كان الهبوط بها جديد مع انه نشا في بيت ليس فيه من يذكر الله وليس فيه من يصلي ودرس في مدارس لا دينيه ونشا نشأة ماديه لا دينيه ولما هبط اول مرة وراى نفسه ساقطا في الفضاء قبل ان تنفتح المظله جعل يقول يا الله يا الله وهو يتعجب من اين جاءه هذا الايمان لذلك اذا جد الجد وكانت ساعة الخطر رجع الى الله وحده ونبذ هذه المعبودات كلها ولذلك عمرو بن حي الخزاعي لما جاء بصنم وقالوا انه اله عظيم قادر فحمله على جمل فسقط فانكسرت يده فعملوا له يد من ذهب ومع ذلك عبدوه فاذا جاءت ساعة الخطر قالوا يا الله وهذا المشهد الى اليوم عندما تغرق السفن يقول النصارى واليهود والكفار للمسلمين ادعوا ربكم ما ينفع في هذا الموقف الا هو وهذا حصل قبل ايام في البحر اثناء التهريب بعض الجنسيات الافريقيه ومن ثم تجد الملحدين يرجعون الى الدين في ساعة الخطر يقولون ( ماي قاد) لماذا الايمان في ساعة الصفر لان الايمان غريزه فطريه تغطيها الشهوات والشبهات فاذا هزتها المخاوف والاخطار القت عنها غطاءها فظهرت ولذلك سمي غير المؤمن كافر لان الكافر في لسان العرب الساتر
قالوا لرابعة العدوية فلان اقام الف دليل على وجود الله فقالت دليل واحد يكفي فقيل ما هو فقالت لو كنت في الصحراء ماشيا وحدك وزلت قدمك فسقطت في بئر ولم تستطع الخروج منها فماذا تصنع فقال انادي ربي يا الله قالت فذاك هو الدليل على وجود الله
ولذلك يقول الله وفي انفسكم افلا تبصرون وفي الارض ايات للموقنين
انظر الى خلق الانسان
وضع الماء المهين في القرار المكين فلولا ان الله ما تولاه لبقي الماء ماء مهينا ولكن الله طورة من طور الى طور ومن نطفه الى علقه الى مضغه الى عظام ثم كساه لحما ثم نفخ فيه الروح ثم خرج بشرا سويا والاب وضعه ماء مهينا يقول الله خلق الانسان من نطفة فاذا هو خصيم مبين ويقول اكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا
فهذه اية من اياته الدالة على الله الاله الملك الحق المبين وهذه هي وظيفة العقل انه ادرك ان لهذا الكون خالق ورب واله عظيم قادر لكن بقي كيف
كيف عرفنا اسماءه وصفاته وكيف نعرف مراداته وماذا يريد الله منا
هذه لاتاتي بالعقل ولكن عن طريق الوحي تعرف ومن ثم الله خلقنا وجعل لنا سمعا لكن السمع محدود لايمكن تسمع على بعد كيلوا متر وجعل لك بصر والبصر له حدود فلو قال رجل انا بالسعودية وارى ما في امريكا ببصري لقلنا لك بصر لكن ترى هذه المسافات كلها كذب ولك قوة لكنها محدودة لاتستطيع حمل السيارة والا حمل البيت ممكن تحمل طاولة كذلك لك عقل لكن محدود له طاقه وحدود
ومختصر الكلام الحواس محدودة المدى فلا يستطيع بشر ان يرى ببصره كل مرئي وفي الوجود اشيئا لاتدرك بالحواس لانها ليست لون يرى او صوت يسمع ولا جماد يلمس ولا رائحه تشم ولا طعم يذاق فهل يحق لنا انكارها لام حواسنا محدوده لا تدركها
واذا عرفنا ان قواتننا كلها محدوده فمن تجاوز حده ضل ومن ثم قالوا الله جعل لك بصرا لكن لاتبصر بدون نور فمثلا لو دخلت غرفه مظلمة تقول لا اكاد ارى شيئا اين مفتاح الكهرباء فتضيء الكهرباء فترى ما بداخل الغرفه وعليه تخرج قاعده شرعيه عظيمة وهي
بصر بلا نور مثل عقل بلا وحي
فمن اعتمدعلى بصره بلا نور فلا يرى
ومن اعتمد على عقله بلا وحي ضل وهلك
نور الفطرة على نور الوحي نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء
فكما انه بالشي المادي المحسوس لايمكن ان ترى ببصرك بلا نور كذلك مستحيل الف مرة ان تهتدي بعقلك بدون وحي
نعود الى موضوعنا وهو اننا عرفنا الله باياته ومخلوقاته وامنا بوجوده لكن لانعرف اسماءه وصفاته ولا نعرف مراداته ولا نعرف ماذا يرد منا الا بالوحي وبالوحي نعرف اسمائه وصفاته ونعرف مراداته فكلها توقيفيه متوقفه على الوحي لذلك ارسل الله لكل امة رسولا وانزل لها كتابا واخبرنا باسمائة وصفاته ومراداته فلا نعبده الا بما شرع فاستقم كما امرت
فمثلا صلاة المغرب في الدنيا كلها ثلاث ركعات كيف عرفنا عن طريق الكتاب والسنة
واضرب لكم مثال
لو طرق الباب طارق لعلمنا ان شخص يطرق لكن ما اسمه ماذا يرد لانعرف لكن لو اراد ان يعرف يعقله لضل فاهل الكلام قدموا عقولهم على النقل ولذلك العقل لايحكم الا في حدود الزمان والمكان يقول الفيلسوف الالماني (كانت ) العقل لايستطيع ان يحكم الا على عالم المادة وحده ولذلك العقل لايستطيع ان يحكم في مسائل الروح وامور القدر وعالم الغيب فلا حكم للعقل عليها
العقل يقول لابد لهذا الكون من موجد وخالق له مخلوقات مادية ظاهرة لنا ندركها بالحواس ومخلوقات مغيبة عنا
وان هذه الحياة الدنيا ليست هي الحياة كلها لان الله خلق الدنيا ناقصه فاين الحياة الكامله في الجنة
ومن ثم الله يقول ( ولايظلم ربك احدا ) انزل لنا كتاب ارسل لنا رسولا جعل لنا سمعا وبصرا وعقلا فمن اتبع هدى الله فلا يضل ولا يشقى وقال ايضا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون ومن اعرض عن ذكره فانه له معيشة ضنكى
المؤمن يعيش حاية طيبة ( فمن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) أي في الدنيا والاخرة
ومن اعرض عن ذكرة سبحانه فله حياة ضنكى قلق وحزن واضطراب وعدم اطمئنان
ولذلك جعل الله القران معجزة محمد نبينا معجزة خالده مع انه كان رجلا اميا لايقرا ولا يكتب ولم يدخل مدرسه ولا كان ببلده حضارة قرية ليس فيها عالم ولا باحث ولا مثقف هل يمكن لهذا الرجل في مثل هذه الظروف ا ن ياتي بكتاب في اسلوب ادبي ابهر البلاغاء ولا يستطيع احد من البشر ان يا تي بمثله تحدى الله به الناس كلهم جن وانس ان ياتوا بمثله او بعشر سور مثله او بسورة واحده
تعرفون قصه رئيس قسم تحقيق الشخصيه الذي اسلم لما سمع بلى قادرين على ان نسوي بنانه ) ففكر لماذا خص البنان بالذكر ماذا فيه فاكتشف البصمات لايوجد اثنان تتفق بصمة احدهما مع الاخر ظاهرة عجيبه لكنها عرفت من قريب
اذن نبينا محمد تلقاها من عند الله ولا بد ان يكون القران كلام الله معجزات الرسل الاولين وقعت ثم انقرضت لكن معجزة محمد نبينا خالده تتكرر كل يوم
ومختصر الكلام كله الايمان بالله يتضمن اربع قضايا
هي ان الله موجود بلا موجد والثانيه انه رب رب العوالم كلها الحيوانات والنبات والافلاك والعالم الظاهر والعالم المغيب وهذه العوالم كلها هو ربها والثالث ان الله مالك الكون ومليكه يتصرف فيه كما يشاء فلا يدفع احد عن نفسه موت ولا يمنحها حياه الخلود يمرض ويشفي يمنح ويمنع يبتلي بالجفاف ويبتلي بالفيضانات اذا زاد الماء هلكوا واذا نقص هلكوا
والرابعه لايكفي الايمان بانه موجود وانه رب وانه مالك الملك لابد ان نعترف بانه الاله المعبود وحدة ولا شريك له ولا نعبد معه غيره ( لذلك قال الله فاستقم كما امرت ) تعبده وفق شرعه
قال الحجة أبو حامد الغزالي في كتاب الإحياء -وقد ذكر علم الكلام والنطق ما لفظه-: «وأما منفعته ... لعمري لقد طفت المعاهد كلها ** وسيرت طرفي بين تلك المعالم. فلم أر إلا واضعا كف حائر ** على ذقن أو قارعا سن نادم )
أبو المعالي الجويني يقول : يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي إِلَى ما بلغ ما اشتغلت به، وقال عند موته: "لقد خضت البحر الخضم، وخليت أهل الإسلام وعلومهم، ودخلت في الذي نهوني عنه، والآن فإن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لـابن الجويني ، وها أنا ذا أموت عَلَى عقيدة أمي، أو قَالَ: عَلَى عقيدة عجائز نيسابور على الفطرة
كتبه عبدالرحمن اليحيا التركي في 19/12/1433هـ
ازرة المسلم
الاسبال المحرم في الثياب والسراويل والقمص والاكمام الواسعه في اليد مع الطول الزائد وعذبة العمامة
حديثي اليوم معكم عن الاسبال وانه محرم ومذموم كيفما كان سوا قصد الخيلاء او لم يقصده فجميع النصوص و تقرر ان الاسبال بجميع صورة واشكاله ممنوع ومحرم ومذموم وان خالطه خيلاء وكبر فهي زيادة على بلية الاسبال فمن جر ثوبه خيلاء اعظم جرما وجناية ممن جره من غير خيلاء وهذا لايعني انه مباح بل هو محرم لان النهي عن الاسبال يتناوله لفظا وحكما وعلته اني لست ممن يجره خيلاء لكنه مخالفة لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ودعواه لاتسلم له بل من تكبره جعله يطيل ثوبه وازاره والكبرمن صفات الشيطان وكان الشيطان لربه كفورا
قلت انا كاتب هذه الاسطر حينما نقارن الوعيد الشديد في الاسبال ثلاثة لاينظر الله اليهم ولا يزيكيهم ولهم عذاب اليم وذكر منهم مسبل ازارة ومعصية الاسبال نرى ان العقوبة في نظرنا كبيرة والمعصية صغيرة في نظرنا لكن الجريمة ليست فقط في الثوب انما الجريمة في القلب ومن يصاحب هذه المعصية من خيلاء وكبر والله لايحب كل مختال فخور
يقول شيخنا الطحان وقد استفدت هذا المبحث منه بعد ان اورد هذه الاحاديث اخوتي الكرام وقعت حوادث كثيرة من الصحابه من اناس اسبلوا ازارهم ونجزم يقينا انهم ما فعلوا ذلك خيلاء لكن نبينا نهاهم عن ذلك فتعالوا نستعرض الاحاديث الواردة في الاسبال
1-اخرج احمد والموطا والسنن الكبرى للبيهقي والطيالسي وهو في جامع الاصول عن العلاء بن عبدالصمد قال سالت ابو سعيد الخدري عن الازار فقال على الخبير سقطت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ازرة المؤمن الى نصف الساق وقال لاحرج عليه فيما بينه وبين الكعبين فما كان اسفل من ذلك فهو في النار ومن جر ازاره بطرا لم ينظر الله اليه يوم القيامة ) هذا الحديث مروي عن عدة من الصحابه
1- رواه النسائي عن ابي هريرة وعن ابن عمر مع رواته عن ابي سعيد
2- ورواه احمد في المسند والبيهقي في الشعب عن انس
3- ورواه الطبراني عن انس وقال الهيثمي في المجمع رجاله رجال الصحيح ( الازار الى نصف الساق فلما راى شدة ذلك على المسلم قال الى الكعبين ولا خير فيما اسفل من ذلك )
4- رواية عبدالله بن مغفل في الطبراني وهو في المجمع ج5وفي الفتح جذ10( ازار المؤمن الى نصف الساق ثم لاحرج فيما بينه وبين الكعبين وما نزل عن ذلك فهو في النار )
5- رواية حذيفه عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَسْفَلِ عَضَلَةِ سَاقِي أَوْ سَاقِهِ , فَقَالَ : هَذَا مَوْضِعُ الإِزَارِ , فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلَ , فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلَ , فَإِنْ أَبَيْتَ فَلا حَقَّ للكعبين في اِلْإِزَارِ ) رواه احمد وهو في السنن الاربعه الا ابو داود وهو في الشمائل للترمذي والطيالسي
6- رواية البخاري والنسائي والبيهقي في السنن كبرى عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما اسفل من الكعبين من الازار في النار )
7- ورواه احمد بسند رجاله ثقات عن عائشة فذكر الحديث السابق
8- رواية اخرى في مسند احمد وا يعلى والبيهقي في الكبرى عن ابن عمر قال مررت على رسول الله وفي ازاري استرخاء فقال يا عبدالله ارفع ازارك فرفعت ازاري ثم قال زد فزدت فما زلت اتحرها بعد فقال بعض القوم الى اين قال الى انصاف الساقين |) ورواه مسلم ايضا
9- وفي مسند احمد وفي الصحيحين وابو داود والبيهقي في الكبرى عن ابن عمر قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة فقال ابو بكر يا رسول الله ان ازاري يسترخي الا انى اتعهده فقال رسول الله انك لست ممن يفعل ذلك خيلاء )
10- روى احمد في المسند وفي السنن الاربعه عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة فقالت ا م سلمة فكيف يصنع النساء بذيولهن قال يرخينه شبرا قالت اذن تنكشف اقدامهن قال ذراعا ولا يزدن )
11- روى مالك في الموطأ وابو داود والنسائي قالت ام مسلمة حين ذكر الازار فالمراة يا رسول الله قال ترخيه شبرا قالت ام سلمه اذن تنكشف عنها قال ذراعا لاتزيد عليه
12- عن ابن عباس من روايه النسائي باسناد صحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله لاينظر الى مسبل )
13- وفي سنن ابن ماجه وصحيح ابن حبان عن المغيرة بن شعبه قال رايت رسول الله صلى الله عليه سلم اخذ برداء سفيان بن سهيل فقال يا سفيان لاتسبل فان الله لايحب المسبلين ) وكما ترون احاديث الاسبال مطلقه وما قيدت بشي
14- في سنن ابو داود الطيالسي والبيهقي في الكبرى مرفوعا وموقوفا عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله يقول من اسبل ازارة في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام ) قال ابن حجر في الرواية الموقوفه مثل هذا لايقال من قبل الراي فله حكم الرفع اما قولم فليس في حل ولا حرام يحتمل عدة امور
اظهرها واوجهها ان هذا لايؤمن بتحليل ولا تحريم من قبل رب العالمين وعليه فمعنى الحديث لايؤمن بتحليل ولا تحريم
15- ورد في مسند ابو داود وسنن البيهقي الكبرى وهو في الترغيب للمنذري ج3 عن ابي هريرة قال بينما رجل يصلي مسبلا ازارة رآه نبينا عليه الصلاة والسلام فقال اذهب فتؤضأ فذهب يتوضا ثم جاء وصلى على حالته فقال اذهب فتوضأ فذهب يتوضا ثم لما جاء تفطن لنفسه وعلى ان ازاره فيه اسبال فشمرة ورفعه فصلى فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم قلت له اذهب فتوضا ثم سكت عنه فقال كان يصلي وهو مسبل الازار ان الله لايقبل صلاة عبد مسبل ازاره ) قال الهيثيمي في المجمع ج5 رجاله رجال الصحيح على ان ابو جعفر وهو محمد بن علي الباقر وليس كذلك
قد يقول قائل لماذا امره بالوضوء حينما اسبل ازاره قالوا لان الاسبال يحدث خيلاء سواء قصده او لم يقصده والكبرمن صفات الشيطان والشيطان خلق من نار والماء يطفي النار فنبينا امره بالضوء لتلين طبيعته وليتذلل لربه
يقول شيخنا الطاحان
مما يدل على ان الاسبال كيفما كان فهو مذموم ومحرم سواء قصدت الخيلاء او لم تقصد الخيلاء
ثبت في مسند احمد والطبراني في الكبير بسند رجال رجال الصحيح والحديث في المجمع ج5 عن خريم بن فاتك الاسدي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لخريم بن فاتك لولا خصلتين لكنت انت الرجل قال فما هما قال توفيرك شعرك وكان يرخي شعره حتى ينزل عن كتفيه واسبالك لازارك فجز شعره حتى بلغ اذنيه وقصر ازاره بعد ذلك ) والحديث رواه ايضا البخاري في التاريخ وابن قانع والمقدسي في المختاره وابن منده في المعرفه
اخرج الامام احمد ورجاله ثقات وهو في مجمع الزوائد عن عمرو الانصاري قال بينما هو هو يمشي لحقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ بناصية نفسه ثم قال نبينا صلى الله عليه وسلم امامه لاجل ان يذل هذا ويخضع لله قال اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك فقال يا سول الله اني احمش الساقين فلا اريد ان يظهر للناس على ذلك لذلك ارحيت ازاري فقال قد احسن الله كل شي خلقه ) ارفع ازارك ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم باربع اصابع من كفه اليمنى تحت ركبة عمرو فقال هذا موضع الازار ثم رفعها النبي صلى الله عليه وسلم ثم ضرب باربع اصابع تحت الاربع الاولى فقال هذا موضع الازار ثم ايضا رفعها ثالثة ثم وضع الاربع الاصابع تحت الثانيه ثم قال هذا موضع الازار يعني اربع اصابع تحت الركبه موضع الازار ثم اربع الاصابع ثانيه تحت الركبه يعني ثمان اصابع ثم اربع اصابع في المرة الثالثة يعني اثناعشر اصبع تحت الركبه
يعنى العبد مخيرفي الازار على ثلاث درجات اربع اصابع تحت الركبه ثم الثانيه اربع اصابع اخرى ثم اربع اصابع اخرى ولا يزيد على ذلك
ورواه الطبراني بسند رجاله ثقات من رواية ابي امامه فقال لحقنا عمرو بن زرارة الانصاري
وثبت في مسند احمد والطبراني في الكبير ورجال احمد رجال الصحيح عن الشريد بن سويد قال ابصر رسول الله رجلا يجر ازاره فقال ارفع ازارك اتق الله فقال يا رسول الله اني احنف تصتك ركبتاي ( والحنف تقوس في الساقين بحيث تميلان الى الداخل ) فقال ارفع ازارك فكل خلق الله حسن فما رؤي بعد ذلك الا وازاره الى انصاف ساقيه )
وهذه النصوص تقرر ان الاسبال بجميع صورة واشكاله ممنوع تحت أي ظرف وتحت أي مبرر فان قصد الكبر والخيلاء فهذا محرم دون الاسبال وازداد البلاء فجمع مع معصية الاسبال الكبر والخيلاء وان لم يقصد الخيلاء فهو عاص بالاسبال
ورد في الفتح ج10 قال الامام الشافعي لايجوز السدل في الصلاة لايجوز الاسبال في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء ولغيرها أي لغير الخيلاء اخف بالنسبة للخيلا لان من جر ثوبه خيلاء فهو في منتهى البلاء
ومن ثم من جر ثوبه خيلاء اخف من الجر خيلاء لكن لايعني انه مباح وقال الحافظ في الفتح والمنع للاسبال مطلقا قد يتجه ويتقوى بعدة امور
أ‌- انه فيه سرف والله لايحب المسرفين
ب‌- انه تشبه بالنساء ومن خصوصياتهن ان يرخينه عن الكعبين
ت‌- ان الجر مظنة الخيلاء
ث‌- ويكفي انه من اسبل ازاره خالف سنة نبينا وقد حذر من ذلك ومنعه
ختم المسالة ابن العربي في العارضه
لايجوز لرجل ان يجاوز بثوبه كعبيه ويقول انا لااتكبر فيه لماذا لان النهي يتناوله لفظا وعلة وحكما وعلته اني لست منهم وليست فيه هذه الخصلة لكنه مخالفا للشريعه ودعواه لا تسلم له بل من تكبره يطيل ثوبه وازاره
ورد في السيرج3 عن ابن عمر هلال بن خباب اهدى لابن عمر ثياب لينه فقال ارينيه فلمسه فقال احرير هذا قلت لا انه من قطن فقال اني اخاف ان البسه اخاف ان اكون مختالا فخورا والله لايحب كل مختال فخور)
قال الامام الذهبي
كل لباس اوجب في المرء خيلاء وفخرا فتركه متعين
ومن هنا اخبر نبينا صلى الله عليه وسلم ( ان ازرة المؤمن الى انصاف ساقيه ولا جناح عليه فيما بين ذلك وبين الكعبين ) رواه الخمسه
والاسبال المحرم يشمل الازار والسراويل لو طالت بحيث تستر الكعبين ومنه ايضا طول الكمام كمن يلبس جبة واسعة الكمام ويكون الطول فيها زائدا وتطويل عذبة العمامة وكلة من الخيلاء
ثبت في سنن ابو داود والنسائي عن ابن عمر قال الاسبال في ثلاث ( في الازار والقميص والعمامة ) انظر جامع الاصول ج10
ومن جر منها شيئا خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة )
يقول الامام الذهبي
الخيلاء كامن في النفوس وقد يعذر الواحد بالجهل والعالم لا عذر له في ترك الانكار على الجهلة
شرح حديث معاذ
حديثي معكم اليوم بعنوان وصية رسول الى الدعاة وبيان اول واجب على الخلق اخرج الامام البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ بن جبل - حين بعثه إلى اليمن: ((إنك ستأتي قوماً أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب))
هذا الحديث العظيم ورد برواية ابن عباس ورواية معاذ وفيه فوائد عظيمه
1- اولا بين فيه رسول الله فقه الاولويات وانه ينبغي على الداعيه اذا اراد ان يدعوا الناس ان يبدا بالاهم فالاهم فليس من الحكمة ان تدخل بيتا فيه صورة محرمة فتقول لصاحبه هذا حرام وهي فعلا حرام وهو لايصلي اصلا
لان هناك تسلسل ادعه اولا الى الايمان فاذا آمن ادعه الى الصلاة ثم ادعه الى غض بصرة
نعم الانسان قد يبتلى بالاف المعاصي فتبدا اولا بتعريفه بالله ثم تنتقل الى منهج الله فقرة فقرة
2- ثانياقوله انك تاتي قوما من اهل الكتاب فيه بيان حال المدعوين وانهم ليسوا عواما ولا جهالا بل يقرؤون الكتاب وعندهم علم فبين له حالهم ليتخاطب معهم بما يتناسب معهم ففي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : " إنك لن تحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة " - رواه البخاري وقَالَ عَلِيٌّ حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ
ومن ثم ينبغي ان يتحدث الداعيه مع الناس بما يتناسب مع عقولهم لان الذي يتخاطب مع الناس بما لايفهمونه يخالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك حينما ياتي شخص ويجهل الناس ويضللهم او يقول لهم معبودكم تحت قدمي هذا لكن هذا كلام مرفوض ولا يتفق مع الحكمة لانه قد يفهم فهما اخر او خاطئا
3- ليكن اول ما تدعوهم اليه ان يوحدوا الله ليس هناك كلام اوضح من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في بيان التوحيد ففسر التوحيد بانه افراد الله بالعباده لذلك ورد عدة روايات ( ليكون اول ما تدعوهم اليه ان يوحدوا الله ) وفي رواية اخرى ( ليكن اول ما تدعوهم اليه ان يعبدوا الله ) وفي روايه (فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله) وليس بين هذه الروايات تعارض لانه مرة يشير الى اصل التوحيد ومفتاح العباده الشهاده ومرة يشير الى معنى لااله الا الله كما في حديث معاذ دلني على عمل يدخلني الجنة عند مسلم ( تعبد الله ولاتشرك به شيئا )
فالتوحيد هو افراد الله بالعبادة والعباد تشمل كل ما امر الله به مما يحبه ويرضاه من الاقوال والاعمال بالقلب واللسان
ومن اجل ان ابين لكم حقيقة التوحيد اذكر لكم قصة عَدِيِّ بن حَاتِمٍ قال أَتَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم وفي عُنُقِي صَلِيبٌ من ذَهَبٍ فقال يا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هذا الْوَثَنَ وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ في سُورَةِ بَرَاءَةٌ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا من دُونِ اللَّهِ قال أَمَا إِنَّهُمْ لم يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إذا أَحَلُّوا لهم شيئا اسْتَحَلُّوهُ وإذا حَرَّمُوا عليهم شيئا حَرَّمُوهُ قال أبو عِيسَى هذا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إلا من حديث عبد السَّلَامِ بن حَرْبٍ وَغُطَيْفُ بن أَعْيَنَ ليس بِمَعْرُوفٍ ) أخرجه الترمذي والطبراني والبيهقي في الكبرى وحسنة الالباني
فمن اطاع بشرا في معصية الله واستحله فقد عبده (بل ورد تعس عبد الدينار وعبد الدرهم ) التوحيد لايتحقق الا اذا حقق صاحبه ما دلت عليه كلمة التوحيد من النفي والاثبات لااله نفي جميع الالهة كلها واثبات الالوهيه لله نفي العبودية عن كل ما سوى الله واثباتها لله
التوحيد من ادق الموضوعات بل هو الدين كله وما تعلمت العباد افضل منه لذلك امر الله بعبادة وحده ونهى عن الشرك ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) والشرك نوعان جلي وخفي وقد خشي نبينا على صحابته من الشرك الخفي ومنه ان تعلق قلبك بغير الله ( وما يؤمن اكثرهم بالله الاوهم مشركون ) فالشرك تعلق آمالك بغير الله رجاء او خوفا
بعين مفتقر اليك نظرتني فاهنتني وقذفتني من حالقي
لست الملوم انا الملوم لأنني علقت امالي بغير الخالقي
فكلما تحقق التوحيد وارتقى زاد الاخلاص وكلما زاد الاخلاص قبل العمل
قوله ((فإن هم أطاعوا لك بذلك)) أقروا واعترفوا وشهدوا واعتقدوا
4- قوله فاخبرهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات
واكتفي بذكر حديثين في الصلاة
الحديث الاول اخرج الامام مالك وأبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال " أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { خمس صلوات افترضهن الله عز وجل ، ومن أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه }
الحديث الثاني اخرج الامام احمد والنسائي وابن ماجه عن عن عاصم بن سفيان الثقفي أنهم غزوا غزوة السلاسل ففاتهم الغزو فرابطوا ثم رجعوا إلى معاوية وعنده أبو أيوب وعقبة بن عامر فقال عاصم يا أبا أيوب فاتنا الغزو العام وقد أخبرنا أنه من صلى في المساجد الأربعة غفر له ذنبه فقال يا ابن أخي أدلك على أيسر من ذلك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ كما أمر وصلى كما أمر غفر له ما قدم من عمل أكذلك يا عقبة قال نعم
قال الامام ابن حبان وأبو حاتم المساجد الأربعة مسجد الحرام ومسجد المدينة ومسجد الأقصى ومسجد قباء وغزاة السلاسل كانت في أيام معاوية وغزاة السلاسل كانت في أيام النبي صلى الله عليه وسلم
وقوله صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه أراد به من الصلاة إلى الصلاة
قلت كاتب هذه الاسطر اما الوضوء ففيه امران
ينبغي التقيد بهديه صلى الله عليه وسلم في كميه الماء فقد كان يتوضا بالمد ويغتسل بالصاع وتارة يزيد وتارة ينقص وقال لايا سعد لاتسرف فقال وهل في الماء اسراف قال نعم ولو كنت على طرف نهر جاري
الامر الثاني مراعاة اسباغ الوضوء الى مواضعه
اما الصلاة فنحن نكبر مع الامام ونسلم مع الامام ولكن القلوب غير حاضرة وقد روي أن العبد إذا قام يصلي قال الله عز وجل: ( ارفعوا الحجب بيني وبين عبدي )، فإذا التفت قال: ( أرخوها )، وقد فسر هذا الالتفات بالتفات القلب عن الله عز وجل إلى غيره
وقد علق الله الفلاح على الخشوع ونشكوا حالنا الى الله فمن الناس من فقد الخشية والخشوع في الصلاة فهو يؤدي اعمالا ظاهرة بدون خشوع فما دمعت عين ولا وجل قلب ولا تعظيم لله في القلب
5- فاخبرهم ان الله افترض عليهم زكاة في اموالهم تؤخذ من اغنيائهم وترد على فقرائهم والزكاة تطلق في اللغة ويراد بها النماء والتطهيرفالزكاة في الأصل الطهارة فهي تطهر المال وتزكيه وتنميه، وتطهير لصاحب المال من الأوصاف الذميمة ومن الناس من يصلي ويصوم ويحج ولكنه لا يزكي ماله روى البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثل له بشجاع أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة يأخذ بلهزمتيه) يعني بشدقيه يقول: أنا مالك، أنا كنزك ثم تلا هذه الآية: (( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ )) [آل عمران:180]) وهذا وعيد شديد لمن منع الزكاة، فيجب على المسلم أن يتعلم فقه الزكاة ويؤدي ما افترض الله عز وجل عليه، وهذا فرض عين على كل من له مال تجب فيه الزكاة والاصل في الزكاة انها توزع في المكان الذي وجبت فيه فتوخذ من الاغنياء وترد على الفقراء ولو فعل هذا لم يبقى فقير
قولة و اياك وكرائم اموالهم هذا نهي عن اخذ كرائم اموال الناس نهى عن اخذ احسن الاموال لانه يكره الناس في الزكاة ومنطوق الحديث ومفهومه ايضا ينهى عن اخذ او اخراج اراذل المال فالزكاة تجب في وسط المال لا من خيارة ولا من اراذله
قولة واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب بين السبب وهو اخذ خيار اموال الناس ظلم و سبق الحديث عن الظلم وانه ظلمات يوم القيامة والظلم له من الله طالبا في يوم من الايام فلا يجوز ظلم الناس ولو كان كافر او فاجر فكفرة ووفجوره على نفسه لان الاخلاق الاسلامية مبنيه على اساس الايمان وليس على اساس المصالح كما يفعل الغرب الكافر ففي الحديث ( ادي الامانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك )
6- اكتفي بالأركان الثلاثة الشهادة والصلاة والزكاة؛ لأن كلمة الإسلام هي الأصل ومن قام بهذه الاركان الثلاثة قام بالباقي فإذا أذعن للأركان الثلاثة أذعن للبقية
شرح حديث ابي جري الجهيمي
حديثي معكم اليوم عن حديث نْ أَبِي تَمِيمَةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ ، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ قَالَ : شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ أَوْ قَالَ : أَنْتَ مُحَمَّدٌ ؟ ، فَقَالَ : " نَعَمْ " ، قَالَ : فَإِلَامَ تَدْعُو ؟ ، قَالَ : " أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ ، مَنْ إِذَا كَانَ بِكَ ضُرٌّ ، فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ ، وَمَنْ إِذَا أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَ لَكَ ، وَمَنْ إِذَا كُنْتَ فِي أَرْضٍ قَفْرٍ ، فَأَضْلَلْتَ ، فَدَعَوْتَهُ ، رَدَّ عَلَيْكَ " ، قَالَ : فَأَسْلَمَ الرَّجُلُ ، ثُمَّ قَالَ : أَوْصِنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ لَهُ : " لَا تَسُبَّنَّ شَيْئًا " ، أَوْ قَالَ : " أَحَدًا " شَكَّ الْحَكَمُ ، قَالَ : فَمَا سَبَبْتُ بَعِيرًا ، وَلَا شَاةً مُنْذُ أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَلَا تَزْهَدْ فِي الْمَعْرُوفِ وَلَوْ مُنْبَسِطٌ وَجْهُكَ إِلَى أَخِيكَ وَأَنْتَ تُكَلِّمُهُ ، وَأَفْرِغْ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي ، وَاتَّزِرْ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ ، فَإِنْ أَبَيْتَ ، فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ ، فَإِنَّهَا مِنَ الْمَخِيلَةِ ، وَاللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ " .رواه احمد وعند احمد ايضا عن ابي جري الهجيمي، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئاً ينفعنا الله به، قال: " لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط، ولا تسبل الإزار؛ فإنه من الخيلاء، والخيلاء لا يحبه الله تبارك وتعالى، وإن امرؤ سبك بما يعلم فيك فلا تسبه بما تعلم فيه؛ فإن أجره لك ووباله على من قاله
قوله الى ما تدعوا اليه
هذا الرجل ساله عن خلاصة دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعن فحوى دعوته فاخبره انه يدعوا الى الله وحده ونحن نقرا في سورة الجن ( وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا ) هذا المساجد بنيت لنعبدالله فيعها وحده فلا يجوز فيها انشاد الضالهاخرج الامام مسلم (568) عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ : لَا رَدَّهَا اللَّهُ عَلَيْكَ ؛ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا )والخطيب على المنبر لايجوز له ان يكر شيئا من الدنيا فبعضهم يتحدث عن اسبوع المرور او الشجرة او التطعيم والمساجد بنيت لطاعه الله وحده
مختصر القول نبينا بين لهذا الرجل ان يدعوا الى الله وحده
قوله والذي اذا اصبك ضر
هنا بين وعرف هذا الرجل من هو الله الذي اذا اصابك ضر او خوف او مصيبه او مرض دعوته كشفه عنك
والذي اذا كنت في ارض قفر فدعوته انبت لك فهو سبحانه الذي ينزل الغيث وهو الذي ينبت الارض وينبت فيها الزيتون والنخيل وسائر الثمرات فهو الذي يحي الارض بعد موتها وهو الذي يحي القلوب
وهو الذي اذا كنت في ارض قفر او فلاة فاضللت بعيرك رد عليك كما وقع في المغازي لابن إسحاق أن ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ضلت ، فقال زيد بن اللصيت بصاد مهملة وآخره مثناة وزن عظيم : يزعم محمد أنه نبي ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن رجلا يقول كذا وكذا ، وإني والله لا أعلم إلا ما علمني الله ، وقد دلني الله عليها وهي في شعب كذا قد حبستها شجرة ، فذهبوا فجاءوه بها فأعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يعلم من الغيب إلا ما علمه الله
في هذا الحديث درس عظيم كيف ان نبينا محمد خاطب هذا الاعرابي وبين له من هو الله بتعريف بسيط وهناك من الدعاة من يخاطب الناس احيانا فوق مستواهم ولا شك ان الغاية ايصال المعلومة الى المتعلم فمن الناس من اهتم بالوسيلة على حساب الغاية فلم يستفد منه احد
وهناك ايضا فائدة عظيمة اخرى ان الله خلق الدنيا ناقصه فلا تكتمل فكل انسان لديه مشكلات والله جعل حل هذه المشكلات ترجع اليه وفتكون هذه المشكلات سببا في تعلقنا بالله
قال يا رسوا الله اوصني وفي رواية انا اهل باديه فعلمنا شيئا
فقال لاتسبن شيئا او احدا
الان هناك من يسب ويلعن نفسه ويلعن الساعة التي عرف فيها زوجته او عرف فيها ابناءه او يلعن الساعه التي راى فيها زبون يقول راوي هذا الحديث ( فما سببت شاة ولا بعيرا ولا حرا ولا عبدا
انظروا الى وفاء هذا الرجل مع النبي صلى الله عليه وسلم وفي روايه لاحمد (وإن امرؤ سبك بما يعلم فيك فلا تسبه بما تعلم فيه؛ فإن أجره لك ووباله على من قاله )
قولة ولا تزهدن في معروف
ثم بين له المعروف ولو ان تلقى اخاك ووجهك منبسط اليه
فما احسن ان تلقى اخاك بوجه طلق فترحب ب هاو تبتسم له لان هذا معروف يؤنسه
احيانا الواحد يضن على اخيه او على من حوله بابتسامة او بكلمه او بسلام وهذا من اشد انواع البخل لانها امور لاتكلفه شيء
احيانا يكون الانسان حوله اشخاص لو يسالهم عن احوالهم وصحتهم لملأ قلوبهم رضا
قوله ولو ان تفرغ من دلوك في اناء اخيك
المؤمن حياته مبنيه على الايثار المؤمن من شانه يوصل النفع لاخوانه ويدفع عنهم الضرر المؤمن لاياتيك منه ضرر ولا اذى ولا خيانه ولا غدر ولا يقنص عيوبك فان راى حسنة نشرها وان راى سيئة دفنها بخلاف المنافق
قوله واتزر الى نصف ساقك :
حذره هنا من الاسبال لانه من المخيله ومن تامل الوعيد الشديد في الاسبال استغرب لصغر المعصية في نظر الكثير من الناس وعظم العقوبه ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ثلاثة لا يكلمهم الله،ولا ينظر اليهم يوم القيامه،ولا يزكيهم،ولهم عذاب اليم)قال ابي ذر: قلت يارسول الله من هم؟ خسروا وخابواقال:واعاده رسول الله ثلاث مرات قال: المسبل،والمنفق سلعته بالحلف الكاذب،والمنان) رواه مسلم عن ابي ذر
السبب في عظم العقوبه لان الجريمه في القلب وهي الخيلاء والكبر والله لايحب كل مختال فخور ففي الحديث عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خُسف به ، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة ) متفق عليه
======
5.
كتاب المواعظ
الجزء الخامس
اليحي التركي لعبدالرحمن
رابط التحميل
...........................................
اللهم أعط منفقا خلفا:
و أعط ممسكا تلفا
الجزء الخامس
جدول المحتويات
م
الموضوع
رقم الصفحة
1
تفسير سورة ق
4
2
قصة اصحاب الجنة
9
3
اعداء الانسان الاربعه
16
4
اعداء الانسان مطور ايضا اربعه
24
5
النعمة والعافيه والستر
31
6
خمسة اعمال افضل عند الله
34
7
ازرة المسلم
36
8
الايمان يحقق سعادة الدنيا والاخرة
42
9
افات تحول بين العبد والعمل الصالح
44
10
القران مرجعنا الوحيد لماذا اختلفنا
51
11
علامات حب النبي صلى الله عليه وسلم الخمس
53
12
وصايا جبريل الخمس
59
13
الايمان يحقق سعادة الدنيا والاخرة
62
14
الموت وحبه
65
15
النعيم لايدرك الا بالنعيم ومقارنة بين الجنة والنار
67
16
اوصايا الجامعه تفسير ايات الانعام
70
17
رضى الله في ثلاث وسخطه في ثلاث
77
18
رؤيا ابن عمر للنار
81
19
صورة الانسان على فراش الموت
84
20
علامات حبة نبينا الخمس
87
21
فمن زحزح عن النار
93
22
كيف خلق الله الجنة والنار
94
23
وصايا جبريل الخمس
96
24
وقفت على باببي الجنة والنار
99
25
26
كتاب المواعظ الجزء 5
لماذا كان نبينا يخطب الجمعه بسورة ق
حديثي معكم اليوم عن سورة ق فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يخطب بسورة ق ولم يكن ذلك من فراغ فقد ثبت عند مسلم في صحيحه من حديث عمرة بنت عبد الرحمن عن أخت لها قالت: (أخذت ق والقرآن المجيد من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة) (مسلم كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة رقم (871).وعن ام هشام بنت لحارثة بن النعمان قالت: ( ما حفظت (ق) إلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بها كل جمعة، وقالت: (وكان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحداً) (رواه أحمد في المسند 6/435، ومسلم في الصحيح 2/595 والطبراني في المعجم الكبير 25/142، والبيهقي في السنن 3/211).
بداية بدات السورة
اقسم الله بالقران على صحة القران فقال ق والقران المجيد
وبدات السورة ايضا بتكذيب المكذبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمكذبين للبعث بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب اءئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد
استدل الله بالايات الكونيه على صحه الايات الشرعيه فقال افلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج 6 والأرض مددناها وألقينا فيها وبين سبحانه انه كما احي الارض بالمطر كذلك يخرج الموتى
بين بعدها تكذيب الامم السابقه كذبت قوم نوح واصحب الرس وثمود لفائدتين تسليه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتحذير للمكذبين
افعيينا بالخلق الاول بل هم في لبس من خلق جديد انكر الله على الكفار تعجبهم من البعث بعد الموت ويقول الانسان ااذا ما مت لسوف اخرج حيا اولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا فهو الذي بدا الخلق وهو الذي يعيده
ذكر بعد ذلك خلق الانسان فقد اوجده الله من العدم ورباهم بجميع النعم وجعل له سمعا وبصرا وعقلا ثم بين ان هذا الانسان الذي خلقه الله مكشوف امام الله فقال ونعلم ما توسوس به نفسه فالله سبحانه يعلم ما يقول هذا الانسان ويعلم ما يعمل قبل ان يقول وقبل ان يعمل فالله سبحانه رب النيات ومطلع على السرائر ومن هنا قال العلماء من لم يكن له ورع يحجزه عن المحارم في الخلوات لم يعبأ الله بشيء من عمله سريرة العبد واخلاصه اهم شيء ولذلك قال العلماء اذا علم العبد ان الله مطلع ويعلم كل شيء حرص على طاعه الله فالعلم والقدرة صفتان للرحمن فان ايقن الواحد منا ان الله يعلم كل شي وعلمه يطولنا فنحن مكشوفون امام الله وعلم ايضا ان قدرته تطوله فلن يعصى الله وخاف من الله
ونحن اقرب اليه من حبل الوريد حبل الوريد هما عرقان عظيمان في عنق الانسان ينقلان الدم من القلب الى الدماغ واذا قطع الدم عن الدماغ مات الانسان والقرب هنا المراد به قرب الملائكة كما رجح ذلك ابن تيميه لانه قال بعدها اذ يتلقى المتلقيان
قوله اذ يتلقى المتلقيان هما الملكان الموكلا بالعبد وهما ليسا على الكتف بل في مكان اقرب الى العبد من حبل الوريد وقوله قعيد أي قاعدان للعبد معه لايفارقانه
ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد فالرقيب مراقب لاينفك عنه وعتيد ال حاضر لايمكن ان يغيب الملك قاعد له ومراقب وحاضر أي ان الله جعل كراما كاتبين فملك الحسنات يكتب الحسنة فورا وملك السيئات لايكتب الا بعد الاصرار عليها ففي الحديث في سنن سعيد بن منصور َعنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " " إِنَّ العَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ " " كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ . " ومن هنا جعل الله ملكان موكلان يراقبان العبد ويحصيان عليه عمله وقوله
وجاءت سكرة الموت بالحق انتقل هنا من العمل واحصاءه الى الموت حيث ينقضى الاجل ويختم العمل والسكرة هي تغطية للعقل كالاغماء فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان يغمى عليه في سكرات الموت فاذا افاق قال ان للموت سكرات اللهم اعني على سكرات الموت وهذه السكرة تاتي بالحق لان الانسان عند الموت يشاهد ما توعد به وما وعد به فيشاهد مقعده في النار ومقعده في الجنة اما قوله ذلك ما كنت منه تحيد تاتي على معنيين الاول ما نافيه تحيد أي لابد منه وقيل تحيد أي ما تفر منه وفي تلك اللحظة يطلب الكافر الرجعه رب ارجعون ويطلب الفاجر المهله رب لولا اخرتني الى اجل قرب) ولكن لاتقبل التوبه عند المعاينه ولا تقبل عند طلوع الشمس من المغرب فلا ينفع نفس ايمانها لم تكن امنت من قبل والسبب لانه انتهى الامتحان والامتحان يبدا من بلوغ الانسان خمسة عشرة عاما فيجري عليه القلم الى الموت فاذا مات انتهى الامتحان
ونفخ في الصور وهي نفخة البعث ونفح في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون قالوا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ان كانت الا صيحه واحده فاذا هم جميع لدينا محضرون ) ولذلك بين الله بعد نزل الموت انتقل الى نفخة الصور والخروج من القبور للحساب والجزاء ذلك يوم الوعيد أي يوم الحساب انتهى العمل وانتقلوا الى الحساب
وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد هنا ذكر الله مشاهد القيامة وهي عدة اولها وهو ان كل نفس تاتي معها سائق وشهيد وهما على القول الراجح الملكان الموكلان بحفظ العمل احدهما يسوقه والاخر يشهد عليها بما عملت من عمل
لقد كنت في غفله من هذا وهو الحساب كما قال الله ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ) فكشفان عنك غطاءك وهو غطاء الغفله الداء العضال فقد كان ساهيا لاهيا غافلا فبصرك اليوم حديد أي نافذ فاصبحت تشاهد الجنة والنار والحساب كنت تسمع ان هناك حساب وعقاب وثواب واليوم اصبحت تشاهده بعدما كنت تسمعه
وقال قرينه وهو الملك الموكل بحفظ العمل هذا ما لدي عتيد أي حاضر
القيا في جهنم معنى القيا الخطاب للملكان وهنا ذكر الله صفات اهل النار 1- كل كفار أي شديد الكفر وعنيد أي أي مصر على كفره ومعاند للحق 2- مناع للخير فهو لايفعل الخير بل وصل به الحال انه يمنع الخير سواء محاربته للدين واهله او منعه لكل خير 3- معتد أي عدواني ومريب سيء الظنون وقيل في شك وقلق وحيرة وهكذا الكفار في كل زمان ومكان وتشاهدونه اليوم يبنون مجدهم على أنقاض الناس، يبنون حياتهم على موت الناس، يبنون غناهم على إفقار الناس يبنون أَمْنَهُم علىى إخافة الناس وحوش كاسرة 4- جعل مع الله اله اخر أي الاشراك بالله وهو وصف يشمل جميع ما يعبد من دون الله
قال قرينه ربنا أي الشيطان يقول انا ما اطغيته ولكن كان في ضلال بعيد لانه كان مهيأ اصلا للضلال والطغيان بعض الطلاب سيء جدا ويحاول في بعض الطلاب ان يغيبون معه فلا يستجيب له الا من هو على شاكلته لانه لايمكن لمخلوق ان يضل مخلوقا الا اذا كان عنده رغبه في الضلال او استعداد للضلال او عنده اختيار للضلال
قال لاتختصموا لدي هنا بعد ان ذكر الله الحوار بين القرين وبين الكفار العنيد وبين الشيطان فقال الله لاتختصموا لدي لان الحجة قائمة عليكم فقد قدمت اليكم بالوعيد فانزلت اليكم كتبا وارسلت رسلا فما من امة الا خلا فيها نذير فلا عذر لاحد
ما يبدل القول لدي أي لايستطيع احد ان يبدل كلام الله فليس هناك رجعه وما انا بظلام للعبيد فقد اقمت عليكم الحجة وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا
يوم نقول لجهنم هل امتلات هذا سؤال تقرير لانه سبحانه يسال وهو اعلم هل امتلأت ام لم تمتلي انما هو سؤال تقرير والسبب لان الله وعد الجنة والنار كما جاء في الحديث: «ولكل منكما ملؤها» فالله تعالى وعد الجنة أن يملأها، ووعد النار أن يملأها ان يملأهما فيسال الله النار وهو اعلم بها هل امتلأت فتقول هل من مزيد
وفي الحديث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فِيهَا، وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ، فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ بِعِزَّتِكَ وَكَرَمِكَ، (وفي رواية قطني قطني ) أي يكفيني يكفيني) وَلَا يَزَالُ فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ، حَتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ لَهَا خَلْقًا، فَيُسْكِنَهُمْ فَضْلَ الْجَنَّةِ».رواه الإمام مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (4/2186-2188)، نسأل الله من فضله وكرمه.
قولة وازلفت الجنة هنا ذكر الله صفات اهل الجنة وازلفت الجنة أي قربت الى مكان غير بعيد هذا ما توعدون أي وعد الله حق ثم ذكرت صفاتهم 1- لكل اواب أي شديد الرجوع والعودة الى الله 2- حفيظ أي حافظ لما امر الله به محافظا عليه فالحفيظ يحفظ وقته وعمله وقوله 3- من خشي الرحمن الخشية لله تكون على علم وبصيرة لان الخشية لا تكون الا على علم ورهبه وتعظيم 4- بالغيب يحتمل امران اما انه يخشى الله مع انه لم يراه واما معناه يخشى الله بالغيب والشهاده 5- قلب منيب أي مخلص وسليم فالقلب السليم سليم من كل شرك ومن كل بدعه ومن كل شهوة ومن كل غفله ومن كل هوى
ادخلوها بسلام أي سلام من كل افه فهي سلام من كل مرض ومن كل هرم ومن كل موت ومن كل غل وحسد سلام من كل افه
لهم ما يشاؤون فيها أي ما يشتهون
ولدينا مزيد اكبر تشريف للانسان في الجنة رؤية الله اللهم اني اسالك لذة النظر الى وجهك الكريم فهو اعظم نعيم في الجنة رؤية الله
ختمت السورة فذكر بالقران من يخاف وعيد أي بانه انما يتذكر بالقران من يخاف وعيد الله ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب حي لان قلب الكافر ميت اوالقي السمع وهو شهيد قلب حاضر اخرج الغافل
هذه السورة المباركة كان نبينا يتعهد اصحابه بالتذكير بها وكما قال الله فباي حديث بعده يؤمنون من لم يتعظ بالقران فلا واعظ له فله سلطان على القلوب وله سلطان على الشياطين وقد جرب كفار قريش جميع الحلول للصد عن هذا القران فلم تنجع فيه جميع الوسائل فخرجوا بنتيجه مهمه نقرؤها في كتاب الله لاتسمعوا لهذا القران والغوا فيه لعلكم تغلبون ) اللهم اجعل القرأن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا ارزقنا تلاوته وحلاوته والعمل به اللهم انفعنا وارفعا بالقران واجعله لنا شافعا ونافعا يوم القيامة اللهم اجعلنا من اهل القران الذين هم اهلك وخاصتك
كتبه عبد الرحمن اليحيا التركي في 1/5/1434هـ
قصة أصحاب الجنة
حديثي معكم اليوم عن قصة اصحابة الجنة هذه القصة التي تتكرر مئات المرات في حياة الناس
هذه القصة محورها يتصل اشد الاتصال بحياة كل مسلم فما من مسلم الا وساق الله له من الشدائد ما ساق
القصة بحد ذاتها لها اثار جميله على النفس البشريه ولذلك كثر ورودها في الايات القرانيه كثيرا والسبب لان القصه تغرس مبادي الخير اذا كان محورها يدور حوله فتزرع في النفوس الخير بسهوله دون قصد وبدون شعور لانها القصة تتسلل منها معاني الخير في النفس من حيث لايشعر صاحبها و بدون قصد
هذه القصه تحدثنا عن خلق من اخلاق اهل النار هذه القصة تحدثنا عن خلق تدعوا الملائكة على صاحبه كل صباح ومساء ((مَا مِنْ يوم يُصبِحُ فيه العبادُ؛ إلا مَلَكانِ يَنْزِلان، يقول أحدُهما: اللهم أعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً، ويقول الآخر: اللهم أعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً))
[أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة]
هذه القصه تحدثنا عن خلق الشح والبخل وما يلحق صاحبه من اللوم والحسرة في الدنيا والعقاب الشديد في الاخرة
هذه القصة فيها تسليه لرسوله حينما كذبه قومة وقد انعم الله عليهم ببعثه رسوله وانعم عليهم بنعمة المال والجاه والولد واطعمهم من جوع وامنهم من خوف فكما ان الله عاقب من كفر بنعمة من اصحاب الجنة فان هؤلاء الذي لم يشكروا نعمة الله عليهم لازالوا معرضين للعقاب صباحا ومساء
2- اما قصة اصحاب الجنة فكانت لرجل من اهل اليمن من اهل الكتاب لانه كان قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لازال باليمن بقايا من اليهود والنصارى وهذا الرجل الصالح من اهل الكتاب وكان في قرية يُقال لها: "ضَرَوان" على سِتَّة أميال من صَنعاء، عاش هناك وكانت له جَنَّة فيها من كل الثمرات وكان هذا الرجلُ الصالح لا يُدخِل بيتَه ثمرةً منها حتى يقسمَ الثمار ثلاثة أقسام: قسم للفقراء والمساكين، وقسم لأهل بيته، وقسم يردُّه في المحصول؛ لِيزرعَ به الأرض؛ لذلك بارك الله له في رِزْقه وعياله.فلمَّا مات الشيخ ووَرِثه بَنُوه - وكان له خمسة من البنين - فحَملت جنَّتُهم في تلك السَّنة التي هلَك فيها أبوهم حملاً لم تكن حملَتْه مِن قبل ذلك فلمَّا نظروا إلى الفضل طَغَوا وبَغَوا، وقال بعضُهم لبعض: لقد كان أبونا أحْمَق؛ إذْ كان يَصرِف من هذه الثمار للفقراء، دَعُونا نتعاهد فيما بيننا ألاَّ نُعطيَ أحدًا من فقراء والمساكين في عامِنا هذا شيئًا؛ حتى نَستَغنِيَ وتَكثر أموالنا فقال اوسطهم أي اعقلهم واقرب الابناء شبها بابيه الصالح سيروا فيها بسيرة ابيكم فرفضوا
وهذا الامر يتكرر في كل عصر كان هناك شجرة ليمون في بيتٌ من بيوت الشام القديمة، تحمِلُ من الثمرات ما لا يُعَدّ ولا يُحصى، و يوجد في هذا البيت امرأةٌ صالحة، فكلَّما طُرق باب هذا البيت وطُلِب منهم ثمرة من هذه الثمار قدمتها، وكأن هذه الشجرة وقفٌ لأهل الحيّ، فماتت هذه المرأة الصالحة وجاءت من بعدها زوجة ابنها الشابَّة، فلمَّا طُرِق الباب وطلب الطارق ثمرةً من هذه الثمار طردته ومنعته، وبعد حين يَبِسَت هذه الشجرة وماتت. فذا كان بين يديك شيء ثمين وينفع الناس فاياك ثم اياك ان تمنعهم عن نفعهم به لانك اذا فعلت ذلك اخذ منك وحوله الى غيرك
3- اذا اقسموا ليصرمنهما مصبحين
اول نقطة في قصة أصحاب الجنة انهم أقسموا ليصرمونها مصبحين ولا يستثنون
اجتمعوا وتشاوروا وتحاوروا ثم قرروا واقسموا ليصرمنها مصبحين
4- ولا يستثنون قيل ولا يستثنون نصيب الفقراء وقيل ولا يستثنون حتى كلمة ان شاء الله فلم يقولوها
5- فطاف عليها طائف من ربك
الطائف قيل ضريب وقيل صقيع موجة صقيع في دقائق وقيل نار احرقت الجنة لان النية السيئه بينها وبين السلوك علاقه فلما بيت اصحاب الجنة النية السيئة عاقبهم الله فنيتهم بعدم إطعام المسكين أتلف محصولهم كله
هي هكذا الجزاء من جنس العمل من اكرم الناس اكرمه الله ومن حرمهم حرمه الله ومن منعهم منعه الله
فالطائف موجود في كل عصر فطائف التجار قد يسلط الله عليهم حرائق ففي الحديث وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : (( ما خالطت الصدقة أو قال الزكاة مالا إلا أفسدته )) رواه البزار والبيهقي فالتجار معرضين للعقوبات مثل الضرائب ومثل الحرائق او مصادرة بعض البضائع او تاتي بضاعه غير التي اشتراها
واما طائف المزارعين فهناك فيضانات ورياح تقتلع الزروع والاشجار وهناك افات كالذباب والعناكب والحشرات والضريب او موجه صقيع
يقول احد المشائخ جاءت في الغوطة وهي بلدة بسوريا على مزارع المشمش فاهلكتها وفي احدى بلاد الشام قبل خمسين عاما جاءت موجة جراد اكلت الاخضر واليابس الا مزرعه بقيت على نضرتها وخضرتها فقال اصحاب المزارع الاخرى لماذا سلمت مزرعتك من الجراد ما السر في ذلك فقال السر في الدواء فقالوا الا تتقي الله وتخفي عنا الدواء فقال انه الزكاة
سئل احد العلماء هل في العسل زكاة فقال نعم فقال طيب اذا لم ازكي فقال العقاب جاهز القراد ياكل النحل والشمع
لقد قرأت مرَّةً أن زارعي البرتقال في أمريكا أرادوا إتلافه للحفاظ على الأسعار المرتفعة، فقد خافوا من هبوط الأسعار فأرادوا إتلاف هذا المحصول، فتسلل الزنوج الفقراء تحت الأسلاك الشائكة ليأكلوا هذا البرتقال الطيِّب الذي أراد أصحابه إتلافه، و في العام القادم فعلوا الشيء نفسه ولكن مع تسميم هذا المحصول لئلا ينتفع منه إنسان، فهذا هو الكافر.. شحيح دائماً..
﴿ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ ﴾
وفي أستراليا أيضاً قبل عدّة أعوامٍ تمّ إعدام عشرين مليون رأس غنم بالرصاص، وحُفرت الحفر ودُفِن هذا العدد الكبير للحفاظ على أسعارها المرتفعة.. بينما هناك شعوبٌ قد أهلكتها المجاعات، ولا يُستبعد أن يكون أصحاب الأغنام في أستراليا هم أنفسهم أصحاب البقر الذي جنّ في إنكلترا، لأن العقاب كان شديداً، فقد توجب إحراق ثلاثة عشر مليون بقرة قيمتها ثلاثة وثلاثون مليار جنية إسترليني، فهذا هو الكافر..
6- فاصبحت كالصريم يقول ابن عباس أي صارت محترقه مثل الليل بينما الثمرة كبيرة تصغر وتنكمش ويتلف داخلها وتذبل اوراقها وتسود كانها محترقه
سبحان الله كم من انسان امسى ونام وهو يملك ما يملك واصبح وما يملك شيئا
كم من انسان كان يملك ثروات ولكن بسبب ذنوبه ضاع كل شي
كم من انسان كان يملك عقارات وسيارات وبسبب اكله للربا ضاع منه كل ما يملك
كم من انسان رفض او تهرب او تفنن في عدم اخراج الزكاة وضاع ماله كله كما حصل لاهل الجنة رفض ان يعطوا ثلثها فذهبت الحديقه كلها
فالله قد يؤدبه بذهاب مقدار الزكاه وبعضهم يؤدبه بذهاب نصف ماله وبعضهم يذهب ماله كله وهذا بحسب حكمة الله الله يعلم كيف يؤدب الشخص ورد في الاثر (إن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك وإني أدبر لعبادي بعلمي بقلوبهم إني عليم خبير‏.‏)
أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم والمعاصي إن العبد ليذنب الذنب فينسى به الباب من العلم، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقاً قد كان هيىء له، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم } قد حرموا خير جنتهم بذنبهم
7- فتنادوا مصبحين الى ان قال فانطلقوا وهم يتخافتون أي يتسارون بالحديث الا يدخلنها اليوم عليكم مسكين
العقوبه حصلت لهم بالليل بعدما بيتوا النية السيئه ثم بين الله لنا هنا كيف خرجوا من بيوتهم وهم مصرين على منع الفقراء وكيق كانوا يتناجون ويتسارون بالحديث حتى لا يشعر بهم الفقراء
8 وغدوا على حرد أي غدوا على منع للفقراء قادرين
9 – فلما راوها قالوا انا لضالون أي تائهون
10 –بل نحن محرمون
11- كذلك العذاب
هذه الكلمة كذلك العذاب يدور محور القصة عليها
لما كانت الخسارة كبيرة كانت سببا في عودتهم الى الله وكانت سببا في توبتهم وندمهم ومحاسبتهم لانفسهم وفي اقبالهم وندمهم
ولولا تأديب الله لهم لما كان هذا الكلام منهم ياويلنا انا كنا ظالمين كما قيل لولا هذه الشِدَّة لما كانت هذه الشَدَّة
قد تجد تسعين في المئة من توبه الناس كانت بسبب التضييق عليهم لان العذاب في الدنيا موظف للخير بعض الناس لايفكر في صلاة ولا طاعه عنده مال وقوة وصحه وجاه وابهة فما قال يوما يا رب فلما افلس قال يا الله
سئل بعض العلماء بعد ان مكث يدعوا الى الله عشرين سنة ما ملخص دعوتك فقال اذا لم تاتي الى الله مسرعا جاء بك اليه مسرعا بمعنى اخر اذا لم تاتي الى الله برجليك جاء بك على وجهك اصحاب الجنة قال لهم اخوهم لولا تسبحون فاقسموا ليصرمنها مصبحين فلما احرق الله جنتهم كلها وعاقبهم قالوا انا الى الله راغبون وقبلها كانوا لايقبلون النصح
شاب وزجته شاردان عن الله عاشا حياة التفلت معهم مال وجمال وصحه وهما ينتقلان من مكان الى مكان ومن بلد الى بلد ومن نزهة الى نزهته ولا يصلون ولا يصومون رزقهم الله بفتاة صغيرة من اجمل الناس صورة واحلاهم منطقا ملكت قلوبهم واصيبت بمرض خبيث فصاروا ينتقلون من طبيب الى طبيب ومن مستشفى الى مستشفى ومن تحليل الى تحليل ثم جاءتهم خاطره لو تبنا الى الله ودعوناه فلما تابا وانابا الى الله شفى هذه البنت
ولو لم يستجبوا لهذا العلاج
﴿ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)﴾
دروس وعبر من قصة اصحاب الجنة
لو ان الله اخر العقاب الى يوم القيامة لهلك كثير من الناس ففي الحديث عن انس وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الله إذا أراد بعبد خيراً عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبد شراً أمسك عنه حتى يوافى يوم القيامة بذنبه) رواه الترمذي السنن رقم 2396 وهو في صحيح الجامع رقم 308 وعن عَبْد اللَّهِ بْن مُغَفَّلٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلا لَقِيَ امْرَأَةً كَانَتْ بَغِيًّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَجَعَلَ يُلاعِبُهَا حَتَّى بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ مَهْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ ذَهَبَ بِالشِّرْكِ وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً ذَهَبَ بِالْجَاهِلِيَّةِ وَجَاءَنَا بِالإِسْلامِ فَوَلَّى الرَّجُلُ فَأَصَابَ وَجْهَهُ الْحَائِطُ فَشَجَّهُ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ أَنْتَ عَبْدٌ أَرَادَ اللَّهُ بِكَ خَيْرًا إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْراً عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرّاً أَمْسَكَ عَلَيْهِ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَفَّى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ عَيْرٌ رواه أحمد رحمه الله المسند 4/87 والحاكم في المستدرك 1/349
اقول لكم ولكل من يتهرب من اخراج الزكاة هل سمعتم برجل تدعوا عليه الملائكة صباحا مساء وبما تدعوا عليه تدعوا عليه بتلف ماله
قصة اصحاب الجنة رسالة من الله يذكر بها الناس وان كل من ينفق ماله في سبيل الله ويعطي حق الفقراء فان الله يبارك له في ماله واهله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( بينا رجل بفلاة من الأرض ، فسمع صوتاً في سحابة : اسق حديقة فلان ، فتنحّى ذلك السحاب ، فأفرغ ماءه في حَرّة ، فإذا شَرجةٌ من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله ، فتتبّع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته ، فقال له : يا عبد الله ، ما اسمك ؟ ، قال : فلان ، للاسم الذي سمع في السحابة ، فقال له : يا عبد الله ، لم تسألني عن اسمي ؟ ، فقال : إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه ، يقول : اسق حديقة فلان - لاسمك - ، فما تصنع فيها ؟ ، قال : أما إذ قلت هذا ، فإني أنظر إلى ما يخرج منها ، فأتصدق بثلثه ، وآكل أنا وعيالي ثلثاً ، وأرد فيها ثلثه ) رواه مسلم
كل امة تمنع الزكاة كل غني يبخل بماله كل من يتهرب من اخراج الزكاة فعقوبته
الهلاك
اخطر لباس لباس الجوع والخوف لذلك ذكر الله قريش بنعمتين امنهم من خوف واطعمهم من جوع ضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنه
احياننا يختار البعد حتفه بنفسه ويختار طريقة الموت ولو علم ان فيه حتفه لما اقدم مثل اصحاب الجنة ومثل من يكفر نعمة الله عليه السيارات ويفحط بها ويعبث يركب سيارة اخر مديل فلا يشكر نعمة الله فكم من قتيل قد اهلكته
اعداء الانسان الاربعه
حديثي معكم اليوم عن اعداء الانسان الاربعه نسال الله العظيم ان يهبنا رحمة وحماية يقينا بها هذه الاعداء
اولها الشيطان
يقول الله (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)
متى بدأت هذه العداوة حينما خلق الله ادم بيده ونفخ فيه من روحه واسجد له ملائكته ) وابليس ليس من الملائكة وهذا هو الصحيح لثلاثة امور منها قولة تعالى ( الا ابليس كان من الجن ) ومنهاقولة تعالى( خلقتني من نار ) والملائكة خلقت من نور ومنها ان الشيطان له ذرية والكلائة ليس لها ذرية
على كل حال لما امتنع ابليس عن السجود لادم وعصى ربه اخرج من الجنة كما قال الله تعالى (قال فاهبط منها فما يكون ل كان تتكبر فيها فأخرج انك من الصاغرين ) أي من الجنة وامر الله ادم بالدخول الى الجنة ومعه زوجتة حواء ووجه له خطابين
1-ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة ) سورة الاعراف
2- فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ) سورة طه
في تفسير القرطبي (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى) أي في الجنة (وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى) فأعلمه أن له في الجنة هذا كله : الكسوة والطعام والشراب والمسكن ؛ وأنك إن ضيعت الوصية ، وأطعت العدو أخرجكما من الجنة فشقيت تعبا ونصبا ، أي جعت وعريت وظمئت وأصابتك الشمس
فبعد ان وجه الله له هذين الخطابين جاءه الشيطان وقال يا ادم هل ادلك على شجرة الخلد وملك لايبلى فدخل على ادم من باب الحرص وقال له شجرة الخلد وليس اسمها شجرة الخلد انما هذه طريقة الشيطان دائما يزين لابن ادم المعصية فعنده طريقين يزين لهم في الارض ويزين لهم المعاصي كما قال الله تعالى (قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين ) فجاء الى ادم وقال هل ادلك على شجرة الخلد فقال نعم فقال هذه الشجرة فقال لالا هذه الشجرة نهاني عنها ربي فقال الشيطان مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فدلاهما بغرور أي خدعهما فقال الله لادم وحواء وقبلهم الشيطان كما في قوله تعالى ( قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
لما هبطوا الى الارض بعدما كانوا في الجنة في عيشة هنيئة تعبوا ونصبوا فالطعام الذي كانوا يجدونه في الجنة جاهز اصبح يحتاج الى ستة اشهر حتى ياكل اللقمة يحرث الارض يبذر ثم ينبت ثم ينمو ثم يحصد ثم يطحن ثم يعجن ثم يخبز ثم ياكل بعد اشهر من النصب والتعب بل الطعام حتى ولو كان بالبيت يحتاج الى طهي ساعه او نصف او ربع ساعه لاجد طعام جاهز البيت يحتاج الى سنة او سنوات ومن ثم قال الله فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى
ورد في الصحيحين عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم أنت الذى خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة ".
قال: " فقال آدم: وأنت موسى الذى اصطفاك الله بكلامه تلومني عنى عمل أعمله، كتبه الله على قبل أن يخلق السموات والارض ؟ قال: فحج آدم موسى "
لكن كيف حج ادم موسى مختصر القول
قال ادم معصيتي اخرجتني من الجنة بسبب مخالفتي وتبت منها وقبل الله توبتي
لكن ذريتي الله امرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته فان هم اطاعوه دخولوا الجنة وان هم عصوه دخلوا النار الله امرني بامر فعصيته ثم تبت منه فما علاقة ذريتي ان تعصى الله وتحاسبني عليه
ايضا الله وجه لبني ادم في الدنيا خطابين
يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما )
ألم أعهد إليكم يا بني أدم ألا تعبدوا الشيطان ..اي لا تطيعونه
الان تصورنا جميعا ان الشيطان عدوا لادم وحواء وذريتهما جميعا فمن اتبع هدى الله فلا يضل ولا يشقى ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ومن اعرض عن ذكر الله فانه له معيشة ضنكى في الدنيا والاخرة
الشيطان اعلن تهديداته وتوعداته لادم وذريته
قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين
قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم م لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين
قال أريتك هذا الذى كرمت على لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا
فيما تنحصر عدوة الشيطان في عدة امور
ايقاع الناس في الكفر والشرك
ايقاعهم في البدعه والبدعه هي استحداث عبادة او طاعه او ذكر لم يامر الله بها ورسوله
ايقاعهم في الكبائر او الفواحش
ايقاعهم في المعاصي
ترك بعض الواجبات اوالاشتغال بالمفضول عن الفاضل او الاشتغال بالمباحات والانهماك فيها
تغليب جانب على جانب مثل الاهتمام بالنوافل وترك الفرائض يتصدق ولا يخرج الزكاه او يبالغ في جانب على حساب حقوق اخرى
التحريش بين الناس ( ان الشيطان قد يئس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن رضي بالتحريش بينهم ) رواه مسلم واحمد والترمذي
ومن مداخله ايضا النظر فهي سهم مسموم ومن مداخله الصوت الغناء
وقوفه في جميع طرق الخير يقف في طريق الاسلام فان اسلم وقف في طريق الهجرة فان هاجر وقف في طريق الجهاد
بقي كيف نتخلص من الشيطان
نتخلص من الشيطان بالطاعه وبالذكر وبالقران
ويتسلط علينا الشيطان بالمعاصي وبالغفله استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله
العدوا الثاني النفس
ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي
بداية خلق الله الانسان من روح وجسد ومن ثم خلق الله الجسد من ستة اطوار تراب ثم نطفه ثم علقه ثم مضغه ثم عظما ثم كسى العظام لحما لما خلق الله ادم قبل نفخ الروح مكث اربعين سنة جثة هامده فطاف به الشيطان فدخل من فمه وخرج من دبرة وقال مخلوق مجوف لئن سلطني الله عليه لاهلكنه
ومعلوم للجميع بان ادم ابو البشر خلقه الله بيده ونفخ فيه الروح واسجد له الملائكة والكرامة الرابعه علماه اسماء كل شي وجاء في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ... فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن ) . رواه البخاري ( 3336 ) ومسلم ( 7092 ) . فوصف طول آدم بأنه ستون ذراع وعرضه سبعة أذرع إذا مخلوق ضخم عملاق والذراع الشرعي اربعه وعشرين اصبع بما يساوي 49,327477 سم. يعني طول ادم ثلاثين متر في السماء
ورى أحمد في المسند عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وصححه الألباني رحمه الله.
وقد روى مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما صور الله آدم عليه السلام في الجنة، تركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به ينظر ماهو، فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقاً لا يتمالك.
وجاء في الحديث الذي يرويه الإمام مسلم في صحيحه والإمام أحمد في مسنده وغيرهما أنه لما خلق الله -سبحانه وتعالى- آدم شكله ما نفخ فيه الروح تركه مدة وفي الحديث لما خلق الله آدم تركه ما شاء أن يدع فجعل إبليس يطوف به تعجب ولما رآه أجوف تركه مفتوح من داخل عرف أنه خلق لا يتمالك وفي هذا إشارة على أن الجن ليس فيهم جوف كالأنس من داخلهم مجوف وعرف انه خلق لا يتمالك ليس به قوة فارغ من الداخل
فلما نفخ الله فيه الروح ( ونفخت فيه من روحي ) واضافة الروح الى الله اضافة فعل وليست اضافة ذات فلما سرت الروح فيه اصبحت الروح هي التي تحركه واصبح الجسد مطية لها فهي التي تحركه فهي التي تستعمل اليد والرجل والعين والاذن وجميع الجوارح
لكن هذه الروح او النفس اول صفاتها انها امارة بالسوء فكيف يتخلص الانسان منها فخلق الله العقل فهو مصيطرا عليها وهو كعقال لها ومن ثم نفس بلا عقل انسان مجنون فالعقل مناط التكليف
واذا تصورنا ان النفس امارة بالسوء وخلق الله العقل ضابطا لها وايد العقل بالوحي لان عقل بلا وحي مثل بصر بلا نور لايمكن ان تبصر الا بنور واذا كان الانسان في مكان مظلم او اغلقت الانوار لايبصر شيئا
فكان العقل يامر النفس بالطاعه وينهاها عن المعصية وحينئذ اصبح بين النفس وبين العقل صراع احيانا تطيعه واحيانا تعصاه وحينا توافقه واحينا تخالفه والسبب لان فيها خير وشر
ولذلك اذا جاهدها بالعقل والوحي ترقت الى مرتبه النفس اللوامه فكلما ترك صلاة يجد من داخله لوم ومن لم يكن له من نفسه واعظ لم تنفعه المواعظ ولايزال يجاهدها حتى ترقى الى مرتبه النفس المطمئنه فاصبحت تحب الخير وتكره الشر عندها ياتيها المدد والعون من الله لكن الله حبب لكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره لكم الكفر والفسوق والعصيان لكن عدوه لايزال معه ينتظر من هذا الانسان المؤمن احدى ثلاث
غفلة او شهوة او غضب فاذا عصى الله تذكر فرجع وتاب ( ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون )
ومن هنا مراتب للنفس ثلاث
النفس الامارة بالسوء وهي التي قرينها الشيطان فاحبت الشر واطمانت اليه وكرهت الخير وابغضته
النفس اللوامه قرينها ملك وشيطان احبت شيئا من الخير واحبت شيئا من الشر وكرهت شيئا من الشر واكرهت شيئا من الخير فتمدها مادتان ايمان ونفاق خلطوا عملا صالحا واخر سيئا وهي لما يغلب عليها في النهايه
النفس المطمئة قرينها الملك احبت الخير واطمانت به وكرهت الشر وابغضته
والعلاج
من انتصر على نفسه انتصر على جميع الاعداء ومن ثم يقول الشيطان ( وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلومني ولوموا انفسكم )
العدو الثالث الهوى
فالهوى هوكل ماخالف الشرع والهدى هو كل ما وافق الشرع
ولذ لك ان بحثت عن سبب عدم الاستجابه لله ولرسوله فهو الهوى يقول الله فان لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهوائهم )
وان بحثت عن سبب عدم الاستماع لله ورسوله فهو الهوى وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ سورة محمد الآية رقم 16
وفي الحديث الصحيح عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني "رواه الترمذي وقال حديث حسن قال الترمذي وغيره من العلماء: معنى دان نفسه :حاسبها والكيس أي العاقل
وبلوغ درجة الكمال في الكياسة منحة من الله ويمنحها الله القلوب التي تعرفه والجوارج التي تعبده فبلوغ درجة الكياسة يكون الانسان فيها كيسا يحفظ جوارحه من معصية الله ويحفظ قوله ويحفظ عمله
واذا تصورنا هذا كله
فالهوى ضرب له مثالا بليغا رائعا بانه مثل اناس بلغ بهم الجوع مبلغه وعرض عليهم طعاما شهيا وقيل لهم هذا الطعام مسموم فقال بعضهم هذه خدعه يكذبون علينا فاكلوا فهلكوا واقوام لما سمعوا الخبر امتنعوا احد الاخوة يخبر بان امراة مريضة بالسكر قال لها الطبيب لاتاكلي السكريات فقدم له حلوى فاكلت منه صحنا فما انتهت حتى حملوها الى العناية المركزة وبجهد جهيد وبعد معانات نزل السكر هي هكذا
والعلاج
داء النفس هواها ودواءها مخالفة هواها
يقول الله ( ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون )
ففي الحديث يا حصين قل ( اللهم الهمني رشدي واكفني شر نفسي ) رواه احمد
وفي مقدمة الخطبه الواردة عنه صلى الله عليه سولم ( نعوذ بالله من شرور انفسنا )
وفي الدعاء الشهير عنه صلى الله عليه وسلم ( اللهم لاتكلني الى نفسي طرفه عين )
واذا تصورنا هذا كله
مخالفة هوى النفس يتولد من الايمان كما ان الصبر عن محارم الله يتولد من الايمان ومن ثم قال الله ( واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى )
وورد عند احمد عن عائشة أنها فقدت النبي من مضجعه فلمسته بيدها فوقعت عليه وهو ساجد وهو يقول رب أعط نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
العدو الرابع الدنيا
ان الله وعدكم وعد الحق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ووعد الله هو الجنة والنار ومن يكون بعد الموت حتى دخول الجنة والنار
فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء
ايحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارعم لهم في الحيرات بلا يشعرون
عن أبي الدرداء قال : خرج علينا رسول الله r ونحن نذكر الفقر ونتخوفه ، فقال : " آلفقر تخافون ؟ والذي نفسي بيده لتُصَبَّن عليكم الدنيا صباً حتى لا يزيغكم بعدي إِنْ أزاغكم إلا هي " ، وأيم الله ، لقد تركتكم على مثل البيضاء ، ليلها ونهارها سواء .
رواه ابن ماجه : المقدمة .و أحمد : المسند 4/126 ، الفتح الرباني :19/313
بسط الدنيا هلاك للانسان الا من رحم الله والا هي من سبل الضلال كلا ان الانسان ليطغى ا نراه استغنى ) ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض )
والعلاج ان يؤثر العبد الاخرة على الدنيا
ورد في كتاب الكنى للامام البخاري وهو تكملة لكتابه التاريخ الكبير عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيْسَ بِخَيْرِكُمْ مَنْ تَرَكَ دُنْيَاهُ لِآخِرَتِهِ ، وَلا آخِرَتَهُ لِدُنْيَاهُ حَتَّى يُصِيبَ مِنْهُمَا جَمِيعًا ، فَإِنَّ الدُّنْيَا بَلاغٌ إِلَى الْآخِرَةِ " . فبين ان خيرنا من اخذ من هذه لهذه واستعف لان رود في رواية لابي الدنيا في كتاب اصلاح المال ولاتكن كلا على الناس )
وفي الحديث: (من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى) ""أخرجه أحمد عن أبي موسى الأشعري مرفوعاً"
لكن كيف يؤثر الاخرة على الدنيا
وذلك بمعرفه حقيقة الدنيا ومعرفة حقية الاخرة قال العلماء لايتم الرغبة في الاخرة الا بالزهد في الدنيا ولا يتم الزهد في الدنيا الا بنظرين صحيحين
معرفه الدنيا وسرعة زوالها وتقلب احوالها وفناءهاوقلة متاعها يقول عبدالملك بن مروان وهو في سكرات الموت كيف تجدك قال اجدني كما قال الله ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ولما فتحوا الباب سمع قصارا فقال ما هذا قالوا قصارا يعني غسالا فقال يا دنيا ما اطيبك ان طويلك قصير وان كثيرك حقير وان كنا فيك لفي غرور
معرفة الاخرة ودوامها وبقاءها وخيرتها وقال لقمان يا بني اعمل لله بقدر حاجتك لله واعمل لدنياك بقدر بقائك فيها واعمل لاخرتك بقدر مقامك فيها
اعداء الانسان اربعه مطور
حديثي معكم اليوم عن اعداء الانسان الاربعه
بدايه سوف اذكرها مجمله ثم اذكرها مفصله
اعداء الانسان اربعه
1- الشيطان ويعادي الانسان باربعه امور الاولى يؤذيه في بدنه بالامراض والصرع والجنون والمس وعلاجه التحصن بالاذكار ثانيا يؤذيه في دينه ويتحصن الانسان منه بالطاعه ويتسلط عليه بالعاصي ثالثا يشاركه في اهله وماله ( وشاركهم في الاموال والاولاد ) رابعا التحريش بين بالناس من اجل افساد ذات البين فيفرق بين المرء وزوجه والجار وجاره والاخ مع اخيه
2- العدو الثاني النفس اخطر عدوا يقول الله ( فطوعت له نفسه قتل اخيه ) وكذلك سولت لي نفسي ) ( فلا تلوموني ولوموا انفسكم ) العلاج من انتصر على نفسه انتصر على اعداءه والدعاء اللهم اعط نفسي تقواها زكها انت خير من يزكيها
3- العدوا الثالث الهوى ومن ثم قالوا اذا تعلق القلب بفساد لايقبل النصح لان هناك قلوب لو علمت الحق اتبعة وهناك قلوب لو عرفت الحق لاتتبعه ولذلك قصة السامري تجسد هذا قوم موسى اتبعوا السامري ولم يتبعوا هارون لان قلوبهم متعلقه بعباده العجل لانه صنع من ذهب وقلوبهم تحب الذهب فقالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى والعلاج داء النفس هواها ودواءها مخالفة هواها
4- العدوا الرابع حب الدنيا سبب هلاك كثير من الناس وسبب في اضلالهم الا من رحم ربك ففي الحديث ( لتفتحن عليكم الدنيا حتى لايزيغ قلب احدكم الا هي ) رواه ابن ماجه والعلاج لايتم الرغبه في الاخرة الا بالزهد في الدنيا وذلك بمعرفه حقيقة الاخرة ومعرفه حقيقة الدنيا
واذا تبين هذا كله اليكم شرحها تفصيلا
اولا ابليس يقول الله ان الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا ) ويعادي الانسان في اربعه امور
1- يؤذيه في بدنه بالصرع بالمس بالجنون بالامراض كما في قصه ايوب ( اني مسني الشيطان بنصب وعذاب ) وكما في قوله ( لايقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد ، فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه ، إلا مريم وابنها . ثم يقول أبو هريرة : واقرؤوا إن شئتم : { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } وحديث يارسول الله اني استحاض حيضة شديده فقال فَقَالَ إِنَّمَا هِيَ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ 9 ) رواه البخاري هناك فرق بين الحيض وبين الاستحاضه مختصر القول الشيطان يؤذي ابن ادم في بدنه ومن ثم شرع لنا الاذكار والتحصن منه بالدعاء وبالقران عن عقبة بن عامر قال : بينا أنا أسير مع رسول الله لى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ ب أعوذ برب الفلق و أعوذ برب الناس ، ويقول : يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما . قال : وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة .رواه ابو داود وحسنه الألباني.
2- يؤذيه في دينه فمن اخطر واشد انواع الايذاء في الدين لانه يترتب عليه دخول النار وحرمان الجنة ونحن نتحصن من الشيطان بالدين ويتسلط علينا بالمعاصي ووساوسة في اغواء الناس عن الدين ينحصر في سته امور
1- ايقاع العبد في الكفر والشرك فان عجز حاول
2- ايقاع العبد في البدع يجد عنده اجتهاد في العبادات فيقول له ما وصلت الى شيء حتى يبتدع في الدين والبدعه استحداث عبادات واذكار واعمال ما انزل الله بها من سلطان يقول الله ( ورهبانيه ابتدعوها ما كتبناهم عليهم ) ومن هنا الشيطان يحرص على ايقاع العبد في البدعه لانه لايتوب منها وهذا ما يريده الشيطان لان أي عمل لم يقم عليه دليل شرعي فهو باطل فان عجز حاول
3- ايقاعه في الفواحش وكبائر الذنوب
4- او ايقاعه في المعاصي
5- فان وجده محافظا على دينه شغله بالمفضول عن الفاضل
6- او شغله بالمباحات
7- فان لم يحصل على أي طريق من الامور السته شوش عليه بعداء الناس وتسلط عليه الناس يقللون من شانه ومكانته وعبادته فيسبونه ويؤذونه ويشوشون عليه عبادته ودعوته واقرب مثال جهاز هيئة الامر بالمعروف كل يوم يهاجمونه جنود ابليس
3- ثالثا يؤذيه في اهله وماله فاذا دخلت بيته فلم يذكر الله قال ادركتم المبيت فان حضر العشاء فلم يذكر الله قال ادركتم العشاء فان حضر النوم فلم يذكر الله شاركه مع اهله يقول الله ( وشاركهم في الاموال والاولاد ) وفي الحديث عند ابن ماجه عن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل ولم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت فإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء ) روى مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه …
4- ايذاء بالتحريش فساد ذات البين والبغضاء هي حالقة الدين يفسد بين المرء وزوجه وبين الجار وجاره وبين الاخ واخيه فتحصل القطيعه والطلاق والعقوق اول عداوة حصلت بين ابني ادم قابيل وهابيل فقابيل كان رجل غير صالح وهابيل كان رجل صالح فقرباه قربانا فقدم قابيل اخس ما عنده يقول الله ( ولا تيمموا الخبيث تنفقون ولستم باخذيه ) وقرب هابيل احسن ما عنده فقبل الله من هابيل ولم يقبل من قابيل فقال لاقتلنك فقال انما يتقبل الله من المتقين
ومن ثم قد يتقرب الواحد منا بالاعمال الصالحه لكنها تفتقد الى الاخلاص فتكون مردوده عياذا بالله من ذلك
او يتقرب باعمال صالحه في ظاهرها مكتمله الاركان فلم يقرب الله ذلك انما لضعف الاخلاص او لسوء العمل اكثر الناس لايحسن صلاته او ضوءه فلا تقبل ومنهم من يتوضا كما امر الله ويصلى كما امر الله فيقبل اله صلاته
البعض الاخر قد لايصوم ولا يحسن الصيام فيكون غير صالح والبعض الاخر قد يخرج في صدقته اسوا من عنده وكذلك الحج
هذه كلها امثلها على من اتق الله في اركان الاسلام ومن لم يتق الله في اركان الاسلام لم يقبل منه في العام الماضي حاج الى بيت الله الحرام رجع يوم االعيد الى بلده وهو ليس جاهلا بالاحكام بل قال له من اوصله الى المطار لم ينته الحج بعد فقال ادري لكن في بلدنا رجل على فراش الموت واذا لم الحق به اليوم ذهب نصيبي من المال وفي العام القادم احج ليس هناك تعظيم لله
2- العدو الثاني النفس الامارة بالسوء
النفس داعيه الى الطغيان واثار الحياة الدنيا على الاخرة يقول الله ( فطوعت له نفسه قتل اخيه ) وقال تعالى ( بل سولت لي نفسي ) اعداء عدوا للانسان نفسه التي بين جنبيه ومن ثم قالوا من لم يكن له من نفسه واعظ لم تنفعه المواعظ ولذلك قال الشيطان ( وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم )
الشيطان اذا وجد نفسا متخاذله ومتكاسله سهل عليه التسلط عليها
ولذلك النفس ضعيفه متخاذله ولا يمكن لها ان تصيب الخير الا اذا قهرها الانسان وفي الحديث ربيعه بن كعب الاسلمي ( اعني على نفسك بكثرة السجود )
النَفسُ إِن أَتبَعتَها هَواها فاغِرَةٌ نَحوَ هَواها فاها
والعلاج اولا من انتصر على نفسه انتصر على اعداءه كلهم
والدعاء اللهم اعط نفسي تقواها وزكها انت خير من يزكيها
3- العدو الثالث الهوى
الهوى كل ما خالف الشرع هوى وكل ما وافق الشرع هدى والقلب اذا تعلق بفساد لايقبل النصح ومن ثم قال الله ( فان لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهواءهم )
وفي قصة السامري كيف ان الانسان اذا كان صاحب هوى اتبع اهل الضلال وترك اهل الهدى لكم ان تتصوروا
كيف ان الله اهلك فرعون وقومه وانجى موسى وقومه وشاهد ذلك بنوا اسرائيل باعينهم وكما في الحديث ( ليس الخبر كالمعاينه ) وبعدما انجاهم الله من فرعون وجاوز بنو اسرائيل البحر
مروا على اقوام يعكفون على اصنام لهم قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ( 138 ) إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 139 ) قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا
فبين لهم موسى حقيقة الامر ثم ترك هارون وذهب الى ميقات ربه وقال موسى لهارون ( اخلفني في قومي واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين
فجاء السامري وكان السامري رجلا صواغًا ، فطلب إليهم أن يعطوه ما أخذوا من زينة القوم ليصوغ لهم تمثالاً للعجل يعبدونه ، فأجابوه إلى ما طلب ، فصاغ لهم تمثالاً للعجل جهزه بجهاز خاص يتوصل به إلى إحداث صوت كخوار العجل حيث يدخل الهواء من دبره ويخرج من فمه فيخور وإبرزه لهم قائلاً : هذا إلهكم وإله موسى فنسي فقال لهم هارون يا قوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني واطيعوا اامري فقالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى
والسؤال لماذا اصحاب الضلال والاهواء اصروا على الضلال
لان القلب اذا تعلق بفساد لايقبل النصح فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم فاشربوا في قلوبهم حب العجل بكفرهم إنما شغفوا به استحسانا واعتقادا أنه إلههم وأن فيه نفعهم لأنهم لما رأوه من ذهب قدسوه من فرط حبهم الذهب . وفي الحديث عند احمد وابو داود عن ابي الدراءمرفوعا ( حبك للشي يعم ويصم )
ومن هنا من تولاه الله الهمه وحبب اليه الخيروحبب له الايمان زينه في قلبه ومن تولاه الشيطان زين له سوء عمله
واذا عرف هذا
فالذي في قلبه زيغ وفساد لايقبل الحق فالله لما علم في قلب غلام صاحب نجران حينما ذهب للساحر والراهب انه لو علم الحق اتبعه تولاه وفي المقابل هناك من لايريد الحق ولا يريد ان يعرفه فتراه يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير وكم راينا من اناس عرفوا الحق وهم يجادلون لانهم لايريدونه
ولذلك اطاعوا السامري ولم يتبعوا هارون لان في قلوبهم زيغ مالوا الى العجل لشدة حبهم للذهب
العدوا الرابع الدنيا
يقول الله
1- ان الله وعدكم وعد الحق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ووعد الله هو الجنة والنار ومن يكون بعد الموت حتى دخول الجنة والنار
2- فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء
3- ايحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارعم لهم في الحيرات بلا يشعرون
4- عن أبي الدرداء قال : خرج علينا رسول الله r ونحن نذكر الفقر ونتخوفه ، فقال : " آلفقر تخافون ؟ والذي نفسي بيده لتُصَبَّن عليكم الدنيا صباً حتى لا يزيغكم بعدي إِنْ أزاغكم إلا هي " ، وأيم الله ، لقد تركتكم على مثل البيضاء ، ليلها ونهارها سواء .
رواه ابن ماجه : المقدمة .و أحمد : المسند 4/126 ، الفتح الرباني :19/313
بسط الدنيا هلاك للانسان الا من رحم الله والا هي من سبل الضلال كلا ان الانسان ليطغى ا نراه استغنى ) ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض )
والعلاج ان يؤثر العبد الاخرة على الدنيا
ورد في كتاب الكنى للامام البخاري وهو تكملة لكتابه التاريخ الكبير عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيْسَ بِخَيْرِكُمْ مَنْ تَرَكَ دُنْيَاهُ لِآخِرَتِهِ ، وَلا آخِرَتَهُ لِدُنْيَاهُ حَتَّى يُصِيبَ مِنْهُمَا جَمِيعًا ، فَإِنَّ الدُّنْيَا بَلاغٌ إِلَى الْآخِرَةِ " . فبين ان خيرنا من اخذ من هذه لهذه واستعف لان رود في رواية لابي الدنيا في كتاب اصلاح المال ولاتكن كلا على الناس )
وفي الحديث: (من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى) ""أخرجه أحمد عن أبي موسى الأشعري مرفوعاً"
لكن كيف يؤثر الاخرة على الدنيا
وذلك بمعرفه حقيقة الدنيا ومعرفة حقية الاخرة قال العلماء لايتم الرغبة في الاخرة الا بالزهد في الدنيا ولا يتم الزهد في الدنيا الا بنظرين صحيحين
1- معرفه الدنيا وسرعة زوالها وتقلب احوالها وفناءهاوقلة متاعها يقول عبدالملك بن مروان وهو في سكرات الموت كيف تجدك قال اجدني كما قال الله ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ولما فتحوا الباب سمع قصارا فقال ما هذا قالوا قصارا يعني غسالا فقال يا دنيا ما اطيبك ان طويلك قصير وان كثيرك حقير وان كنا فيك لفي غرور
2- معرفة الاخرة ودوامها وبقاءها وخيرتها وقال لقمان يا بني اعمل لله بقدر حاجتك لله واعمل لدنياك بقدر بقائك فيها واعمل لاخرتك بقدر مقامك فيها
2- في الاخرة الا بالزهد في الدنيا وذلك بمعرفه حقيقة الاخرة ومعرفه حقيقة الدنيا
ثلاث دعوت تجمع لك الخير
حديثي معكم اليوم عن ثلاث دعوات عظيمة تجمع للعبد الخير بحذافيره كان نبينا صلى الله عليه وسلم يدعوا الله بهن كل غداة وعشي ففي الحديث الذي اخرجه ابن السني في الاذكار عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ مِنْكَ فِي نِعْمَةٍ وَعَافِيَةٍ وَسِتْرٍ ، فَأَتِمَّ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ وَعَافِيَتَكَ وَسِتْرَكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُتِمَّ عَلَيْهِ نِعْمَتَهُ "
قولة اللهم اني اصبحت منك بنعمة
نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى واذا كنا لانحصيها فكيف نشكرها وهناك نعما ظاهرة ونعما باطنه ونعما نشعر بها ونعما لانشعر بها منها كما يقول سيد قطب ما شعرت ان الشمس نعمة الا لما دخلت السجن كنا نتناوب على فوهة لنمرر الشمس على اجسادنا
ايضا نعمة المحبة لايشعر الانسان يقيمة الحب ومحبة الاخرين له الا اذا عاش بين اناس يكرهونه نعمة الحياء فلولا الحياء لما اكرم الضيف ولما بر الوالدين ولخرج الانسان يجاهر بالمعاصي ومن ثم اذا اراد الله يهلك عبدا نزع منه الحياء اذن هناك نعم كثير قد لانشعر بها الا اذا فقدناها
رؤوس النعم اربع
نعم المال او الكفاية لايحس الانسان بنعم المال الا اذا اصبح فقير أي شيء تشتهيه لاتستطيع تمد يدك اليه الا بالمال ومن ثم استعاذ نبينا من الفقر والكفر وعذاب القبر
نعمة الصحة لو ملك الانسان الدنيا بحذافيرها او كان له اموالا لاتاكلها النيران وفقد صحة لاقيمة للمال نعم بالمال تشتري العلاج لكن لايمكن ان تشترى الصحه ولذلك يقول الله واذا مرضت فهو يشفين ) صحتك بيد الله وسعادتك بين الله والسبب لان الاسباب كلها اذا اجتمعت فهي لاتكفي لان النتائج كلها بيد الله فالنافع والضار هو الله هذا يقرا القران يسلم وهذا يقرا القران يضحك هذا يقرا القران على مريض يتاثر ويقرا الايات نفسها على مريض اخلا لايتاثر لان النفع بيد الله ومن هم بضارين به من احد الا باذن الله
ولا قيمة للمال ولا قيمة للصحة بدون هدايه لان نعمة الاسلام لا تتم نعمة الا بها فلو فرشت الارض من تحتك ذهب ومن فوقك ذهب وتمسي وتصبح والله ساخط عليه ماذا تستفيد من الدنيا ولذلك وصف الله الكفار ( والذين كفروا يتمتعوتن وياكلون كما تاكل الانعام والنار مثوى لهم ) فحينما يعيش الانسان بلا دين لاقيمة له ومن هنا ثلاث نعم عظيمة على التسلسل نعمة الهداية فلا تتم نعمة الا بها ونعمة الصحة فلا قيمة للمال بدون صحه ونعمة الغنى او نعمة الكفاية فاذا اصبح الانسان مهتديا وصحيحا ومكتفيا فما فاته شيء من الدنيا ويضاف عليها النعمة الرابعه لتكتمل النعم كلها
نعمة الامن نعمة عظيمة طلب ابراهيم ربه الامن قبل الرزق رب اجعل هذا بلد ا امنا وارزق اهله من الثمرات )
الدعوة الثانيه
نعمة الستر لاشك ان لكل انسان عيوب ولديه ذنوب وعنده جوانب ضعف ونقص كما قال الشاعر من الذي ما ساء قط ومن رحمة الله بنا جميعا انه اظهر منا الجميل وستر منا القبيح من الغلط الكبير ان يتوب الانسان من المعاصي والذنوب ثم يظهر بعد ذلك بعد ان تاب الله عليه ليفضح نفسه بعد ان ستره الله
ما اجمل ان يستتر العبد بستر الله فالمعصية اذا خفيت لاتضر الا صاحبها فيغفر الله لخلقه الا المجاهرين لان المجاهر الى المعاصي داعيه سوء يدعوا الناس الى المعاصي بعمله ولذلم ورد في الحديث الذي اخرجه البخاري في كتاب المظالم عن ابن عمر سمعت رسول الله يقول : إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم )
وللعبد ستر بينه وبين الله وستر بينه وبين الناس فمن هتك ستر ما بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس ففضحه مهما كان محتاط فالله قادر يفضح العبد ولو كان دخل صخرة لاباب لها
اخرج الامام أبو داود والترمذي وقال حديث حسن والحاكم والدارمي والامام أحمد في مواضع من مسنده. وكذا أخرجه ابن ماجه في سننه ونصه عند ابن ماجه عن عائشه " أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله ".
ومعناه انها اذا هتك ستر ما بينها وبين الله بالوقوع في المحارم سواء معصية اللباس وخلعه والتساهل في ذلك او الوقوع في المعاصي
فلا تحدث الناس باخطاءك ولا بمعاصيك ولا تخرق ستر الله عليك وحافظ عليه هناك اسرار خاصة بالعبد لايخبر بها احد مهما كان ثقته فيه حتى بين الزوجين كلا منهما يحتفظ باسراره الخاصه به ورد في الدعاء اللهم استر عوراتي وامن روعاتي اللهم استرني بسترك الذي لاينكشف في الدنيا والاخره
الدعوة الثالثة
العافيه ففي دعاء القنوت اللهم عافني فيمن عافيت وفسر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم العافيه في اذكار طرفي النهار اللهم عافني في ديني ودنياي واهلي ومالي ونفسي
اذا العافيه لاتشمل فقط عافيه السمع والبصر والبدن بل تشمل عافيه الدين والدنيا معا ومن هنا جاء العباس بن عبد المطلب قال : قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله , قال : ( سل الله العافية) فمكثت أياما ثم جئت فقلت : يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله , فقال لي : ( يا عباس , يا عم رسول الله , سل الله العافية في الدنيا والآخرة )رواه الترمذي
قال الجزري في عدة الحصن الحصين : "لقد تواتر عنه صلى الله عليه وسلم دعاءه بالعافية وورد عنه صلى الله عليه وسلم لفظا ومعنى من نحو من خمسين طريقا" ومن أشهر هذه الأحاديث الصحاح قوله صلى الله عليه وسلم ( ما سئل الله شيئا أحب إليه من أن يسأل العافية ) رواه الترمذي عن ابن عمر وقال صلى الله عليه وسلم ( سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية( رواه احمد والترمذي عن ابي بكر
خمسة اعمال
حديثي معكم اليوم عن افضل الاعمال الخمسة واحبها الى الله ففي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي العمل أحب إلى الله قال: الصلاة على وقتها. قال ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين. قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله" قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني. رواه البخاري.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ واللفظ لمسلم قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال الإيمان بالله،وفي رواية إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا؟ قال الجهاد في سبيل الله، قيل ثم ماذا؟ قال حج مبرور )
الامام ابن حجر رتب هذه الخمسة الاعمال حسب افضليتها
الايمان بالله ورسوله هو افضل عمل على الاطلاق فاي عمل لايسبقه ايمان لاقيمة له فلا يصح عمل الا بالايمان قال الشيخ عبدالله بن جبرين الايمان من افضل لاعمال لانه يستدعي طاعة الله وعبادته وفعل ما امر الله به وترك ما نهى عنه ويستدعي اتباع شريعه الله واتباع رسوله وقال الشيخ محمد الشنقيطي الايمان اذا نزل بالقلب واكتمل صار صاحبه من اتقى الناس يقول الله الذين امنوا وكانوا يتقون لان الايمان يدفعك الى فعل الخيرات وترك المنكرات الايمان تعريفه التصديق والتصديق ثمرته الخوف والرجاء فيجعلك تعمل بطاعه الله على نور من الله طمعا في ثواب الله وخوفا من عقابه ومن هنا قالوا الايمان امر وناهي لما ادعي بعض الناس الايمان وبدون صلاة ولا عمل يصدق عليهم قول الله قل بئسما يامركم ايمانكم ان كنتم مؤمنين ) بمعنى ان الايمان يامرك بطاعه الله وينهاك عن معصيته وعلى كل حال اذا امتلأ القلب بالايمان تجد الانسان من اعف الناس عن محارم الله وفي الحديث كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولايشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. ) وفي رواية ولا يقتل حين يقتل وهو مؤمن
العمل الثاني الصلاة وهي من افضل الاعمال بعد الايمان وتقديمها في اول الوقت دليل على محبة الله لها واستثنى من ذلك صلاة العشاء وصلاة الظهر فالافضل تاخير صلاة العشاء وايضا تاخير صلاة الظهر في الحر المزعج فيشرع تاخيرها الى الابراد فاذا صليت الصلاة لوقتها وكملت شروطها وصفاتها فهي من افضل الاعمال واحبها الى الله ومن ضيع الصلاة حتى يخرج وقتها مع خفة مؤنتها وعظم فضلها فهو لما سواها اضيع وكان ذلك من اسوا الاعمال
العمل الثالث بر الوالدين وقدم بر الوالدين على الجهاد لانه يشترط للجهاد اذن الوالدين وقد قرن الله حقة مع حق الوادلين ورفع درجة بر الوالدين الى درجة عبودية الله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا وفي المقابل قرن الله الشرك بعقوق الوالدين الا انبئكم باكبر الكبائر الاشراك بالله ثم عقوق الوالدين
الجهاد يعتبر من افضل الاعمال ففي الحديث ( ما اغبرت قدم ولا شحب لون في عمل تبتغى به الدرجات العلى افضل من الجهاد ) ومن ترك الجهاد للكفار مع شدة عداوتهم للدين كان لجهاد غيرهم من الفساق اترك ومراتب الجهاد ثلاثة عشر
جهاد النفس اربع العلم والعمل والدعوة والصبر كما في سورة العصر
جهاد الكفار اربع باللسان والقلب واليد والمال
وجهاد الشيطان اثنتان الشبهات والشهوات
جهاد اهل البدع والفساق ثلاث باليد واللسان والقلب من راى منكم منكرا فليغيره بيده او لسانه او قلبه
العمل الخامس الحج المبرور يعتبر من افضل الاعمال لان الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة
ازرة المسلم
الاسبال المحرم في الثياب والسراويل والقمص والاكمام الواسعه في اليد مع الطول الزائد وعذبة العمامة
حديثي اليوم معكم عن الاسبال وانه محرم ومذموم كيفما كان سوا قصد الخيلاء او لم يقصده فجميع النصوص و تقرر ان الاسبال بجميع صورة واشكاله ممنوع ومحرم ومذموم وان خالطه خيلاء وكبر فهي زيادة على بلية الاسبال فمن جر ثوبه خيلاء اعظم جرما وجناية ممن جره من غير خيلاء وهذا لايعني انه مباح بل هو محرم لان النهي عن الاسبال يتناوله لفظا وحكما وعلته اني لست ممن يجره خيلاء لكنه مخالفة لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ودعواه لاتسلم له بل من تكبره جعله يطيل ثوبه وازاره والكبرمن صفات الشيطان وكان الشيطان لربه كفورا
قلت انا كاتب هذه الاسطر حينما نقارن الوعيد الشديد في الاسبال ثلاثة لاينظر الله اليهم ولا يزيكيهم ولهم عذاب اليم وذكر منهم مسبل ازارة ومعصية الاسبال نرى ان العقوبة في نظرنا كبيرة والمعصية صغيرة في نظرنا لكن الجريمة ليست فقط في الثوب انما الجريمة في القلب ومن يصاحب هذه المعصية من خيلاء وكبر والله لايحب كل مختال فخور
يقول شيخنا الطحان وقد استفدت هذا المبحث منه بعد ان اورد هذه الاحاديث اخوتي الكرام وقعت حوادث كثيرة من الصحابه من اناس اسبلوا ازارهم ونجزم يقينا انهم ما فعلوا ذلك خيلاء لكن نبينا نهاهم عن ذلك فتعالوا نستعرض الاحاديث الواردة في الاسبال
1-اخرج احمد والموطا والسنن الكبرى للبيهقي والطيالسي وهو في جامع الاصول عن العلاء بن عبدالصمد قال سالت ابو سعيد الخدري عن الازار فقال على الخبير سقطت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ازرة المؤمن الى نصف الساق وقال لاحرج عليه فيما بينه وبين الكعبين فما كان اسفل من ذلك فهو في النار ومن جر ازاره بطرا لم ينظر الله اليه يوم القيامة ) هذا الحديث مروي عن عدة من الصحابه
رواه النسائي عن ابي هريرة وعن ابن عمر مع رواته عن ابي سعيد
ورواه احمد في المسند والبيهقي في الشعب عن انس
ورواه الطبراني عن انس وقال الهيثمي في المجمع رجاله رجال الصحيح ( الازار الى نصف الساق فلما راى شدة ذلك على المسلم قال الى الكعبين ولا خير فيما اسفل من ذلك )
رواية عبدالله بن مغفل في الطبراني وهو في المجمع ج5وفي الفتح جذ10( ازار المؤمن الى نصف الساق ثم لاحرج فيما بينه وبين الكعبين وما نزل عن ذلك فهو في النار )
رواية حذيفه عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَسْفَلِ عَضَلَةِ سَاقِي أَوْ سَاقِهِ , فَقَالَ : هَذَا مَوْضِعُ الإِزَارِ , فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلَ , فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلَ , فَإِنْ أَبَيْتَ فَلا حَقَّ للكعبين في اِلْإِزَارِ ) رواه احمد وهو في السنن الاربعه الا ابو داود وهو في الشمائل للترمذي والطيالسي
رواية البخاري والنسائي والبيهقي في السنن كبرى عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما اسفل من الكعبين من الازار في النار )
ورواه احمد بسند رجاله ثقات عن عائشة فذكر الحديث السابق
رواية اخرى في مسند احمد وا يعلى والبيهقي في الكبرى عن ابن عمر قال مررت على رسول الله وفي ازاري استرخاء فقال يا عبدالله ارفع ازارك فرفعت ازاري ثم قال زد فزدت فما زلت اتحرها بعد فقال بعض القوم الى اين قال الى انصاف الساقين |) ورواه مسلم ايضا
وفي مسند احمد وفي الصحيحين وابو داود والبيهقي في الكبرى عن ابن عمر قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة فقال ابو بكر يا رسول الله ان ازاري يسترخي الا انى اتعهده فقال رسول الله انك لست ممن يفعل ذلك خيلاء )
روى احمد في المسند وفي السنن الاربعه عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة فقالت ا م سلمة فكيف يصنع النساء بذيولهن قال يرخينه شبرا قالت اذن تنكشف اقدامهن قال ذراعا ولا يزدن )
روى مالك في الموطأ وابو داود والنسائي قالت ام مسلمة حين ذكر الازار فالمراة يا رسول الله قال ترخيه شبرا قالت ام سلمه اذن تنكشف عنها قال ذراعا لاتزيد عليه
عن ابن عباس من روايه النسائي باسناد صحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله لاينظر الى مسبل )
وفي سنن ابن ماجه وصحيح ابن حبان عن المغيرة بن شعبه قال رايت رسول الله صلى الله عليه سلم اخذ برداء سفيان بن سهيل فقال يا سفيان لاتسبل فان الله لايحب المسبلين ) وكما ترون احاديث الاسبال مطلقه وما قيدت بشي
في سنن ابو داود الطيالسي والبيهقي في الكبرى مرفوعا وموقوفا عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله يقول من اسبل ازارة في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام ) قال ابن حجر في الرواية الموقوفه مثل هذا لايقال من قبل الراي فله حكم الرفع اما قولم فليس في حل ولا حرام يحتمل عدة امور
اظهرها واوجهها ان هذا لايؤمن بتحليل ولا تحريم من قبل رب العالمين وعليه فمعنى الحديث لايؤمن بتحليل ولا تحريم
ورد في مسند ابو داود وسنن البيهقي الكبرى وهو في الترغيب للمنذري ج3 عن ابي هريرة قال بينما رجل يصلي مسبلا ازارة رآه نبينا عليه الصلاة والسلام فقال اذهب فتؤضأ فذهب يتوضا ثم جاء وصلى على حالته فقال اذهب فتوضأ فذهب يتوضا ثم لما جاء تفطن لنفسه وعلى ان ازاره فيه اسبال فشمرة ورفعه فصلى فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم قلت له اذهب فتوضا ثم سكت عنه فقال كان يصلي وهو مسبل الازار ان الله لايقبل صلاة عبد مسبل ازاره ) قال الهيثيمي في المجمع ج5 رجاله رجال الصحيح على ان ابو جعفر وهو محمد بن علي الباقر وليس كذلك
قد يقول قائل لماذا امره بالوضوء حينما اسبل ازاره قالوا لان الاسبال يحدث خيلاء سواء قصده او لم يقصده والكبرمن صفات الشيطان والشيطان خلق من نار والماء يطفي النار فنبينا امره بالضوء لتلين طبيعته وليتذلل لربه
يقول شيخنا الطاحان
مما يدل على ان الاسبال كيفما كان فهو مذموم ومحرم سواء قصدت الخيلاء او لم تقصد الخيلاء
ثبت في مسند احمد والطبراني في الكبير بسند رجال رجال الصحيح والحديث في المجمع ج5 عن خريم بن فاتك الاسدي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لخريم بن فاتك لولا خصلتين لكنت انت الرجل قال فما هما قال توفيرك شعرك وكان يرخي شعره حتى ينزل عن كتفيه واسبالك لازارك فجز شعره حتى بلغ اذنيه وقصر ازاره بعد ذلك ) والحديث رواه ايضا البخاري في التاريخ وابن قانع والمقدسي في المختاره وابن منده في المعرفه
اخرج الامام احمد ورجاله ثقات وهو في مجمع الزوائد عن عمرو الانصاري قال بينما هو هو يمشي لحقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ بناصية نفسه ثم قال نبينا صلى الله عليه وسلم امامه لاجل ان يذل هذا ويخضع لله قال اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك فقال يا سول الله اني احمش الساقين فلا اريد ان يظهر للناس على ذلك لذلك ارحيت ازاري فقال قد احسن الله كل شي خلقه ) ارفع ازارك ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم باربع اصابع من كفه اليمنى تحت ركبة عمرو فقال هذا موضع الازار ثم رفعها النبي صلى الله عليه وسلم ثم ضرب باربع اصابع تحت الاربع الاولى فقال هذا موضع الازار ثم ايضا رفعها ثالثة ثم وضع الاربع الاصابع تحت الثانيه ثم قال هذا موضع الازار يعني اربع اصابع تحت الركبه موضع الازار ثم اربع الاصابع ثانيه تحت الركبه يعني ثمان اصابع ثم اربع اصابع في المرة الثالثة يعني اثناعشر اصبع تحت الركبه
يعنى العبد مخيرفي الازار على ثلاث درجات اربع اصابع تحت الركبه ثم الثانيه اربع اصابع اخرى ثم اربع اصابع اخرى ولا يزيد على ذلك
ورواه الطبراني بسند رجاله ثقات من رواية ابي امامه فقال لحقنا عمرو بن زرارة الانصاري
وثبت في مسند احمد والطبراني في الكبير ورجال احمد رجال الصحيح عن الشريد بن سويد قال ابصر رسول الله رجلا يجر ازاره فقال ارفع ازارك اتق الله فقال يا رسول الله اني احنف تصتك ركبتاي ( والحنف تقوس في الساقين بحيث تميلان الى الداخل ) فقال ارفع ازارك فكل خلق الله حسن فما رؤي بعد ذلك الا وازاره الى انصاف ساقيه )
وهذه النصوص تقرر ان الاسبال بجميع صورة واشكاله ممنوع تحت أي ظرف وتحت أي مبرر فان قصد الكبر والخيلاء فهذا محرم دون الاسبال وازداد البلاء فجمع مع معصية الاسبال الكبر والخيلاء وان لم يقصد الخيلاء فهو عاص بالاسبال
ورد في الفتح ج10 قال الامام الشافعي لايجوز السدل في الصلاة لايجوز الاسبال في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء ولغيرها أي لغير الخيلاء اخف بالنسبة للخيلا لان من جر ثوبه خيلاء فهو في منتهى البلاء
ومن ثم من جر ثوبه خيلاء اخف من الجر خيلاء لكن لايعني انه مباح وقال الحافظ في الفتح والمنع للاسبال مطلقا قد يتجه ويتقوى بعدة امور
انه فيه سرف والله لايحب المسرفين
انه تشبه بالنساء ومن خصوصياتهن ان يرخينه عن الكعبين
ان الجر مظنة الخيلاء
ويكفي انه من اسبل ازاره خالف سنة نبينا وقد حذر من ذلك ومنعه
ختم المسالة ابن العربي في العارضه
لايجوز لرجل ان يجاوز بثوبه كعبيه ويقول انا لااتكبر فيه لماذا لان النهي يتناوله لفظا وعلة وحكما وعلته اني لست منهم وليست فيه هذه الخصلة لكنه مخالفا للشريعه ودعواه لا تسلم له بل من تكبره يطيل ثوبه وازاره
ورد في السيرج3 عن ابن عمر هلال بن خباب اهدى لابن عمر ثياب لينه فقال ارينيه فلمسه فقال احرير هذا قلت لا انه من قطن فقال اني اخاف ان البسه اخاف ان اكون مختالا فخورا والله لايحب كل مختال فخور)
قال الامام الذهبي
كل لباس اوجب في المرء خيلاء وفخرا فتركه متعين
ومن هنا اخبر نبينا صلى الله عليه وسلم ( ان ازرة المؤمن الى انصاف ساقيه ولا جناح عليه فيما بين ذلك وبين الكعبين ) رواه الخمسه
والاسبال المحرم يشمل الازار والسراويل لو طالت بحيث تستر الكعبين ومنه ايضا طول الكمام كمن يلبس جبة واسعة الكمام ويكون الطول فيها زائدا وتطويل عذبة العمامة وكلة من الخيلاء
ثبت في سنن ابو داود والنسائي عن ابن عمر قال الاسبال في ثلاث ( في الازار والقميص والعمامة ) انظر جامع الاصول ج10
ومن جر منها شيئا خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة )
يقول الامام الذهبي
الخيلاء كامن في النفوس وقد يعذر الواحد بالجهل والعالم لا عذر له في ترك الانكار على الجهلة
الايمان يحقق سعادة الدنيا والاخرة
الايمان اعظم عطاء الهي يعطيه الله العبد واذا دخل الايمان في القلب جاء بالاعاجيب في العقائد والاعمال والاخلاق الايمان يعيش الانسان به سعيدا ويموت حميدا الايمان اذا دخل القلب خرجت منه جميع ادران الجاهليه فترى المؤمن موطء الكف يالف ويؤلف
نعمة الايمان تحقق للعبد سعادة الدنيا والاخرة
فاما سعادة الاخرة فهي الفوز بالجنة والنجاة من النار ولذة النظر الى وجه الله الكريم يقول الله وجوة يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة والامن من المخاوف من الموت والقبر حتى دخول الجنة
واما سعادة الدنيا فهي الحياة الطيبة كما قال الله { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) } النحل
الحياة الطيبة هي انشراح في الصدر وطمأنينة في القلب بلذه الايمان وحلاوته واذا باشر الايمان القلب نزع الله حب الدنيا من القلب ووضعها في يده وقذف في قلبه حب الاخرة فتراه مقبلا على الاخرة معرض عن الدنيا عندها يذوق كعم الايمان ففي صحيح مسلم
عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا
ولما نزع الله حب الدنيا من القب عرف العبد حقيقة الدنيا
فعرفها وزنا
ففي الحديث عند الترمذي وابن ماجة واللفظ للترمذي: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ"
( لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة لما سقى كافراً منها شربة ماء ) حسن لغيره : أخرجه الترمذي في " سننه " كتاب الزهد ، باب هوان الدنيا على الله عزوجل 4/560 حديث رقم 2320 ، وقال : " حديث صحيح غريب من هذا الوجه " ، والروياني في "مسنده" 2/213 حديث رقم 1095، والعقيلي في "الضعفاء" 5/189 حديث رقم 1156 ، والبيهقي في"شعب الإيمان" 7/325 حديث رقم 10466 - كلهم - من طريق عبدالحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد
وعرفها كيلا
عن المستورد بن شداد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع ؟ " رواه مسلم .
وعرفها مساحتة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : لَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
عن ‏ ‏سهل بن سعد ‏ ‏قال ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ لموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) رواه احمد
وقد لايلقي البعض أي اهتمام لموضوع الايمان مع ان القران اهتم به كثيرا وورد الاهتمام به في السنة
والناس امام الحق على ثلاث درجات
جاهل بالحق كالكفار هؤلاء اذا جاءهم رجل موفق وبين له محاسن الاسلام فسرعان ما يستجيبون للاسلام
عرف الحق ثم تركه بعدما تبين له وهذا تكون هدايته وايمانه من الصعوبة بمكان
عرف الحق وامن به وعمل به فترة من الزمن ثم تركه فتكون هدايتة من الصعوبة بمكان يقول الله (كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين ) فتركوا الحق بعدما عملوا به وانتكسوا ففارقهم التوفيق من الله ووقعوا في الخذلان وضلوا ورغم أن حادثة الإسراء والمعراج كانت مواساة وتطميناً للرسول صلى الله عليه وسلم إلا أنها كانت فتنة لبعض المسلمين وللكافرين ممن لم يصدقوا بها فكانت تمحيصا للمؤمنين ومحقا لمن كان في قلبه مرض فتبين الصادق من الكاذب
هذه السرائر وما ادراك ما السرائر يدحل فيها شك ورياء وعجب وكبر وما يدرينا انها فسدت اعمالنا ونحن لانشعر
واعظم اسباب الهدايه القران ولكن حفظا للفظة ومعرفة لمعناة وعمل به نسال الله ان يرزقنا تلاوتة وحلاوته والعمل به
افات تحول بين العبد وبين العمل الصالح
حديثي معكم اليوم عن المبادرة الى فعل الخيرات لان الغاية من وجود الانسان في هذه الحياة هي عبادة الله والعمل الصالح وجعل الله سقف الدنيا محدود وجوهر هذه الحياة هو العمل الصالح وكل الذين يموتون لا يندمون الا على العمل الصالح لكن هناك افات كثيرة تحول بين العبد والعمل الصالح ومن ثم امرنا الله بالمسارعه والمسابقة الى مغفرة من الله وجنة عرضها السموات والارض فيجب على الانسان المسارعه قبل هذه الافات ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بادروا بالأعمال سبعاً هل تنتظرون إلا فقراً منسياً ، أو غنى مطغياً ، أو مرضاً مفسداً ، أو هرماً مفنداً ، أو موتاً مجهزاً ، أو الدجال فشر غائب ينتظر ، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ) . رواه الترمذي وحسنه
فهذه الافات كثيرة وذكر منها سبعا
1- فقرا منسيا وهو الذي لايكون معه ورع ولا خير ولا يبالي صاحبه بما فاته من دينه فينصرف همته عن عبادة الله وينسيه الفقر الصلاة والطاعات ومن هنا قال العلماء كاد الفقر يكون كفرا هناك من كفر بالله بسبب الفقر وبسبب حبه الشديد للدنيا
2- او غنى مطغيا كما ان الله قد يمتحن بالفقر فيكفر الانسان قد يكتحن بالغنى فيفسق العبد ويكون من افجر الناس الغنى يصحبه الاشر والبطر والاختيال ورد الحق فما من طغى واثر الحياة الدنيا فان الجحيم هي الماوى رجل كان يملك اكبر حلويات في لبنان وكان يشتري منه اغنياء دول النفط دخل المحل فاخذ قطعه من العجين ورماها على الارض ثم دهسها برجله فقال العامل يا سيدي اتق الله فقال كل الناس تاكل من تحت قدمي وبعد شهر اصيب بداء الغرغرين في ركبته الرجول كل الرجوله ان تتواضع في قمة النجاح لان النجاح في كسب المال او كسب المراتب العاليه او النجاح في القوة او أي نجاح كان فيه مخاطر ومزالق فليحذر الانسان من طغيان المال اذا اغتنى او نسيان الديان عند الفقر المنسي
3- او مرضا مفسد الحياة لايطيب العيش فيها الا بالعافيه والانسان اذا كان صحيحا كان تجده منشرح الصدر واسع البال واذا مرض ضاقت اخلاقه وساءت علاقته مع من حوله ومع اهله المرض المفسد قد يفسد العقل وقد يفسد البدن ومشكلة المرض الفسد اما يمنعك من بعض العمل الصالح او يمنعك من العمل الصالح كله
4- او هرما مفندا اذا كبر الانسان وطالت به الحياة فقد يصل الى قول الله ( ومنهم من يرد الى ارذل العمر ) أي اسواء العمر فترى الرجل العاقل فاذا هو مثل الصبية واسواء حالا منهم لان الصبي ليس لديه تجارب لكن هذا يدخل علية الزائر فيقول ما اكعموني ما عالجوني يذكر القصة مئات المرات حتى يؤذي اهله ويحرجهم وقد يتمنون موته ولو بلسان الحال من ثم استعاذ نبينا صلى الله عليه وسلم من هذه الحياة
5- او الموت المجهز وهو موت البغته يموت الانسان بدون سابق انذار فقد يموت وهو نائم او يموت وهو عاصي او جالس في مكان معصيه او في الطريق الى معصيه ففي الحديث عن ابي امامة 0 ( كان رسول الله يستعيذ بالله من موت الفجأه ) وموت الفجاة مظنة ان يموت الانسان على عمل سوء او على حالة سيئة
6- او الدجال فشر غائب ينتظر
الدجال رجل من بني ادم وفتنه هي اعظم فتنة على وجه الارض وما من نبي الا وقد حذر امته منه خرج في خفة من الدين وإدبار من العلم وسوء ذات بين وبغض من الناس خلقه الله ليكون محنة للناس في آخر الزمان ( يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ) وهوويدعي اولا النبوة ثم الربوبية لم يدعيها من البشر الا قليل مثل فرعون والنمرود وصاحب الاخدود لكن لم يكن معهم ايات مثل الدجال فقد اجرى الله على يديه بعض الايات التي تلبس بها على الناس انه رب ويخرج من خرسان يقول ابن كثير في النهايه يؤذن له في الخروج في اخر الزمان بعد فتح مدينه الروم المسماه بالقسطنطينيه فيكون اول ظهورة من اصفهان من حارة يقال لها اليهوديه من ابوين يهوديين يمكثان ثلاثون عاما لايولد لهما ولد ثم يولد لهما غلام اعور أضر شي واقله نفعا تنام عيناه ولا ينام قلبه أتباعه اليهود والتتار وجوههم كالمجان المطرقة والأعراب والنساء والمنافقين
اسمه المسيح او المسيخ الدجال سمي مسيحا لانه يمسح الارض في زمن يسير وقيل لانه ممسوح العين اليمنى
وسمي دجالا من الدجل والتمويه بسبب كذبه وتمويهه لم يرد ذكرها في القران تحقيرا له انما ورد ذكره في السنة
صفته وكيف وصفه نبينا صلى الله عليه وسلم
وهذا يعطينا فائده عظيمة لانه يدحظ حجة من قال بان الدجال هي الحضارة الغربية والتكنلوجيا الحديثه
ورد في الحديث ( رجل جسيم هجان أي احمر البشرة قصير افحج أي متباعد ما بين الفخذين والساقين قطط أي شديد جعوده شعر الراس كان شعرة غصن شجرة عريض الجبهة والنحر اعور العين اليمنى مانها عنبة طافيه او نخامة على حائط مجصص لايرى بعينه اليمنى وعينة اليسرى كانها كوكب دري يرى بها وعليها ظفرة غليظة مكتوب على جبهته كفر يقرؤها كل مؤمن قاري او غير قاري ولا يقرؤها كل منافق وكافر اشبه الناس به رجل من الصحابه اسمه عبدالعزى بن قطن قال ياسرول الله هل يضرني شبهه قال لا فان لبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور ) رواه أبو داود
علامات خروجه
1- لايظهر الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره على المنابر
2- توقف نخل بيسان عن انتاج الثمر بين الاردن وفلسطين وهي شمال الاردن
3- جفاف بحيرة طبريه
4- وجفاف عين زغر بين عمان بالاردن ومدينه الكرك
5- ورد في الحديث عن تميم الداري قال خرجنا في ثلاثين نفر من لخم وجذام وركبنا سفينه فلعب بنا الموج شهرا كاملا حتى نزل بجزيرة فلقيتهم دابه كثيرة الشعر ىتعرف راسها من رجلها فقالوا ما انت فقالت الجساسه ثم قالت انطلقوا الى هذا الدير فان فيه رجل الى خبركم بالاشواق فنطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فاذا فيه اعظم انسان خلقا واشده وثاقا مجموعه يده الى عنقه وركبتيه الى كعبيه حديد قلنا ويلك من انت قال قدرتم على خبري فاخبروني من انتم فقالوا من العرب فقال اخبروني عن نخل بيسان هل يثمر قلنا نعم فقال اما انه يوشك الا يثمر ثم قال اخبروني عن بحيرة طبريه فقلنا وما شانها فقال هل فيها ماء قالوا هي كثيرة الماء فقال اما ان ماءها يوشك ان يذهب ثم قال اخبروني عن عين زغر فقالوا وما شانها فقال هل في العين ماء وهل يزرع اهلها بماء العين فقلنا نعم هي كثيرة الماء واهلها يزرعون فقال اخبروني عن نبي الاميين ما فعل قالوا خرج من مكة ونزل يثرب فقال اقاتلته العرب قلنا نعم فقال كيف صنع بهم فاخبرناه انه ظهر عليهم واطاعوه ثم قال انا المسيح يوشك ان يؤذن لي في الخروج فاسير في الارض فلا ادع قري هالا هبطتها في اربعين يوما غير مكة وطيبة
مكثه في الأرض
يمكث في الارض أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وبقية أيامه كسائر الأيام قال بن كثير مدة مقامه (سنة وشهران ونصف شهر ) سرعته في الأرض كغيث استدبرته الريح لا يدع بلد إلا دخله إلا مكة والمدينة على كل نقب منها ملك شاهر سيفه لشرف هاتين البقعتين
الدجال ومعه فتن عظيمة
اجرى الله على يديه خوارق كثيرة
1- اولا يبدا فيدعي النبوة ثم يدعي الربوبيه فيقول للناس اناربكم ولكن نبينا قال ( انكم لن ترون ربكم حتى تموتوا )
2- معه جنة ونار ورجال يقتلهم ثم يحييهم فمن ابتلي بنار فليستغيث بالله ويقرا فواتيح سورة الكهف
3- معهة نهران يجريان احدهما راي العين ماءه ابيض والاخر راي العين نارا تأجج فمن ادركه فلياتي النهر الذي يراه نارا وليغمض عينيه ثم يشرب فانه برد وسلاما
4- يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت ويمر على الخربات فيقول لها اخرجي كنوزك فتتبعه كيعاسيب النحل
5- ياتي الرجل من اهل الباديه فيقول له ارايت ان بعثتك ابلك سمانا وضروعها عظما اتعلم اني ربك فيقول نعم فيتمثل له الشياطين على صورة ابله فيتبعه الرجل ويقول للرجل من اهل الباديه ارايت ان بعث اباك وابنك اتعلم اني ربك فيقول نعم فتتمثل له الشياطين على صورة ابية وابنه فيتبعه الرجل ولذلك يبعث الله له الشياطين من مشارق الارض ومغاربها فيقولون استعن بنا على ما شئت
6- ويامرالارض فتنبت ويمر على الحي فيكذبونه فلا تبقى لهم ماشيه الا هلكت وتجدب ارضهم وتقحط السماء
7- ومعه جبل من ثريد ونهر من ماء في مجاعه عظيمة
وفي فتن كثيرة وعظيمة قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن المؤمن ليأتيه وهو يحسب انه مؤمن فيتبعه مما يبعث الله به من الشبهات ) وفي حديث عمران ( من سمع به فلينأ عنه ) ويهرب الناس منه الى الجبال فقالت ام شريك فاين العرب فقال هم يومئذ قليل حتى لا يبقى من الأرض شيئا إلا وطئه إلا مكة والمدينة فعلى كل نقب منها ملك شاهرة السيوف فيتوجه إلى المدينة حتى ينزل عند الظريب الأحمر عند سبخة الجرف فيقول لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم هذا قصر احمد والمدينة لها سبعة أبواب فترجف المدينة ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه فتنفي المدينة يومئذ خبثها عن محجن بن الأدرع الأسلمي أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - خطب الناس فقال : ؟ يوم الخلاص وما يوم الخلاص ثلاث مرات فقيل يا رسول الله ما يوم الخلاص فقال : يجيء الدجال فيصعد أحدا فيطلع فينظر إلى المدينة فيقول لأصحابه : ألا ترون إلى هذا القصر الأبيض ؟ هذا مسجد أحمد ثم يأتي المدينة فيجد بكل ثقب من ثقابها ملكا مصلتا . فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقة ، ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات ، فلا يبقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه فتخلص المدينة وذلك يوم الخلاص.
رواه الشيخ الالباني في كتاب الدجال ورواه الحاكم وصححه الوادعي في الصحيح المسند عن أبي بكرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان) (1780 ) صحيح البخاري
ويخرج إليه أعظم الناس توحيدا وفي رواية يخرج إليه رجل هو خير الناس فيقول أنت عدو الله وأنت الدجال الكذاب فيقول لأصحابه أرأيتم أن قتلته ثم أحييته هل تشكون في أمري فيقتله حتى يجعله جزلتين ويمشي بينهما ثم يقول قم فيقوم فيقول الرجل المؤمن والله ما ازددت فيك إلا بصيرة فيريد أن يقتله فلا يسلط عليه ثم يتوجه إلى الشام ويحاصر عباد الله المؤمنين بجامع دمشق ومعهم المهدي حتى يشتد الأمر على المؤمنين ويسمعون قبيل الفجر صوت جاءكم الغوث فيقولون هذا صوت شبعان وينزل ابن مريم عند آذان الفجر عند المنارة البيضاء شرقي جامع دمشق بين عباءة مهرودتين يعني مخططه واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ برأسه قطر منه كالجمان أي البرد وإذا رفع رأسه كأنه خرج من ديماس يعني كأنه اغتسل ولا يحل لكافر يجد نفسه إلا مات ونفسه ينتهي مد بصره فإذا رأى الدجال عيسى ابن مريم يذوب كما يذوب الملح في الماء فيهرب فيطلبه عيسى حتى يدركه بباب لد قرب مدينة القدس فيقتله عند عقبة أفيق
8- او الساعه فالساعه ادهى وامر
اذا اراد الله ان يدمر هذا الكون ارسل ريحا ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رفعه: إن الله يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحداً في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته.
ولمسلم ايضا في آخر حديث النواس بن سمعان الطويل في قصة الدجال وعيسى ويأجوج ومأجوج: إذ بعث الله ريحا طيبة فتقبض روح كل مؤمن ومسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة ) ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه -فيه ذكر الدجال إلى أن قال صلى الله عليه وسلم-: ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه، قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكراً فيتمثل لهم الشيطان فيقول ألا تستجيبون؟ فيقولون فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان وهم في ذلك دار رزقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور )
كيف تقبضهم قال تاخذهم من تحت اباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم )
فاذا خلت الارض ممن يقول لااله الا الله بقي شرار الخلق وهليهم تقوم الساعه
فاذا اراد الله تدمير هذا الكون امر اسرافيل بالنفخ فتقوم الساعة وان الرجل يحلب االلقحة فما يصل الماء الى فيه والرجلان يتبايعان الثوب فما يتبايعانه حتى تقوم الساعه وان الرجل يلوط حوضةفما يصدر حتى تقوم
فاذا امر النافخ بنفخه الفناء فيصاب الكون بخلخله عندئذ تنحل روابطه ووتتناثر كواكبه
اما الانسان الذي يزعم انه سيد الكون ويتطاول على خالقه فعندما يشاهد هذه الاهوال يفقد صوابه ويصبح كالفراش المبثوث من حماقته وقلة عقله
واذا قامت الساعه التقى الاولون والاخرون والتقى اهل لاالسماء مع اهل الارض والتقى العبد مع الرب والتقر الظالم مع المظلوم والتقى العامل مع عمله
يقول الله ذلك يوم التلاق
لقران مرجعنا المتفق عليه لماذا اختلفنا
والجواب عليه الخلاف على نوعين
خلاف تنوع وله اربع حالات وخلاف تضاد له حالتان
واختلاف التنوع بحالاته الاربع وواحده من خلاف التضاد كلها الخمسه الامة فيها في سعه ورحمه واما احدى حالتي خلاف التضاد فهذا النوع والخلاف فيه صاحبه ضال ولا يتوقف في تضليله
ولايلزم من صحه قول من اختلاف التنوع بطلان الاخر فاذا صح قول لايلزم بطلان الاخر
حالات اختلاف التنوع الاربع
1- ان تكون الاقوال كلها وارده وكلها حق وفي درجه واحده مثل اختلاف القراءات
2- ان تكون كلا القولين وارده وحصل خلاف في العبارة لا في الحقيقة مثل ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون الفاسقون الظالمون
3- ان تختلف الاقوال وتتفاوت في القوة كما هو الحال في التشهد الاحناف اختاروا حديث ابن مسعود في التشهد وكلها صحيحه
4- الاختلاف في تحديد المراد من النص مثل البيعان بالخيار مالم يتفرقا قال بعضهم بالابدان
حالتي خلاف التضاد
1- ان يكون الخلاف في الفروع العمليه والخلاف فيها فيه سعه لان دلالتها غير قطعيه مثل هل ينتقض الوضوء بالدم السائل خلاف لايضر
2- الخلاف في الفروع العمليه التي ادلتها قطعيه او الاصول العمليه التي ادلتها قطعيه هنا الخلاف فيه حرج والمخالف ضال مضل امثله المسح على الخفين تواترت الادله من انكره ضال كذلك غسل الرجلين من يمسح على الرجل في الضوء بدون جورب ضال نكاح المتعه اجمع الائمه على تحريمه فمن خالف ضال
ومن هنا
الخلاف بين الائمه غالبا خلاف تنوع هل ضر الصحابه من صلى العصر في الطريق ومن صلى في بني قريضه هل ضر من تميم وصلوا ثم وجدوا الماء
وعلى كل حال الخلاف من رد المتشابه الى المحكم من الكتاب والسنة اهتدى ومن بحث عما يؤيد ضلالته ضل ومن ثم صار الخلاف خلاف رحمة وهدى الا من كان في قلبه زيع فيتبع المتشابه لسوء قصده وسوء فهمه
سبب وقوع الناس في الشبهات امرين
1- فقدان العلم وهو الجهل فكم ادعى كثير من الناس المعرفة وهم لايمتلكها حتى خاضوا في مسائل احجم عنها العلماء وخاضوا فيها بدون ورع ولا علم فضلوا واضلوا
2- سوء القصد (منه ايات محكمات هن ام الكتابب واخر متشبهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله ) يجب ان يكون رجوعنا الى محكم الكتاب والسنة اما الرجوع الى دعوى التمسك بالكتاب والسنة بغير خطام ولا زمام ثم نضرب كتاب الله بعضه ببعض فهذه دعوى ضالة ولهذا قعد العلماء قاعدة عظيمة ( لاتعتقد ثم تستدل فتضل ) لماذا لأنه اذا اعتقد الشيء ثم بحث له في كلام الله ورسوله ما يوافق هواه وجد شيئا من هذا فيحمل آيات واحاديث على وغير وجهها ومما يحسن ذكره ما يفعله الصوفيه حيث وصل الحال ببعضهم أن طمع في رضا الرب بغير أداء للتكاليف الشرعية بحجة بلوغ درجة اليقين مستدلا بدليل من القران بعيد كل البعد عما ذهب إليه فقالوا من بلغ درجة اليقين رفع عنه التكليف بدليل ( وعبد ربك حتى ياتيك اليقين ) وهذه الاية تنص على أن العبد يعبد ربه حتى ياتيه الموت ففسره هذا الجاهل بان اليقين المراد به درجة الايمان مع ان المراد به الموت
محبة ليس لها نظير
وعلاماتها الخمس
حديثي معكم اليوم عن علامات حب النبي صلى الله عليه وسلم الخمس والناس متفاوتون بين الحظ الاعلى وبين الحظ الادنى ومن خلال هذه العلامات سوف يتقين الانسان انه لازال لديه الكثير من التقصير وسوف اذكر اية واحدة ثم اذكر من السنة حديثين وبعدها اذكر الخمس علامات
اما الاية يقول الله ومن أعظم لوازم محبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحكيمه في كل موضع نـزاع، فلا يقدم قول أحد ولا رأيه ولا اجتهاده ولا نظره، ولا حكمه على قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحكمه، يقول الله تبارك وتعالى في هذا: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً )
فاقسم الله بنفسه ولا يقسم الله بنفسه الا وياتي جواب القسم عظيم فاقسم الله بنفسه انه لايتم ايمان مؤمن حتى يحكم نبيه في كل موضع نزاع فيسلم المؤمن تسليماً مطلقاً لما حكم به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولما أمر ولما أخبر به من خبر فلا يعرضه لا على عقله ولا على رأيه ولا على مذهبه ولا على قول شيخه، ولا على أي مخلوق أو أي فكر بشري.
واذا كانت محبته ركنا من أركان الدين وشرطا من شروط الإيمان فيجب على كل إنسان أن يتعاهدها في نفسه وأن يعرفها، وأن يعرف ضوابطها وحدودها، فإن هذا النبي الأمي rشرفه الله سبحانه وتعالى بأنواع التشريف، فقد اختاره من خلائقه فهو أفضل ما خلق الله من الخلائق، وقد اختاره اختيارا بشريا والناس فيها ما بين افراط وغلو وتفريط وجفاء
اما الحديثان
1- ففي البخاري فيكتاب الايمان والنذور عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن الخطاب وهو يسير في ركب يحلف بأبيه فقال ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت
وفي " الأيمان والنذور " من حديث عبد الله بن هشام أن عمر بن الخطاب قال للنبي صلى الله عليه وسلم " لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي . فقال : لا والذي نفسي بيده ، حتى أكون أحب إليك من نفسك . فقال له عمر : فإنك الآن والله أحب إلي من نفسي . فقال : الآن يا عمر " انتهى .
2- فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»). رواه البخاري ومسلم واللفظ له وعند مسلم ايضا عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين)).
اما علامات حب النبي صلى الله عليه وسلم
1- طاعته قولا وفعلا وظاهرا وباطنا وقد ضرب اصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم المثلى الاعلى في ذلك عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال : نهى رسول الله عن الخذف وقال : (إنه لا يقتل الصيد ، ولا ينكأ العدو ، وإنه يفقأ العين ، ويكسر السن) متفق عليه (227). وفي رواية اخرى ان ابنا لاعبدالله بن مغفل حذف ؛ فنهاه وقال : إن رسول الله نهى عن الخذف وقال : ( إنها لا تصيد صيداً ) ثم عاد فقال : أحدثك أن رسول الله نهى عنه ، ثم عدت تحذف !؟ لا أكلمك أبداً
وكذلك روى أبو داود في سننه بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال : ( ما حملكم على إلقائكم نعالكم ؟ ) قالوا : رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن جبريل عليه السلام أتاني فأخبرني أن فيهما قذراً )
2- الشوق الى رؤية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقال القرطبي : كل من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم إيمانا صحيحا لا يخلو عن وجدان شيء من تلك المحبة الراجحة ، غير أنهم متفاوتون . فمنهم من أخذ من تلك المرتبة بالحظ الأوفى ، ومنهم من أخذ منها بالحظ الأدنى
عن عائشة قالت‏:‏ جاء ثوبان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وأهلي وولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية ‏{‏وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَسولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم مِّنَ النَبيينَ‏}‏ الآية
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من أشدّ أمتي لي حُباً ، ناسٌ يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله )) رواه مسلم
( أشد أمتي لي حبا, قوم يكونون بعدي, يود أحدهم أنه فقد أهله وماله وأنه رآني )
رواه مسلم 2832 وأحمد واللفظ له عن أبي ذر
• ( إن أناسا من أمتي يأتون بعدي، يود أحدهم لو اشترى رؤيتي بأهله وماله)
جلس مالك في الروضة لمدة سبعين عاما! وكان كثيرا ما يبكي بها عند حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: "لعلي أجلس مكانه". يمني النفس أن يطأ بجسده موضعا وطئه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .
ثم يبكي ويقول: "أمالك بن أنس الفقير الضعيف يُحدِّثُ في روضة الرسول صلى الله عليه وسلم؟!" ولشدة تعظيمه لحديث من أحب لم يحدث به إلا وهو متوضئ لأنه كان يشعر أن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم عبادة.
كان الامام مالك اذا كان يوم الحديث يتأخر، فيقولون له: "لما تأخرت؟" فيقول: "لأتطهر، وأتوضأ، وأتعطر من أجل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وما يثير العجب في شدة تعلقه وحبه للرسول صلى الله عليه وسلم انه لم يركب في المدينة قط. ومن أحسن الكتب المعرفة بالنبي كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي السبتي رحمه الله، وهذا الكتاب قال فيه أهل العلم لما قرءوه: لولا الشفا لما عرف المصطفى ، فهو كتاب لا يستغني طالب علم عن القراءة فيه ومراجعته وكثير من أهل العلم يفرضون على طلابهم قراءته ليتعرفوا على النبي وليتهذب سلوكهم وأخلاقهم مع النبي فيعرفوا حقه ومكانته، ومن الفصول المؤثرة في هذا الكتاب قول القاضي رحمه الله: باب عظيم منزلته
عن مالك رحمه الله قال: لو أدركتم ما أدركت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، فقد أدركت جعفر بن محمد وكان ذا دعابة فإذا ذكر عنده رسول الله r بكى حتى كأنه ما عرفك ولا عرفته، وأدركت محمد بن المنكدر وكان إذا حدثنا عن رسول الله r بكى حتى رحمناه وخرجنا عنه، وكان مالك لا يلبس النعلين ولا الخفين في المدينة توقيرا لرسول الله r، وخرج ذات يوم إلى العقيق فسأله رجل عن حديث فقال: من هذا الذي يسأل عن حديث رسول الله r في الطريق؟ فأمر بجلده عشرين سوطا، فقيل له: يا أبا عبد الله إنه القاضي، قال: القاضي خير من أدب، فجلده عشرين سوطا، فلما ذهب مالك إلى منزله دعاه فرحمه وحدثه عشرين حديثا بدل كل سوط حديثا، فقال القاضي ليته جلدني مائة فحدثني مائة حديث، إنهم كانوا يحبون النبي r حبا عميقا مؤثرا جدا
3- ومن علامات حبه ترك الاستهزاء بسنته او بمن يطبق السنة ولاشك ان من استهزا بالسنة او بمن يطبق السنة كفر ورده ونفاق لما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رجل في غزوة تبوك في مجلس‏:‏ ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل‏:‏ كذبت ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن، فقال عبد الله بن عمر‏:‏ وأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو يقول‏:‏ يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ سورة التوبة الآية 65 ‏{‏أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ‏}‏ سورة التوبة الآية 66 ‏{‏لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ‏}‏ فجعل استهزاءه بالمؤمنين استهزاء بالله وآياته ورسوله‏.‏
4- كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من صلى عليَّ حين يصبح عشرًا ، وحين يمسي عشرًا ، أدركته شفاعتي يوم القيامة) رواه الطبراني وذكره ابن القيم في جلاء الافهام وذكر في اتحاف السَّادة المتقين (9/445) عن حفص بن عبد الله قال : رأيت أبا زرعة في النوم بعد موته يصلي في السماء الدنيا بالملائكة قلت: بم نلت هذا ؟ قال: كتبت بيدي ألف ألف حديث أقول فيها على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه عشراً.
وكثرة الصلاة على رسول الله : فهي من أجلّ القربات وأحسنها، وقد صلى الله عليه وملائكته تشريفًا له وتكريمًا، فيجب علينا معرفة منزلته؛ حتى نوقره ونجله، ونتقرب إلى الله بحبه.
يقول شيخنا محمد المختار: سلْ نفسك كم تصلي عليه في يومك وأسبوعك؟ بل إن البعض يجلس في مجلس العلم ويصلي على النبي  وهو لا يسلم وممكن أن يسلم بقلبه، وأقل ما فيها المخالفة.
بقي تنبيه: لا تصلي عليه مباشرة بل قل اللهم صلّ وسلم وبارك عليه، هذا اختصارًا والأفضل الوارد كالتشهد الأخير.
فوائد الصلاة والسلام على النبي :
إن من أكثر من الصلاة عليه، أخرجه الله من الظلمات إلى النور، وتأتي الصلاة من الله على نبيه بمعنى الثناء عليه في الملأ الأعلى، والصلاة من الله على عباده بمعنى الرحمة، ومن الملائكة بمعنى الدعاء، ثبت في مسند أحمد والأربعة: «من صلّى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا».
الأوقات التي يُندب فيها الصلاة على النبي  ثلاثة:
1- في الصباح والمساء: ثبت عند الإمام الطبراني بسند رجاله ثقات، عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله  يقول: «من صلى علي حين يصبح وحين يمسي عشرًا أدركته شفاعتي يوم القيامة».
2- الصلاة عليه في أي موطن: أو في أي مجلس نجلس فيه، ثبت في مسند أحمد والترمذي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله : «وما جلس قوم لم يذكروا الله، ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترةً وأمرهم إلى الله، إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم».
3- الصلاة عليه يوم الجمعة: قال شيخنا الشنقيطي: إن كثرة الصلاة والسلام على رسول الله  يوم الجمعة أفضل من قراءة القرآن، لا من حيث الجنس، ولكن من جهة المتابعة للنبي . فقد ثبت في مسند أحمد وأبي داود عن أوس بن أوس – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله  يقول: «أكثروا عليّ من الصلاة يوم الجمعة؛ فإن صلاتكم معروضة عليّ فيه» فقال الصحابة: يا رسول الله كيف تعرض عليك وقد أرمت أو أَرمت عظامك؟ يعني: بليت، فقال: «إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء».
ألا تستحي أن تُعرض صلاتك على النبي  وأنت قليل البضاعة يوم الجمعة، أو قليل العدد؟ إن حفظ حقّ النبي  حفظ للدين، ومع الأسف، هذه السنة مهجورة عند الكثير من الناس، قال الإمام أحمد: «تعظيم النبي  تعظيم لله، إن موسى – عليه السلام – ضرب بعصاه البحر فانفلق، فكان كل فرق كالطود العظيم، وأعظم منه من تفجرّ الماء من بين أصابعه، من بين اللحم والدم، فصدر عنه ألف وخمسمائة، قال جابر: لو كنا مائة ألف لوسعنا».
5- تعليم سنته ونشرها وقد يقول وكيف لي ان انشر سنتة وانا لست داعي هاو طالب علم فنقول بامكان كل واحد يبلغ سنتة في حدود ما يعرف فعلى سبيل المثال وانت معك اهلك وترى احد ابناءك لايحسن اداب الطعام فتقول له كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك وكما ورد في حديث حذيفه
وعن حذيفة رضي الله عنه قال : " كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده ، وإنا حضرنا معه مرة طعاماً فجاءت جارية كأنها تدفع ، فذهبت تضع يدها في الطعام ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ، ثم جاء أعرابي كأنه يدفع ، فأخذ بيده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله تعالى عليه ، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها ، فأخذت بيدها ، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به ، فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يديهما ، ثم ذكر اسم الله تعالى وأكل"
وصايا جبريل الخمس لنبينا محمد
صلى الله عليه وسلم
حديثي معكم اليوم عن وصايا جبريل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم اخرج الامام الحاكم ووافقه الذهبي وصححه الاالباني في السلسلة والجامع عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله أتاني جبريل، فقال : يا محمد ! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس
اما قولة عش ما شئت فانك ميت
كل حي سيموت ليس في الدنيا ثبوت
مهما طال الليل لابد ان يطلع الفجر ومهما طال العمر لابد من القبر يقول بعض العلماء عاش احد الفنانين وهو حريص على الحياة حرصا لايوصف ويخاف من الموت خوفا عجيبا حتى كان لايركب طائرة خوفا ان تسقط به وكان لاياكل اللحم وياكل السمك والدجاج ولا ياكل الا فواكه ولديه برنامج غذائي صارم وتحت اشراف طبيب وظنه انه لن يموت ولكنه مات قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم
ميمون بن مهران احسن من نفسه قساوة فقال لأبنه اذهب بنا الى الحسن البصري فقال يا ابا سعيد عظني فقرا عليه ثلاث ايات من سورة الشعراء (أفرايت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون )
والقضية ليست ان تؤمن بانه الموت حق فقط فكل حي يؤمن بالموت سواء كانوا كفار او مسلمين انما الشان ان تستعد للموت بالتوبة والعمل الصالح فثمن الجنة الايمان والعمل الصالح
اما قولة احبب من شئت فانك مفارقه
اعرف من تحب هناك حب يبقى وهناك حب يفنى
هل تحب زوجتك او ولدك او مالك او اصحابك فلابد ان تفارقهم او يفارقونك وقد تنقلب بعض المحبات الى عدوات فكم من ابن قتل ابية وكم من امراة طلبت من زوجها الطلاق والعكس وانقلبت تلك المحبة الى عداوات
لكن المحبة الباقيه محب الله مقصوده لذاتها لانها تستمر معك في الدنيا والاخرة ( والذين امنوا اشد حبا لله ) وايضا المحبة في الله ومن اجل الله يحشر المرء مع من احب ) حتى بعد الموت تستمر وحب العمل الصالح يستمر معك ايضا بعد الموت يتبع الميت ثلاث ماله واهله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع المال والاهل ويبقى العمل
اما قوله واعمل ما شئت فانك مجزي به
كل شيء له ثمن فالحسنة لها ثمن والسيئة لها ثمن يقول الله (من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون )
قال ابو بكر الصديق يا رسول الله ما اشد هذه الاية ( من يعمل سوء يجزى به ) عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ الصَّلاحُ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ ؟ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ سورة النساء آية 123 كُلُّ سُوءٍ نَعْمَلُهُ نُجْزَى بِهِ ؟ ، قَالَ : " رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ ، أَلَسْتَ تَمْرَضُ ؟ أَلَسْتَ تَنْصَبُ ؟ أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللأْوَاءُ ؟ فَذَاكَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ " .
كما في الحديث الصحيح:"لا يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها عنه" البخاري (5641) ومسلم (2573) عن ابي هريرة
واما قولة واعلم ان شرف المؤمن قيامة بالليل
يقول الله ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً ) -سورة الإسراء
وعن عمرو بن عبسة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر ، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن " رواه الترمذي بسند صحيح والنسائي . جوف الليل الاخر أي ثلثة الاخيروهي ساعة السحر
قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن استطاع منكم أن يكون له خبيئة مِن عملٍ صالح، فليَفعل))؛ صحيح الجامع (6018).
وفي الصحيح ( ركعتان في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها ) وعند ابو يعلى ( لاتدعن قيام الليل ولو قدر حلب شاة ) او فواق ناقه )
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين» رواه أبو داود بسند صحيح.
اما قوله واعلم ان عزك استغنائك عن الناس
نعم صحتك بيد الله رزقك بيد الله سعادتك بيد الله كل شيء تطمع فيه بيد الله بل حياتك وموتك ونشورك بيد الله عزك بيد وذلك بيد الله
وفي الحديث ( اذا سالت فاسال الله واذا استعنت فاستعن بالله ) من كان يريد العزة فالله العزة جميعا
ومن ثم قالوا استغنِ عمن شئت تكن نظيره , و أحتج إلى من شئت تكن أسيره , وأحسن إلى من شئت تكن أميره
الايمان يحقق سعادة الدنيا والاخرة
الايمان اعظم عطاء الهي يعطيه الله العبد واذا دخل الايمان في القلب جاء بالاعاجيب في العقائد والاعمال والاخلاق الايمان يعيش الانسان به سعيدا ويموت حميدا الايمان اذا دخل القلب خرجت منه جميع ادران الجاهليه فترى المؤمن موطء الكف يالف ويؤلف
نعمة الايمان تحقق للعبد سعادة الدنيا والاخرة
فاما سعادة الاخرة فهي الفوز بالجنة والنجاة من النار ولذة النظر الى وجه الله الكريم يقول الله وجوة يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة والامن من المخاوف من الموت والقبر حتى دخول الجنة
واما سعادة الدنيا فهي الحياة الطيبة كما قال الله { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) } النحل
الحياة الطيبة هي انشراح في الصدر وطمأنينة في القلب بلذه الايمان وحلاوته واذا باشر الايمان القلب نزع الله حب الدنيا من القلب ووضعها في يده وقذف في قلبه حب الاخرة فتراه مقبلا على الاخرة معرض عن الدنيا عندها يذوق كعم الايمان ففي صحيح مسلم
عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا
ولما نزع الله حب الدنيا من القب عرف العبد حقيقة الدنيا
فعرفها وزنا
ففي الحديث عند الترمذي وابن ماجة واللفظ للترمذي: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ"
( لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة لما سقى كافراً منها شربة ماء ) حسن لغيره : أخرجه الترمذي في " سننه " كتاب الزهد ، باب هوان الدنيا على الله عزوجل 4/560 حديث رقم 2320 ، وقال : " حديث صحيح غريب من هذا الوجه " ، والروياني في "مسنده" 2/213 حديث رقم 1095، والعقيلي في "الضعفاء" 5/189 حديث رقم 1156 ، والبيهقي في"شعب الإيمان" 7/325 حديث رقم 10466 - كلهم - من طريق عبدالحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد
وعرفها كيلا
عن المستورد بن شداد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع ؟ " رواه مسلم .
وعرفها مساحتة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : لَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
عن ‏ ‏سهل بن سعد ‏ ‏قال ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ لموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) رواه احمد
وقد لايلقي البعض أي اهتمام لموضوع الايمان مع ان القران اهتم به كثيرا وورد الاهتمام به في السنة
والناس امام الحق على ثلاث درجات
جاهل بالحق كالكفار هؤلاء اذا جاءهم رجل موفق وبين له محاسن الاسلام فسرعان ما يستجيبون للاسلام
عرف الحق ثم تركه بعدما تبين له وهذا تكون هدايته وايمانه من الصعوبة بمكان
عرف الحق وامن به وعمل به فترة من الزمن ثم تركه فتكون هدايتة من الصعوبة بمكان يقول الله (كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين ) فتركوا الحق بعدما عملوا به وانتكسوا ففارقهم التوفيق من الله ووقعوا في الخذلان وضلوا ورغم أن حادثة الإسراء والمعراج كانت مواساة وتطميناً للرسول صلى الله عليه وسلم إلا أنها كانت فتنة لبعض المسلمين وللكافرين ممن لم يصدقوا بها فكانت تمحيصا للمؤمنين ومحقا لمن كان في قلبه مرض فتبين الصادق من الكاذب
هذه السرائر وما ادراك ما السرائر يدحل فيها شك ورياء وعجب وكبر وما يدرينا انها فسدت اعمالنا ونحن لانشعر
واعظم اسباب الهدايه القران ولكن حفظا للفظة ومعرفة لمعناة وعمل به نسال الله ان يرزقنا تلاوتة وحلاوته والعمل به
حب لقاء الله
سؤال يتوجه للجميع هل تحبون الموت والاجابة مسبقا معروفه لا مع ان الموت لابد منه ومهما عشنا فلابد من الموت ففي الحيث عش ما شئت فانك ميت واذا متنا فكاننا ما عشنا لحظه واذا كنا لسنا بدار قرار ونحن ننتظر الموت صباحا ومساء فلماذاالانسان اذا فاته شيء من الدنيا ندم عليها وحزن بل لو فاته شي من ماله حزن او تلفت سيارته او مرض ابنه او مرض هو لا شك انه يحزن ومع هذا كله سياتي يوما يترك كل شي يقول الله (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم )
اخطر لحظة تمر بالانسان لحظة الخروج من البيت بينما يملك كل شيء يترك كل شيء والعجيب ان الانسان مادام في الدنيا فهو محب لها ويعمل من اجلها واذا نزل به الموت نسي الدنيا وكان همه الوحيد العمل الصالح لكن التوبة والاسلام والعمل الصالح له وقت محدد فالكافر اذا نزل به الموت قال ر ب ارجعون لعلي اعمل صالحا وايضا الفاجر اذا نزل به الموت قال ( رب لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق واكن من الصالحين )
فرعون وهو في زمان المهله والصحة والقوة قال انا ربكم الاعلى فلما نزل به الموت قال امنت انه لااله الا الذي امنت به بنو اسرائيل ) ومن ثم الاسلام لايبقل في حالتين طلوع الشمس من مغربها والمعاينة عند الموت لاتقبل توبه التائب ولا اسلام الكافر لانه انتهى الامتحان
فيا ايها العاصي تب الى الله قبل فوات الاوان وقبل الا تقبل التوبه ويا ايها الطائع احمد الله على فضله وادعه ان يستعملك في بقية عمرك في طاعته
ومن ثم الطائع يا كل من الطيبات في الحياة الدنيا ويعمل صالحا ففاز بنعيم الدنيا وثواب الاخرة
ومن هنا كيف يكون المؤمن التقي اذا نزل به الموت وعاين هل هناك من يحب الموت ومن مثل عائشة رضي الله عنها في الصلاح؟! في الصحيحين عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. فقلت: يا نبي الله أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت. فقال: ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه)
(( قالت: كلنا يكره الموت ، قال: ليس كذلك، إن العبد المؤمن إذا كان في إدبار من الدنيا وإقبال على الآخرة رأى مقعده من الجنة؛ فتعجل أن يخرج من هذا الضيق إلى هذه الجنة؛ فأحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإن العبد الفاجر إذا كان في إدبار من الدنيا وإقبال على الآخرة، ورأى العذاب الذي ينتظره، والنعيم الذي كان فيه قبل ذلك -بالقياس إلى هذا العذاب- كره أن تخرج روحه؛ كره لقاء الله فكره الله لقاءه ) فدل أن اللقاء هنا هو الموت
النعيم لايدرك بالنعيم
حديثي معكم اليوم عن النعيم لايدرك بالنعيم وان من اثر الراحه فاتته الراحه ثبت عند الامام الترمذي وابو داود والنسائي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( لما خلق الله الجنة، قال لجبريل: اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، ثم جاء فقال: أي رب، وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها وفي رواية انه ارسل جبريل فقال انظر اليها وما اعددت لاهلها فيها ) ولنا وقفه فقد ثبت عند الامام ابن حبان وحسنة عن أسامة بن زيد ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ذات يوم لأصحابه ‏ ‏ألا مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها هي ورب ‏ ‏الكعبة ‏ ‏نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وفاكهة كثيرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة في مقام أبدا في ‏ ‏حبرة ‏ ‏ونضرة في دور عالية سليمة بهية قالوا نحن المشمرون لها يا رسول الله قال قولوا إن شاء الله ) انتهى
فجبريل حينما نظر الى الجنةوما اعد الله لاهلها فيها راها نورا يتلألأ وريحانه تهتز وقصر مشيد وزوجة حسناء جميله وفاكهة نضيجه قال يا رب لااحد يسمع بها الا دخلها
فقال الله لجبريل بعدما خلق النار: يا جبريل اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، ثم جاء، فقال: أي رب، وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها وفي رواية اذهب فانظر اليها وما اعددت لاهلها فيها
الشيخ علي الطنطاوي عليه رحمة الله حينما عمل مقارنة بين نار الدنيا ونار جهنم فقال المتبادر الى الاذهان ان نار الدنيا كنار الاخرة ولكن الحقيقة لا
فنار الدنيا اذا القيت فيها شيء اكلته واحرقته فتركته فحما ونار الدنيا تحرق من يدخلها فيموت فيستريح من المها
لكن نار الاخرة فيها شجر ينبت وفيها ماء وفيها ظل وكله للتعذيب لا للنعيم ومن يلقى فيها لايموت يقول الله ثم لايموت فيها ولا يحيا والمها دائم لاهلها ( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب
اهلها يعيشون فيها ويفكرون ويتذكرون ويختصمون ( ان ذلك لحق تخاصم اهل النار )
في جهنم شجر ينبت ( وشجرة تخرج في اصل الجحيم طلعها كانه رؤوس الشياطين ) ففيها شجر ينبت ويثمر ولثمرها ثلاث صفات مر ومنتن وفي منتهى الحرارة لكن من ياكل من هذا الثمر يسلط الله عليهم جوعا اشد من عذاب النار فياكلون منها يقول الله فمالؤن منها البطون )
وفي جهنم طعام واهلها ياكلون منه ( ان شجرة الزقوم طعام الاثيم كالمهل يغلي في البطون ) ( وطعاما ذا غصة )
وفي جهنم شراب لكنه من صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ) ( وسقوا ماء حميما فقطع امعاءهم ) فاذا اكلوا وشربوا شرب الهيم أي الابل العطاش ثم يصب من فوق رؤوسهم الحميم
وفي جهنم ثياب من نار ( قطعت لهم ثياب من نار )
وفي جهنم ظل وظليل فاما الظل ( وظل من يحموم لابارد ولا كريم ) وفيها ظليل ( لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل )
فجبريل عليه السلام
حينما شاهد هذه الاصناف من العذاب والنكال وما اعده الله لاهل النار قال يا رب لااحد يسمع بها فيدخلها
فقال الله لجبريل انظر الى الجنة وقد حفها بالمكاره وفي رواية حجبها بالمكاره فلا يوصل الى الجنة الا على جسر من التعب فقال يا رب لااحد يستطيع ان يدخلها
يا سلعه الرحمن ليس ينالها في الالف الا واحد لااثنان
فلا يوصل الى الجنة الا على جسر من التعب فالنعيم لا يدرك بالنعيم وإن من آثر الراحة فاتته الراحة وإن بحسب ركوب الأهوال
وإحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة فهي محجوبة بما تكره النفس ومن ثم نحن امام امتحانات متجدده ومتنوعه كل يوم تمتحن في سمعك وبصرك ولسانك وفي يدك ورجلك ومالك واصحابك وزوجتك ومالك واهلك ومن حولك تمتحن في الحقوق التي بينك وبين الله وتمتحن في الحقوق التي بينك وبين الخلق فمن من يوفق ومن من لايوفق ومن هنا ناخذ فائدة عظيمة ان صلاحا ونجاحنا وفلاحنا وهدايتنا كلها بيد الله واننا مفتقرون الى عفو الله ورحمه وتوفيقه وتيسيرة واعانه
الجنة متوقفه على الايمان والايمان متوقف على المحبه والمحبة متوقفه على السلام الجنة لاتاتي بالتشهي والتمني ولكن بالايمان والعمل الصالح
وايضا حينما خلق الله النار ونظر جبريل اليها وما اعد الله لاهلها فيها فقال يارب لااحد يسمع بها فيدخلها ثم حفها الله بالشهوات وفي رواية حجبت بالشهوات فقال
لااحد يستطيع ان يسلم منها بسب انها محجوبة بما تحبه النفوس من الشهوات كما اخبر الله (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب )
نعم عمر الله الانسان في الدنيا دهرا فقد يمد الله في عمر الانسان حتى يصل الى ستين عاما او اقل او كثر واعطاه عقلا وسمعا وبصرا وانزل له كتابا وارسل الية رسولا وبين له طريق الخير ليسلكه وبين له طريق الشر ليتركه وجعل معه كراما كاتبين فما ينطق من قول ولا يعمل من عمل الا وسطروة عليه
فاستحبوا العمى على الهدى والضلالة على الهدة فما ربحت تجارتهم وسلكوا طريق النار ومن ثم اخبر نبينا بان كل الناس يغدوا فباع نفسه فمعتها او موبقها
نحن امام حقان عظيمان حق الله وحق عباده
فمن ادى حق الله كما اخبر نبينا صلى الله عليه وسلم ( ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تنتهكوها )
ومن ادى حق الله ادى حقوق عباده ومن اعظم حقوق العباد حق الوالدين وذلك بالاحسان اليهما وتلمس راضهما والنفقه عليهما هذا في حال الحياة واما بعد وفاتهما فقال الصلاة عليهما مع صلاتك وان تصل الرحم التي لاتوصل الا بهما واكرام صديقهما ثم بعد ذلك صلة الاقارب والاحسان اليهم والاحسان ايضا الى الفقراء والمساكين وابن السبيل
فمن فعل ذلك وابتعد عن اذية الخلق وسلب حقوقهم فقد نجا
نعود لما بدانا ان الجنة محجوبة بالمكاره والنار محجوبه بالشهوات وعجبت للجنة نام طالبها وعجبت للنار نام هاربها
الوصايا الجامعه والنافعه
التي عليها خاتم نبينا
حديثي معكم اليوم عن وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه وهذه الوصية وردت في سورتي الانعام والاسراء ففي سورة الانعام وردت في ثلاث ايات من 151وحتى 153 وفي سورة الاسراء من اية 22وحتى اية39
قال ابن كثير: قال داود الأودي عن الشعبي عن علقمة قال ابن مسعود: "من أراد أن ينظر إلى وصية محمد - صلى الله عليه وسلم - التي عليها خاتمة؛ فليقرأ قوله تعالى: { قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً…. } إلى قوله: { وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل } [الأنعام: 151 - 153] وقال ابن عباس " هذه آيات محكمات لم ينسخهن شيء في جميع الكتب " ، أي الكتب السماوية " ، وقال أيضا عنها: " في الأنعام آيات محكمات هن أم الكتاب" ، ثم قرأ : "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ..." .
قولة الوصية بمعنى العهد ولايكون العهد وصية الا اذا كان في امر هام
قولة عليها خاتمه
أي توقيعه مع العلم ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يوصي بهذه الآيات وصية خاصة مكتوبة، لكن ابن مسعود رضي الله عنه يرى أن هذه الآيات قد شملت الدين كلّه؛ فكأنها الوصية التي ختم عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبقاها لأمته.
وهي آيات عظيمة، إذا تدبرها الإنسان وعمل بها؛ حصلت له الأوصاف الثلاثة الكاملة: العقل، والتذكر، والتقوى. فهي وصية الله ووصية رسوله لان رسول الله لايوصي امتة الا بما وصاهم الله به
قولة قل تعالوا اتلوا أي اقرا
ما حرم عليكم ربكم أي التحريم حق من حقول الربوبية فالرب هو الذي يحرم ويحلل
الوصية الاولى بدا باعظم المحرمات فنهى الله عن الشرك فقال ( الا تشركوا به شيئا ) وفي سورة الاسراء قال ولا تجعل مع الله اله اخر فتقعد مذموما مخذولا ) وهذا حاله في الدنيا وفي اخر سياق سورة الاسرا ء قال ولا تجعل مع الله اله اخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ) وهذا حاله في الاخرة فالشرك اعظم المحرمات واعظم المنهيات واعظم الكبائر واخطر الذنوب واعظم ذنب عصي الله به وهو صرف حق الله لغير الله وهو موجب لدخول النار
وكلمة شيئا نكرة في سياق النهي تعمُّ كلّ ما عُبد من دون الله كما أنها تمنع أن يُشرك مع الله أحد كائناً من كان، لا الملائكة المقرّبون، ولا الأنبياء والصالحون، ولا الجمادات، ولا الأشجار، ولا الأحجار، ولا القبور، ولا أيّ شيء
الوصية الثانيه
وبالوالدين احسانا امر سبحانه بالاحسان اليهما فاما الاحسان اليهما في الدنيا ببرُّهما والنفقة عليهما وادخال السرور عليهما والقيام بخدمتهما، والتماس رضاهما في غير معصية الله أما الإحسان إليهما بعد الموت فقد سُئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث سأله رجلٌ فقال: يا رسول الله ما بقي من بر والديِّ بعد موتهما؟، قال: "أن تصلِّيَ عليهما مع صلاتك" يعني: تدعو لهم إذا دعوت لنفسك، "وإنفاذ عهدهما"؛ يعني: الوصية التي أوصيا بها، و"صلة الرحم التي لا توصَل إلاَّ بهما، وإكرام صديقهما"
وفي القاعدة المتقرِّرة-: أن الله- سبحانه- يبدأ بحقه أوّلاً ثم يثنِّي بحق الوالدين دائماً وأبداً، إذا أمر بتوحيده أمر أيضاً ببرِّ الوالدين، لان اعظم حقوق العباد حق الوالدين فبدا به هذا في كثير من الآيات. ففي سورة البقرة لاتعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وفي سورة النساء واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وفي وفي سورة لقمان ان اشكر لي ولوالديك لان من ادى حق الله ادى حقوق عباده وفي السنة الا انبئكم باكبر الكبائر
الشاهد هنا ان الله امر ببر الوالدين في معرض المحرمات لان الامر بالشيء نهي عن ضده
الوصية الثالثة ولا تقتلوا اولادكم من املاق لان فيه حظ من البخل وسوء ظن بالله
يطلق الولد على الذكر والانثى والاملاق هو الفقر فحرم الله قتل الأولاد من إملاق، يعني بسبب الفقر، فقد كانوا في الجاهلية يقتلون أولادهم خشية الفقر، يسيئون الظن بالله- تعالى- كأن الرزق من عندهم فنهى اللهُ عن هذه العادةِ الشنيعة، وأخبر أنه تعالى متكفِّل برزقِ الأولاد والآباء.
ومن الناس اليوم من ورِث هذه الخصْلة الذميمة فصاروا يسعون لتحديد النسل ومما يدخُل في عمومِ الآية إسقاطُ الجنين خوفًا من النفَقة وقد ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال: ( أن تجعل لله ندّاً وهو خلقك، قلت: إن ذلك لعظيم . قلت: ثم أي ؟ قال: وأن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قلت: ثم أي ؟ قال: أن تزاني او تزاني بحليلة جارك ) متفق عليه
قال الامام ابن كثير في هذه الاية دلالة واضحه على ان الله ارحم بعبادة من الاباء والامهات باولادهم فالله نهى الوالدين عن قتل الابناء ونهاهم ايضا عن حرمانهم من الميراث
الوصية الرابعه نهى عن الفواحش لان فيه حظ من الاسراف لان الاية التي قبلها فيها بخل يقول الله ولاتقربوا الفواحش جمع فاحشة وهي المعصية ونهى عن القرب كناية عن الابتعاد عن الوسائل المؤديه ومن ثم اقرر العلماء في الشريعه ان عندنا امر ووسيلة اليه وعندنا نهي ووسيله اليه فكل نهي نهى الله عنه فنحن منهيون عن كل وسيلة موصلة اليه ومن ثم حرم الله الزنا وحرم ايضا كل وسيلة تقرب الى الزنا فنهى عن النظر الحرام ونهى عن الاخنلاط ونهى عن الخلوة ونهى عن التبرج ومختصر القول نهانا عن تعطي الاسباب التى تقرب الى الزنا فقال ( ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا )
ثبت عند الحاكم بسند صحيح عن ابن عمر مرفوعا ( وما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها الا ظهرت فيهم الاوجاع التي لم تكن في اسلافهم )
وعند الامام احمد والطبراني بسند حسن عن امنا ميمونه مرفوعا( لاتزال امتي بخيرما لم يفشوا فيهم ولد الزنا فاااذا فشا فيهم ولد الزنا اوشك ااان يعمهم الله بعذاب )
وعند الحاكم واقرة الذهبي عن ابن عباس مرفوعا ( اذا فشا الربا والزنا في قوم فقد احلوا بانفسهم عذاب الله )
الوصية الخامسة نهى عن قتل النفس التى حرم الله الا بالحق والنفس المحرمة المعصومة بامرين 1- بالدين هي النفس المؤمنة وبالعهد فاما الدين ففي الصحيحين عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((لا يحلّ دمُ امرئٍ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيّب الزاني، والنفسُ بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة)) فخرج بالقتل بالحق القاتل عمدا والثيب الزاني والمرتد
2- والعهد وعن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة, وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما. » أخرجه البخاري والعهد هو الصلح المؤقت، ويسمى الهدنة والمهادنة والمسالمة والموادعة. وانظر الموسوعة الفقهية.
وقد يطلق لفظ أهل العهد على أهل الذمة، قال ابن الأثير: المعاهد أكثر ما يطلق في الحديث على أهل الذمة، وقد يطلق على غيرهم من الكفار إذا صولحوا على ترك الحرب مدة ما. فعقد الذمة هو: إقرار الكفار على كفرهم بشرط بذل الجزية. وأهل العهود: هم الذين صالحهم إمام المسلمين على إنهاء الحرب مدة معلومة لمصلحة يراها.
وما ورد في التحذير من القتل وجريمة ثبت عند ابن حبان وابن ماجة بسند حسن ابن ماجه من حديث البراء مرفوعاً : لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق.
وعند النسائي بسند جيد (يأتي المقتول يوم القيامة ممسكا رأسه بيده وبيده الأخرى القاتل وأوداجه تشخب دما فيقول يارب سل هذا فيم قتلني). ومن ثم اذا قتل المقتول فله اربعه حقوق حق المقتول وحق للورثه وحق لولي الامر حق عام وحق الله
وعند البخاري عن ابن عمر مرفوعا (لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما) زاد ابو داود فَإِذَا أَصَابَ دَمًا حَرَامًا بَلَّحَ» بلح أي انقطع سيرة
صحيح صحيح الجامع
قوله ذلكم وصاكم لعاكم تعقلون
الوصية السادسه نهى عن العدوان على مال الايتام ولاتقربوا مال اليتيم لان من الكبائر المحرّمات: أكل أموال اليتامى بغير حق.
واليتيم هو: الصغير الذي مات أبوه؛ هذا هو اليتيم؛ أما إذا بلغ فإنه يخرُج عن حدِّ اليُتْم،وفي الحديث عند ابو داود عن علي مرفوعا ( لايتم بعد البلوغ ) وكذلك لو ماتتْ أمه، وأبوه حيٌّ لا يسمى يتيماً، لأن أباه يقوم عليه ويُنفق عليه ويربيه، ويتعاهده، ويحميه؛ فاليتم هو: فُقدان الآباء في وقت الصغر.
ورد اليتم في القران في اكثر من ثلاثة وعشرون ايه كلها حول اكرام اليتيم وخص الاموال لان اليتيم عرضة لاكل ماله وعرضة لاهماله وعرضة للعدوان عليه
الوصية السابعه ومن المحرمات عدم الوفاء في المكاييل والموازين وهي من الكبائر لانها من الاخلاق الذميمة التطفيف وقد نزلت سورة كامله كانت فاتحتها تكاد تخلع القلوب حيث بدات بالتهديد بويل للمطففين والتطفيف اخذ الزيادة عند الشراء والانقاص عند البيع
ثبت عند ابان ماجه وابن حبان عن ابن عباس مرفوعا لما قدم رسول الله المدينه كان اهل المدينة من اخبث الناس كيلا فانول الله ويل للمطففين فاحسنوا الكيل بعد ذلك
وثبت عند الحاكم عن ابن عباس موقوفا ( انكم قد وليتم امر هلكت فيه امو سابقه الكيل والميزان ) ومن ثم الغش والتطفيف وبخس الناس اشياءهم كله من اكل اموال الناس بالباطل ومن التزم بالكيل العادل والوزن بارك الله له في رزقه والعكس بالعكس
وأهلك الله أمة من الأمم بسبب البخس- وهو قوم شعيب-{لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} يعني: لو حصل أن الإنسان اجتهد في أن يوفي الحق وأن يوفي الكيل، ولكن حصل نقص يسير لم يتعمّده، فهذا لا يؤاخذه الله عليه {لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} أنت أعدل بقدر ما تستطيع فإذا حصل شيءٌ لا تستطيعه ولا تعلم عنه فإنك لا تؤاخذ لأن الله لا يكلِّف نفساً إلاَّ وسعها
الوصية الثامنة امر بالعدل في الاقوال والاعمال واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربي
ولما كان أكثر الناس إنما يتكلم بالحق في رضاه, فإذا غضب أخرجه غضبه إلى الباطل, وقد يدخله أيضًا رضاه في الباطل, سأل نبينا ربه عز وجل أن يوفقه لكلمة الحق في الغضب والرضا, ولهذا قال بعض السلف وقيل انه عمر بن الخطاب "لا تكن ممن إذا رضي أدخله رضاه في الباطل, وإذا غضب أخرجه غضبه من الحق"
الوصية التاسعه الوفاء بالعهد والوفاء بعهد الله المراد به: الوفاء بالمواثيق التي تكون بين العبد وبين ربه، والتي تكون بين الناس بعضهم مع بعض؛ العهد الذي بينك وبين الله أن تعبده ولا تشرك به شيئاً {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ(5)} هذا عهدٌ بينك وبين الله تعاهده أن لا تعبد إلاَّ إياه، ولا تستعين إلاَّ به؛ فالعهد الذي بين العبد وبين ربه هو: أن يقوم بعبادة الله سبحانه وتعالى. وفي الحديث انا لاعبد وعلى عهدك ووعدك
والعهد الذي بينك وبين الناس وهي المواثيق واذا عاهدت وجب عليه الوفاء
في سورة الاسراء زاد
الوصية العاشرة ترك الانسان ماليس له به علم فنهي االعبد عن اتباع ماليس له به علم والنهي عن الحديث فيما لايتحققه ولا يتبيه فقال ولا تقف ماليس لك به علم وبين ان السمع والبصر الفؤاد كلها ستسال ويسال صاحبها
الوصية العاشرة تحريم الكبر والتختر والتجبر ولا تمشي في الارض مرحا عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خُسف به ، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة ) متفق عليه متفق عليه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : ( بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه ، مرجّلٌ جمّته ، إذ خسف الله به ، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة ) رواه البخاري .
وفي إحدى روايات مسلم : ( إن رجلا ممن كان قبلكم يتبختر في حلة..)
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا مشت أمتي المُطَيْطاء[1] وخَدَمْتهم فارس والروم، تسلَّط بعضهم على بعض".
رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن.
وفي رواية: "إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمها أبناء فارس والروم سُلِّط شرارها على خيارها". المطيطاء: بالمد والقصر، مِشيةٌ فيها تبختر ومدُّ اليدين؛ (النهاية في غريب الحديث
وختم اية الاسراء بقوله ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة والحكمة هي اصابة الحق قولا وعملا واعتقادا
ومن ثم تامل معناالايات في سورة الاسراء من اية 22وحتى 39 كيف تبدا كل وصية ولا تجعل
ولا تجعل مع الله اله اخر ونهى عن العقوق للوالدين ونهى عن منع الانفاق على الاقارب والمساكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا وهذا ادب الانفاق ولا تجعل يدك مغلوله ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق لانه فيه حظ من البخل وسوء الظن بالله ولا تقربوا الزنا ولا تقتلوا النفس ولا تقربوا مال اليتم ونهى نقض العهود سواء مع الله او مع الناس ونهى عن بخس الناس حقوقهم في البيع والشراء ولاتقف مالي سلك به علم ولا تمشي في الارض مرحا نهى عن الاخلاق الذميمه
رضى الله في ثلاث وسخطة في ثلاث
حديثي معكم اليوم عن رضى الله في ثلاث وسخطة في ثلاث ثبت في صحيح مسلم ومؤطا مالك ومسند احمد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول اللهr قال :
« إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويسخط لكم ثلاثاً : يرضى لكم أن تعبدوه ، ولا تشركوه به شيئاً ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ، - ويسخط لكم ثلاثاً – قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال »
اولا الرضى والسخط لله
صفتان لله تليقان به لاتشبهان صفات المخلوقين فالله سبحانه من كرمه يحب لعباده ما يكون سببا في سعادتهم وما فيه مصلحتهم ويكره لعبادة ما يكون سببا في شقاءهم وما فيه مضرة لهم
اما قوله تعبدوا الله لاتشركوا به شيئا
الله سبحانه يحب ان نعبده وحده ولا نعبد معه غيره ويحب ان نعبده وفق شرعه وامره
والشرك هو صرف حق الله لغير الله وهو مخيف جدا فقد تكون العبادة لله ولكن قد يشوبها شيئا من حظوظ النفس او من حظوظ الدنيا فعن أبي هريرة رضى الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالأول من تسعر بهم النار يوم القيامة عالم ومجاهد ومنفق أما العالم فيسأله الله يوم القيامة عن علمه فيقول
يارب تعلمت العلم وعلمته للناس فى سبيلك
فيقول له الله عز وجل : كذبت تعلمت العلم ليقال أنك عالم وقد قيل فيأمر الله فيأخذ الى النار
أما المجاهد فيسأله الله عن جهاده فيقول
يارب قاتلت فى سبيلك لتكون كلمتك هى العليا
فيقول له رب العزة :كذبت قاتلت من أجل أن يقال أنك شجاع وقد قيل فيأمر الله فيأخذ الى النارأما المنفق فيسأله رب العزة عن ماله فيقول
يارب انفقته فى سبيلك
فيقول له رب العزة : كذبت انفقته ليقال أنك جواد كريم وقد قيل فيأمر الله فيأخذ الى النار
فالمطلوب اولا ان نعبد الله وحدة لاشريك له ثم لانشرك به شيئا كما قال ابن تيميه والاخلاص هو الدين الذي لايبقل الله سواه
ثانيا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا
الاعتصام ورد في كتاب الله على عدة معاني
الاولى بمعنى الاحتماء والالتجاء يقول الله واعتصموا بالله هو مولاكم
والثاني بمعنى التمسك واعتصموا بحبل الله جميعا أي بكتاب الله
الثالث ياتي الاعتصام بمعنى الجماعه وهي الحق كما في حديث التارك لدينه المفارق للجماعه
وان امرنا ان نعتصم بحبله ولا نتفرق لان الدنيا تفرق الناس والاخرة تجمع الناس ومجتمع اهل الدنيا مجتمع خصومات وعدوات ومشاحنات ومجتمع الاخرة متحاب ومتعاطف ومتواد طاعه الله تجمع الناس ومعصية الله تفرق الناس في عهد عيسى ابن مريم حينما ينزل في اخر الزمان ورد انه لاتجد بين اثنين عداوة وتكون السجدة خير من الدنيا وما فيها
اذا تمسكنا بكتاب الله اجتمعنا واذا تركنا كتاب الله افترقنا لاتجد بين اثنين عداوة الا بسبب معصة احدهما او كلاهما يقول الله فنسوا حظا مما ذكروا به فاغرينا بينهم لاالعداوة والبغضاء ومن ثم
فمدار السعادة في الدنيا والاخرة التمسك بحبل الله وهو كتابه فالاعتصام بالله يحمينا من الهلاك والاعتصام بحبل الله يعصمنا من الضلالة والتفرق
الثالثة ومناصحة من ولاة الله امركم
لاشك ان الْمُؤْمِنُونَ نَصَحَةٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ، وَالْمُنَافِقُونَ غَشَشَةٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ومن ثم اخبر نبينا صلى الله عليه وسلم بان الدين النصيحه قيل لمن فقال لله ورسولة ولائمة المسلمين وعامتهم ) وبايع رسول الله عبادة على النصح لكل مسلم
اما الامور التي يكرهها الله فهي ثلاث
الاولى يكره لنا القيل والقال لانها لا تستند إلى حقائق، إشاعات مغرضة و مقلقة وقد لاتسلم من غيبة ونميمة ومن كذب فكم من مجلس طال كان للشيطان فيه حظ والناجحون في الحياة ليس عندهم وقت للقيل والقال لان وقتهم مصروف الى العمل وكفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع ظهر هذا الإعجاز النبوي في هذه العصور، في أجلى صوره، الناس مجالسهم كلها قيل وقال، وهذا مكروه عند الله -جل وعلا-، فعلى الإنسان أن يحفظ نفسه من هذه الأمور، وهذه التصرفات فعلى الإنسان أن يحفظ لسانه، ويحفظ سمعه، ويحفظ بصره، و يحفظ جوارحه
الثانية يكرة لنا كثرة السؤال
والمراد بكثرة السؤال الذي لاحاجة فيه وكان من باب التعنت وليس من باب رغبة في العلم ورفع الجهل كما حصل لبني اسرائيل ان الله يامركم ان تذبحوا بقرة فقالوا ماهي ما لونها ان البقرتشابه علينا فشددوا فشدد الله عليهم
رجل يسال احد العلماء هل يجوز لبس الثياب التي تصنع في انجلترا فقال نعم فقال هناك من يقول انها حرام فقال ولما فقال لانها من صنع الكفار فقال اذن لاتلبس
لقمان الحيكم دخل على داود وهو يسرد الدرع وقد لين الله له الحديد ، فأراد أن يسأله فأدركته الحكمة فسكت، فلما أتمها لبسها، وقال: نعم لبوس الحرب أنت، فقال: الصمت حكمة وقليل فاعله ومن هنا السؤال فيما يحتاجة الانسان لاباس فيه انما المكروة التعمق فيه وسؤال مالم يقع او مالم يحتاجة العبد
الثالثة اضاعة المال
المال قوام الحياة والعبد يحتاج اليه في جميع شؤون الحياة وجعلنا محاسبين على طرق كسبه وطرق انفاقه والمال ليس غاية لذاته انما هو وسيلة
ومن ثم كرة الله لنا اضاعه المال وهو صرفه في غير وجوهه الشرعيه والانسان اليوم قبل ان يبذخ بالمال ينظر ماذا يجري في العالم الاسلامي مئات الالوف في العراء بلا غطاء ولا كساء ولا ماء ولا دواء
فانت ليس لك الحق ان تنفق المال الا في حدود المعقول وفي الحديث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‏:‏ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ ‏((‏كُلْ واشرب، والبَسْ وتصدق، من غير سَرَف ولا مَخيلة‏))‏ [رواه أحمد وأبو داود‏
فالمال جعل قوام الحياة ونهي المسلم عن اضاعته لانك ممكن ان تحل مشكلة انسان بهذا المال الذي تضيعه
رؤيا ابن عمر في النار
حديثي معكم اليوم عن رؤيا عبدالله ابن عمر لنار جهنم وهو شابا يافعا ففي صحيح البخاري فيكتاب التعبير أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ، قَالَ : " إِنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَرَوْنَ الرُّؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُصُّونَهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولُ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، وَأَنَا غُلَامٌ حَدِيثُ السِّنِّ وَبَيْتِي الْمَسْجِدُ قَبْلَ أَنْ أَنْكِحَ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ لَرَأَيْتَ مِثْلَ مَا يَرَى هَؤُلَاءِ ، فَلَمَّا اضْطَجَعْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، قُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ خَيْرًا فَأَرِنِي رُؤْيَا ، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَنِي مَلَكَانِ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ يُقْبِلَانِ بِي إِلَى جَهَنَّمَ وَأَنَا بَيْنَهُمَا أَدْعُو اللَّهَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهَنَّمَ ، ثُمَّ أُرَانِي لَقِيَنِي مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ ، فَقَالَ : لَنْ تُرَاعَ ، نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ لَوْ كُنْتَ تُكْثِرُ الصَّلَاةَ ، فَانْطَلَقُوا بِي حَتَّى وَقَفُوا بِي عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ لَهُ قُرُونٌ كَقَرْنِ الْبِئْرِ بَيْنَ كُلِّ قَرْنَيْنِ مَلَكٌ بِيَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ وَأَرَى فِيهَا رِجَالًا مُعَلَّقِينَ بِالسَّلَاسِلِ رُءُوسُهُمْ أَسْفَلَهُمْ عَرَفْتُ فِيهَا رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ ، فَانْصَرَفُوا بِي عَنْ ذَاتِ الْيَمِينِ ، فَقَصَصْتُهَا عَلَىحَفْصَةَ ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ "، فَقَالَ نَافِعٌ : فَلَمْ يَزَلْ بَعْدَ ذَلِكَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ .
هذه النار التي راها ابن عمر خلقت على شكل بئر مطوية واذا القي الحجر من شفيرها يظل سبعين خريفا ففي مسند ابو يعلي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لو أن حجرا كسبع خلفات (1) بشحومهن وأولادهن ألقي في جهنم ، لهوى سبعين عاما لا يبلغ قعرها )
هذه النار هي المحرقة الهائلة فكل بلاء في الدنيا دون نار جهنم فهو عافيه كل عذاب مهما عظم في الدنيا دون جهنم فهو عافيه اهل النار الذين هم اهلها معذبون فيها عذاب لاينقطع اكبر مشكلة في نار جهنم ان عذابها لاينقطع الالم الذي فيها لاينتهي يقول الله وياتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ )ومن ثم ورد في حديث بشير بن الخصاصية قال وقف (صلى الله عليه وسلم) على منبره فجعل ينادي ويقول:
"أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، أنذرتكم النار..."
وعلا صوته (صلى الله عليه وسلم) حتى سمعه أهل السوق جميعا، وحتى وقعت خليصة كانت على كتفيه (صلى الله عليه وسلم)، فوقعت عند رجليه من شدة تأثره وانفعاله بما يقول عليه الصلاة والسلام.
واذا تبين هذا فسوف اذكر لكم اعمالا من فعلها حرمه الله على النار
1- التوحيد ينجي من النار ففي الحديث عن عتبان بن مالك وكان ضريرا قال (فإن الله حرم على النار من قال لا إله الا الله يبتغي بذلك وجه الله ) اخرجه البخاري ومسلم
في حديث عتبان ، يجوز ان يكسر حرف العين عِتبان أو يضم عُتبان ، ولكن المشهور كسر العين عن مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الانْصَارِيُّ -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ( إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا الله يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله ) البخاري ومسلم
2- الصلاة تثبت في السنن الأربعة وعند الإمام أحمد في المسند من حديث أم حبيبة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله تعالى على النار، وصححه الشيخ الألباني
3- الهين اللين يحرم على النار فعن َنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (حُرِّمَ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنْ النَّاسِ) رواه احمد وحسنه الارنؤوط بشواهده
4- وحرم الله على النار من جاهد في سبيل الله عن عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ قَالَ أَدْرَكَنِي أَبُو عَبْسٍ وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى الْجُمُعَةِ فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ( مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ الله حَرَّمَهُ الله عَلَى النَّارِ) رواه البخاري
5- من بكى من خشية الله وروى أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حُرمت النار على عين بكت من خشية الله.
روى الترمذي وحسنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله.
6- من احبه الله حرمه على النار ففي مسند احمد والحاكم في المستدرك وهو حديث حسن من رواية انس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والله لايلقي اللله حبيبه في النار ) وفي سورة المائدة قال الله يحبهم ويحبونه والسؤال متى يحبك الله اذا اطعته احبك وفي المقابل متى يحب العبد الله اذا تذكرت نعمه وما بكم من نعمة فمن الله وفي الحديث عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي )) رواه الترمذي وايضا ورد في اذكار الصباح اللهم ما اصبح بي من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك الحديث )
الشاهد اقسم نبينا ان الله لايلقي حبيه في النار وحبيب الله من يطيعه
رؤيا ابن عمر في النار
حديثي معكم اليوم عن رؤيا عبدالله ابن عمر لنار جهنم وهو شابا يافعا ففي صحيح البخاري فيكتاب التعبير أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ، قَالَ : " إِنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَرَوْنَ الرُّؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُصُّونَهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولُ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، وَأَنَا غُلَامٌ حَدِيثُ السِّنِّ وَبَيْتِي الْمَسْجِدُ قَبْلَ أَنْ أَنْكِحَ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ لَرَأَيْتَ مِثْلَ مَا يَرَى هَؤُلَاءِ ، فَلَمَّا اضْطَجَعْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، قُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ خَيْرًا فَأَرِنِي رُؤْيَا ، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَنِي مَلَكَانِ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ يُقْبِلَانِ بِي إِلَى جَهَنَّمَ وَأَنَا بَيْنَهُمَا أَدْعُو اللَّهَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهَنَّمَ ، ثُمَّ أُرَانِي لَقِيَنِي مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ ، فَقَالَ : لَنْ تُرَاعَ ، نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ لَوْ كُنْتَ تُكْثِرُ الصَّلَاةَ ، فَانْطَلَقُوا بِي حَتَّى وَقَفُوا بِي عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ لَهُ قُرُونٌ كَقَرْنِ الْبِئْرِ بَيْنَ كُلِّ قَرْنَيْنِ مَلَكٌ بِيَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ وَأَرَى فِيهَا رِجَالًا مُعَلَّقِينَ بِالسَّلَاسِلِ رُءُوسُهُمْ أَسْفَلَهُمْ عَرَفْتُ فِيهَا رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ ، فَانْصَرَفُوا بِي عَنْ ذَاتِ الْيَمِينِ ، فَقَصَصْتُهَا عَلَىحَفْصَةَ ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ "، فَقَالَ نَافِعٌ : فَلَمْ يَزَلْ بَعْدَ ذَلِكَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ .
هذه النار التي راها ابن عمر خلقت على شكل بئر مطوية واذا القي الحجر من شفيرها يظل سبعين خريفا ففي مسند ابو يعلي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لو أن حجرا كسبع خلفات (1) بشحومهن وأولادهن ألقي في جهنم ، لهوى سبعين عاما لا يبلغ قعرها )
هذه النار هي المحرقة الهائلة فكل بلاء في الدنيا دون نار جهنم فهو عافيه كل عذاب مهما عظم في الدنيا دون جهنم فهو عافيه اهل النار الذين هم اهلها معذبون فيها عذاب لاينقطع اكبر مشكلة في نار جهنم ان عذابها لاينقطع الالم الذي فيها لاينتهي يقول الله وياتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ )ومن ثم ورد في حديث بشير بن الخصاصية قال وقف (صلى الله عليه وسلم) على منبره فجعل ينادي ويقول:
"أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، أنذرتكم النار..."
وعلا صوته (صلى الله عليه وسلم) حتى سمعه أهل السوق جميعا، وحتى وقعت خليصة كانت على كتفيه (صلى الله عليه وسلم)، فوقعت عند رجليه من شدة تأثره وانفعاله بما يقول عليه الصلاة والسلام.
واذا تبين هذا فسوف اذكر لكم اعمالا من فعلها حرمه الله على النار
1- التوحيد ينجي من النار ففي الحديث عن عتبان بن مالك وكان ضريرا قال (فإن الله حرم على النار من قال لا إله الا الله يبتغي بذلك وجه الله ) اخرجه البخاري ومسلم
في حديث عتبان ، يجوز ان يكسر حرف العين عِتبان أو يضم عُتبان ، ولكن المشهور كسر العين عن مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الانْصَارِيُّ -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ( إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا الله يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله ) البخاري ومسلم
2- الصلاة تثبت في السنن الأربعة وعند الإمام أحمد في المسند من حديث أم حبيبة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله تعالى على النار، وصححه الشيخ الألباني
3- الهين اللين يحرم على النار فعن َنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (حُرِّمَ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنْ النَّاسِ) رواه احمد وحسنه الارنؤوط بشواهده
4- وحرم الله على النار من جاهد في سبيل الله عن عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ قَالَ أَدْرَكَنِي أَبُو عَبْسٍ وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى الْجُمُعَةِ فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ( مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ الله حَرَّمَهُ الله عَلَى النَّارِ) رواه البخاري
5- من بكى من خشية الله وروى أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حُرمت النار على عين بكت من خشية الله.
روى الترمذي وحسنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله.
6- من احبه الله حرمه على النار ففي مسند احمد والحاكم في المستدرك وهو حديث حسن من رواية انس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والله لايلقي اللله حبيبه في النار ) وفي سورة المائدة قال الله يحبهم ويحبونه والسؤال متى يحبك الله اذا اطعته احبك وفي المقابل متى يحب العبد الله اذا تذكرت نعمه وما بكم من نعمة فمن الله وفي الحديث عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي )) رواه الترمذي وايضا ورد في اذكار الصباح اللهم ما اصبح بي من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك الحديث )
الشاهد اقسم نبينا ان الله لايلقي حبيه في النار وحبيب الله من يطيعه
محبة ليس لها نظير
وعلاماتها الخمس
حديثي معكم اليوم عن علامات حب النبي صلى الله عليه وسلم الخمس والناس متفاوتون بين الحظ الاعلى وبين الحظ الادنى ومن خلال هذه العلامات سوف يتقين الانسان انه لازال لديه الكثير من التقصير وسوف اذكر اية واحدة ثم اذكر من السنة حديثين وبعدها اذكر الخمس علامات
اما الاية يقول الله ومن أعظم لوازم محبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحكيمه في كل موضع نـزاع، فلا يقدم قول أحد ولا رأيه ولا اجتهاده ولا نظره، ولا حكمه على قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحكمه، يقول الله تبارك وتعالى في هذا: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً )
فاقسم الله بنفسه ولا يقسم الله بنفسه الا وياتي جواب القسم عظيم فاقسم الله بنفسه انه لايتم ايمان مؤمن حتى يحكم نبيه في كل موضع نزاع فيسلم المؤمن تسليماً مطلقاً لما حكم به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولما أمر ولما أخبر به من خبر فلا يعرضه لا على عقله ولا على رأيه ولا على مذهبه ولا على قول شيخه، ولا على أي مخلوق أو أي فكر بشري.
واذا كانت محبته ركنا من أركان الدين وشرطا من شروط الإيمان فيجب على كل إنسان أن يتعاهدها في نفسه وأن يعرفها، وأن يعرف ضوابطها وحدودها، فإن هذا النبي الأمي rشرفه الله سبحانه وتعالى بأنواع التشريف، فقد اختاره من خلائقه فهو أفضل ما خلق الله من الخلائق، وقد اختاره اختيارا بشريا والناس فيها ما بين افراط وغلو وتفريط وجفاء
اما الحديثان
ففي البخاري فيكتاب الايمان والنذور عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن الخطاب وهو يسير في ركب يحلف بأبيه فقال ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت
وفي " الأيمان والنذور " من حديث عبد الله بن هشام أن عمر بن الخطاب قال للنبي صلى الله عليه وسلم " لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي . فقال : لا والذي نفسي بيده ، حتى أكون أحب إليك من نفسك . فقال له عمر : فإنك الآن والله أحب إلي من نفسي . فقال : الآن يا عمر " انتهى .
فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»). رواه البخاري ومسلم واللفظ له وعند مسلم ايضا عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين)).
اما علامات حب النبي صلى الله عليه وسلم
طاعته قولا وفعلا وظاهرا وباطنا وقد ضرب اصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم المثلى الاعلى في ذلك عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال : نهى رسول الله عن الخذف وقال : (إنه لا يقتل الصيد ، ولا ينكأ العدو ، وإنه يفقأ العين ، ويكسر السن) متفق عليه (227). وفي رواية اخرى ان ابنا لاعبدالله بن مغفل حذف ؛ فنهاه وقال : إن رسول الله نهى عن الخذف وقال : ( إنها لا تصيد صيداً ) ثم عاد فقال : أحدثك أن رسول الله نهى عنه ، ثم عدت تحذف !؟ لا أكلمك أبداً
وكذلك روى أبو داود في سننه بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال : ( ما حملكم على إلقائكم نعالكم ؟ ) قالوا : رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن جبريل عليه السلام أتاني فأخبرني أن فيهما قذراً )
الشوق الى رؤية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقال القرطبي : كل من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم إيمانا صحيحا لا يخلو عن وجدان شيء من تلك المحبة الراجحة ، غير أنهم متفاوتون . فمنهم من أخذ من تلك المرتبة بالحظ الأوفى ، ومنهم من أخذ منها بالحظ الأدنى
عن عائشة قالت‏:‏ جاء ثوبان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وأهلي وولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية ‏{‏وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَسولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم مِّنَ النَبيينَ‏}‏ الآية
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من أشدّ أمتي لي حُباً ، ناسٌ يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله )) رواه مسلم
( أشد أمتي لي حبا, قوم يكونون بعدي, يود أحدهم أنه فقد أهله وماله وأنه رآني )
رواه مسلم 2832 وأحمد واللفظ له عن أبي ذر
· ( إن أناسا من أمتي يأتون بعدي، يود أحدهم لو اشترى رؤيتي بأهله وماله)
جلس مالك في الروضة لمدة سبعين عاما! وكان كثيرا ما يبكي بها عند حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: "لعلي أجلس مكانه". يمني النفس أن يطأ بجسده موضعا وطئه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .
ثم يبكي ويقول: "أمالك بن أنس الفقير الضعيف يُحدِّثُ في روضة الرسول صلى الله عليه وسلم؟!" ولشدة تعظيمه لحديث من أحب لم يحدث به إلا وهو متوضئ لأنه كان يشعر أن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم عبادة.
كان الامام مالك اذا كان يوم الحديث يتأخر، فيقولون له: "لما تأخرت؟" فيقول: "لأتطهر، وأتوضأ، وأتعطر من أجل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وما يثير العجب في شدة تعلقه وحبه للرسول صلى الله عليه وسلم انه لم يركب في المدينة قط. ومن أحسن الكتب المعرفة بالنبي كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي السبتي رحمه الله، وهذا الكتاب قال فيه أهل العلم لما قرءوه: لولا الشفا لما عرف المصطفى ، فهو كتاب لا يستغني طالب علم عن القراءة فيه ومراجعته وكثير من أهل العلم يفرضون على طلابهم قراءته ليتعرفوا على النبي وليتهذب سلوكهم وأخلاقهم مع النبي فيعرفوا حقه ومكانته، ومن الفصول المؤثرة في هذا الكتاب قول القاضي رحمه الله: باب عظيم منزلته
عن مالك رحمه الله قال: لو أدركتم ما أدركت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، فقد أدركت جعفر بن محمد وكان ذا دعابة فإذا ذكر عنده رسول الله r بكى حتى كأنه ما عرفك ولا عرفته، وأدركت محمد بن المنكدر وكان إذا حدثنا عن رسول الله r بكى حتى رحمناه وخرجنا عنه، وكان مالك لا يلبس النعلين ولا الخفين في المدينة توقيرا لرسول الله r، وخرج ذات يوم إلى العقيق فسأله رجل عن حديث فقال: من هذا الذي يسأل عن حديث رسول الله r في الطريق؟ فأمر بجلده عشرين سوطا، فقيل له: يا أبا عبد الله إنه القاضي، قال: القاضي خير من أدب، فجلده عشرين سوطا، فلما ذهب مالك إلى منزله دعاه فرحمه وحدثه عشرين حديثا بدل كل سوط حديثا، فقال القاضي ليته جلدني مائة فحدثني مائة حديث، إنهم كانوا يحبون النبي r حبا عميقا مؤثرا جدا
ومن علامات حبه ترك الاستهزاء بسنته او بمن يطبق السنة ولاشك ان من استهزا بالسنة او بمن يطبق السنة كفر ورده ونفاق لما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رجل في غزوة تبوك في مجلس‏:‏ ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل‏:‏ كذبت ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن، فقال عبد الله بن عمر‏:‏ وأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو يقول‏:‏ يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ سورة التوبة الآية 65 ‏{‏أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ‏}‏ سورة التوبة الآية 66 ‏{‏لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ‏}‏ فجعل استهزاءه بالمؤمنين استهزاء بالله وآياته ورسوله‏.‏
كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من صلى عليَّ حين يصبح عشرًا ، وحين يمسي عشرًا ، أدركته شفاعتي يوم القيامة) رواه الطبراني وذكره ابن القيم في جلاء الافهام وذكر في اتحاف السَّادة المتقين (9/445) عن حفص بن عبد الله قال : رأيت أبا زرعة في النوم بعد موته يصلي في السماء الدنيا بالملائكة قلت: بم نلت هذا ؟ قال: كتبت بيدي ألف ألف حديث أقول فيها على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه عشراً.
وكثرة الصلاة على رسول الله r: فهي من أجلّ القربات وأحسنها، وقد صلى الله عليه وملائكته تشريفًا له وتكريمًا، فيجب علينا معرفة منزلته؛ حتى نوقره ونجله، ونتقرب إلى الله بحبه.
يقول شيخنا محمد المختار: سلْ نفسك كم تصلي عليه في يومك وأسبوعك؟ بل إن البعض يجلس في مجلس العلم ويصلي على النبي r وهو لا يسلم وممكن أن يسلم بقلبه، وأقل ما فيها المخالفة.
بقي تنبيه: لا تصلي عليه مباشرة بل قل اللهم صلّ وسلم وبارك عليه، هذا اختصارًا والأفضل الوارد كالتشهد الأخير.
فوائد الصلاة والسلام على النبي r:
إن من أكثر من الصلاة عليه، أخرجه الله من الظلمات إلى النور، وتأتي الصلاة من الله على نبيه بمعنى الثناء عليه في الملأ الأعلى، والصلاة من الله على عباده بمعنى الرحمة، ومن الملائكة بمعنى الدعاء، ثبت في مسند أحمد والأربعة: «من صلّى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا».
الأوقات التي يُندب فيها الصلاة على النبي r ثلاثة:
1- في الصباح والمساء: ثبت عند الإمام الطبراني بسند رجاله ثقات، عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله r يقول: «من صلى علي حين يصبح وحين يمسي عشرًا أدركته شفاعتي يوم القيامة».
2- الصلاة عليه في أي موطن: أو في أي مجلس نجلس فيه، ثبت في مسند أحمد والترمذي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله r: «وما جلس قوم لم يذكروا الله، ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترةً وأمرهم إلى الله، إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم».
3- الصلاة عليه يوم الجمعة: قال شيخنا الشنقيطي: إن كثرة الصلاة والسلام على رسول الله r يوم الجمعة أفضل من قراءة القرآن، لا من حيث الجنس، ولكن من جهة المتابعة للنبي r. فقد ثبت في مسند أحمد وأبي داود عن أوس بن أوس – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله r يقول: «أكثروا عليّ من الصلاة يوم الجمعة؛ فإن صلاتكم معروضة عليّ فيه» فقال الصحابة: يا رسول الله كيف تعرض عليك وقد أرمت أو أَرمت عظامك؟ يعني: بليت، فقال: «إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء».
ألا تستحي أن تُعرض صلاتك على النبي r وأنت قليل البضاعة يوم الجمعة، أو قليل العدد؟ إن حفظ حقّ النبي r حفظ للدين، ومع الأسف، هذه السنة مهجورة عند الكثير من الناس، قال الإمام أحمد: «تعظيم النبي r تعظيم لله، إن موسى – عليه السلام – ضرب بعصاه البحر فانفلق، فكان كل فرق كالطود العظيم، وأعظم منه من تفجرّ الماء من بين أصابعه، من بين اللحم والدم، فصدر عنه ألف وخمسمائة، قال جابر: لو كنا مائة ألف لوسعنا».
تعليم سنته ونشرها وقد يقول وكيف لي ان انشر سنتة وانا لست داعي هاو طالب علم فنقول بامكان كل واحد يبلغ سنتة في حدود ما يعرف فعلى سبيل المثال وانت معك اهلك وترى احد ابناءك لايحسن اداب الطعام فتقول له كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك وكما ورد في حديث حذيفه
وعن حذيفة رضي الله عنه قال : " كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده ، وإنا حضرنا معه مرة طعاماً فجاءت جارية كأنها تدفع ، فذهبت تضع يدها في الطعام ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ، ثم جاء أعرابي كأنه يدفع ، فأخذ بيده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله تعالى عليه ، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها ، فأخذت بيدها ، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به ، فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يديهما ، ثم ذكر اسم الله تعالى وأكل"
فمن زحزح عن النار
حديثي معكم اليوم بعنوان فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز لايمكن ان يدخل الجنة وينالها احد الا بعد الزحزحة عن النار يقول علي رضي الله عنه كل خير بعده نار جهنم فليس بخير وكل شر بعده الجنة فليس بشر وكل نعيم دون الجنة فهو لاشيء وكل بلاء دون النار فهو عافيه
مهما عظم عذاب الدنيا لكنه دون عذاب النار لاشيء الناس في الدنيا تقلق على مصيرها المؤقت فاصبح هم الناس الاكبر كيف ابني بيتا كيف احصل على وظيفه كيف اتزوج كيف انال شهادة اين يبني ابنائي ليس لديهم رصيد ولا عقارات وتركنا مصيرنا الابدي يجب علينا ان نفر من النار ونسعى في فكاك انفسنا من النار
نحن لم نرى النار لايقظة ولا مناما ولكننا سمعنا بنار جهنم من خلال كلام الله ورسوله ان جهنم هي المحرقة الهائله فيها جبال واوديه وشعاب وتجري فيها اوديه من صديد يقول الله ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه
في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكت النار إلى ربها فقالت رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير.وفي رواية للبخاري : فأشد ما تجدون من الحر فمن سمومهاوأشد ما تجدون من البرد فمن زمهريرها )
نحن لانتحمل اربعين درجة وفي الستة والاربعين يكاد الواحد يخرج من جلده والعجيب ان لكل نفس من نفس النار يتخذ النار له وقاية ففي الشتاء
كيف خلق الله الجنة والنار
حديثي معكم اليوم عن كيفيه خلق الجنة والنار ثبت في وفي سنن الترمذي ( 2483 ) وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ أَرْسَلَ جِبْرِيلَ إِلَى الْجَنَّةِ فَقَالَ : انْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا . قَالَ : " فَجَاءَهَا وَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِأَهْلِهَا فِيهَا . قَالَ : فَرَجَعَ إِلَيْهِ قَالَ فَوَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا . فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ ؛ فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَى مَا أَعْدَدْتُ لأَهْلِهَا فِيهَا قَالَ فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ قَدْ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ . قَالَ : اذْهَبْ إِلَى النَّارِ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ : وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا . فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ؛ فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهَا . فَرَجَعَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا " وقَالَ الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .وقال الحافظ في الفتح ( 6 / 320 ) : " إسناده قوي ".
هذا الحديث العظيم حينما خلق الله الجنة امر الله جبريل ان ينظر اليها والى ما اعده لاهلها فيها ولكم ان تتصوروا حديث اسامة بن زيد في وصف الجنة ثبت في سنن ابن ماجة وفي صحيح ابن حبان عن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ لأَصْحَابِهِ : أَلاَ مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ ؟ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لاَ خَطَرَ لَهَا ، هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلأْلأُ ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ ، وَنَهَرٌ مُطَّرِدٌ ، وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ فِي مَقَامٍ أَبَدًا ، فِي حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ ، فِي دَارٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ بَهِيَّةٍ , قَالُوا : نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : قُولُوا : إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْجِهَادَ وَحَضَّ عَلَيْهِ.
ماذا قال جبريل حينما راى هذه الخيرات وما اعده الله للمؤمنين قال يا رب لااحد يسمع بهاالا دخلها لكنه حينما امره ان يرجع اليها مرة ثانية وبعد ان حفت بالمكاره قال لقد خفت الا يدخلها احد لان الجنة لايوصل اليها الا على جسر من التعب النعيم لايدرك بالنعيم ومن اثر الراحه فاتته الراحه نحن امام امتحانات يوميه متنوعه ومتجدده تمتحن في سمعك وبصرك ولسانك وجميع تصرفاتك فمنا من يوفق ومنا من لايوفق والنتيجة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز
وفي المقابل لما خلق الله النار وما اعده لاهلها فيها قال لجبريل انظر اليها فقال لااحد يسمع بها فيدخلها احد العلماء عمل مقارنة بين نار الدنيا ونار الاخره
فقال المتبارد الى الاذهان ان نار الدنيا كنار الاخرة ولكن من امعن النظر في كتاب الله انها من نوع اخر فنار الدنيا اذا القيت فيها شيئا فحمته واحرقته فصار فحما نار الدنيا تحرق من يدخلها فيصير فحما فيموت ويستريح من الالم
لكن نار الاخرة فيها شجر وفيها ماء وفيها ظل ولكن كل هذا للتعذيب وليس للتنعيم ومشكلة نار الاخرة ان المها دائم لاهلها يقول الله وياتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ
نار الاخرة اهلها فيها يعيشون ويفكرون ويتذكرون ويختصمون ( ان ذلك لحق تخاصم اهل النار )
في جهنم شجر ينبت ويثمر يقول الله ( وشجرة تخرج في اصل الجحيم طلعها كانه رؤوس الشياطين ) أي ثمرها وله ثلاث صفات مر ومنتن وفي منتهى الحرارة فيسلط الله عليهم جوعا اشد من عذاب النار فياكلون منها
في جهنم طعام واهلها ياكلون ( ان شجرة الزقوم طعام الاثيم كالمهل يغلي في البطون )
في جهنم شراب وفيها ماء ولكنه ماء من صديد ( ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولايكاد يسيغه ) وقال تعالى ( وسقوا ماء حميما فقطع امعاءهم )
وفي جهنم ثياب ولكنها من نار ( قطعت لهم ثياب من نار )
وفي جهنم ظل وظليل ولكنها كما قال الله ( وظل من يحموم لابارد ولاكريم ) ( لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل )
ان في هذه المحرقة الهائله الكبرى جبال واوديه وشعاب وتجري فيها اوديه الصديد جعله الله لمن طغى وعصى واثر الحياة الدنيا واصر على الكفر فجهنم سجن لمن كفر وعصاه ويوزع اهلها على جهنم لكل باب منهم جزء مقسوم
ومن ثم حينما شاهد جبريل نار جهنم وما اعده الله فيها لاهلها فقال لا احد يسمع بها فيدخلها لكنه حينما حفها الله بالشهوات قال لااحد يكاد يسلم منها
ختاما بين الله في كتاب ان دخول الجنة لاياتي بالتشهي ولا بالتمني ولكن بالايمان والعمل الصالح يقول الله واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي الماوى وايضا بين ان دخول النار لمن طغى واثر الحياة الدنيا فان الحجيم هي الماوى
وصايا جبريل الخمس لنبينا محمد
صلى الله عليه وسلم
حديثي معكم اليوم عن وصايا جبريل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم اخرج الامام الحاكم ووافقه الذهبي وصححه الاالباني في السلسلة والجامع عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله أتاني جبريل، فقال : يا محمد ! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس
اما قولة عش ما شئت فانك ميت
كل حي سيموت ليس في الدنيا ثبوت
مهما طال الليل لابد ان يطلع الفجر ومهما طال العمر لابد من القبر يقول بعض العلماء عاش احد الفنانين وهو حريص على الحياة حرصا لايوصف ويخاف من الموت خوفا عجيبا حتى كان لايركب طائرة خوفا ان تسقط به وكان لاياكل اللحم وياكل السمك والدجاج ولا ياكل الا فواكه ولديه برنامج غذائي صارم وتحت اشراف طبيب وظنه انه لن يموت ولكنه مات قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم
ميمون بن مهران احسن من نفسه قساوة فقال لأبنه اذهب بنا الى الحسن البصري فقال يا ابا سعيد عظني فقرا عليه ثلاث ايات من سورة الشعراء (أفرايت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون )
والقضية ليست ان تؤمن بانه الموت حق فقط فكل حي يؤمن بالموت سواء كانوا كفار او مسلمين انما الشان ان تستعد للموت بالتوبة والعمل الصالح فثمن الجنة الايمان والعمل الصالح
اما قولة احبب من شئت فانك مفارقه
اعرف من تحب هناك حب يبقى وهناك حب يفنى
هل تحب زوجتك او ولدك او مالك او اصحابك فلابد ان تفارقهم او يفارقونك وقد تنقلب بعض المحبات الى عدوات فكم من ابن قتل ابية وكم من امراة طلبت من زوجها الطلاق والعكس وانقلبت تلك المحبة الى عداوات
لكن المحبة الباقيه محب الله مقصوده لذاتها لانها تستمر معك في الدنيا والاخرة ( والذين امنوا اشد حبا لله ) وايضا المحبة في الله ومن اجل الله يحشر المرء مع من احب ) حتى بعد الموت تستمر وحب العمل الصالح يستمر معك ايضا بعد الموت يتبع الميت ثلاث ماله واهله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع المال والاهل ويبقى العمل
اما قوله واعمل ما شئت فانك مجزي به
كل شيء له ثمن فالحسنة لها ثمن والسيئة لها ثمن يقول الله (من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون )
قال ابو بكر الصديق يا رسول الله ما اشد هذه الاية ( من يعمل سوء يجزى به ) عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ الصَّلاحُ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ ؟ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ سورة النساء آية 123 كُلُّ سُوءٍ نَعْمَلُهُ نُجْزَى بِهِ ؟ ، قَالَ : " رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ ، أَلَسْتَ تَمْرَضُ ؟ أَلَسْتَ تَنْصَبُ ؟ أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللأْوَاءُ ؟ فَذَاكَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ " .
كما في الحديث الصحيح:"لا يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها عنه" البخاري (5641) ومسلم (2573) عن ابي هريرة
واما قولة واعلم ان شرف المؤمن قيامة بالليل
يقول الله ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً ) -سورة الإسراء
وعن عمرو بن عبسة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر ، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن " رواه الترمذي بسند صحيح والنسائي . جوف الليل الاخر أي ثلثة الاخيروهي ساعة السحر
قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن استطاع منكم أن يكون له خبيئة مِن عملٍ صالح، فليَفعل))؛ صحيح الجامع (6018).
وفي الصحيح ( ركعتان في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها ) وعند ابو يعلى ( لاتدعن قيام الليل ولو قدر حلب شاة ) او فواق ناقه )
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين» رواه أبو داود بسند صحيح.
اما قوله واعلم ان عزك استغنائك عن الناس
نعم صحتك بيد الله رزقك بيد الله سعادتك بيد الله كل شيء تطمع فيه بيد الله بل حياتك وموتك ونشورك بيد الله عزك بيد وذلك بيد الله
وفي الحديث ( اذا سالت فاسال الله واذا استعنت فاستعن بالله ) من كان يريد العزة فالله العزة جميعا
ومن ثم قالوا استغنِ عمن شئت تكن نظيره , و أحتج إلى من شئت تكن أسيره , وأحسن إلى من شئت تكن أميره
وقفت على بابي الجنة والنار
حديثي معكم اليوم عن الجنة والنار ثبت في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قمت على باب الجنة، فكان عامة من دخلها المساكين، وأصاحب الجَدّ محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار. وقمت على باب النار، فإذا عامة من دخلها النساء".
وفي البخاري من حديث ابي هريرة ( اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ)) (صحيح البخاري)
والسؤال لماذا اكثر اهل الجنة مساكين وفقراء ولماذا الاغنياء واصحاب الجد محبوسون ولماذا ايضا اكثر اهل النار نساء
قال العلماء يحاسب الله كل انسان بحسب حظة من الدنيا فكل نعمة يعطيك الله يقابلها سؤال ماذا فعلت فيها وماذا اردت بها فاذا اتاك الله مالا وفيرا فسوف يكون السؤال كبيرا واذا اتاك سلطانا وقوة فسوف يحاسبك على كل تصرفاتك
ومن ثم الفقراء قل حظهم في الدنيا فكان حسابهم يسيرا دخلهم قليل انفقوه في طعامهم وشرابهم ولباسهم وسكناهم
قسم العلماء اصحاب الاموال الى ثلاثة اقسام
1- غني وهو مايملك فوق الحاجة فاعطاه الله مالا زائدا عن حاجته لذلك تجد عنده اموالا بالبنوك مر عليها اثني عشر شهرا ولم ينفقها لكونها مالا زائدا عن حاجته فهذا غني
2- فقير وهو مالايقدر على الكفاية فاعطاه الله مالا لكنه لايفي بحاجته لذلك تراه يستدين كل شهر
3- صاحب كفاية وهو مايملك ورجل اعطاه الله مالا فكان صاحب كفايه ورزق كفافا لا له ولا عليه كفاية والاسلم للانسان في غالب احواله الكفاف ولذلك قبل خمسين كان في هذه البلاد وبالخصوص جزيرة العرب كانوا اصحاب كفايه قبيلة كامله لاتسمع واحدا منهم يقول لك سوف احمل اسرتي واذهب انا وهم لتنزة في منتزة كذا واليوم تسمع من يقول خرج الاسرة مع السائق ورب الاسرة نائم بالبيت تسمع من يقول زوجته وابتنه تعمل في محل كذا او مستشفى كذا على بعد خمسين كيلوا وهو نائم بالبيت بل سمعنا من يقول ذهبت ابنته لتدرس في اروبا فباعوا دينهم من اجل عرض من الدنيا قليل
الشاهد من هذا ان الغنى يصحبه اثام ومعاصي الغنى محفوف بالمعاصي والاثام والاضرار بالاخرين هناك من الاغنياء من يبني مجده على حساب غيره ومنهم من يبني غناه على فقر غيره ومنهم من يبني حياته على موت غيره فيه اناس يبنون سعادتهم على جهد غيرهم
ومن ثم يحشر الاغنياء على اربعه فرق
1- فريق جمع مالا من حرام وانفقه في الحرم خذوة الى النار
2- فريق جمع مالا حراما وانفقه في الحلال خذوة الى النار
3- فريق جمع مالا من حلال وانفقه في الحرام خذوة الى النار
4- فريق جمع ماله من حلال وانفقه في الحلال يحاسب ويحبس على باب الجنه ففي الحديث كما في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفاً".وحديث: "المساكين يدخلون الجنة قبل الأغنياء بن
5- نصف يوم". ونصف يوم مقداره خمسمائة سنه
مختصر القول الفقراء دخلوا الجنة قبل الاغنياء بنصف يوم بسبب قله حظهم من الدنيا وحبس الاغنياء على باب الجنة بنصف يوم بسبب الحساب فكل نعمة يقابلها سؤال هم الاخسرون الاقلون يوم القيامة الاكثرون مالا الا من قال هكذا وهكذا
اما قولة ووقفت على باب النار
فالنار هي المحرقة الهائله جمع الله فيها صنوف العذاب فعن ابي هريرة قال : كنا مع رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إِذ سَمِعَ وَجْبَةً فقال : « هَلْ تَدْرُونَ ما هذا؟» قُلْنَا : اللَّه وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قال : هذا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ في النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَريفاً فَهُوَ يهْوِي في النَّارِ الآنَ حَتَّى انْتَهَى إِلى قَعْرِهَا ، فَسَمِعْتُمْ وجْبَتَهَا» رواه مسلم . اكبر مشكلة في النار ان عذابها غير منقطع لاينتهى الالم فيها يقول الله ( وياتيه الموت من كل مكان وما هو بميت وم ورائة عذاب غليظ )
والسؤال لماذا النساء اكثر اهل النار بسبب خطورة اللسان واللباس وكفران العشير وكفر الاحسان واخطر شيء عليهن اللباس وتبرجهن ففي الحديث صنفان من اهل النار وذكر نساء كاسيات عاريات وقد القى الشيخ المنجد محاضرة بعنوان الحجاب او النار بل ان نقاب كثير من النساء اليوم نوع من التبرج لان النقاب اذا خرج عن حدود النظر محرم وهن اليوم اصبحن متبرقعات ولسن متنقبات والاسلم لهن البعد عن هذه الامور من اجل سلامة دينهن فلا يفتن ولا يفتن لكن خرج الكثير من النساء غير مبالين بالوعيد الشديد فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

[مجلد 9][ مستدرك الحاكم ] المستدرك على الصحيحين محمد بن عبدالله أبو عبدالله الحاكم النيسابوري

  [مجلد 9][ مستدرك الحاكم ] المستدرك على الصحيحين محمد بن عبدالله أبو عبدالله الحاكم النيسابوري 8327 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد ا...